أوطانه. ولعمرى لو كنّا نأتى ما أتيتم ما قام للدّين عمود ، ولا اخضرّ للإيمان عود ، وايم اللّه لتحتلبنّها دما (١) ولتتبعنّها ندما
٥٧ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لأصحابه
أما إنّه سيظهر عليكم بعدى رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن (٢) يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ، ولن تقتلوه (٣) ألا وإنّه سيأمركم بسبّى والبراءة منّى : أمّا السّبّ فسبّونى ، فإنّه لى زكاة ، ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّى ، فإنّى ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة (٤)
__________________
وجمعه جرن ـ بوزان كتب ـ وأجرنة ـ بوزان أغربة ـ وإلقاء الجران : كناية عن التمكن
(١) الاحتلاب : استخراج ما فى الضرع من اللبن ، والضمير المنصوب يعود إلى أعمالهم المفهومة من قوله «ما أتيتم» واحتلاب الدم تمثيل لاجترارهم على أنفسهم سوء العاقبة من أعمالهم ، وسيتبعون تلك الأعمال بالندم عند ما تصيبهم دائرة السوء أو تحل قريبا من دارهم
(٢) مندحق البطن : عظيم البطن بارزه ، كأنه لعظمه مندلق من بدنه يكاد يبين عنه ، وأصل «اندحق» بمعنى اندلق ، وفى الرحم خاصة. والدحوق ـ من النوق ـ التى يخرج رحمها عند الولادة ، ورحب البلعوم : واسعه ، يقال : عنى به زيادا ، وبعضهم يقول : عنى المغيرة بن شعبة ، والبعض يقول : معاوية
(٣) أمرهم أولا بقتله ، لأنه يستحق ذلك ، ثم أخبر أنهم ليسوا بقاتليه ، وأنهم سيخالفون هذا الأمر
(٤) قد تسب شخصا وأنت مكره ، ولحبه مستبطن ، فتنجو من شر من أكرهك ، وما أكرهك على سبه إلا مستعظم لأمره يريد أن يحط منه وذلك زكاة للمسبوب. أما البراءة من شخص فهى : الانسلاخ من مذهبه ويقال : برىء من فلان ـ من باب علم ـ براءة ، أى : تخلص منه