شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٩
وقال هشام بن الكلبي ، عن أبيه قال : شلّت يد مسروق يوم القادسيّة ، وأصابته آمّة (١).
وقال أبو الضّحى ، عن مسروق ، وكان رجلا مأموما (٢) ، فقال : ما أحبّ أنّها ليست بي ، لعلّها لو لم تكن بي ، كنت في بعض هذه الفتن (٣).
وقال وكيع : لم يتخلّف عن عليّ من الصّحابة إلّا سعد ، ومحمد بن مسلمة ، وأسامة بن زيد ، وابن عمر ، ومن التّابعين : مسروق ، والأسود ، والربيع بن خثيم (٤) ، وأبو عبد الرحمن السّلمي.
وقال عمرو بن مرّة ، عن الشّعبيّ قال : كان مسروق إذا قيل له : أبطأت عن عليّ وعن مشاهده ـ ولم يكن شهد معه ـ يقول : أذكّركم الله ، أرأيتم لو أنّه صفّ بعضكم لبعض ، وأخذ بعضكم على بعض السلاح ، يقتل بعضكم بعضا ، فنزل ملك بين الصّفّين فقال هذه الآية : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٥) أكان ذلك حاجزا لكم؟ قالوا : نعم ، قال : فو الله لقد نزل بها ملك كريم ، على لسان نبيّكم ، وإنّها لمحكمة ما نسخها شيء (٦).
وقال عاصم بن أبي النّجود : ذكر أنّ مسروقا أتى صفّين ، فوقف بين الصّفّين ، ثم قال : أرأيتم لو أنّ مناديا ، فذكر نحوه ، ثم ذهب.
وعن ابن أبي ليلى قال : شهد مسروق النّهروان مع عليّ.
وقال شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر قال : ما مات مسروق حتى استغفر الله من تخلّفه عن عليّ.
قال أبو نعيم : توفّي مسروق سنة اثنتين وستّين (٧).
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.
(٢) أي به ضربة في رأسه ، كما في طبقات ابن سعد.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.
(٤) في الأصل «خيثم» والتصحيح من تذكرة الحفاظ للذهبي.
(٥) سورة النساء ـ الآية ٢٩.
(٦) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧ ، ٧٨ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٢١٥ أ.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.
وقال المدائني ، وابن نمير ، ومحمد بن سعد (١) : سنة ثلاث.
وقال أبو شهاب الخيّاط : هو مدفون بالسلسلة بواسط (٢).
١٠٠ ـ مسلمة بن مخلّد (٣) د
ابن الصامت الأنصاري الخزرجي ، أبو معن ، ويقال : أبو سعيد ، ويقال : أبو معاوية ، ويقال أبو معمر ، له صحبة ورواية.
قال : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولي عشر سنين (٤) رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه : أبو أيّوب الأنصاري مع جلالته ، ومحمود بن لبيد ، ومحمد
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٨٤ تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٨٤.
(٣) انظر عن (مسلمة بن مخلد) في :
مسند أحمد ٤ / ١٠٤ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٤٨ و ١٨٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٨٧ رقم ١٦٨٢ ، وطبقات خليفة ٩٨ و ٢٩٢ ، وتاريخ خليفة ١٩٥ و ٢١٠ و ٢٢٣ و ٢٢٧ ، وفتوح البلدان ٢٧٠ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٤٦ و ١٦٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٩٤ و ٥٠٦ و ٥١٠ و ٥٢٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٤٧ رقم ٧٤٩ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٤٣٠ و ٥٥٠ و ٥٥٣ و ٥٥٤ و ٥ / ٩٩ و ٢٤٠ ، وأخبار القضاة ٣ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٤٥ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٩ و ٣٠٩ و ٥٦٥ ، ومروج الذهب ١٦٢١ ، وفتوح مصر ٦٧ و ٦٩ و ٧١ ، والاستيعاب ٣ / ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٦٦ ، والمستدرك ٣ / ٤٩٥ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢١٥ ، والمراسيل ١٩٧ ، ١٩٨ رقم ٣٥٩ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ رقم ١٢١٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٩٤ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٩١ و ٢٦٩ و ٢٧٢ و ٣٥٥ و ٤٦٤ ـ ٤٦٦ و ٤ / ١١٠ ، وتاريخ العظيمي ١٨٠ و ١٨٥ و ١٨٦ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٨٠ رقم ٥١٥ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٠ ، ومختصر التاريخ ٨٢ ، وجامع التحصيل ٣٤٥ رقم ٧٦٦ ، وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٧ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٥٤٢ و ٥٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٢٤ ـ ٤٢٦ رقم ٧٣ ، والعبر ١ / ٦٦ ، والكاشف ٣ / ١٢٨ رقم ٥٥٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١٧ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٤٩٥ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٨ ، ١٤٩ رقم ٢٨٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٤٩ رقم ١١٢٩ ، والإصابة ٣ / ٤١٨ رقم ٧٩٨٩ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٣٢ وما يليها ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٠ ، والولاة والقضاة ١٥ و ٢١ و ٢٧ و ٣٧ ـ ٤٠ و ٥٤ و ٣١٠ و ٣١١ و ٤٢٦ و ٥٠٣ و ٥٠٤ ، ومسند الحميدي ١ / ١٨٩.
(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٤ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٢٢٩ ب.
ابن سيرين ، ومجاهد ، وعليّ بن رباح (١) ، وأبو قبيل حييّ بن هانئ ، وعبد الرحمن بن شماسة ، وشيبان بن أميّة وآخرون.
وكان من أمراء معاوية يوم صفّين ، كان على أهل فلسطين ، وقيل : لم يفد على معاوية إلّا بعد انقضاء صفّين ، ولي إمرة مصر لمعاوية وليزيد ، وذكر أنّ له صحبة جماعة منهم : ابن سعد ، وأبو سعيد بن يونس ، والدارقطنيّ.
وقال ابن أبي حاتم (٢) : كان البخاري كتب أنّ لمسلمة بن مخلّد صحبة ، فغيّر أبي ذلك ، وقال : ليست له صحبة.
وقال ابن مهدي ، ومعن بن عيسى ، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه ، عن مسلمة : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وأنا ابن أربع سنين ، وتوفّي وأنا ابن أربع عشرة (٣).
وقال وكيع ، عن موسى بخلاف ذلك ، عن أبيه ، عن مسلمة فقال : ولدت حين قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة.
ورجع الإمام أحمد في ذلك إلى قول ابن مهدي ، وقال : هو أقرب عهدا بالكتاب.
وقال الليث بن سعد : وفي سنة سبع وأربعين نزع عقبة بن عامر عن مصر ، وولّي مسلمة ، فبقي عليها إلى أن مات (٤).
وقال مجاهد : صلّيت خلف مسلمة بن مخلّد ، فقرأ بسورة البقرة ، فما ترك واوا ولا ألفا (٥).
وقال الليث : توفّي سنة اثنتين وستين (٦).
__________________
(١) في الأصل «علا بن رباح».
(٢) في الجرح والتعديل ٨ / ٢٦٦.
(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٤.
(٤) الولاة والقضاة للكندي ٣٨.
(٥) الولاة والقضاة بتقديم وتأخير ٣٩.
(٦) الولاة والقضاة ٤٠.
وقال ابن يونس : في ذي القعدة بالإسكندرية (١).
١٠١ ـ المسور بن مخرمة (٢)
ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصيّ بن كلاب ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو عثمان الزّهريّ ابن عاتكة أخت عبد الرحمن بن عوف.
__________________
(١) الولاة والقضاة ـ بالحاشية ٤٠ رقم ١.
(٢) انظر عن (المسور بن مخرمة) في :
نسب قريش ٢٦٢ و ٢٦٣ ، وطبقات خليفة ١٥ ، وتاريخ خليفة ١٧٧ و ٢٥٥ ، والمحبّر ٦٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٤١٠ رقم ١٧٩٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٤٠ و ٢٨٢ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٢٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٩٠ و ٣٠٩ و ٤١٧ و ٤١٨ و ٤٩٩ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٥ و ٢٧٨ و ٣٩٢ و ٣٩٣ و ٦ / ٤٧ و ٣٤٨ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٧ رقم ١٣٦٦ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦٢٠ و ٦٢٥ و ٦٣٧ و ٦٣٨ و ٣ / ٤٣ و ٤ / ١٩٠ و ٢٣٠ و ٢٣١ و ٢٣٤ و ٢٣٧ و ٣٦٥ و ٥ / ٤٩٤ و ٤٩٧ و ٥٧٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩١ رقم ١٢٦ ، وجوامع السيرة ٢٨٣ ، والزهد لابن المبارك ٦٠ و ٤٨٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢١ رقم ٨٧ ، وعيون الأخبار ١ / ٥٤ و ٢ / ٣٧٢ و ٣ / ٥١ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٠١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٩٤ رقم ١٣٤ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٢٣ ، وتاريخ العظيمي ١٨٦ ، ١٨٧ ، والاستيعاب ٣ / ٤١٦ ، ٤١٧ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٥٦ ، والمغازي للواقدي ٢٠٩ و ٣١٩ ، والمعارف ٤٢٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٥٨ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٣ ، ٥٢٤ ، وجمهرة أنساب العرب ١٢٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٢٧ و ٤٠٥ وق ٤ / ١ / ٣٦ و ٤٧ و ١٤٣ و ١٤٤ و ٣١٣ و ٣٢٠ و ٣٤٠ و ٣٤٤ و ٣٤٧ ـ ٣٥٠ و ٥٠٣ و ٥٠٧ و ٥١٥ و ٥٣٥ و ٥٦١ و ٥٧٥ و ٥٧٧ و ٥٩٠ ، وفتوح البلدان ٢٦٧ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٤٢ و ٣ / ٤٩ و ٦٨ و ٦٩ و ٧٢ و ٤ / ١٢٢ و ١٢٤ و ١٧٤ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٠ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٨٠ ـ ٣٨٦ رقم ٥١٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥١٥ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٢٥١ أ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٠ ، والكاشف ٣ / ١٢٨ رقم ٥٥٦ ، والمغازي من (تاريخ الإسلام) ١٢٧ و ٣٦٤ و ٣٦٦ و ٣٦٧ و ٣٧٥ و ٣٨٩ و ٣٩٢ و ٣٩٧ و ٤٠٠ و ٦٠٥ ، وعهد الخلفاء الراشدين ٤٤ و ٧٥ و ٢٣٨ و ٢٨٠ و ٢٩٠ و ٢٩٦ و ٣٠٣ و ٣٩٤ و ٤٥٠ و ٤٥١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١٨ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٣ ، ٥٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩٤ رقم ٦٠ ، والعقد الثمين ٧ / ١٩٧ ، والنكت الظراف ٨ / ٣٨١ ـ ٣٨٦ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٥١ ، ١٥٢ رقم ٢٨٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٤٩ رقم ١١٣٦ ، والإصابة ٣ / ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ٧٩٩٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٢ ، والمسند للحميدي ١ / ١١٢ و ١٨٧ ، ١٨٨ ، وأدب القاضي ١ / ٣٤٧ و ٣٧٩ و ٥٠٠ و ٦٣١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩.
له صحبة ورواية ، وروى أيضا عن : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وخاله.
روى عنه : عليّ بن الحسين ، وعروة ، وسليمان بن يسار ، وابن أبي مليكة ، وولداه عبد الرحمن ، وأمّ بكر ، وعبد الله بن حنين ، وعمرو بن دينار.
وقدم بريدا لدمشق من (١) عثمان إلى معاوية أيّام حصر عثمان ، ووفد على معاوية في خلافته ، وكان ممّن يلزم عمر ويحفظ عنه ، وانحاز إلى مكّة كابن الزبير ، وكره إمرة يزيد ، وأصابه حجر منجنيق لما حاصر الحصين بن نمير ابن الزبير (٢).
قال الزبير بن بكار (٣) : وكانت الخوارج تغشاه وتعظّمه وينتحلون رأيه ، حتى قتل تلك الأيام.
وقال أبو عامر العقدي : أنبأ عبد الله بن جعفر ، عن أمّ بكر أنّ أباها احتكر طعاما ، فرأى سحابا من سحاب الخريف فكرهه ، فلما أصبح جاء إلى السوق فقال : من جاءني وليته ، فبلغ ذلك عمر ، فأتاه بالسّوق فقال : أجننت يا مسور! قال : لا والله ، ولكنّي رأيت سحابا من سحاب الخريف ، فكرهته فكرهت أن أربح فيه ، وأردت أن لا أربح فيه فقال عمر : جزاك الله خيرا وقال إسحاق الكوسج : قال ابن معين : مسور بن مخرمة ثقة ، إنّما كتبت هذا للتعجّب ، فإنّهم متّفقون على صحبة المسور ، وأنّه سمع من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال ابن وهب : ثنا حيّوة ، ثنا عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة : أنّ المسور أخبره أنّه قدم على معاوية ، فقضى حاجته ، ثم خلا به فقال : يا مسور ، ما فعل طعنك على الأئمّة؟ قال : دعنا من هذا ، وأحسن فيما قدمنا له ، قال معاوية : والله لتكلّمني بذات نفسك بالذي تعيب عليّ ، قال : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلّا بيّنته له ، فقال : لا أبرأ من الذنب ، فهل تعدّ لنا يا مسور بما نلي من الإصلاح في أمر العامّة ، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها ، أم
__________________
(١) في الأصل «مع عثمان».
(٢) نسب قريش ٢٦٣.
(٣) في نسب قريش ٢٦٣.
تعدّ الذّنوب وتترك الإحسان! قلت : لا والله ما نذكر إلّا ما نرى من الذنوب ، فقال : فإنّا نعترف لله بكلّ ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصّتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفر الله لك؟ قال : نعم ، قال : فما يجعلك برجاء المغفرة أحق منّي فو الله ما ألي من الإصلاح أكثر ممّا تلي ، ولكن والله لا أخيّر بين أمرين ، بين الله وغيره إلّا اخترت الله على ما سواه ، وإنّي لعلى دين يقبل فيه العمل ، ويجزى فيه بالحسنات ، ويجزى فيه بالذنوب ، إلّا أن يعفو الله عنها ، وإنّي أحتسب كلّ حسنة عملتها بأضعافها من الأجر ، وألي أمورا عظاما من إقامة الصلاة ، والجهاد ، والحكم بما أنزل الله. قال : فعرفت أنّه قد خصمني لما ذكر ذلك. قال عروة : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلّا صلّى عليه (١).
وعن أمّ بكر بنت المسور أنّ المسور كان يصوم الدهر ، وكان إذا قدم مكّة طاف لكلّ يوم غاب عنها سبعا ، وصلّى ركعتين (٢).
وقال الواقدي : ثنا عبد الله بن جعفر ، عن عمّته أمّ بكر بنت المسور ، عن أبيها ، أنّه وجد يوم القادسيّة إبريق ذهب عليه الياقوت والزّبرجد ، فلم يدر ما هو ، فلقيه فارسيّ فقال : آخذه بعشرة آلاف ، فعرف أنه شيء ، فبعث به إلى سعد بن أبي وقّاص ، فنفله إيّاه ، وقال : لا تبعه بعشرة آلاف ، فباعه له سعد بمائة ألف ، ودفعها إلى المسور ولم يخمّسها (٣).
وعن عطاء بن يزيد اللّيثي قال : لحق بابن الزبير بمكة ، فكان ابن الزبير لا يقطع أمرا دونه.
قال الواقديّ : وحدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه قال : لما دنا الحصين بن نمير أخرج المسور سلاحا قد حمله من المدينة ودروعا ، ففرّقها في موال له كهول فرس جلد ، فدعاني ، ثم قال لي : يا مولى
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٦ / ٢٥٣ أ.
(٢) تاريخ دمشق ١٦ / ٢٥٣ ب.
(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٢٥٤ أ.
عبد الرحمن بن مسور ، قلت : لبّيك ، قال : اختر درعا ، فاخترت درعا وما يصلحها ، وأنا يومئذ غلام حدث ، فرأيت أولئك الفرس غضبوا وقالوا : تخيّره علينا! والله لو جدّ الجدّ تركك ، فقال : لتجدنّ عنده حزما ، فلما كان القتال أحدقوا به ، ثم انكشفوا عنه ، واختلط الناس ، والمسور يضرب بسيفه ، وابن الزبير في الرعيل الأوّل يرتجز قدما ، ومعه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف يفعلان الأفاعيل ، إلى أن أحدقت جماعة منهم بالمسور ، فقام دونه مواليه ، فذبّوا عنه كلّ الذّبّ ، وجعل يصيح بهم ، فما خلص إليه ، ولقد قتلوا من أهل الشام يومئذ نفرا.
قال : وحدّثني عبد الله بن جعفر ، عن أمّ بكر ، وأبي عون قالا : أمات المسور حجر المنجنيق ، ضرب البيت فانفلق منه فلقة ، فأصابت خدّ المسور وهو قائم يصلّي ، فمرض منها أياما ، ثم مات في اليوم الّذي جاء فيه نعي يزيد (١) ، وابن الزبير يومئذ لا يسمّى بالخلافة ، بل الأمر شورى.
زادت أمّ بكر : كنت أرى العظام تنزع من صفحته ، وما مكث إلّا خمسة أيام ومات. فذكرته لشرحبيل بن أبي عون فقال : حدّثني أبي قال : قال لي المسور : هات درعي ، فلبسها ، وأبى أن يلبس المغفر ، قال : وتقبل ثلاثة أحجار ، فيضرب الأول الركن الّذي يلي الحجر فخرق الكعبة حتى تغيّب ، ثم اتبعه الثاني في موضعه ، ثم الثالث فينا ، وتكسّر منه كسرة ، فضربت خدّ المسور وصدغه الأيسر ، فهشمته هشما ، فغشي عليه ، واحتملته أنا ومولى له ، وجاء الخبر ابن الزبير ، فأقبل يعدو ، فكان فيمن حمله ، وأدركنا مصعب بن عبد الرحمن وعبيد بن عمير ، فمكث يومه لا يتكلّم ، فأفاق من الليل ، وعهد ببعض ما يريد ، وجعل عبيد بن عمير يقول : يا أبا عبد الرحمن كيف ترى في قتال هؤلاء؟ فقال : على ذلك قتلنا ، فكان ابن الزبير لا يفارقه بمرضه حتى مات ، فولي ابن الزبير غسله ، وحمله فيمن حمله إلى الحجون (٢) ، وإنّا لنطأ به القتلى (٣) ونمشي بين أهل الشام ، فصلّوا معنا عليه.
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٦ / ٢٥٤ ب ، ٢٥٥ أ.
(٢) الحجون : جبل بأعلى مكة عند مدافن أهلها.
(٣) في الأصل «وانا لنطأ به القبلي».
قلت : لأنّهم علموا يومئذ بموت يزيد ، وكلّم حصين بن نمير عبد الله بن الزبير في أن يبايعه بالخلافة ، وبطل القتال بينهم.
وعن أمّ بكر قالت : ولد المسور بمكّة بعد الهجرة بسنتين ، وبها توفّي لهلال ربيع الآخر سنة أربع وستين.
وقال الهيثم : توفّي سنة سبعين ، وهو غلط منه.
وقال المدائني : مات سنة ثلاث وسبعين من حجر المنجنيق ، فوهم أيضا ، اشتبه عليه بالحصار الأخير. وتابعه يحيى بن معين. وعلى القول الأول جماعة منهم : يحيى بن بكير ، وأبو عبيد ، والفلّاس ، وغيرهم.
١٠٢ ـ ت (١) المسيّب بن نجبة (٢) بن ربيعة الفزاري صاحب عليّ.
سمع : عليّا ، وابنه الحسن ، وحذيفة.
وروى عنه : عتبة بن أبي عتبة ، وسوار أبو إدريس ، وأبو إسحاق السبيعي.
وقدم مع خالد بن الوليد من العراق ، وشهد حصار دمشق ، وكان أحد من خرج من الكبار في جيش التوّابين الذين خرجوا يطلبون بدم الحسين ، وقتل بالجزيرة سنة خمس وستّين كما ذكرنا بعد ما قاتل قتالا شديدا.
__________________
(١) الرمز ساقط من الأصل ، استدركته من «الخلاصة».
(٢) انظر عن (المسيّب بن نجبة) في :
طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٦ ، وفتوح البلدان ٣٠٢ و ٣٤٢ ، والأخبار الطوال ٢٢٠ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٧٧ و ٥٣٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦٤٩ ، والمعارف ٤٣٥ ، ومروج الذهب ١٩٧٦ و ١٩٧٩ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٨٦ ، والتاريخ الصغير ٧٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٤٠٧ ، وتاريخ خليفة ٢٦٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٩٦ و ٢٥٧ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٥٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٠٨ رقم ٨١٩ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٤٨٨ و ٥ / ١٣٥ و ٣٥٢ و ٥٥٢ و ٥٥٣ و ٥٦٢ و ٥٨٤ و ٥٩٠ و ٥٩٣ ٥٩٤ و ٥٩٦ ـ ٦٠٠ و ٦٠٥ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٣ رقم ١٣٤٦ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٣٢ و ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤ / ٢٠ و ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٤ و ١٧٥ و ١٧٩ و ١٨١ و ١٨٣ و ١٨٦ و ١٨٩ ، والكاشف ٣ / ١٢٩ رقم ٥٥٥١ ، والإصابة ٣ / ٤٩٥ رقم ٨٤٢٣ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٥٤ رقم ٢٩٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٠ رقم ١١٤١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٧.
١٠٣ ـ مصعب بن عبد الرحمن (١) بن عوف الزهري ، أحد الكبار الذين كانوا مع ابن الزبير ، وقتل معه في الحصار سنة أربع وستّين.
كان مصعب هذا قد ولّي قضاء المدينة وشرطتها في إمرة مروان عليها ، ثم لحق بابن الزبير ، وكان بطلا شجاعا ، له مواقف مشهورة ، قتل عدّة من الشاميّين ، ثم توفّي ، فلما مات هو والمسور دعا ابن الزبير إلى نفسه.
١٠٤ ـ معاذ بن الحارث (٢) أبو حليمة (٣) الأنصاري المدني القارئ.
روى عنه : ابن سيرين ، ونافع مولى ابن عمر.
قالت عمرة : ما كان يوقظنا من الليل إلّا قراءة معاذ القارئ.
قتل معاذ يوم الحرّة.
١٠٥ ـ معاوية بن حيدة القشيري (٤) ـ ٤ ـ جدّ بهز بن حكيم ، له صحبة
__________________
(١) انظر عن (مصعب بن عبد الرحمن) في :
طبقات خليفة ٢٣٢ ، وتاريخ خليفة ٢٢٢ و ٢٢٨ و ٢٥٥ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ١٥٧ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٥٠ رقم ١٥١١ ، والتاريخ الصغير ٦٥ ، والمعارف ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٤٥ و ٤٩٧ و ٥٧٥ ، وأخبار القضاة ١ / ١١٨ و ١٢٠ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٠٣ رقم ١٤٠٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٨٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٢ ، ونسب قريش ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢٦٧ ـ ٢٦٩ و ٢٨٩ و ٣٧١ و ٣٧٢ وجمهرة أنساب العرب ١١٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٩ و ٦٨ و ٧١ و ١٢٤ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٣٩١ ، ومشاهير علماء الأمصار ٦٨ رقم ٤٦١ ، والمحبّر ٢٢٨.
(٢) انظر عن (معاذ بن الحارث) في :
تاريخ الطبري ٣ / ٤٥٩ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٦١ رقم ١٥٥٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٠ ، ١٠١ رقم ١٤٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٤ ، ٣١٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٧٨ ، والمستدرك ٥٢١ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٣٤٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٦ رقم ١١٩٣ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٠١ ، ٣٠٢ رقم ٣٦٢١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٠.
(٣) ويقال : أبو الحارث. (غاية النهاية ٣٠١).
(٤) انظر عن (معاوية بن حيدة) في : الزهد لابن المبارك ٢٥٤ و ٣٥٠ والملحق به ٣٨٢ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٥٦.
وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥ ، وطبقات خليفة ٥٨ و ١٨٤ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٢٩ رقم ١٤٠٨ ، وتاريخ الثقات ٤٣٢ رقم ١٥٩٢ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٣٧٤ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٢ رقم ٢٥٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٦ رقم ٧٧ ، ومسند =
ورواية ، نزل البصرة ثم غزا خراسان ومات بها.
روى عنه : ابنه حكيم ، وحميد المرّي رجل مجهول.
حديثه في السنن الأربعة ، أعني معاوية.
١٠٦ ـ معاوية بن يزيد (١)
ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو ليلى. استخلف بعهد من أبيه عند موته في ربيع الأول ، وكان شابا صالحا لم تطل خلافته ، وأمّه هي أمّ هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة ، ومولده سنة ثلاث وأربعين.
__________________
= أحمد ٥ / ٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٥ و ٣ / ٣٦٤ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٧٦ رقم ١٧٢١ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٤٠٣ ، والمستدرك ٣ / ٦٤٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٨٥ ، وتهذيب الكمال ١٣٤٣ ، وتهذيب الأسماء ق ١ ج ٢ / ١٠٢ رقم ١٤٨ ، والكاشف ٣ / ١٣٨ رقم ٥٦١٩ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٦٤٢ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٢٧ ـ ٤٣٣ رقم ٥٢٩ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٢٨ و ٤٣٣ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ رقم ٣٨٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٩ رقم ١٢٢٥ ، والإصابة ٣ / ٤٣٢ رقم ٨٠٦٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣٨.
(١) انظر عن (معاوية بن يزيد) في :
نسب قريش ١٢٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٥٨ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤٩٩ و ٥٠٠ و ٥٠٣ و ٥٣٦ و ٥٤٥ و ٥٤٦ و ٦١٠ و ٦ / ١٨٠ ، وجمهرة أنساب العرب ١٧٨ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٥٧ و ٢٩٠ ـ ٢٩٣ و ٣٠٨ و ٣٤٤ و ٣٥٤ ـ ٣٥٩ و ٣٦٤ و ٣٨٦ و ٤١٨ و ٤٤٢ ، ومروج الذهب ٣٠ و ٧٥٦ و ١٩٣٢ ـ ١٩٣٤ و ١٩٥٤ و ١٩٥٨ و ١٩٦٣ و ١٩٧٢ و ٢٢٧٦ و ٣١١٤ و ٣٦٢٥ ، والتنبيه والإشراف ٢٦٥ ، والمعارف ٣٥٣ ، والفخري ١٦٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥٢ ـ ٢٥٤ ، وتاريخ خليفة ٢٥٥ و ٣٢٥ ، والمحبّر ٢٢ و ٤٥ و ٥٨ و ٤٠٥ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٣٢٦ و ٣٢٩ ، وفتوح البلدان ٢٧٠ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٤٥ و ٣٩٨ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٣٩٥ ب ، والعقد الفريد ١ / ٣٠٦ و ٤ / ٣٧٦ و ٣٩١ و ٣٩٣ و ٣٩٤ ، وتاريخ العظيمي ٤٦ و ٨٨ و ٩٧ و ١٨٧ ، والكامل في التاريخ ١ / ٣٣٥ و ٤ / ١٢٥ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٤٨ و ١٥٥ و ١٩١ ، ونهاية الأرب ٢٠ / ٤٩٩ ، ومختصر تاريخ الدول ١١١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣٩ ، ودول الإسلام ١ / ٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٣٩ رقم ٤٦ ، والعبر ١ / ٦٩ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٣٧ ، ومختصر التاريخ ٨٤ و ٨٥ و ٨٧ ، ومآثر الإنافة ١ / ١٢١ ، ١٢٢ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٦٣ ، وتاريخ الخلفاء ٢١١ ، وأخبار الدول ١٣١ ، ١٣٢ ، ومعجم بني أميّة ١٧٧ ، ١٧٨ رقم ٣٦٢ ، والمختصر في أخبار البشر ١ / ١٩٣ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ١٧٥.
قال إسماعيل الخطبيّ (١) : رأيت صفته في كتاب أنه كان أبيض شديدا ، كثير الشعر ، كبير العينين ، أقنى الأنف ، جميل الوجه ، مدوّر الرأس (٢).
وعن أبي عبيدة قال : ولي معاوية بن يزيد ثلاثة أشهر ، فلم يخرج إلى الناس ، ولم يزل مريضا ، والضّحّاك بن قيس يصلّي بالناس.
وقال جرير بن حازم : إنّ معاوية بن يزيد استخلفه أبوه ، فولي شهرين ، فلما احتضر قيل : لو استخلفت ، فقال : كفلتها حياتي ، فأتضمّنها بعد موتي. وأبى أن يستخلف.
وقال أبو مسهر ، وأبو حفص الفلّاس : ملك أربعين ليلة ، وكذا قال ابن الكلبي.
وقال أبو معشر ، وغيره : عاش عشرين سنة. توفّي بدمشق.
١٠٧ ـ معقل بن سنان الأشجعيّ (٣)
له صحبة ورواية ، وكان حامل لواء قومه يوم فتح مكة ، وهو راوي
__________________
(١) الخطبيّ : بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة ، نسبة إلى الخطب وإنشائها. انظر : اللباب ١ / ٣٧٩.
(٢) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٩٧ ب.
(٣) انظر عن (معقل بن سنان) في :
العقد الفريد ٤ / ٣٩٠ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٧٤ و ٤٨٠ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٤ و ٣٢٨ و ٣٢٩ ، وتاريخ خليفة ٢٣٧ و ٢٥٠ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٢ و ٦ / ٥٥ ، والتاريخ الصغير ٧٢ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٩١ رقم ١٧٠ ، وعيون الأخبار ٤ / ٢٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٤٩ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤٨٧ و ٤٩٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٥ رقم ٢٩٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٥ رقم ٢٨١ ، والمغازي للواقدي ٧٩٩ و ٨٢٠ و ٨٩٦ ، وتاريخ العظيمي ١٨٦ ، والأخبار الطوال ٢٦٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١٢٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٠ و ٢ / ٦٣٧ و ٣ / ٣٢٦ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٥ رقم ١٥٢ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٢ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٥٣ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٥٥ ط ـ ٤٥٩ رقم ٥٣٢ ، والكاشف ٣ / ١٤٣ رقم ٥٦٥٣ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٤ رقم ١٣٠٥ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٥٦ ـ ٤٥٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٣ رقم ٤٢٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٤ رقم ١٢٧١ ، والإصابة ٣ / ٤٤٦ رقم ٨١٣٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٣.
حديث بروع (١).
روى عنه : علقمة ، ومسروق ، والأسود ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والحسن البصري.
وكان يكون بالكوفة ، فوفد على يزيد ، فرأى منه قبائح ، فسار إلى المدينة وخلع يزيد ، وكان من رءوس أهل الحرّة.
قال الحاكم أبو أحمد : كنيته أبو سنان ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو يزيد ، من غطفان ، قتل صبرا يوم الحرّة ، فقال الشاعر :
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها |
|
وأشجع تبكي معقل بن سنان (٢) |
وقال الواقديّ : حدّثني عبد الرحمن بن عثمان بن زياد الأشجعيّ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كان معقل بن سنان قد صحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وحمل لواء قومه يوم الفتح ، وكان شابا طريّا ، وبقي بعد ذلك ، فبعثه الوليد بن عتبة أمير المدينة ببيعة يزيد ، فقدم الشام في وفد من أهل المدينة ، فاجتمع معقل ومسلم بن عقبة فقال ، وكان قد آنسه وحادثة : إنّي خرجت كرها ببيعة هذا ، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه رجل يشرب الخمر وينكح الحرم ، ثم نال منه واستكتمه ذلك ، فقال : أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله ، ولكن لله عليّ عهد وميثاق إن مكّنت منك (٣) لأضربنّ الّذي فيه عيناك ، فلما قدم مسلم المدينة وأوقع بهم ، كان معقل يومئذ على
__________________
(١) مهملة في الأصل ، وهي : بروع بنت واشق ، نكحت رجلا وفوضت إليه ، فتوفي قبل الدخول بها ، فقضى لها النبيّ صلىاللهعليهوسلم بصداق نسائها. (أسد الغابة ٤ / ٣٩٧).
وانظر الحديث وتخريجه في : تحفة الأشراف ٨ / ٤٥٦ ، فهو عند أبي داود في النكاح ، والترمذي في النكاح ، والنسائي في النكاح ٣ / ٦٨ ، والسنن الكبرى للنسائي ، وابن ماجة في النكاح.
(٢) أسد الغابة ٤ / ٣٩٨ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٣ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٣ وفيه «تنعي» مرتين بدل «تبكي» ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٩ ، والإصابة ٣ / ٤٤٦ ، ووفاء ألوفا للسمهودي ٩٣.
(٣) في الأصل «منه».
المهاجرين ، فأتى به مأسورا ، فقال : يا معقل أعطشت؟ قال : نعم ، قال : أحضروا له شربة ببلّور ، ففعلوا ، فشرب ، وقال : أرويت؟ قال : نعم ، قال : أما والله لا تتهنّأ بها ، يا مفرّج قم فاضرب عنقه ، فضرب عنقه.
وقال المدائني ، عن عوانة ، وأبي زكريّا العجلاني ، عن عكرمة بن خالد : إنّ مسلما لما دعا أهل المدينة إلى البيعة ، يعني بعد وقعة الحرّة ، قال : ليت شعري ما فعل معقل بن سنان ، وكان له مصافيا ، فخرج ناس من أشجع ، فأصابوه في قصر العرصة ، ويقال : في جبل أحد ، فقالوا له : الأمير يسأل عنك فارجع إليه ، قال : أنا أعلم به منكم ، إنّه قاتلي ، قالوا : كلّا ، فأقبل معهم ، فقال له : مرحبا بأبي محمد ، أظنّك ظمآن (١) ، وأظنّ هؤلاء أتعبوك ، قال : أجل ، قال : شوبوا له عسلا بثلج ، ففعلوا وسقوه ، فقال : سقاك الله أيّها الأمير من شراب أهل الجنّة ، قال : لا جرم والله لا تشرب بعدها حتى تشرب من حميم جهنّم ، قال : أنشدك الله والرّحم ، قال : ألست قلت لي بطبريّة وأنت منصرف من عند أمير المؤمنين وقد أحسن جائزتك : سرنا شهرا وخسرنا ظهرا ، نرجع إلى المدينة فنخلع الفاسق يشرب الخمر ، عاهدت الله تلك الليلة لا ألقاك في حرب أقدر عليك إلّا قتلتك ، وأمر به فقتل (٢).
١٠٨ ـ معقل بن يسار (٣) ـ ع ـ المزني البصري ، ممّن بايع تحت الشجرة.
__________________
(١) في الأصل «ظمآنا».
(٢) الخبر في : الأخبار الطوال ٢٦٦ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤١٨ ـ ٤٢١ ، والكامل ٤ / ٩٩ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٣.
(٣) انظر عن (معقل بن يسار) في :
طبقات ابن سعد ٧ / ١٤ ، وطبقات خليفة ٣٧ و ١٧٦ ، وتاريخ خليفة ٢٥١ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢١٩ ، ومسند أحمد ٥ / ٢٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٣٤ رقم ١٦٠٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣٨ رقم ٢١٩ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٩١ رقم ١٧٠٥ ، والتاريخ الصغير ٦٧ و ٧٢ ، والمعارف ٧٥ و ١٧٧ و ١٨١ و ٢٩٨ و ٣١١ و ٥٤٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٦ ، ٣٧ ، ومروج الذهب ١٥٦٣ و ١٥٦٦ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٨ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٠٢ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٥ رقم ١٣٠٦ ، والاستيعاب ٣ / ٤٠٩ ، ٤١٠ ، والمستدرك ٣ / ٥٧٧ ، ٥٧٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٦ رقم ٢٥٤ ، وفتوح البلدان ٣٧١ و ٣٧٢ و ٤٣١ و ٤٤٠ و ٤٥٠ و ٤٨٠ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٦٠ ـ ٤٦٦ رقم ٥٣٤ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٥٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٠ و ٢ / ٧٠ =
روى عن : النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن النّعمان بن مقرن.
روى عنه : عمران بن حصين مع تقدّمه ، وأبو المليح بن أسامة الهذليّ ، والحسن البصريّ ، ومعاوية بن قرّة ، وعلقمة بن عبد الله المزنيّان ، وغيرهم.
وقال ابن سعد (١) : لا نعلم في الصّحابة من يكنّى أبا عليّ سواه.
١٠٩ ـ معن بن يزيد (٢)
ابن الأخنس بن حبيب السّلميّ ، له ولأبيه وجدّه الأخنس صحبة.
وروى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حديثا أو حديثين (٣).
روى عنه : أبو الجويرية حطّان بن خفاف الجرمي ، وسهيل بن ذرّاع ، وغيرهما.
__________________
= و ٧٢ و ٣ / ٦٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١٢٣ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٣٦٥ و ٣٨٥ ، وعهد الخلفاء الراشدين ٢٢٥ و ٢٤٠ و ٦٢٨ ، والكاشف ٣ / ١٤٤ رقم ٥٦٥٧ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ رقم ٤٣٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٥ رقم ١٢٧٥ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٦٠ ـ ٤٦٦ ، والإصابة ٣ / ٤٤٧ رقم ٨١٤٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٣.
(١) يقول خادم العلم وطالبه الفقير إليه تعالى محقّق هذا الكتاب ، عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي : لقد وهم المؤلّف ـ رحمهالله ـ بقوله : قال ابن سعد ، وقد أراد : قال العجليّ ، إذ أن قول ابن سعد ليس في طبقاته ، وهو يكنى معقل بأبي عبد الله ، (٧ / ١٤) ، وهذا القول هو للعجلي في تاريخ الثقات ٤٣٤ رقم ١٦٠٧ فليراجع.
(٢) انظر عن (معن بن يزيد) في : العقد الفريد ٢ / ٢٣١ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٧٠ و ٤ / ٢٥٩ ، وطبقات خليفة ٥٠ و ١٣٠ ، والأخبار الطوال ١٧٠ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٧ و ٦٦ و ٢٩٣ و ٣٩٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٥ رقم ٢٩١ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٧٦ رقم ١٢٦٢ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٤٤٠ ـ ٤٤٣ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٦ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٨٩ رقم ١٦٩٤ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٩١ و ٣٧٩ و ٤٩٧ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٦٨ رقم ٥٣٦ ، وتهذيب الكمال ١٣٥٨ ، ١٣٥٩ ، والكاشف ٣ / ١٤٧ رقم ٥٦٧٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ٤٥٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٨ رقم ١٣٠١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٤.
(٣) قال بقيّ بن مخلد : له حديثان في مسند أحمد. (المقدّمة ٢٠٥ رقم ٢٩١).
وكان من فرسان قيس ، شهد فتح دمشق ، وله بها دار ، وشهد صفّين مع معاوية.
قال أبو عوانة ، عن أبي الجويرية ، عن معن بن يزيد قال : بايعت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنا وأبي ، وجدّي ، فأنكحني ، وخطب عليّ (١).
وقال الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب : إنّ معن بن يزيد بن الأخنس من بني سليم ، كان هو وأبوه وجدّه تمام عدّة أصحاب بدر ، ولا أعلم رجلا وابنه وابن ابنه شهدوا بدرا مسلمين غيرهم (٢).
قلت : لا نعلم ليزيد متابع على هذا القول. وقد ذكر المفضّل الغلابي وغيره أنّ لهم صحبة.
وقال محمد بن سلام الجمحيّ : سمعت بكّار بن محمد بن واسع قال : قال معاوية : ما ولدت قرشيّة لقرشيّ خيرا لها في دينها من محمد صلىاللهعليهوسلم ، وما ولدت قرشيّة لقرشيّ خيرا لها في دنياها منّي ، فقال معن بن يزيد : ما ولدت قرشيّة لقرشيّ شرّا لها في دنياها منك ، قال : ولم؟ قال : لأنّك عوّدتهم عادة كأنّي بهم قد طلبوها من غيرك ، فكأنّي بهم صرعى في الطريق ، قال : ويحك ، والله إنّي لأكاتمها نفسي منذ كذا وكذا (٣).
قال ابن سميع وغيره : قتل معن بن يزيد بن الأخنس ، وأبوه براهط ، وقال غيره : بقي معن يسيرا بعد راهط.
١١٠ ـ المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (٤) قال يحيى الذّماريّ : قرأت على ابن عامر ، وقرأ ابن عامر على المغيرة بن أبي شهاب ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان.
__________________
(١) أسد الغابة ٤ / ٤٠٢ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٣٦ ، ٣٧.
(٢) أسد الغابة ٤ / ٤٠٢.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٤٤٠ رقم (١٠٦٨) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٥٥ إسناده منقطع ، ومحمد بن سلام الجمحيّ ضعيف.
(٤) انظر عن (المغيرة بن أبي شهاب) في : معرفة القراء الكبار ١ / ٤٨ ، ٤٩ رقم ١١ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ رقم ٣٦٣٥ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٤٩.
١١١ ـ المنذر بن الجارود العبديّ (١) لأبيه صحبة ، وكان سيّدا جوادا شريفا ولي إصطخر لعليّ ، ثم ولي ثغر الهند من قبل عبيد الله بن زياد ، فمات هناك سنة إحدى وستّين ، وله ستّون سنة.
وهو مذكور في الطبقة الآتية.
١١٢ ـ المنذر بن الزّبير (٢)
ابن العوّام بن خويلد بن أسد ، أبو عثمان الأسدي ، ابن حواريّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وأمّه أسماء بنت الصّدّيق.
ولد في آخر خلافة عمر ، وغزا القسطنطينية مع يزيد ، ولما استخلف يزيد وفد عليه.
قال الزبير بن بكّار : فحدّثني مصعب بن عثمان أنّ المنذر بن الزبير غاضب أخاه عبد الله ، فسار إلى الكوفة ، ثم قدم على معاوية ، فأجازه بألف ألف درهم ، وأقطعه ، فمات معاوية قبل أن يقبض المنذر الجائزة ، وأوصى
__________________
(١) انظر عن (المنذر بن الجارود) في :
الأخبار الطوال ٢٣١ و ٢٣٢ و ٣٠٥ ، والمعارف ٣٣٩ ، والأخبار الموفقيات ٣٢٨ ، وفتوح البلدان ٤٣٩ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٠٤ و ٢٦٤ ، ومروج الذهب ١٦٣١ ، والشعر والشعراء ٦٢١ ، وشرح نهج البلاغة ٤ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٨ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٩٧ والخراج وصناعة الكتابة ٢٧٩ و ٣٤٥ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٢٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٠٠ وق ٤ ج ١ / ٣٠ و ٣٧٥ و ٣٧٦ ، وتاريخ خليفة ٢٣٦ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٨٠ و ٥٠٥ و ٥ / ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٥٧ ، والعقد الفريد ٣ / ٤١٥ و ٤ / ٣٩ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٣٨ و ٦ / ٣٤٩ ، والإصابة ٣ / ٤٨٠ رقم ٨٣٣٤.
(٢) انظر عن (المنذر بن الزبير) في :
طبقات ابن سعد ٥ / ١٨٢ ، وجمهرة أنساب العرب ١١٩ ، وعيون الأخبار ٣ / ١٤٣ ، ومروج الذهب ١٧٧٧ ، ونسب قريش ٢٣٦ و ٢٤٤ و ٢٤٥ ، والمعارف ٢٢١ و ٢٢٣ و ٢٤٦ ، والبدء والتاريخ ٥ / ٨٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٣ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٨٣ و ٤ / ١٨ و ١٠٢ و ١٢٤ ، والأخبار الموفقيّات ٦٢٩ ، وفتوح البلدان ٤٤٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٢٢ ، وق ٤ ج ١ / ٢٥٤ و ٣١١ و ٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٣٨ و ٣٣٩ و ٣٤٢ و ٣٤٣ و ٣٥٠ و ٣٨٣ و ٣٨٤ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٤٦٠ و ٥ / ٢٦٩ و ٣٤٤ و ٣٤٦ و ٤٨٠ و ٥٧٥ ، والمحبّر ٧٠ و ١٠٠ و ٤٤٨ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٩٢ و ٣٩٣ ، وثمار القلوب ٢٩٤.
معاوية أن يدخل المنذر في قبره (١).
وفي «الموطّأ» (٢) عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة أنّها زوّجت حفصة بنت أخيها المنذر بن الزبير ، فلما قدم أخوها عبد الرحمن من الشام قال : ومثلي يصنع به هذا ويفتات عليه! فكلّمت عائشة المنذر ، فقال : إنّ ذلك بيد عبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن : ما كنت لأردّ أمرا قضيتيه ، فقرّت حفصة عند المنذر ، ولم يكن ذلك طلاقا.
وقال ابن سعد (٣) : فولدت له عبد الرحمن ، وإبراهيم ، وقريبة. ثم تزوّجها الحسن بن عليّ رضياللهعنهما.
وقال الزبير بن بكّار : لما ورد على يزيد خلاف ابن الزبير ، كتب إلى ابن زياد أن يستوثق من المنذر ويبعث به ، فأخبره بالكتاب ، وقال : اذهب وأنا أكتم الكتاب ثلاثا ، فخرج المنذر ، فأصبح الليلة الثامنة بمكّة صباحا ، فارتجز حاديه :
قاسين قبل الصّبح ليلا منكرا |
|
حتى إذا الصّبح انجلى وأسفرا |
أصبحن صرعى بالكثيب حسّرا |
|
لو يتكلّمن شكون المنذرا (٤) |
فسمع عبد الله بن الزبير صوت المنذر على الصّفا ، فقال : هذا أبو عثمان حاشته الحرب (٥) إليكم (٦).
فحدّثني محمد بن الضّحّاك قال : كان المنذر بن الزبير ، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام يقاتلان أهل الشام بالنهار ، ويطعمانهم بالليل.
وقتل المنذر في نوبة الحصين ، وله أربعون سنة.
__________________
(١) نسب قريش ٢٤٤.
(٢) في كتاب الطلاق ٣٧٨ رقم ١١٧١ باب ما لا يبين من التمليك.
(٣) قول ابن سعد ليس في ترجمة المنذر. انظر ج ٥ / ١٨٢.
(٤) البيت في نسب قريش :
تركن بالرمل قياما حسّرا |
|
لو يتكلّمن اشتكين المنذرا |
(٥) في نسب قريش «حاشية العرب».
(٦) نسب قريش ٢٤٥.
[حرف النون]
١١٣ ـ النّابغة الجعديّ (١)
الشاعر المشهور أبو ليلى ، له صحبة ووفادة ، وهو من بني عامر بن صعصعة. فعن عبد الله بن صفوان قال : عاش النابغة مائة وعشرين سنة ، ومات بأصبهان.
وروي أنّ النّابغة قال هذه الأبيات :
__________________
(١) انظر عن (النابغة الجعديّ) في :
سيرة ابن هشام ٣ / ١٩٨ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٠٨ ـ ٢١٤ ، وطبقات الشعراء لابن سلام ١٠٣ ـ ١٠٩ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٢١ ، والموشح ٦٤ ، والمحبّر ٨ و ٢٣٨ و ٣٠٤ و ٣٢٩ ، والمعارف ٩٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٦٢ ، و ٣ / ٢٦٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٨٩ ، وتاريخ خليفة ١٧٧ ، ومروج الذهب ١٢٥٨ و ٢٠٦٦ ، وتاريخ الطبري ٦ / ١٨٥ و ٨ / ٤٧٦ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٣٦ رقم ٦١٢ ، وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٠٠ ، والبرصان والعرجان ٢٨٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٥٢ و ٩٦ و ٩٧ و ٥ / ٢٧١ و ٦ / ٨ ، والأمالي للقالي ١ / ٧١ و ٨٩ و ١٥٥ و ١٥٧ و ١٧٣ و ٢ / ٢ و ٨ و ١٧٨ و ٢٣٨ و ٢٤٧ و ٢٥١ والذيل ٢٦ ، والأغاني ٥ / ١ ـ ٣٤ ، وأمالي المرتضى ١ / ٩٥ و ٢٠٢ و ٢٦٣ ـ ٢٦٩ و ٦١٦ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٥٨ ، والهفوات النادرة ١٠ و ١٣ ، وخاصّ الخاص ١٠١ ، والاستيعاب ٣ / ٥٨١ ـ ٥٩٣ ، وأسد الغابة ٥ / ٢ ـ ٤ ، والكامل في التاريخ ٢ / ١٠ و ٣ / ٢٨٠ و ٢٨١ ، وتاريخ العظيمي ٨٧ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٠ و ١٧٧ و ٢١٤ و ٥ / ١٩٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٢٠ ، ١٢١ رقم ١٧٩ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٥٦ ، والتذكرة السعديّة ١٤٢ ، والمنازل والديار ١ / ١٣٣ و ١٦٦ و ٢ / ١٠٠ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢١ و ٣٢٢ ، وفحول الشعراء ١٠٣ ، والمعمّرين ٨١ ، وسمط اللآلي ٢٤٧ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٦٣ ، ورسائل الجاحظ ١ / ٣٦٤ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٦٤ و ١٩٧٩ ، وأدب الدنيا والدين للماوردي ٢٤٩ ، والتذكرة الفخرية ٤٠ ، وتخليص الشواهد ٦٤ و ١٧٦ و ٢٠٧ و ٢٢٧ و ٢٩٤ و ٢٩٨ و ٢٩٩ و ٤٢٧ ، وشرح شواهد المغني ٢٠٨ ، وخزانة الأدب ١ / ٥١٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٧٢ و ١٢٥ ، والدرر اللوامع ١ / ٤٧ و ٩٨ ، وشرح الأشموني ١ / ١٨٥ و ٢ / ٢٥٣ ، وشرح الشواهد للعيني ١ / ٥٠٤ و ٢ / ١٤١ ، و ٣٧٤ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٨٢ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٤١٧ ـ ٤١٩ رقم ١٠٧٧ ، وجمهرة أشعار العرب ١٤٥ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٢٣٢ ، وتاريخ آداب اللغة العربية ١ / ١٥٢ ، وديوان النابغة الجعديّ ـ جمعته ماريا نلينو ، ونشره محقّقا المكتب الإسلامي ببيروت ، وذكر أخبار أصبهان ١ / ٧٣ ، ٧٤ ، والمثلث ١ / ٥١٠ و ٢ / ٢٦١ و ٢٨٢ و ٢٩٣ و ٣٣٦ و ٣٧٥.
المرء يهوى أن يعيش |
|
وطول عمر قد يضرّه |
وتتابع الأيام |
|
حتّى ما يرى شيئا يسرّه |
تفنى بشاشته ويبقى |
|
بعد حلو العيش مرّه (١) |
ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات.
وقال يعلى بن الأشدق ، وليس بثقة : سمعت النّابغة يقول : أنشدت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم :
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا |
|
وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا (٢) |
فقال : «أين المظهر يا أبا ليلى»؟ قلت : الجنّة ، قال «أجل (٣) إن شاء الله» ، ثم قلت :
ولا خير في حلم إذا لم تكن له |
|
بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا |
ولا خير في جهل إذا لم يكن له |
|
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا (٤) |
فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : لا يفضض الله فاك ، مرّتين (٥).
قلت : كان النابغة يتنقّل في البلاد ويمدح الكبار ، وعمّر دهرا ، ومات في أيّام عبد الملك.
قال محمد بن سلّام (٦) : اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة (٧).
__________________
(١) الأبيات بتقديم وتأخير واختلاف ألفاظ في : الأمالي للقالي ٢ / ٨ ، والمرتضى ١ / ٢٦٦.
(٢) البيت في الأغاني ٥ / ٨ ، ولسان العرف ـ مادة : ظهر ، والاستيعاب ٣ / ٥٨٣ ، والإصابة ٣ / ٥٣٩ ، وجمهرة أشعار العرب ـ طبعة بولاق ، والتذكرة الفخرية ٤٠ ، وديوان النابغة ٦٨ ، ٦٩ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٠٨ وأمالي المرتضى ١ / ٢٦٦ ، وأخبار أصبهان ١ / ٧٤.
(٣) في الأغاني : «قل».
(٤) البيتان في : الشعر والشعرا ١ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، سمط اللآلي ٢٤٧ ، والأغاني ٥ / ٨ ، وشرح شواهد المغني ٢٠٩ ، والاستيعاب ٣ / ٥٨٤ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٦٦ ، والتذكرة الفخرية ٤١ ، والزاهر ١ / ٢٧٤ ، والإصابة ٣ / ٥٣٩ ، والديوان ٦٨ ، ٦٩ ، وذكر أخبار أصبهان ٧٤ ، وأسد الغابة ٥ / ٣ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٦٣ ، ورسائل الجاحظ ١ / ٣٦٤ ، وأدب الدنيا ٢٤٩.
(٥) قال أبو نعيم : رواه داود بن رشيد ، وهاشم بن القاسم الحرّاني ، وعروة العرقي ، وأبو بكر الباهلي ، كلهم عن يعلى بن الأشدق ، وزاد داود بن رشيد : ولا خير في حلم ، البيت ، ولم يذكر داود عمر النابغة وسقوط أسنانه.
(٦) في : طبقات الشعراء ١٠٣.
(٧) وانظر الخلاف في نسبه عند المرزباني في معجم الشعراء ٣٢١.
روي عن : عبد الله بن عروة بن الزبير أنّ نابغة بني جعدة لما أقحمت (١) السنة أتى ابن الزبير ، وهو يومئذ بالمدينة ، فأنشده في المسجد :
حكيت لنا الصّديق لما وليتنا |
|
وعثمان والفاروق فارتاح معدم |
وسوّيت بين النّاس في الحقّ فاستووا |
|
فعاد صباحا حالك الليل مظلم (٢) |
في أبيات ، فأمر له بسبع قلائص وراحلة تمر وبرّ ، وقال له : لك في مال الله حقّان ، حقّ لرؤيتك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وحقّ لشركتك أهل الإسلام ، وذكر الحديث (٣).
١١٤ ـ نجدة بن عامر (٤) الحنفي (٥) الحروريّ ، من رءوس الخوارج ، مال عليه أصحاب ابن الزبير فقتلوه بالجمار.
وقيل : اختلف عليه أصحابه فقتلوه في سنة تسع وستين.
١١٥ ـ النّعمان بن بشير (٦)
ابن سعد بن ثعلبة ، أبو عبد الله ـ ، ويقال : أبو محمد ـ الأنصاري
__________________
(١) أقحمت : ألقته ورمت به.
(٢) البيتان في : الاستيعاب ٣ / ٥٨٧ والأول في : الأغاني ٥ / ٢٨.
(٣) الحديث في الاستيعاب ٣ / ٥٨٨.
(٤) انظر عن (نجدة بن عامر) في :
تاريخ خليفة ٢٥٣ و ٢٦٣ و ٢٦٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥١٧ ، وق ٤ ج ١ / ٣١٨ و ٣٣٨ و ٣٩٤ و ٣٩٥ و ٤٠١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٦٣ و ٢٦٨ و ٢٧٢ ، والأخبار الطوال ٣٠٧ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤٧٩ و ٤٩٧ و ٥٦٦ و ٦ / ١٠٧ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٧٤ ، ومروج الذهب ١٧٣٧ و ١٩٩٤ و ٢١٩٠ و ٢٢٥٨ ، والفرق بين الفرق ٨٧ ـ ٩٠ والفصل للشهرستاني ١ / ١٦٥ ـ ١٦٩ ، ومواقف للشهرستاني ١ / ١٦٥ ـ ١٦٩ ، ومواقف الإيجي ٦٢٩ ، ومقالات الإسلاميين للأشعري ١ / ١٦٢ وما بعدها ، والمواعظ والاعتبار للمقريزي ٢ / ٣٥٤ ، والعبر ١ / ٧٤ و ٧٧ ، والكامل للمبرّد ٢ / ٢٥١ ، وثمار القلوب ٩٠ و ٤٨٥ ، وتاريخ العظيمي ١٨٩ ، والعقد الفريد ٢ / ٣٩٤ و ٣٩٦ و ٣٩٨ (وفيه : نجدة بن عاصم) ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٠٢ و ١٢٣ و ١٦٧ و ٢٠١ ـ ٢٠٦ و ٣٤٥ و ٣٦٢ و ٤٨٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٢٥ رقم ١٨٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٤ ـ ٧٦ ، والمسند للحميدي ١ / ٢٤٤ رقم ٥٣٢.
(٥) في الأصل «الجعفي» ، والتصحيح من مصادر ترجمته.
(٦) انظر عن (النعمان بن بشير) في :
طبقات ابن سعد ٦ / ٥٣ و ٧ / ٣٢٢ ، ومسند أحمد ٤ / ٢٦٧ و ٣٧٥ ، وتاريخ خليفة ٦٥ =