يقول (١) ـ : عزوجل ـ : (لا يَسْتَوِي) فى الفضل القاعد الذي لا عذر له ، والمجاهد بنفسه وماله فى سبيل الله. وهي غزوة تبوك قال ـ : عزوجل ـ : (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ) من أهل العذر (دَرَجَةً) يعنى فضيلة على القاعدين (وَكُلًّا) يعنى المجاهد والقاعد المعذور (وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) يعنى الجنة ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ) الذين لا عذر لهم (أَجْراً عَظِيماً) ـ ٩٥ ـ (دَرَجاتٍ مِنْهُ) يعنى فضائل من الله فى الجنة سبعين درجة بين كل درجتين مسيرة سبعين سنة (وَمَغْفِرَةً) لذنوبهم (وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ـ ٩٦ ـ يعنى أبا لبابة ، وأوس بن حزام ، ووداعة بن ثعلب ، وكعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن ربيعة من بنى عمرو ابن عوف كلهم من الأنصار (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) يعنى ملك الموت وحده (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) وذلك أنه كان نفر أسلموا بمكة مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ منهم الوليد بن الوليد بن المغيرة ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والوليد بن عقبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وعمرو بن أمية ابن سفيان بن أمية بن عبد شمس ، والعلاء (٢) بن أمية بن خلف الجمحي ثم إنهم أقاموا عن (٣) الهجرة وخرجوا مع المشركين إلى قتال بدر ، فلما رأوا قلة المؤمنين شكّوا فى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ [٨٣ ب] وقالوا : غر هؤلاء دينهم ، وكان بعضهم نافق بمكة فلما قتل هؤلاء ببدر (قالُوا) أى قالت الملائكة لهم وهو ملك الموت وحده : (فِيمَ كُنْتُمْ)؟ يقول فى أى شيء كنتم (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) يعنى كنا مقهورين بأرض مكة لا نطيق أن نظهر الإيمان ،
__________________
(١) فى أ : فقال.
(٢) فى أ : وعمرو العلا ، ل : والعلاء.
(٣) فى أ : على ، ل : عن.