سلمة عن الفراء في قوله : (وَحاقَ بِهِمْ) هو في كَلامِ العرَب عاد عليهم ما استهزءُوا وجاء في التَّفسير أَحَاطَ بهم ونزل بهم.
وقح : الليث الوَقَاحُ الحافِر الصُّلْبُ الباقي على الحجارة. والنعت وقاحٌ ، الذَّكر والأنثى فيه سواء والجميع وُقُح وَوُقَّح ، ورجلٌ وقَاحُ الوجه صُلبه قليلُ الحياءِ ، وقد وَقُح وقَاحَةً وقِحَةً وَوَقَح الفرسُ وَقاحة وقِحَةً والتوقيح أن يوقح الحافُر بشحْمَةٍ تذاب حتى إذا تشيّطت الشحمة وذابت كُوِيَ بها مواضع الحَفَاء والأَشَاعِر.
واستوقح إذا صلُب وقال غَيره : وَقِّحْ حوضَك أي امْدُرْه حتى يَصْلُبَ فلا ينشَفَ الماءُ ، وقد يُوَقَّح بالصفائِح وقال أبو وجزة :
أفْرِغْ لها في ذِي صَفِيحٍ أَوْقَحَا
قيح : قال الليث يقال للجرح إذا انْتَبَرَ : قَدْ تَقَوَّحَ. قال وقَاحَ الجرحُ يَقيحُ وقَيَّحَ وأَقَاحَ ، والقيح المِدَّةُ الخالصة التي لا يخالطها دَمٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي أقاح الرَّجُلُ إذَا صمَّم على المنع بعد السؤال ، وروي عن عمر رضياللهعنه أنه قال مَنْ مَلأَ عيْنَيه من قَاحَةِ بيْتٍ قبل أن يُؤْذَنَ له فقد فَجَر.
وقال ابنُ الفرج سمعت أبا المقدام السُلَميَّ يقول هذه بَاحَةُ الدَّارِ وقَاحَتُها ومثله طين لازِبٌ ولازقٌ. ونَبِيثَةُ البِئْرِ ونَقِيثَتُها وقد نَبَّثَ عن الأَمْرِ ونَقَّثَ. وقال ابن الأعرابي عن أبي زِيَادٍ : مررت على دَوْقَرة فرأيت في قَاحَتِها دَعْلَجاً شَظِيظاً.
قال قاحةُ الدَّار وسَطُهَا ، والدَّعْلَجُ الجُوَالِقُ والدوقَرَةُ أرضٌ نَقِيَّة بين جبالٍ أحاطت بها.
وروى ثعلب عن ابن الأعرابي القُوح الأرَضُون التي لا تُنْبِتُ شيئاً ، يقال قَاحَةٌ وقُوحٌ مثل ساحةٍ وسُوحٍ ولابَةٍ ولُوبٍ وقارَةٍ وقُورٍ.
أبواب الحاء والكاف
[حك (وايء) حاك ، (يحوك ، ويحيك) ، كاح ، حكى ، حكأ ، وكح ، كحا : مستعملة.
حوك ـ حيك : قال الليث الحُوك بقلة ورَوَى ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الحَوْكُ الباذروج. قال اليزيدي ما حكّ في صدري منه شيء وما حاكَ وكلٌّ يقال : فمن قال حكَّ قال يحُكُّ ومن قال حاك قال يحِيكُ حَيْكاً ، ويقال ما أحاك فيه السيف وما حاك كلٌّ يقال : فمن قال أحَاكَ قال يُحِيكُ إحاكَةً ، ومن قال حاكَ قال يَحيكُ حَيْكاً وحاك الحائك يحُوك حياكَةً وحَوْكاً وحَاك في مَشْيهِ يَحِيكُ حَيَكاناً أي تبختر.
وحدثنا السعدي قال حدثنا الزعفراني عن زيد بن الحُبَاب :
قال أخبرنا معاوية بن صالح قال أخبرني عبد الرحمن بن نُغَيْر عن أبيه عن النَوَّاس بن سَمْعان الأنصاري : أنه سأل النبي صلىاللهعليهوسلم عن البِرّ والإثْم فقال :
«البِرُّ حُسْنُ الخُلُق والإثم ما حَاكَ في نفْسِك وكَرِهْتَ أن يطّلِعَ عليه الناس».