شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٩
وقال أبو الزبير المكّي : لما مات ابن عباس جاء طائر أبيض فدخل في أكفانه (١).
وروى عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير نحوه ، وزاد : فما رؤي بعد.
توفّي سنة ثمان وستين. قاله غير واحد ، وله نيّف وسبعون سنة.
روى الواقديّ أنّ ابن عباس عاش إحدى وسبعين سنة ، وقيل : اثنتين وسبعين سنة (٢).
وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن شعيب بن يسار قال : لما أدرج ابن عباس في كفنه دخل فيه طائر أبيض ، فما رئي حتى الساعة.
عفّان : ثنا حمّاد بن سلمة ، أنا يعلى بن عطاء ، عن بجير [بن] (٣) أبي عبيد ، أنّ ابن عباس مات بالطّائف ، فلما أخرج بنعشه ، جاء طائر عظيم أبيض من قبل وجّ (٤) حتى خالط أكفانه ، فلم يدر أين ذهب ، رضياللهعنه.
٥٥ ـ عبد الله بن عمرو بن العاص (٥)
ابن وائل بن هاشم ، أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، القرشي
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣ / ٥٤ ، المستدرك ٣ / ٥٤٣ وكانوا يرون أن الطائر هو علمه.
(٢) المنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٤ و ٥٢٥.
(٣) ساقطة من طبعة القدسي ٣٧.
(٤) وجّ : بالفتح ثم التشديد. الوجّ هو يوم الطائف. وسمّيت وجّا بوج بن عبد الحق من العمالقة ، وقيل من خزاعة. (معجم البلدان ٥ / ٣٦١).
(٥) انظر عن (عبد الله بن عمرو بن العاص) في : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٧٣ و ٤ / ٢٦١ ـ ٢٦٨ و ٧ / ٤٩٤ ، ونسب قريش ٤١١ ، والمحبّر ٢٩٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ١٣١ ، و ٢ / ٢٣٠ و ٤ / ١٣٦ و ٢٨٩ ، والبرصان والعرجان ٣٧ و ١٥٤ و ٢٨٦ و ٣٤٤ ، وعيون الأخبار ٢ / ٩٥ و ٣ / ٢١ و ٢٣ ، والمعارف ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٥٩٢ ، وتاريخ خليفة ١٥٩ و ١٩٥ و ٢١٨ ، وطبقات خليفة ٢٦ و ١٣٩ و ٢٩٩ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٥ رقم ٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٥١ ، والمغازي للواقدي ٢٠٣ و ٣١٣ و ٨٥٠ و ١٠٢١ و ١٠٤٢ و ١١١٤ ، ومسند أحمد ٢ / ١٥٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٦٨ و ١٦٩ و ٣١٣ ، و ٣ / ٥ ، =
السّهميّ من نجباء الصحابة وعلمائهم.
كتب عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الكثير ، وروى أيضا عن : أبيه ، وأبي بكر ، وعمر.
روى عنه : حفيده شعيب بن محمد بن عبد الله ، وسعيد بن المسيّب وعروة ، وطاوس ، وأبو سلمة ومجاهد ، وعكرمة ، وجبير بن نفير ، وعطاء ،
__________________
= وق ٤ ج ١ / ٦٠ و ٦٣ و ٩٥ و ١٢٦ و ١٢٧ و ٤٩٣ ، وفتوح البلدان ٦٥ و ١٦٥ و ١٦٦ و ٢٤٩ و ٢٦٤ و ٢٦٧ ، وأخبار القضاة ٣ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، والأخبار الطوال ١٥٧ و ١٧٢ و ١٩٦ ، وتاريخ الطبري ١ / ٧٦ و ١٤٢ و ٢٦٢ و ٤٠١ و ٢ / ٣٣٢ و ٣٣٣ و ٥٠١ و ٣ / ٨٦ و ٩٢ و ١٨٨ و ٤ / ١٠٩ و ١٤٤ و ٢٧٠ و ٣٥٧ و ٥٥٨ و ٥٦٠ و ٥٦٣ و ٥ / ٤١ و ١٦٦ و ١٨١ و ٢٢٩ و ٣٣٥ و ٣٨٧ و ٤٧٦ ، والعقد الفريد ٢ / ٢١٧ و ٣٧٥ و ٣٧٦ و ٤ / ٣٤١ ، والجرح والتعديل ٥ / ١١٦ رقم ٥٢٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٥ رقم ٣٧٧ ، وحلية الأولياء ١ / ٢٨٣ ـ ٢٩٢ رقم ٤٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٧٠ رقم ٨٥٧ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢١٠ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٦٧٧ و ١٧٠٥ و ١٨١٦ ، وجمهرة أنساب العرب ١٦٣ ، وثمار القلوب ٨٨ ، والزيارات ٥١ ، والاستيعاب ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٦ ـ ٥٢٨ ، وطبقات الفقهاء ٥٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٩٩ ، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي عن نسخة موسكو) ٢٠٥ ـ ٢٧٢ ، وصفة الصفوة ١ / ٢٧٠ ـ ٢٧٣ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٣ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٧٨ و ١٣٦ و ٣ / ١٠٩ و ١٦٣ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٧٩ و ٣١١ و ٤١٣ و ٤٥٥ و ٤ / ٢١٠ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٦٥ و ٧ / ٢١٥ ، والزاهر للأنباري ١ / ٥٢٢ و ٥٥٦ ، والحلّة السيراء لابن الأبّار ١ / ١٧ ـ ٢٠ رقم ٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٨١ ، ٢٨٢ رقم ٢٤٢ ، والزهد لابن المبارك ٤٦ و ١٣٠ و ٢ / ٢١٢ و ٢٤٥ و ٢٦٧ و ٢٨١ و ٤٢٦ و ٤٨٨ و ٥٢٢ و ٥٥٨ و ٥٦١ وانظر فهرس الأعلام أيضا (ن) ، وتهذيب الكمال ٧١٦ ، وتحفة الأشراف ٦ / ٢٧٨ ـ ٤٠٠ رقم ٣١٠ ، وتاريخ العظيمي ٧٧ ـ ١٧٩ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٤ ، ودول الإسلام ١ / ٥٠ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ٢١ و ٥٩٦ ، و (السيرة) ٥٤٥ ، (وعهد الخلفاء الراشدين) ٥٧ و ٣٦٧ و ٣٨٥ و ٤٠٦ و ٤٧٩ و ٥٧٨ ، والعبر ١ / ٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٧٩ ـ ٩٤ رقم ١٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٩ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٦ ـ ٥٢٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤١ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، والوفيات لابن قنفذ ٧٥ رقم ٦٥ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ رقم ٣١١ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٥٤ ، والعقد الثمين ٥ / ٢٢٣ ، وغاية النهاية ١ / ٤٣٩ رقم ١٨٣٥ ، والإصابة ٢ / ٣٥١ ، ٣٥٢ رقم ٤٨٤٧ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ رقم ٥٧٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٣٦ رقم ٥٠٢ ، والنكت الظراف ٦ / ٢٧٨ ـ ٣٩٩ ، والكاشف ٢ / ١٠١ رقم ٢٩١٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٥ رقم ١٦١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٣ ، وطبقات الحفاظ ١١٨ رقم ١٩ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٧١.
وابن أبي مليكة ، وأبو عبد الرحمن الحبلي (١) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وحميد بن عبد الرحمن ، وسالم بن أبي الجعد ، ووهب بن منبّه ، وخلق سواهم.
وأسلم قبل أبيه ، ولم يكن أصغر من أبيه إلّا باثنتي عشرة سنة ، وقيل : بإحدى عشرة سنة. وكان واسع العلم ، مجتهدا في العبادة ، عاقلا يلوم أباه على القيام مع معاوية بأدب وتؤدة.
قال قتادة : كان رجلا سمينا.
وقال عليّ بن زيد بن جدعان (٢) ، عن العريان (٣) بن الهيثم قال : وفدت مع أبي إلى يزيد ، فجاء رجل طوال ، أحمر ، عظيم البطن ، فقلت : من ذا؟ قيل : عبد الله بن عمرو (٤).
وقال ابن أبي مليكة : قال طلحة بن عبيد الله : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «نعم أهل البيت : عبد الله ، وأبو عبد الله ، وأمّ عبد الله» (٥).
وروي نحوه من حديث ابن لهيعة ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر.
وقال ابن جريج : سمعت ابن أبي مليكة يحدّث ، عن يحيى بن حكيم بن صفوان ، عن عبد الله بن عمرو قال : جمعت القرآن فقرأته كلّه في ليلة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقرأه في شهر» ، قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوّتي وشبابي ، فأبى (٦).
__________________
(١) مهمل في الأصل.
(٢) في الأصل «جذعان».
(٣) مهمل في الأصل.
(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٧ / ٤٩٥ ، تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) ٢١٩.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٦١ من طريق : وكيع ، حدثنا نافع بن عمر ، وعبد الجبار بن الورد ، بهذا الإسناد ، ورجاله ثقات ، لكنه منقطع ، لأن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة ، وأخرجه الترمذي (٣٨٤٥) مختصرا ، وذكره ابن عساكر ٢٢٠.
(٦) أخرجه البخاري في فضائل القرآن ٩ / ٨٤ ، ومسلم (١١٥٩ / ١٨٤) من طريق أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو رضياللهعنه قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقرأ القرآن في كل شهر» قال : قلت : إني أجد قوّة ، قال : «فاقرأه في عشرين ليلة» ، قال : قلت : إني أجد قوّة ، قال : «فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك».
وقال أحمد في : «مسندة» : ثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله المعافري (١) ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت كأنّ في أحد إصبعيّ سمنا ، وفي الأخرى عسلا ، وأنا ألعقهما ، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «تقرأ الكتابين : التوراة والفرقان» ، فكان يقرأهما (٢).
وعن شفيّ (٣) ، عن عبد الله قال : حفظت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألف مثل (٤).
وقال أبو قبيل : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم نكتب ما يقول (٥).
وقال ابن إسحاق وغيره : عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قلت : يا رسول الله أكتب ما أسمع منك في الرضا والغضب؟ قال : «نعم ، فإنّي لا أقول إلّا حقّا» (٦).
وقال أبو هريرة : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أكثر حديثا منّي ، إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنّه كان يكتب ، وكنت لا أكتب (٧).
وقال إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، عن مجاهد قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، فتناولت صحيفة تحت رأسه ، فتمنّع عليّ ، فقلت : تمنعني شيئا من كتبك! فقال : إنّ هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من
__________________
(١) في الأصل «الغافري» ، والتصحيح من الخلاصة.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٢٢ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٢٨٦ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (المصوّر) ٢٢٨.
(٣) بفاء ، مصغّرا ، هو ابن ماتع الأصبحي.
(٤) تاريخ دمشق ٢٣٠.
(٥) تاريخ دمشق ٢٣٠.
(٦) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٠٧ و ٢١٥ ، والرامهرمزيّ في المحدّث الفاضل رقم (٣١٦) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ٨٩ ، وأبو زرعة في تاريخه ١٥١٦ ، والخطيب في تقييد العلم ٧٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٣١ ، ٢٣٢ ، والحاكم في المستدرك ١ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، والدارميّ ١ / ١٢٥ ، وأبو داود (٣٦٤٦).
(٧) أخرجه البخاري في العلم ١ / ١٨٤ باب كتابة العلم ، والرامهرمزيّ في : المحدّث الفاصل ، رقم ٣٢٨ ، والخطيب في : تقييد العلم ٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٣٥.
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله ، وسلمت لي هذه الصحيفة والوهط ، لم أبال ما ضيّعت (١) الدنيا (٢).
الوهط : بستانه بالطائف.
وقال عيّاش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة ، أحبّ إليّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإنّ الأكثرين هم الأقلّون يوم القيامة ، إلّا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدّق يمينا وشمالا (٣).
وقال شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه قال : كنت أصنع الكحل لعبد الله بن عمرو ، وكان يطفئ السراج ثم يبكي ، حتى رسعت (٤) عيناه (٥).
وعن عبد الله بن عمرو قال : دخل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بيتي فقال : «ألم أخبر أنك تكلّفت قيام الليل وصيام النهار»؟ قلت : إنّي لأفعل. قال : «إنّ من حسبك أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام» ، وذكر الحديث (٦).
وقال خليفة (٧) : كان عبد الله على ميمنة معاوية بصفّين ، وقد ولّاه معاوية
__________________
(١) في طبعة القدسي ٣٨ «صنعت».
(٢) اختصره ابن سعد في الطبقات ٢ / ٧٣) و ٤ / ٢٦٢ ، وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر ٢٣٦.
(٣) حلية الأولياء ١ / ٢٨٨ ، تاريخ دمشق ٢٤١ ، ٢٤٢.
(٤) في الأصل «راسعت» ، والتصويب من تاج العروس ، حديث قال : رسعت عينه : التصقت أجفانها.
(٥) حلية الأولياء ١ / ٢٩٠ ، تاريخ دمشق ٢٤٣.
(٦)
أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٠٠ من طريق : عبد الوهاب بن عطاء. وتمامه : «فالحسنة بعشر أمثالها ، فكأنك قد صمت الدهر كله». قلت : يا رسول الله إني أجد قوّة ، وإني أحبّ أن تزيدني ، فقال : «فخمسة أيام». قلت : إني أجد قوّة. قال : «سبعة أيام». فجعل يستزيده ، ويزيده حتى بلغ النصف. وأن يصوم نصف الدهر : «إنّ لأهلك عليك حقّا ، وإنّ لعبدك عليك حقّا ، وإنّ لضيفك عليك حقّا» فكان بعد ما كبر وأسنّ يقول : ألا كنت قبلت رخصة النبي صلىاللهعليهوسلم أحبّ إليّ من أهلي ومالي.
ولهذا الحديث طرق مشهورة ، في الصحيحين وغيرهما.
(٧) في التاريخ ١٩٥.
الكوفة ، ثم عزله بالمغيرة بن شعبة.
وقال أحمد في «مسندة» : ثنا يزيد بن هارون ، ثنا العوّام ، حدّثني أسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خويلد قال : بينا أنا عند معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار ، كلّ واحد يقول : أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو : ليطب أحدكما به نفسا لصاحبه ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية» فقال معاوية : يا عمرو ألا تردّ عنّا مجنونك ، فما بالك معنا! قال : إنّ أبي شكاني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لي «أطع أباك ما دام حيّا» ، فأنا معكم ، ولست أقاتل (١).
وقال ابن أبي مليكة : قال ابن عمرو : ما لي ولصفّين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أنّي متّ قبلها بعشرين سنة ، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا رميت بسهم ، وذكر أنه كانت الراية بيده (٢).
وقال قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن سليمان بن الربيع قال : انطلقت في رهط من نسّاك أهل البصرة إلى مكة ، فقلنا : لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيحدّثنا ، فدللنا على عبد الله بن عمرو ، فأتينا منزله ، فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة ، فقلنا : على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله! قالوا : نعم ، هو ومواليه وأحبّاؤه ، فانطلقنا إلى البيت ، فإذا رجل أبيض الرأس واللحية ، بين بردين قطريّين ، عليه عمامة ، ليس عليه قميص (٣).
رواه حسين المعلّم ، عن ابن بريدة فقال ، عن سليمان بن ربيعة الغنوي.
قال غير واحد : إنه توفّي سنة خمس وستين ، وتوفّي بمصر على الصحيح (٤).
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ١٦٤ ، وتاريخ دمشق ٢٤٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٦ ، تاريخ دمشق ٢٥٧.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٧.
(٤) كتاب الولاة للكندي ٦٤٥.
وقيل : مات بالطائف. وقيل : مات بمكة. وقيل : مات بالشام.
٥٦ ـ عبد الله بن مسعدة الفزاريّ (١) ويقال : ابن مسعود ، ويدعى صاحب الجيوش ، لأنه كان أميرا على غزو الروم.
قال الطبراني : له صحبة.
وقال الحافظ ابن عساكر : له رؤية ، ونزل دمشق وبعثه يزيد مقدّما على جند دمشق في جملة مسلم بن عقبة إلى الحرّة ، ثم بايع مروان بالجابية.
وقال عبد الرزاق : ثنا ابن جريج ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن مسعدة أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم سها في صلاة ، وذكر الحديث.
وقيل : إنّ ابن مسعدة من سبي فزارة ، وهبه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لابنته فاطمة ، فأعتقته.
وقال عبّاد بن عبد الله بن الزبير : كان ابن مسعدة شديدا في قتال ابن الزبير ، فجرحه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، فما عاد للحرب حتى انصرفوا (٢).
٥٧ ـ عبد الله بن يزيد (٣) ع
ابن زيد بن حصن الأنصاري الأوسي الخطميّ (٤) ، أبو موسى ، شهد
__________________
(١) انظر عن (عبد الله بن مسعدة) في :
تاريخ خليفة ٢٠٩ ، والمغازي للواقدي ٥٦٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٤٩ وق ٤ ج ١ / ٣٠٨ و ٣٣٨ و ٣٤٢ و ٣٥١ و ٣٥٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦٤٣ و ٥ / ١٣٤ و ١٣٥ و ٢٨٧ و ٣٣٤ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٩١ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٠٤ رقم ٥١٤ ، والإصابة ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ رقم ٤٩٥٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٠ ، والاستيعاب ٢ / ٣٢٧.
(٢) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥١.
(٣) انظر عن (عبد الله بن زيد) في :
مسند أحمد ٤ / ٣٠٧ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ١٨ ، وتاريخ خليفة ١٢٥ و ٢٥٩ ، والمعارف ٤٢٢ و ٤٥٠ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٢ ، ١٣ رقم ٢١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٦ و ٢١٧ =
(٤) في الأصل «الحطمي» ، والتصحيح من : اللباب ١ / ٣٧٩.
الحديبيّة وله سبع عشرة سنة.
وروى أحاديث عن : النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن حذيفة ، وزيد بن ثابت.
روى عنه : ابن بنته عديّ بن ثابت ، والشعبيّ ومحارب بن دثار ، وأبو إسحاق السبيعي ، وآخرون.
وكان من نبلاء الصحابة ، كان الشعبي كاتبه وشهد أبوه يزيد أحدا ، ومات قبل الفتح ، وشهد أبو موسى مع عليّ صفّين والنّهروان ، وولي إمرة الكوفة لابن الزبير ، فاستكتب الشعبيّ ، وذلك في سنة خمس وستّين ، ثم صرف بعبد الله بن مطيع.
مسعر ، عن ثابت بن عبيد قال : رأيت على عبد الله بن يزيد خاتما من ذهب ، وطيلسانا مدبّجا (١).
الواقدي : ثنا جحّاف بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، أنّ الفيل لما برك على أبي عبيد يوم الجسر فقتله ، هرب الناس ، فسبقهم عبد الله بن يزيد الخطميّ فقطع الجسر وقال : قاتلوا عن أميركم ، ثم قدم عبد الله بن يزيد فأسرع السير ، وأخبر عمر خبرهم.
__________________
= و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٣٤٨ ، و ٢ / ٣٦٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٨٣ رقم ٩١٠ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٢٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٥ رقم ٢٧٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ١٩٧ رقم ٩١٦ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٨ ، والمحبّر ٣٧٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٥٨ و ٥ / ٥٢٩ و ٥٦٠ و ٥٦١ و ٥٦٣ و ٥٨٠ و ٥٨٢ و ٥٨٦ و ٥٨٧ و ٥٩١ و ٦٠٦ و ٦٢٢ و ٦ / ٨ ـ ١٠ و ٣٤ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥٣ و ٤٠٠ ، والاستيعاب ٢ / ٣٩١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٤٤ و ١٦٣ و ١٦٤ و ١٧٢ و ١٧٤ و ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٢١١ و ٢١٢ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٧٤ ، وتهذيب الكمال ٧٥٥ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٨٤ ـ ١٨٦ رقم ٣٢٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٧ رقم ٣١١ ، والكاشف ٢ / ١٢٧ رقم ٣٠٩٤ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٧٧ ، ٦٧٨ رقم ٥٧٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٣٤ ، والنكت الظراف ٧ / ١٨٥ ، والإصابة ٢ / ٣٨٢ ، ٣٨٣ رقم ٥٠٣٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ١٥٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٦١ رقم ٧٤٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٧ ، ١٩٨ رقم ٤٠ ، وجامع التحصيل ٢٦٥ رقم ٤٠٥.
(١) المدبّج هو الّذي زيّنت أطرافه بالديباج. والخبر في فتح الباري ١٠ / ٢٦٧ ونسبه إلى ابن أبي شيبة.
٥٨ ـ عبد الله بن أبي أحمد (١)
ابن جحش بن رباب الأسدي ، اسم أبيه عبد.
أدرك النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عن : أبيه ، وعليّ ، وكعب الأحبار ، وغيرهم.
روى عنه : سعيد بن عبد الرحمن ، وحسين بن السائب ، وعبد الله بن الأشجّ.
ووفد على معاوية ، وكان سمحا جوادا ، وكان أبوه من المهاجرين.
قال الزبير بن بكّار : حدّثني محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز ، عن أبيه قال : قال عبد الله بن أبي أحمد : قدمت من عند معاوية بثلاثمائة ألف دينار ، فأقمت سنة ، وحاسبت قوّامي فوجدتني قد أنفقت مائة ألف دينار ، ليس بيدي منها إلّا رقيق وغنم وقصور ، ففزعت من ذلك ، فلقيت كعب الأحبار ، فذكرت ذلك له ، فقال : أين أنت من النخل.
قلت : هذا حديث منكر ، ويقوّي وهنه أنه يقول فيه : فلقيت كعبا ، وكعب قد مات في خلافة عثمان ، قبل أيام معاوية بسنين.
٥٩ ـ عبد الرحمن بن أزهر الزّهري (٢) ابن عمّ عبد الرحمن بن عوف.
__________________
(١) انظر عن (عبد الله بن أبي أحمد) في :
المحبّر ٦٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٣٦ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٤٩ رقم ٧٧٦ ، والجرح والتعديل ٥ / ٥ رقم ٢٤ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٦٢ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٣ ، ١٤٤ رقم ٢٤٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٠١ رقم ١٨٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٠.
(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن أزهر) في :
التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ رقم ٧٩٢ ، والتاريخ الصغير ٦٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢٨ رقم ١٤٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ رقم ٩٨٣ ، والمغازي للواقدي ٩٢٢ ، وطبقات خليفة ٩٦ ، ومسند أحمد ٤ / ٨٨ و ٣٥٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٨ و ١٤٢ رقم ٤٤٢ و ٦٨٨ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٣ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٤ ، وأخبار القضاة ١ / ٢١ و ١٢١ و ١٢٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٤ رقم ٣٤٢ ، والاستيعاب ٢ / ٤٠٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٦٨ و ٤١٤ ، والكاشف ٢ / ١٣٨ رقم ٣١٧٧ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٩٠ ـ ١٩٣ رقم ٣٢٩ ، والنكت الظراف ٧ / ١٩١ ـ ٩٢ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٥ ، ١٣٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦٣ ، =
وله صحبة ورواية ، وشهد حنينا.
روى عنه : ابناه عبد الله ، وعبد الحميد ، وطلحة بن عبد الله بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، ومحمد بن إبراهيم التّيميّ.
وأمّه من بني عبد مناف ، وهو مقلّ من الرواية ، له أربعة أحاديث.
٦٠ ـ عبد الرحمن بن الأسود (١) خ د ق
ابن عبد يغوث بن وهب ، أبو محمد القرشيّ الزّهري المدني.
روى عن : أبي بكر ، وعمر ، وأبيّ بن كعب.
روى عنه : عبيد الله بن عديّ بن الخيار ، ومروان بن الحكم ـ وهما من طبقته ـ وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
وكان من أشراف قريش. قيل : إنه شهد فتح دمشق ، وأنّه ممّن عيّن في حكومة الحكمين ، فقالوا : ليس له ولا لأبيه هجرة ، وكان ذا منزلة من عائشة ، وأبوه ممّن نزل فيه (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (٢).
قال أحمد العجليّ (٣) : هو ثقة من كبار التابعين.
وقال أبو صالح كاتب اللّيث : ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه
__________________
= والإصابة ٢ / ٣٨٩ ، ٣٩٠ رقم ٥٠٧٨ ، والمستدرك ٣ / ٤٣١ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٤٣١ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٧٣ ، ٧٧٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٤ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٥٧ ، ونسب قريش ٢٧٤.
(١) انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في :
المحبّر ٦٤ و ٦٩ ، وطبقات خليفة ٢٣٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٨٨ رقم ٩٣١ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٥٨ و ٥ / ٧٦ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ و ٥ / ٣٤٤ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٦ و ٩٠ و ٢٥٩ و ٥٥٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ و ٤٠٣ و ٢ / ٥٦٠ و ٦٥٩ و ٦٨٥ و ٣ / ٧٣ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٧٤ ، ٧٧٥ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٩٣ رقم ٣٢٧ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٧ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ رقم ٩٨٧ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ٨١٦ ، والكاشف ٢ / ١٣٩ رقم ٣١٨٠ ، وجامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢١ ، والإصابة ٢ / ٣٩٠ ، ٣٩١ رقم ٥٠٨١ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٩ ، ١٤٠ رقم ٢٨٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٤.
(٢) سورة الحجر ـ الآية ٩٥.
(٣) في تاريخ الثقات ٢٨٨.
قال : لما حصر عثمان ، اطّلع من فوق داره ، فذكر لهم أنّه يستعمل عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث (١) على العراق ، فبلغ ذلك عبد الرحمن ، فقال : والله لركعتين أركعهما أحبّ إليّ من إمرة العراق.
٦١ ـ عبد الرحمن بن حاطب (٢) بن أبي بلتعة بن عمرو ، وأبو يحيى اللّخمي.
رأى النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وروى عن : أبي عبيدة بن الجرّاح ، وعمر ، وعثمان ، ووالده.
روى عنه : ابنه يحيى ، وعروة بن الزبير.
وكان فقيها ثقة. ذكره ابن سعد وغيره.
توفّي سنة ثمان وستين.
٦٢ ـ عبد الرحمن بن حسّان (٣)
ابن ثابت بن المنذر بن حرام ، أبو محمد ، ويقال : أبو سعد الأنصاري
__________________
(١) في طبعة القدسي ٤١ «يعقوب».
(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن حاطب) في :
طبقات خليفة ٢٣٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٩٠ رقم ٩٤٤ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٦٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤١٠ ، ٤١١ و ٣ / ٣٢٩ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٦٤ ، والمعارف ٣١٨ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٧١ رقم ٨٧٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٨٤ رقم ٦٠٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ رقم ١٠٥٠ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٧ ، والكاشف ٢ / ١٤٣ رقم ٣٢١١ ، وجامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢٥ ، والإصابة ٢ / ٣٩٤ رقم ٥١٠٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٨ ، ١٥٩ رقم ٣٢١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٦ رقم ٩٠٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٥ ، وتهذيب الكمال ٧٨٢.
(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن حسّان) في :
طبقات ابن سعد ٥ / ٢٦٦ ، والمحبّر ٧٦ و ٨٩ و ١١٠ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٢١ و ٢ / ١٩٨ و ٣ / ١٧٢ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ١٥٦ و ٢٧٦ و ٣٥٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٥ و ١٥١ و ٤٥٢ وق ٤ ج ١ / ١٧ و ٥٩ و ٢٩٩ ، والعقد الفريد ٤ / ٤٠ و ٥ / ٣٢١ و ٦ / ٦ و ٧ ، والأخبار الموفقيات ٢٢٣ ـ ٢٢٦ و ٢٢٨ و ٢٣٠ ـ ٢٣٥ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٢٤٣ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٢ و ٢٥٣ و ٢٥٦ و ٢٥٨ و ٢٦١ و ٢٦٤ ـ ٢٦٦ و ٢٧٣ و ٢٨٢ ، وسيرة ابن هشام ١ / ١٨٤ و ٣ / ٢٥٢ و ٤ / ١٩٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ رقم ١٠٤٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٧٠ رقم ٨٧١ ، والمعارف ١٤٣ و ٣١٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٣٥ و ٢ / ٤٦٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦١٩ و ٣ / ٢٢ و ١٧٢ ، وطبقات خليفة ٢٥١ ، ونسب قريش ٣٢٥ ، والتبيين في أنساب =
الخزرجي المدني ، الشاعر المشهور ، ابن شاعر رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
يقال : إنّه أدرك النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وله رواية عن أبيه.
وأمّه شيرين القبطيّة أخت مارية سريّة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأمّ إبراهيم.
حكى محمد بن كثير ، عن الأوزاعيّ ، أنّ معاوية قال له ابنه يزيد : ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسّان يشبّب بابنتك؟ فقال : وما يقول؟ قال : يقول :
هي زهراء مثل لؤلؤة |
|
الغوّاص ميزت من جوهر مكنون |
فقال : صدق ، قال : فإنّه يقول :
فإذا ما نسبتها لم تجدها |
|
في سناء من المكارم دون |
قال : صدق ، قال : فإنه يقول :
ثم خاصرتها إلى القبّة الخضراء |
|
راء أمشي في مرمر مسنون (١) |
وفيه يقول بعضهم :
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه |
|
ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت |
__________________
= القرشيّين ٣١٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٤٧ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٩٥ ، والزاهر للأنباري ٢ / ٣٨١ ، والكامل في التاريخ ٢ / ١٩٩ و ٢٢٦ و ٥ / ١١٧ ، والشعر والشعراء ٢٢٥ و ٢٢٦ و ٣٩٤ و ٥٢٩ و ٥٤٣ و ٥٨٣ ، ووفيات الأعيان ٥ / ١٩٣ ، والكاشف ٢ / ١٤٤ رقم ٣٢١٨ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٢٨٠ ، وتخليص الشواهد ٤١٧ ، ٤١٨ ، والكتاب ١ / ٤٧٥ ، لسيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ طبعة دار الكاتب العربيّ ١٣٨٨ ه. ، وخزانة الأدب ٢ / ١٠٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣ ، والدرر اللوامع ـ الشنقيطي ـ طبعة مصر ١٣٢٨ ه. ـ ج ٢ / ٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٦٢ ، ١٦٣ رقم ٣٢٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٧ رقم ٩١٢ ، والأغاني ٢١ / ٢٦٩ ، في ترجمة هدبة ، وتزيين الأسواق ٣١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٦ ، وانظر : شعر عبد الرحمن بن حسّان ـ تحقيق د. سامي مكي العاني ـ طبعة بغداد ، والأغاني ١٥ / ١٠٦ ، ١٠٧ و ١٠٩ ـ ١٢١ ، والأمالي للقالي ٢ / ٢٢١ و ٣ / ١٨٨ و ٢١٦ والذيل ٢٣.
(١) الأبيات في الأغاني ١٥ / ١٠٩.
٦٣ ـ عبد الرحمن بن الحكم (١)
ابن أبي العاص بن أميّة ، أبو حرب ، ويقال : أبو الحارث الأموي ، أخو مروان.
شاعر محسن ، شهد يوم الدار مع عثمان رضياللهعنه.
ومن شعره :
وأكرم ما تكون عليّ نفسي |
|
إذا ما قلّ في الكربات مالي |
فتحسن سيرتي ويصون عرضي |
|
ويجمل عند أهل الرأي حالي (٢) |
وقد عاش إلى يوم مرج راهط ، فقال ابن الأعرابيّ قال عبد الرحمن بن الحكم :
لحا الله قيسا قيس عيلان إنّها |
|
أضاعت فروج المسلمين وولّت |
أترجع كلب قد حمتها رماحها |
|
وتترك قتلى راهط ما أحنت (٣) |
__________________
(١) انظر عن (عبد الرحمن بن الحكم) في :
الأخبار الموفّقيّات ١٧٩ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٥٠ و ٢٥٨ و ٢٦٢ و ٢٦٤ ، والأغاني ١٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٩ و ١١١ ـ ١٢١ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٩ ، وجمهرة أنساب العرب ٨٧ و ١١٠ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٣٨٨ ، ومجالس ثعلب ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ طبعة القاهرة ١٩٦٠ ـ ص ٤١١ ، والبصائر والذخائر لأبي حيّان ٧ رقم ٣٢٥ ، ومحاضرات الأدباء للراغب ١ / ٣٧ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٤٣٢ ، وربيع الأبرار ١ / ٥٠٣ و ٤ / ٤٩ و ٢٥٣ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٧٦ و ١٧٨٣ و ١٩٦٢ و ١٩٦٦ ، والحيوان ١ / ١٤٦ ، ونسب قريش ١٥٩ ، والبيان والتبيين ٣ / ٣٤٨ ، والكامل للمبرّد ١٠٩ و ٢٢٤ و ٢٢٥ و ٤٤٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٠٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٣٥ و ٥ / ٣٣٦ و ٥٤٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٤٦٩ و ٣ / ٦١ و ٨٣ و ٤ / ٤٩٢ و ٤٩٣ و ٥ / ٢٨١ و ٣٢١ و ٣٢٢ و ٦ / ٣٤ و ١٢٥ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٩٤ و ٧٣ و ١٩٧ و ٦٠٠ ، ولباب الآداب ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ٢٧٦ و ٣٥٠ ، والمحبّر ٣٠٥ ، وتخليص الشواهد ٤٤٠ ، والمقرّب لابن عصفور ١ / ١٢١ ، وشذور الذهب لابن هشام ، بعناية محمد محيي الدين عبد الحميد ـ مصر ١٣٦٥ ه. / ١٩٤٦ م. ـ ص ٣٧٥ ، وشرح المفصّل ، لابن يعيش ـ مصر ١٩٢٨ ـ ص ٦ / ٢٧ ، ومعجم بني أمية ٨. ـ ٩٠ رقم ١٧٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ و ٦٥ ، وذيل الأمالي ٢٣.
(٢) تاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) ٩ / ٤٦٢ أ.
(٣) تاريخ دمشق ٩ / ٤٦٢ أوورد هذا البيت فيه بلفظ :
وتترك قتلى راهط يا أحبّتي
فشاول بقيس في الطعّان ولا تكن |
|
أخاها إذا ما المشرفيّة سلّت (١) |
ألا إنّما قيس بن عيلان قلّة (٢) |
|
إذا شربت هذا العصير تغنّت |
٦٤ ـ عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب (٣) ن
ابن نفيل بن عبد العزّى العدوي.
أدرك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عن : أبيه ، وعمّه عمر بن الخطّاب.
روى عنه : ابنه عبد الحميد ، وسالم بن عبد الله ، وحسين بن الحارث ، وأبو جناب (٤) الكلبي.
وولي إمرة مكة ليزيد.
قال الزبير : كان عبد الرحمن فيما زعموا من أطول الرجال وأتمّهم ، وكان شبيها بأبيه ، وكان عمر إذا نظر إليه قال :
أخوكم غير أشيب قد أتاكم |
|
بحمد الله عاد له الشباب |
وزوّجه عمر بابنته فاطمة ، فولدت له عبد الله.
وقال ابن سعد (٥) : قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم وله ستّ سنين ، وجدّه أبو لبابة بن عبد المنذر. وتوفّي أيام عبد الله بن الزبير.
__________________
(١) هذا البيت ليس في تاريخ دمشق.
(٢) في تاريخ دمشق «نملة».
(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن زيد) في :
المحبّر ١٠١ ، ونسب قريش ٢٦٣ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٢٨ ، وتاريخ خليفة ٢٥١ ، وطبقات خليفة ٢٣٤ ، وفتوح البلدان ٢٦٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٨٤ رقم ٩٢٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٣٣ رقم ١١٠٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢١ رقم ٨٨ ، والمعارف ١٨٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠٩ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٥ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٨٩ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٤ و ١٣٢ و ١٣٣ و ٣١٨ و ٣٢٥ و ٤٩٨ ، وجمهرة أنساب العرب ١٥١ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٦ رقم ٣٤٨ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٤٧ و ٦ / ٢٧٤ ، والكاشف ٢ / ١٤٦ رقم ٣٢٣٨ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٥٩ و ٢٦٨ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٧٩ ، ١٨٠ رقم ٣٥٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٨٠ رقم ٩٤٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٧.
(٤) في الأصل «أبو خباب».
(٥) في الطبقات ٥ / ٥٠.
وقال غيره : ولّاه يزيد مكّة سنة ثلاث وستين.
٦٥ ـ عبد الرحمن بن أبي عميرة (١) ـ ت ـ المزني ، صحابيّ ، له أحاديث ، وقد سكن حمص وتاجر.
روى عنه : خالد بن معدان ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، وربيعة بن يزيد القصير.
وبعضهم يقول : هو تابعيّ.
٦٦ ـ عبيد الله بن زياد (٢)
ابن عبيد المعروف أبوه بزياد بن أبيه عند الناس ، وعند بني أميّة بزياد
__________________
(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أبي عميرة) في :
طبقات ابن سعد ٧ / ٤١٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٠ رقم ٣٥٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ رقم ٧٩١ ، والاستيعاب ٢ / ٤٠٧ ، وتحفة الأشراف ٧ / ٢٠٤ رقم ٣٣٨ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٠٨ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٣ ، وجامع التحصيل ٢٧٤ رقم ٤٤٨ ، والكاشف ٢ / ١٥٩ رقم ٣٣٢٤ ، والإصابة ٢ / ٤١٤ ، ٤١٥ رقم ٥١٧٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ رقم ٤٨٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٩٣ رقم ١٠٦٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣٤.
(٢) انظر عن (عبيد الله بن زياد) في :
الأخبار الطوال ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٣١ ـ ٢٣٥ و ٢٣٧ ـ ٢٣٩ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٥١ و ٢٥٣ و ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦٩ و ٢٧٠ و ٢٨١ ـ ٢٨٥ و ٢٩٣ و ٢٩٥ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٣ چ و ٨٤ و ١٠٨ ، والمحبّر ٣٠٣ و ٤٤٣ و ٤٤٧ و ٤٥٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٦ و ٢٤٢ ـ ٢٤٥ و ٢٥٧ ـ ٢٥٩ و ٢٦٥ و ٢٦٩ ، والبرصان والعرجان ٧٠ و ٨٢ و ٢٨٥ و ٢٧٩ و ٣٦٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٨٢ ، ونسب قريش ٤٠ و ٥٨ و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٩٦ و ٢٤٤ و ٢٤٥ ، وعيون الأخبار ١ / ٤١ و ٤٥ و ١٤٧ و ١٦٣ و ١٦٥ و ١٦٨ و ٢٢٩ و ٣٣٧ و ٢ / ٤٤ و ٢٥٨ و ٣ / ٢٧٥ و ٤ / ١٩ و ٣٦ و ٩٧ و ٩٨ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٢٩٨ ، والعقد الفريد ١ / ١١٧ و ١٤٨ و ١٤٩ و ١٩١ و ٢٣٤ و ٢ / ١٧٥ و ٣٩٩ و ٤٧٧ و ٣ / ٦٠ و ٤ / ٨٣ و ٨٧ و ١٦٣ و ٢٠٧ و ٣٧٩ و ٣٨١ و ٣٨٢ و ٣٩٦ و ٣٩٧ و ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٤١٠ و ٤١١ و ٥ / ٧ ، ٨ ، وتاريخ خليفة ٢١ و ١٨٤ و ٢١٩ و ٢٢٢ ـ ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٣١ و ٢٣٦ و ٢٥١ و ٢٥٦ و ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٢ و ٢٦٣ ، والمعارف ١٨٨ و ٢٠٤ و ٢١٣ و ٢٤٣ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٣٤٧ و ٣٥١ و ٤٠١ و ٤١٠ و ٤١٦ و ٥٦٣ و ٥٧١ و ٥٨٦ و ٦٢٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٨ و ٢٢٠ و ٢٦٢ و ٣ / ٢٥ و ٣٢٥ و ٣٢٩ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، وثمار القلوب ٩٢ و ١٦٠ و ٦٤٨ ، وجمهرة أنساب العرب ١١٣ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٤٠٦ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٦١ و ١٧٣ و ١٧٨ ـ ١٨٣ و ١٨٩ و ١٩٨ و ٢١٤ =
ابن أبي سفيان ، فقد ذكرنا أنّ زيادا استلحقه معاوية وجعله أخاه ، ولّى أبو حفص عبيد الله إمرة الكوفة لمعاوية ، ثم ليزيد ، ثمّ ولاه إمرة العراق.
وقد روى عن : سعد بن أبي وقّاص ، وغيره.
قال الفضل بن دكين : ذكروا أنّ عبيد الله بن زياد كان له وقت قتل الحسين ثمان وعشرون سنة.
وقال ابن معين (١) : هو ابن مرجانة وهي أمة.
وعن معاوية أنه كتب إلى زياد : أن أوفد عليّ ابنك عبيد الله ، ففعل ، فما سأله معاوية عن شيء إلّا أنفذه (٢) له ، حتى سأله عن الشعر ، فلم يعرف منه شيئا ، فقال : ما منعك من رواية الشعر؟ قال : كرهت أن أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري ، فقال : أغرب ، والله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفّين مرارا ، ما يمنعني من الهزيمة إلّا أبيات ابن الإطنابة (٣) ، حيث يقول :
__________________
= و ٢١٩ و ٢٤١ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٩١ و ٢٩٣ ـ ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٠٦ و ٣٢٠ و ٣٤٥ و ٣٥٣ و ٣٧٠ و ٣٧٣ ـ ٤٠٥ و ٤٠٩ ـ ٤١٢ و ٤١٨ ـ ٤٢٢ ، وتاريخ العظيمي ١٨٢ و ١٨٤ و ١٨٥ و ١٨٧ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٠٢ ـ ٥٠٤ و ٣ / ١٦٥ و ٦ / ٣٤٤ و ٣٤٥ و ٣٤٧ ـ ٣٥٠ و ٣٥٣ و ٣٦٢ و ٧ / ٦٠ و ٦٩ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٤٨٥ ، وفتوح البلدان ١١٩ و ٣٧٨ و ٤١٢ و ٤٢٨ و ٤٢٩ و ٤٣٣ و ٤٣٦ و ٤٣٩ و ٤٤٠ و ٤٤٤ و ٤٥٥ و ٤٥٧ و ٤٦٣ و ٥٠٧ و ٥١٠ و ٥٣٥ و ٥٧٥ ، والخراج وصناعة الكتابة ٤٠٥ و ٤١٦ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٨٩١ ـ ١٩٠١ و ١٩٥٨ ـ ١٩٦١ وانظر : ١٧٧٩ و ١٨٨٦ و ١٩٠٥ و ١٩١٧ و ١٩٢٠ و ١٩٢١ و ١٩٧٩ و ١٩٨٤ ـ ١٩٨٦ و ٢٠١٥ و ٢٣٠٠ و ٢٧٥٨ و ٢٩٠١ ، والبدء والتاريخ و ٦ / ١٢ ، والزيارات ٧٨ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣١٦ و ٢٤١ و ٢٦٧ و ٤٧٦ ، والهفوات النادرة ٨٤ و ٩٦ و ٩٧ و ١١٧ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٤٠٦ و ٤٢٤ و ٢ / ٣٤ و ٢٤٣ و ٢٦٨ و ٣٩٣ و ٤٧٢ و ٤٧٩ و ٤٨٠ ، ونثر الدر ٥ / ١٣ ، والبصائر والذخائر ٤ / ٤٨ رقم ٥٢ ، ومعجم بني أمية ١١٨ ـ ١٢٠ رقم ٢٢٥ ، وتاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) ١٠ / ٣٢٨ أ ـ ٣٣٥ ب ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٢ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ ـ ٢٨٧.
(١) في تاريخه ٢ / ٣٨٢.
(٢) كذا ، وفي البداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ «إلّا نفذ منه».
(٣) هو : عمرو بن الإطنابة.
أبت لي عفّتي (١) وأبي بلائي |
|
وأخذي الحمد بالثمن الربيح |
وإعطائي على الإعدام مالي (٢) |
|
وإقدامي على البطل المشيح (٣) |
وقولي كلّما جشأت وجاشت |
|
مكانك (٤) تحمدي أو تستريحي (٥) |
وكتب إلى أبيه فروّاه الشعر ، فأسقط عليه منه بعد شيء.
قال أبو رجاء العطارديّ : ولّى معاوية عبيد الله البصرة سنة خمس وخمسين ، فلما ولي يزيد الخلافة ضمّ إليه الكوفة.
وقال خليفة (٦) : وفي سنة ثلاث وخمسين ولّى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان ، وفي سنة أربع غزا عبيد الله خراسان وقطع النهر إلى بخارى على
__________________
(١) في الأصل «عقبي».
(٢) في التذكرة الحمدونية :
«وإحشامي على المكروه نفسي».
(٣) في أمالي القالي ، والتذكرة :
«وضربي هامة البطل المشيح».
(٤) في الأمالي : «رويدك».
(٥) الأبيات باختلاف في بعض الألفاظ ، في : الكامل في الأدب للمبرّد ٤ / ٦٨ ، والشعر والشعراء لابن قتيبة ١ / ١٢٦ ، والعقد الفريد ١ / ١٠٤ ، وعيون الأخبار ١ / ١٢٦ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٤ ، ووقعة صفّين لابن مزاحم ٤٤٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٦٨ ، ولباب الآداب لابن منقذ ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، وديوان الحماسة للبحتري ٩ ، وخزانة الأدب للبغدادي ١ / ٤٢٣ ، وحلية المحاضرة في صناعة الشعر لمحمد بن الحسن الحاتمي ـ تحقيق د. جعفر الكتاني ـ بغداد ١٩٧٩ ـ ج ١ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، وتهذيب الألفاظ لابن السّكّيت ، نشره الأب لويس شيخو ـ بيروت ١٨٩٥ ـ ص ٤٤٣ ، والأشباه والنظائر (حماسة الخالديين) ـ تحقيق ـ السيد محمد يوسف ـ القاهرة ١٩٥٨ ـ ١٩٦٥ ـ ج ١ / ١٨ ، والحيوان للجاحظ ـ تحقيق ـ عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٣٨ ـ ١٩٤٥ ـ ج ٦ / ٤٢٥ ، والمقاصد النحوية للعيني (على هامش خزانة الأدب للبغدادي) ٤ / ٤١٥ ، وديوان المعاني ، لأبي هلال العسكري ـ القاهرة ١٣٥٢ ه. ـ
ص ١١٤ ، والريحان والريعان لابن خيرة الأندلسي ـ نسخة الفاتح بإسطنبول رقم ٣٩٠٩ ـ ج ١ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٣ / ٢٢٦ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٩ ، ومجالس ثعلب ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٦٠ ـ ص ٨٣ ، والمجتنى لابن دريد ـ طبعة حيدرآباد ١٣٦٢ ه. ـ ص ٤١ ، وبغداد ، لابن أبي طاهر طيفور ـ القاهرة ١٩٤٩ ـ ص ١٣٥ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٦٦ رقم ١٢٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ ، ٢٨٤.
(٦) في تاريخه ٢١٩ و ٢٢٢.
الإبل ، فكان أوّل عربيّ قطع النهر ، فافتتح رامين ونسف وبيكند من عمل بخارى.
وقال أبو عتّاب : ما رأيت رجلا أحسن وجها من عبيد الله بن زياد.
ونقل الخطّابيّ أنّ أمّ عبيد الله ـ يعني مرجانة ـ كانت بنت بعض ملوك فارس.
قال أبو وائل : دخلت على ابن زياد بالبصرة ، فإذا بين يديه تلّ من ورق ، ثلاثة آلاف ألف من خراج أصبهان ، فقال : ما ظنّك برجل يموت ويدع مثل هذا؟ فقلت : فكيف إذا كان غلول! قال : ذاك شرّ على شرّ.
وروى السّريّ بن يحيى ، عن الحسن البصريّ قال : قدم علينا عبيد الله ، أمّره علينا معاوية ، غلاما ، سفيها ، يسفك الدماء سفكا شديدا ، فدخل عليه عبد الله المزنيّ فقال : انته عمّا أراك تصنع ، فإنّ شرّ الرعاء الحطمة ، قال : ما أنت وذاك ، إنّما أنت من حثالة أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : وهل كان فيهم حثالة ، لا أمّ لك ، بل كانوا أهل بيوتات وشرف ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من إمام ولا وال بات ليلة غاشّا لرعيّته إلّا حرّم الله عليه الجنّة» (١). ثم خرج من عنده ، فأتى المسجد ، فجلست إليه ، ونحن نعرف في وجهه ما قد لقي منه ، فقلت له : يغفر الله لك أبا زياد ، ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رءوس الناس! فقال : إنّه كان عندي علم خفي من علم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأحببت أن لا أموت (٢) حتى أقول به علانية ، ولوددت أنّ داره وسعت أهل المصر ، حتى سمعوا مقالتي ومقالته ، قال : فما لبث الشيخ أن مرض ، فأتاه الأمير عبيد الله يعوده ، قال : أتعهد إلينا شيئا نفعل فيه الّذي تحبّ؟ قال : أسألك أن لا تصلّي عليّ ، ولا تقوم (٣) على قبري.
__________________
(١) أخرجه البخاري في الأحكام ٨ / ١٠٧ باب من استرعى رعيّة فلم ينصح. ومسلم في الإيمان ، (٢٢٧ / ١٤٢) و (٢٢٨) باب استحقاق الوالي الغاشّ لرعيّته النار ، وفي الإمارة (٢١ / ١٤٢) باب فضيلة الإمام العادل ، والدارميّ في الرقاق ٧٧ ، وأحمد في المسند ٥ / ٢٥.
(٢) في الأصل «أقول حتى أقول».
(٣) في الأصل «لا تقم».
قال الحسن : وكان عبيد الله رجلا جبانا فركب ، فإذا الناس في السكك ، ففزع وقال : ما هؤلاء؟ قالوا : مات عبد الله بن مغفّل ، فوقف حتى مرّ بسريره ، فقال : أما إنه لو كان سألنا شيئا فأعطيناه إيّاه لسرنا معه.
له إسناد آخر ، وإنّما الصحيح كما أخرجه مسلم (١) أنّ الّذي دخل عليه وكلّمه عائذ بن عمرو المزني ، ولعلّهما واقعتان ، فقال جرير بن حازم : ثنا الحسن ، أنّ عائذ بن عمرو دخل على ابن زياد فقال : أي بنيّ ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «شرّ الرعاء الحطمة ، فإيّاك أن تكون منهم» ، فقال : اجلس ، فإنّما أنت من نخالة أصحاب رسول الله ، فقال : هل هؤلاء كان لهم نخالة! إنّما كانت النخالة بعدهم.
المحاربيّ : ثنا ابن إسحاق ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، عن الحسن قال : كان عبد الله بن مغفّل أحد الذين بعثهم عمر إلى البصرة ليفقّهوهم ، فدخل عليه عبيد الله بن زياد يعوده ، فقال : اعهد إلينا أبا زياد ، فإنّ الله قد كان ينفعنا بك ، قال : هل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال : نعم ، قال : إذا متّ لا تصلّ عليّ ، وذكر بقيّة الحديث (٢).
وقد ذكرنا مقتل عبيد الله في سنة سبع وستّين يوم عاشوراء. كذا ورّخه أبو اليقظان.
وروى يزيد بن أبي زياد ، عن أبي الطفيل قال : عزلنا سبعة رءوس وغطّيناها ، منها رأس حصين بن نمير ، وعبيد الله بن زياد ، فجئت فكشفتها ، فإذا حيّة في رأس عبيد الله تأكله.
روى الترمذي نحوه ، وصحّحه من حديث الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال : جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه ، فأتيت وهم يقولون : جاءت ، فإذا حيّة قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله ، فمكثت هنيهة ، ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيّبت ثم قالوا : قد جاءت قد
__________________
(١) انظر تخريج الحديث قبل قليل.
(٢) سبق تخريجه.
جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا (١).
٦٧ ـ عبد (٢) المطّلب بن ربيعة (٣) ـ م ت د ن ـ بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف.
له صحبة وحديث رواه عنه عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وروى عن عليّ حديثا.
توفّي بدمشق ، وداره بزقاق الهاشميّين ، وكان شابّا في زمان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، بعثه أبوه إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ليولّيه عماله ، والحديث في «مسلم» (٤).
وفي «المسند» (٥) و «الترمذيّ» قال مصعب الزبيريّ : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٦٩) ، باب مناقب الحسن والحسين بن علي رضياللهعنهما.
(٢) من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم الترجمة السابقة ، حسب الترتيب الأبجدي ، وأبقيناها حسب ترتيب المؤلّف ـ رحمهالله ـ.
(٣) انظر عن (عبد المطّلب بن ربيعة) في : تاريخ خليفة ٢٥١ ، وجمهرة أنساب العرب ٧١ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٥٧ ، وطبقات خليفة ٦ / ٢٩٧ ، والتاريخ الكبير ٦ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ١٩٣٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٦٨ رقم ٣٥٧ ، والاستيعاب ٢ / ٤٤٧ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٢٤ و ٢٥ و ٢٩٥ و ٢٩٦ ، والمغازي للواقدي ٦٩٦ ، ٦٩٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣٠٨ رقم ٣٧١ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٩ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٣١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١١٠ ، وتهذيب الكمال ٨٥٢ ، وتحفة الأشراف ٧ / ٢١٩ رقم ٣٤٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٩ رقم ٢١١ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٢٨٧ ، والعبر ١ / ٦٦ ، والكاشف ٢ / ١٨٢ رقم ٣٤٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٢ ، ١١٣ رقم ٢٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، والعقد الثمين ٥ / ٤٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ رقم ٧٢٣ ، والإصابة ٢ / ٢ / ٤٣٠ رقم ٥٢٥٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٧ رقم ١٢٩١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٦٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٠.
(٤) في الزكاة (١٠٧٢) باب : ترك استعمال آل النبيّ على الصدقة. وأخرجه أبو داود في الخراج (١٢٨٥) باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٥٨ ، ٥٩ من طريق : الزهري ، عن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن المطّلب بن ربيعة ، أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس».
(٥) مسند أحمد ٤ / ١٦٦.