شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٩
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ثنا عبد الله بن صندل ، ثنا فضيل بن عياض ، عن ميمون ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين : وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كلّ ستّ ليال (١).
وقال يحيى بن سعيد القطّان : ثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد قال : كان الأسود يجتهد في العبادة ، يصوم حتى يخضرّ ويصفرّ ، فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع؟ فقال : ما لي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمّني الحياء منه ممّا قد صنعت ، إنّ الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير ، فيعفو عنه ، فلا يزال مستحييا منه (٢).
في وفاته أقوال ، أحدها سنة خمس وسبعين.
١٣٩ ـ أسلم مولى عمر بن الخطّاب (٣) ع
العدويّ أبو زيد ، ويقال أبو خالد ، من سبي عين التمر. وقيل : حبشيّ. وقيل : من سبي اليمن. وقد اشتراه عمر بمكّة لمّا حجّ بالناس سنة
__________________
(١) حلية الأولياء ٢ / ١٠٣.
(٢) حلية الأولياء ٢ / ١٠٣.
(٣) انظر عن (أسلم مولى عمر) في : طبقات ابن سعد ٥ / ١٠ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٣ ، ٢٤ رقم ١٥٦٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٦ رقم ١١٤٢ ، وتاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام) ١٠ / ١٧٩ ، وطبقات خليفة ٢٣٥ ، وتاريخ خليفة ١١٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٢٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٦٣ رقم ٧٨ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٤٥ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٠٣ ب ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٩ ـ ١٢ ، وأسد الغابة ١ / ٧٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١١٧ ، ١١٨ رقم ٥٣ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٥٢٩ ـ ٥٣١ رقم ٤٠٧ ، والعبر ١ / ٩١ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٨ ـ ١٠٠ رقم ٣١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٢ رقم ١٨٤ ، والكاشف ١ / ٦٨ رقم ٣٤٤ ، وربيع الأبرار ٤ / ٨٧ ، والمعارف ١٨٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٥١٩ ، ودول الإسلام ١ / ٥٧ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦١ ، والإصابة ١ / ٣٨ رقم ١٣١ و ١ / ١٠٤ رقم ٤٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٦٦ رقم ٥٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٦٤ رقم ٤٦٥ ، وطبقات الحفاظ ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٨.
إحدى عشرة في خلافة الصّدّيق.
وقال الواقديّ : سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول : نحن قوم من الأشعريّين ، ولكنّا لا ننكر منّة عمر رضياللهعنه (١).
سمع : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاذا ، وأبا عبيدة ، وابن عمر ، وكعب الأحبار.
روى عنه : ابنه زيد ، والقاسم بن محمد ، ومسلم بن جندب ، ونافع مولى ابن عمر.
قال الزّهريّ ، عن القاسم ، عن أسلم قال : قدمنا الجابية مع عمر ، فأتينا بالطّلاء وهو مثل عقيد الرّبّ (٢).
وقال الواقديّ : حجّ عمر بالنّاس سنة إحدى عشرة ، فابتاع فيها أسلم (٣).
وقال الواقديّ أيضا : ثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : اشتراني عمر سنة اثنتي عشرة ، وهي السنة التي قدم فيها بالأشعث بن قيس أسيرا ، فأنا انظر إليه في الحديد يكلّم أبا بكر ، وهو يقول له : فعلت وفعلت ، حتّى كان آخر ذلك أسمع الأشعث يقول : يا خليفة رسول الله استبقني لحربك ، وزوّجني أختك ، فمنّ عليه أبو بكر وزوّجه أخته أمّ فروة ، فولدت له محمد بن الأشعث (٤).
وقال جويرية ، عن نافع : حدّثني أسلم مولى عمر الأسود الحبشيّ : والله وما أريد عيبه (٥).
وعن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : قال ابن عمر : يا أبا خالد ، إنّي أرى
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ ، طبقات ابن سعد ٥ / ١١.
(٢) قال المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء ٤ / ٩٨ : «هو الدّبس المرمّل» أي المعصود.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠.
(٥) في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ : «لا والله ما أريد غيبة بنيه».
أمير المؤمنين يلزمك لزوما لا يلزمه أحدا من أصحابك ، لا يخرج سفرا إلّا وأنت معه ، فأخبرني عنه ، قال : لم يكن أولى القوم بالظّلّ ، وكان يرحّل رواحلنا ويرحّل رحله وحده ، ولقد فزعنا ذات ليلة وقد رحّل رحالنا وهو يرحّل رحله ويرتجز :
لا يأخذ الليل عليك بالهم |
|
وألبسن (١) له القميص واعتم |
وكن شريك رافع (٢) وأسلم |
|
واخدم الأقوام حتّى تخدم (٣) |
رواه القعنبيّ ، عن يعقوب بن حمّاد ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه.
قال أبو عبيد : توفّي أسلم سنة ثمانين (٤).
١٤٠ ـ أميمة بنت رقيقة (٥) واسم أبيها عبد بن بجاد التّيميّ ، وهي بنت أخت خديجة بنت خويلد لأمّها.
عدادها في صحابيّات أهل المدينة.
روى عنها : ابنتها حكيمة ، وعبد الله بن عمرو ، ومحمد بن المنكدر ، وصرّح ابن المنكدر بأنّه سمع منها ، وبأنّها بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحديث في «الموطّأ» (٦).
__________________
(١) في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ١٣٨ وتهذيب تاريخ دمشق «البس» وما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء.
(٢) كذا في الأصل وطبعة القدسي وتهذيب تاريخ دمشق. وفي السير «نافع».
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٩ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٦٥.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٢.
(٥) انظر عن (أميمة بنت رقيقة) في : طبقات ابن سعد ٨ / ٢٥٥ ، وطبقات خليفة ٣٣٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٠ رقم ٢٢٧ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٥٦ ، والاستيعاب ٤ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٨ ، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) ٥٢ ـ ٦٠ رقم ١٦ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٣٨٩ رقم ٤٣١٩ ، ونسب قريش ٢٢٩ ، وأسد الغابة ٥ / ٤٠٧ ، والإكمال ١ / ٢٠٥ ، والكاشف ٣ / ٤٢١ رقم ١٠ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠١ رقم ٢٧٣١ ، والإصابة ٤ / ٢٤٠ رقم ٩٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٨٩.
(٦) أخرجه في باب «ما جاء في البيعة» رقم ١٧٩٩ ـ ص ٦٩٦ عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت : =
١٤١ ـ أوس بن ضمعج (١) ـ م ٤ ـ الكوفي العابد
ثقة كبير مخضرم.
روى عن : سلمان الفارسيّ ، وأبي مسعود البدريّ الأنصاريّ ، وعائشة.
روى عنه : إسماعيل بن رجاء ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السّدّيّ ، وإسماعيل بن أبي خالد.
توفّي سنة ثلاث أو أربع وسبعين (٢).
__________________
= أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نسوة بايعنه على الإسلام فقلن : يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فيما استطعتنّ وأطقتنّ». قالت : فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ، هلمّ نبايعك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني لا أصافح النساء ، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» ، أو مثل قولي لامرأة واحدة.
والحديث أيضا في : سنن الترمذي ٥ / ٣٢٢ ، في كتاب ما جاء في بيعة النساء ، وسنن النسائي ٧ / ١٤٩ في كتاب بيعة النساء.
(١) انظر عن (أوس بن ضمعج) في :
طبقات ابن سعد ٥ / ٥١٠ ، وطبقات خليفة ١٤٦ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ ، وتاريخ الثقات ٧٤ رقم ١٢١ ، وتاريخ البخاري ٢ / ١٧ ، ١٨ رقم ١٥٤٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٤ رقم ١١٣٠ ، والثقات لابن حبان ٤ / ٤٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ رقم ٥٧٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٣ رقم ٧٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٦٥٥ ، وأسد الغابة ١ / ١٤٧ ، والكاشف ١ / ٨٩ رقم ٤٩٤ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٤٨ رقم ٤٣٩٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٩٧.
(٢) سيذكره المؤلّف أيضا في أهل الطبقة العاشرة.
[حرف الباء]
١٤٢ ـ بجالة بن عبدة التّميميّ (١) ـ خ د ت ن ـ البصريّ. كاتب جزء بن معاوية ، عمّ الأحنف بن قيس (٢).
روى عن : عبد الرحمن بن عوف ، وابن عبّاس ، وقال : جاءنا كتاب عمر رضيّ الله عنه.
روى عنه : الزّبير بن الخرّيت ، ويعلى بن حكيم ، وطالب ابن السّميدع.
ووفد على يزيد بن معاوية.
١٤٣ ـ البراء بن عازب (٣) ع
ابن الحارث أبو عمارة الأنصاريّ الحارثيّ المدنيّ ، نزيل الكوفة.
__________________
(١) انظر عن (بجالة بن عبدة) في :
طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٠ ، وطبقات خليفة ١٩٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٤٦ رقم ١٩٩٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥١١ ، والعلل لأحمد ٣١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٣٧ رقم ١٧٣٧ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٨٣ ، والمؤتلف لعبد الغني بن سعيد ٨٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦٣ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٨ ، ٩ رقم ٦٣٧ ، والكاشف ١ / ١٤٩ ، والإصابة ١ / ١٧٠ رقم ٧٦١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤١٧ ، ٤١٨ رقم ٧٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٣ رقم ٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٧٧ رقم ٤٥١٣.
(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٠.
(٣) انظر عن (البراء بن عازب) في :
طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٤ و ٦ / ١٧ ، والمثلّث لابن السيد البطليوسي ١ / ٣٦٨ ، والمغازي للواقدي ٢١ و ٢١٦ و ٤٤٩ و ٤٥٣ و ٥٨٩ و ٩٠٢ ، والزهد لابن المبارك ٤٣٠ ـ ٤٣٣ رقم =
صحب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وروى عنه ، وعن أبي بكر ، وغيره.
روى عنه : أبو جحيفة السّوائيّ ، وعبد الله بن يزيد الخطميّ ، الصّحابيّان ، وعديّ بن ثابت ، وسعد بن عبيدة ، وأبو عمر زاذان (١) ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وآخرون.
واستصغر يوم بدر ، وشهد غير غزوة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
أبو إسحاق ، عن البراء : استصغرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر فردّني ،
__________________
١٢١٩ و ٤٧٧ و ٥١١ ، والتاريخ الصغير ١٦ و ٨٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١١٧ رقم ١٨٨٨ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ٢٦٣ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٣ / ٢٩ و ٢٥٨ ، وتاريخ الثقات ٧٩ رقم ١٤٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٥ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٩٩ رقم ١٥٦٦ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ١٩٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٦٤ و ٦٣٣ و ٦٤٥ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦٢٢ و ٦٢٣ و ٦٢٥ و ٦٢٦ و ٦٢٨ ـ ٦٣١ و ٣ / ٧٨ ـ ٨١ (وانظر فهرس الأعلام) ٣ / ٤٦١ ، وطبقات الفقهاء ٥٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٥ ، وتاريخ خليفة ١٣٢ و ١٥٧ و ٢٦٨ ، وطبقات خليفة ٨٠ و ١٣٥ و ١٩٠ ، والعلل لأحمد ٣٧ و ١١٦ و ٢٩٣ و ٤٠٩ ، ومسند أحمد ٤ / ٢٨٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨١ رقم ١٤ ، وتاريخ واسط لبحشل ١٠٣ و ١١٥ و ١٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ ، وفتوح البلدان ٣٩٠ و ٣٩٤ ، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٣٧٤ ، ٣٧٧ ، وربيع الأبرار ١ / ٤٥١ و ٤ / ٤٥ و ٢٠٤ ، والمعارف ٣٢٦ و ٥٨٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٢٧٢ ، والعقد الفريد ٥ / ٢٨٢ و ٦ / ١٤٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٢٤ ، والمغازي للواقدي ٢١ و ٢١٦ و ٤٤٩ و ٤٥٣ و ٥٨٩ و ٩٠٢ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٣٦ و ٥ / ٢٧٣ ، وأخبار القضاة ١ / ٣٨ و ٢ / ٢٩٨ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٤ ، والاستيعاب ١ / ٥٥ ـ ١٥٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦١ ، وأسد الغابة ١ / ١٧١ ، ١٧٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ١٣٢ ، ١٣٣ رقم ٨٠ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٣٤ ـ ٣٧ رقم ٦٥٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١٣ ـ ٦٨ رقم ٣٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٤١ ، والكنى والأسماء ١ / ٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم ١٥ ، والكاشف ١ / ٩٨ رقم ٥٥٣ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٥ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٠٤ ، ١٠٥ رقم ٤٥٦٠ ، والنكت الظراف ٢ / ١٧ ـ ٦١ ، والإصابة ١ / ١٤٢ رقم ٦١٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٥ ، ٤٢٦ رقم ٧٨٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٤ رقم ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٦٣ و ٧٧.
(١) في الأصل «ذادان».
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٧.
وغزوت معه خمس عشرة غزوة ، وما قدم علينا المدينة حتّى قرأت سورا من المفصّل (١).
شعبة ، وجماعة ، عن أبي السّفر ، رأيت على البراء خاتم ذهب (٢).
وقال البراء : كنت أنا وابن عمر لدة (٣).
توفّي سنة اثنتين وسبعين ، وقيل : سنة إحدى وسبعين.
١٤٤ ـ بسر بن أبي أرطاة (٤) د ت ن
عمير بن عويمر (٥) بن عمران ، ويقال : بسر بن أرطاة ، أبو عبد الرحمن
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٨.
(٢) ابن سعد ٤ / ٣٦٨.
(٣) ابن سعد ٤ / ٣٦٨.
(٤) انظر عن (بسر بن أبي أرطاة) في :
المحبّر ٢٩٣ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ، والأخبار الطوال ١٥٩ و ١٦٧ و ١٧٢ و ١٩٦ ، والمعارف ١٢٢ ، وفتوح البلدان ١٣٢ و ٢٦٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٩٢ ، و ٥٠٥ و ٣ / ٦٠ و ٤ ق ١ / ٣١ و ١٨٩ ، و ١٩٠ و ٥٢٩ و ٥ / ٤٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٦ و ١٩٧ ـ ١٩٩ و ٢٤٠ ، والولاة والقضاة ١٥ و ١٧ و ١٨ و ٢١ و ٢٧ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣٠٤ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٣٦٤ ، والأغاني ١٦ / ٢٠٠ وما بعدها ، ومروج الذهب ١٨١٢ و ١٨١٣ ، وبلاغات النساء ٣٥ ، والحلّة السيراء ٢ / ٣٢٤ و ٣٣٥ ، والعقد الفريد ٢ / ١٠٣ و ٤ / ٣٦٥ ، والخراج وصناعة الكتابة ٢٨٧ و ٣٤٣ و ٣٤٥ ، ومسند أحمد ٤ / ١٨١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٨ ، وتاريخ خليفة ١٤٢ و ١٩٥ و ١٩٨ و ٢٠٠ و ٢٠٦ و ٢١٨ و ٢٩٢ ، وطبقات خليفة ٢٧ و ١٤٠ و ٣٠٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٩ رقم ٣٣٥ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٢٣ رقم ١٩١٢ ، والتاريخ الصغير ٤٨ و ٦١ ، وتاريخ أبي زرعة ٢٢٦ و ٣٧٦ و ٦٩٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ رقم ١٦٧٨ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٣٦ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٨ ، وطبقات علماء إفريقية لأبي العرب القيرواني ٦٨ و ٧٦ ، والاستيعاب ١ / ١٥٧ ـ ١٦٦ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٠٧ و ٤ / ٥٥٣ و ٥ / ٩٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٥٥ و ١٦٧ ـ ١٦٩ و ١٧٦ و ١٨١ و ٢١٢ و ٢٣٤ و ٢٥٣ و ٢٨٧ و ٣٣٥ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٧٨ و ٣ / ١٩ و ٣٠٧ و ٣٠٩ و ٣١٩ و ٣٢٨ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٩١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٨ ، وأسد الغابة ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٩ ـ ٤١١ رقم ٦٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٠٩ رقم ١١٦٨ ، والكاشف ١ / ٩٩ رقم ٥٦٥ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٥٩ ـ ٦٩ رقم ٦٦٥ ، ونسب قريش ٤٣٩ ، وجمهرة أنساب العرب ١٧٠ ، وتاريخ بغداد ١ / ٢١٠ ، و ٢١١ رقم ٤٩ ، والكامل في =
(٥) في الأصل «عريم».
العامريّ القرشيّ ، نزيل دمشق.
روى عن : النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حديثين ، وهما «اللهمّ أحسن عاقبتنا» (١).
وحديث : «لا تقطع الأيدي في الغزو» (٢).
روى عنه جنادة بن أبي أميّة ، وأيّوب بن ميسرة ، وأبو راشد الحبرانيّ ، وغيرهم.
قال الواقديّ : ولد قبل موت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بسنتين.
وقال ابن يونس المصريّ : كان صحابيّا شهد فتح مصر ، وله بها دار وحمّام ، وكان من شيعة معاوية ، وولي الحجاز واليمن له ، ففعل أفعالا قبيحة ، وشوّش في آخر أيّامه (٣).
قلت : وكان أميرا سريّا بطلا شجاعا فاتكا ، ساق ابن عساكر أخباره في
__________________
= التاريخ ٣ / ٣٨٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٢٩ ـ ١٣٣ رقم ٤٥٩٠ ، ونهج البلاغة ١ / ١١٦ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ٩٥ ، ٩٦ رقم ٣٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٣٥ ، ٤٣٦ رقم ٨٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٦ رقم ٣٢ ، والإصابة ١ / ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٦٤٢ ، والعقد الثمين ٣ / ٣٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٧ ، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) ١٣ و ٦١ و ٦٦ و ٦٧ و ٧١.
(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٨١ من طريق : هيثم بن خارجة ، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت أبي يحدّث عن بسر بن أرطاة القرشي ، يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو : «اللهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة».
والحديث عند ابن حبّان (٢٤٢٤) و (٢٤٢٥) حيث وثّق أيوب بن ميسرة ، وفي المعجم الكبير (١١٩٦) و (١١٩٨) وفي المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٩١ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٤ / ٦٠ ، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء ٢ / ٤٣٨ من عدّة طرق.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٨١ بلفظ : «نهانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن القطع في الغزو» ، وأخرجه أبو داود في الحدود (٤٤٠٨) باب : في الرجل يسرق في الغزو أيقطع؟ وهو من طريق : ابن وهب ، عن حيوة بن شريح ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن شييم بن بيتان ، ويزيد بن صبح الأصبحي ، عن جنادة بن أبي أميّة ، عن بسر بن أرطاة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا تقطع الأيدي في السفر». وسنده صحيح. وأخرجه الترمذي (١٤٥٠) في الحدود ، والنسائي في السارق ٨ / ٩١ ، والطبراني في المعجم الكبير (١١٩٥) ، والمناوي في فيض القدير ٦ / ٤١٧ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣.
(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣.
تاريخه (١) ، فمن أخبث أخباره التي ما عملها الحجّاج ، على أنّ الصّحيح أنّ بسرا لا صحبة له.
قال الواقديّ ، وأحمد بن حنبل ، وابن معين : لم يسمع من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، لأنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم توفّي وبسر صغير (٢).
قال موسى بن عبيدة : ثنا زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة ، عن أبي الزّيّات ، وآخر ، سمعا أبا ذرّ يتعوّذ من يوم العورة ، قال زيد : فقتل عثمان ، ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن ، فسبى نساء مسلمات ، فأقمن في السّوق (٣).
وقال ابن إسحاق : قتل بسر : عبد الرحمن ، وقثم ولدي عبيد الله بن عباس باليمن (٤).
وروى ابن سعد ، عن الواقديّ ، عن داود بن جسرة ، عن عطاء بن أبي مروان قال : بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى الحجاز واليمن يقتل من كان في طاعة عليّ ، فأقام بالمدينة شهرا لا يقال له : هذا ممّن أعان على قتل عثمان ، إلّا قتله (٥).
وكان عبيد الله على اليمن ، فمضى بسر إليها فقتل ولدي عبيد الله ، وقتل عمرو بن أراكة الثقفيّ ، وقتل من همدان أكثر من مائتين ، وقتل من الأبناء طائفة. وذلك بعد قتل عليّ ، وبقي إلى خلافة عبد الملك (٦).
ويروى عن الشّعبيّ أنّ بسرا هدم بالمدينة دورا كثيرة ، وصعد المنبر وصاح : يا دينار ، شيخ سمح عهدته ها هنا بالأمس ، ما فعل ـ يعني عثمان ـ يا أهل المدينة لو لا عهد أمير المؤمنين ما تركت بها محتلما إلا قتلته ، ثم مضى
__________________
(١) انظر التهذيب ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٨.
(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦ و ٢٢٧.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦.
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٥.
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٥.
إلى اليمن فقتل بها ابني عبيد الله بن عباس ، صبيّين مليحين ، فهامت أمّهما بهما (١).
قلت : وقالت فيهما أبياتا سائرة ، وبقيت تقف للناس مكشوفة الوجه ، وتنشد في الموسم ، منها :
ها من أحسّ بابنيّ اللّذين هما |
|
كالدّرّتين تجلّى عنهما الصّدف (٢) |
١٤٥ ـ بشر بن مروان (٣)
ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة القرشيّ الأمويّ.
كان سمحا جوادا ممدّحا. ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك. وله دار بدمشق عند عقبة الكتّان (٤) ، وجمع له أخوه إمرة العراقين.
فعن الضّحّاك العتّابيّ قال : خرج أيمن بن خريم إلى بشر بن مروان ،
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦.
(٢) البيت من جملة أبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٦٦.
(٣) انظر عن (بشر بن مروان) في :
المحبّر ٤٤٣ و ٤٤٥ ، والمعارف ٣٥٤ و ٣٥٥ و ٤٥٨ و ٥٧١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٠ و ٢١٣ و ٤ ق ١ / ١٦٧ و ٤٤٤ و ٤٤٩ و ٤٥٥ و ٤٦٥ ـ ٤٦٧ و ٤٧٣ و ٤٧٤ و ٥ / (انظر فهرس الأعلام) ٣٨٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٠٢ و ٣ / ١٨٥ و ٢٧٩ و ٣٩٧ ، والولاة والقضاة ٤٧ و ٦٠ ، والأخبار الطوال ٣١٠ ، وتاريخ خليفة ٢٦٨ و ٢٧١ و ٢٧٣ و ٢٩٣ و ٢٩٤ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٥٣٩ و ٦ / ١٦٤ و ١٦٩ و ١٧١ و ١٧٣ و ١٧٨ و ١٩٣ ـ ١٩٧ و ٢٠١ و ٢٠٢ و ٢١٠ و ٢٥٩ و ٣٠٦ ، وجمهرة أنساب العرب ١٠٦ ، ١٠٧ ، والبرصان والعرجان ٨٨ و ٨٩ و ٩٩ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١٢٤ و ٢٨٦ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٤٥ و ٣٦٨ ، والعقد الفريد ٤ / ١١٩ و ٤٢٨ و ٦ / ١٤ ، وعين الأدب والسياسة ١٧٨ و ١٧٩ ، والمستجاد ٢٦ ـ ٣٢ ، والتعليقات والنوادر ٢ / ٢٠٨ رقم ٩٤٢ ، ولباب الآداب ١٩ ، ٢٠ ، وتاريخ العظيمي ١٩٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٨٨ ، والأخبار الموفقيات ٥١٠ و ٥٢٦ و ٥٢٩ ، والعبر ١ / ٨٦ ، والبداية والنهاية ٩ / ٧ ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٦ ، وفوات الوفيات ١ / ١٦٨ و ٣٩٠ و ٣٩٢ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٢ ، ١٥٣ رقم ٤٦١٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٦ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٩١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١١٧ ، ومعجم بني أمية ١٨ ، ١٩ رقم ٤٤ ، ومروج الذهب ٢٠١٦ ـ ٢٠٢٠ ، ودول الإسلام ١ / ٥٥ ، والحلة السيراء ٤٤ ، والأغاني ١ / ١٣٢ و ٢ / ١٢٢ و ١٥٦ و ٥ / ١٥٨.
(٤) انظر عنها : البداية والنهاية ١٤ / ٢٢١ ، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي ٢ / ٢٣٧ ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١ «عقبة الصوف».
فقدم فرأى الناس يدخلون عليه بلا استئذان ، فقال : من يؤذن الأمير بنا؟ قالوا : ليس عليه حجاب ، فأنشأ يقول :
يرى بارزا للناس بشر كأنّه |
|
إذا لاح في أثوابه قمر بدر |
بعيد مرآة العين مارد طرفه |
|
حذار الغواشي رجع باب ولا ستر |
ولو شاء بشر أغلق الباب دونه |
|
طماطم سود أو صقالبة حمر |
ولكنّ بشرا يسّر الباب للّتي |
|
يكون له في جنبها الحمد والشّكر (١) |
فقال : تحتجب الحرم ، وأجزل صلته.
وقال أبو مسهر : ثنا الحكم بن هشام قال : ولّى عبد الملك أخاه بشرا على العراقين ، فكتب إليه حين وصله الخبر : يا أمير المؤمنين إنّك قد شغلت إحدى يديّ ، وهي اليسرى ، وبقيت الأخرى فارغة. فكتب إليه بولاية الحجاز واليمن ، فما بلغه الكتاب حتّى وقعت القرحة في يمينه ، فقيل له : نقطعها من مفصل الكفّ ، فجزع ، فما أمسى حتّى بلغت المرفق ، ثم أصبح وقد بلغت الكتف ، وأمسى وقد خالطت الجوف ، فكتب إليه : أمّا بعد ، فإنّي كتبت إليك يا أمير المؤمنين ، وأنا في أول يوم من أيام الآخرة ، قال : فجزع عليه عبد الملك ، وأمر الشعراء فرثوه (٢). وقال عليّ بن زيد بن جدعان : قال الحسن : قدم علينا بشر بن مروان البصرة وهو أبيض بضّ ، أخو خليفة ، وابن خليفة ، فأتيت داره ، فلمّا نظر إلى الحاجب قال : من أنت؟ قلت : الحسن البصريّ. قال : ادخل ، وإيّاك أن تطيل الحديث ولا تمله ، فدخلت فإذا هو على سرير عليه فرش قد كاد أن يغوص فيها ، ورجل متّكئ على سيفه قائم على رأسه ، فسلّمت ، فقال : من أنت؟ قلت : الحسن البصريّ. فأجلسني ، ثم قال : ما تقول في زكاة أموالنا ، ندفعها إلى السلطان أم إلى الفقراء؟ قلت : أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك ، فتبسّم ، ثمّ رفع رأسه إلى الّذي على رأسه ، فقال : لشيء ما يسود من سوّد ، ثمّ عدت إليه من العشيّ ، وإذا هو قد انحدر من سريره إلى أسفل وهو يتململ ، والأطبّاء حوله ، ثم عدت من الغد والنّاعية
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥٥ ، ٢٥٦.
تنعاه ، والدّوابّ قد جزّوا نواصيها. ودفن في جانب الصّحراء. ووقف الفرزدق على قبره ورثاه بأبيات ، فما بقي أحد إلّا بكى (١).
قال خليفة (٢) : مات سنة خمس وسبعين ، وهو أول أمير مات بالبصرة.
توفّي وعمره نيّف وأربعون سنة.
__________________
(١) الخبر وأبيات الفرزدق في : تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥٤.
(٢) في تاريخه ٢٧٣.
[حرف التاء]
١٤٦ ـ توبة بن الحميّر (١)
صاحب ليلى الأخيليّة (٢) ، أحد المتيّمين.
وكان لا يرى ليلى إلّا متبرقعة ، وكان يشنّ الغارة على بني الحارث بن كعب ، وكانت بين أرض بني عقيل وبين مهرة ، فكمنوا له وقتلوه ، فرثته ليلى الأخيليّة بأبيات (٣).
ومن شعره قوله :
فإن تمنعوا ليلى وحسن حديثها |
|
فلن تمنعوا منّي البكا والقوافيا |
__________________
(١) انظر عن (توبة بن الحميّر) في :
الأخبار الموفقيات ٥٠١ ، ٥٠٢ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٤٣ ، والمعارف ٩٠ ، والشعر والشعراء ٣٠٦ ـ ٣٥٨ و ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ، والمؤتلف والمختلف للآمدي ٦٨ و ٩٣ ، وسمط اللآلي ١١٩ ، ١٢٠ ، و ٢٨١ ـ ٢٨٣ ، والاشتقاق لابن دريد ١٨١ ، والأغاني ١١ / ٢٠٤ ـ ٢٥٠ ، ومروج الذهب ٢٠٨٢ و ٢٠٨٣ ، وحياة الحيوان للدميري ٢ / ٢٩٩ ، وحماسة البحتري ٤٢٣ ـ ٤٢٦ ، وحماسة أبي تمام ٢ / ١٠٢ ، و ١٢٥ ، والتعليقات والنوادر ٢ / ٢٥٠ رقم ١٠٣٢ ، وأشعار النساء للمرزباني ١٦٤ ، والتبريزي ٤ / ٧٦ ، وشرح شواهد المغني ٧٠ ، وأمالي القالي ١ / ٨٧ و ١٣٠ و ١٦٦ و ١٩٧ وأمالي المرتضى ١٢٦ و ٣٦٣ و ٢ / ٥٧ ، ورغبة الآمل ٥ / ٢١٥ و ٢٢١ و ٨ / ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٤ ، والمنازل والديار ٢ / ١٦٦ ، والتذكرة السعدية ٣٠٣ ، والتذكرة الفخرية ٨٦ ، وفوات الوفيات ١ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣١ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٣٦ ـ ٤٣٨ رقم ٤٩٢٩ ، وأسماء المغتالين ٢٥٠.
(٢) ستأتي ترجمتها في (حرف اللام) من هذا الجزء.
(٣) انظر رثاء ليلى فيه في : الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٣٧.
فهلّا منعتم إذ منعتم كلامها |
|
خيالا يمسينا على النّأي هاديا |
لعمري لقد أسهرتني يا حمامة |
|
العقيق وقد أبكيت من كان باكيا |
ذكرتك بالغور التّهاميّ فأصعدت |
|
شجون الهوى حتّى بلغن التّراقيا |
وله شعر سائر جيّد.
ذكر ترجمته ابن الجوزي (١) تقريبا في حدود سنة ستّ وسبعين.
__________________
(١) في الأجزاء التي لم تنشر بعد من كتاب «المنتظم في أخبار الملوك والأمم».
[حرف الثاء]
١٤٧ ـ ثابت بن الضّحّاك (١) ـ ع ـ بن خليفة ، أبو زيد الأنصاريّ الأشهليّ.
قال ابن سعد : توفّي في فتنة ابن الزّبير ، وكان له ثمان سنين أو نحوها عند وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه أبو قلابة الجرميّ في الحلف بملّة سوى الإسلام (٢).
__________________
(١) انظر عن (ثابت بن الضّحّاك) في :
المغازي للواقدي ٤٤٨ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٢٣١ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٣ رقم ٤٤٩ ، وتاريخ أبي زرعة ٢ / ٦٨٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٢ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٣ ، والاستيعاب ١ / ١٩٧ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٦٥ رقم ٢٠٧٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٥٣ رقم ١٨٢٦ ، وأسد الغابة ١ / ٢٢٥ ، والكاشف ١ / ١١٦ رقم ٦٩٥ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ رقم ٨٢٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٢ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٤٤ ، والمعجم الكبير ٢ / ٧٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٨ ، ٩ رقم ١١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١١٩ ـ ١٢١ رقم ٤٩ ، والإصابة ١ / ١٩٣ ، ١٩٤ رقم ٨٩٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٦.
وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف بين مصادر ترجمته : طبقات خليفة (٧٨ و ٩٩) فوهم في ذلك لأن ثابت في الطبقات غير هذا ، فليراجع. (انظر تهذيب الكمال بتحقيقه ـ ج ٤ / ٣٥٩).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٧٢ رقم (١٣٢٥) من طريق أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك وكانت له صحبة ، قال حمّاد : ولو قلت إنه مرفوع لم أبال قال : «من حلف بملّة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال».
وأخرجه من طريق أبي قلابة ، عن ثابت ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم بلفظ : «من حلف بملّة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ، ومن قتل نفسه بشيء عذّب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله». (رقم (١٣٢٦) وانظر رقم (١٣٢٧) و (١٣٢٩) و (١٣٣٠) و (١٣٣١) و (١٣٣٢) و (١٣٣٣) و (١٣٣٤) و (١٣٣٥) و (١٣٣٦) و (١٣٣٧) و (١٣٣٨) و (١٣٣٩).
وفي البخاري : عن أبي قلابة ، أنّ ثابت بن الضّحّاك أخبره أنه بايع تحت الشجرة. رواه البخاريّ (١) بإسناد نازل.
وهذا يدلّ على أنّ ابن سعد غلط في عمره كما ترى (٢).
__________________
(١) في كتاب المغازي ، باب غزوة الحديبيّة وقول الله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) ـ ج ٥ / ٦٦ قال : حدّثنا إسحاق ، حدّثنا يحيى بن صالح ، حدّثنا معاوية هو ابن سلّام ، عن يحيى ، عن أبي قلابة. وذكر الحديث.
(٢) ترجمة (ثابت بن الضّحّاك) غير موجودة في طبقات ابن سعد المطبوع.
[حرف الجيم]
١٤٨ ـ جابر بن عبد الله (١) ع
ابن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ
__________________
(١) انظر عن (جابر بن عبد الله) في :
مسند أحمد ٣ / ٢٩٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٤ ، ٧٥ ، والأخبار الموفقيات ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، والأخبار الطوال ٣١٦ و ٣٢٩ ، والطبقات لابن سعد ٣ / ٥٧٤ ، وتاريخ خليفة ٧٣ و ٣٦٥ ، وطبقات خليفة ١٠٢ ، والعلل لأحمد ١ / ٧ و ١١٣ و ١٣٣ و ٢٩١ و ٢٩٢ ، والتاريخ الصغير ٩٣ و ٩٥ و ٩٧ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٠٧ رقم ٢٢٠٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٩٣ رقم ١٩٥ ، والثقات لابن حبّان ٥٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٢٥ ، والمعارف ١٦٢ و ٣٠٧ و ٥٥٧ ، والزاهر للأنباري ١ / ١٦٣ و ٢١٧ ، وعيون الأخبار ١ / ١١٢ و ٣٠٢ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٧ ، وربيع الأبرار ١ / ٢٤٧ و ٤ / ٢٨ و ٢٠٢ و ٢٠٤ و ٣٣٩ و ٣٧٤ و ٤٣٧ و ٤٦٥ ، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٦٢٦ و ٣ / ٣٢٨ و ٤ ق ١ / ٣٤٩ و ٥٥١ و ٥٥٦ و ٥ / ١٥١ و ١٥٥ و ١٨٨ و ١٨٩ و ٣٥٦ و ٣٥٧ ، والمحبّر ٤٠٤ و ٤١٣ و ٤١٥ ، والسير والمغازي ٢٧٨ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١١٤٨ ، وأخبار القضاة ١ / ٣٤ و ٦٠ و ٢ / فهرس الأعلام ٤٦٩ و ٣ / ٢٤ و ٤٢ و ٤٦ و ٤٧ ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٤٧٦ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٩ و ٣٠٩ و ٤٦٠ و ٤٦٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٩٢ رقم ٢٠١٩ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٨٠ ، والاستيعاب ١ / ٢١٩ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٤ ـ ٥٦٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٧٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٦ ، والفصل لابن حزم ٤ / ١٥٢ ، وسيرة ابن هشام (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٣٣٢ و ٤ / ٣٣٦ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٢٠٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٨٩ ـ ٣٩٤ ، وأسد الغابة ١ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٤٢ ، ١٤٣ رقم ١٠٠ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٤٤٣ ـ ٤٥٤ رقم ٨٧١ ، والكاشف ١ / ١٢٢ رقم / ٧٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم / ٢ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٩ ـ ١٩٤ رقم ٣٨ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١٦٥ ـ ٤٠٢ رقم =
السّلميّ أبو عبد الله ، ويقال أبو عبد الرحمن ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبنو سلمة بطن من الخزرج.
روى الكثير عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وروى عن : أبي بكر ، وعمر ، ومعاذ ، وأبي عبيدة ، وخالد بن الوليد.
وقد روى عن أم كلثوم بنت الصّدّيق ، وهي تابعيّة.
روى عنه : سعيد بن المسيّب ، ومجاهد ، وعطاء ، وأبو سلمة ، وأبو جعفر ، والحسن بن محمد بن الحنفية ، وسالم بن أبي الجعد ، والشعبيّ وزيد بن أسلم ، وأبو الزّبير ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وسعيد بن مينا ، ومحارب بن دثار ، وخلق سواهم.
فعن جابر قال : كنت في الجيش الذين مع خالد بن الوليد الذين أمدّهم أبو عبيدة وهو يحاصر دمشق.
قال عروة ، وموسى بن عقبة : جابر بن عبد الله شهد العقبة.
وقال ابن سعد : شهد العقبة مع السبعين ، وكان أصغرهم ، وأراد شهود بدر ، فخلّفه أبوه على أخواته ، وكنّ تسعا ، وخلّفه يوم أحد فاستشهد يومئذ ، وكان أبوه عقبيّا بدريّا من النّقباء.
وقال الثوريّ ، عن جابر ـ يعني الجعفيّ ـ عن الشّعبيّ ، عن جابر قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة العقبة ، وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي الحجر (١).
وروي عن جابر قال : حملني خالي الجدّ بن قيس في السبعين الذين
__________________
= ٦٢ ، وجامع الأصول ٩ / ٨٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٨ ، ومروج الذهب ١٩٥٢ و ٢٠٣٠ ، والزيارات ٩٤ و ٢١٥ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٠٦ ، والعبر ١ / ٨٩ ، وتاريخ العظيمي ١٩١ ، والوفيات لابن قنفذ ٥١ ، وتدريب الراويّ للسيوطي ٢ / ٢١٧ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٦٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٧ ، ٢٨ رقم ٤٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٣ و ٤ / ٣٥٩ و ٤٤٧ ، ونكت الهميان ١٣٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٥٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٢ رقم ٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٤.
(١) المعجم الكبير ٢ / ١٨٢ رقم (١٧٤١).
وفدوا على رسول الله من الأنصار ، فخرج إلينا ومعه العبّاس.
وذكر البخاريّ ، عن عمرو ، عن جابر أنّه شهد العقبة.
وفي «مسند الحسن بن سفيان» : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : كنت أمتح لأصحابي الماء يوم بدر (١).
قال الواقديّ : هذا وهم من أهل العراق.
قلت : صدق ، فإنّ زكريا بن إسحاق روى عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : لم أشهد بدرا ولا أحدا ، منعني أبي فلمّا قتل لم أتخلّف عن غزوة. أخرجه مسلم (٢).
ابن لهيعة ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : شهدنا بيعة العقبة سبعون رجلا ، فوالينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والعبّاس يمسك بيده.
وقال عمرو بن دينار : سمعت جابرا يقول : كنّا يوم الحديبيّة ألفا وأربعمائة ، فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنتم اليوم خير أهل الأرض» (٣)
وقال أبو عبيدة الحدّاد عبد الواحد بن واصل : ثنا ليث بن كيسان ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لي : «هل تزوّجت»؟ قلت : نعم.
قال : «بكر أو ثيّب»؟ قلت : بل ثيّب قال : «فهلّا بكرا تضاحكها وتضاحكك»؟ ، قلت : «يا نبيّ الله إنّها وإنّها ، وإنّما أردت لتقوم على أخواتي ، قال : «أصبت أرشدك الله» (٤).
وبه عن جابر قال : استغفر لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرّة. صحّحه التّرمذي (٥).
__________________
(١) التاريخ الكبير ٢ / ٢٠٧ ، المستدرك ٣ / ٥٦٥.
(٢) رقم (١٨١٣).
(٣) أخرجه البخاري في المغازي ٥ / ٦٣ ، ومسلم في الإمارة (٧١ / ١٨٥٦).
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٠.
(٥) في مناقب جابر بن عبد الله ٥ / ٣٥٤ رقم (٣٩٤٢).
قلت : بغير جابر له طرق كثيرة (١).
وأخرج مسلم من حديث أبي الزّبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يصعد ثنيّة المرار ، فإنّه يحطّ عنه ما حطّ عن بني إسرائيل ، فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ، وتتابع (٢) الناس ، فقال : «كلّكم مغفور له إلّا صاحب الجمل الأحمر (٣)» ، فقلنا : تعال يستغفر لك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : والله لأن أجد ضالّتي أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم (٤).
وقال ابن المنكدر : سمعت جابرا يقول : عادني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجدني لا أعقل ، فتوضّأ وصبّ عليّ من وضوئه ، فعقلت (٥).
وقال هشام بن عروة : رأيت لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد يؤخذ عنه.
وقال ابن المنكدر : سمعت جابرا يقول : دخلت على الحجّاج فما سلّمت عليه.
وقال زيد بن أسلم : إنّ جابرا كفّ بصره.
وقال الواقديّ ، عن أبيّ بن عبّاس بن سهل ، عن أبيه قال : كنّا بمنى ، فجعلنا نخبر جابرا بما نرى من إظهار قطف الخزّ والوشي ، يعني السلطان وما يصنعون ، فقال : ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتّى لا أسمع من حديثهم شيئا ولا أبصره (٦).
__________________
(١) انظر عدّة روايات في : جامع الأصول ١ / ٥٠٩ ـ ٥١٧.
(٢) في صحيح مسلم «تتامّ».
(٣) هو : الجدّ بن قيس المنافق.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (١٢ / ٢٨٨٠). وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٢.
(٥) أخرجه البخاري في الوضوء ١ / ٥٦ ، ٥٧ ، وفي المرضى والطب ٧ / ١١ ، وفي الفرائض ٨ / ٣ ، والدارميّ في الوضوء ، باب ٥٦ ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٩٨.
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٣.