لووا جانباً عن مورد الضّيم فانثنوا |
|
على الأرض صرعى سيّداً بعد سيّد |
هووا للثرى نهب السّيوف جسومهم |
|
عوار ولكن بالمكارم ترتدي |
وأضحى يدير السبط عينيه لا يرى |
|
سوى جثث منهم على الترب ركّد |
أحاطت به سبعون ألفاً فردَّها |
|
شوارد امثال النّعام المشرد |
وقام عديم النّصر بين جموعهم |
|
وحيداً يحامى عن شريعة أحمد |
إلى أن هوى للأرض شلْوا مبضعاً |
|
ولَم يروِ من حرِّ الظما قلبه الصدي |
هوى فهوى التوحيد وانطمس الهدى |
|
وحُلّت عرى الدين الحنيف المشيّد |
له الله مقطور الفؤاد من الظما |
|
صريعاً على وجه الثرى المتوقّد |
ثوى في هجير الشمس وهو |
|
معفَّر تظلله سمر القنا المتقصّد |
وأضحت عوادي الخيل من فوق صدره |
|
تروح إلى كرّ الطراد وتغتدي |
وهاتفة من جانب الخدر ثاكل |
|
بدت وهي حسرى تلطم الخدّ باليد |
يؤَلّمها قرع السّياط فتنثني |
|
تحن فيشجي صوتها كل جلمد |
وسيقت على عجف المطايا أسيرة |
|
يطاف بها في مشهد بعد مشهد |
سرت تتهاداها علوج اُميّة |
|
فمن ملحد تهدى إلى شر ملحد (١) |
شهادة أهل البيت (ع)
علي الأكبر
ولمّا لَم يبقَ مع الحسين إلاّ أهل بيته ، عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ مرّ ونفوس أبيّة ، وأقبل بعضهم يودّع بعضاً (٢) وأول مَن تقدّم أبو الحسن (٣) علي الأكبر (٤) وعمره سبع وعشرون سنة ؛ فإنّه ولد في الحادي عشر من شعبان سنة
__________________
(١) للحجة السيد محمّد حسين الكيشوان رحمه الله.
(٢) مقتل لخوارزمي ٢ ص ٢٦.
(٣) ذكرنا في رسالة (علي الأكبر ص ١٤) الرواية عن أبي الحسن الرضا (ع) أنّه كان متزوّجاً من اُمّ ولد ، فلعلّ الكنية بأبي الحسن من جهة ولد له منها اسمه (الحسن) كما يقتضيه التسمية باُمّ ولد مع أنّ زيارته المرويّة في كامل الزيارات ص ٢٣٩ تؤكّده. قال الصادق (ع) في تعليم أبي حمزة «قُل ، صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك واُمّهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهراً» ، والأبناء جمع أقلّه إثنان.
(٤) في رسالتنا (علي الأكبر) ذكرنا نصوص المؤرّخين على أنّه أكبر من السّجاد (ع) وسيأتي في الحوادث بعد الشهادة ، اعتراف زين العابدين به في المحاورة الجارية بينه وبين ابن زياد.