بنت محمَّد صلىاللهعليهوآله سنة إحدى عشرة. وفي اليوم العشرين منه سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة عليهاالسلام في بعض الروايات ، وفيه رواية أُخرى سنة خمس من المبعث. والعامّة يروون أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين) (١) ، انتهى.
وقال الشيخ المفيد رحمهالله في (مسارّ الشيعة) : (في اليوم العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين من المبعث كان مولد السيّدة الزهراء فاطمة عليهاالسلام ، وفي اليوم الثالث منه سنة إحدى عشرة من الهجرة كانت وفاتها) (٢) ، انتهى.
وروى ابن جرير الطبريّ الإمامي في (تاريخه) بسنده عن محمّد بن همّام بن سهيل قال : روى أحمد بن محمّد البرقي عن أحمد بن محمّد الأشعري ، وساق السند إلى أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلّى الله عليهما وآلهما قال ولدت فاطمة في جمادى الآخرة يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله. وأقامت بمكة ثماني سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة (٣).
إلى أن قال ابن همام : (روي أنّها قبضت لعشر بقين من جمادى الآخرة ، وقد كمل عمرها يوم قبضت ثماني عشرة سنة وخمسة وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها ، وغسّلها أمير المؤمنين عليهالسلام) (٤) ، انتهى.
قلت : الحديث الأول يدلّ على ما قاله المفيد من يوم وفاتها ، والظاهر أن آخر الحديث قوله عليهالسلام سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأن قوله : (وأقامت بمكّة) إلى آخره من كلام ابن همّام ؛ إذ لا يعقل أنها ماتت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوماً مع أن موتها يوم الثالث من جمادى الآخرة ، فكأن ابن همام بعد نقل الرواية أفتى بخلاف
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٣٣ (حجريّ).
(٢) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٤ ، (بتقديم الوفاة على الولادة).
(٣) دلائل الإمامة : ١٣٤.
(٤) دلائل الإمامة : ١٣٤ ، ١٣٦.
مضمونها عملاً بروايات الخمسة والسبعين. ولا غرو ، فظاهر شرح المجلسيّ على (الأُصول) (١) أن آخر الرواية قوله : (سنة إحدى عشرة من الهجرة) ، حيث قال : (وروى الطبريّ ..) وساق الكلام إلى هنا ، ولم يتكلّم عليها بشيء ، وهو مشكل كما ترى. وأظنّه غفل عن الإشكال ، وهو ما فيها على هذا من التمانع والتدافع ، والله العالم.
وفي شكل الكفعميّ في مصباحه أنها عليهاالسلام ولدت في مكّة في يوم الجمعة العشرين من جمادى [الآخرة (٢)] بعد المبعث بخمس سنين وتوفّيت يوم الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وعمرها ثماني عشرة سنة مُسقطةً شهيدة بالمدينة ، وقبرها في الروضة (٣). انتهى.
وقال البهائيّ رحمهالله تعالى ـ : (إن مولدها الشريف في العشرين من شهر جمادى الآخرة بعد المبعث بخمس سنين ، ووفاتها سلام الله عليها في اليوم الثالث منه).
ونقل المجلسيّ عن الإربليّ في (كشف الغمّة) (٤) أنه قال : (ذكر ابن الخشّاب عن شيوخه يرفعه عن أبي جعفر محمّد بن علي سلام الله عليهما قال ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوّة نبيّه ، وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبنى البيت ، وتوفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً.
وفي رواية صدقة. (ثماني عشرة سنة وشهر وخمسة عشر يوماً)
وكان عمرها مع أبيها صلىاللهعليهوآله بمكّة ثماني سنين وهاجرت إلى المدينة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فأقامت معه عشر سنين ، وكان عمرها ثماني عشرة سنة وشهر وعشرة أيّام) (٥) ، انتهى.
__________________
(١) مرآة العقول ٥ : ٣١٣.
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : (الأول).
(٣) المصباح : ٦٩٠ ، وفيه : (بعد البيعة) بدل : (بعد المبعث).
(٤) كشف الغمّة ٢ : ٧٦ ٧٧ ، وليس فيه : (وشهر وعشرة أيّام).
(٥) مرآة العقول ٥ : ٣١٣.
قال المجلسيّ : وروى في كتاب (مصباح الأنوار) عن أبي جعفر عن آبائه عليهمالسلام : (إن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله عاشت بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ستّة أشهر وما رؤيت ضاحكة) (١).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (اختلفت الأقوال في يوم وفاتها اختلافاً كثيراً فقيل : إنها عاشت بعد أبيها أربعين يوماً فيكون الثامن من شهر ربيع الثاني. وقيل : عاشت بعد أبيها خمسة وتسعين يوماً ، فيكون الثالث من جمادى الآخرة ، وعليه اعتمد الشيخ في (المصباح) (٢) وابن طاوس (٣).
قال المجلسيّ : (وهو المشهور بين علمائنا ، وبه روايات معتبرة. وقول الشهيد في (الدروس) : (عاشت بعده نحواً من مائة يوم) (٤) ، قريب من هذا) (٥).
وقيل : عاشت بعده ستة أشهر (٦). وهذا أقرب إلى قول العامّة (٧) ، بل هو من أقوالهم. والصحيح أنّها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً كما رواه في (الكافي) (٨) بسند صحيح عن الصادق عليهالسلام ، فيكون الثالث عشر من جمادى الاولى.
وقال في (الدروس) : (ولدت فاطمة عليهاالسلام بعد المبعث بخمس سنين وقبضت بعد أبيها صلىاللهعليهوآله بنحو مائة يوم) (٩)) ، انتهى (١٠).
قال المجلسيّ بعد أن نقل خلاف الخاصّة والعامّة في مولدها وموتها ـ : (إذا عرفت هذه الأقوال فاعلم أنه يشكل التطبيق بين أكثر تواريخ ولادتها ووفاتها وبين مدّة عمرها الشريف ، وكذا بين تواريخ الوفاة وبين ما ورد في الخبر ، واختاره المصنّف من أنها عليهاالسلام عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً ؛ إذ لو كانت وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله في الثامن والعشرين من صفر كان على هذا وفاتها في أواسط جمادى
__________________
(١) مرآة العقول ٥ : ٣١٣.
(٢) مصباح المتهجّد : ٧٣٣.
(٣) الإقبال بالأعمال الحسنة ٣ : ١٦١.
(٤) الدروس ٢ : ٦.
(٥) مرآة العقول ٥ : ٣١٤.
(٦) مرآة العقول ٥ : ٣١٤.
(٧) الطبقات الكبرى ٨ : ٢٣.
(٨) الكافي ١ : ٤٥٨.
(٩) الدروس : ٢ : ٦.
(١٠) أي كلام الشيخ عبد الله بن صالح.
الاولى ، ولو كان في ثاني عشر ربيع الأوّل كما اختاره العامّة (١) كان وفاتها في أواخر جمادى الاولى. وما رواه أبو الفرج عن الباقر عليهالسلام من كون مكثها عليهاالسلام بعده صلىاللهعليهوآله ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه على ما هو المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الآخرة بأن يكون عليهالسلام أسقط الزائد كما هو الشائع من إسقاط الأقلّ من النصف ، وعدّ الأكثر منه تامّاً) (٢).
وفي هذا الكلام الأخير ما مرّ.
وبالجملة ، فالمشهور رواية وفتوى من الخاصّة والعامّة في عام مولدها أنه السنة الخامسة من البعثة صلّى الله على المبعوث وآله وسلم وفي [المشهور] (٣) بين أصحابنا أنه جمادى الآخرة ، وفي يومه من الشهر أنه العشرون من جمادى الآخرة ، ومن الأُسبوع أنه الجمعة. واتّفقت الأُمّة على أنها توفّيت عام وفاة أبيها صلىاللهعليهوآله. والمشهور بين أصحابنا أن موتها في الثالث من جمادى الآخرة. ولكن الرواية من الخاصّة والعامّة عن أهل البيت بأنها سلام الله عليها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً أكثر وأصحّ سنداً ، وعمل بها جمع من المعاصرين ومن متأخّري المتأخّرين ، ولعلّ العمل بها أرجح.
واختار شيخنا وأُستاذنا أفاض الله عليه سبحات أنواره أنّها عاشت بعد أبيها أربعين يوماً ، وله مرجّحات عقليّة. فعلى الأرجح أنّها ماتت ثالث عشر جمادى الاولى ، وعلى مختار شيخنا ثامن ربيع الثاني ، وأن قبرها في بيتها. ويمكن التطبيق بينها وبين ما ورد أنه في الروضة ، فإنّ بيتها من رياض الجنّة ، وما ورد أنه جدّد قبوراً بالبقيع لا ينافيه لما هو معلوم من سبب ذلك.
وقال ابن طاوس في (الإقبال) : (روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب (التعريف) أن وفاة فاطمة عليهاالسلام كانت يوم ثالث جمادى الآخرة .. فتزار عند
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٢ : ٢٠٩.
(٢) مرآة العقول ٥ : ٣١٤.
(٣) في المخطوط : (شهره).
حجرة النبيّ صلىاللهعليهوآله. وقد ذكر جامع كتاب (المسائل وأجوبتها) عن الأئمّة فيها ما سئل عنه علي بن محمّد الهادي عليهالسلام ما هذا لفظه : أبو الحسن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال : كتبت إليه إن رأيت أن تخبرني عن بيت أُمّك فاطمة ، أهي في طيبه ، أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب عليهالسلام هي مع جدّي صلوات الله عليه وآله.
قلت أنا : وهذا النصّ كافٍ في أنها مع النبي صلىاللهعليهوآله) (١) ، انتهى.
لعلّه أراد : ثالث عشر جمادى ، فسقط لفظ عشر من قلم الناسخ ، والله العالم بحقيقة الحال.
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة ٣ : ١٦ ١٦١.
الفصل الرابع
في مولد أبي محمّد الحسن
ابن عليّ المجتبى سلام الله عليه وولادته ووفاته
ميلاده المبارك
أمّا مولده العظيم فالنصّ والإجماع قائمان مستفيضان على أنه كان يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، وبه روايتان في تاريخ ابن جرير (١) عن الرضا والعسكري عليهماالسلام. وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة) (٢). وقال المفيد في إرشاده : (ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة) (٣).
وفي مناقب ابن شهرآشوب كما نقله المجلسي (٤) ـ : (ولد عليهالسلام بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان عام أُحد سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل : سنة اثنتين من الهجرة) (٥).
وقال المفيد في (مسارّ الشيعة) : (وفي النصف منه يعني : شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، كان مولد أبي محمّد الحسن بن علي عليهماالسلام) (٦).
وفي (تاريخ البهائي) : (النصف منه يعني : شهر رمضان كان مولد الحسن السبط).
__________________
(١) دلائل الإمامة : ١٥٨ ١٥٩ وفيه : (سنة ثلاث).
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٠٥ / ب ١.
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٥.
(٤) مرآة العقول ٥ : ٣٥٢.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٣.
(٦) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٢٤.
وفي شكل الكفعميّ أن مولده الثلاثاء ، النصف من شهر رمضان (١).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (المشهور بين علمائنا أنه عليهالسلام ولد بالمدينة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، وقال المفيد : سنة ثلاث).
ثمّ ساق نقل عبارة من أطلق ومن عيّن السنة واليوم ، ثمّ قال : (وبالجملة ، فلا خلاف في أنه في شهر رمضان بحسب ما ظهر إلينا ، ولم يذكر أحد منهم ما ينافي ما ذكر المعيّنون) ، انتهى.
والحاصل أن الأظهر الأشهر أن عام ولادته سنة ثلاث من الهجرة ويومها منتصف شهر رمضان بالإجماع والنصّ ، والأرجح أنه الثلاثاء. بقي الخلاف في أنه سنة ثلاث من الهجرة كما هو الأشهر وعليه دلت الروايات ، أو سنة اثنين منها كما قاله جماعة منهم الكلينيّ ، قال رحمهالله : (ولد الحسن بن علي عليهماالسلام في شهر رمضان سنة بدر سنة اثنتين بعد الهجرة ، وروى أنه ولد في سنة ثلاث) (٢).
وقال الشارح المجلسيّ رحمهالله : (قيل : الرواية حكاية لما في الخبر الثاني) (٣).
قلت : يعني : ما رواه الكلينيّ بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قبض الحسن بن علي عليهالسلام وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين (٤). عاش بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أربعين سنة (٥). وهي صريحة في ذلك ، فلا وجه لتمريضه بنسبته إلى ال ـ (قيل).
على أنه في كلام عليها بعد أن حكم بصحّتها قال : (وهي تدلّ على أن مولده كان في سنة ثلاث من الهجرة).
ثمّ قال رحمهالله : (والتحقيق أنه لا منافاة بين تاريخي الولادة ؛ لأنّ كلّاً منها مبنيّ على اصطلاح في مبدأ التاريخ الهجريّ غير الاصطلاح الذي عليه الآخر ، فمبنى كلام المصنّف على أن مبدأ التاريخ ربيع الأوّل ؛ لوقوع الهجرة فيه. والرواية مبنيّة على أن
__________________
(١) المصباح : ٦٩٠.
(٢) الكافي ١ : ٤٦١.
(٣) مرآة العقول ٥ : ٣٥٠.
(٤) في المخطوط بعدها : «سنة».
(٥) الكافي ١ : ٤٦١ / ٢.
مبدأه شهر رمضان السابق عليه) (١).
وهو جمع حسن. وقد تقدّم بيان الاصطلاحات المشار إليها في المقدّمة ، فتدبّر.
وفاته عليهالسلام
وأمّا وفاته عليه سلام الله فقال المفيد في إرشاده : إن معاوية دسّ إلى زوجته جعدة بنت الأشعث وأرسل إليها مائة ألف درهم ، ووعدها [أن] يزوّجها بيزيد ، فسقته السمّ ، فبقي أربعين يوماً ، ومضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة ، وله ثمانٍ وأربعون سنة. وتولّى أخوه ووصيّه الحسين عليهالسلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بالبقيع (٢). انتهى.
وقال في (مسارّ الشيعة) : (كان وفاة أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة) (٣) ، انتهى.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (مضى الحسن بن علي سلام الله عليهما لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنة وأشهر مسموماً ، سمّته جعدة بنت الأشعث بن قيس. وكان معاوية قد دسّ إليها من حملها على ذلك وضمن لها أن يزوّجها من ابنه يزيد ، وأوصل إليها مائة ألف درهم ، فسقته السمّ وبقي عليهالسلام أربعين يوماً ، وتولّى الحسين عليهالسلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بالبقيع) (٤) ، انتهى.
وفيما رواه ابن جرير الإماميّ في تاريخه من حديث مواليد الأئمّة و [وفياتهم] (٥) بطريقين : أحدهما عن الرضا (٦) ، والآخر عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الحادي عشر عليهالسلام (٧) [أنه] كان مقامه عليهالسلام يعني : الحسن الزكيّ عليهالسلام مع جدّه سبع سنين ، ومع
__________________
(١) مرآة العقول ٥ : ٣٥٠.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٦ ١٨ ، بالمعنى.
(٣) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٧.
(٤) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٠٦ ، باختلاف.
(٥) في المخطوط : (وفاتهم).
(٦) دلائل الإمامة : ١٥٨ ١٥٩.
(٧) المصدر نفسه.
أبيه بعد جدّه ثلاثين سنة ، وبعد أبيه عشر سنين ، وصار إلى كرامة الله عزوجل ، وقد كمل عمره سبعاً وأربعين سنة ، وقبض في سلخ صفر سنة خمسين من الهجرة.
قال ابن جرير : (وروى سنة اثنتين وخمسين ، ويروى أنه قبض وهو ابن ستّ وأربعين).
ثمّ قال : (رجع الحديث يعني : الأوّل وكان سبب وفاته أن معاوية سمّه سبعين مرّة فلم يعمل فيه السمّ ، فأرسل إلى امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وبذل لها عشرين ألف دينار وإقطاعَ عشر ضياع من شعب سورا وسواد الكوفة وضمن لها أن يزوّجها يزيد ابنه ، فسقت الحسن السمّ في برادة ذهب في السويق المقنّد فلما استحكم فيه السم قاء كبده).
إلى أن قال : (وكان مدّة مرضه أربعين يوماً) (١) ، انتهى.
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (قيل : إنه توفّيَ عليهالسلام في السابع من صفر سنة تسع وأربعين ، أو سنة خمسين من الهجرة ، وهذا قول الشهيد (٢) والكفعميّ (٣). والمشهور بين علمائنا أنه عليهالسلام توفّيَ في اليوم الثامن والعشرين من صفر ، وعليه الشيخ في (المصباح) (٤) ، والمجلسيّ في (زاد المعاد) (٥) ، وأبو عليّ الطبرسيّ في (إعلام الورى) (٦).
وقال الكليني : في آخر صفر (٧). والشيخ في (التهذيب) قال : في صفر (٨). وهما لا ينافيان ما ذكروه.
وبالجملة ، فقد وقع الاتّفاق على صفر ، واختلفوا في التعيين ، والأصحّ ما عليه المشهور) ، انتهى.
وقال ابن شهرآشوب في (المناقب) على ما نقله المجلسيّ (٩) ـ : (عاش يعني
__________________
(١) دلائل الإمامة : ١٥٩ ١٦٢.
(٢) الدروس ٢ : ٧ ٨.
(٣) المصباح : ٦٩٠ ، وفيه : أنه سنة (٥٠) للهجرة.
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٣٢ (حجري).
(٥) زاد المعاد : ٤٠٢ (حجريّ فارسيّ).
(٦) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٠٦.
(٧) الكافي ١ : ٤٦١.
(٨) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٩ / ب ١١.
(٩) مرآة العقول ٥ : ٣٥٢ ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٣٤ / ٣.
الحسن عليه سلام الله مع جدّه سبع سنين وأشهراً ، وقيل ثمانياً ، ومع أبيه ثلاثين سنة ، وبعده تسع سنين ، وقالوا : عشراً. ومات مسموماً بالمدينة لليلتين بقيتا من شهر صفر سنة خمسين من الهجرة ، وقيل : سنة تسع وأربعين وعمره سبع وأربعون سنة وأشهر (١) ، وقيل : ثمانٍ وأربعون (٢) وقيل : في سنة تمام خمسين من الهجرة (٣).
وكان معاوية بذل لجعدة بنت الأشعث الكندي وهي ابنة أُمّ فروة أُخت أبي بكر عشرة آلاف دينار وإقطاع عشر ضياع من سقي سور أو سواد الكوفة على أن تسمّه) (٤) ، انتهى.
قال المجلسيّ : (وروى صاحب (كفاية الأثر) (٥) أنه عليهالسلام توفّيَ يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة ، وله سبع وأربعون سنة. وروى عن أبي الفرج الأصفهانيّ في (مقاتل الطالبيّين) (٦) أنه روى عن الصادق عليهالسلام حديثين مسندين : أحدهما أنه مضى وله ثمانٍ وأربعون سنة ، والآخر أنه توفّيَ وله ست وأربعون سنة) (٧) ، انتهى.
وقال البهائيّ في تاريخه : (السابع من صفر فيه وفاة الإمام أبي محمّد الحسن السبط عليهالسلام ، وذلك في المدينة سنة تسع وأربعين ، وكان عمره عليهالسلام سبعاً وأربعين سنة) ، انتهى.
وقال الكليني رحمهالله : (مضى يعني : الحسن عليهالسلام في شهر صفر في آخره من سنة تسع وأربعين وهو ابن سبع وأربعين سنة) (٨) ، انتهى.
ثمّ روى بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قبض الحسن بن علي عليهالسلام وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين سنة ، عاش بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أربعين سنة (٩).
__________________
(١) تذكرة الخواصّ : ٢١١.
(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥٠ ، مرآة العقول ٥ : ٣٥٢.
(٣) تذكرة الخواصّ : ٢١١.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٣ ٣٤.
(٥) كفاية الأثر : ٢٣٩.
(٦) مقاتل الطالبيّين : ٥٠.
(٧) مرآة العقول ٥ : ٣٥٢ ، باختلاف.
(٨) الكافي ١ : ٤٦١.
(٩) الكافي ١ : ٤٦٢.
وبسنده عن أبي بكر الحضرمي قال إنّ جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سمّت الحسن بن علي عليهالسلام وسمّت مولاة له ، فأمّا الموالاة فقاءت السم ، وأما الحسن فاستمسك في بطنه ثمّ انتقض به فمات (١) ، انتهى.
وقال الشيخ في (التهذيب) في ترجمته : (ولد عليهالسلام بالمدينة في شهر رمضان في سنة اثنتين من الهجرة ، وقبض في المدينة مسموماً في صفر سنة تسع وأربعين من الهجرة ، وكان سنّه يومئذ سبعاً وأربعين سنة ، ودفن بالبقيع) (٢) ، انتهى.
وقال الشيخ في (المصباح) : (ولليلتين بقيتا منه يعني : صفر سنة عشر من الهجرة كانت وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله. وفي مثله من سنة خمسين من الهجرة كانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام) (٣) ، انتهى.
وبالجملة ، فالإجماع تحقق على أن شهر وفاته صفر ، والشهرة الأكيدة على أنها الثامن والعشرون منه. هذا بحسب الفتوى ، وجميع ما وقفنا عليه من النصوص يدلّ عليه ، بل لم نجد من النصّ ما يخالفه بوجه. فالظاهر تحقّق الإجماع المشهوري في ذلك ، ولا يضره قول صاحب (الدروس) والكفعمي إن يوم وفاته السابع من صفر وإن اشتهر العمل به في بلدنا بين العوام دون العلماء ؛ إذ لا دليل عليه من نص ولا عقل. ولا منافاة بين القول بأنه عام خمسين وأنه عام تسع وأربعين ، ولا بين القول بأنه ابن سبع وأربعين والقول بأنه ابن ثمانٍ وأربعين ؛ لإمكان الجمع بينها بالعرف العامّ في العام.
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٦٢.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ : ٣٩ / ب ١١.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٣٢ (حجري).
الفصل الخامس
في ميلاد خامس
أهل العباء الحسين الشهيد عليهالسلام ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكليني : (ولد سنة ثلاث) (١).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (ولد آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث) (٢).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد يوم الثلاثاء ، وقيل : يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، وقيل : لخمس خلون منه سنة أربع من الهجرة ، وقيل : آخر ربيع الأوّل سنة ثلاث منها. ولم يكن بينه وبين أخيه الحسن إلّا الحمل ، والحمل ستة أشهر) (٣).
قال المجلسيّ : (قال ابن شهرآشوب في (المناقب) : (ولد عام الخندق بالمدينة يوم الخميس ، أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع بعد أخيه بعشرة أشهر وعشرين يوماً) (٤).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٦٣.
(٢) تهذيب الأحكام ٦ : ٤١ / ب ١٥ ، عنه في مرآة العقول ٥ : ٣٦٠.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢١٣ ، عنه في مرآة العقول ٥ : ٣٦٠.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٨٤.
وقال المفيد في (الإرشاد) : (ولد بالمدينة لخمس خلون من شعبان سنة أربع) (١).
قال الشيخ في (المصباح) : (اليوم الثالث من شعبان. فيه ولد الحسين عليهالسلام. خرج إلى القاسم بن [العلاء (٢)] الهمداني وكيل أبي محمّد أن مولانا الحسين عليهالسلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان) (٣).
وروى الحسين بن زيد عن جعفر بن محمَّد عليهالسلام قال ولد الحسين بن علي عليهماالسلام لخمس ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة (٤).
وقال في (الدروس) : (ولد بالمدينة آخر شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل : يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان) (٥).
وقال الشيخ ابن نما : (قيل : ولد لخمس خلون من جمادى الاولى ، وكان مدّة حمله ستة أشهر ، ولم يولد لستة سواه وعيسى عليهالسلام ، وقيل : يحيى عليهالسلام) (٦) ..).
ثمّ قال المجلسيّ : (إنّما اختار الشيخ كون ولادته في آخر ربيع الأول تبعاً لما اختاره المفيد في (المقنعة) (٧) ، مع مخالفته لما رواه من الروايتين لما ثبت عنده واشتهر بين الفريقين من كون ولادة الحسن في منتصف شهر رمضان ، وما ورد في روايات صحيحة أنه لم يكن بين ولادتهما عليهماالسلام إلّا ستة أشهر وعشراً كما سيأتي بعضها.
لكن مع ورود هذه الأخبار يمكن ترك القول بكون ولادة الحسن عليهالسلام في شهر رمضان ؛ لعدم استناده إلى رواية معتبرة) (٨) ، انتهى.
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولد ثالث شعبان سنة [ثلاث (٩)] من الهجرة كما
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٧.
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : (العلى).
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٥٨ (حجري).
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٨٢ ٧٨٣ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٢٠١.
(٥) الدروس ٢ : ٨.
(٦) مثير الأحزان : ١٦.
(٧) المقنعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٤ : ٤٦٧ / ١٣.
(٨) مرآة العقول ٥ : ٣٦٠ ٣٦١.
(٩) في المخطوط : (الثالثة).
هو المشهور بين أصحابنا ، واعتمده الشيخ في (المصباح) (١) ، والمجلسيّ في (زاد المعاد) (٢) لروايتي القاسم بن العلاء والحسين بن علي البزوفري عن الصادق عليهالسلام.
وقال المفيد : (إنه الخامس منه ، وبه رواية الحسين بن زيد عن الصادق عليهالسلام) (٣)) انتهى.
وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : (ولد بالمدينة لثلاث خلون من شعبان ، وفي نسخة لخمس سنة أربع من الهجرة) (٤).
قال ابن جرير الطبريّ الإماميّ : قال أبو محمّد الحسن بن علي الثاني عليهمالسلام ولد الحسين عليهالسلام بالمدينة يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأُولى سنة ثلاث من الهجرة ، وعلقت به امّه في سنة ثلاث بعد ما ولدت الحسن أخاه لخمسين ليلة ، وحملت به ستة أشهر وولدته ، ولم يولد مولود لستة أشهر غير الحسين عليهالسلام وعيسى بن مريم عليهالسلام. وقيل يحيى بن زكريا عليهالسلام.
إلى أن قال : وكان بينه وبين أخيه ستة أشهر (٥) ، انتهى.
وفي (كشف اللثام) نقلاً من (نوادر المعجزات) (٦) للراوندي ـ : (عن محمّد بن إسماعيل بن أحمد البرمكي رفع الحديث مسنداً إلى المقداد بن الأسود الكندي عن الزهراء عليهاالسلام في حديث طويل أنها ولدت الحسين عليهالسلام عند تمام ستة من حملها به. وهذا حديث ضعيف متروك لا عامل به ؛ فهو شاذّ).
وفي شكل الكفعميّ أن مولده سنة أربع ، ثالث شعبان ، يوم الخميس (٧).
وفي (مسارّ الشيعة) : (وفي اليوم الثالث من شعبان ولد الحسين بن علي عليهماالسلام ، وهو يوم الخميس) (٨).
وفي تاريخ الشيخ بهاء الدين : (الثلاثون من ربيع الأوّل فيه ولد الإمام
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٥٨ (حجري).
(٢) زاد المعاد : ٥٧ (حجريّ فارسيّ).
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٧.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) دلائل الإمامة : ١٧٧.
(٦) الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤١ ٨٤٥ / ٦٠ ، الباب ١٦ : نوادر المعجزات.
(٧) المصباح : ٦٩١.
(٨) مسارّ الشيعة ٧ : ٦١.
أبو عبد الله عليهالسلام بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة) ، انتهى.
قلت : تلخّص من هذا أن الأرجح أن عام مولده الشريف هو الرابع من الهجرة وهو الأشهر ؛ ولأنه الموافق لما قدّمناه من أن الأشهر الأظهر أن عام مولد أخيه الحسن صلوات الله وسلامه عليهما سنة [ثلاث (١)] ، ولا ريب أن مولد الحسين عليهالسلام هو العام الثاني من مولد أخيه الحسن ، صلوات الله وسلامه عليهما.
ويحمل ما دلّ على القول بأنه سنة [ثلاث (٢)] ، كروايتي ابن جرير السابقتين في ميلاد أخيه عليهالسلام ، على معنى أن الحمل به وقع سنة [ثلاث (٣)] ، وأن مولده العميم البركة في الخامس والعشرين من ربيع المولد. ويدلّ عليه روايات كثيرة ، وقد عمل بها جماعة كما سمعت ، منها ما أشار له المجلسيّ (٤) أنه ورد في روايات صحيحة أنه لم يكن بين ولادة الحسنين إلّا ستة أشهر وعشراً ، وقد عرفت أن الإجماع والنصّ الّذي عليه عمل العصابة وفتاواهم في عامّة الأصقاع والأزمان أن مولد أخيه الحسن في منتصف شهر رمضان ، فلا عبرة بما حكم بإمكانه المجلسيّ من منعه من كونها في منتصف شهر رمضان ، فهو كفرض إمكان ألّا توجد السماء. ومن ذلك ما رواه الكليني رحمهالله بسنده إلى أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال كان بين الحسن والحسين عليهماالسلام طهر ، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشر (٥).
وما رواه بسنده عن الصادق عليهالسلام أنه فسّر قوله عزوجل (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٦) بالحسين عليهالسلام ، فإنّ الفصال التامّ سنتان ، فيبقى للحمل ستّة أشهر. وفي آخر هذه الرواية قال عليهالسلام ولم يرضع الحسين عليهالسلام من فاطمة عليهاالسلام ولا من أُنثى. كان يؤتى به
__________________
(١) في المخطوط : (الثالثة).
(٢) في المخطوط : (سنة الرابعة) ، والصحيح أنه سنة ثلاث كما أثبتناه ؛ إذ به يتمّ توجيه رواية ابن جرير الطبريّ الناصّة على أنه عليهالسلام ولد سنة ثلاث من الهجرة ، ويدلّ عليه أيضاً روايتاه المتقدّمتان في ميلاد أخيه الحسن السبط عليهالسلام حيث نصّ هناك على كون ولادته عليهالسلام سنة اثنتين من الهجرة المشرّفة.
(٣) في المخطوط : (الثالثة).
(٤) مرآة العقول ٥ : ٣٦١.
(٥) الكافي ١ : ٤٦٣ ٤٦٤ / ٢.
(٦) الأحقاف : ١٥.
النبيّ صلىاللهعليهوآله فيضع إبهامه في فمه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة ، فنبت لحم الحسين عليهالسلام من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله ودمه. ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم عليهالسلام والحسين بن علي عليهماالسلام (١).
قال المجلسيّ : (وفي أكثر الروايات المعتبرة إلّا يحيى والحسين عليهماالسلام) (٢) ، انتهى.
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (ولد يوم الثلاثاء ، ويقال : الخميس ، لثلاث خلون من شعبان ، وقيل : لخمس منه سنة أربع من الهجرة (٣) ، وقيل : لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان (٤). وقيل : [إن شهادته] يوم الجمعة العاشر من شهر المحرّم سنة إحدى وستين) (٥).
والحاصل أنه قد استفاضت الرواية من الخاصّة والعامّة أنه لم يكن بين علوق الزهراء سلام الله عليها بالحسين و [ولادتها الشريفة للحسن (٦)] سلام الله عليهما إلّا طهر ، وأن الحسين سلام الله عليه ولد لستّة أشهر.
نعم ، العامّة وبعض الخاصّة (٧) فسرّ الطهر بخمسين ليلة ، وهذا ساقط ؛ لأنّ إطلاق الطهر إنّما ينصرف إلى القدر المتيقّن وهو عشرة أيّام ؛ لأنّها أقلّه.
على أنه قد صرّحت أخبار أهل البيت بتحديد ذلك الطهر بعشرة أيّام (٨) ، ومقتضى هذا أن ميلاده الأعظم في خمس وعشرين من ربيع المولد ، فمن أجمل القول بأنه آخر ربيع الأوّل أراد : الخامس والعشرين منه ؛ لأنّ مأخذه ما ذكرناه. ولعلّ البهائي نظر إلى مثل هذا الإطلاق فحمله على الثلاثين منه ، لأنه حقيقة الآخريّة ، لكن ما صرّح به لا دليل عليه. أمّا الروايات الدالّة على غير ما رجّحته من أن مولده في شعبان (٩) فمحمولة على التقيّة ؛ لموافقتها لمشهور العامّة كما يظهر بالتأمل. وغير هذا لم نجد له مأخذاً. والله العالم.
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٦٤ / ٤.
(٢) مرآة العقول ٥ : ٣٦٥.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢١٣.
(٤) الدروس ٢ : ٨ ، من غير لفظ : (بقيت).
(٥) في المخطوط بعدها : (وهو غريب ، ولعلّه من أقوال العامّة).
(٦) في المخطوط : (ميلادها الأشرف بالحسن).
(٧) دلائل الإمامة : ١٧٧.
(٨) وسائل الشيعة ٢ : ٢٩٧ ٢٩٨ ، أبواب الحيض ، ب ١١.
(٩) بحار الأنوار ٤٣ : ٢٦٠ / ٤٨.
وأما يوم المولد الشريف من الأُسبوع فالأرجح أنه الخميس (١) ؛ لأنه أشهر في الروايات.
استشهاده عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى جوار الله ودار كرامته فالإجماع والنصّ قائمان على أنه يوم العاشر من شهر محرّم الحرام ، وكان يوم الاثنين (٢) على الأظهر. وقيل : الجمعة (٣) ، وقيل السبت عام ستّين من الهجرة (٤).
وقيل سنة إحدى وستّين (٥) ، ولعلّه الأظهر ؛ لأنّ ظاهر بعض العبارات أنه إجماع ، وله سبع وخمسون سنة على الأظهر ، وقيل : ست وخمسون سنة (٦).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (لا خلاف بين أصحابنا أنه قتل يوم العاشر من المحرّم قبل الزوال سنة إحدى وستّين من الهجرة ، وإنّما وقع الخلاف في يوم الأُسبوع ، فالمشهور في الروايات أنه يوم الاثنين ، وقيل : السبت ، وعليه الكليني (٧) والشيخ في (التهذيب) (٨) والشهيد في (الدروس) (٩) ، وقيل : الجمعة) ، انتهى.
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٣ : ٢٦٠.
(٢) الكافي ١ : ٤٦٣.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٨٥.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢١٣.
(٦) مرآة العقول ٥ : ٣٦١.
(٧) الكافي ١ : ٤٦٣.
(٨) تهذيب الأحكام ٦ : ٤١ / ب ١٥.
(٩) الدروس ٢ : ٨.
الفصل السادس
في مولد الإمام زين العابدين سلام الله عليه ووفاته
ميلاده المبارك
قال المجلسي : (قال المفيد في (الإرشاد) : (والإمام بعد الحسين بن علي عليهماالسلام ابنه أبو محمّد علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، وكان يكنّى بأبي الحسن ، وأُمّه شهربان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ، ويقال : إن اسمها شهربانويه ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ولّى حُرَيْثَ بن جابر جانباً من المشرق فبعث إليه ابنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين شاه زنان فأولدها زين العابدين عليهالسلام ، ونحل الأُخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد ، فهما ابنا خالة. وكان مولد علي بن الحسين عليهالسلام بالمدينة سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة ، فبقي مع جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام سنتين ، ومع عمه الحسن عليهالسلام اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه الحسين عليهالسلام ثلاثاً وعشرين سنة ، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة) (١).
وقال الإربليّ في (كشف الغمّة) : (ولد عليهالسلام بالمدينة في الخامس من شعبان سنة ثمانٍ [وثلاثين (٢)] من الهجرة في أيّام جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام قبل وفاته بسنتين ، وأُمّه أُمّ ولد اسمها غزالة ، وقيل : شاه زنان بنت يزدجرد ، وقيل غير ذلك) (٣).
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٣٧.
(٢) في المخطوط : (وثمانين).
(٣) كشف الغمّة ٢ : ٢٨٥ ٢٨٦.
وفي كتاب (مواليد أهل البيت عليهمالسلام) : (رواية ابن الخشّاب النحويّ بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ولد عليّ بن الحسين عليهالسلام في سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة قبل وفاة علي بن أبي طالب عليهالسلام بسنتين ، وأقام مع أمير المؤمنين عليهالسلام سنتين ، ومع أبي محمّد الحسن عشر سنين ، ومع أبي عبد الله عشر سنين. وكان عمره سبعاً وخمسين سنة.
وفي رواية اخرى أنه عليهالسلام ولد سنة سبع وثلاثين ، وقبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في سنة أربع وتسعين ، وكان بقاؤه بعد أبي عبد الله ثلاثاً وثلاثين سنة ، ويقال : في سنة خمس وتسعين.
امّه خولة بنت يزدجرد ملك فارس وهي الّتي سماها أمير المؤمنين عليهالسلام شاه زنان ، ويقال : بل كان اسمها برة بنت النوستجان ، ويقال : كان اسمها شهربانو بنت يزدجرد) ، انتهى.
وقال الشيخ في (المصباح) : (في النصف من جمادى الأُولى سنة ستّ وثلاثين كان مولد أبي محمّد علي بن الحسين عليهماالسلام) (١).
ونحوه قال المفيد في كتاب (حدائق الرياض) (٢).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الجمعة ، ويقال : الخميس في النصف من جمادى الآخرة ، وقيل : لتسع خلون من شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة ، وقيل : سنة سبع وثلاثين ، وقيل : سنة ستّ وثلاثين. واسم أُمّه شاه زنان ، وقيل : شهربانويه) (٣).
وقال الشهيد في (الدروس) : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الأحد خامس شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين) (٤).
وقال ابن شهرآشوب : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة ، ويقال : يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٣٣.
(٢) عنه في العدد القويّة : ٥٥.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٥١.
(٤) الدروس ٢ : ١٢.