إعدادات
تفسير مقاتل بن سليمان [ ج ١ ]
تفسير مقاتل بن سليمان [ ج ١ ]
تحمیل
اللهِ) (١) : يعنى سرتم غزاة فى سبيل الله. (فَتَبَيَّنُوا) من تقتلوا (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ) يعنى مرداس وذلك أنه قال لهم : السلام عليكم إنى مؤمن (لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) يعنى غنم مرداس (فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) فى الآخرة والجنة (كَذلِكَ) يعنى هكذا (كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) الهجرة بمنزلة مرداس تأمنون فى قومكم بالتوحيد من أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا لقوكم. فلا تخيفون أحدا بأمر كان فيكم تأمنون بمثله قبل هجرتكم (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) بالهجرة فهاجرتم (فَتَبَيَّنُوا) إذا خرجتم فلا تقتلوا مسلما (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) ـ ٩٤ ـ فقال أسامة والله لا أقتل رجلا بعد هذا يقول لا إله إلّا الله. وقوله ـ سبحانه ـ : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ) عن الغزو (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) يعنى عبد الله بن جحش الأسدى ، وابن أم مكتوم من أهل العذر (٢).
قال أبو محمد (٣) : هم ثلاثة منهم عبد الله بن جحش ، عقد له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعبيد الله مات نصرانيا ، وعبد الله بن جحش هو الضرير الذي نزل فيه قوله ـ عزوجل ـ : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) (٤).
__________________
(١) فى أ ، ل : فى الأرض.
(٢) ورد فى تفسير ابن كثير : ١ / ٥٤٠ قال البخاري : وقال عبد الرزاق عن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أكتب (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فجاء عبد الله بن أم مكتوم ، فقال : يا رسول الله إنى أحب الجهاد فى سبيل الله ، ولكن بى من الزمانة ما قد ترى ، قد ذهب بصرى. قال زيد : فثقلت فخذ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على فخذي حتى خشيت أن ترضها ، ثم سرى عنه. ثم قال : أكتب (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) رواه ابن أبى حاتم وابن جرير بمعناه ورد فى صحيح البخاري.
وقال ابن عباس (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) عن بدر والخارجين إلى بدر.
(٣) هو عبد الله بن ثابت.
(٤) ما بين الأقواس «...» ساقط من أ ، ل.