تنقيح المقال

الشيخ محمّد رضا المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ محمّد رضا المامقاني


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-543-4
الصفحات: ٣٩٢

....................

والأصل إن طاب طاب الفرع والثمر(١)

وقد ولدت منّي إلى اليوم خمس بنات ، ماتت منهنّ إثنتان ، وبقيت ثلاث (٢) ، وأسقطت ولدين.

وولدت ولداً اسمه : محمّد علي ، ولقبه : محيي الدين ، ولد في الرابع من صفر بعد الشمس سنة ١٣٤١ (٣).

__________________

(١٢٣٠ ـ ١٣٢٦ هـ) الفقيه الحجّة ، من أكابر الفقهاء ، وأجلاّء العلماء ، تتلمذ على أبيه وأخيه المولى علي وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري .. وغيرهم ، وكان له إلمام بالفقه وتوفيق في التدريس والدرس .. على حدّ قول تلميذه الطهراني في النقباء ، حيث ذكر له ترجمة وافية ، وله شعر رائع.

انظر عنه : طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٢/٥٧٣ ـ ٥٧٦ ، أعيان الشيعة ٦/١٠ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٢٦ ـ ٢٢٩ برقم ٨ ، ريحانة الأدب ١/٤٠٨ ـ ٤٠٩ برقم ٩٣٣ .. وغيرها.

(١) كان في ذكري أنّي رأيت هذا العجز ، وبعد بحث مضن وجدته من قصيدة مفصّلة أنشدها السيّد مهدي البغدادي رحمه الله في رثاء الشيخ محمّد حسن المامقاني طاب ثراه ، وأوردها الشيخ الجدّ قدّس سرّه في مخزنه ٠/١٢٧ ـ ١٣٢ ، ومحلّ الشاهد صفحة : ١٣٠ ، وصدر البيت هو : فنورهم وهداهم منه مقتبس.

(٢) سيظهر فيما بعد أنّهن أكثر من ذلك.

(٣) ذكرت أغلب المصادر أن ولادة الشيخ الوالد حفظه الله هي ١٣٤٠ هـ ، وكان ظنّنا هذا قبل أن نحظى بهذه الرسالة ، وعليه فما أسلفنا في ترجمته في آخر مخزن المعاني ٠/٤٢٧ ـ ٤٣٨ غير صحيح ، ولا نرى ضرورة في تكرار ما هناك ، فراجع.

٢٨١

ثم ولدت (١) بنتاً أُخرى سمّيتها بـ : الزكية ، ساعة ثمانية وربع تقريباً من ليلة الأحد سابع جمادى الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع وثلاثين(٢).

ثم ولدت بنتاً ثالثة ساعة وربع بعد الشمس تقريباً من يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ألف وثلاثمائة وخمس وثلاثين ، سمّيتها بـ : الحميدة (٣).

ثم ولدت بنتاً رابعة سمّيتها : الصفية ; قبيل الظهر من يوم الثلاثاء ثامن شهر جمادي الأُولى من سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثلاثين.

ثم بتول ; ولدت ساعة بالتسعة [كذا] من ليلة ٢٣ جمادى الأُولى سنة ١٣٤٣ (٤).

__________________

(١) هذه وأُختها أكبر من شيخنا الوالد دام ظلّه ، وكلمة (ثم) موهمة.

(٢) وهي زوجة المرحوم الحاج عبد الهادي الصيدلي (رحمهما الله) الذي مرّت ترجمته مختصراً في مخزن المعاني ٠/٤٢٠ ، تزوّج بها بعد وفاة الشيخ الجدّ (رحمه الله) ، وتوفّي في طهران بعد أن توفّيت زوجته قبله في بغداد ، وقد أنجب منها أربع ذكور وخمس بنات.

(٣) وهي زوجة شيخنا العم الشيخ محمّد الرشتي رحمه الله (١٣٣٧ ـ ١٣٩٤ هـ) ، وقد أسلفنا الحديث عنه في فصل (أصهار الشيخ الجد طاب ثراه) من كتابنا : مخزن المعاني ٠/٤١٨ ، وأشرنا إلى بعض مكانته العلمية والعملية هناك ، وقد أنجبت منه رحمه الله أربعة ذكور وثلاث بنات حفظهم الله.

(٤) وهي التي قد تزوّجت بابن عمّها ، الشيخ عبد المحسن المامقاني حفظه الله ، العالم الفاضل ، الذي أدرجنا له ترجمة مجملة جدّاً في المخزن ٠/٤٢٠ ، وأنجب منها

٢٨٢

ثم منتهى ; أوّل المغرب ليلة (١٨) شوّال سنة ١٣٤٥ (١).

وولدت ولداً آخر سمّيته : ...(٢) كمال الدين ، في ساعة إلا ده(٣) [كذا] دقيقة من ليلة الثلاثاء الثاني من ربيع الأوّل سنة ١٣٤٨.

تاريخ ولادة ..(٤) ساعة عشرة وعشر دقائق المصادف ساعة تحقيقاً قبل الفجر من ليلة الجمعة تاريخ شوال ١٣٤٩.

وقد ولدت بنت السلطان منّي بنتاً في نصف ساعة بعد طلوع شمس يوم الخميس خامس عشر جمادى الثانية سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين ، سمّيتها بـ : شوكت الشريعة(٥) حفظها الله تعالى

__________________

خمسة ذكور وبنتاً واحدة حفظهم الله ، وكان زواجها بعد وفاة والدها ، وقد توفّيت أخيراً رحمها الله.

(١) وهي زوجة المرحوم العلامة السيّد عبد المطّلب الحيدري (١٣٢٥ ـ ١٤٠١ هـ) ، تزوج بها بعد وفاة الشيخ رحمه الله ، وقد أنجبت منه ولدين وبنتاً واحدة ، وهو آخر أصهار الشيخ الجدّ طاب ثراه ، أسلفنا الحديث عنه في المخزن ضمن تلامذة الشيخ عبد الله المامقاني رحمهما الله ٠/٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، وأشرنا له في صفحة : ٤٢٠.

(٢) الكلمة هنا مطموسة في الأصل ، وخطّ على ما قبلها وبعدها!

انظر : الأصل المصوّر هنا برقم (٣٨).

(٣) كذا قد تقرأ : وهو نوع من تلميع في الكلام ، والعبارة مشوّشة.

(٤) كذا ، وهنا كلمة مطموسة في الأصل ، قد تقرأ : محمّدرضا.

انظر : الصورة رقم (٣٨).

(٥) وهي زوجة السيّد علي نقي التويسركاني ابن السيّد محمّد شريف بن السيّد

٢٨٣

وجعلها من الصالحات.

ثم ولدت منّي ولداً (١) ، ثم تمرّضت في شهر رجب وتوفيّت في رابع عشر ذي القعدة من [سنة] ألف وثلاثمائة وثلاث وثلاثين ، ثم توفّي الولد بعدها بأشهر(٢).

__________________

محمّد طاهر الحسيني ، الذي سلف الحديث عنه وعن أخيه ـ السيّد ضياء الدين ـ في كتابنا هذا المخزن ٠/٤١٧ ـ ٤١٨ ، ولا نعرف عنه معلومات كافية ، وقد أنجب منها عشرة ذكوراً وأناثاً.

(١) لا شكّ بوجود ولد للشيخ الجدّ طاب ثراه يكبر شيخنا الوالد دام ظلّه باسم : محمّد حسن ; سمّي الجد الأكبر ، كان أن خصّه الشيخ بالخطاب في كتابه مرآة الرشاد .. كما جاء في أوّله ، وقد مات في حياته رحمهما الله ، ولا نعرف عنه شيء.

قال رحمه الله في الصفحة الأُولى من مرآة الرشاد : .. وخفت أن يدركني الأجل قبل تربية ولدي وفلذة كبدي سميّ والدي (محمّد حسن) أحسن الله سبحانه حاله في الدارين .. إلى آخره ، وحيث كان كتابه مرآة الرشاد ـ كما صرّح في آخره ـ : بعد الساعة الثامنة من ليلة الأحد سابع شهر جمادى الأوّل سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين .. أي بعد زواجه رحمه الله بأربع عشرة سنة .. ولا شكّ أنّه توفّي في حياة أبيه رحمهما الله .. إلاّ أنـّه لم يشر له هنا بحال .. وهذا غريب جدّاً ، وما أشار له لا يتلائم عمره مع التاريخ المزبور ، ولعله من زوجاته الأخر. فلاحظ.

(٢) وعليه ، فقد أعقب شيخنا الجد طاب رمسه ثماني بنات وولداً واحداً ، وهو شيخنا الوالد دام ظلّه ، وقد سمعت من بعض الأرحام والعمّات أنّ مجموع

٢٨٤

ومن غريب(١) منن الله تعالى عليّ إنّه كانت لي في أزمنة عديدة زوجتان في دار واحدة ، وما اجتمعت عندي اثنتان إلاّ كانتا كأُختين مؤتلفتين! والحمد لله تعالى على نعمه كلّها.

وأظن أنّ ذلك من جهة أنّ الدنيا دار مكافات ، وإنّي لا أحسد أحداً من أقراني على شيء أبداً ، فرفع الله تعالى بفضله الحسد عن زوجاتي حتّى يجازيني على ترك الحسد المحرّم ..

ولمّا رأيت أنّي كلّما أخذت الثانية تموت الأُولى ، اقتصرت منذ سنين على الخليلية ..

__________________

ما رزق به من الأولاد هو عشرة ذكور وخمس عشرة بنتاً بقي منهم تسع ، ومات بعضهم وأسقط الباقي!

(١) قد تقرء الكلمة في الأصل : عزيز!

٢٨٥
٢٨٦

الأمر الثالث (١)

في نقل أطياف (٢) غريبة رأيتها في عمري

إنّ لي أطياف غريبة أقتصر على نقل واحد منها (٣) ; وهو إنّي [كذا] .. :

فمنها (٤) : ما رأيته بعد البلوغ (٥) بيسير ; حيث كنت أسكن مع أخي في حجرة

__________________

(١) انظر الصور : رقم (٣٩ ـ ٥٠).

(٢) أطياف جمع طيف ، وهو لغة بمعنى الخيال مجيئة في النوم ، كما في لسان العرب ٩/٢٢٨ ، ومجمع البحرين ٥/٩٢ .. وغيرهما ، بل في كتاب العين ٧/٤٥٩ إنّ : كل شيء يغشى البصر من وسواس الشيطان فهو طيف ، قال : وما في الأشعار من الطيف ... يعني أنـّه يرى خيالها في منامه ، فذلك طيفها .. ويأتي بمعنى المس من الشيطان .. إلاّ أنّ استعماله اليوم هو بمعنى الحلم مطلقاً سواء أكان في خير أم شرّ.

(٣) كذا ، وهو أكثر من واحد ـ كما ترى ـ والذي يظهر من الوريقات إنّها كانت مسودّة يضاف عليها.

(٤) كذا ، والعبارة السالفة جاءت في الهامش .. أقحمناها متناً حيث لم يخطّ عليها وخطّ على ما سواها ، فلاحظ.

(٥) صرّح المرحوم الجدّ طاب رمسه في مخزنه ٠/١٥٦ بقوله : وقد بلغت بالاحتلام في الليلة الرابعة من شهر ذي الحجّة الحرام في سنة ألف وثلاثمائة وأربع.

٢٨٧

ببرّاني(١) دارنا ، وكنت نائماً على السطح فرأيت أنّ حجرتنا ـ أرضها ، وسقفها ، وجدرانها .. وكل ما يرى منها ـ قطعة ذهب منقوش بنقوش غريبة بالمينا (٢) ، وعلى الرفوف(٣) مصوغة من الذهب ، منقوشة بالمينا ، وأنّ جدتي من قبل أُمّي ـ أعني المطهرة الطاهرة ، والزهرة الزاهرة ، الصديقة الكبرى روحي وأرواح العالمين فدا تراب أقدامها ـ لابسة للسواد ، جالسة بالمكان الذي كنت أجلس فيه من الحجرة ـ ليس الأخ ولا غيره معنا (٤) ـ وأنا جالس عن يمينها متكئاً بمرفقي اليسرى على ركبتها اليمنى ـ كانت تلك عادتي مع

__________________

(١) البراني ، ويقابله : الدخلاني ـ وقد سبق الحديث عنه ـ ويقصد به عرفاً القسم الخارجي والعامّ للرجال من الدار ، مقابل دار الحريم والعيال ، المعبّر عنها بـ : الدخلاني ، ولعلّه مأخوذ من البرّ والصحراء مقابل : الدخلاني المأخوذ من الداخل ، وقد يقابله : الجواني ، ومنه قولهم : (من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه) أو لعلّه مأخوذ من كلمة فارسية متداولة ، هي : بيروني ، مقابل : اندروني .. ولعلّ الأولى لها جذور عربية ، والثانية من أصل فارسي جاءت لها جناساً.

(٢) المينا : تأتي بعدّة معاني ، ذكر جملة منها دهخدا في لغتنامته ٤٥/٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، و٢٣٠ : منها إنّه : زجاج أبيض ، ومنها : التذهيب ، أو صخرة لاجوردية اللون ينقش بها على الذهب والفضّة ، أو مادة زجاجية ذات ألوان متعدّدة ينقش بها على الفلّزات والظروف الخزفية .. وغيرها ، ويراد منه هنا التزيين بالزجاج والجواهر وغيرها ، ويقال لها : مينو.

(٣) الرفوف جمع الرف : هو الخشبة أو نحوها تشدّ إلى الحائط أو مكان يستخرج منه كي توضع عليه الملابس أو بعض لوازم البيت.

(٤) المقصود انفراده في التشرّف بخدمتها سلام الله عليها ، وعدم مشاركة أحد معه في ذلك.

٢٨٨

والدتي قدّس سرّها في عالم الصبا ـ وأنا ملتفت في عالم الرؤيا إلى أنّ لبسها للسواد من أجل ولدها المظلوم أرواحنا فداه ولعن الله من ظلمه ـ وكنت لا انظر إليها زعماً منّي حرمة نظري إليها ، لغفلة عن كونها جدّتي .. غاية ما هناك إنّها سيّدتي .. وكنت أتحدّث معها وتتحدّث معي .. فلمّا مضى يسيراً إلتفتُّ إلى أنّ أُمّي علوية ، وأ نّها جدّتي ، وأنـّه يحلّ لي النظر إليها .. فرفعت رأسي وجلست ونظرت إليها .. فكأ نّها البدر ليلة تمامه وكماله.

ثم بعد ما تحدّثنا مدّة ، وردت والدتي قدّس سرّها علينا في نهاية الأدب(١) ، وسلّمت وخفضت برأسها يسيراً ، وقالت(٢) لها : إنّ الغداء حاضر .. فنظرت سلام الله عليها إليَّ نظر استفهام للقيام .. فأشرت إليها بأنّ الأمر إليك ، ونحن رقيقك .. فقامت وقمت معها ، فتقدمت ولحقتها ولحقتني والدتي قدس سرها ، وصعدنا حجرة الشيخ قدّس سرّه .. وإذا الحجرة وما فرش فيها في نهاية البياض ، ولا يرى من خارجها إلاّ أشجار ، وكان الخان(٣) منصوباً ،

__________________

(١) تحدّث الشيخ الجد طاب رمسه عن والدته العلوية هذه في كتابه مخزن المعاني ٠/٨٧ ـ ٩٣ ، وعبّر عنها بـ : العلوية الحسيبة ، والعفيفة الجليلة ، محترم بيگم بنت السيّد الجليل الحسيب السيّد محمود التبريزي رحمهما الله .. ثم ذكر جملة وافرة من فضائلها ومكارمها وما أنشد هو فيها وما قيل عنها بعد وفاتها ..

(٢) في الأصل : وقال .. ولا معنى لها.

(٣) الخان : بمعنى السفرة ، مأخوذ من الخوان : المائدة ، وهي كلمة معرّبة ، كما في لسان العرب ١٣/١٤٦ ، وقال : والخَوان والخِوان : الذي يؤكل عليه ، معرّب ، والجمع أخونة في القليل ، وفي الكثير : خِون. ولاحظ : كتاب العين ٤/٣٠٩ ، ومجمع البحرين ٦/٢٤٥ .. وغيرهما.

٢٨٩

والأطعمة موضوعة .. فقعدت وقعدت عن يمينها ولا ثالث لنا .. فأكلت وأكلت معها.

ثم انتبهت ; وحمدت الله تعالى على حلّ نظري إليها ، وصحّة انتسابي إليها ، وتشرّفي باتصال نسبي من قبل الأُمّ بها ، وذلك من فضل الله تعالى عليّ وعلى ذرّيتي ..

ومنها (١) : التي هي ببركة مولانا الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، وذلك :

إنّي رأيت ليلة السبت حادي عشر جمادى الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع عشرة في الطيف ; إنّي في حال المشي في زقاق وصلت إلى دراج(٢) ، وفي منتهى الدراج مكان جالس فيه رجل لونه يميل إلى السمرة ، وعيناه وحاجباه ولحيته المباركة في غاية الحسن والسواد ، قطط الشعر ، في وجهه

__________________

(١) قد سبق أن نقل طاب رمسه هذا الحلم في كتابنا هذا مخزن المعاني ٠/١٩٢ ـ ١٩٥ عند ترجمته لنفسه ، ومثله في موسوعته الرجالية تنقيح المقال ٣/٢١٠ [الطبعة الحجرية] عندما وصل لاسمه الشريف.

(٢) كذا ، وهي كلمة عامّية ، وفي التنقيح : درج ، وهو الظاهر ، ويراد منه لغة : المرقاة ، كما في لسان العرب ٢/٢٦٦ ، كما إنّ الدرجة واحدة الدرجات ، وهي الطبقات من المراتب ، كما إنّ المدرجة هي ممرّ الأشياء على الطريق وغيره ، قاله في العين ٦/٧٨ ، وقال : درج البناء ودرجه ـ بالتثقيل ـ مراتب بعضها فوق بعض ، واحدته درجة .. قاله في اللسان أيضاً ، ولاحظ : مجمع البحرين ٢/٢٩٨ ـ ٣٠٠.

وعلى كل ; فالمراد منه هنا السلّم ، وهو استعمال خاصّ غير دارج.

٢٩٠

شامات(١) سود ..

فلمّا نظرت إليه نظر غير معتن به نظر إليّ نظر مغضب عليّ(١) .. فعند ذلك أُخبرت أنـّه سيدي ومولاي الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، فارتعش جسدي ، وتحيّرت في العلاج .. وقلت في نفسي : إن استأذنت في الصعود إليه للاستعفاء ولم يأذن لي لوقعت بين محذورين ; لأنـّي إن خالفته كفرت ، وإن أطعته بقيت مذنباً .. فتأمّلت هويناً ..

ثم خطر ببالي الرؤيا السابقة(٣) ، وإنّ لي معهم قرابة ورحمية ، فصعدت من غير استئذان اعتماداً على الرحميّة ، بانياً على العود إن نهاني .. فلم ينهني عليه السلام ، فصعدت ووجدته جالساً رافعاً ركبته اليمنى وواضعاً كفّه عليها ، وضامّاً رجله اليسرى إلى فخذه .. فسلّمت عليه .. فردّ عليّ السلام ، فقبّلت يده ، ثم أردت أن أقبّل رجله .. فأراد أن يمتنع فالتمسته فأذن لي .. فقبّلت رجله .. ثم عرضت بحضرته المباركة باللسان التركي ـ ما ترجمته ـ : يا سيّدي! وحقّك لم أكن أعرفك في النظرة التي نظرت إليك غير مؤدّب ..

فتبسّم عليه السلام ، وقال : نعم حبّك لنا وإخلاصك محرز .. فطلبت منه العفو فعفا.

__________________

(١) شامات جمع شام ، وهو جمع : شامة بمعنى ، الخال.

ولاحظ : الصحاح ٥/١٩٦٣ .. وغيره.

(٢) لا توجد كلمة : عليّ ، في تنقيح المقال.

(٣) في المخزن والتنقيح : ببالي رؤيا لي سابقة.

٢٩١

فلمّا انصرفت ومشيت أقداماً قهقرى .. تذكّرت إنّي منذ سنين كنت عازماً على الإتيان بعمل أُم داود لأن أرى أحد الأئمة عليهم السلام في المنام فيتفل بحلقي لينشرح به(١) صدري .. وكانت العوائق تمنعني عن الإتيان به بذلك القصد ; لأني عملته سنة لبرء الوالد قدّس سرّه من مرض وجع المعدة الذي كان مؤذياً له .. فارتفع ، وسنة لبرء عين الوالدة قدّس سرّها فبرءت ، فقلت في نفسي : هذا الإمام الصادق عليه السلام رئيس الفقه وقد لقيته فاطلب منه حاجتك تلك فإن شاء أجاب وإلاّ فلا .. وعلى التقديرين يسقط عنك تعب العمل ..

فرجعت إليه وجلست بين يديه والتمست منه أن يتفل بحلقي ، فنظر إليّ وتبسّم ..

وقال : ائتني بشفتيك أُقبلهما عوض التفلة ..

فقلت : سيّدي أُريد أن يدخل ريقك في جوفي لينشرح بذلك صدري ..

فقال عليه السلام : إذا كان لابدّ لك من ذلك فهات أضع لساني في فيك .. فمصّه.

__________________

(١) لا توجد : به ، في المخزن والتنقيح.

٢٩٢

فقلت : سمعاً وطاعة ، فأخرج قليلا من لسانه فوضعه في فمي فاستقللت ذلك ، فوضع جميع لسانه الشريف في فمي فأخذت أمصّه ـ وأنا واضع يديّ إلى(١) الأرض ، جالس جلسة التشهّد تأدّباً ـ وكنت أحسّ في حال المصّ أنّ الريق لا يدخل المعدة وإنّما في داخل حلقومي ثقب يدخل الريق منه في العروق ، وكنت انظر إلى عروق يديّ .. إلى أن وجدت إنّي قد شبعت ، وإنّ العروق قد امتلئت من ذلك حتى كادت عروق يديّ .. تشقّ الجلد .. فأخرجت لسانه الشريف من فمي ..

فقال عليه السلام : شبعت؟

فقلت : نعم.

فقال : ائتني بشفتيك لأُقبّلهما .. فقرّبت شفتي من فيه الشريف فقبّلهما وقمت.

ومن غاية سروري على نيل المرام ، انتبهت من النوم فوجدت أنّ الصبح قريب ، فحمدت الله تعالى على ذلك وشكرت ، فإنّ ذلك من فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم.

وممّا وجدت من أثر ذلك إنّي إلى تلك الليلة لم أكن أتمكّن في تمام اليوم والليلة ـ باستثناء ضروريّات المعاش ـ من تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أُصنّف في كلّ يوم وليلة ثمانية أوراق إلى أُسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت أُصنّف في كلّ يوم وليلة

__________________

(١) كذا ، والظاهر : على.

٢٩٣

عشرة أوراق ـ التي هي أربعمائة وخمسون بيتاً (١) تقريباً ـ مع ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه ; من تحرير أجوبة المكاتيب ، ومعاونته في المراجعة لتحرير أجوبة الاستفتائات .. ونحو ذلك ، وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كلّ يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ..! كما اتفق لي ذلك كثيراً.

ومن لاحظ تاريخ مجلّدات (المنتهى) (٢) بانَ له صدق ما قلته ، حيث إنّي صنّفت جلدي الديّات وثلاث مجلّدات من النكاح في خمس سنين إلاّ عدّة أشهر(٣) ، وبعد ذلك في كل سنة خمس مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسع مجلّدات في سنة .. وهكذا.

ومنها : إنّي رأيت في شهر رمضان من سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وعشرين إنّ تابوتاً فيه نعش قد رفع خالي الصغير السيّد التقي الجليل السيّد

__________________

(١) سبق وإن قلنا : إنّ المقصود من البيت ـ عند النسّاخ ـ هو السطر : اليوم ; الذي يحوي عندهم غالباً (٥٠) حرفاً ، كما نصّ عليه غير واحد.

والذي يظهر من هنا أنّ الورقة عندهم ذات (٤٥) سطراً ، وإنّ كان المعروف هو تردّدها بين (٤٠) و(٤٢) ..

(٢) المقصود بها موسوعته الفقهية الرائعة في شرح شرائع الإسلام ، المسمّاة بـ : منتهى مقاصد الأنام .. وقد أدرج في المجلّد الأوّل من كتابنا هذا تاريخ شروعه وانتهائه لكل مجلّد منها ، فراجع.

(٣) وذلك في سنة ١٣٠٩ هـ إلى سنة ١٣١٤ ، كما صرّح بذلك في مخزنه ٠/١٦٠ ـ ١٦١ [الطبعة المحقّقة].

٢٩٤

حسين ذيله .. وصدره مرفوع من دون أن يرى الرافع له ، وكان رفعه على رسم أهل خراسان ; بمعنى إنّ ارتفاعه إلى حدّ صدر الإنسان ، بحيث يرى الإنسان من في التابوت ; فلمّا رأيته لحقته فوجدت أنّ في التابوت نعش مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، وهو مكفّن ورأسه ملحق ببدنه ، ووجهه خارج من الكفن ، ودمائه مغسولة وليس عليه من آثار الجراحات شيء إلاّ خدش صغير في وجهه ، وكان وجهه كفلقة قمر .. فقمت أمشي مع التابوت وانظر إليه عليه السلام ، وهو عليه السلام فاتح عينيه ينظر إليّ وأنا أبكي وأقول : يا سيّدي! ماذا فعلوا بك؟! .. فلمّا مضينا مقداراً فإذا أنا رافع لرأس التابوت على يدي وانظر إليه وأبكي وأقول مثل القول المذكور.

ثم رأيت أنّ الجسد الشريف جميعاً على يدي ولا شريك لي في حمله ، وأنا أبكي وأُكرّر المقالة المزبورة .. إلى أن أتيت إلى رواق فوق الرأس لأميرالمؤمنين عليه السلام .. وكأ نّي مستعجل في مواراته .. خائف عليه من العدوّ .. فوضعت الجسد الشريف على الأرض ، وكانت والدتي قدّس سرّها هناك ، فطلبت منها ما أحفر به له عليه السلام قبراً ، فقالت : ليس عندي إلاّ فاس صغيرة. فقلت : إنّها لا تنفع ; لأنّ الأرض صلبة.

 .. ثمّ مضيت وأتيت بفأس كبيرة وحفرت بها في وسط الزاوية التي بين طرفي الرأس والخلف قبراً ولحداً .. فدفنته عليه السلام فيه ، ونصبت عليه ضريحاً من فضّة وشبّاكاً من طرف الرأس ، فاصلا له عن الرواق ، وشبّاكاً آخر من طرف الخلف .. فصارت بقعة مربّعة في وسطها ضريح من فضّة .. فدخل

٢٩٥

جمع ودخلت ، واشتغلنا بزيارته عليه السلام ..

فانتبهت وقصصت الرؤيا على والدي قدّس سرّه ، فقال : إنّك تخدم الشرع وتحييه .. ويكون خدمتك إيَّاه متزايدة تدريجاً إلى أن تكمل الخدمة ويبقى أثرها.

ومنها : إنّي بين طلوعي عيد الفطر من سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين مضيت في اليقظة إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام أزوره ، وكنت في غاية الإنكسار ; لكونه أوّل فطر بعد فقد الشيخ الوالد قدّس سرّه ، فلمّا أن وردت الصحن الشريف وسلّمت على الإمام عليه السلام سالت دموعي من دون اختيار ، فأسرعت ودخلت الحرم الشريف وبكيت إلى أن فرغ قلبي ، ثم طلبت منه صلوات الله عليه عيدية ، فقلت له : أنت مولاي أبو المسلمين ، وأنا مسلم ; أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأ نّك ولي الله .. والآباء يعطون الأبناء عيدية .. فهاتها يا سيّدي! .. ثمّ زرت وخرجت.

ورأيت في الليلة التي بعد كأ نّي في بستان كبير جدّاً ، فيه أشجار عظيمة جدّاً ، ودكّات مبنية للجلوس عليها ، ونهراً عريضاً جدّاً عمقه قريب شبر ، ماؤه في غاية الصفا ، وعلى النهر قنطرة مبنية من الآجر(١) الجديد ، وفي وسط البستان قصر عال للشيخ قدّس سرّه ، وآخر لوالدتي قدس سرها ، وبين

__________________

(١) كلمة فارسية بمعنى : الطابوق.

٢٩٦

القصرين مقدار شبر .. واحدهما طبق الآخر ، وإنّ البستان لهما ، فعبرت القنطرة ، ووجدت زولية (١) كبيرة مربّعة ـ ذات قيمة ـ مفروشة ، وفي وسطها ثلاث كوم(٢) فصوص من زمرّد أخضر ، وفيها قليل من فصوص الياقوت ، علوّ كل كومة شبر تقريباً ، ودائرة كل منها خمسة أشبار تقريباً .. فجلست في زاوية البساط كأنـّها مجلس فاتحتنا وتعزيتنا ; التي نقيمها كل ليلة ، واجتمع من يقرأ فاتحة للشيخ قدّس سرّه .. فكلّ من كان يجيء كان يترحّم على الذي يقرء فاتحة للشيخ قدّس سرّه ، ويقرأ كل منها [كذا] فاتحة ، كما هي عادتنا كل ليلة.

فلمّا فرغنا من مجلس قراءة الفاتحة قمنا .. فورد شخص من عملة البستان وأخذ يقبض من الفصوص قبضته ويعطي كلّ أحد منها [كذا] بعدد ما قرأ من الفاتحة .. وكأنـّه يعلم بعدد ما قرأه كلّ منهم ، وأعطاني قبلهم خاتمين فصّ ; كلّ منهما ألماسة كبيرة ، أحدهما : فصّه بقدر ظفر الإبهام ، والآخر : أصغر منه بيسير .. وأخبرني بقيمتهما وأوصاني بمعرفة قدرهما .. فلبستهما.

ثمّ إني أتيت ووقفت في وسط الماء مستقبلا مجراه .. كأنّ وضعه على أن

__________________

(١) كلمة فارسية بمعنى : الفرش والبساط ، مأخوذة من كلمة فارسية عاميّة هي زيلو ..

(٢) كوم : جمع كومة ، بمعنى الصبرة من الطعام وغيره ، قاله في لسان العرب ١٢/٥٣٠ ، ثم حكى عن ابن شميل أنـّه : تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلث ، ويكون من الحجارة والرمل ، والجمع : كوم. ثم إنّه كوّم الشيء : جمعه ورفعه ، وكوّم المتاع : ألقى بعضه فوق بعض.

٢٩٧

يأتي فيه كل سنة مرة سيل ويأخذ من تمّ عمره ، وكأنّ عمري قد تمّ .. وإنّي مأمور بالوقوف في وسطه حتى يأخذني السيل .. فما مضى إلاّ يسير وإذا السيل قد جاء عرض النهر علو أربعين ذراعاً بذراع اليد تقريباً .. وفيه أشجار وأخشاب وأناسي .. وهو ماء مخلوط بالطين ; فلمّا وصل إليّ أصفح عنّي وتعدّى من عن يميني ولم يأخذني .. فتحيّرت في سبب عدم أخذه إياي مع خلاص عمري .. فأخبرني مخبر صادق بأنـّه قد كان بلغ من عمرك خمسة أيّام .. فلمّا أن بكيت وأردت من أمير المؤمنين عليه السلام عيدية شفع عند الله تعالى وأخذ لك خمساً وخمسين سنة عمراً ، فقمت أحسب الخمس والخمسين مع ما مضى من عمري فصار المجموع إحدى وتسعين سنة ..! ففرحت بذلك وانتبهت وأنا أحرّك يدي وأقول : عمر حسن!! (١)

ومنها : إني رأيت بعد وفاة الشيخ الوالد العلاّمة أنار الله برهانه بمدّة لا أضبطها ، كأ نّي قد حججت معه فدخلنا بيت الله الحرام ونحن محرمان .. ووجدنا صلاة جماعة عظيمة منعقدة والإمام في محراب كبير ، ورأينا النبي صلّى الله عليه وآله جالس في محراب صغير يعقّب ، وهو لابس أثواباً بيضاً ، ومتعمّم بعمامة خضراء ، ومتحزّم بحزام أخضر .. فسألنا عن سبب عدم إمامته صلّى الله عليه وآله وسلّم بالناس .. فقالوا : إنّه أوكل الأمر إلى ولده هذا الذي يأمّ الناس .. وهو الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وجعلنا من أعوانه

__________________

(١) لم يحظ طاب ثراه بهذا العمر مع الأسف!

٢٩٨

ومن كل مكروه فداه .. فاقتدينا مع الناس بذلك المولى روحي فداه.

ثمّ رأيت إنّا رجعنا إلى المنزل فأتى مخبر بأنّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قادم إلى الشيخ قدّس سرّه فاستقبلته .. فوجدته راكباً على رجل راكع ، فلمّا سلّمت عليه وردّ عليّ السلام .. وقبّلت يده ورجله تبسّم ، وسأل عن الوالد قدّس سرّه فقلت : ها هو قادم إلى استقبالكم .. فلمّا أن وصلنا إلى باب البيت الذي نحن فيه وإذا بوالدي قدّس سرّه قد جاء وسلّم عليه صلّى الله عليه وآله ، وقبّل يده .. فردّ صلوات الله عليه وآله السلام عليه ورحّب به ، فلمّا أتينا إلى زاوية البيت جلس حامله صلّى الله عليه وآله وسلّم على وجه استقرّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في مجلسه من دون حاجة إلى حركة نزول .. وأجلس الوالد قدّس سرّه تحت يده ، وقمت قدّامه ، فأذن لي بالجلوس .. فجلست.

وبعد سؤاله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن حال الوالد قدّس سرّه ، قال الوالد له : سيّدي! إنّي مستشكل في ثلاث مسائل أرجوكم بيان الحقّ فيها لي ..

فقال صلوات الله عليه : هاتها ..

__________________

(١) بهذا المقدار مع اختصاره ذكره مترجماً في كتابه سراج الشيعة : ٧٤٣ مستشهداً به على لزوم التوسّل بالحجّة المنتظر أرواحنا له الفداء مع وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

٢٩٩

فسأله عن مسائل ثلاث ; إحداها من فروع الصلاة ، واثنتان من فروع المعاملات ، فأجابه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ففرحت إنّي ـ من بركة الوالد قدّس سرّه ـ فهمت الحكم الواقعي في ثلاث مسائل ، فلمّا انتبهت لم أذكر شيئاً من المسائل ، فعلمت أنّ الإنساء من الله تعالى حتى لا أبقى في حيرة .. إذ لو كنت ذاكرها وكان مقتضى الأدلّة خلاف ما بيّنه صلّى الله عليه وآله وسلّم لكنت أبقى بين المحذورين ; لعدم حجّية الرؤيا شرعاً ، وعدم الجسارة على مخالفته (صلى الله عليه وآله وسلم).

ومنها : إنّي رأيت في حوالي السنة الثامنة والعشرين بعد الألف والثلاثمائة إنّ قبّة أمير المؤمنين عليه السلام متداعية ومهدّمة ، وأنا مشغول بتعميرها والمصرف منّي ، وأنا المعمار ، وأنا البنّاء .. وإنّ تحت يدي مائتان عملة (١) ـ تقربياً ـ ما بين من ينقل الجصّ والآجر ، ومن يضع الجصّ على البناء ، ومن يناوشني (٢) الطابوق .. وإنّي أشتغل بيدي جميعاً سريعاً ، وأضع

__________________

(١) كذا ، ولعلّه : من العملة ، أو عمّال .. والعملة لهجة محليّة تطلقا غالباً على عمال البناء كما يقال : عمّاله.

(٢) التنوش هو التناول ، قاله الفراهيدي في العين ٦/٢٨٦ .. وغيره ، ويقال : ناش ينوش نوشاً الشيء : تناوله وطلبه .. ويأتي بمعنى خالطه. وفي اللسان ٦/٣٦١ عن ثعلب : التناوش ـ بلا همزة ـ الأخذ من قرب ، والتناوش ـ بالهمزة ـ من بعد.

وانظر : مجمع البحرين ٤/١٥٦ .. وغيره ، ويراد منه هنا هو من يعطيني الطابوق أو يلقيه لي .. لو كان على مرتفع.

٣٠٠