مجمع البحرين - ج ٣

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٤

والمراد بالكتاب التوراة ، ولَتُفْسِدُنَ جواب قسم محذوف. وقوله : ( مَرَّتَيْنِ ) أولهما قتل زكريا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله تعالى ، والأخرى قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ـ كذا ذكره بعض أهل التفسير (١) قوله : ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) [ ٣٠ / ٤١ ] فسر الفَسَاد بالقحط وقلة الريع في الزراعات والبيوع ومحق البركات من كل شيء ، وقيل هو قتل ابن آدم أخاه وأخذ السفينة غصبا.

وَفِي الْحَدِيثِ « دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ دَمٌ فَاسِدٌ » (٢).

أي ساقط لا نفع فيه ، بخلاف دم الحيض ، يقال فَسَدَ الشيءُ فُسُوداً من باب قعد فهو فَاسِدٌ ، والاسم الفَسَادُ ، وهو إلى الحيوان أسرع منه إلى النبات وإلى النبات أسرع منه إلى الجماد ، لأن الرطوبة في الحيوان أكثر من الرطوبة في النبات ، وجمع فَاسِد فَسْدَى مثل ساقط وسقطى. والمَفْسَدَةُ : خلاف المصلحة ، والجمع مَفَاسِدُ. وشيءٌ يُفْسِدُ سراويلي : أي يجعلها فاسدة.

( فصد )

« الفَصْدُ » بالفتح فالسكون : قطع العرق ، يقال فَصَدَ فَصْداً من باب ضرب ، والاسم الفِصَادُ. و « المِفْصَدُ » بكسر الميم : ما يفصد به. و « تَفَصَّدَ عرقا » بالتشديد : أي سال عرقه ، تشبيها في كثرته بالفصاد.

( فقد )

قوله تعالى : ( نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ ) [ ١٢ / ٧٢ ] هو من قولهم فَقَدْتُ الشيءَ فَقْداً من باب ضرب وفُقْدَاناً : عدمه ، فهو مَفْقُودٌ. ومثله « افْتَقَدْتُهُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ ».

أي من يتعرف أحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه ، لأن الخير في الناس قليل. وتَفَقَّدْتُ الشيءَ : طلبته عند غيبته. والفَاقِدُ : المرأة التي تفقد ولدها أو زوجها.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٣ صلى الله عليه وآله ٣٩٨.

(٢) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٩٢.

١٢١

( فند )

قوله تعالى : ( لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) [ ١٢ / ٩٤ ] أي تجهلون ، وأصل الفَنَدِ بالتحريك نقصان عقل يصدر من هرم ، ومثله عجوز مُفْنِدَة ، ويقال أصل الفَنَد الخرف ، يقال أَفْنَدَ الرجلُ خَرِفَ وتغير عقله ، ثم قيل فَنِدَ الرجلُ : إذا جهل ، وأصله من ذلك.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلَّا هَرَماً مُفْنِداً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً ».

يقولون للشيخ إذا هرم « قد أَفْنَدَ » لأنه تكلم بالمحرف من الكلام. ومنه حديث التنوخي رسول هرقل « وكان شيخا كبيرا قد بلغ الفَنَدَ ». والفَنَدُ : الكذب أيضا ، وقد أَفْنَدَ إِفْنَاداً : كذب. والتَّفْنِيدُ : اللوم وتضعيف الرأي. وأَفْنَدَهُ الكِبَرُ : أوقعه في الفند.

وَفِي الْخَبَرِ « أَسْرَعُ النَّاسِ لُحُوقاً بِي قَوْمِي وَيَعِيشُ النَّاسُ بَعْدَهُمْ أَفْنَاداً يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ».

أي يصيرون فرقا مختلفين. وفِيهِ « أُرِيدُ أَنْ أُفَنِّدَ فَرَساً ».

أي أرتبطه وأتخذه حصنا وملاذا ألجأ إليه كما يلجأ إلى الفِنْدِ من الجبل. و « الفِنْدُ » بالكسر فالسكون قطعة من الجبل طولا.

( فود )

فَوْدَا الرأسِ : جانباه ، ومنه قولهم « بدا الشيبُ بِفَوْدَيْهِ ».

( فهد )

« الفَهْدُ » بالفتح فالسكون واحد الفُهُود : حيوان معروف يصطاد به ، والأنثى فَهْدَة ، والجمع فُهُود كفلس وفلوس. وفَهِدَ الرجلُ : إذا أشبه الفهد في كثرة نومه.

حَكَى ابْنُ خِلِّكَانَ الْمُؤَرِّخُ أَنَّ الرَّشِيدَ الْعَبَّاسِيَّ خَرَجَ مَرَّةً إِلَى الصَّيْدِ فَانْتَهَى بِهِ الطَّرَدُ إِلَى قَبْرِ عَلِيٍّ عليه السلام الْآنَ ، فَأَرْسَلَ الْفُهُودَ عَلَى صَيْدٍ فَتَبِعَتِ الصَّيْدَ إِلَى مَكَانِ قَبْرِهِ فَوَقَفَتْ وَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى الصَّيْدِ ، فَعَجِبَ الرَّشِيدُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ دَلَلْتُكَ عَلَى قَبْرِ ابْنِ عَمِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

١٢٢

مَا لِي عِنْدَكَ؟ قَالَ : أَتَمُّ مَكْرُمَةٍ. قَالَ : هَذَا قَبْرُهُ. فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَهُ؟ قَالَ : كُنْتُ أَجِيءُ مَعَ أَبِي نَزُورُهُ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَجِيءُ مَعَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَإِنَّ جَعْفَراً كَانَ يَجِيءُ مَعَ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلام عَلِمَهُمْ بِمَكَانِ الْقَبْرِ ، فَأَمَرَ الرَّشِيدُ أَنْ يُحَجَّرَ الْمَوْضِعُ.

فكان أول أساس فيه ثم تزايدت الأبنية فيه في أيام السامانية وبني حمدان وتفاقم في أيام الديلم أي أيام بني بويه ـ انتهى. ونقل أن عضد الدولة هو الذي أظهر قبر علي عليه السلام وعمَّر المشهد هناك وأوصى أن يدفن به ، اسمه فناخسرو أبو شجاع ابن ركن الدولة بن الحسن ابن بويه الديلمي ، وكان عظيم الدولة أعظم بني بويه مملكة.

( فيد )

فِي الْحَدِيثِ « مَاتَتْ ابْنَةٌ لَهُ بِفَيْدٍ ».

هو على وزن بيع : منزل بطريق مكة ، ويقال بليدة بنجد على طريق الحاج العراقي. وفي القاموس فَيْد بطريق مكة شرفها الله تعالى على طريق الشام (١). والفَائِدَة : ما استفدت من علم أو مال. وما فَادَتْ له فَائِدَةٌ : أي ما حصلت. وأَفَدْتُ المالَ : استفدته. و « أحمد الفَائِدِيُ » رجل من رواة الحديث (٢). و « المُفِيدُ » لقب الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، شيخ الشيخ الطوسي. قال ابن إدريس في آخر السرائر في ترجمة المُفِيدِ : وكان من أهل عكبر في

__________________

(١) في معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٤٨ : وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك ، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليها.

(٢) أحمد بن علي الفائدي أبو عمرو القزويني شيخ ثقة من أصحابنا وجه ، له كتاب كبير رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٧٥.

١٢٣

موضع يعرف بسويقة ، وانحدر مع أبيه إلى بغداد وبدأ يقرأ العلم على عبد الله المعروف بالجُعَل (١).

باب ما أوله القاف

( قتد )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً الْمُتَمَسِّكُ فِيهَا بِدِينِهِ كَالْخَارِطِ لِلْقَتَادِ ».

كسحاب شجر صلب شوكه كالإبر تضرب فيه الأمثال. و « القَتَدُ » بالتحريك : خشب الرحل ، وجمعه أَقْتَادٌ وقُتُودٌ.

وَ « أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ » فَارِسُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ، دَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ، شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا فِي خِلَافَتِهِ ، وَلَّاهُ عَلِيٌّ عليه السلام مَكَّةَ ثُمَّ عَزَلَهُ ، مَاتَ فِي خِلَافَةِ عَلِيٍّ عليه السلام بِالْكُوفَةِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ عليه السلام سَبْعاً ـ كَذَا فِي الإِسْتِيعَابِ (٢)

( قدد )

قوله تعالى : ( طَرائِقَ قِدَداً ) [ ٧٢ / ١١ ] أي فرقا مختلفة الأهواء ، وواحد القِدَد قِدَّة ، وأصله في الأديم ، يقال لكل ما قطع قِدَّة. قوله : ( وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ) [ ١٢ / ٢٥ ] أي اجتذبته من ورائه فانقد قميصه. والقَدُّ : الشق طولا ، والقَطُّ الشق عرضا ، تقول قَدَدْتُهُ قَدّاً من باب قتل : شققته طولا ، ويزاد فيه فيقال قَدَدْتُهُ بنصفين فَانْقَدَّ.

__________________

(١) ولد المفيد في اليوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ٣٣٦ ، وتوفي ببغداد في ليلة الثالث من شهر رمضان سنة ٤٣١ الكنى والألقاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٦٤.

(٢) انظر الاستيعاب ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٧٣٢ ، وفيه : واختلف في وقت وفاته فقيل مات بالمدينة سنة ٥٤ ، وقيل بل مات في خلافة علي بالكوفة.

١٢٤

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « كَانَ إِذَا تَطَاوَلَ قَدَّ وَإِذَا تَقَاصَرَ قَطَّ ».

أي قطع طولا وقطع عرضا. و « القَدُّ » كفلس : جلد السخلة الماعزة ، والجمع أَقُدُّ وقِدَادٌ مثل أفلس وسهام. والقَدُّ : القامة ، ومنه الْحَدِيثُ « أُتِيَ بِالْعَبَّاسِ أَسِيراً بِغَيْرِ ثَوْبٍ فَوَجَدُوا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍ يُقَدُّ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ إِيَّاهُ ».

أي كان على قده والقِدُّ كحِمْل : سير يقد من جلد غير مدبوغ ، والقِدَّةُ أخص منه. ومنه الْخَبَرُ « مَوْضِعُ قِدِّهِ فِي الْجَنَّةِ أَوْ قَدّ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ».

و « القِدَّةُ » بالكسر أيضا الطريقة والفرقة من الناس ، والجمع قِدَدٌ مثل سدرة وسدر ، وبعضهم يقول الفرقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة. ومنه « تَقَدَّدَ القومُ » أي تفرقوا. والقَدِيدُ : اللحم المُقَدَّدُ ، أي المشرح طولا ، والثوب الخلق. ومنه الْحَدِيثُ « أَكْلُ الْقَدِيدِ الْغَابِّ يَهْدِمُ الْبَدَنَ » (١).

وَفِي الْخَبَرِ نَهَى « أَنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ ».

أي يشق ويقطع لئلا تعقر الحديدة يده. و « قُدَيْدٌ » مصغرا : موضع بين مكة والمدينة بينها وبين ذي الحليفة مسافة بعيدة (٢). و « المِقْدَادُ » بالكسر اسم رجل من الصحابة عظيم الشأن (٣).

__________________

(١) الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٣١٤.

(٢) قال ابن الكلبي : لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا ـ انظر معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣١٣.

(٣) المقداد بن عمرو بن ثعلبة المعروف بالمقداد بن الأسود ، هو قديم الإسلام من السابقين ، وهاجر إلى أرض الحبشة ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو ممن شهد بدرا وله فيها مقام مشهور ، وشهد أحد وبقية المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال النبي « أمرني ربي بحب أربعة » وعد منهم المقداد ، وتوفي بالمدينة في خلافة عثمان وكان عمره سبعين سنة أسد الغابة ج ٤ صلى الله عليه وآله ٤٠٩ ـ ٤١١.

١٢٥

و « قَدْ » حرف لا يدخل إلا على الأفعال ، وقَدْ تكون بمعنى ربما للتكثير كقوله :

قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصَفَّراً أَنَامِلُهُ

كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَاد

قال بعض الأفاضل في تفسير قوله تعالى : ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) إن المشهور أن ( قَدْ نَرى ) معناه ربما نرى ومعناه التكثير ، كما في قوله

« قَدْ أترك القرن »

البيت. ثم قال : والتحقيق أنه على أصل التقليل في دخوله على المضارع ، وإنما قلل الرؤية لتقليل الرائي ، لأن الفعل كما يقل في نفسه كذلك يقل لقلة متعلقه ، ولا يلزم من قلة الفعل المتعلق قلة الفعل المطلق ، لأنه لا يلزم من عدم المقيد عدم المطلق ، وكذا القول في قوله تعالى ( قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ ) وكذا في البيت ، فلا ينافي كثرة الترك المقصود للشاعر. وفي القاموس تكون « قَدْ » اسمية وحرفية ، والاسمية اسم مرادف ليكفي نحو ، « قَدْنِي درهم » ، واسم مرادف لحسب ، وتستعمل مبنية غالبا نحو « قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ » بالسكون ، ومعربة « قَدُ زَيْدٍ » بالرفع ، والحرفية مختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم وناصب ، وحرف تنفيس ولها ستة معان : التوقع « قَدْ يقدم الغائب » ، وتقريب الماضي من الحال « قد قام زيد » ، والتحقيق ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) ، والنفي « قَدْ كنت في خير فَتَعْرِفَهُ » بنصب تعرفه ، والتقليل « قَدْ يصدق الكذوب » والتكثير

« قَدْ أترك القرن مصفرا أنامله ».

( قرد )

قوله تعالى : ( جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ ) [ ٥ / ٦٠ ] هم قوم من بني إسرائيل مسخوا حيث اعتدوا في السبت. قال بعض المفسرين : يعني بِالْقِرَدَةِ أصحاب السبت ، والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام. وَرَوَى الْغَزَّالِيُّ عَنِ

١٢٦

ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْمُمْسَخِينَ مِنْ أَصْحَابِ السَّبْتِ إِنَّ شُبَّانَهُمْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَشُيُوخَهُمْ مُسِخُوا خَنَازِيرَ.

وقد تقدمت قصة أصحاب السبت في « سبت ».

وَفِي الْحَدِيثِ « الْقِرَدَةُ مِنَ الْمُسُوخِ ».

قال الجوهري : القِرْدُ واحد القُرُودِ وقد يجمع على قِرَدَة مثل فيل وفيلة ، والأنثى قِرْدَة ، والجمع قِرَد مثل قربة وقرب. وفي المثل « إِنَّهُ لَأَزْنَى مِنْ قِرْدٍ ». و « القُرَادُ » كغراب : هو ما يتعلق بالبعير ونحوه وهو كالقمل للإنسان ، الواحدة قُرَادَة والجمع قِرْدَان بالكسر كغربان. و « غزوة ذي قَرَد » بفتحتين : موضع على ليلتين من المدينة.

( قصد )

قوله تعالى : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) [ ٣١ / ١٩ ] بالكسر أي اعدل ولا تتبختر فيه ولا تدب دبيبا ، من القَصْدِ وهو مشي الاعتدال. قوله : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) [ ١٦ / ٩ ] أي هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه ، كقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَمِنْها جائِرٌ ) أي ومن السبيل جائر عن القصد ، فأعلم سبحانه بأن السبيل الجائر لا يضاف إليه ، ولو كان الأمر على ما ظنه المجبرة لقال وعليه جائر. قوله : ( أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ) [ ٥ / ٦٦ ] أي عادلة. قوله : ( سَفَراً قاصِداً ) [ ٩ / ٤٢ ] أي شاقا. والجواد القَاصِد : الفرس الهينة السير لا تعب فيه ولا بطأ.

وَفِي الْحَدِيثِ « اقْتَصِدْ فِي عِبَادَتِكَ ».

أي ائت منها بشيء لا يلحقك منها تعب ولا مشقة شديدة تنفر الطبيعة منها ، كما

رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ، فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَمُوتُ هَرِماً وَاحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ غَداً ».

وفِيهِ « الْقَصْدَ الْقَصْدَ ».

أي الزموا القصد والتمسوه. وتؤول على معينين : أحدهما الاستقامة ، فإن القَصْدَ يستعمل فيما بين

١٢٧

الإسراف والتقتير. وفِيهِ « الْقَصْدُ مِنَ الْكَافُورِ أَرْبَعَةُ مَثَاقِيلَ ».

قيل أراد الوسط منه ذلك. و « القَصْدُ في السير » كالقَصْدِ في غيره ، وهو ما بين الحالتين. والقَصْدُ في الأمور : ما بين الإفراط والتفريط. ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ».

وفِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « كَانَ أَبْيَضَ مُقَصَّداً ».

وفسر بالذي ليس بطويل ولا قصير غير مائل إلى حد الإفراط والتفريط. والاقْتِصَادُ في المعيشة : هو التوسط بين التبذير والتقتير. ومنه الْحَدِيثُ « مَا عَالَ امْرُؤٌ فِي اقْتِصَادٍ ».

وهو افتعال من القصد. ومثله « مَا عَالَ مُقْتَصِدٌ » (١).

والقَصْدُ : إتيان الشيء ، يقال قَصَدْتُهُ وقَصَدْتُ له وقَصَدْتُ إليه كله من باب ضرب : طلبته بعينه. وقَصَدْتُ قَصْدَهُ : نحوت نحوه. وإليه قَصْدِي ومَقْصَدِي ، وجمع القَصْدِ موقوف على السماع ، وأما المَقْصَدُ فيجمع على مَقَاصِد. و « عليكم هديا قَاصِداً » أي طريقا مستقيما معتدلا. و « القَصِيدُ » جمع القَصِيدَة من الشعر.

( قعد )

قوله تعالى حكاية عن إبليس لعنه الله : ( لَأَقْعُدَنَ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) [ ٧ / ١٦ ] أي بسبب إغوائك لي أقسم ( لَأَقْعُدَنَ لَهُمْ صِراطَكَ ) ، أي لأعترض لهم على طريق الإسلام كما يعترض العدو على الطريق فيقطعه على المارة ، وانتصب ( « صِراطَكَ » ) على الظرف.

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : « يَا زُرَارَةُ إِنَّمَا يَصْمُدُ لَكَ وَلِأَصْحَابِكَ وَأَمَّا الْآخَرُونَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْهُمْ » (٢).

قوله : ( وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً ) [ ٢٤ / ٦٠ ] والولد

__________________

(١) في نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٨٥ « ما أعال من اقتصد ».

(٢) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٥.

١٢٨

ولا يطمعن في نكاح لكبر سنهن ، فقد قعدن عن التزويج لعدم الرغبة فيهن ، واحدتهن « قاعد » بغير هاء.

وَفِي الْحَدِيثِ ( الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ ) مَنْ قَعَدْنَ عَنِ النِّكَاحِ » (١).

قوله : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ ) [ ٢ / ١٢٧ ] القَوَاعِدُ جمع القَاعِدَة ، وهي الأساس لما فوقه ، ورفع القَوَاعِدِ البناءُ عليها لأنها إذا بني عليها ارتفعت.

وَرُوِيَ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ إِلَى مَتْنِهَا وَقَذَفَتْ فِيهَا حِجَارَةً أَمْثَالَ الْإِبِلِ وَبَنَى عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليه السلام.

قوله : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) [ ٥٠ / ١٧ ] القَعِيدُ المقاعد كالجليس وفعيل وفعول مما يستوي فيهما الواحد والاثنان والجمع ، والتقدير عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المُتَلَقِّيَيْنِ ، أي الملكين الحافظين اللذين يأخذان ما يتلفظ به ، فترك أحدهما للدلالة عليه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَلَهُ أُذُنَانِ عَلَى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَعَلَى الْأُخْرَى شَيْطَانٌ مُفْتِنٌ ، هَذَا يَأْمُرُهُ وَهَذَا يَزْجُرُهُ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢).

وَفِي الْحَدِيثِ « قَعِيدُ الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٍ » (٣).

وسيأتي وجه تسميتهما بذلك إن شاء الله. وفِيهِ « إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ يُقْعِدَانِهِ ».

الأصل فيه أن يحمل على الحقيقة ، ويحتمل أن يراد فيه التنبيه لما يسأل عنه والإيقاظ عما هو فيه بإعادة الروح إليه كالنائم الذي يوقظ ، ومن الجائز أن يقال « أجلسته عن نومه » أي أيقظته عن رقدته على المجاز والاتساع ، لأن الغالب من حال النائم إذا استيقظ أن يجلس ، فجعل الإجلاس مكان الإيقاظ. وفِيهِ « مَا مِنْكُمْ إِلَّا وَكَتَبَ اللهُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ».

قال بعض شراح الحديث : المبهم الذي ورد عليه البيان

__________________

(١) البرهان ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٥٢.

(٢) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢١٩.

(٣) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٢٣٩.

١٢٩

من هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله هو أنه بين أن القدر في حق العباد واقع على معنى تدبير الربوبية ، وهذا لا يبطل تكليفهم العمل لحق العبودية ، وكل من الخلق مسير لما دبر له في الغيب ، فيسوقه العمل إلى ما كتب من سعادة أو شقاوة ، ومعنى العمل التعرض للثواب والعقاب.

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ ».

قيل أراد القُعُود لقضاء الحاجة من الحديث وقيل أراد للإحداد والحزن ، وهو أن يلازمه ولا يرجع عنه ، وقيل أراد به احترام الميت وفي القعود عليه تهاون بالميت والموت.

وَرُوِيَ « أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً مُتَّكِئاً عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ : لَا تُؤْذِ صَاحِبَ الْقَبْرِ ».

والقَعُودُ ـ بالفتح ـ من الإبل : ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد ، والجمع أَقْعِدَة وقِعْدَان وقَعَائِد ، وقيل القَعُود القَلُوص ، وقيل القَعُود البكر قبل أن يثني ثم هو جمل.

وَفِي الْخَبَرِ « لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُتَّقِياً حَتَّى يَكُونَ أَذَلَّ مِنْ قَعُودٍ كُلُّ مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْغَاهُ ».

أي قهره وأذله ، لأن البعير إنما يرغو من ذلة واستكانة. وقَعَدَ عن الأمر : إذا لم يهتم له. وقَعَدَ به الضعفُ : أي جعله قاعدا لا يقدر على النهوض. وتستعمل قَعَدَ ناقصة بمعنى صار في قولهم « أرهف شفرته حتى قَعَدَتْ كأنها حربة » أي صارت الشفرة كأنها حربة ، ولعل صار أيضا تستعمل بمعنى قَعَدَ ، ويتخرج على ذلك

قَوْلُهُ عليه السلام فِي حَدِيثِ آدَمَ « فَغَمَزَهُ ـ يَعْنِي جَبْرَئِيلَ فَصَيَّرَ طُولَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهِ ، وَغَمَزَ حَوَّاءَ عليه السلام فَصَيَّرَ طُولَهَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهَا ».

وقَعَدَ قُعُوداً ومَقْعَداً جلس ، وأَقْعَدَ غيره. والحائض تَقْعُدُ عن الصلاة أيام أقرائها : يعني لا تصلي فيهن شيئا. و « القَعْدَة » بالفتح المرة الواحدة ، وبالكسر النوع ، ومنه « ذو القَعْدَةِ » بالفتح شهر كانت العرب تجلس فيه عن الغزو.

١٣٠

وتَقَعَّدَ فلان عن الأمر : إذا لم يطلبه. والمَقَاعِدُ : موضع قعود الناس في الأسواق وغيرها ، واحده مَقْعَدَة بفتح الميم.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».

أي بمواضع خلوتهم ، يعني تحضر تلك الأمكنة وترصها بالأذى والفساد ، لأنها مواضع يهجر فيها ذكر الله. و « المَقَاعِدُ » جمع مَقْعَد ، وهي أسفل البدن. و « المُقْعَد » بالبناء للمفعول : هو الأعرج. والمُقْعَد أيضا : هو الزَّمِن الذي لا يستطيع الحركة للمشي ، ومنه « عجوز مُقْعَدَة ». ومنه الْحَدِيثُ « يَجُوزُ الْمُقْعَدُ فِي الْعَتَاقِ ».

و « القَاعِدَة » في مصطلح أهل العلم الضابطة ، وهي الأمر الكلي المنطبق على جميع الجزئيات ، كما يقال « كل إنسان حيوان وكل ناطق إنسان » ونحو ذلك.

( قفد )

« القَفَد » بالفتح : صفع الرأس ببسط الكف من القفا ، ومنه قَفَدَنِي. قال الجوهري : والأَقْفَدُ من الناس الذي يمشي على صدور قدميه من قبل الأصابع ولا يبلغ عقباه الأرض. و « القَفَدَان » بالتحريك خريطة العطار ـ نقلا عن ابن دريد.

( قلد )

قوله تعالى : ( لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [ ٣٦ / ٦٣ ] أي مفاتيحها ، واحدها مِقْلَد كمنجل ومِقْلَاد ، ويقال هو جمع لا واحد له. والإِقْلِيدُ : المفتاح لغة يمانية ، وقيل معرب وأصله بالرومية إقليدس ، والجمع أَقَالِيدُ. والقَلَائِدُ : ما يقلد به الهدي من نعل أو غيره ليعلم بها أنها هدي.

وَفِي الْحَدِيثِ « يُقَلِّدُهَا بِنَعْلٍ قَدْ صَلَّى فِيهِ ». والقِلَادَة : التي تعلق في العنق.

١٣١

وقَلَّدْتُهُ قِلَادَةً : جعلتها في عنقه.

وَفِي حَدِيثِ الْخِلَافَةِ « فَقَلَّدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله عَلِيّاً عليه السلام ».

أي ألزمه بها ، أي جعلها في رقبته وولاه أمرها.

وَفِي الْخَبَرِ « قَلِّدُوا الْخَيْرَ وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ ».

أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين ، أي اجعلوا ذلك لازما في أعناقها لزوم القلائد للأعناق ، ولا تقلدوها أَوْتَار الجاهلية ، هي جمع وِتْر بالكسر وهو طلب الدم والثأر. و « التَّقْلِيد » في اصطلاح أهل العلم قبول قول الغير من غير دليل ، سمي بذلك لأن المُقَلِّدَ يجعل ما يعتقده من قول الغير من حق وباطل قلادة في عنق من قلده. و « السَّيْفُ مَقَالِيدُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ». أي يتوصل به إليهما

( قند )

« القَنْدُ » بالفتح فالسكون : عسل قصب السكر ، ومنه فلان القَنْدِيُ (١)و « القِنْدُ » بالكسر : الجبل العظيم أو قطعة منه طولا ويفتح. والقِنْدِيدُ : نوع من الخمر ، وقيل ليس بخمر ولكنه عصير مصنوع

( قود )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ النِّسَاءِ فِي الْقَوَدِ » (٢).

القَوَدُ بالتحريك : القصاص يقال أَقَدْتُ القاتلَ بالقتل : قتلته به ، وبابه قال ، ومِنْهُ « لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ ».

أي لا يقام القصاص إلا به. و « القَوَّادُ » بالفتح والتشديد : هو الذي يجمع بين الذكر والأنثى حراما. والقِيَادَةُ بالكسر : الصناعة.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُجْتَهِدُونَ ـ يَعْنِي فِي الْقُرْآنِ ـ » قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».

يعني يقودونهم

__________________

(١) زياد بن مروان الأنباري القندي مولى بني هاشم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليه السلام ووقف في الرضا عليه السلام رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ١٢٩.

(٢) التهذيب ج ٦ صلى الله عليه وآله ٢٦٦.

١٣٢

إليها ، كأن المعنى يسبقونهم ويجرونهم إليها. و « القَائِدُ » واحد القُوَّاد والقَادَة.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « قُرَيْشٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ ».

أي يقودون الجيوش ، جمع قَائِد. و « اجتمع القُوَّادُ والجند » يريد بهم الأمراء الذين يقودون الجيش ، أو من يقودون الخيل للرؤساء. والجُنْد : العسكر.

وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ « فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ يَتَقَاوَدَانِ ».

أي ذاهبان مسرعين كأن كل واحد منهما يقود الآخر بسرعته. وقَادَ الرجل الفرس ـ من باب قال قَوْداً وقِيَاداً بالكسر وقِيَادَةً.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « انْظُرُوا إِلَى عَرَصَاتِ مَنْ أَقَادَهُ اللهُ بِعِلْمِهِ ».

أي جعله الله قائدا. والذي يخطر في البال أنه تصحيف « أهاده » بالهاء بدل القاف. والله أعلم. والقَوْدُ : أن يكون الرجل أمام الدابة آخذا بقيادها. و « القَوْدُ » بالفتح فالسكون : الخيل. ومنه حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ « وَاسْتَظْمَأْنَا لِصَوَارِخِ الْقَوَدِ ».

والانْقِيَادُ للشيء : الخضوع له. وفلان سلس القِيَادِ : أي سهل الانقياد من غير توقف. والقِيَادُ ككتاب : حبل تقاد به الدابة

وَفِي الْحَدِيثِ « احْفَظْ لِسَانَكَ تَعِزَّ وَلَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِيَادِكَ فَتُذِلَّ رَقَبَتَكَ » (١).

يريد أعز نفسك في الصمت وحفظ اللسان ، ولا تمكن الناس بسبب بذله من قيادك الذي يقاد به ، وهو استعارة من قبيل

« مَنْ سَيَّبَ عِذَارَهُ قَادَهُ إِلَى كُلِّ كَرِيهَةٍ ».

وفرس أعطى قِيَادَهُ : أي أطاع وأمكن من ناصيته. والمِقْوَدُ : الحبل يشد به الزمام أو اللجام تقاد به الدابة ، والجمع مَقَاوِد

__________________

(١) الكافي ج ٢ صلى الله عليه وآله ١١٣.

١٣٣

( قهد )

« قيس بن قَهْدٍ » بالفتح فالسكون والدال المهملة رجل من رواة الحديث (١). و « القِهَادُ » بالكسر اسم موضع. والقَهْدُ : هو الأبيض الأكدر ـ قاله الجوهري.

( قيد )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ ».

القِيدُ بالكسر والقِيسُ القدر ، ومعناه قدر شبر ، يريد المبالغة في عدم المفارقة. ومنه يقال « بيني وبينه قِيدُ رمحٍ وقَادُ رمح » أي قدره. و « القَيْدُ » بالفتح فالسكون واحد القُيُودِ ، ومنه « قَيَّدْتُ الدابة » إذا شكلتها.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ ».

أي منعتك من فعل الخير. قال بعض شراح الحديث : هذا يدل على أن ملابسة الذنوب توجب الخذلان المستلزم لمنع الألطاف الإلهية وفيضها على العبد المستلزم لجذبه إلى الحق والمداومة على خدمته ، وذلك لأن الذنوب نجاسات معنوية توجب تلويث العبد وظلمة نفسه ، فيبعد بسبب ذلك عن قبول النور وفيض الخيرات بسبب الكثافة التي هي ضد اللطافة المناسبة للنورية والمجردات ، لأن الطاعة معدة لها ، وكلما قوي الاستعداد كان المكلف أقبل للفيض ، لأن الفيض مشروط بالاستعداد. و « المُقَيَّدُ » بالضم والتشديد : موضع القيد من رجل الفرس والخلخال من المرأة

__________________

(١) قيس بن قهد ـ بسكون الهاء ـ الأنصاري من بني مالك بن النجار ، وهو جد أبي مريم عبد الغفار ابن القاسم الأنصاري الكوفي ، كان من الصحابة الاستيعاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٢٩٨.

١٣٤

باب ما أوله الكاف

( كأد )

فِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ « إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُوداً ».

أي شاقة المصعد ، وقد تقدم معنى العقبة.

وَفِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَا يَتَكَأَّدُهُ صُنْعُ شَيْءٍ كَانَ ».

أي لا يشق عليه ، يقال تَكَأَّدَنِي وتَكَاءَدَنِي على تفعل وتفاعل : شق علي. ومثله فِي الدُّعَاءِ « لَا يَتَكَاءَدُكَ عَفْوٌ عَنْ مُذْنِبٍ ».

أي لا يصعب عليك ويشق.

( كبد )

قوله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) [ ٩٠ / ٤ ] أي في نصب وشدة

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ قَالَ : يُكَابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ.

وَقَالَ : « ابْنُ آدَمَ لَا يَزَالُ يُكَابِدُ مُرّاً حَتَّى يُفَارِقَ الدُّنْيَا ».

وقيل في شدة خلق من حمله وولادته ورضاعه وفطامه ومعاشه وحياته وموته ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (١)و « الكَبَدُ » بالتحريك : الشدة والمشقة ، من المُكَابَدَة للشيء ، وهي تحمل المشاق في شيء.

وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ « أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله : مَا لَهُمْ؟ فَقُلْتُ : كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ ».

أي شق عليهم وضيق ، أو أصاب أكبادهم ، وذلك أشد ما يكون من البرد لأن الكَبِدَ مورد الحرارة والدم لا يخلص إليها إلا أشد البرد ـ قاله في النهاية.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُقَارِنُ الشَّمْسَ إِذَا ذَرَّتْ وَإِذَا كَبَّدَتْ وَإِذَا غَرَبَتْ ».

قوله « وإذا كَبَّدَتْ » يعني توسطت في السماء وقت زوالها ، يدل عليه قَوْلُهُ عليه السلام

__________________

(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٤٩٣.

١٣٥

« عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ عِنْدَ كَبِدِ السَّمَاءِ ».

ومنه « كَبَّدَ النجمُ السماءَ » بالتشديد أي توسطها. وكَبِدُ كل شيء : وسطه. والكَبِدُ بكسر الباء واحد الأَكْبَاد والكُبُود من الأمعاء معروف ، وهي أنثى وعن الفراء يذكر ويؤنث ، ويجوز إسكان الباء كما قالوا في فخد. وفِي الْخَبَرِ « فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَبِدِي ».

أي ظهر جنبي مما يلي الكبد. وفِيهِ « لِكُلِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرُ ».

وفِيهِ « اللهُ يُحِبُّ إِبْرَادَ الْكَبِدِ الْحَرَّى » (١).

يعني بالماء ، لأن الكَبِدَ معدن الحرارة.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ وَجَدَ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَى كَبِدِهِ فَلْيَحْمَدِ اللهَ ».

أي لذاذة حبنا. وغلظت كَبِدُهُ : قسا قلبه.

وَفِي حَدِيثِهِمْ عليه السلام « كَبِّدُوا عَدُوَّنَا بِالْوَرَعِ يَنْعَشْكُمُ اللهُ ».

أي أدخلوا الشدة في أكبادهم بورعكم ، من قولهم « كَبَّدَهُمُ البردُ » إذا أصاب أكبادهم. وكَبِدُ القوس : مقبضها. وكَبِدُ الأرض : باطنها. ووجده على كَبِدِ البحر : أي على أوسط موضع من شاطئه. وَفِي خَبَرِ الْخَنْدَقِ « فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ ».

وهي القطعة الصلبة من الأرض. وفلان تضرب إليه أَكْبَادُ الإبل : أي ترحل إليه في طلب العلم وغيره.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تَعُبُّوا الْمَاءَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكُبَادَ » (٢). هو بالضم وجع الكبد

( كدد )

الكد : الشدة في العمل والإلحاح في الطلب وطلب الكسب ، ومنه الْحَدِيثُ « الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ فَلَهُ كَذَا » (٣).

أي المكتسب لهم القائم عليهم.

( كرد )

« الكُرْدُ » بالضم فالسكون : جيل معروف من الناس. وكَرَدَ القومَ : أي صرفهم وردهم.

__________________

(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥٨.

(٢) الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٣٨١.

(٣) في الكافي ج ٥ صلى الله عليه وآله ٨٨ الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله.

١٣٦

ويَكْرُدُ بعضهم بعضا : أي يصرف بعضهم بعضا ويردهم. و « كُرْدَوَيْهِ » لقب مسمع بن مالك (١)، وكذا كِرْدِينٌ ـ نقلا عن الشيخ يحيى بن سعيد

( كركد )

الكَرْكَدَّن (٢)ويسمى الحمار الهندي وهو عدو الفيل ، وهو دون الجاموس ، ويقال إنه متولد بين الفرس والفيل ، وله قرن واحد عظيم في رأسه فلا يستطيع لثقله أن يرفع رأسه وهذا القرن مصمت قوي الأصل حاد الرأس يقاتل به الفيل

( كسد )

فِي الْحَدِيثِ « اشْتَرَى مَتَاعاً فَكَسَدَ ».

أي لم ينفق لقلة الرغبة فيه ، يقال كَسَدَ الشيءُ يَكْسُدُ من باب قتل كَسَاداً فهو كَاسِدٌ ، ومنه كَسَدَتِ السوقُ فهي كَاسِدٌ بغير هاء ـ قاله الجوهري. وقال غيره بالهاء.

( كمد )

فِي الْحَدِيثِ « كَمَدٌ مُقِيمٌ ».

الكَمَدُ بالتحريك : الحزن المكتوم ، يقال كَمِدَ الشيءُ يَكْمَدُ من باب تعب فهو كَمِدٌ وكَمِيدٌ ، ومعناه حزن دائم غير مفارق. و « الكُمْدَةُ » بالضم تغير اللون وذهاب صفائه والحزن الشديد ومرض القلب.

وَفِي الْخَبَرِ « فَكَمَّدَهُ بِخِرْقَةٍ ».

التَّكْمِيدُ وهو أن تسخن خرقة وتوضع على الوجع ويتابع مرة بعد مرة ليسكن

__________________

(١) مسمع بن عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع من بني بكر بن وائل ، أبو سيار الملقب كردين شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها وسيد المسامعة ، وكان أوجه من أخيه عامر بن عبد الملك وابنه ، وله بالبصرة عقب ... له نوادر كثيرة وروى أيام البسوس رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٣٢٩.

(٢) ذكره في حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٧٢ بعنوان « كركند » ، وذكره الجاحظ في كتابه الحيوان بعنوان كركدن في عدة مواضع ، انظر ج ٧ صلى الله عليه وآله ١٢٠ و١٢٣ و١٧٠ وغيرها.

١٣٧

( كند )

قوله تعالى : ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) [ ١٠٠ / ٦ ] أي كَفَّارٌ للنعم جَحَّادٌ. والكَنُودُ : الكفور ، يقال كَنَدَ النعمةَ إذا كفرها فهو كَنُودٌ ، ومنه امرأة كَنُودٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَصْبَحْنَا فِي زَمَنٍ كَنُودٍ ».

أي لا خير فيه. و « كِنْدَةُ » بكسر الكاف أبو حي من اليمن وهو كِنْدَةُ بن ثور ـ قاله الجوهري. و « باب كِنْدَة » هي أحد أبواب مسجد الكوفة عن يمين القبلة لمن دخل المسجد مستقبلا ، ولعل طوائف من كندة سكنوا هناك فنسبت إليهم. والكَنْدُ : القطع

( كنعد )

« الكَنْعَدُ » بالدال المهملة : ضرب من سمك البحر ، وفتح النون وسكون العين لغة ـ نقلا عن المغرب (١).

( كود )

قوله تعالى : ( كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ) [ ٩ / ١١٧ ] أي قارب وهَمَّ ولم يفعل. وفي الصحاح كَادَ وضعت لمقاربة الشيء فعل أو لم يفعل. وفي المصباح قال اللغويون كِدْتُ أفعل ومعناه فعلت بعد إبطاء. قال الأزهري وهو كذلك ، وشاهده قوله تعالى : ( فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ) [ ٢ / ٧١ ] ومعناه ذبحوها بعد إبطاء لتعذر وجدان البقر عليهم. قوله : ( أَكادُ أُخْفِيها ) [ ٢٠ / ١٥ ] معناه أريد أن أخفيها ، فكما جاز أن يوضع يريد موضع يَكَادُ في قوله تعالى ( جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ ) فكذلك أَكَادُ. وقال الجوهري الهمزة في ( أُخْفِيها ) للإزالة نحو « شكا زيد فأشكيته » أي أزلت شكايته ، والمعنى أَكَادُ أزيل خفاءها أي أقارب إظهارها ، وذلك أنه أخبر

__________________

(١) وفي حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣١٣ : الكنعد والكعند كجعفر ضرب من السمك.

١٣٨

بإتيانها جملة ، فالمقاربة من حيث إظهارها إجمالا وعدم وقوع المستفاد من أكاد من حيث التفصيل. قوله : ( لَمْ يَكَدْ يَراها ) [ ٢٤ / ٤٠ ] أي لا رؤية ثمة ولا مقاربة لها.

( كيد )

قوله تعالى : ( إِنَ كَيْدِي مَتِينٌ ) [ ٦٨ / ٤٥ ] الكَيْدُ السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال ، تقول كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْداً من باب باع : خدعه ومكر به ، فهو كَائِدٌ إذا عمل في إيقاع الضرر به على وجه الختل ، وهو من المخلوقين احتيال ومن الله مشية بالذي يقع به الكيد. و « المَكِيدَة » اسم من الكيد. قوله : ( فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) [ ١٢ / ٥ ] أي يحتالوا لك احتيالا ، ولهذا سميت الحرب كَيْداً لاحتيال الناس فيه. ومثله قوله تعالى : يَكِيدُونَ [ ٧٧ / ٣٩ ] أي احتالوا في أمري. قوله : ( كِدْنا لِيُوسُفَ ) [ ١٢ / ٧٦ ] أي كدنا له إخوته حتى ضممنا أخاه إليه ، أو علمناه الكيد على إخوته.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ ».

أي احتياله وخدعه ومكره.

وَفِي الْخَبَرِ « يَكِيدُ بِنَفْسِهِ ».

أي يجود بها ، يريد النزع من الكيد وهو السوق. وكَادَتِ المرأةُ تَكِيدُ كَيْداً : حاضت ومِنْهُ « نَظَرَ إِلَى جَوَارٍ وَقَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ ». أي حضن.

باب ما أوله اللام

( لبد )

قوله تعالى : ( كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) [ ٧٢ / ١٩ ] أي جماعات بعضهم على بعض. واحدها لِبْدَةٌ ، أي كادوا يركبون على النبي رغبة في القراءة وشهوة لاستماعه. قال في غريبين الهروي : من قرأ لُبَدًا فهو جمع لَابِد مثل راكع وركع.

١٣٩

قوله : ( أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) [ ٦ / ٩ ] أي كثيرا جما ، من التلبيد كأنه من كثرته بعضه على بعض. ومنه اشتقاق اللُّبُود التي تفرش. و « اللِّبْدُ » كحمل : ما يتلبد من شعر أو صوف ، واللِّبْدَةُ أخص منه. و « لَبِدَ الشيءُ » من باب تعب : لصق ، وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا نعما فقد لَبَّدْتَهُ. و « اللُّبَّادَةُ » وزان تفاحة : ما يلبس للمطر. واللَّبَدُ بالتحريك : الصوف. وتَلْبِيدُ الشعر : أن يجعل فيه شيء من صمغ أو خطمي وغيره عند الإحرام لئلا يشعث ويقمل اتقاء على الشعر. قال في النهاية : وإنما يُلَبِّدُ من يطول مكثه في الإحرام. و « لَبِيدُ بن عامر » الشاعر الصحابي وهو المقول فيه أصدق كلمة قالها لَبِيدٌ (١):

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل

نقل الشيخ البهائي من حواشي السيوطي على البيضاوي أن لَبِيداً قد عاش مائة وخمسة وأربعين سنة (٢)، وهو القائل :

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا الناس كيف لَبِيد

 ( لحد )

قوله تعالى : ( يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ ) [ ٧ / ١٨٠ ] أي يميلون في صفاته إلى غير ما وصف به نفسه ، فيدعون له الشريك والصاحبة والولد ، يقال أَلْحَدَ ولَحَدَ : إذا حاد عن الطريق. قوله : ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ ) [ ١٦ / ١١٣ ] أي يميلون إليه ، ويشيرون إليه وقرئ يَلْحَدُونَ إِلَيْهِ

__________________

(١) يقال إن الذي قال هذه الكلمة هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

(٢) قال في الاستيعاب ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٣٣٨ : وقال مالك بن انس بلغني أن لبيد بن ربيعة مات وهو ابن مائة وأربعين سنة ، وقيل إنه مات وهو ابن سبع وخمسين ومائة سنة في أول خلافة معاوية ، وقال ابن عفير مات لبيد سنة إحدى وأربعين من الهجرة يوم دخل معاوية الكوفة ونزل بالنخيلة.

١٤٠