الفصل الثاني عشر
في مولد الإمام العاشر
عليّ بن محمّد الهادي سلام الله عليه ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكلينيّ رحمهالله : (ولد صلّى الله عليه للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين. وروى أنه ولد في رجب سنة أربع عشرة ومائتين) (١).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (كان مولده بمدينة الرسول صلىاللهعليهوآله للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين) (٢).
وقال في (مسارّ الشيعة) : (وفي اليوم السابع والعشرين يعني من ذي الحجّة سنة مائتين واثنتي عشرة كان مولد سيّدنا أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهمالسلام) (٣).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بصريا (٤) من المدينة في النصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين. وفي رواية ابن عيّاش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب) (٥).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٩٧.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٩٧ ، وفيه : (بصريا من المدينة) بدل : (بمدينة الرسول صلىاللهعليهوآله).
(٣) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٢.
(٤) قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهالسلام على ثلاثة أميال من المدينة. مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١٤.
(٥) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٣٩.
وفي (الدروس) : (الإمام عليّ الهادي. أُمّه سمانة ، أُمّ ولد. ولد بالمدينة منتصف ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين) (١).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولد بالمدينة في النصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين على ما في (الكافي) ، و (التهذيب) و (الدروس). وروى أنه ولد في رجب سنة أربع عشرة ومائتين (٢).
وفي كتاب (الحقائق الإيمانية) : ولد يوم الثلاثاء في رجب).
ثمّ ذكر ما في مصباح الشيخ (٣) من رواية ابن عيّاش أنه ثاني رجب ، وأنه الخميس. ومن رواية إبراهيم بن هاشم أنه الثلاثاء ثالث عشر رجب سنة أربع وعشرين ومائتين ، وقال : (والذي صحّ عندي أنه ولد في رجب ؛ لاشتهار الرواية به ، ولتضمّن الدعاء الذي رواه القاسم الهمدانيّ له. ولا يبعد أن يكون الثالث عشر لاعتبار هذه الرواية ، وترجمتها على غيرها).
وقال أبو جعفر الطبريّ : معرفة ولادة أبي الحسن عليّ بن محمَّد عليهماالسلام. قال أبو محمّد الحسن بن عليّ الثاني عليهمالسلام ولد بالمدينة يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر رجب سنة أربع عشرة ومائتين. وكان مقامه مع أبيه ستّ سنين وخمسة أشهر ، وعاش بعد أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة وتسعة أشهر (٤).
وقال الشيخ في (المصباح) : (ذكر ابن عيّاش أن مولد أبي الحسن الثالث يوم الثاني من رجب ، وذكر أيضاً أنه في اليوم الخامس) (٥).
وقال في (التهذيب) : (ولد عليهالسلام بالمدينة للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين) (٦).
وقال الكفعمي : أبو الحسن الهادي. ولد بالمدينة يوم الجمعة ثاني رجب سنة
__________________
(١) الدروس ٢ : ١٥.
(٢) الكافي ١ : ٤٩٧.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٥٤.
(٤) دلائل الإمامة : ٤٠٩.
(٥) مصباح المتهجّد : ٧٤١.
(٦) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٢ / ب ٤١.
اثنتي عشرة ومائتين. وأُمّه سمانة أُمّ ولد (١).
وروى المجلسيّ (٢) والشيخ عبد الله بن صالح عن الشيخ أنه قال : (وروى إبراهيم ابن هاشم القمّيّ قال : ولد عليهالسلام يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة أربع عشرة ومائتين) (٣).
وبالجملة ، فالنصّ والإجماع قائمان على أن عام مولده العميم البركة هو الرابع عشر بعد المائتين ، والأظهر أنه في رجب ؛ لاعتبار ما دلّ عليه من الأخبار ، وضعف غيره عن مقاومته ، وهو أيضاً أبعد من مشهور العامّة. وأنه الثالث عشر ، ولعلّ لفظ : (عشر) سقط من رواية من روى الثالث من رجب ؛ لأنّ ما دلّ عليه من الروايات أقوى ممّا سواه. وأنه الثلاثاء من الأُسبوع.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى دار كرامة الله تعالى ، فقال الكليني رحمهالله : (مضى عليهالسلام لأربع بقين من جمادى الآخرة ، وروى أنه قبض في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله إحدى وأربعون سنة وستّة أشهر ، أو أربعون سنة على المولد الآخر الذي روي. وكان المتوكّل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى (سرّ من رأى) فتوفّيَ بها ودفن في داره. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سمانة) (٤).
وقال المفيد رحمهالله في (الإرشاد) : (توفّيَ بـ (سرّ من رأى) في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله إحدى وأربعون سنة وأشهر ، وكان المتوكّل أشخصه مع هرثمة بن أعين من المدينة إلى (سرّ من رأى) حتّى مضى لسبيله. ومدة إمامته ثلاث وثلاثون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سمانة) (٥).
وقال في (مسارّ الشيعة) : (وفي اليوم الثالث من رجب سنة أربع وخمسين
__________________
(١) المصباح : ٦٩٢.
(٢) مرآة العقول ٦ : ١٠٩.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٥٤.
(٤) الكافي ١ : ٤٩٧.
(٥) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٢٩٧.
ومائتين كانت وفاة سيّدنا أبي الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر عليهالسلام ، وله إحدى وأربعون سنة) (١).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام بـ (سرّ من رأى) في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله إحدى وأربعون سنة وأشهر) (٢) إلى آخر ما في (الإرشاد) حرفاً بحرف.
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (توفّيَ عليّ بن محمَّد عليهماالسلام يوم الاثنين لثلاث ليالٍ خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين بـ (سرّ من رأى) ، ودفن في بيته. وسبب شخوصه من المدينة إلى (سرّ من رأى) استدعاء المتوكّل إيّاه).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (توفّيَ عليهالسلام بـ (سر من رأى) يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب من سنة أربع وخمسين ومائتين على ما رواه الشيخ في (المصباح) عن إبراهيم بن هاشم ، وبه قال في (التهذيب) ، والمفيد ، وعلى هذا وقع الاتّفاق على رجب ، والتخصيص لا ينافي الإطلاق).
قلت : في دعوى الاتّفاق ما لا يخفى كسابقه.
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض عليهالسلام بـ (سرّ من رأى) في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله إحدى وأربعون سنة وسبعة أشهر. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها سمانة ، وقبره بداره بـ (سرّ من رأى) ..) (٣).
وقال أبو جعفر الطبريّ : (كان مقامه مع أبيه ستّ سنين وخمسة أشهر ، وعاش بعد أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة وتسعة أشهر ، واستشهد في آخر ملك المعتزّ ، وقد كمل عمره أربعين سنة ، يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة خمسين ومائتين. ويقال : إنه قبض يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. ويقال : يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى سنة أربع وخمسين ومائتين ، ودفن
__________________
(١) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٨.
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٣٩.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٢ / ب ٤١.
بـ (سرّ من رأى) في داره) (١).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض بـ (سرّ من رأى) يوم الاثنين ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن في داره بها) (٢).
وقال الكفعميّ : توفّيَ وله إحدى وأربعون سنة ، يوم الاثنين ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، سمّه المعتزّ في (سرّ من رأى) ، ودفن بها (٣).
وقال الشيخ في (المصباح) : (وفي اليوم الثالث من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين كانت وفاة سيّدنا أبي الحسن علي بن محمّد صاحب العسكر ، وله أحد وأربعون سنة) (٤).
وقال المجلسيّ في (حاشية الأُصول) : (قال ابن شهرآشوب (٥) : قال ابن بابويه : سمّه المعتمد).
وقال الكفعمي : (سمّه المعتز) (٦).
واختلف في تاريخ وفاته ؛ قال الشيخ في (المصباح) : (وروى إبراهيم بن هاشم قال : توفّيَ يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. ونحوه روى ابن عيّاش).
وزاد : (له إحدى وأربعون سنة) (٧).
وقال ابن شهرآشوب : (قبض بـ (سرّ من رأى) ، الثالث من رجب ، وقيل : يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الآخرة نصف النهار) (٨).
وفي (إعلام الورى) ، و (ربيع الشيعة) : (قبض بـ (سرّ من رأى) ..) ، إلى آخر ما مرّ
__________________
(١) دلائل الإمامة : ٤٠٩ ٤١٠.
(٢) الدورس ٢ : ١٥.
(٣) المصباح : ٦٩٢.
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٤١.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٣٣.
(٦) المصباح : ٦٩٢ ، وقد ذكره المصنف رحمهالله قبل هذا بقليل.
(٧) مصباح المتهجّد : ٧٤١ ، بالمعنى ، وعبارة : (له إحدى وأربعون سنة) عبارة الشيخ رحمهالله.
(٨) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٣٣.
من عبارة (إعلام الورى).
إلى أن قال في آخر ما نقل عنها : (وفي آخر ملك المعتزّ وهو الزبير بن المتوكّل استشهد وليّ الله عليّ بن محمَّد عليهماالسلام ودفن بداره بـ (سرّ من رأى) ..) (١).
وبالجملة ، فالإجماع والنصّ قائمان على أن موته في رجب [السنة (٢)] الرابعة والخمسين بعد المائتين. ولا يبعد تحقّق الإجماع المشهوريّ المؤيّد بالنصّ على أنه الثالث من رجب ، وأنه يوم الاثنين ، والله العالم.
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٣٩.
(٢) في المخطوط : (سنة).
الفصل الثالث عشر
في مولد الإمام الحادي عشر
أبي محمّد الحسن بن علي العسكري سلام الله عليه ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكلينيّ رحمهالله : (ولد عليهالسلام في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) (١).
وقال الشيخ في (المصباح) : (اليوم العاشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين كان مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهمالسلام) (٢).
وقال في (التهذيب) : (أبو محمّد ولد بالمدينة في ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) (٣).
وروى أبو جعفر بن جرير بسنده عنه عليهالسلام أنه قال كان مولدي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وهذا الذي اعتمده ابن جرير ، ثمّ قال : (وقد روي أنه ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) (٤).
وقال الشهيد في (الدروس) : (أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ. امّه حديث أُمّ ولد. ولد عليهالسلام بالمدينة في شهر ربيع الآخر وقيل : يوم الاثنين رابعه سنة
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٠٣.
(٢) مصباح المتهجّد : ٧٣٣.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٢ / ب ٤٢.
(٤) دلائل الإمامة : ٢٢٣.
اثنتين وثلاثين ومائتين) (١).
وقال الكفعمي : أبو محمّد العسكري. ولد بالمدينة يوم الاثنين رابع ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائتين في ملك الواثق. امّه حديث أُمّ ولد (٢).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (ولد عليهالسلام بالمدينة في شهر ربيع الأوّل) (٣).
وقال المجلسي : (قال الشيخ في (المصباح) ، والمفيد في (حدائق الرياض) : (ولد عليهالسلام اليوم العاشر من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين).
وقال ابن شهرآشوب : (ولد عليهالسلام يوم الجمعة لثمانٍ خلون من ربيع الآخر ، وقيل : ولد بـ (سرّ من رأى) سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) (٤).
وقال الحميريّ في (دلائل الإمامة) : (ولد أبو محمَّد عليهالسلام في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) ، انتهى.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (كان مولده عليهالسلام بالمدينة يوم الجمعة لثماني ليالٍ خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين) (٥)) (٦).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (أبو محمّد الحسن بن علي العسكري عليهمالسلام. ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين كما في (الدروس) و (التهذيب) وبعض نسخ (الكافي) ، وفي بعض نسخة : في شهر رمضان).
وفي كتاب (الحقائق) : (لثمانٍ خلون من شهر ربيع الأوّل ، ويقال : في شهر ربيع الآخر).
وفي (المصباح) أنه اليوم العاشر من شهر ربيع الآخر ، وهو الذي اعتمد عليه المجلسيّ وعليه الاعتماد (٧).
__________________
(١) الدروس ٢ : ١٥.
(٢) المصباح : ٦٩٢.
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٣.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٥٥.
(٥) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٤٩ ، عنه في مرآة العقول ٦ : ١٣٢.
(٦) مرآة العقول ٦ : ١٣٢.
(٧) مرّ في الصفحة السابقة ، الهامش : ٢.
وقال المفيد في (مسارّ الشيعة) : (اليوم العاشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين من الهجرة كان مولد سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهمالسلام) (١).
وبالجملة ، فالأشهر الأظهر أنه عليهالسلام ولد في عاشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وعليه دلّت الأخبار وفتاوى وجوه الفرقة ، والأظهر أنه يوم الجمعة ، والله العالم.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى دار كرامة الله تعالى فقال الكليني رحمهالله تعالى ـ : (قبض عليهالسلام يوم الجمعة لثمانٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة ، ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بـ (سرّ من رأى). وأُمّه أُمّ ولد يقال لها [حديث (٢)]) (٣).
وقال المفيد في (الإرشاد) (٤) ، والشيخ في (التهذيب) (٥) : قبض عليهالسلام يوم الجمعة لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، وله ثمانٍ وعشرون سنة ، ودفن في داره بـ (سرّ من رأى) في البيت الذي دفن فيه أبوه. امّه أُمّ ولد يقال لها حديث. ومدّة خلافته ستّ سنين.
وفي (مسارّ الشيعة) مثله ، إلّا إنه نصّ فيه على أن وفاته [في اليوم (٦)] الرابع منه (٧).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام بـ (سرّ من رأى) لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، وله ثمانٍ وعشرون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها حديث. ومدة خلافته ستّ سنين. وقبضه الله في أيّام المتوكّل ، ودفن في داره بـ (سرّ
__________________
(١) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٢.
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : (أُمّ حبيب).
(٣) الكافي ١ : ٥٠٣.
(٤) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٣٣٦.
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٢ / ب ٤٢.
(٦) في المخطوط : (يوم).
(٧) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٩.
من رأى) في البيت الذي دفن فيه أبوه.
وذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليهالسلام مضى مسموماً ، وكذا أبوه وجدّه ، وجميع الأئمّة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا على الشهادة. واستدلّوا على ذلك بما روي عن الصادق عليهالسلام من قوله والله ما منّا إلّا مقتول شهيد) (١).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض عليهالسلام بـ (سرّ من رأى) يوم الأحد) (٢).
وقال المفيد : (يوم الجمعة ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، ودفن إلى جانب أبيه) (٣).
وقال المجلسيّ : (وأمّا وفاته فذهب الأكثر إلى أنها كانت يوم الجمعة ، أو الأربعاء ، لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة مائتين وستّين ، وهو ابن ثمانٍ وعشرين ، أو تسع وعشرين في زمن المعتزّ ، وقيل : المعتمد ، وهو أظهر.
وقال الشيخ في (المصباح) : (توفّيَ أول يوم من ربيع الأوّل) (٤) ..).
ثمّ نقل كلام ابن طلحة ، وابن الخشّاب ، وعبد العزيز ، وقد تضمّن أنه توفّيَ ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، ثمّ قال : (وقال الحميري في (دلائل الإمامة) : (قبض يوم الجمعة لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة).
وفي (عيون المعجزات) أن اسم امّه سليل.
وقال الصدوق : (قتله المعتمد بالسمّ).
والأصوب أن وفاته في زمن المعتمد ؛ إذ لا يوافق ما ذكر في تاريخ وفاته إلّا ذلك).
ثمّ أخذ في نقل كلام المؤرّخين من كلام المسعوديّ وغيره ليقرّر ذلك ، ثمّ قال : (وإنّما أوردت بعض أحوال خلفائهم ليظهر أن شهادة أبي محمَّد عليهالسلام كانت في زمن المعتمد ، لا مَن تقدّمه كما توهم.
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٤٩.
(٢) الدروس ٢ : ١٥.
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٣٣٦.
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٣٢.
وقال الكفعمي : عاش ثمانياً وعشرين سنة ، وتوفّيَ يوم الجمعة ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين بـ (سرّ من رأى). امّه أُمّ ولد اسمها حديث (١)) (٢).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (وقع الاتّفاق في الشهر ، والاختلاف في اليوم).
وقال أبو جعفر الطبريّ : (كان مقامه مع أبيه ثلاثاً وعشرين سنة. وفي ملك المعتمد استشهد وليّ الله ، وله تسع وعشرون سنة. ومات مسموماً يوم الجمعة لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين بـ (سرّ من رأى) ، ودفن في داره إلى جانب قبر أبيه. وأُمّه أُمّ ولد تسمى شكل النوبيّة ، ويقال : سوسن المغربيّة ، ويقال : سقوس ، ويقال : حديث) (٣).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض بـ (سرّ من رأى) لثمانٍ خلون من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، وسنّهُ ثمانٍ وعشرون سنة. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها حديث. وقبره إلى جانب قبر أبيه عليهماالسلام بدارهما بـ (سرّ من رأى) ..) (٤).
وقال بعض أصحابنا : (مضى يوم الجمعة لثمانٍ خلون من ربيع الأول سنة ستين ومائتين) إلى آخر ما قال الشيخان.
وقال البهائي : (الأوّل من ربيع الأول فيه وفاة أبي محمّد العسكريّ عليهماالسلام سنة ستين ومائتين).
وبالجملة ، فالظاهر تحقّق الإجماع على أن انتقاله سلام الله عليه إلى دار كرامة الله في اليوم الثامن من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين بعد المائتين. و [المخالف] (٥) شاذّ في كلّ عصر ؛ قائلاً ودليلاً ، بل لا دليل يظهر للمخالف. والأظهر الأشهر أنه الجمعة ، والله العالم.
__________________
(١) المصباح : ٧٩٢.
(٢) مرآة العقول ٦ : ١٣١ ١٣٣.
(٣) دلائل الإمامة : ٤٢٣ ٤٢٤.
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٢ / ب ٤٢.
(٥) في المخطوط : (الخلاف).
الفصل الرابع عشر
في مولد إمام الزمان الخلف الحجّة
محمّد بن الحسن عجّل الله فرجه وفرّج عنّا به
قال الكليني رحمهالله : (ولد عليهالسلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين (١).
الحسين بن محمّد الأشعريّ عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد قال : خرج عن أبي محمَّد عليهالسلام حين قتل الزبيري هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنّه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله؟. وولد له ولد سمّاه (م ح م د) سنة ستّ وخمسين ومائتين) (٢).
وقال المجلسيّ في (حاشية أُصول الكافي) بعد قول الكليني : (ولد للنصف من شعبان) ـ : (هذا هو المشهور بين الإماميّة. وروى الصدوق في (إكمال الدين) بسنده عن غياث بن [أُسيد (٣)] أنه عليهالسلام ولد يوم الجمعة لثمانٍ خلون من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين (٤).
وروى بإسناده عن عقيد أنه عليهالسلام ولد ليلة الجمعة غرّة شهر رمضان من سنة أربع وخمسين ومائتين.
وقال السيّد المرتضى في (عيون المعجزات) : (والرواية الصحيحة أن القائم عليهالسلام
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٤١.
(٢) الكافي ١ : ٥٤١ / ١.
(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : (أسد).
(٤) كمال الدين ٢ : ٤٣٢ / ١٢.
ولد يوم الجمعة طلوعَ الفجر لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين).
وروى بأسانيد عن حكيمة رضياللهعنها كما في المتن (١) يعني أنه كان للنصف من شعبان قال : (إلّا إنّها قالت : سنة ستّ وخمسين. وروى الشيخ في (الغيبة) عنها سنة خمس وخمسين (٢).
وقال الشيخ : (روى علّان (٣) بإسناده أن السيّد عليهالسلام ولد في سنة ستّ وخمسين ومائتين بعد مضيّ أبي الحسن عليه سلام الله بسنتين) (٤).
وقال المفيد : (ولد عليهالسلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وكان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين .. والأشهر أن اسم امّه نرجس ، وقيل : صقيل ، وقيل : سوسن) (٥).
قال في شرح حديث الزبيريّ المذكور : (وإنّما أتى بالحروف المقطّعة لتحريم التسمية. وقوله : (سنة ستّ) يخالف التاريخ المذكور في العنوان ، وقد يتكلّف بجعله ظرفاً لـ (خرج) أو (قتل) ، وقد يجمع بينهما بحمل أحدهما على الشمسية والأُخرى على القمرية) (٦) ، انتهى.
قلت : الظاهر أن كتابة الاسم العظيم حروفاً مقطّعة إنّما هو من تصرّفات الكَتَبة أو الرواة ؛ لاعتقادهم تحريم التسمية ، وإلّا فلا دليل يدلّ على جواز ذكر الاسم بحروفه المقطّعة دون المتّصلة ، بل الأدلّة منحصرة في مجوّزٍ للتسمية على الإطلاق ، أو مانع
__________________
(١) أي في قول الكليني رحمهالله المارّ ذكره.
(٢) الغيبة : ٢٣٤ / ٢٠٤.
(٣) علّان هو علي بن محمد بن إبراهيم. وكان من أمره أنه استشار الإمام عليهالسلام في الخروج إلى الحج فنهاه ، فخرج فقتل. انظر رجال النجاشي ١ : ٢٦٠ ٢٦١ / ٦٨٢.
(٤) الغيبة : ٢٤٥ / ٢١٢.
(٥) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٣٣٩.
(٦) مرآة العقول ٦ : ١٧٠ ١٧١.
على الإطلاق. فالقول بجواز تسميته بذكر اسمه حروفاً مقطعة دون المتّصلة تفصيل اجتهادي لا يدلّ عليه دليل أصلاً لا من نصّ ولا إجماع ولا اعتبار عقليّ. على أن الحقّ جواز التسمية في الغيبة الكبرى ، والمنع من إظهارها لغير خواصّ شيعة آل محمّد في الغيبة الصغرى ، وعلى ذلك تلتئم الروايات ويرتفع تنافيها. وليس المقام مقام بيان المسألة.
رجع
وقال أبو جعفر الطبريّ : (وكانت الليلة التي ولد عليهالسلام فيها ليلة الجمعة لثماني ليالٍ خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين) (١).
وقال الشيخ في (المصباح) : (وفي هذه الليلة يعني : ليلة النصف من شعبان ولد الحجّة الصالح صاحب الأمر عليهالسلام) (٢).
وقال البهائيّ : (الخامس عشر من شعبان. فيه ولد الإمام أبو القاسم محمّد المهديّ صاحب الزمان عليهالسلام ، وذلك بـ (سرّ من رأى) سنة خمس وخمسين ومائتين).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (ولد بـ (سرّ من رأى) ليلة النصف من شعبان قبل طلوع الفجر سنة خمس وخمسين ومائتين.
ثمّ قال : (ومقدار ما مضى من عمره مائتان وأربع وخمسون سنة ؛ لأنه ولد سنة خمس وخمسين ومائتين ، وتاريخ اليوم سنة تسع وخمسمائة ؛ كان منها مع أبيه أبي محمَّد عليهالسلام خمس سنين).
ثمّ قال : (وأمّا وقت وفاته فهو يكون قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الفرج ، وعلامته خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء ، ويغلق باب التوبة ، ويسقط التكليف ، فلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل).
قلت : لعلّه أراد بالأربعين اليوم : أياماً غير [الأيّام] المعهودة ، أو لعلّه يرى أنه عليهالسلام
__________________
(١) دلائل الإمامة : ٥٠١.
(٢) مصباح المتهجّد : ٧٧٣.
آخر من يرفع من أهل البيت بعد الرجعة ؛ فإن أراد الأوّل أمكن تصحيحه بوجه ، وإن أراد الثاني ففيه نظر ، والله العالم.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بـ (سرّ من رأى) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. روى ذلك محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن عليّ ابن محمَّد عليهماالسلام ، وكان سنّهُ عند وفاة أبيه خمس سنين) (١).
وقال المفيد في (الإرشاد) : (كان مولده عليهالسلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وأُمّه أُمّ ولد يقال لها نرجس) (٢).
وقال في (مسارّ الشيعة) : (وفي ليلة النصف منه يعني : شعبان سنة أربع وخمسين ومائتين كان مولد سيّدنا صاحب الزمان عليهالسلام) (٣).
وقال الشهيد في (الدروس) : (الإمام المهديّ الحجّة صاحب الزمان أبو القاسم محمّد ابن الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ ، عجّل الله فرجه. ولد بـ (سرّ من رأى) يوم الجمعة ليلاً ، وقيل : صبح (٤) خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. امّه نرجس ، وقيل : مريم بنت [زيد العلويّة (٥)]) (٦).
وقال الكفعميّ : محمّد أبو القاسم الخلف المهديّ عليهالسلام ، ولد بـ (سرّ من رأى) في الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في زمن المعتمد. امّه نرجس أُمّ ولد. يموت يوم الجمعة بالمدينة (٧).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (الإمام القائم المهديّ عليهالسلام ، ولد ليلة النصف من شعبان ليلة الجمعة ، وقيل : الضحى منه سنة خمس وخمسين ومائتين. والأصحّ الأوّل ؛ فإنّ الرواية به مأثورة ، والأقوال به مشهورة) ، انتهى.
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٣٩٣ ٣٩٤.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ٣٣٩.
(٣) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٦١.
(٤) في المصدر : (ضحى).
(٥) من المصدر ، وفي المخطوط بياض.
(٦) الدروس ٢ : ١٦.
(٧) المصباح : ٦٩٢.
وبالجملة ، فالأظهر الأشهر أن عام مولده الذي عمّت بركته الخلائق إلى يوم الدين هو الخامس والخمسون بعد المائتين ، وروايات السادس والخمسين يمكن ردّها إليه بنوع عناية. وأنه ليلة النصف من شعبان قرب طلوع الفجر ، بل لا يبعد تحقّق الإجماع المشهوريّ على ذلك في كلّ زمان ، والظاهر تحقّق الإجماع الآن عليه. وأنه ليلة الجمعة.
وأمّا عام شهادته فالله أعلم به ؛ حيث بطل التوقيت لقيامه ، إلّا إن من المقطوع به بالنصّ والإجماع أنه كآبائه من محمَّد صلىاللهعليهوآله يخرج على الشهادة. وإذا طلبت النصوص على ذلك عموماً وخصوصاً وجدتها غير عزيزة. والاعتبار الصحيح أيضاً حاكم بأنّ مرتبة الشهادة ودرجة تلك السعادة لا يتخلّف عنها أحد من الأربعة عشر سلام الله عليهم وعموم مثل كلّ مؤمن لا بدّ أن يموت ويقتل (١) دالّ عليه وهو كثير ، وغيره ممّا لا يخفى على المتتبّع ، والله العالم بحقيقة الحال.
والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الغرّ الميامين.
__________________
(١) وردت بهذا المعنى أحاديث كثيرة ، انظر : تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٥ ٢٢٦ / ١٦٠ ، مختصر بصائر الدرجات : ١٩ ، ٢١ ، ٢٥ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٠ / ٨ ، و ٥٣ : ٦٥ ٦٦ / ٥٨.
الرسالة العشرون
إعراب «صلىاللهعليهوآله»