شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٤٤
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الثالثة والخمسون]
[حوادث]
سنة إحدى وعشرين وخمسمائة
[حرب الخليفة والسلطان في بغداد]
قد ذكرنا أنّ أهل بغداد كانوا بالجانب الغربيّ ، وعسكر محمود في الجانب الشّرقيّ ، وتراموا بالنّشّاب. ثمّ إنّ جماعة من عسكر محمود حاولوا الدّخول إلى دار الخلافة من باب النّوبي ، فمنعتهم الخاتون ، فجاءوا إلى باب الغربة في رابع المحرّم ، ومعهم جمع من السّاسة والرّعاع ، فأخذوا مطارق الحدّادين ، وكسروا باب الغربة ، ودخلوا إلى التاج (١) فنهبوا دار الخلافة من ناحية الشّطّ ، فخرج الجواري حاسرات تلطمن ، ودخلن دار خاتون ، وضجّ الخلق ، فبلغ الخليفة ، فخرج من السّرداق ، وابن صدقة بين يديه ، وقدّموا السّفن دفعة واحدة (٢) ، ودخل عسكر الخليفة ، وألبسوا الملّاحين السّلاح ، وكشفوا عنهم ... (٣). ورمى العيّارون أنفسهم في الماء وعبروا. وصاح المسترشد بالله بنفسه ، يا آل بني هاشم. فصدق النّاس معه القتال ، وعسكر السّلطان مشغولون بالنّهب ، فلمّا رأوا عسكر الخليفة ذلّوا وولّوا الأدبار ، ووقع فيهم السّيف ، واختفوا في السّراديب ، فدخل وراءهم البغداديّون ، وأسروا جماعة ، وقتلوا جماعة من الأمراء (٤). ونهب العامّة دور أصحاب السّلطان ، ودار وزيره ، ودار العزيز (٥) أبي نصر المستوفي ، وأبي البركات الطّبيب وأخذ من داره ودائع وغيرها بما قيمته ثلاثمائة ألف. وقتل من أصحاب السّلطان عدّة وافرة في الدّروب والمضايق.
__________________
(١) في الأصل : «الباج» ، والمثبت عن المنتظم.
(٢) دول الإسلام ٢ / ٤٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٩٧.
(٣) في الأصل بياض. وفي المنتظم : «وألبسوا الملّاحين السلاح ، ورماة النشاب من ورائهم ، ورمى ...».
(٤) العبر ٤ / ٤٨ ، ٤٩.
(٥) في الأصل : «العزبر».
ثمّ عبر الخليفة إلى داره في سابع المحرّم بالجيش ، وهم ثلاثين ألف مقاتل بالعوامّ وأهل البرّ ، وحفروا باللّيل خنادق عند أبواب الدّروب ، ورتّب على أبواب المحالّ من يحفظها. وبقي القتال أيّاما إلى يوم عاشوراء ، انقطع القتال ، وتردّدت الرّسل ، ومال الخليفة إلى الصّلح والتّحالف ، فأذعن السّلطان وأحبّ ذلك ، وراجع الطّاعة ، واطمأنّ النّاس ، وطمّت الخنادق. ودخل أصحاب السّلطان يقولون : لنا ثلاثة أيّام ما أكلنا خبزا ، ولو لا الصّلح لمتنا جوعا. فكانوا يسلقون القمح ويأكلونه. فما رئي (١) سلطان حاصر فكان هو المحاصر ، إلّا هذا. وظهر منه حلم وافر عن العوامّ (٢).
[إرسال الخلع إلى ابن طراد]
وبعث الخليفة مع عليّ بن طراد إلى سنجر خلعا وسيفين ، وطوقا ، ولواءين ، ويأمره بإبعاد دبيس من حضرته (٣).
[مقتل وزير سنجر]
وجاء الخبر بأنّ سنجر قتل من الباطنيّة اثني عشر ألفا (٤) ، فقتلوا وزيره المعين (٥) ، لأنّه كان يحرّض عليهم وعلى استئصالهم. فتجمّل رجل منهم ، وخدم سائسا لبغال المعين ، فلمّا وجد الفرصة وثب عليه وهو مطمئنّ فقتله ، وقتل بعده ، وكان هذا الوزير ذا دين ومروءة ، وحسن سيرة (٦).
__________________
(١) في الأصل : «رأى» ، والتصحيح من المنتظم.
(٢) المنتظم ١٠ / ٢ ـ ٤ (١٧ / ٢٤١ ، ٢٤٢) ، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٧٦ (وتحقيق سويم) ٤٢ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٢١٦ ، كتاب الروضتين ١ / ٧٤ ، العبر ٤ / ٤٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٩٧ ، عيون التواريخ ١٢ / ١٨٨ ، الكواكب الدرّية ٩٣.
(٣) المنتظم ١٠ / ٥ (١٧ / ٢٤٤).
(٤) المنتظم ١٠ / ٥ (١٧ / ٢٤٤) ، دول الإسلام ٢ / ٤٥ وفيه : «نحو عشرة آلاف» ، العبر ٤ / ٤٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٧ ، الكواكب الدرّية ٩٢.
(٥) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٧٧ (وتحقيق سويم) ٤٢ ، الكواكب الدرّية ٩٢.
(٦) مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٢٥ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٣٢.
[مرض السلطان محمود]
ومرض السّلطان محمود في الميدان ، وغشي عليه ، ووقع من فرسه ، واشتدّ مرضه. ثمّ تماثل فركب ، ثمّ انتكس ، وأرجف بموته ثمّ خلع عليه وهو مريض ، وأشار عليه الطّبيب بالرّواح من بغداد ، فرحل يطلب همذان ، وفوّض شحنكيّة بغداد إلى عماد الدّين زنكيّ (١).
[القبض على المستوفي والوزير]
وبعد أيّام جاء الخبر من همذان بأنّ السّلطان قبض على العزيز المستوفي وصادره وحبسه ، وعلى الوزير فصادره فحبسه وكان السّبب أنّ الوزير تكلّم على العزيز ، وأنّ برتقش (٢) الزّكويّ تكلّم على الوزير.
[وزارة أنوشروان]
ثمّ بعث السّلطان إلى أنوشروان بن خالد الملقّب بشرف الدّين ، فاستوزره ، فلم يكن له ما يتجهّز به حتّى بعث له الوزير جلال الدّين من عند الخليفة الخيم والخيل ، فرحل إلى أصبهان في أوّل رمضان في السّنة. أقام في الوزارة عشرة أشهر ، واستعفى وعاد إلى بغداد (٣).
[تفويض بهروز ببغداد والحلّة]
وفي رمضان وصل مجاهد الدّين بهروز إلى بغداد ، وقد فوّض إليه السّلطان بغداد والحلّة (٤).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٤ ، ٥ (١٧ / ٢٤٣ ، ٢٤٤) ، ذيل تاريخ دمشق ٢١٨ ، العبر ٤ / ٤٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٧.
(٢) في المنتظم : «يرتقش».
(٣) المنتظم ١٠ / ٥ (١٧ / ٢٤٤) ، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٧٧ (وتحقيق سويم) ٤٢ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٤٢ ، تاريخ دولة آل سلجوق ١٤٠ ، الفخري ٣٠٦ ، ٣٠٧.
(٤) المنتظم ١٠ / ٥ (١٧ / ٢٤٤) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٤٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٣٩.
[تفويض زنكي الموصل]
وفوّض إلى زنكيّ الموصل ، فسار إليها (١).
[وفاة مسعود بن آقسنقر]
ومات عزّ الدّين مسعود بن آقسنقر البرسقيّ في هذه السّنة. وكان قد وصل إلى الموصل بعد قتل والده ، واتّفق موته بالرّحبة (٢) ، فإنّه سار إليها. وكان بطلا شجاعا ، عالي الهمّة. ردّ إليه السلطان جميع إقطاع والده ، وطمع في التّغلّب على الشّام ، فسار بعساكره ، فبدأ بالرّحبة ، فحاصرها ، ومرض مرضا حادّا ، فتسلّم القلعة ، ومات بعد ساعة ، وبقي مطروحا على بساط ، وتفرّق جيشه ، ونهب بعضهم بعضا ، فأراد غلمانه أن يقيموا ولده ، فأشار الوزير أنوشروان بالأتابك زنكيّ لحاجة النّاس إلى من يقوم بإزاء الفرنج (٣) ، لعنهم الله.
[سؤال الأسفرائيني عن حديث]
وفيها سئل أبو الفتوح الأسفرائينيّ في مجلسه ببغداد عن الحديث : «لم يكذب إبراهيم إلّا ثلاث كذبات».
فقال : لم يصحّ (٤).
[خبر الأسفرائينيّ] أبو الفتوح الأسفرائينيّ ، رضوان الله عليه من كبار أهل السّنّة ومن ذوي الكرامات الظاهرة. وما نسب إليه من الاستخفاف بالقرآن كذب وزور هو وغيره
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٥ (١٧ / ٢٤٤) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٤٧ ، تاريخ مختصر الدول ٢٠٣ ، كتاب الروضتين ١ / ٧٥ ، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ١٦٧ ، بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٥١ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٧٧ ، الكواكب الدرّية ٩٢.
(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٧٧ (وتحقيق سويم) ٤٢ ، ٤٣ ، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ١٦٥ ، ١٦٦ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٣ ، الدرّة المضيّة ٥٠٠ ، عيون التواريخ ١٢ / ١٨٩ ، الكواكب الدرّية ٩٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٣٢.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٤٣ ، ٦٤٤ ، تاريخ مختصر الدول ٢٠٣ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٧٧.
(٤) المنتظم ١٠ / ٦ (١٧ / ٢٤٥).
من الأشاعرة يصرّحون بتكفير من استخفّ بالمصاحف وشيخنا الذّهبيّ غيّر عادته بهم ، وأذن برأيهم ، والحديث في الصّحيح.
وقال يوما على المنبر : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم كيف أصبحت؟ فقال : أعمى بين العميان ، ضالّا بين الضّالّين. فاستحضره الوزير ، فأقرّ ، وأخذ يتأوّل تأويلات فاسدة ، فقال الوزير للفقهاء : ما تقولون؟ فقال ابن سلمان مدرّس النّظاميّة : لو قال هذا الشّافعيّ ما قبلنا منه ، ويجب على هذا أن يجدّد إيمانه وتوبته. فمنع من الجلوس بعد أن استقرّ أنّه يجلس ، ويشدّ الزّنّار ، ثمّ يقطعه ويتوب ، ثمّ يرحل. فنصره قوم من الأكابر يميلون إلى اعتقاده ، وكان أشعريا. فأعادوه إلى الجلوس ، وكان يتكلّم بما يسقط حرمة المصحف من قلوب العوامّ ، فافتتن به خلق ، وزادت الفتن ببغداد. وتعرّض أصحابه بمسجد ابن جردة (١) فرجموه ، ورجم معهم أبو الفتوح. وكان إذا ركب يلبس الحديد ومعه السّيوف مسلّلة ، ثمّ اجتاز بسوق الثّلاثاء ، فرجم ورميت عليه الميتات ، ومع هذا يقول : ليس هذا الّذي نتلوه كلام الله ، إنّما هو عبارة ومجاز.
ولمّا مات ابن الفاعوس انقلبت بغداد ، وغلّقت الأسواق (٢) ، وكان عوامّ الحنابلة يصيحون على عادتهم : هذا يوم سنّيّ حنبليّ لا أشعريّ ولا قشيريّ ويصرخون بأبي الفتوح هذا. فمنعه المسترشد بالله من الجلوس ، وأمره أن يخرج من بغداد.
وكان ابن صدقة يميل إلى السّنّة ، فنصرهم.
ثمّ ظهر عند إنسان كرّاس قد اشتراها ، فيها مكتوب القرآن ، وقد كتب بين الأسطر بالأحمر أشعار على وزن أواخر الآيات. ففتّش على كاتبها ، فإذا هو مؤدّب ، فكبس بيته ، فإذا فيه كراريس كذلك ، فحمل إلى الدّيوان ، وسئل عن ذلك ، فأقرّ ، وكان من أصحاب أبي الفتوح ، فنودي عليه على حمار ، وشهّر ، وهمّت العامّة بإحراقه. ثمّ أذن لأبي الفتوح ، فجلس (٣).
__________________
(١) في الأصل : «ابن جروة». والمثبت عن المنتظم.
(٢) في الأصل : «الأصوات».
(٣) المنتظم ١٠ / ٦ ، ٧ (١٧ / ٢٤٥ ، ٢٤٦).
[ظهور الشيخ عبد القادر الحنبليّ]
وظهر في هذه الأيّام الشيخ عبد القادر الحنبليّ ، فجلس في الحلبة ، فتشبّث به أهل السّنّة ، وانتصروا بحسن اعتقاد النّاس فيه (١).
[وقعة مرج الصّفّر]
قال ابن الأثير (٢) : كانت وقعة مرج الصّفّر بين المسلمين ، أنّهم التقوا في أواخر ذي الحجّة ، واشتدّ القتال ، فسقط طغتكين ، فظنّ الجند أنّه قتل فانهزموا إلى دمشق ، وركب فرسه ولحقهم ، فساقت الفرنج وراءهم ، وبقيت رجّالة التّركمان قد عجزوا عن الهزيمة ، فحملوا على رجّالة الفرنج ، فقتلوا عامّتهم ، ونهبوا عسكر الفرنج وخيامهم ، ثمّ عادوا سالمين غانمين إلى دمشق.
ولمّا ردّت خيالة الفرنج من وراء طغتكين ، رأوا رجّالتهم صرعى ، وأموالهم قد راحت ، فتمّوا منهزمين.
قال : وهذا من الغريب أنّ طائفتين تنهزمان (٣).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٧ (١٧ / ٢٤٦).
(٢) في الكامل ١٠ / ٦٣٩.
(٣) وزاد في الكامل : «كل واحدة منهما من صاحبتها». والخبر باختصار في : المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٣٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٣.
سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة
[وفاة ابن صدقة]
فيها توفّي ابن صدقة الوزير ، وناب في الوزارة عليّ بن طراد (١).
[مصالحة السلطان محمود وسنجر]
وفيها ذهب السّلطان محمود إلى السّلطان سنجر ، فاصطلحا بعد خشونة ، ثمّ سلّم سنجر إليه دبيسا وقال : تعزل زنكيّ ابن آقسنقر عن الموصل والشّام. وتسلّم البلاد إلى دبيس ، وتسأل الخليفة أن يرضى عنه. فأخذه ورحل (٢).
وقال أبو الحسن الزّاغونيّ : تقدّم إلى نقيب النّقباء ليخرج إلى سنجر ، فرفع إلى الخزانة ثلاثين ألف دينار ، وتقدّم إلى شيخ الشّيوخ ليخرج ، فرفع إلى الخزانة خمس عشر ألف دينار ليعفى (٣).
[الطموح للوزارة]
وتطاول للوزارة عزّ الدّولة بن المطّلب ، وابن الأنباريّ ، وناصح الدّولة ابن المسلمة ، وأحمد بن نظام الملك ، فمنعوا من الكلام في ذلك (٤).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٨ (١٧ / ٢٤٩) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٢ ، ٦٥٣ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٢٧ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٣٣.
(٢) في الأصل : «ودخل» ، والمثبت عن المنتظم ١٠ / ٩ (١٧ / ٢٤٩) ، العبر ٤ / ٥٠ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٤ ، عيون التواريخ ١٢ / ١٩٧.
(٣) المنتظم ١٠ / ٩ (١٧ / ٢٤٩).
(٤) المنتظم ١٠ / ٩ (١٧ / ٩).
[ملك زنكيّ حلب]
وفي أوّل السّنة سار عماد الدّين زنكيّ فملك حلب ، وعظم شأنه ، واتّسعت دولته (١).
__________________
(١) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨١ (وتحقيق سويم) ٤٣ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٤٩ ، التاريخ الباهر ٣٧ ، ٣٨ ، تاريخ مختصر الدول ٢٠٣ ، كتاب الروضتين ١ / ٧ و ٧٨ ، زيد الحلب ٢ / ٢٤١ ، ٢٤٢ ، بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٥٢ ، دول الإسلام ٢ / ٤٥ ، العبر ٤ / ٥٠ ، الدرّة المضيّة ٥٠٢ ، عيون التواريخ ١٢ / ١٩٧ ، الكواكب الدرّية ٣ (الحوادث ٥٢١ ه.).
سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة
[الختم على وقف مدرسة أبي حنيفة]
في المحرّم دخل السّلطان محمود بغداد ، وأقام دبيس في بعض الطّريق ، واجتهد في أن يمكّن دبيس فامتنع. وأمر السّلطان بالختم على أموال وقف مدرسة أبي حنيفة ومطالبة العمّال بالحساب ، ووكّل بقاضي القضاة الزّينبيّ كذلك. وكان قد قيل للسّلطان إنّ دخل المكان ثمانين ألفا ، ما ينفق عليه عشرة (١).
[وزارة عليّ بن طراد]
وفي ربيع الآخر خلع المسترشد على أبي القاسم عليّ بن طراد واستوزره (٢).
[إقرار زنكيّ في مكانه]
وضمن زنكيّ أن ينفّذ للسّلطان مائة ألف دينار ، وخيلا ، وثيابا ، على أن يقرّ في مكانه. واستقرّ الخليفة على مثل ذلك ، على أن لا يولّي دبيس شيئا (٣).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ١١ (١٧ / ٢٥٢) ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٣٠ وفيه : «وما ينفق عليها ألف».
(٢) المنتظم ١٠ / ١١ (١٧ / ٢٥٢) ، العبر ٤ / ٥٢.
(٣) المنتظم ١٠ / ١١ (١٧ / ٢٥٢) ، زبدة الحلب ٢ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، العبر ٤ / ٥٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٩٩ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٣٤.
[بيع عقار للخليفة]
وباع الخليفة عقارا بالحرم ، وقرئ لذلك ، وما زال يصحّح (١).
[دخول دبيس بغداد]
ثمّ إنّ دبيسا دخل إلى بغداد بعد جلوس الوزير ابن طراد ، ودخل دار السلطان ، وركب في الميدان ورآه النّاس.
[تسليم الحلّة بهروز]
وجاء زنكيّ فخدم (٢).
وسلّمت الحلّة والشّحنكيّة إلى بهروز (٣).
[خطف دبيس ولدا للسلطان]
وكانت بنت سنجر التي عند ابن عمّها السّلطان محمود قد تسلّمت دبيسا من أبيها ، فكانت تشدّ منه وتمانع عنه ، فماتت ، ومرض السّلطان محمود ، فأخذ دبيس ولدا صغيرا لمحمود ، فلم يعلم به حتّى قرب من بغداد ، فهرب بهروز من الحلّة ، فقصدها دبيس ودخلها في رمضان وبعث بهروز عرّف السّلطان ، فطلب قزل والأجهيليّ (٤) وقال : أنتما ضمنتما دبيسا ، فلا أعرفه إلّا منكما (٥).
[أخذ دبيس الأموال من القرى]
وساق الأجهيليّ يطلب العراق ، فبعث دبيس إلى المسترشد : إن رضيت عنّي رددت أضعاف ما نفذ من الأموال. فقال النّاس : هذا لا يؤمن. وباتوا تحت السّلاح طول رمضان ، ودبيس يجمع الأموال ، ويأخذ من القرى ، حتّى قيل إنّه
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ١١ (١٧ / ٢٥٢).
(٢) المنتظم ١٠ / ١١ (١٧ / ٢٥٢ ، ٢٥٣).
(٣) المنتظم ١٠ / ١٢ (١٧ / ٢٥٣).
(٤) هكذا في الأصل. وفي المنتظم : «الأحمد بيكي» و «الأحمد يكي».
(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٥ ، تاريخ الزمان ١٤٢ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢.
حصّل خمسمائة ألف دينار (١) ، وإنّه قد دوّن عشرة آلاف ، بعد أن كان قد وصل في ثلاثمائة فارس.
[مساومة دبيس للسلطان]
ثمّ قدم الأجهيليّ بغداد ، وقبّل يد الخليفة ، وقصد الحلّة.
وجاء السّلطان إلى حلوان ، فبعث دبيس إلى السّلطان رسالة [وخمسة و] (٢) خمسين مهرا عربيّة ، وثلاثة أحمال صناديق ذهب ، وذكر أنّه قد أعدّ إن رضي عنه الخليفة ثلاثمائة حصان ، ومائتين ألف دينار ، وإن لم يرض عنه دخل البرّيّة.
فبلغه أنّ السّلطان حنق عليه ، فأخذ الصّبيّ وخرج من الحلّة ، وسار إلى البصرة ، وأخذ منها أموالا كثيرة. وقدم السّلطان بغداد ، فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس ، فسار دبيس ودخل البرّيّة (٣).
[غدر زنكيّ بسونج بن بوري]
وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدّين زنكيّ بن آقسنقر أنّه يريد جهاد الفرنج ، وأرسل إلى تاج الملوك بوريّ يستنجده ، فبعث له عسكرا بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق ، وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة. ففعل فأكرمهم زنكيّ ، وطمّنهم أيّاما ، وغدر بهم ، وقبض على سونج ، وعلى أمراء أبيه ، ونهب خيامهم ، وحبسهم بحلب ، وهرب جندهم.
ثمّ سار ليومه إلى حماة ، فاستولى عليها ، ونازل حمص ومعه صاحبها خرخان فأمسكه ، فحاصرها مدّة ، ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل. ولم يطلق سونج ومن معه حتّى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار.
ثمّ لم يتم ذلك. ومقت النّاس زنكيّ على قبيح فعله.
__________________
(١) دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، العبر ٤ / ٥٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٩ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢.
(٢) في الأصل : «وسأله خمسين» ، والتصحيح والإضافة من المنتظم ١٠ / ١٢ (١٧ / ٢٥٤).
(٣) المنتظم ١٠ / ١٢ ، ١٣ (١٧ / ٢٥٣ ، ٢٥٤) ، تاريخ الزمان ١٤٢ ، دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٠٠ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢.
[مقتل ابن الخجنديّ]
وفيها وثبت الباطنيّة على عبد اللّطيف بن الخجنديّ رئيس الشّافعيّة بأصبهان ، ففتكوا به (١).
[الفتنة في وادي التّيم]
وأمّا بهرام ، فإنّه عتى وتمرّد على الله ، وحدّثته نفسه بقتل برق بن جندل من مقدّمي وادي التّيم لا لسبب ، فخدعه إلى أن وقع في يده فذبحه. وتألّم النّاس لذلك لشهامته وحسنه وحداثة سنّه ، ولعنوا من قتله علانية ، فحملت الحميّة أخاه الضّحّاك (٢) وقومه على الأخذ بثأره ، فتجمّعوا وتحالفوا على بذل المهج في طلب الثّأر. فعرف بهرام الحال ، فقصد بجموعه وادي التّيم ، وقد استعدّوا لحربه ، فنهضوا بأجمعهم نهضة الأسود ، وبيّتوه وبذلوا السّيوف في البهراميّة ، وبهرام في مخيّمه ، فثار هو وأعوانه إلى السّلاح ، فأزهقتهم سيوف القوم وخناجرهم وسهامهم ، وقطع رأس بهرام لعنه الله (٣).
[الانتقام من الباطنية في وادي التّيم]
ثمّ قام بعده صاحبه إسماعيل العجميّ ، فجدّوا في الإضلال والاستغواء ، وعامله الوزير المزدقانيّ بما كان يعامل به بهراما ، فلم يمهله الله ، وأمر الملك بوري بضرب عنقه في سابع عشر رمضان ، وأحرق بدنه ، وعلّق رأسه ، وانقلب البلد بالسّرور وحمد الله وثارت الأحداث والشّطّار في الحال بالسّيوف والخناجر يقتلون من رأوا من الباطنيّة وأعوانهم ، ومن يتّهم بمذهبهم (٤) ، وتتبّعوهم حتّى
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٩ ، ٦٦٠ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٤ وفيه : «صدر الدين ملك العلماء مسعود الخجنديّ».
(٢) في المقفّى الكبير ٢ / ٥١٨ : «صخر» ، والمثبت يتفق مع ذيل تاريخ دمشق.
(٣) انظر عن الفتنة في وادي التيم في :
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨١ (وتحقيق سويم) ٤٤ ، وذيل تاريخ دمشق ٢٢١ ، ٢٢٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٦ ، ونهاية الأرب ٢٧ / ٧٩ ، والكواكب الدرّية ٩٤ ، ٩٥ ، والمقفّى الكبير ٢ / ٥١٨.
(٤) في الكواكب الدرّية ٩٥ : «ومن يتّهم بمدحهم».
أفنوهم ، وامتلأت الطّرق والأسواق بجيفهم. وكان يوما مشهودا أعزّ الله فيه الإسلام وأهله. وأخذ جماعة أعيان منهم شاذي الخادم تربية أبي طاهر الصّائغ الباطنيّ الحلبيّ ، وكان هذا الخادم رأس البلاء ، فعوقب عقوبة شفت القلوب ، ثمّ صلب هو وجماعة على السّور (١).
[الحذر من الباطنيّة]
وبقي صاحب دمشق يوسف فيروز ، ورئيس دمشق أبو الذّواد مفرّج بن الحسن بن الصّوفيّ يلبسان الدّروع ، ويركبان وحولهما العبيد بالسّيوف ، لأنّهما بالغا في استئصال شأفة الباطنيّة (٢).
[تسليم بانياس للفرنج]
ولمّا سمع إسماعيل الدّاعي وأعوانه ببانياس ما جرى انخذلوا وذلّوا ، وسلّم إسماعيل بانياس إلى الفرنج ، وتسلّل هو وطائفة إلى البلاد الإفرنجيّة في الذّلّة والقلّة (٣).
[هلاك داعية الباطنية]
ثمّ مرض إسماعيل بالإسهال ، وهلك وفي أوائل سنة أربع وعشرين (٤).
[موقعة جسر الخشب]
فلمّا عرف الفرنج بواقعة الباطنيّة ، وانتقلت إليهم بانياس ، قويت نفوسهم ،
__________________
(١) انظر : المنتظم ١٠ / ١٣ (١٧ / ٢٥٤) ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨٢ (وتحقيق سويم) ٤٤ ، وذيل تاريخ دمشق ٢٢٢ ـ ٢٢٤ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٦ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٣٠ ، الكواكب الدرّية ٩٥ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٢٠٣.
(٢) ذيل تاريخ دمشق ٢٢٤.
(٣) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨١) (وتحقيق سويم) ٤٤ ، ذيل تاريخ دمشق ٢٢٤ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٣٠ ، الكواكب الدرّية ٩٥.
(٤) ذيل تاريخ دمشق ٢٢٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٧ ، الكواكب الدرّية ٩٥.
وطمعوا في دمشق ، وحشدوا وتألّبوا ، وتجمّعوا من الرّها ، وأنطاكية ، وطرابلس ، والسّواحل ، والقدس ، ومن البحر ، وعليهم كندهر الّذي تملّك عليهم بعد بغدوين ، فكانوا نحوا من ستّين ألفا ، ما بين فارس وراجل ، فتأهّب تاج الملوك بوري ، وطلب التّركمان والعرب ، وأنفق الخزائن. وأقبل الملاعين قاصدين دمشق ، فنزلوا على جسر الخشب والميدان في ذي القعدة من السّنة ، وبرز عسكر دمشق ، وجاءت التّركمان والعرب ، وعليهم الأمير مرّة (١) بن ربيعة ، وتعبّوا (٢) كراديس في عدّة جهات ، فلم يبرز أحد من الفرنج ، بل لزموا خيامهم ، فأقام النّاس أيّاما هكذا ، ثمّ وقع المصافّ ، فحمل المسلمون ، وثبت الفرنج ، فلم يزل عسكر الإسلام يكرّ عليهم ويفتك بهم إلى أن فشلوا وخذلوا. ثمّ ولّى كليام مقدّم شجعانهم في فريق من الخيّالة ، ووضع المسلمون فيهم السّيف ، وغودروا صرعى ، وغنم المسلمون غنيمة لا تحدّ ولا توصف ، وهرب جيش الفرنج في اللّيل ، وابتهج الخلق بهذا الفتح المبين (٣).
ومنهم من ذكر هذه الملحمة في سنة أربع كما يأتي ، وانفرجت الكربة من نصر الله تعالى ما لم يخطر ببال. وأمن النّاس ، وخرجوا إلى ضياعهم ، وتبدّلوا بالأمن بعد الخوف.
[قتل الباطنيّة بدمشق]
وفيها قتل من كان يرمى بمذهب الباطنيّة بدمشق ، وكان عددهم ستّة آلاف (٤)
__________________
(١) في الأصل : «سري» ، والمثبت عن : ذيل تاريخ دمشق ٢٢٥ ، والكواكب الدرّية ٩٦.
(٢) في الكواكب : «وتفرقوا».
(٣) انظر عن موقعة جسر الخشب في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨٢ (وتحقيق سويم) ٤٤ وفيه إن الأمير سيف الدين سوار كان ممن أوقع بالإفرنج ، فبعثت إليه أمدحه بالقصيدة التي أولها :
نأت من سليمى بعد قرب ديارها |
|
وأقوت مغانيها وشطّ مزارها |
وانظر : ذيل تاريخ دمشق ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٧ ، ٦٥٨ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٣٠ ، ١٣١ ، ودول الإسلام ٢ / ٤٦ ، الدرّة المضيّة ٥٠٣ ، والإعلام والتبيين ٢٥ ، والكواكب الدرّية ٩٦ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٩٣ ـ ٤٩٥.
(٤) المنتظم ١٠ / ١٣ (١٧ / ٢٥٤) ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٣ ، العبر ٤ / ٥٢ ، مرآة الجنان
[قتل الأسداباذي ببغداد]
وكان قد قتل ببغداد من مديدة إبراهيم الأسداباذيّ ، وهرب ابن أخيه بهرام إلى الشّام وأضلّ خلفاءه (١) واستغواهم ، ثمّ إنّ طغتكين ولّاه بانياس ، فكانت هذه من سيّئات طغتكين ، عفا الله عنه (٢).
[قتال الباطنيّة في وادي التّيم]
وأقام بهرام له بدمشق خليفة يدعو (٣) إلى مذهبه ، فكثر بدمشق أتباعه. وملك بهرام عدّة حصون من الجبال منها القدموس. وكان بوادي التّيم طوائف من الدّريّة والنّصيريّة والمجوس ، واسم كبيرهم الضّحّاك ، فسار إليهم بهرام وحاربهم ، فكبس الضّحّاك عسكر بهرام ، وقتل طائفة منهم ، ورجعوا إلى بانياس بأسوإ حال (٤).
[خيانة المزدقاني وقتله]
وكان المزدقانيّ (٥) وزير دمشق يعينهم ويقوّيهم. وأقام بدمشق أبا الوفاء ، فكثر أتباعه وقويت شوكته ، وصار حكمه في دمشق مثل حكم طغتكين. ثمّ إنّ المزدقانيّ راسل الفرنج ، لعنهم الله ، ليسلّم إليهم دمشق ، ويسلّموا إليه صور. وتواعدوا إلى يوم جمعة ، وقرّر المزدقانيّ مع الباطنيّة أن يحتاطوا ذلك اليوم بأبواب الجامع ، لا يمكّنون أحدا من الخروج ، ليجيء الفرنج ويملك دمشق. فبلغ ذلك تاج الملوك بوري ، فطلب المزدقانيّ وطمّنه ، وقتله وعلّق رأسه على باب القلعة ، وبذل السّيف في الباطنيّة ، فقتل منهم ستّة آلاف. وكان ذلك فتحا عظيما في الإسلام في يوم الجمعة نصف رمضان. فخاف الّذين ببانياس وذلّوا ،
__________________
(٣) / ٢٢٩ ، شذرات الذهب ٤ / ٦٦.
(١) في الأصل : «خلفائها».
(٢) العبر ٤ / ٥٢ ، ٥٣ ، شذرات الذهب ٤ / ٦٦.
(٣) في الأصل : «تدعو».
(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٦ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٧٩ وقد تقدّم هذا الخبر.
(٥) في نهاية الأرب : «المزدغاني» ، ومثله في : العبر ٤ / ٥٤.
وسلّموا بانياس إلى الفرنج ، وصاروا معهم ، وقاسوا ذلّا وهوانا (١).
[انكسار الفرنج]
وجاءت الفرنج ونازلت دمشق ، فجاء إلى بغداد في النّفير عبد الوهّاب الواعظ الحنبليّ ، ومعه جماعة من التّجّار ، وهمّوا بكسر المنبر ، فوعدوا بأن ينفّذ إلى السّلطان في ذلك. وتناخى عسكر دمشق والعرب والتّركمان ، فكبسوا الفرنج ، وثبت الفريقان ، ونصر الله دينه فقتل من الفرنج خلق ، وأسر منهم ثلاثمائة (٢) ، وراحوا بشرّ خيبة ، ولله الحمد.
__________________
(١) ذيل تاريخ دمشق ٢٢٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٧ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٨٠ ، دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، العبر ٤ / ٥٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٤ ، ٣٥ ، الدرّة المضيّة ٥٠٣ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٩ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٣ ، شذرات الذهب ٤ / ٦٧.
(٢) ذيل تاريخ دمشق ٢٢٥ ـ ٢٢٧ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٥٨ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٨٠ ، ٨١ ، دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، العبر / ٥٣ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٩.