والمراد بالكتاب التوراة ، ولَتُفْسِدُنَ جواب قسم محذوف. وقوله : ( مَرَّتَيْنِ ) أولهما قتل زكريا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله تعالى ، والأخرى قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ـ كذا ذكره بعض أهل التفسير (١) قوله : ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) [ ٣٠ / ٤١ ] فسر الفَسَاد بالقحط وقلة الريع في الزراعات والبيوع ومحق البركات من كل شيء ، وقيل هو قتل ابن آدم أخاه وأخذ السفينة غصبا.
وَفِي الْحَدِيثِ « دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ دَمٌ فَاسِدٌ » (٢).
أي ساقط لا نفع فيه ، بخلاف دم الحيض ، يقال فَسَدَ الشيءُ فُسُوداً من باب قعد فهو فَاسِدٌ ، والاسم الفَسَادُ ، وهو إلى الحيوان أسرع منه إلى النبات وإلى النبات أسرع منه إلى الجماد ، لأن الرطوبة في الحيوان أكثر من الرطوبة في النبات ، وجمع فَاسِد فَسْدَى مثل ساقط وسقطى. والمَفْسَدَةُ : خلاف المصلحة ، والجمع مَفَاسِدُ. وشيءٌ يُفْسِدُ سراويلي : أي يجعلها فاسدة.
( فصد )
« الفَصْدُ » بالفتح فالسكون : قطع العرق ، يقال فَصَدَ فَصْداً من باب ضرب ، والاسم الفِصَادُ. و « المِفْصَدُ » بكسر الميم : ما يفصد به. و « تَفَصَّدَ عرقا » بالتشديد : أي سال عرقه ، تشبيها في كثرته بالفصاد.
( فقد )
قوله تعالى : ( نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ ) [ ١٢ / ٧٢ ] هو من قولهم فَقَدْتُ الشيءَ فَقْداً من باب ضرب وفُقْدَاناً : عدمه ، فهو مَفْقُودٌ. ومثله « افْتَقَدْتُهُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ ».
أي من يتعرف أحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه ، لأن الخير في الناس قليل. وتَفَقَّدْتُ الشيءَ : طلبته عند غيبته. والفَاقِدُ : المرأة التي تفقد ولدها أو زوجها.
__________________
(١) مجمع البيان ج ٣ صلى الله عليه وآله ٣٩٨.
(٢) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٩٢.
( فند )
قوله تعالى : ( لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) [ ١٢ / ٩٤ ] أي تجهلون ، وأصل الفَنَدِ بالتحريك نقصان عقل يصدر من هرم ، ومثله عجوز مُفْنِدَة ، ويقال أصل الفَنَد الخرف ، يقال أَفْنَدَ الرجلُ خَرِفَ وتغير عقله ، ثم قيل فَنِدَ الرجلُ : إذا جهل ، وأصله من ذلك.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلَّا هَرَماً مُفْنِداً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً ».
يقولون للشيخ إذا هرم « قد أَفْنَدَ » لأنه تكلم بالمحرف من الكلام. ومنه حديث التنوخي رسول هرقل « وكان شيخا كبيرا قد بلغ الفَنَدَ ». والفَنَدُ : الكذب أيضا ، وقد أَفْنَدَ إِفْنَاداً : كذب. والتَّفْنِيدُ : اللوم وتضعيف الرأي. وأَفْنَدَهُ الكِبَرُ : أوقعه في الفند.
وَفِي الْخَبَرِ « أَسْرَعُ النَّاسِ لُحُوقاً بِي قَوْمِي وَيَعِيشُ النَّاسُ بَعْدَهُمْ أَفْنَاداً يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ».
أي يصيرون فرقا مختلفين. وفِيهِ « أُرِيدُ أَنْ أُفَنِّدَ فَرَساً ».
أي أرتبطه وأتخذه حصنا وملاذا ألجأ إليه كما يلجأ إلى الفِنْدِ من الجبل. و « الفِنْدُ » بالكسر فالسكون قطعة من الجبل طولا.
( فود )
فَوْدَا الرأسِ : جانباه ، ومنه قولهم « بدا الشيبُ بِفَوْدَيْهِ ».
( فهد )
« الفَهْدُ » بالفتح فالسكون واحد الفُهُود : حيوان معروف يصطاد به ، والأنثى فَهْدَة ، والجمع فُهُود كفلس وفلوس. وفَهِدَ الرجلُ : إذا أشبه الفهد في كثرة نومه.
حَكَى ابْنُ خِلِّكَانَ الْمُؤَرِّخُ أَنَّ الرَّشِيدَ الْعَبَّاسِيَّ خَرَجَ مَرَّةً إِلَى الصَّيْدِ فَانْتَهَى بِهِ الطَّرَدُ إِلَى قَبْرِ عَلِيٍّ عليه السلام الْآنَ ، فَأَرْسَلَ الْفُهُودَ عَلَى صَيْدٍ فَتَبِعَتِ الصَّيْدَ إِلَى مَكَانِ قَبْرِهِ فَوَقَفَتْ وَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى الصَّيْدِ ، فَعَجِبَ الرَّشِيدُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ دَلَلْتُكَ عَلَى قَبْرِ ابْنِ عَمِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
مَا لِي عِنْدَكَ؟ قَالَ : أَتَمُّ مَكْرُمَةٍ. قَالَ : هَذَا قَبْرُهُ. فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَهُ؟ قَالَ : كُنْتُ أَجِيءُ مَعَ أَبِي نَزُورُهُ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَجِيءُ مَعَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَإِنَّ جَعْفَراً كَانَ يَجِيءُ مَعَ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلام عَلِمَهُمْ بِمَكَانِ الْقَبْرِ ، فَأَمَرَ الرَّشِيدُ أَنْ يُحَجَّرَ الْمَوْضِعُ.
فكان أول أساس فيه ثم تزايدت الأبنية فيه في أيام السامانية وبني حمدان وتفاقم في أيام الديلم أي أيام بني بويه ـ انتهى. ونقل أن عضد الدولة هو الذي أظهر قبر علي عليه السلام وعمَّر المشهد هناك وأوصى أن يدفن به ، اسمه فناخسرو أبو شجاع ابن ركن الدولة بن الحسن ابن بويه الديلمي ، وكان عظيم الدولة أعظم بني بويه مملكة.
( فيد )
فِي الْحَدِيثِ « مَاتَتْ ابْنَةٌ لَهُ بِفَيْدٍ ».
هو على وزن بيع : منزل بطريق مكة ، ويقال بليدة بنجد على طريق الحاج العراقي. وفي القاموس فَيْد بطريق مكة شرفها الله تعالى على طريق الشام (١). والفَائِدَة : ما استفدت من علم أو مال. وما فَادَتْ له فَائِدَةٌ : أي ما حصلت. وأَفَدْتُ المالَ : استفدته. و « أحمد الفَائِدِيُ » رجل من رواة الحديث (٢). و « المُفِيدُ » لقب الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، شيخ الشيخ الطوسي. قال ابن إدريس في آخر السرائر في ترجمة المُفِيدِ : وكان من أهل عكبر في
__________________
(١) في معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٤٨ : وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك ، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليها.
(٢) أحمد بن علي الفائدي أبو عمرو القزويني شيخ ثقة من أصحابنا وجه ، له كتاب كبير رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٧٥.
موضع يعرف بسويقة ، وانحدر مع أبيه إلى بغداد وبدأ يقرأ العلم على عبد الله المعروف بالجُعَل (١).
باب ما أوله القاف
( قتد )
فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً الْمُتَمَسِّكُ فِيهَا بِدِينِهِ كَالْخَارِطِ لِلْقَتَادِ ».
كسحاب شجر صلب شوكه كالإبر تضرب فيه الأمثال. و « القَتَدُ » بالتحريك : خشب الرحل ، وجمعه أَقْتَادٌ وقُتُودٌ.
وَ « أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ » فَارِسُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ، دَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ، شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا فِي خِلَافَتِهِ ، وَلَّاهُ عَلِيٌّ عليه السلام مَكَّةَ ثُمَّ عَزَلَهُ ، مَاتَ فِي خِلَافَةِ عَلِيٍّ عليه السلام بِالْكُوفَةِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ عليه السلام سَبْعاً ـ كَذَا فِي الإِسْتِيعَابِ (٢)
( قدد )
قوله تعالى : ( طَرائِقَ قِدَداً ) [ ٧٢ / ١١ ] أي فرقا مختلفة الأهواء ، وواحد القِدَد قِدَّة ، وأصله في الأديم ، يقال لكل ما قطع قِدَّة. قوله : ( وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ) [ ١٢ / ٢٥ ] أي اجتذبته من ورائه فانقد قميصه. والقَدُّ : الشق طولا ، والقَطُّ الشق عرضا ، تقول قَدَدْتُهُ قَدّاً من باب قتل : شققته طولا ، ويزاد فيه فيقال قَدَدْتُهُ بنصفين فَانْقَدَّ.
__________________
(١) ولد المفيد في اليوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ٣٣٦ ، وتوفي ببغداد في ليلة الثالث من شهر رمضان سنة ٤٣١ الكنى والألقاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٦٤.
(٢) انظر الاستيعاب ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٧٣٢ ، وفيه : واختلف في وقت وفاته فقيل مات بالمدينة سنة ٥٤ ، وقيل بل مات في خلافة علي بالكوفة.
ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « كَانَ إِذَا تَطَاوَلَ قَدَّ وَإِذَا تَقَاصَرَ قَطَّ ».
أي قطع طولا وقطع عرضا. و « القَدُّ » كفلس : جلد السخلة الماعزة ، والجمع أَقُدُّ وقِدَادٌ مثل أفلس وسهام. والقَدُّ : القامة ، ومنه الْحَدِيثُ « أُتِيَ بِالْعَبَّاسِ أَسِيراً بِغَيْرِ ثَوْبٍ فَوَجَدُوا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍ يُقَدُّ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ إِيَّاهُ ».
أي كان على قده والقِدُّ كحِمْل : سير يقد من جلد غير مدبوغ ، والقِدَّةُ أخص منه. ومنه الْخَبَرُ « مَوْضِعُ قِدِّهِ فِي الْجَنَّةِ أَوْ قَدّ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ».
و « القِدَّةُ » بالكسر أيضا الطريقة والفرقة من الناس ، والجمع قِدَدٌ مثل سدرة وسدر ، وبعضهم يقول الفرقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة. ومنه « تَقَدَّدَ القومُ » أي تفرقوا. والقَدِيدُ : اللحم المُقَدَّدُ ، أي المشرح طولا ، والثوب الخلق. ومنه الْحَدِيثُ « أَكْلُ الْقَدِيدِ الْغَابِّ يَهْدِمُ الْبَدَنَ » (١).
وَفِي الْخَبَرِ نَهَى « أَنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ ».
أي يشق ويقطع لئلا تعقر الحديدة يده. و « قُدَيْدٌ » مصغرا : موضع بين مكة والمدينة بينها وبين ذي الحليفة مسافة بعيدة (٢). و « المِقْدَادُ » بالكسر اسم رجل من الصحابة عظيم الشأن (٣).
__________________
(١) الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٣١٤.
(٢) قال ابن الكلبي : لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا ـ انظر معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣١٣.
(٣) المقداد بن عمرو بن ثعلبة المعروف بالمقداد بن الأسود ، هو قديم الإسلام من السابقين ، وهاجر إلى أرض الحبشة ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو ممن شهد بدرا وله فيها مقام مشهور ، وشهد أحد وبقية المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال النبي « أمرني ربي بحب أربعة » وعد منهم المقداد ، وتوفي بالمدينة في خلافة عثمان وكان عمره سبعين سنة أسد الغابة ج ٤ صلى الله عليه وآله ٤٠٩ ـ ٤١١.
و « قَدْ » حرف لا يدخل إلا على الأفعال ، وقَدْ تكون بمعنى ربما للتكثير كقوله :
قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصَفَّراً أَنَامِلُهُ |
|
كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَاد |
قال بعض الأفاضل في تفسير قوله تعالى : ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) إن المشهور أن ( قَدْ نَرى ) معناه ربما نرى ومعناه التكثير ، كما في قوله
« قَدْ أترك القرن »
البيت. ثم قال : والتحقيق أنه على أصل التقليل في دخوله على المضارع ، وإنما قلل الرؤية لتقليل الرائي ، لأن الفعل كما يقل في نفسه كذلك يقل لقلة متعلقه ، ولا يلزم من قلة الفعل المتعلق قلة الفعل المطلق ، لأنه لا يلزم من عدم المقيد عدم المطلق ، وكذا القول في قوله تعالى ( قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ ) وكذا في البيت ، فلا ينافي كثرة الترك المقصود للشاعر. وفي القاموس تكون « قَدْ » اسمية وحرفية ، والاسمية اسم مرادف ليكفي نحو ، « قَدْنِي درهم » ، واسم مرادف لحسب ، وتستعمل مبنية غالبا نحو « قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ » بالسكون ، ومعربة « قَدُ زَيْدٍ » بالرفع ، والحرفية مختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم وناصب ، وحرف تنفيس ولها ستة معان : التوقع « قَدْ يقدم الغائب » ، وتقريب الماضي من الحال « قد قام زيد » ، والتحقيق ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) ، والنفي « قَدْ كنت في خير فَتَعْرِفَهُ » بنصب تعرفه ، والتقليل « قَدْ يصدق الكذوب » والتكثير
« قَدْ أترك القرن مصفرا أنامله ».
( قرد )
قوله تعالى : ( جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ ) [ ٥ / ٦٠ ] هم قوم من بني إسرائيل مسخوا حيث اعتدوا في السبت. قال بعض المفسرين : يعني بِالْقِرَدَةِ أصحاب السبت ، والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام. وَرَوَى الْغَزَّالِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْمُمْسَخِينَ مِنْ أَصْحَابِ السَّبْتِ إِنَّ شُبَّانَهُمْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَشُيُوخَهُمْ مُسِخُوا خَنَازِيرَ.
وقد تقدمت قصة أصحاب السبت في « سبت ».
وَفِي الْحَدِيثِ « الْقِرَدَةُ مِنَ الْمُسُوخِ ».
قال الجوهري : القِرْدُ واحد القُرُودِ وقد يجمع على قِرَدَة مثل فيل وفيلة ، والأنثى قِرْدَة ، والجمع قِرَد مثل قربة وقرب. وفي المثل « إِنَّهُ لَأَزْنَى مِنْ قِرْدٍ ». و « القُرَادُ » كغراب : هو ما يتعلق بالبعير ونحوه وهو كالقمل للإنسان ، الواحدة قُرَادَة والجمع قِرْدَان بالكسر كغربان. و « غزوة ذي قَرَد » بفتحتين : موضع على ليلتين من المدينة.
( قصد )
قوله تعالى : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) [ ٣١ / ١٩ ] بالكسر أي اعدل ولا تتبختر فيه ولا تدب دبيبا ، من القَصْدِ وهو مشي الاعتدال. قوله : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) [ ١٦ / ٩ ] أي هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه ، كقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَمِنْها جائِرٌ ) أي ومن السبيل جائر عن القصد ، فأعلم سبحانه بأن السبيل الجائر لا يضاف إليه ، ولو كان الأمر على ما ظنه المجبرة لقال وعليه جائر. قوله : ( أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ) [ ٥ / ٦٦ ] أي عادلة. قوله : ( سَفَراً قاصِداً ) [ ٩ / ٤٢ ] أي شاقا. والجواد القَاصِد : الفرس الهينة السير لا تعب فيه ولا بطأ.
وَفِي الْحَدِيثِ « اقْتَصِدْ فِي عِبَادَتِكَ ».
أي ائت منها بشيء لا يلحقك منها تعب ولا مشقة شديدة تنفر الطبيعة منها ، كما
رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ، فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَمُوتُ هَرِماً وَاحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ غَداً ».
وفِيهِ « الْقَصْدَ الْقَصْدَ ».
أي الزموا القصد والتمسوه. وتؤول على معينين : أحدهما الاستقامة ، فإن القَصْدَ يستعمل فيما بين
الإسراف والتقتير. وفِيهِ « الْقَصْدُ مِنَ الْكَافُورِ أَرْبَعَةُ مَثَاقِيلَ ».
قيل أراد الوسط منه ذلك. و « القَصْدُ في السير » كالقَصْدِ في غيره ، وهو ما بين الحالتين. والقَصْدُ في الأمور : ما بين الإفراط والتفريط. ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ».
وفِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « كَانَ أَبْيَضَ مُقَصَّداً ».
وفسر بالذي ليس بطويل ولا قصير غير مائل إلى حد الإفراط والتفريط. والاقْتِصَادُ في المعيشة : هو التوسط بين التبذير والتقتير. ومنه الْحَدِيثُ « مَا عَالَ امْرُؤٌ فِي اقْتِصَادٍ ».
وهو افتعال من القصد. ومثله « مَا عَالَ مُقْتَصِدٌ » (١).
والقَصْدُ : إتيان الشيء ، يقال قَصَدْتُهُ وقَصَدْتُ له وقَصَدْتُ إليه كله من باب ضرب : طلبته بعينه. وقَصَدْتُ قَصْدَهُ : نحوت نحوه. وإليه قَصْدِي ومَقْصَدِي ، وجمع القَصْدِ موقوف على السماع ، وأما المَقْصَدُ فيجمع على مَقَاصِد. و « عليكم هديا قَاصِداً » أي طريقا مستقيما معتدلا. و « القَصِيدُ » جمع القَصِيدَة من الشعر.
( قعد )
قوله تعالى حكاية عن إبليس لعنه الله : ( لَأَقْعُدَنَ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) [ ٧ / ١٦ ] أي بسبب إغوائك لي أقسم ( لَأَقْعُدَنَ لَهُمْ صِراطَكَ ) ، أي لأعترض لهم على طريق الإسلام كما يعترض العدو على الطريق فيقطعه على المارة ، وانتصب ( « صِراطَكَ » ) على الظرف.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : « يَا زُرَارَةُ إِنَّمَا يَصْمُدُ لَكَ وَلِأَصْحَابِكَ وَأَمَّا الْآخَرُونَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْهُمْ » (٢).
قوله : ( وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً ) [ ٢٤ / ٦٠ ] والولد
__________________
(١) في نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٨٥ « ما أعال من اقتصد ».
(٢) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٥.
ولا يطمعن في نكاح لكبر سنهن ، فقد قعدن عن التزويج لعدم الرغبة فيهن ، واحدتهن « قاعد » بغير هاء.
وَفِي الْحَدِيثِ ( الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ ) مَنْ قَعَدْنَ عَنِ النِّكَاحِ » (١).
قوله : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ ) [ ٢ / ١٢٧ ] القَوَاعِدُ جمع القَاعِدَة ، وهي الأساس لما فوقه ، ورفع القَوَاعِدِ البناءُ عليها لأنها إذا بني عليها ارتفعت.
وَرُوِيَ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ إِلَى مَتْنِهَا وَقَذَفَتْ فِيهَا حِجَارَةً أَمْثَالَ الْإِبِلِ وَبَنَى عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليه السلام.
قوله : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) [ ٥٠ / ١٧ ] القَعِيدُ المقاعد كالجليس وفعيل وفعول مما يستوي فيهما الواحد والاثنان والجمع ، والتقدير عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المُتَلَقِّيَيْنِ ، أي الملكين الحافظين اللذين يأخذان ما يتلفظ به ، فترك أحدهما للدلالة عليه.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَلَهُ أُذُنَانِ عَلَى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَعَلَى الْأُخْرَى شَيْطَانٌ مُفْتِنٌ ، هَذَا يَأْمُرُهُ وَهَذَا يَزْجُرُهُ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢).
وَفِي الْحَدِيثِ « قَعِيدُ الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٍ » (٣).
وسيأتي وجه تسميتهما بذلك إن شاء الله. وفِيهِ « إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ يُقْعِدَانِهِ ».
الأصل فيه أن يحمل على الحقيقة ، ويحتمل أن يراد فيه التنبيه لما يسأل عنه والإيقاظ عما هو فيه بإعادة الروح إليه كالنائم الذي يوقظ ، ومن الجائز أن يقال « أجلسته عن نومه » أي أيقظته عن رقدته على المجاز والاتساع ، لأن الغالب من حال النائم إذا استيقظ أن يجلس ، فجعل الإجلاس مكان الإيقاظ. وفِيهِ « مَا مِنْكُمْ إِلَّا وَكَتَبَ اللهُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ».
قال بعض شراح الحديث : المبهم الذي ورد عليه البيان
__________________
(١) البرهان ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٥٢.
(٢) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢١٩.
(٣) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٢٣٩.
من هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله هو أنه بين أن القدر في حق العباد واقع على معنى تدبير الربوبية ، وهذا لا يبطل تكليفهم العمل لحق العبودية ، وكل من الخلق مسير لما دبر له في الغيب ، فيسوقه العمل إلى ما كتب من سعادة أو شقاوة ، ومعنى العمل التعرض للثواب والعقاب.
وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ ».
قيل أراد القُعُود لقضاء الحاجة من الحديث وقيل أراد للإحداد والحزن ، وهو أن يلازمه ولا يرجع عنه ، وقيل أراد به احترام الميت وفي القعود عليه تهاون بالميت والموت.
وَرُوِيَ « أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً مُتَّكِئاً عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ : لَا تُؤْذِ صَاحِبَ الْقَبْرِ ».
والقَعُودُ ـ بالفتح ـ من الإبل : ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد ، والجمع أَقْعِدَة وقِعْدَان وقَعَائِد ، وقيل القَعُود القَلُوص ، وقيل القَعُود البكر قبل أن يثني ثم هو جمل.
وَفِي الْخَبَرِ « لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُتَّقِياً حَتَّى يَكُونَ أَذَلَّ مِنْ قَعُودٍ كُلُّ مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْغَاهُ ».
أي قهره وأذله ، لأن البعير إنما يرغو من ذلة واستكانة. وقَعَدَ عن الأمر : إذا لم يهتم له. وقَعَدَ به الضعفُ : أي جعله قاعدا لا يقدر على النهوض. وتستعمل قَعَدَ ناقصة بمعنى صار في قولهم « أرهف شفرته حتى قَعَدَتْ كأنها حربة » أي صارت الشفرة كأنها حربة ، ولعل صار أيضا تستعمل بمعنى قَعَدَ ، ويتخرج على ذلك
قَوْلُهُ عليه السلام فِي حَدِيثِ آدَمَ « فَغَمَزَهُ ـ يَعْنِي جَبْرَئِيلَ فَصَيَّرَ طُولَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهِ ، وَغَمَزَ حَوَّاءَ عليه السلام فَصَيَّرَ طُولَهَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهَا ».
وقَعَدَ قُعُوداً ومَقْعَداً جلس ، وأَقْعَدَ غيره. والحائض تَقْعُدُ عن الصلاة أيام أقرائها : يعني لا تصلي فيهن شيئا. و « القَعْدَة » بالفتح المرة الواحدة ، وبالكسر النوع ، ومنه « ذو القَعْدَةِ » بالفتح شهر كانت العرب تجلس فيه عن الغزو.
وتَقَعَّدَ فلان عن الأمر : إذا لم يطلبه. والمَقَاعِدُ : موضع قعود الناس في الأسواق وغيرها ، واحده مَقْعَدَة بفتح الميم.
وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».
أي بمواضع خلوتهم ، يعني تحضر تلك الأمكنة وترصها بالأذى والفساد ، لأنها مواضع يهجر فيها ذكر الله. و « المَقَاعِدُ » جمع مَقْعَد ، وهي أسفل البدن. و « المُقْعَد » بالبناء للمفعول : هو الأعرج. والمُقْعَد أيضا : هو الزَّمِن الذي لا يستطيع الحركة للمشي ، ومنه « عجوز مُقْعَدَة ». ومنه الْحَدِيثُ « يَجُوزُ الْمُقْعَدُ فِي الْعَتَاقِ ».
و « القَاعِدَة » في مصطلح أهل العلم الضابطة ، وهي الأمر الكلي المنطبق على جميع الجزئيات ، كما يقال « كل إنسان حيوان وكل ناطق إنسان » ونحو ذلك.
( قفد )
« القَفَد » بالفتح : صفع الرأس ببسط الكف من القفا ، ومنه قَفَدَنِي. قال الجوهري : والأَقْفَدُ من الناس الذي يمشي على صدور قدميه من قبل الأصابع ولا يبلغ عقباه الأرض. و « القَفَدَان » بالتحريك خريطة العطار ـ نقلا عن ابن دريد.
( قلد )
قوله تعالى : ( لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [ ٣٦ / ٦٣ ] أي مفاتيحها ، واحدها مِقْلَد كمنجل ومِقْلَاد ، ويقال هو جمع لا واحد له. والإِقْلِيدُ : المفتاح لغة يمانية ، وقيل معرب وأصله بالرومية إقليدس ، والجمع أَقَالِيدُ. والقَلَائِدُ : ما يقلد به الهدي من نعل أو غيره ليعلم بها أنها هدي.
وَفِي الْحَدِيثِ « يُقَلِّدُهَا بِنَعْلٍ قَدْ صَلَّى فِيهِ ». والقِلَادَة : التي تعلق في العنق.
وقَلَّدْتُهُ قِلَادَةً : جعلتها في عنقه.
وَفِي حَدِيثِ الْخِلَافَةِ « فَقَلَّدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله عَلِيّاً عليه السلام ».
أي ألزمه بها ، أي جعلها في رقبته وولاه أمرها.
وَفِي الْخَبَرِ « قَلِّدُوا الْخَيْرَ وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ ».
أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين ، أي اجعلوا ذلك لازما في أعناقها لزوم القلائد للأعناق ، ولا تقلدوها أَوْتَار الجاهلية ، هي جمع وِتْر بالكسر وهو طلب الدم والثأر. و « التَّقْلِيد » في اصطلاح أهل العلم قبول قول الغير من غير دليل ، سمي بذلك لأن المُقَلِّدَ يجعل ما يعتقده من قول الغير من حق وباطل قلادة في عنق من قلده. و « السَّيْفُ مَقَالِيدُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ». أي يتوصل به إليهما
( قند )
« القَنْدُ » بالفتح فالسكون : عسل قصب السكر ، ومنه فلان القَنْدِيُ (١)و « القِنْدُ » بالكسر : الجبل العظيم أو قطعة منه طولا ويفتح. والقِنْدِيدُ : نوع من الخمر ، وقيل ليس بخمر ولكنه عصير مصنوع
( قود )
فِي الْحَدِيثِ « لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ النِّسَاءِ فِي الْقَوَدِ » (٢).
القَوَدُ بالتحريك : القصاص يقال أَقَدْتُ القاتلَ بالقتل : قتلته به ، وبابه قال ، ومِنْهُ « لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ ».
أي لا يقام القصاص إلا به. و « القَوَّادُ » بالفتح والتشديد : هو الذي يجمع بين الذكر والأنثى حراما. والقِيَادَةُ بالكسر : الصناعة.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُجْتَهِدُونَ ـ يَعْنِي فِي الْقُرْآنِ ـ » قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».
يعني يقودونهم
__________________
(١) زياد بن مروان الأنباري القندي مولى بني هاشم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليه السلام ووقف في الرضا عليه السلام رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ١٢٩.
(٢) التهذيب ج ٦ صلى الله عليه وآله ٢٦٦.
إليها ، كأن المعنى يسبقونهم ويجرونهم إليها. و « القَائِدُ » واحد القُوَّاد والقَادَة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « قُرَيْشٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ ».
أي يقودون الجيوش ، جمع قَائِد. و « اجتمع القُوَّادُ والجند » يريد بهم الأمراء الذين يقودون الجيش ، أو من يقودون الخيل للرؤساء. والجُنْد : العسكر.
وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ « فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ يَتَقَاوَدَانِ ».
أي ذاهبان مسرعين كأن كل واحد منهما يقود الآخر بسرعته. وقَادَ الرجل الفرس ـ من باب قال قَوْداً وقِيَاداً بالكسر وقِيَادَةً.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « انْظُرُوا إِلَى عَرَصَاتِ مَنْ أَقَادَهُ اللهُ بِعِلْمِهِ ».
أي جعله الله قائدا. والذي يخطر في البال أنه تصحيف « أهاده » بالهاء بدل القاف. والله أعلم. والقَوْدُ : أن يكون الرجل أمام الدابة آخذا بقيادها. و « القَوْدُ » بالفتح فالسكون : الخيل. ومنه حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ « وَاسْتَظْمَأْنَا لِصَوَارِخِ الْقَوَدِ ».
والانْقِيَادُ للشيء : الخضوع له. وفلان سلس القِيَادِ : أي سهل الانقياد من غير توقف. والقِيَادُ ككتاب : حبل تقاد به الدابة
وَفِي الْحَدِيثِ « احْفَظْ لِسَانَكَ تَعِزَّ وَلَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِيَادِكَ فَتُذِلَّ رَقَبَتَكَ » (١).
يريد أعز نفسك في الصمت وحفظ اللسان ، ولا تمكن الناس بسبب بذله من قيادك الذي يقاد به ، وهو استعارة من قبيل
« مَنْ سَيَّبَ عِذَارَهُ قَادَهُ إِلَى كُلِّ كَرِيهَةٍ ».
وفرس أعطى قِيَادَهُ : أي أطاع وأمكن من ناصيته. والمِقْوَدُ : الحبل يشد به الزمام أو اللجام تقاد به الدابة ، والجمع مَقَاوِد
__________________
(١) الكافي ج ٢ صلى الله عليه وآله ١١٣.
( قهد )
« قيس بن قَهْدٍ » بالفتح فالسكون والدال المهملة رجل من رواة الحديث (١). و « القِهَادُ » بالكسر اسم موضع. والقَهْدُ : هو الأبيض الأكدر ـ قاله الجوهري.
( قيد )
فِي الْحَدِيثِ « مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ ».
القِيدُ بالكسر والقِيسُ القدر ، ومعناه قدر شبر ، يريد المبالغة في عدم المفارقة. ومنه يقال « بيني وبينه قِيدُ رمحٍ وقَادُ رمح » أي قدره. و « القَيْدُ » بالفتح فالسكون واحد القُيُودِ ، ومنه « قَيَّدْتُ الدابة » إذا شكلتها.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ ».
أي منعتك من فعل الخير. قال بعض شراح الحديث : هذا يدل على أن ملابسة الذنوب توجب الخذلان المستلزم لمنع الألطاف الإلهية وفيضها على العبد المستلزم لجذبه إلى الحق والمداومة على خدمته ، وذلك لأن الذنوب نجاسات معنوية توجب تلويث العبد وظلمة نفسه ، فيبعد بسبب ذلك عن قبول النور وفيض الخيرات بسبب الكثافة التي هي ضد اللطافة المناسبة للنورية والمجردات ، لأن الطاعة معدة لها ، وكلما قوي الاستعداد كان المكلف أقبل للفيض ، لأن الفيض مشروط بالاستعداد. و « المُقَيَّدُ » بالضم والتشديد : موضع القيد من رجل الفرس والخلخال من المرأة
__________________
(١) قيس بن قهد ـ بسكون الهاء ـ الأنصاري من بني مالك بن النجار ، وهو جد أبي مريم عبد الغفار ابن القاسم الأنصاري الكوفي ، كان من الصحابة الاستيعاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٢٩٨.
باب ما أوله الكاف
( كأد )
فِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ « إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُوداً ».
أي شاقة المصعد ، وقد تقدم معنى العقبة.
وَفِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَا يَتَكَأَّدُهُ صُنْعُ شَيْءٍ كَانَ ».
أي لا يشق عليه ، يقال تَكَأَّدَنِي وتَكَاءَدَنِي على تفعل وتفاعل : شق علي. ومثله فِي الدُّعَاءِ « لَا يَتَكَاءَدُكَ عَفْوٌ عَنْ مُذْنِبٍ ».
أي لا يصعب عليك ويشق.
( كبد )
قوله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) [ ٩٠ / ٤ ] أي في نصب وشدة
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ قَالَ : يُكَابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ.
وَقَالَ : « ابْنُ آدَمَ لَا يَزَالُ يُكَابِدُ مُرّاً حَتَّى يُفَارِقَ الدُّنْيَا ».
وقيل في شدة خلق من حمله وولادته ورضاعه وفطامه ومعاشه وحياته وموته ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (١)و « الكَبَدُ » بالتحريك : الشدة والمشقة ، من المُكَابَدَة للشيء ، وهي تحمل المشاق في شيء.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ « أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله : مَا لَهُمْ؟ فَقُلْتُ : كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ ».
أي شق عليهم وضيق ، أو أصاب أكبادهم ، وذلك أشد ما يكون من البرد لأن الكَبِدَ مورد الحرارة والدم لا يخلص إليها إلا أشد البرد ـ قاله في النهاية.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُقَارِنُ الشَّمْسَ إِذَا ذَرَّتْ وَإِذَا كَبَّدَتْ وَإِذَا غَرَبَتْ ».
قوله « وإذا كَبَّدَتْ » يعني توسطت في السماء وقت زوالها ، يدل عليه قَوْلُهُ عليه السلام
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٤٩٣.
« عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ عِنْدَ كَبِدِ السَّمَاءِ ».
ومنه « كَبَّدَ النجمُ السماءَ » بالتشديد أي توسطها. وكَبِدُ كل شيء : وسطه. والكَبِدُ بكسر الباء واحد الأَكْبَاد والكُبُود من الأمعاء معروف ، وهي أنثى وعن الفراء يذكر ويؤنث ، ويجوز إسكان الباء كما قالوا في فخد. وفِي الْخَبَرِ « فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَبِدِي ».
أي ظهر جنبي مما يلي الكبد. وفِيهِ « لِكُلِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرُ ».
وفِيهِ « اللهُ يُحِبُّ إِبْرَادَ الْكَبِدِ الْحَرَّى » (١).
يعني بالماء ، لأن الكَبِدَ معدن الحرارة.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ وَجَدَ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَى كَبِدِهِ فَلْيَحْمَدِ اللهَ ».
أي لذاذة حبنا. وغلظت كَبِدُهُ : قسا قلبه.
وَفِي حَدِيثِهِمْ عليه السلام « كَبِّدُوا عَدُوَّنَا بِالْوَرَعِ يَنْعَشْكُمُ اللهُ ».
أي أدخلوا الشدة في أكبادهم بورعكم ، من قولهم « كَبَّدَهُمُ البردُ » إذا أصاب أكبادهم. وكَبِدُ القوس : مقبضها. وكَبِدُ الأرض : باطنها. ووجده على كَبِدِ البحر : أي على أوسط موضع من شاطئه. وَفِي خَبَرِ الْخَنْدَقِ « فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ ».
وهي القطعة الصلبة من الأرض. وفلان تضرب إليه أَكْبَادُ الإبل : أي ترحل إليه في طلب العلم وغيره.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تَعُبُّوا الْمَاءَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكُبَادَ » (٢). هو بالضم وجع الكبد
( كدد )
الكد : الشدة في العمل والإلحاح في الطلب وطلب الكسب ، ومنه الْحَدِيثُ « الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ فَلَهُ كَذَا » (٣).
أي المكتسب لهم القائم عليهم.
( كرد )
« الكُرْدُ » بالضم فالسكون : جيل معروف من الناس. وكَرَدَ القومَ : أي صرفهم وردهم.
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥٨.
(٢) الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٣٨١.
(٣) في الكافي ج ٥ صلى الله عليه وآله ٨٨ الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله.
ويَكْرُدُ بعضهم بعضا : أي يصرف بعضهم بعضا ويردهم. و « كُرْدَوَيْهِ » لقب مسمع بن مالك (١)، وكذا كِرْدِينٌ ـ نقلا عن الشيخ يحيى بن سعيد
( كركد )
الكَرْكَدَّن (٢)ويسمى الحمار الهندي وهو عدو الفيل ، وهو دون الجاموس ، ويقال إنه متولد بين الفرس والفيل ، وله قرن واحد عظيم في رأسه فلا يستطيع لثقله أن يرفع رأسه وهذا القرن مصمت قوي الأصل حاد الرأس يقاتل به الفيل
( كسد )
فِي الْحَدِيثِ « اشْتَرَى مَتَاعاً فَكَسَدَ ».
أي لم ينفق لقلة الرغبة فيه ، يقال كَسَدَ الشيءُ يَكْسُدُ من باب قتل كَسَاداً فهو كَاسِدٌ ، ومنه كَسَدَتِ السوقُ فهي كَاسِدٌ بغير هاء ـ قاله الجوهري. وقال غيره بالهاء.
( كمد )
فِي الْحَدِيثِ « كَمَدٌ مُقِيمٌ ».
الكَمَدُ بالتحريك : الحزن المكتوم ، يقال كَمِدَ الشيءُ يَكْمَدُ من باب تعب فهو كَمِدٌ وكَمِيدٌ ، ومعناه حزن دائم غير مفارق. و « الكُمْدَةُ » بالضم تغير اللون وذهاب صفائه والحزن الشديد ومرض القلب.
وَفِي الْخَبَرِ « فَكَمَّدَهُ بِخِرْقَةٍ ».
التَّكْمِيدُ وهو أن تسخن خرقة وتوضع على الوجع ويتابع مرة بعد مرة ليسكن
__________________
(١) مسمع بن عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع من بني بكر بن وائل ، أبو سيار الملقب كردين شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها وسيد المسامعة ، وكان أوجه من أخيه عامر بن عبد الملك وابنه ، وله بالبصرة عقب ... له نوادر كثيرة وروى أيام البسوس رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٣٢٩.
(٢) ذكره في حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٧٢ بعنوان « كركند » ، وذكره الجاحظ في كتابه الحيوان بعنوان كركدن في عدة مواضع ، انظر ج ٧ صلى الله عليه وآله ١٢٠ و١٢٣ و١٧٠ وغيرها.
( كند )
قوله تعالى : ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) [ ١٠٠ / ٦ ] أي كَفَّارٌ للنعم جَحَّادٌ. والكَنُودُ : الكفور ، يقال كَنَدَ النعمةَ إذا كفرها فهو كَنُودٌ ، ومنه امرأة كَنُودٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَصْبَحْنَا فِي زَمَنٍ كَنُودٍ ».
أي لا خير فيه. و « كِنْدَةُ » بكسر الكاف أبو حي من اليمن وهو كِنْدَةُ بن ثور ـ قاله الجوهري. و « باب كِنْدَة » هي أحد أبواب مسجد الكوفة عن يمين القبلة لمن دخل المسجد مستقبلا ، ولعل طوائف من كندة سكنوا هناك فنسبت إليهم. والكَنْدُ : القطع
( كنعد )
« الكَنْعَدُ » بالدال المهملة : ضرب من سمك البحر ، وفتح النون وسكون العين لغة ـ نقلا عن المغرب (١).
( كود )
قوله تعالى : ( كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ) [ ٩ / ١١٧ ] أي قارب وهَمَّ ولم يفعل. وفي الصحاح كَادَ وضعت لمقاربة الشيء فعل أو لم يفعل. وفي المصباح قال اللغويون كِدْتُ أفعل ومعناه فعلت بعد إبطاء. قال الأزهري وهو كذلك ، وشاهده قوله تعالى : ( فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ) [ ٢ / ٧١ ] ومعناه ذبحوها بعد إبطاء لتعذر وجدان البقر عليهم. قوله : ( أَكادُ أُخْفِيها ) [ ٢٠ / ١٥ ] معناه أريد أن أخفيها ، فكما جاز أن يوضع يريد موضع يَكَادُ في قوله تعالى ( جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ ) فكذلك أَكَادُ. وقال الجوهري الهمزة في ( أُخْفِيها ) للإزالة نحو « شكا زيد فأشكيته » أي أزلت شكايته ، والمعنى أَكَادُ أزيل خفاءها أي أقارب إظهارها ، وذلك أنه أخبر
__________________
(١) وفي حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣١٣ : الكنعد والكعند كجعفر ضرب من السمك.
بإتيانها جملة ، فالمقاربة من حيث إظهارها إجمالا وعدم وقوع المستفاد من أكاد من حيث التفصيل. قوله : ( لَمْ يَكَدْ يَراها ) [ ٢٤ / ٤٠ ] أي لا رؤية ثمة ولا مقاربة لها.
( كيد )
قوله تعالى : ( إِنَ كَيْدِي مَتِينٌ ) [ ٦٨ / ٤٥ ] الكَيْدُ السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال ، تقول كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْداً من باب باع : خدعه ومكر به ، فهو كَائِدٌ إذا عمل في إيقاع الضرر به على وجه الختل ، وهو من المخلوقين احتيال ومن الله مشية بالذي يقع به الكيد. و « المَكِيدَة » اسم من الكيد. قوله : ( فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) [ ١٢ / ٥ ] أي يحتالوا لك احتيالا ، ولهذا سميت الحرب كَيْداً لاحتيال الناس فيه. ومثله قوله تعالى : يَكِيدُونَ [ ٧٧ / ٣٩ ] أي احتالوا في أمري. قوله : ( كِدْنا لِيُوسُفَ ) [ ١٢ / ٧٦ ] أي كدنا له إخوته حتى ضممنا أخاه إليه ، أو علمناه الكيد على إخوته.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ ».
أي احتياله وخدعه ومكره.
وَفِي الْخَبَرِ « يَكِيدُ بِنَفْسِهِ ».
أي يجود بها ، يريد النزع من الكيد وهو السوق. وكَادَتِ المرأةُ تَكِيدُ كَيْداً : حاضت ومِنْهُ « نَظَرَ إِلَى جَوَارٍ وَقَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ ». أي حضن.
باب ما أوله اللام
( لبد )
قوله تعالى : ( كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) [ ٧٢ / ١٩ ] أي جماعات بعضهم على بعض. واحدها لِبْدَةٌ ، أي كادوا يركبون على النبي رغبة في القراءة وشهوة لاستماعه. قال في غريبين الهروي : من قرأ لُبَدًا فهو جمع لَابِد مثل راكع وركع.
قوله : ( أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) [ ٦ / ٩ ] أي كثيرا جما ، من التلبيد كأنه من كثرته بعضه على بعض. ومنه اشتقاق اللُّبُود التي تفرش. و « اللِّبْدُ » كحمل : ما يتلبد من شعر أو صوف ، واللِّبْدَةُ أخص منه. و « لَبِدَ الشيءُ » من باب تعب : لصق ، وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا نعما فقد لَبَّدْتَهُ. و « اللُّبَّادَةُ » وزان تفاحة : ما يلبس للمطر. واللَّبَدُ بالتحريك : الصوف. وتَلْبِيدُ الشعر : أن يجعل فيه شيء من صمغ أو خطمي وغيره عند الإحرام لئلا يشعث ويقمل اتقاء على الشعر. قال في النهاية : وإنما يُلَبِّدُ من يطول مكثه في الإحرام. و « لَبِيدُ بن عامر » الشاعر الصحابي وهو المقول فيه أصدق كلمة قالها لَبِيدٌ (١):
ألا كل شيء ما خلا الله باطل |
|
وكل نعيم لا محالة زائل |
نقل الشيخ البهائي من حواشي السيوطي على البيضاوي أن لَبِيداً قد عاش مائة وخمسة وأربعين سنة (٢)، وهو القائل :
ولقد سئمت من الحياة وطولها |
|
وسؤال هذا الناس كيف لَبِيد |
( لحد )
قوله تعالى : ( يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ ) [ ٧ / ١٨٠ ] أي يميلون في صفاته إلى غير ما وصف به نفسه ، فيدعون له الشريك والصاحبة والولد ، يقال أَلْحَدَ ولَحَدَ : إذا حاد عن الطريق. قوله : ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ ) [ ١٦ / ١١٣ ] أي يميلون إليه ، ويشيرون إليه وقرئ يَلْحَدُونَ إِلَيْهِ
__________________
(١) يقال إن الذي قال هذه الكلمة هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) قال في الاستيعاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٣٣٨ : وقال مالك بن انس بلغني أن لبيد بن ربيعة مات وهو ابن مائة وأربعين سنة ، وقيل إنه مات وهو ابن سبع وخمسين ومائة سنة في أول خلافة معاوية ، وقال ابن عفير مات لبيد سنة إحدى وأربعين من الهجرة يوم دخل معاوية الكوفة ونزل بالنخيلة.