علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ١

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-610-3
ISBN الدورة:
978-964-319-609-7

الصفحات: ٤٠٠

بالخرقة ، ولقد أردت أن أنزع القميص فصاح بي صائح من البيت سمعت الصوت ولم أرَالصورة : لاتنزع قميص رسول الله ، ولقد سمعت الصوت يكرّره عليَّ ، فأدخلت يدي من بين القميص فغسّلته ، ثمّ قدّم إليَّ الكفن فكفّنته ، ثمّ نزعت القميص بعد ما كفّنته.

وأمّا الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل المدينة أنّه يتخطّى الصفوف حتّى يأتي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ساجد فيركب ظهره فيقوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويده على ظهرالحسن والاُخرى على ركبته (١) حتّى يتمّ (٢) الصلاة. قالا : نعم قد علمنا ذلك.

ثمّ قال : تعلمان ويعلم أهل المدينة أنّ الحسن كان يسعى إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويركب على رقبته ويدلي الحسن رجليه على صدر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب ولايزال على رقبته حتّى يفرغ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من خطبته والحسن على رقبته ، فلمّا رأى الصبيّ على منبر أبيه غيره شقّ عليه ذلك والله ما أمرته بذلك ولافعله عن أمري ، وأمّا فاطمة فهي المرأة التي استأذنت لكما عليها فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما.

والله ، لقد أوصتني أن لاتحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها ، وما كنت الذي أُخالف أمرها و وصيّتها إليَّ فيكما.

وقال عمر : دع عنك هذه الهمهمة (٣) ، أنا أمضي إلى المقابر فأنبشها

__________________

(١) في «ش ، ع ، س» : ركبتيه.

(٢) في «ش ، ع ، ص» : تمّ.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : الهمهمة : تنويم المرأة الطفل بصوتها. القاموس المحيط ٤ : ١٧١ .

٣٦١

حتّى اُصلّي عليها.

فقال له عليٌّ عليه‌السلام : والله ، لو ذهبت تروم من ذلك شيئاً وعلمت أنّك لاتصل إلى ذلك حتّى يندر (١) عنك الذي فيه عيناك ، فإنّي كنت لا اُعاملك إلاّ بالسيف قبل أن تصل إلى شيء من ذلك.

فوقع بين علي وعمر كلام حتّى تلاحيا واستبسل (٢) ، واجتمع المهاجرون والأنصار فقالوا : والله ، ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عمّ رسول الله عليه‌السلام وأخيه و وصيّه وكادت أن تقع فتنة فتفرّقا» (٣) .

ـ ١٥٠ ـ

باب العلّة التي من أجلها ردّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان

دفع إليه سورة ( براءة ) وبعث عليّاً عليه‌السلام مكانه

[ ٣٤٢ / ١ ] حدّثنا محمّد (٤) بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا أحمد ابن يحيى بن زهير ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى ، قال : حدّثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، قال : حدّثنا كثير أبوإسماعيل ، عن جميع بن عمر (٥) ، قال : صلّيت في المسجد الجامع

__________________

(١) في «ح ، ل» : يبدر ، وما أثبتناه من نسخة «ح ، ن ، س ، ش ، ع» وحاشية «ج ، ل» عن نسخة.وورد في حاشية «ج ، ل» : ندر الشيء يندر ندراً : سقط وشذّ. الصحاح ٢ : ٨٢٥.

(٢) في المطبوع : واستبا ، وما أثبتناه من النسخ. وفي حاشية «ج ، ل» عن نسخة : استبسلا ، وورد فيهما : المباسلة : المصاولة في الحرب ، والمستبسل الذي يوطّن نفسه على الموت أو الضرب ، واستبسل ، أي استقبل ، وهو أن يطرح نفسه في الحرب وهو يريد أن يقتل لامحالة. الصحاح ٤ : ٤٢٦ / بسل.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٣ : ٢٠١ / ٣١.

(٤) في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : أحمد.

(٥) في المطبوع : عميرة.

٣٦٢

فرأيت ابن عمر جالساً فجلست إليه فقلت : حدِّثني عن عليٍّ عليه‌السلام ، فقال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبابكر ببراءة فلمّا أتى ذا الحليفة أتبعه عليّاً عليه‌السلام فأخذها منه ، قال أبو بكر : ياعلي ، مالي أنزل فيَّ شيء؟

قال : «لا ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لايؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي» .

قال : فرجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ، أنزل فيَّ شيء؟

قال : «لا ، ولكن لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي».

قال كثير : قلت لجميع : استشهد (١) على ابن عمر بهذا؟ قال : نعم ، ثلاثاً (٢) .

[ ٣٤٣ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف ابن حمّاد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن الحكيم بن مقسم ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببراءة ثمّ أتبعه عليّاً فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، خيف فيَّ شيء؟

قال : «لا ، إلاّ أنّه لايؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ» وكان الذي بعث به (٣) عليٌّ عليه‌السلام : لايدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة ، ولا يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولايطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عهد فهو إلى مدّته (٤) .

__________________

(١) في المطبوع والبحار : تشهد.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٣٥ : ٢٨٤ / ١.

(٣) في المطبوع : فيه .

(٤) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٣٥ : ٢٨٥ / ٢.

٣٦٣

[ ٣٤٤ / ٣ ] حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد ابن جرير الطبري ، قال : حدّثنا سليم (١) بن عبد الجبّار ، قال : حدّثنا علي بن قادم ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن عبدالله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : خرجت إلى مكّة فلقيت سعد بن مالك ، فقلت له : هل سمعت لعليٍّ عليه‌السلام منقبة؟

قال : قد شهدت له أربعة لأن تكون لي إحداهنّ أحبّ إليَّ من الدنيا اُعمّر فيها عمر نوح ، أحدها : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة ، ثمّ قال لعليٍّ عليه‌السلام : «اتّبع أبا بكر» فبلغها وردّ أبابكر فقال : يا رسول الله ، أنزل فيَّ شيء؟

قال : «لا ، إلاّ أنّه لايبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» (٢) .

[ ٣٤٥ / ٤ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبدالله بن محمّد بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا أحمد بن منصور ، قال : حدّثنا أبوسلمة ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن سمّاك بن حرب ، عن أنس بن مالك : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر فبعث عليّاً عليه‌السلام وقال : «لا يبلّغها إلاّ رجل من أهل بيتي» (٣) .

وقد رويت في هذا المعنى أخباراً كثيرة أوردت منها في هذا الباب

__________________

(١) في المطبوع : سليمان.

(٢) أورده الطبري في بشارة المصطفى : ٣١٥ / ٢٨ مرسلاً ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٣٥ : ٢٨٥ / ٣.

(٣) أورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٤٤ ، والنسائي في السنن الكبرى ٥ : ١٢٨ / ٨٤٦٠ ، والحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ٣٦٢ / ٣١٢ ـ ٣٢٠ ، وأحمد ابن حنبل في فضائل الصحابة ٢ : ٦٤١ / ١٠٩٠ ، ومسنده ٤ : ٧٧ / ١٢٠٨٢ ، و١٩٩ / ١٣٦٠٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٣٥ : ٢٨٦ / ٤.

٣٦٤

ما يستغنى به عمّا لم أُورده.

ـ ١٥١ ـ

باب العلّة التي من أجلها اُمر

خالد بن الوليد بقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام

[ ٣٤٦ / ١ ] أبي (١) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «لمّا منع أبو بكر فاطمة عليها‌السلام فدكاً ، وأخرج وكيلها ، جاء أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى المسجد ، وأبو بكر جالس ، وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال : يا أبا بكر ، لِمَ منعت فاطمة عليها‌السلام ما جعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لها ووكيلها فيه منذ سنين؟

فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أتت (٢) بشهود عدول ، وإلاّ فلا حقّ لها فيه.

قال : يا أبا بكر ، تحكم فينا بخلاف ما تحكم في المسلمين؟

قال : لا.

قال : أخبرني لو كان في يد المسلمين شيء فادّعيت أنا فيه ممّن كنت تسأل البيّنة؟

قال : إيّاك كنت أسأل.

قال : فإذا كان في يدي شيء فادّعى فيه المسلمون تسألني فيه البيّنة؟

قال : فسكت أبو بكر ، فقال عمر : هذا فيء للمسلمين ، ولسنا

__________________

(١) في «ع» : حدّثنا أبي.

(٢) في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : أتيت.

٣٦٥

من خصومتك في شيء.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لأبي بكر : يا أبا بكر ، تقرُّ بالقرآن؟

قال : بلى.

قال : فأخبرني (١) عن قول الله عزوجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) ، أفينا أو في غيرنا نزلت؟

قال : فيكم.

قال : فأخبرني لو أنّ شاهدين من المسلمين شهدا على فاطمة عليها‌السلام بفاحشة ما كنت (٣) صانعاً؟

قال : كنت اُقيم عليها الحدّ ، كما اُقيم على نساء المسلمين.

قال : كنت إذاً عند الله من الكافرين.

قال : ولمَ؟

قال : لأنّك كنت تردّ شهادة الله ، وتقبل شهادة غيره؛ لأنّ الله عزوجل قدشهد لها بالطهارة ، فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين .

قال : فبكى الناس وتفرّقوا ودمدموا (٤) ، فلمّا رجع أبو بكر إلى منزله بعث إلى عمر ، فقال : ويحك ، يابن الخطّاب ، أما رأيت عليّاً وما فعل بنا ، والله لئن قعد مقعداً آخر ليفسدنّ هذا الأمر علينا ، ولانتهنّأ بشيء ما دام حيّاً.

قال عمر : ماله إلاّ خالد بن الوليد ، فبعثوا إليه ، فقال له أبو بكر :

__________________

(١) في «ج ، ل ، ش ، ع» : وأخبرني.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٣) في «س» زيادة : بها.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : الدمدمة : الغضب ، ودمدم عليه : كلّمه مغضباً. القاموس المحيط٤ : ٦٢.

٣٦٦

نريد أن نحملك على أمر عظيم.

قال : احملني على ما شئت ولو على قتل عليٍّ.

قال : فهو قتل عليٍّ.

قال : فصر بجنبه (١) فإذا أنا سلّمت فاضرب عنقه ، فبعثت أسماء بنت عميس وهي اُمّ محمّد بن أبي بكر خادمتها (٢) ، فقالت : اذهبي إلى فاطمة فاقرئيها السلام ، فإذا دخلت من الباب فقولي : ( إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) (٣) فإن فهمتها ، وإلاّ فأعيديها مرّة اُخرى ، فجاءت فدخلت ، وقالت : إنّ مولاتي ، تقول : يابنت رسول الله ، كيف أنتم ، ثمّ قرأت هذه الآية : ( إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ) (٤) الآية ، فلمّاأرادت أن تخرج قرأتها ، فقال لها أمير المؤمنين : أقرئي : ( مولاتك منّي ) (٥) السلام ، وقولي لها : إنّ الله عزوجل يحول بينهم وبين ما يريدون إن شاء الله .

فوقف خالد بن الوليد بجنبه فلمّا أراد أن يسلّم لم يسلّم ، وقال : ياخالد ، لا تفعل ما أمرتك ، السلام عليكم (٦) .

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما هذا (٧) الذي أمرك به ، ثمّ نهاك قبل أن يسلّم؟

قال : أمرني بضرب عنقك ، وإنّما أمرني بعد التسليم ، فقال : أو كنت

__________________

(١) في «ج ، ل ، س» زيادة : وقت الصلاة.

(٢) في «ج ، ل ، س ، ح» : خادمها ، وفي حاشية «ج ، ل» كما في المتن.

(٣و٤) سورة القصص ٢٨ : ٢٠.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في «ج ، ل ، س».

(٦) في المطبوع زيادة : ورحمة الله وبركاته.

(٧) في المطبوع زيادة : الأمر.

٣٦٧

فاعلاً؟

فقال : إي والله ، لو لم ينهني لفعلت ، قال : فقام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأخذ بمجامع ثوب خالد ، ثمّ ضرب به الحائط وقال لعمر : يابن صهّاك ، والله لو لا عهد من رسول الله ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أيّنا أضعف جنداً ، وأقلّ عدداً» (١) .

ـ ١٥٢ ـ

باب علّة إثبات الأئمّة صلوات الله عليهم

[ ٣٤٧ / ١ ] أبي (٢) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا (٣) سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي ناظرت قوماً ، فقلت : ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الحجّة من الله على الخلق ، فحين ذهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان الحجّة من بعده؟

فقالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيه المرجئ والحروري ، والزنديق الذي لايؤمن (٤) حتّى يغلب الرجل خصمه ، فعرفت أنّ القرآن لا ( يكون ) (٥) حجّة إلاّ بقيّم ، فما (٦) قال فيه من شيء كان حقّاً.

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٩ : ١٢٤ / ٢٦.

(٢) في «ع» : حدّثني أبي.

(٣) في «ع» : حدّثني ، وفي هامشها كما في المتن.

(٤) في حاشية «ش» عن نسخة زيادة : بالله.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في النسخ ، وأثبتناه من البحار.

(٦) في «ج ، ل ، ع ، س» : ما.

٣٦٨

قلت لهم : فمن قيّم القرآن؟

قالوا : قد كان عبدالله بن مسعود ، وفلان يعلّم وفلان ، قلت : كلّه؟

قالوا : لا. فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وإذا كان الشيء بين القوم ، وقال : هذا لاأدري ، وقال : هذا لا أدري ، وقال : هذا لاأدري ، ( وقال : هذا أنا أدري ) (١) ، فاشهد أنّ عليّ ابن أبي طالب كان قيّم القرآن ، وكانت طاعته مفروضة ، وكان حجّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على النّاس كلّهم ، وأنّه ما قال في القرآن فهو حقٌّ.

فقال : «رحمك الله» ، فقبّلت رأسه ، وقلت : إنّ عليّ بن أبي طالب لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده ، كما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حجّة من بعده ، وأنّ الحجّة من بعد عليٍّ عليه‌السلام الحسن بن عليّ عليه‌السلام ، وأشهد على الحسن بن عليّ عليه‌السلام أنّه كان الحجّة ، وأنّ طاعته مفترضة.

فقال : «رحمك الله» فقبّلت رأسه ، وقلت : أشهد على الحسن بن عليّ أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده كما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبوه صلّى الله عليهما ، وأنّ الحجّة من بعد الحسن الحسين بن عليّ عليهما‌السلام وكانت طاعته مفترضة . فقال : «رحمك الله».

فقبّلت رأسه وقلت : وأشهد على الحسين بن عليّ عليه‌السلام أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده ، وأنّ الحجّة من بعده عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : «رحمك الله».

فقبّلت رأسه ، وقلت : أشهد على عليّ بن الحسين عليهما‌السلام أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده ، وأنّ الحجّة من بعده محمّد بن علي

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في «ج ، ل ، ح».

٣٦٩

أبوجعفر عليه‌السلام ، وكانت طاعته مفترضة (١) ، فقال : «رحمك الله».

قلت : أصلحك الله ، أعطني رأسك ، فقبّلت رأسه ، فضحك.

فقلت : أصلحك الله ، قد علمت أنّ أباك لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده ، كما ترك أبوه فأشهد بالله أنّك أنت الحجّة من بعده ، وأنّ طاعتك مفترضة.

فقال : «كفّ رحمك الله».

قلت : أعطني رأسك اُقبّله ، فضحك. قال : «سلني عمّا شئت فلا أُنكرك بعد اليوم أبداً» (٢) .

[ ٣٤٨ / ٢ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مرّار ، قال : حدّثني يونس بن عبد الرحمن (٤) ، عن يونس بن يعقوب ، قال : كان عند أبي عبدالله عليه‌السلام جماعة من أصحابه فيهم : حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن سالم ، والطيّار ، وجماعة من أصحابه فيهم : هشام بن الحكم وهو شابّ ، فقال أبو عبدالله : «يا هشام».

قال : لبّيك يابن رسول الله.

قال : «ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته»؟

قال هشام : جُعلت فداك ، يابن رسول الله ، إنّي أجلّك وأستحييك ولايعمل لساني بين يديك.

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : مفروضة.

(٢) أورده الكليني في الكافي ١ : ١٢٨ / ٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ١٧ / ١٣ .

(٣) في «ع» : حدّثنا أبي.

(٤) في «ح» : عبدالله ، وفي حاشيتها عن نسخة كما في المتن.

٣٧٠

فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : «إذا أمرتكم بشيء فافعلوه».

قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، وعظم ذلك عليَّ ، فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة ، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا أنا بعمرو بن عبيد (و) (١) عليه شملة (٢) سوداء متّزر بها من صوف ، وشملة مرتد بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتي ، ثمّ قلت : أيّها العالم ، أنا رجل غريب ، تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ فقال : نعم.

قلت له : ألك (٣) عين؟ قال : يا بنيّ ، أيّ شيء هذا من السؤال ( وشيء تراه كيف تسأل عنه ) (٤) .

فقلت : هكذا مسألتي. فقال : يا بنيّ ، سل وإن كانت مسألتك حمقاء؟

قلت : أجبني فيها ، قال : فقال لي : سل.

قال : قلت : ألك عين؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما ترى (٥) بها؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص.

قال : قلت : فلك أنف؟ قال : نعم.

قلت : فما (٦) تصنع به؟ قال : أشمّ به الرائحة.

قال : قلت : ألك فم؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع به؟ قال : أعرف به المطاعم على اختلافها.

__________________

(١) ما بين القوسين أثبتناه من «س».

(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الشملة كساء يُشتمل به. الصحاح ٤ : ٥٦١ / شمل.

(٣) في المطبوع : أولك.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ج ، ل ، ش ، ح ، ن».

(٥) في «ن ، ش» : فما تصنع.

(٦) فيما عدا «ج ، ل» من النُّسَخ : ما.

٣٧١

قال : قلت : ألك لسان؟ قال : نعم.

قلت : فما تصنع به؟ قال : أتكلّم به.

قال : قلت : ألك أُذن؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع بها؟ قال : أسمع بها الأصوات.

قال : قلت : ألك يدان؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع بهما؟

قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللّين من الخشن.

قال : قلت : ألك (١) رجلان؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع بهما؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان.

قال : قلت : ألك قلب؟ قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع به؟ قال : أُميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح.

قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال : لا.

قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟

قال : يا بنيّ ، إنّ الجوارح إذا شكت في شيء شمّته ، أو رأته ، أو ذاقته ( أوسمعته ) (٢) ردّته إلى القلب ، فيستيقن (٣) اليقين ويبطل الشكّ.

قال : قلت : فإنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح؟ قال : نعم.

قال : قلت : فلابدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح؟ قال : نعم.

قال : قلت له : يا أبا مروان ، إنّ الله لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحّح لها الصحيح ، وتتيقّن به ما شككت فيه ، ويترك هذا الخلق

__________________

(١) في «ج ، ل ، س ، ع ، ش» : أفلك ، وكذلك المورد التالي.

(٢) ما بين القوسين أثبتناه من «ج ، ل».

(٣) في «ع ، ش» : فيتيقّن ، وفي «س ، ج ، ل» : فتيقّن.

٣٧٢

كلّهم في حيرتهم وشكّهم ، واختلافهم ، لايقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماماً لجوارحك (١) تردّ إليه حيرتك وشكّك.

قال : فسكت ، ولم يقل لي شيئاً ، قال : ثمّ التفت إليَّ فقال : أنت هشام؟

فقلت : لا.

فقال لي : بالله ، ألست هو؟ فقلت : لا.

فقال : ( أمن جلسائه ، قلت : لا ، قال ) (٢) : فمن أين أنت؟ قال : قلت : من أهل الكوفة .

قال : فإذاً أنت هو ، قال : ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه (٣) ، وما نطق حتّى قمت ، فضحك أبو عبدالله ، ثمّ قال : «يا هشام ، من علّمك هذا؟» قال : فقلت : يابن رسول الله ، جرى على لساني.

قال : «يا هشام ، هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى» (٤) .

ـ ١٥٣ ـ

باب العلّة التي من أجلها

لاتخلو الأرض من حجّة لله عزوجل على خلقه

[ ٣٤٩ / ١ ] أبي (٥) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن

__________________

(١) في النسخ : بجوارحك. وما أثبتناه من البحار.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «ج ، ل ، ش ، ح ، ن».

(٣) في المطبوع زيادة : وزال عن مجلسه.

(٤) ذكره المصنّف في الأمالي : ٦٨٥ / ٩٤٢ ، وكمال الدين : ٢٠٧ / ٢٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٦ / ١١.

(٥) في «ع» : حدّثنا أبي ، وكذلك الموارد التالية.

٣٧٣

محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن نعمان الرازي ، قال : كنت (١) أنا وبشير الدهّان عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : «لمّا انقضت نبوّة آدم وانقطع أكله أوحى الله عزوجل إليه : أن يا آدم قد انقضت نبوّتك ، وانقطع أكلك ، فانظرإلى ما عندك من العلم والإيمان ، وميراث النبوّة ، وأثرة العلم ، والاسم الأعظم ، فاجعله في العقب من ذرّيّتك عند هبة الله ، فإنّي لم أدع الأرض بغير عالم تعرف به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لمن أطاعه» (٢) .

[ ٣٥٠ / ٢ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ابن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : حدّثني (٣) الثقة من أصحابنا أنّه سمع أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول : «اللّهمّ لاتخل (٤) الأرض من حجّة لك على خلقك ظاهر ، أو خاف مغمور (٥) ؛ لئلاّ تبطل حججك (٦) ، وبيّناتك» (٧) .

[ ٣٥١ / ٣ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السرّاج ،

__________________

(١) في المطبوع زيادة : جالساً.

(٢) أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٦٧ / ٧٩٧ ، والطبري في دلائل الإمامة : ٤٣٧ / ٤٠٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ١٩ / ١٥.

(٣) في (س) : حدّثنا.

(٤) في حاشية «ح ، ل ، ش» عن نسخة : تخلو.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : غمرته أغمره ، مثل سترته أستره وزناً ومعنىً. المصباح المنير : ٤٥٣ .

(٦) في «س ، ن» : حجّتك ، وفي حاشية «ن» كما في المتن.

(٧) ذكره المصنّف في كمال الدين : ٣٠٢ / ١٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢٠ / ١٧ .

٣٧٤

قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : تبقى الأرض بلا عالم حيّ ظاهر ، يفزع (١) إليه الناس في حلالهم وحرامهم ؟

فقال لي : «إذاً لايُعبد الله يا أبا يوسف» (٢) .

[ ٣٥٢ / ٤ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ابن عبيد ، عن محمّد بن سنان ، وصفوان بن يحيى ، وعبدالله بن المغيرة ، وعليّ بن النعمان ، كلّهم عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إنّ الله لايدع الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرّق بين الحقّوالباطل» (٣) .

[ ٣٥٣ / ٥ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضل ، عن أبي حمزة ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : تبقى الأرض بغير إمام؟

قال : «لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت (٤) » (٥) .

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : فـزع كفرح : انتصر إليه ، لجأ. القاموس المحيط ٣ : ٨٢.

(٢) أورده الطبري في دلائل الإمامة ٤٣٣ / ٣٩٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢١ / ١٨.

(٣) أورده الطبري في دلائل الإمامة : ٤٣٨ / ٤١١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢١ / ١٩.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : ساخت قوائمه في الأرض تسوخ وتسيخ : دخلت فيها وغابت.الصحاح ١ : ٦٢٣ / سوخ.

(٥) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٥ / ١٧٥٢ ، والنعماني في الغيبة : ١٣٩ / ٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢١ / ٢٠.

٣٧٥

[ ٣٥٤ / ٦ ] حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن عبدالله بن محمّد ، عن ابن الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد ، عن كرّام ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام» ، وقال : «إنّ آخر مَنْ يموت الإمام؛ لئلاّ يحتجّ أحدهم على الله عزوجل تركه بغير حجّةلله عليه» (١) .

[ ٣٥٥ / ٧ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الكريم ، وغيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : «أنّ جبرئيل عليه‌السلام نزل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبر عن ربّه عزوجل فقال له : يا محمّد ، لم أترك الأرض إلاّ وفيها عالم يعرّف طاعتي وهداي ، ويكون نجاة فيما بين قبض النبيّ إلى خروج النبيّ الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضلّ الناس ، وليس في الأرض حجّة وداع إليَّ ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، وإنّي قد قضيت (٢) لكلّ قوم هادياً ، أُهدي به السعداء ، ويكون حجّة على الأشقياء» (٣) .

[ ٣٥٦ / ٨ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن سعد بن أبي خلف ، عن الحسن بن زياد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال : «الأرض لاتكون إلاّ وفيها عالم يصلحهم ، ولايصلح

__________________

(١) أورده الكليني في الكافي ١ : ١٣٨ / ٣ ، والنعماني في الغيبة : ١٤٢ / ٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢١ / ٢١.

(٢) في «ج ، ل ، ش ، ع ، س» : (قيّضت) ، وفي حاشية «ح ، ل ، س» عن نسخة كما في المتن.

(٣) أورده الطبري في دلائل الامامة : ٤٣٨ / ٤١٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢٢ / ٢٢.

٣٧٦

الناس إلاّ ذلك» (١) .

[ ٣٥٧ / ٩ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «لايصلح النّاس إلاّ بإمام ، ولاتصلح الأرض إلاّ بذلك» (٢) .

[ ٣٥٨ / ١٠ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي عُمارة بن الطيّار ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : «لو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان أحدهما الحجّة» (٣) .

[ ٣٥٩ / ١١ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، رفعه إلى أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجّة الله على عباده ، ولا تبقى الأرض بغير حجّة لله على عباده» (٤) .

[ ٣٦٠ / ١٢ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن السندي بن محمّد ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن

__________________

(١) ذكره المصنّف في كمال الدين : ٢٠٣ / ٧ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤١٧ / ١٧٣٦ ، والبرقي في المحاسن ١ : ٦٦ / ٧٩٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٣٦ / ذيل الحديث ٦.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٢ / ٢٣.

(٣) أورده الكليني في الكافي ١ : ١٣٧ / ١ ، والنعماني في الغيبة : ١٤٢ / ٤ ، والصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٤ / ١٧٥٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٢ / ٢٤.

(٤) أورده النعماني في الغيبة : ١٣٩ / ٧ ، والصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤١٥ / ١٧٣١ ، والكليني في الكافي ١ : ١٣٧ / ٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢٢ / ٢٥.

٣٧٧

أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «لاتبقى الأرض بغير إمام ظاهر أو باطن» (١) .

[ ٣٦١ / ١٣ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن حفص ، عن ميثم (٢) بن أسلم ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض آدم إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله عزوجل ، وهو حجّة الله عزوجل على العباد ، من تركه هلك ، ومن لزمه نجا ، حقّاً على الله عزوجل » (٣) .

[ ٣٦٢ / ١٤ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن زيد الشحّام ، عن داوُد بن العلاء ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال : «ما خلت الدنيا منذ خلق الله السماوات والأرض من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة ، حجّة لله فيها على خلقه» (٤) .

[ ٣٦٣ / ١٥ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن أبي داوُد سليمان بن سفيان المسترقّ ، عن أحمد بن عمر الحلاّل (٥) ، عن

__________________

(١) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤١٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢٣ / ٢٦.

(٢) في «ج ، ل ، ش» : عثيم.

(٣) ذكره المصنّف في كمال الدين : ١٣٠ / ٢٨ ، وثواب الأعمال : ٢٤٥ / ٢ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ١٧٥ / ٢٧٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٣ / ٢٧.

(٤) أورده الطبري في دلائل الإمامة : ٤٣٣ / ٣٩٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢٣ : ٢٣ / ٢٨.

(٥) في المطبوع : الخلال.

٣٧٨

أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : قلت : هل تبقى الأرض بغير إمام؟ فإنّا نروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : «لاتبقى إلاّ أن يسخط الله على العباد».

فقال : «لا ، لاتبقى ، لو بقيت ( بغير إمام ) (١) إذاً لساخت» (٢) .

[ ٣٦٤ / ١٦ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : تبقى الأرض بغير إمام؟ قال : «لو بقيت بغير إمام لساخت» (٣) .

[ ٣٦٥ / ١٧ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، ( وعلي بن إسماعيل بن عيسى ) (٤) ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن القاسم ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : تكون الأرض ولاإمام فيها؟

فقال : «لا ، إذاً لساخت بأهلها» (٥) .

__________________

(١) ما بين القوسين أثبتناه من «ش».

(٢) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٤ / ١٧٥١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٢٣ : ٢٤ / ٢٩.

(٣) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٥ / ١٧٥٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٢٣ : ٢٤ / ٣.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «س».

(٥) ذكره المصنّف في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣٦٩ / ١ ، الباب ٢٨ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٦ / ١٧٥٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٧ / ٣٩.

٣٧٩

[ ٣٦٦ / ١٨ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين (١) بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن الفضيل (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : تبقى (٣) الأرض بغير إمام؟

فقال : «لا ، لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت» (٤) .

[ ٣٦٧ / ١٩ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن عبّاد بن سليمان ، عن سعد بن سعد الأشعري ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال : «لا».

قلت : فإنّا نروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : «لا تبقى الأرض بغير إمام إلاّ أن يسخط الله على العباد».

فقال : «لاتبقى إذاً لساخت» (٥) .

[ ٣٦٨ / ٢٠ ] أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن علي الدينوري ، ومحمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن سعيد ، عن (٦) سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام فقلت :

__________________

(١) في «ح» : الحسن .

(٢) في «ح ، س ، ن» : الفضل.

(٣) في «س» : هل تبقى.

(٤) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٥ / ١٧٥٢ ، والكليني في الكافي ١ : ١٣٧ / ١٠ ، والنعماني في الغيبة : ١٣٩ / ٨ ، والطوسي في الغيبة : ٢٢٠ / ١٨٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٨ / ٤٠.

(٥) ذكره المصنّف في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣٦٩ / ٢ ، الباب ٢٨ ، وأورده النعماني في الغيبة : ١٤٠ / ١ ، والصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٤٢٧ / ١٧٥٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٨ / ٤٧.

(٦) في المطبوع : ابن ، بدل : عن.

٣٨٠