شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٩
قال جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار قال : لما رأى كعب الأحبار عامرا بالشام قال : من ذا؟ قالوا : عامر بن عبد قيس ، فقال كعب : هذا راهب هذه الأمّة (١).
وروى جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني قال : قيل لعامر بن عبد قيس : إنّك تبيت خارجا ، أما تخاف الأسد! قال : إنّي لأستحي من ربّي أن أخاف شيئا دونه (٢).
وروي مثله عن قتادة.
حمّاد بن زيد ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة : لقي رجل عامر بن عبد قيس فقال : ما هذا ، ألم يقل الله (وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) (٣) يعني : وأنت لا تتزوّج ، فقال : أفلم يقل الله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٤).
وقال ابن أبي الدنيا : ثنا محمد بن يحيى الأزدي ، ثنا جعفر بن أبي جعفر الرازيّ ، عن أبي جعفر السائح ، أنبأ أبو وهب وغيره أنّ عامر بن عبد قيس كان من أفضل العابدين ، ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة ، يقوم عند طلوع الشمس ، فلا يزال قائما إلى العصر ، ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول : يا نفس إنّما خلقت للعبادة ، يا أمّارة بالسّوء ، فو الله لأعلمنّ بك عملا يأخذ الفراش منك نصيبا (٥).
وهبط واديا يقال له وادي السباع ، وفيه عابد حبشيّ ، فانفرد يصلّي في ناحية والعابد في ناحية ، أربعين يوما لا يجتمعان إلّا في صلاة الفريضة (٦).
وقال محمد بن واسع ، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير : إنّ عامرا كان
__________________
(١) تاريخ دمشق ٣٣٩.
(٢) الزهد لابن المبارك ٢٩٤ ، ٢٩٥ رقم ٨٦٠ ، تاريخ دمشق ٣٤٧.
(٣) سورة الرعد ـ الآية ٣٨.
(٤) سورة الذاريات ـ الآية ٥٦ ، والخبر في : طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٦ ، ١٠٧.
(٥) حلية الأولياء ٢ / ٨٨ ، ٨٩ ، تاريخ دمشق ٣٤٨.
(٦) حلية الأولياء ٢ / ٨٩ ، تاريخ دمشق ٣٤٨ في حديث أطول مما هنا.
يأخذ عطاءه ، فيجعله في طرف ثوبه ، فلا يلقاه أحد من المساكين إلّا أعطاه ، فإذا دخل بيته رمى به إليهم ، فيعدّونها فيجدونها سواء كما أعطيها (١).
وقال جعفر بن برقان : ثنا ميمون بن مهران أنّ عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة : مالك لا تزوّج النساء؟ قال : ما تركتهنّ ، وإنّي لدائب في الخطيئة ، قال : ومالك لا تأكل الجبن؟ قال : أنا بأرض فيها مجوس ، فما شهد شاهدان من المسلمين أنّ ليس فيه ميتة أكلته ، قال : وما يمنعك أن تأتي الأمراء؟ قال : إنّ لدى أبوابكم طلّاب الحاجات ، فادعوهم واقضوا حوائجهم ، ودعوا من لا حاجة له إليكم (٢).
وقال مالك بن دينار : حدّثني فلان أنّ عامرا مرّ في الرحبة وإذا ذمّي ، يظلم ، فألقى رداءه ثم قال : لا أرى ذمّة الله تخفر وأنا حيّ ، فاستنقذه (٣).
ويروى أنّ سبب إرساله إلى الشام كونه أنكر وخلّص هذا الذّمّيّ ، فقال جعفر بن سليمان : ثنا الجريريّ قال : لما سيّر عامر بن عبد الله يعني ابن عبد قيس شيعه إخوانه ، وكان بظهر المربد ، فقال : إنّي داع فأمِّنوا ، قال : اللهمّ من وشى بي وكذب عليّ وأخرجني من مصري وفرّق بيني وبين إخوتي ، فأكثر ماله وولده ، وأصحّ جسمه ، وأطل عمره (٤).
وقال الحسن البصري : بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام ، فقال : الحمد لله الّذي حشرني راكبا (٥).
وقال هشام عن قتادة : إنّ عامر بن عبد قيس لما احتضر جعل يبكي ، فقيل : ما يبكيك؟ قال : والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل (٦).
__________________
(١) الزهد لابن المبارك ٢٩٥ رقم ٨٦٢ ، تاريخ دمشق ٣٥٦.
(٢) حلية الأولياء ٢ / ٩٠ ، تاريخ دمشق ٣٣٤ ، ٣٣٥.
(٣) حلية الأولياء ٢ / ٩١.
(٤) حلية الأولياء ٢ / ٩١ ، تاريخ دمشق ٣٣٩.
(٥) حلية الأولياء ٢ / ٩١.
(٦) تاريخ دمشق ٣٦٨ ، ٣٦٩.
روى ضمرة ، عن عثمان بن عطاء الخراسانيّ ، عن أبيه ، أنّ قبر عامر بن عبد قيس ببيت المقدس (١).
وقيل : إنّه توفّي في زمان معاوية.
٤٧ ـ عامر بن مسعود (٢) أبو سعد ، وقيل : أبو سعيد الزّرقيّ الأنماري ، مختلف في صحبته.
روى عن : النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن عائشة.
وعنه : يونس بن ميسرة بن حلبس (٣) ومكحول.
وقيل : إنّه كان زوج أسماء بنت يزيد بن السّكن ، سكن دمشق.
٤٨ ـ عائذ بن عمرو (٤) ـ خ م ن ـ بن هلال أبو هبيرة المزني ، له صحبة ورواية ، شهد بيعة الحديبيّة ونزل البصرة.
__________________
(١) تاريخ دمشق ٣٧٠.
(٢) انظر عن (عامر بن مسعود) في : تاريخ خليفة ٢٦١ ، وتاريخ دمشق (عاصم ـ عائذ) ٤٥٢ ـ ٤٥٦ رقم ٥٨ ، وأسد الغابة ٥ / ٢٠٩ ، ٢١٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٠٩ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٨٦ رقم ٦٢٥ ، والاستيعاب ٤ / ٩٢ ، والإصابة ٤ / ٨٦ رقم ٥١٥ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١١٠ رقم ٥٠٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٢٨ رقم ٣٥.
وقيل اسمه : سعد بن عمارة ، وقيل : عمارة بن سعد. وقد ذكرته أكثر المصادر بكنيته.
انظر : الجرح والتعديل ٩ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ رقم ١٧٥٥.
(٣) في الأصل «حلس». والتصحيح من مصادر الترجمة.
(٤) انظر عن (عائذ بن عمرو) في :
تاريخ خليفة ٩٩ و ٢٥١ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٢٦٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٦ رقم ٧٤ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٨٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤١ رقم ٢٥١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٨ و ٢٢٠ و ٣ / ٦٣ و ٧٣ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٠ ، وطبقات خليفة ٨٤ ، والمعارف ٢٩٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٩ رقم ٢٢١ ، ومسند أحمد ٥ / ٦٤ ، والاستيعاب ٣ / ١٥٢ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٦٤٨ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ رقم ٢٦٤ ، والمستدرك ٣ / ٥٨٧ ، ٥٨٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٠٤ ، وأسد الغابة ٣ / ٩٨ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٧٤ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٩٥ رقم ٦٤٣ ، والكاشف ٢ / ٥٣ رقم ٢٥٨١ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٨٩ رقم ١٤٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٩٠ رقم ٧٨ ، والإصابة ٢ / ٢٦٢ رقم ٤٤٤٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٦ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٨٧ ، ٥٨٨ ، والمعجم الكبير ١٨ / ١٦ ـ ٢١.
روى عنه : الحسن ، ومعاوية بن قرّة ، وأبو جمرة الضّبعيّ ، وأبو شمر الضّبعي ، وأبو عمران الجوني.
وكان من فضلاء الصحابة وصالحيهم ، وأوصى أن يصلّي عليه أبو برزة الأسلميّ. وقد دخل على عبيد الله بن زياد فوعظه ، وقال : إنّ الدّعاء الحطمة (١).
٤٩ ـ عبد الله بن حنظلة (٢)
ابن أبي عامر عبد عمرو بن صيفيّ بن النعمان ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو بكر ابن الغسيل غسيل الملائكة يوم أحد ، ويعرف أبو عامر بالراهب ، الأنصاريّ الأوسي المدني.
أدرك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وصحبه ، وروى عنه ، وهو من صغار الصحابة.
__________________
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ١٨ رقم ٢٧ من طريق : يحيى بن أبي بكير ، عن شعبة ، عن يونس ، عن الحسن ، أن عائذ بن عمرو قال لزياد.
(٢) انظر عن (عبد الله بن حنظلة) في :
طبقات ابن سعد ٥ / ٦٥ ، والمحبّر ٤٠٣ و ٤٢٤ ، وطبقات خليفة ٢٣٦ ، وتاريخ خليفة ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٤٥ ، ومسند أحمد ٥ / ٢٢٢ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٦٨ رقم ١٧٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦١ و ٢٦٣ و ٣ / ٣٢٦ ، والأخبار الطوال ٢٦٥ ، وعيون الأخبار ١ / ١ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٨٨ و ٣٨٩ ، وسيرة ابن هشام ٣ / ١٥٨ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٥٣٧ و ٥ / ٤٨٠ و ٤٨٢ و ٤٨٧ و ٤٨٩ و ٤٩٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٢ رقم ٢٥٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٩ رقم ١٣١ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٩٢٥ ، والاستيعاب ٢ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٠ و ٣٢٤ ـ ٣٢٨ و ٣٣٣ و ٣٣٤ و ٣٥٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٣٧٠ ـ ٣٧٤ ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر ـ عبد الله بن زيد) ١٩٩ ـ ٢١٥ رقم ٢٦٢ ، وجمهرة نسب قريش ٤٣٣٣ (وفيه اسمه : عبيد الله) ، والاستبصار ٢٨٩ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، وأسد الغابة ٣ / ١٤٧ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٠٢ و ١١١ و ١١٥ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٣١٤ ، ٣١٥ رقم ٢٨٦ ، وتهذيب الكمال ٦٧٦ ، والكاشف ٢ / ٧٣ رقم ٢٧٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٥ رقم ٤٩ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٥ رقم ١٤٠ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٢٤ ، وجامع التحصيل ٢٥٥ رقم ٣٥٠ ، والإصابة ٢ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ رقم ٤٦٣٧ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٩٣ رقم ٣٣٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٦٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٧١.
روى عنه : عبد الله بن يزيد الخطميّ ، وابن أبي مليكة ، وضمضم (١) بن جوس (٢) ، وأسماء بنت زيد بن الخطّاب ، وله رواية عن عمر ، وكعب الأحبار ، وكان رأس أهل المدينة يوم الحرّة.
قال الحسن بن سوار : ثنا عكرمة بن عمّار ، عن ضمضم بن جوس (٢) عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال : رأيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يطوف بالبيت على ناقة (٣). تفرّد به الحسن ، وقد وثّقه أحمد وغيره.
وقال إبراهيم بن المنذر : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وله سبع سنين (٤) ، وأصيب يوم الحرّة (٥) ، وأمّه جميلة بنت عبد الله بن أبيّ بن سلول ، ولدته بعد مقتل أبيه.
٥٠ ـ عبد الله بن خيثمة (٦) الأنصاري السالمي الخزرجي. قال ابن سعد : شهد أحدا وبقي إلى دهر يزيد بن معاوية.
٥١ ـ عبد الله بن زيد (٧) بن عاصم بن كعب الأنصاري النّجّاري المازني
__________________
(١) في الأصل «ضمضمة».
(٢) قيّدها القدسي «جوش» بالشين المعجمة.
(٣) قال المؤلّف في : سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٢٢ «إسناده حسن». وفي تاريخ دمشق ٢٠٠ «على ناقته».
والحديث في : سنن الدارميّ ٢ / ٦٢ ، والنسائي ٥ / ٢٧٠ ، والترمذي ٣ / ٢٦٤ ، وابن ماجة ٢ / ١٠٠٩.
(٤) تاريخ دمشق ٢٠٤.
(٥) كانت الحرّة في سنة ٦٣ ه.
(٦) انظر عن (عبد الله بن خيثمة) في :
طبقات ابن سعد ٣ / ٦٢٧ ، والمغازي للواقدي ٩٩٨ و ١٠٧٥ ، والإصابة ٢ / ٣٠٣ رقم ٤٦٥٥.
(٧) انظر عن (عبد الله بن زيد) في :
السير والمغازي لابن إسحاق ٢٩٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٩ رقم ٦٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨ رقم ٢٩٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١١٧ ، وأسد الغابة ٣ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٩ رقم ٧١ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٢٥ ، وفتوح البلدان ١٠٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٥٧ رقم ٢٦٦ ، والمغازي للواقدي ٢٧٠ و ٢٧٢ و ٣٤١ ، وطبقات =
المدني ، أخو حبيب الّذي قتله (١) مسيلمة الكذّاب ، وعمّ عبّاد بن تميم ، وهو الّذي حكى وضوء رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
وله ولأبيه صحبة ، وقيل : إنه الّذي قتل مسيلمة مع وحشيّ ، اشتركا في قتله ، وأخذ بثأر أخيه.
روى عنه : ابن أخيه عبّاد ، وسعيد بن المسيّب ، وواسع بن حبّان وغيرهم.
واستشهد يوم الحرّة.
٥٢ ـ عبد الله بن السائب (٣) ـ م ـ بن أبي السائب صيفي بن عابد
__________________
= خليفة ٩٢ ، وتاريخ خليفة ١١٠ و ٢٤٨ ، والتاريخ الصغير ٧٢ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٨ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٠ ، ٥٢١ ، والاستيعاب ٢ / ٣١٢ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٣٣٥ ـ ٣٤٣ رقم ٢٩٤ ، وتهذيب الكمال ٦٨٤ ، والاستبصار ٨١ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٥٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ رقم ٨٠ ، والعبر ١ / ٦٨ ، والكاشف ٢ / ٧٩ رقم ٢٧٦٠ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٠ ، ٥٢١ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٨٤ رقم ١٦٦ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٢٣ رقم ٣٨٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١٧ رقم ٣١٧ ، والإصابة ٢ / ٣١٢ ، ٣١٣ رقم ٤٦٨٨ ، والنكت الظراف ٤ / ٣٣٦ و ٣٤١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٨ ، وشذرات الذهب ١ / ٧١.
(١) في الأصل «قطعه» ، والتصحيح من : الإصابة.
(٢) أخرجه البخاري ١ / ٢٥١ ، ٢٥٢ ، ومسلم (٢٣٥) ومالك في الموطأ ١ / ١٨ من طريق : عمرو بن يحيى المازني ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري قال : قيل له : توضّأ لنا وضوء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدعا بإناء ، فأكفأ منها على يديه ، فغسلهما ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها ، فمضمض واستنشق من كفّ واحدة ، ففعل ذلك ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا. ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين ، مرتين مرتين. ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه ، فأقبل بيديه وأدبر ، ثم غسل رجليه إلى الكعبين. ثم قال : هكذا كان وضوء رسول الله.
(٣) انظر عن (عبد الله بن السائب) في : التاريخ الصغير ٦٦ ، وطبقات خليفة ٢٠ و ٢٧٧ ، والمحبّر ١٧٤ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٥ ، والمغازي للواقدي ١٠٩٨ ، ومسند أحمد ٣ / ٤١٠ ، وجمهرة أنساب العرب ١٤٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٠ رقم ٢٣٥ و ١٢٠ رقم ٤٦٦ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٨ ، ٩ رقم ١٥ ، والجرح والتعديل ٥ / ٦٥ رقم ٣٠١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٢ و ٢٤٧ و ٧٠٤ و ٢ / ٢٣ و ٣ / ٩٦ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٣٤٦ ـ ٣٤٨ رقم ٢٩٦ ، وتهذيب الكمال ٦٨٥ ، والاستيعاب ٢ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٤٦٠ ـ ٤٦٣ رقم ٥٠٩٢ ، وأسد الغابة ٣ / ١٧٠ ، والكاشف ٢ / ٨٠ رقم ٢٧٦٧ ، وسير =
المخزومي العابدي ، أبو السائب ويقال : أبو عبد الرحمن ، المكّي ، قارئ أهل مكة.
له صحبة ورواية ، وكان أبو السائب شريك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قبل المبعث ، وأسلم السائب يوم الفتح ، وجاء أنّ عبد الله أمّ الناس بمكّة في رمضان زمن عمر.
وقال ابن جريج : عن ابن أبي مليكة قال : رأيت ابن عباس لما فرغوا من قبر عبد الله بن السائب ، وقام الناس عنه ، قام ابن عباس فوقف على قبره ، فدعا له وانصرف (١).
روى عنه : ابن أبي مليكة ، وعطاء ، ومجاهد ، وسبطه محمد بن عبّاد بن جعفر ، وآخرون. قرأ على أبيّ بن كعب (٢).
وقرأ عليه : مجاهد ، وغيره ، وآخر من روى عنه القرآن عبد الله بن كثير.
توفّي بعد السبعين ، وهو من صغار الصحابة. وقيل غير ذلك.
٥٣ ـ عبد الله بن سخبرة (٣) أبو معمر الأزدي الكوفي ، تابعيّ مشهور ، ولد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
= أعلام النبلاء ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٩٠ رقم ٥٩ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٨٧ ، ١٨٨ رقم ١٧١ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٢ ، ٤٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٤٦ ، وغاية النهاية ١ / ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ١٧٧٥ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٤٠٩ ، والعقد الثمين ٥ / ١٦٣ ، والإصابة ٢ / ٣١٤ رقم ٤٦٩٨ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٢٩ رقم ٣٩٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١٧ رقم ٣٢٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦٨.
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٥.
(٢) في طبقات القراء لابن الجزري : روى القراءة عرضا عن أبيّ بن كعب وعمر بن الخطاب.
(٣) انظر عن (عبد الله بن سخبرة) في : طبقات ابن سعد ٦ / ٧٣ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٩٧ ، ٩٨ رقم ٢٨٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٥٣ ، ٥٥٤ و ٦٩٥ و ٣ / ١١٩ و ٢٠٧ ، والجرح والتعديل ٥ / ٦٨ رقم ٣٢١ ، وطبقات خليفة ١٤٩ ، والكاشف ٢ / ٨١ رقم ٢٧٧٠ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٨٨ رقم ١٧٢ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٣٠ ، ٢٣١ رقم ٣٩٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١٨ رقم ٣٢٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٩.
وروى عن : عليّ ، وعبد الله بن مسعود ، والمقداد بن الأسود ، وخبّاب ابن الأرتّ.
روى عنه : إبراهيم ، ومجاهد ، وعمارة بن عمير التّيميّ ، وغيرهم.
وثّقه ابن معين.
٥٤ ـ عبد الله بن عباس (١)
ابن عبد المطّلب بن هاشم ، الحبر البحر أبو العبّاس ، ابن عمّ
__________________
(١) انظر عن (عبد الله بن عباس) في :
طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٥ ـ ٣٧٢ ، والزهد لأحمد ٢٣٦ ، والمسند له ١ / ٢١٤ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١١٩٦ ، ١١٩٧ ، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) ٦٧٣ ، وطبقات خليفة ٣ و ١٢٦ و ١٨٩ و ٢٨٤ ، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) ٥٥٩ ، والتاريخ الصغير ٦٩ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٣ ـ ٥ رقم ٥ ، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) ٤٠٩ ، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) ٦٥٨ ، وفتوح البلدان ١٥ و ٢٤ و ٣٢ و ٨٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٧ و ٣١٧ و ٣٦٨ و ٤٤٦ ـ ٤٤٨ و ٥١٧ و ٥٤٥ ، وج ٣ (انظر فهرس الأعلام) ٣٤١ ، وج ٤ ق ١ (انظر فهرس الأعلام) ٦٥١ ، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) ٤٣٢ ، وأخبار القضاة (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٣٣ ، و ٢ / ٤٨٣ و ٣ / ٣٥٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٩ رقم ١٧ ، ونسب قريش ٢٦ و ٢٧ و ٢٦٤ و ٤٣٩ ، والسير والمغازي لابن إسحاق (انظر فهرس الأعلام) ٣٤٩ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام ١ / ٣٨٨ و ٢ / ٣٩٨ و ٣ / ٣٢٧ و ٤ / ٣٣١ ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٦٤١ ، ٦٤٢ ، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣١٥ ـ ٣١٧ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٣ ـ ٥٢٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٦٣ ـ ٢٦٥ رقم ٨٣٤ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢٠٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٥ ، والفصل لابن حزم ٤ / ٤ / ١٥٢ ، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) ٥٨٤ ، وحلية الأولياء ١ / ٣١٤ ـ ٣٢٩ رقم ٤٥ ، ورياض النفوس للمالكي ١ / ٤١ رقم ١ ، تحقيق حسين مؤنس ـ القاهرة ١٩٥١ ، وجمهرة أنساب العرب ١٨ ـ ٢٠ و ٢٤ و ٦٩ و ٧١ و ٧٤ و ٣١١ و ٤٥١ ، وربيع الأبرار ١ / ٣٨ و (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ٥٣٢ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٣٤ و ١٧٣ و ٢٨٦ و ١٦٢٥ و ١٦٢٧ و ١٦٥٢ و ١٩٥٥ ، ١٩٥٦ (وانظر فهرس الأعلام) ٢ / ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، والزهد لابن المبارك (انظر الفهرس) (و) ، (م) ، رقم ٣١٢ ، والجرح والتعديل ٥ / ١١٦ رقم ٥٢٧ ، والمستدرك ٣ / ٥٣٣ ـ ٥٤٦ ، والاستيعاب ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٥٧ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٣٦٢ و ٥ / ٣ ـ ٢٨١ رقم ٣٠٢ ، وتهذيب الكمال ٦٩٨ ، وتاريخ بغداد ١ / ١٧٣ ـ ١٧٥ رقم ١٤ ، والزاهر (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٦١١ ، والزيارات ١٩ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٦٢ ـ ٦٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١٥ / ٢٣٩ ، وجامع الأصول ٩ / ٦٣ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٩٠ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) =
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو الخلفاء.
__________________
= ١٣ / ٢٠٤ ، والمعارف ١٢١ ـ ١٢٣ و ١٩٦ و ٢٠٩ و ٢٦٧ و ٢٨٢ و ٥٨٩ ، وتاريخ العظيمي ٨٧ و ١٧٤ و ١٧٥ و ١٨٤ و ١٨٩ و ٢٧٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) ٣٢٣ ، والحلّة السيراء ١ / ٢٠ ـ ٢٤ رقم ٣ ، وأخبار مكة (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٤٠٧ و ٢ / ٣٥٠ ، والشعر والشعراء ٢٨٦ و ٤١٠ و ٦١٥ و ٧٣٢ ، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٥٨٦ ، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٥٣٨ ، ٥٣٩ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، ومسند أبي عوانة (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٤٢٠ ، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام) ٤٩٠ ، وصفة الصفوة ١ / ٣١٤ ـ ٣١٩ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٤٨ ، ٤٩ ، ونكت الهميان ١٨٠ ـ ١٨٢ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٢٣١ ـ ٢٣٤ رقم ٢١٥ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٩٥ ـ ٣٠٧ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٣١ ـ ٣٥٩ رقم ٥١ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٤٠ ، ٤١ رقم ١٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ٩ ، وطبقات علماء إفريقية وتونس ٧٤ ، لأبي العرب القيرواني ، تحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي ـ تونس ١٩٦٨ ، والعبر ١ / ٧٦ ، والكاشف ٢ / ٩٠ رقم ٢٨٣٢ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٣٣ ـ ٥٤٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٣ رقم ٧٧ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام ٧٦٣ ، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) الفهرس ٦٣١ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) الفهرس ٧١٤ ، ٧١٥ ، والوفيات لابن قنفذ ٧٦ ، ٧٧ رقم ٦٨ و ٨٤ رقم ٨٧ والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٤٧٩ و ٢ / ٥٠٦ ، ودول الإسلام ١ / ٥١ ، والفائق في غريب الحديث للزمخشري ـ تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة ١٩٤٥ ـ ١٩٤٧ ـ ج ١ / ٦٤٢ ، ٦٤٣ ، وشمائل الرسول لابن كثير ـ تحقيق مصطفى عبد الواحد ـ القاهرة ١٩٦٧ ـ ص ٥٠ ، ٥١ ، ونثر الدرّ للآبي ـ تحقيق محمد علي القرني ـ مطبعة الهيئة المصرية العامة ، القاهرة ١٩٨٠ ، ١٩٨١ ـ ج ١ / ٤٠٤ و ٤٠٥ و ٤٠٨ ، ٤٠٩ و ٤١٥ وعيون أخبار الرضا ـ للشيخ الصدوق ـ طبعة قم ١٣٧٧ ه ـ ج ١ / ٣١٧ ، ومكارم الأخلاق ، للطبرسي ـ مصر ١٣٠٣ ه. ـ ص ٥ و ١٠ ، والبصائر والذخائر ، لأبي حيّان التوحيدي ـ تحقيق د. إبراهيم الكيلاني ـ دمشق ١٩٦٤ ـ ١٩٦٨ ج ٢ / ١٩٤ و ٤٣١ و ٤٦١ و ٣ / ٦٠٨ ، والحكمة الخالدة (جاويدان خرد) لمسكويه ـ تحقيق د. عبد الرحمن بدوي ـ القاهرة ١٩٥٢ ـ ص ١٣٢ ، ومحاضرات الأبرار لابن عربي ـ طبعة دار اليقظة العربية ١٩٦٨ ـ ج! / ١٥٠ ، ١٥١ ، والبيان والتبيين ١ / ١٢٣ و ٢٣٥ و ٢ / ٩٤ و ٣ / ٢٥٧ وأدب الدنيا والدين للماوردي ـ تحقيق مصطفى السقا ـ القاهرة ١٩٥٥ ـ ص ٣٣ و ١٠٤ ، وأخبار الدولة العباسية ، لمؤرّخ مجهول ـ تحقيق د. عبد العزيز الدوري ود. عبد الجبار المطلبي ـ طبعة دار الطليعة ، بيروت ١٩٧١ ص ١٢٠ ، والكامل للمبرّد ١ / ١٧٧ و ٢٦٥ و ٢ / ٣١٢ ، والزهرة لابن داود الأصفهاني ـ تحقيق د. إبراهيم السامرائي ود. نوري حمودي القيسي ـ بغداد ١٩٧٥ ـ ج ١ / ٢٦٤ ، وبهجة المجالس لابن عبد البر ـ تحقيق محمد مرسي الخولي ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ، القاهرة ـ ج ١ / ٤٣ و ٣٤٣ و ٣٩٤ و ٤٠٢ و ٤٢٧ ، و ٤٢٨ و ٤٥٨ والمستطرف للإبشيهي ١ / ٨٩ ، و ١٢١ ، ونهاية الأرب للنويري ٦ / ١٦ ، وغرر الخصائص ، للوطواط ـ طبعة بيروت ٢ ـ ص ٤٤١ ، وبرد الأكباد في الأعداد للثعالبي ـ ضمن =
ولد في شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين ، وذكر ابن عباس أنه يوم حجّة الوداع كان قد ناهز الاحتلام.
وروى البخاري في «صحيحه» عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عبّاس : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا ابن عشر سنين ، وقد قرأت «المحكم» (١) ، فتحقّق هذا.
وصحب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ودعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحكمة مرّتين (٢).
__________________
= مجموعة خمس رسائل ـ طبعة الجوائب ١٣٠١ ه. ـ ص ١١٤ ، وكتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة ـ القاهرة ١٩٣١ ـ ص ٢٨ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة ١٩٦٩ ـ ١٩٧٦ ـ ج ٦ / ٣٥٧ ، وسراج الملوك للطرطوشي ـ طبعة الإسكندرية ١٢٨٩ ه. ـ ص ٢٠٣ ، وعين الأدب والسياسة ، لابن هذيل ـ طبعة مصر ١٣٠٢ ه. ص ١٥٤ ، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء للراغب الأصبهاني ـ طبعة بيروت ـ ج ١ و ٥٢٦ و ٦٩٢ ، و ٢ / ٣٦٥ ، وكتاب ألف باء للبلوي ـ طبعة القاهرة ١٢٨٧ ه. ـ ج ١ / ١٩ و ٢٢ و ٢٥ ، والتمثيل والمحاضرة للثعالبي ـ تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ـ القاهرة ١٩٦١ ـ ص ٣٠ ، وشرح مقامات الحريري للشريشي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة ١٩٦٩ ـ ١٩٧٦ ج ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، والصداقة والصديق ، لأبي حيّان التوحيدي ـ تحقيق د. إبراهيم الكيلاني ـ دمشق ١٩٦٤ ـ ص ٤٥ ، والعقد الثمين ٥ / ١٩٠ ، وغاية النهاية ١ / ٤٢٥ ، ٤٢٦ رقم ١٧٩١ ، والإصابة ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣٤ رقم ٤٧٨١ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٦ ـ ٢٧٩ رقم ٤٧٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٢٥ رقم ٤٠٤ ، والنكت الظراف ٤ / ٣٦٤ و ٥ / ٤ ـ ٢٧٩ ، والمطالب العالية ٤ / ١١٤ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٨٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٢ ، والتحفة اللطيفة ٢ / ٤٣٠ ، وتدريب الراويّ للسيوطي ٢ / ٢١٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٤ ، وطبقات الحفاظ ١٠ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ٣٣٢ ، ٢٣٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٥ ، ٧٦.
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٥٣ و ٢٨٧ و ٣٣٧ و ٣٥٧ ، والطيالسي في مسندة ٢ / ١٤٨ ، والطبراني (١٠٥٧٧).
(٢) أخرج البخاري في العلم (١ / ١٥٥) باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ علّمه الكتاب» و ٧ / ٧٨ في فضائل الصحابة ، باب ذكر ابن عباس ، و ١٣ / ٢٠٨ في أول كتاب الاعتصام ، والترمذي (٣٨٢٤) ، وابن ماجة (١٦٦) ، والطبراني (١٠٥٨٨) ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٢٩ وكلهم من طريق : خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ضمّني النبي صلىاللهعليهوسلم ٧ لي صدره وقال : «اللهمّ علّمه الحكمة».
وأخرجه ابن سعد في طبقاته ٢ / ٣٦٥ من طريق : عمرو بن دينار ، عن طاووس ، عن ابن عباس قال : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فمسح على ناصيتي وقال : «اللهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب».
وقال ابن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
روى عن : النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وأبيّ ، وأبيه العبّاس ، وأبي ذرّ ، وأبي سفيان بن حرب ، وطائفة من الصحابة.
روى عنه : أنس ، وغيره من الصحابة ، وابنه عليّ ، ومواليه الخمسة : كريب ، وعكرمة ، ومقسم ، وأبو معبد نافذ (١) ، ودفيف ، ومجاهد ، وطاوس ، وعطاء ، وعروة ، وسعيد بن جبير (٢) ، والقاسم ، وأبو الشعثاء ، وأبو العالية ، والشعبيّ ، وأبو رجاء العطاردي ، وعطاء بن يسار ، وعليّ بن الحسين ، وأبو صالح السّمّان ، وأبو صالح باذام ، ومحمد بن سيرين ، والحسن البصري ، وأخوه سعيد ، وابن أبي مليكة ، ومحمد بن كعب القرظيّ ، وميمون بن مهران ، والضّحّاك ، وشهر بن حوشب ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وإسماعيل السّدّي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وخلق سواهم.
وقال أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : جمعت المحكم في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقبض وأنا ابن عشر حجج (٣) ، قلت : وما «المحكم»؟ قال : «المفصّل».
خالفه أبو إسحاق السبيعي : فروى عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة ، وأنا ختين (٤).
وقال الزّهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عبّاس قال : أقبلت راكبا على أتان ، وأنا قد ناهزت الاحتلام ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي بالناس بمنى (٥).
__________________
(١) في الأصل «ناقد» والتصحيح من : خلاصة التذهيب.
(٢) في الأصل «أبو حمزة» والتصحيح من مصادره.
(٣) انظر تخريج هذا الحديث قبل قليل.
(٤) أخرجه الطيالسي في المسند ٢ / ١٤٩ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٣٣ ، والطبراني (١٠٥٧٨) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٥.
(٥) أخرجه البخاري في سترة المصلّي ١ / ٤٧٢ باب الإمام سترة من خلفه ، وفي صفة الصلاة باب وضوء الصبيان ، وفي الحج : باب حجّ الصبيان ، وفي العلم. باب : متى يصحّ سماع =
قال الواقديّ : لا خلاف بين أهل العلم عندنا أنه ولد في الشعب.
وقد ذكر أحمد بن حنبل حديث أبي بشر المذكور فقال : هذا عندي حديث واه ، وحديث أبي إسحاق يوافق حديث الزّهريّ.
وقال الزّبير بن بكّار : توفّي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وله ثلاث عشرة سنة.
وقال ابن يونس : غزا ابن عبّاس إفريقية مع عبد الله بن سعد ، وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا.
وقال ابن مندة (١) : ولد قبل الهجرة بسنتين ، قال : وكان أبيض طويلا مشربا صفرة ، جسيما ، وسيما ، صبيحا ، له وفرة ، يخضب بالحنّاء.
وقال ابن جريج : قال لنا عطاء : ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلّا ذكرت وجه ابن عباس.
وقال إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، أنّ ابن عباس كان إذا مرّ في الطريق قالت النساء على الحيطان : أمرّ المسك أم مرّ ابن عبّاس؟.
وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم (٢) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : بتّ في بيت خالتي ميمونة ، فوضعت للنبيّ صلىاللهعليهوسلم غسلا ، فقال : «من وضع هذا»؟ قالوا : عبد الله ، فقال : «اللهمّ علّمه التأويل وفقّهه في الدّين» (٣).
وقال ورقاء : ثنا عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس ، قال : وضعت
__________________
= الصغير ، ومسلم في الصلاة (٥٠٤) باب سترة المصلّي ، ومالك في الموطّأ (١ / ١٥٥) في قصر الصلاة في السفر ، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلّي ، وأحمد في المسند ١ / ٢٦٤ ، والطبري في المنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٤.
(١) في الأصل «ابن منذة».
(٢) في الأصل «خيثم».
(٣) إسناده صحيح ، أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٦٦ و ٣١٤ و ٣٢٨ و ٣٣٥ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٤ وابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٦٥ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٢٨ ، والطبراني (١٠٥٨٧) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٣٤ وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وضوءا فقال : «اللهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» (١).
وروى أبو مالك عبد الملك بن الحسين النّخعي ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : رأيت جبريل مرّتين ، ودعا لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحكمة مرّتين (٢).
أحمد بن منصور زاج : ثنا سعدان المروزي ، ثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي (٣) ، عن عبد الله بن بريدة ، عن ابن عباس قال : أرسلني أبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أطلب الإدام ، وعنده جبريل ، فقال : «هو ابن عباس» ، قال : بلى ، قال : فاستوص به خيرا فإنّه حبر أمّتك ، أو قال : حبر من الأحبار (٤).
هذا حديث منكر ، وعبد المؤمن ثقة ، رواه أيضا محمد بن الحكم المروزي ، عن رجل ، عنه.
قلت : جاء من غير وجه أنه رأى جبريل عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم في صورة دحية الكلبي ، فروي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لن يموت عبد الله حتى يذهب بصره» ، فكان كذلك (٥).
وقال جرير بن حازم ، عن يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت لرجل من الأنصار : هلمّ نسأل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإنّهم اليوم كثير ، فقال : يا عجبا لك يا ابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك ، وفي الناس من أصحاب رسول الله من ترى! فترك الرجل (٦) وأقبلت على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل ، فآتيه وهو قائل فأتوسّد ردائي على بابه ، فتسفي الرّيح عليّ التراب فيخرج فيراني ، فيقول :
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣ / ٣٧.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٦٥ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٢٨ ، والترمذي (٣٨٢٣).
(٣) في الأصل «الحنيفي».
(٤) حلية الأولياء ١ / ٣١٦.
(٥) أخرجه الطبراني في أطول مما هنا (١٠٥٨٦) والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٦.
(٦) في الطبقات ، والمستدرك «فتركت» ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٤٣ «فترك ذلك» وكذا في البداية والنهاية ، أما في مجمع الزوائد «فركبت» وهو تحريف.
يا ابن عمّ رسول الله ، ألا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول : أنا أحقّ أن آتيك فأسألك ، قال : فعاش الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ ، فقال : هذا الفتى أعقل منّي (١).
وقال عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سعيد بن جبير قال : كان ناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر رضياللهعنه في إدنائه ابن عباس دونهم ، قال : وكان يسأله ، فقال عمر : أما إنّي سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله به ، فسألهم عن هذه السورة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (٢) فقال بعضهم : أمر الله نبيّه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمده ويستغفره ، فقال : تكلّم يا ابن عباس ، فقال ابن عباس : أعلمه متى يموت. قال : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) (٣) فهي آيتك من الموت (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) (٤).
وقال أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان عمر يأذن لي مع أهل بدر.
وقال المعافى بن عمران ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن سليمان الأحول ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال أبو بكر الهذلي ، عن الحسن قال : كان ابن عباس من الإسلام
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٤٢ ، والمستدرك ٣ / ٥٣٨ وإسناده صحيح ، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي في التلخيص ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٧ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٢) أول سورة النصر.
(٣) سورة النصر ، الآيتان ١ و ٢.
(٤) سورة النصر ، الآية ٣ ، والحديث أخرجه بسنده البلاذري ٣ / ٣٣ ، وأخرجه البخاري في المغازي ٨ / ٩٩ باب منزل النبي صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح ، وباب مرض النبي صلىاللهعليهوسلم ووفاته ، وفي التفسير ، باب قوله (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) ، وأخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، والترمذي (٣٣٦٢) ، والطبراني (١٠٦١٦) و (١٠٦١٧) ، وابن جرير الطبري في التفسير ٣٠ / ٣٣٣ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٣٩ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣١٦ ، ٣١٧ ، والسيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٧.
بمنزل ، وكان من القرآن بمنزل ، وكان يقوم (١) على منبرنا هذا ، فيقرأ البقرة وآل عمران ، فيفسّرها آية آية ، وكان عمر إذا ذكره قال : ذاكم فتى الكهول ، له لسان سئول ، وقلب عقول (٢).
وقال عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كلّ القرآن أعلمه إلّا الرّقيم ، وغسلين ، وحنانا (٣).
وعن سعيد بن جبير قال : قال عمر لابن عباس : لقد علمت علما ما علمناه (٤). سنده صحيح.
وعن يعقوب بن زيد قال : كان عمر يستشير ابن عبّاس في الأمر يهمّه ويقول : غوّاص (٥).
وعن سعيد بن جبير ، قال عمر : لا يلومني أحد على حبّ ابن عبّاس.
وعن الشّعبيّ ، قال ابن عباس : قال لي أبي : يا بنيّ إنّ عمر يدنيك ، فاحفظ عنّي ثلاثا : لا تفشينّ له سرّا ، ولا تغتابنّ عنده أحدا ، ولا يجرّبنّ عليك كذبا (٦).
وقال عكرمة : حرّق عليّ ناسا ارتدّوا ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال : لو كنت أنا لم أحرّقهم بالنّار ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تعذّبوا بعذاب الله» ولقتلتهم ، لقوله عليهالسلام : «من بدّل دينه فاقتلوه» ، فبلغ ذلك عليّا فقال : ويح ابن امّ الفضل ، إنّه لغوّاص على الهنات (٧).
__________________
(١) في طبعة القدسي ٣٣ «يقدم».
(٢) أخرجه الطبراني (١٠٦٢٠) ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣١٨ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٣٧ ، ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٧ إلى الطبراني ، وقال : وأبو بكر الهذلي ضعيف.
(٣) زاد في : البداية والنهاية «والأواه» والحديث أخرجه الطبراني ١٥ / ١٩٩ من طريق عبد الرزاق.
(٤) أنساب الأشراف ٣ / ٣٧.
(٥) في : سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٤٦ : «غص غوّاص».
(٦) نسب قريش ٣٦ ، أنساب الأشراف ٣ / ٥١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٣ ، ٥٣٤ ، المعجم الكبير (١٠٦٩) ، حلية الأولياء ١ / ٣١٨.
(٧) إسناده صحيح ، وهو في المعرفة والتاريخ ١ / ٥١٦ ، وأخرجه البخاري في الجهاد ٦ / ١٠٦ =
وعن سعد (١) بن أبي وقّاص قال : ما رأيت أحدا أحضر فهما ، ولا ألبّ لبّا ، ولا أكثر علما ، ولا أوسع حلما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات ، فلا يجاوز قوله ، وإنّ حوله لأهل بدر (٢).
وعن طلحة بن عبيد الله قال : لقد أعطي ابن عباس فهما ولقنا (٣) وعلما ، وما كنت أرى عمر يقدّم عليه أحدا (٤).
هذا والّذي قبله من رواية الواقدي.
وقال الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : لو أدرك ابن عبّاس أسناننا ما عشره منّا أحد (٥).
وفي لفظ : ما عاشره منّا أحد ، وكذا قال جعفر بن عون ، وغيره ، والأول أصحّ.
وقال الأعمش ، عن إبراهيم قال : قال عبد الله : لو أنّ هذا الغلام أدرك ما أدركنا ، ما تعلّقنا معه بشيء.
قال الأعمش : وسمعتهم يتحدّثون أنّ عبد الله قال : ولنعم ترجمان القرآن ابن عبّاس (٦).
وقال الواقديّ : ثنا مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن بسر (٧) بن سعيد ، عن
__________________
= باب : لا يعذّب بعذاب الله ، و ١٢ / ٢٣٧ في استتابة المرتدّين ، باب حكم المرتدّ والمرتدّة ، والنسائي في تحريم الدم ٧ / ١٠٤ ، باب الحكم في المرتدّ ، وأبو داود في أول الحدود (٤٣٥١) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٣٨ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٣٥ من طرق وألفاظ مختلفة.
(١) في طبعة القدسي ٣٣ «سعيد» وهو غلط.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٩.
(٣) في الأصل مهملة.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٧٠.
(٥) إسناده صحيح ، وهو في : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٥ ، والمستدرك ٣ / ٥٣٧.
(٦) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٥ ، المستدرك ٣ / ٥٣٧ وفيه قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في التلخيص.
(٧) في طبعة القدسي ٣٤ «بشر» بالشين المعجمة ، وهو تحريف.
محمد بن أبيّ بن كعب : سمعت أبي يقول ، وكان عنده ابن عباس ، فقام فقال : هذا يكون حبر هذه الأمّة ، أرى عقلا وفهما ، وقد دعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يفقّهه في الدّين.
وقال الواقدي : ثنا أبو بكر ابن أبي سبرة ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة قال : سمعت معاوية يقول : مولاك (١) والله أفقه من مات ومن عاش.
وعن عائشة قالت : ابن عبّاس أعلم من بقي بالحجّ (٢).
وقال مجاهد : ما رأيت أحدا قطّ مثل ابن عباس ، لقد مات يوم مات ، وإنه لحبر هذه الأمّة ، كان يسمّى البحر لكثرة علمه (٣).
وعن عبيد الله بن عبد الله قال : كان ابن عبّاس قد فات الناس بخصال : بعلم ما سبق إليه ، وفقه فيما احتيج إليه ، وحلم ونسب ونائل ، وما رأيت أحدا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا بقضاء أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، منه ، ولا أعلم بما مضى ، ولا أثقب رأيا فيما احتيج إليه منه ، ولقد كنّا نحضر عنده ، فيحدّثنا العشيّة كلّها في المغازي ، والعشيّة كلّها في النّسب ، والعشيّة كلّها في الشعر.
رواه ابن سعد (٤) ، عن الواقدي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (٥) ، عن أبيه ، عنه.
وعن مسروق قال : كنت إذا رأيت ابن عباس قلت : أجمل الناس ، وإذا نطق قلت : أفصح الناس ، وإذا تحدث قلت : أعلم الناس (٦).
وقال القاسم بن محمد : ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قطّ.
__________________
(١) في طبعة القدسي ٣٤ : «سمعت معاوية يقول : مات». وهو يعتمد على : البداية والنهاية لابن كثير ، وما أثبتناه عن : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٧٠.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٥.
(٣) أنساب الأشراف ٣ / ٣٣ ، المستدرك ٣ / ٥٣٥ ، حلية الأولياء ١ / ٣١٦.
(٤) في طبقاته ٢ / ٣٦٨.
(٥) في الأصل «الزياد».
(٦) أنساب الأشراف ٣ / ٣٠.
وقال صالح بن رستم ، عن ابن أبي مليكة قال : صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة ، فكان يصلّي ركعتين ، فإذا نزل قام شطر الليل ، ويرتّل القرآن حرفا حرفا ، ويكثر في ذلك من النشيج والنّحيب.
وقال معمر بن سليمان ، عن سعيد بن درهم ، عن أبي رجاء قال : رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه (١) مثل الشّراك البالي من البكاء (٢).
وجاء عنه أنه كان يصوم الإثنين والخميس.
وقد ولي البصرة لعليّ ، وشهد معه صفّين ، فكان على ميسرته ، وقد وفد على معاوية فأكرمه وأجازه. وجاء أنه كان يلبس حلّة بألف درهم. أبو جناب (٣) الكلبي ، عن شيخ ، أنّ ابن عباس شهد الجمل مع عليّ.
وقال مجالد ، عن الشعبي : أقام عليّ بعد الجمل خمسين ليلة ، ثم أقبل إلى الكوفة ، واستخلف ابن عبّاس على البصرة ، ولما قتل عليّ حمل ابن عباس مبلغا من المال ولحق بالحجاز ، واستخلف على البصرة.
عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن رشدين بن كريب ، عن أبيه قال : رأيت ابن عباس يعتمّ (٤) بعمامة سوداء خرقانية ، ويرخيها شبرا.
محمد بن أبي يحيى ، عن عكرمة : كان ابن عباس إذا اتّزر أرخى مقدّم إزاره ، حتى تقع حاشيته على ظهر قدمه.
ابن جريج : أنبأ الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، أنّ ابن عباس كان ينهى عن كتاب العلم ، وأنّه قال : إنّما أضلّ من كان قبلكم الكتب.
حفص بن عمر بن أبي العطاف ـ وهو واه ـ ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج : أنّ ابن عباس قال : قيّدوا العلم بالكتب.
__________________
(١) في الأصل «وأسفل بن عيينة».
(٢) أنساب الأشراف ٣ / ٣٨.
(٣) في الأصل : «أبو خباب».
(٤) في طبعة القدسي ٣٥ «يقيم» وهو تحريف.
نافع بن عمر : ثنا عمرو بن دينار ، أنهم كلّموا ابن عباس أن يحجّ بهم وعثمان محصور فدخل عليه فأخبره ، فأمره أن يحجّ بالنّاس ، فحجّ بالناس ، فلما قدم وجد عثمان قد قتل ، فقال لعليّ : إن أنت قمت بهذا الأمر الآن ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.
معتمر بن سليمان ، وغيره ، عن سليمان التّيمي ، عن الحسن قال : أول من عرّف بالبصرة (١) ابن عباس ، كان مثجا (٢) ، كثير العلم ، قال : فقرأ سورة البقرة ، ففسّرها آية آية (٣).
ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : كان ابن عباس إذا سئل عن الأمر ، فإن كان في القرآن أو السّنّة أخبر به ، وإلّا اجتهد رأيه (٤).
حمّاد بن زيد (٥) ، عن عليّ بن زيد ، عن سعيد بن جبير ، ويوسف بن مهران قالا : ما نحصي ما سمعنا ابن عبّاس يسأل عن الشيء من القرآن ، فيقول : هو كذا ، أما سمعت الشاعر يقول : كذا وكذا (٦).
أبو أميّة بن يعلى ، عن سعيد بن أبي سعيد : كنت عند ابن عباس ، فقيل له : كيف صومك؟ قال : أصوم الإثنين والخميس.
مالك بن دينار ، عن عكرمة : كان ابن عباس يلبس الخزّ ، ويكره المصمت منه (٧).
أبو عوانة ، عن أبي الجويرية : رأيت إزار ابن عباس إلى أنصاف ساقيه (٨).
__________________
(١) كان يصعد المنبر يوم عرفة ، ويجتمع أهل البصرة حوله ، فيفسّر شيئا من القرآن ويذكّر الناس من بعد العصر إلى الغروب ، ثم ينزل فيصلّي بهم المغرب ، كما في البداية والنهاية.
(٢) أي كان يصبّ الكلام صبّا.
(٣) أنساب الأشراف ٣ / ٣٤ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٧.
(٤) أنساب الأشراف ٣ / ٣٢ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٦.
(٥) في طبعة القدسي ٣٥ «الحمادان عن علي بن زيد» ، والتصويب من أنساب الأشراف.
(٦) أنساب الأشراف ٣ / ٣٢ وفيه «أما سمعتم الشاعر» ، وكذا في طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٧.
(٧) المصمت : الّذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره.
(٨) الحديث في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٥٥ بأطول مما هنا.
شريك ، عن أبي إسحاق : رأيت ابن عباس طويل الشعر أيام منى ، أظنّه قصّر ، ورأيت في إزاره بعض الإسبال.
ابن جريج ، عن عطاء : رأيت ابن عباس يصفّر ، يعني لحيته.
يونس بن يزيد قال : استعمل عثمان على الحجّ وهو محصور ابن عباس ، فلما صدر عن الموسم إلى المدينة ، بلغه وهو ببعض الطريق قتل عثمان ، فجزع من ذلك وقال : يا ليتني لا أصل حتى يأتيني قاتله فيقتلني ، فلما قدم على عليّ خرج معه إلى البصرة ، يعني في وقعة الجمل ، ولما سار الحسين إلى الكوفة قال ابن عباس لابن الزبير ، وقد لقيه بمكة : خلا لك والله يا بن الزبير الحجاز ، فقال : والله ما ترون إلّا أنّكم أحقّ بهذا الأمر من سائر الناس ، وتكالما حتى علت أصواتهما ، حتى سكّنهما رجال من قريش ، وكان ابن عباس وابن الحنفيّة قد نزلا بمكة في أيام فتنة ابن الزبير ، فطلب منهما أن يبايعاه ، فامتنعا وقالا : أنت وشأنك لا نعرض لك ولا لغيرك.
وعن عطيّة العوفيّ أنّ ابن الزبير ألحّ عليهما في البيعة وقال : والله لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنار ، فبعثا أبا الطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة ، فانتدب أربعة آلاف ، وساروا فلبسوا السلاح حتى دخلوا مكة ، وكبّروا تكبيرة سمعها الناس ، وانطلق ابن الزبير من المسجد هاربا ، ويقال : تعلّق بالأستار ، وقال : أنا عائذ الله ، قال بعضهم : فمثلنا إلى ابن عباس وابن الحنفيّة ، وقد عمل حول دورهم الحطب ليحرقها ، فخرجنا بهم حتى نزلنا بهم الطائف.
قلت : فأقام ابن عباس بالطائف سنة أو سنتين لم يبايع أحدا.
وقال ابن الحنفيّة لما دفن ابن عباس : اليوم مات ربّاني هذه الأمة (١).
رواه سالم بن أبي حفصة ، عن أبي كلثوم ، عنه.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٨ ، أنساب الأشراف ٣ / ٥٤ ، المستدرك ٣ / ٥٤٣.