محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
٩ / ٤
طَرخانُ النَّخّاسُ ١
١٣٣٢. الكافي عن طرخان النخّاس : مَرَرتُ بِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام وقَد نَزَلَ الحيرَةَ ، فَقالَ لي : ما عِلاجُكَ ٢؟ قُلتُ : نَخّاسٌ.
فَقالَ : أصِب لي بَغلَةً فَضحاءَ. قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! ومَا الفَضحاءُ؟ قالَ : دَهماءُ ٣ ، بَيضاءُ البَطنِ ، بَيضاءُ الأَفحاجِ ٤ ، بَيضاءُ الجَحفَلَةِ ٥ فَقُلتُ : وَاللّه ما رَأَيتُ مِثلَ هذِهِ الصِّفَةِ.
فَرَجَعتُ مِن عِندِهِ ، فَساعَةً دَخَلتُ الخَندَقَ فَإِذا ٦ غُلامٌ قد أشفى ٧ عَلى بَغلَةٍ عَلى هذَا الصِّفَةِ ، فَسَأَلتُ الغُلامَ : لِمَن هذِهِ البَغلَةُ؟ فَقالَ : لِمَولايَ. قُلتُ : يَبيعُها؟ قالَ : لا أدري. فَتَبِعتُهُ حَتّى أتَيتُ مَولاهُ فَاشتَرَيتُها مِنهُ وأتَيتُهُ بِها.
فَقالَ : هذِهِ الصِّفَةُ الَّتي أرَدتُها. قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! اُدعُ اللّه لي.
فَقالَ : أكثَرَ اللّه مالَكَ ووَلَدَكَ. قالَ : فَصِرتُ أكثَرَ أهلِ الكوفَةِ مالاً ووَلَدا. ٨
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والجرائح : ج ٢ ص ٧٣٣ ح ٤٢ ، بصائر الدرجات : ص ٢٣٨ ح ١٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢١٩ ، الثاقب في المناقب : ص ٤٠٣ ح ٣٣٣ كلّها عن زياد بن أبي الحلال ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ٣٢٧ ح ٦.
١. لم نقف على ترجمته.
٢. علاجُك : أي عملك (النهاية : ج ٣ ص ٢٨٧ «علج»).
٣. أي سوداء. والدهمة : السواد ، يكون في الخيل والإبل وغيرهما. والعرب تقول : ملوك الخيل دُهْمُها (لسان العرب : ج ١٢ ص ٢٠٩ «دهم»).
٤. أي ما بين الرجلين. قال في النهاية : الفحج : تباعد ما بين الرجلين (مرآة العقول : ج ٢٢ ص ٤٥٥).
٥. الجحفلة : بمنزلة الشَّفة للخيل والبغال والحمير (القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣٤٦ «جحفل»).
٦. في المصدر : «إذا أنا غلام» ، والتصويب من بحار الأنوار.
٧. أشفى على الشيء : أشرف عليه. وشَفى الشخص : ظهَرَ (لسان العرب : ج ١٤ ص ٤٣٦ و ٤٣٧ «شفي»).
٨. الكافي : ج ٦ ص ٥٣٧ ح ٣ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٩٩ الرقم ٥٦٣ عن بشر بن طرخان نحوه ، بحار الأنوار : ج ٦٤ ص ١٩٩ ح ٤٦ وص ١٩٨ ح ٤٥.
٩ / ٥
عَبدُ المَلِكِ بنُ أعيَنَ أبُو الضُّرَيسِ ١
١٣٣٣. رجال الكشّي عن زرارة : قَدِمَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام مَكَّةَ فَسَأَلَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أعيَنَ ٢؟ فَقُلتُ : ماتَ. فَقالَ : ماتَ؟ قُلتُ : نَعَم.
قالَ : فَانطَلِق بِنا إلى قَبرِهِ حَتّى نُصَلِّيَ عَلَيهِ. قُلتُ : نَعَم.
فَقالَ : لا ، ولكِن نُصَلّي عَلَيهِ هاهُنا. فَرَفَعَ يَدَيهِ يَدعو وَاجتَهَدَ فِي الدُّعاءِ ، وتَرَحَّمَ عَلَيهِ. ٣
١٣٣٤. رجال الكشّي عن زرارة : قالَ لي أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام بَعدَ مَوتِ عَبدِ المَلِكِ بنِ أعيَنَ : اللّهُمَّ إنَّ أبَا الضُّرَيسِ كُنّا عِندَهُ خِيَرَتَكَ مِن خَلقِكَ ، فَصَيِّرهُ في ثَقَلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله يَومَ القِيامَةِ. ٤
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّه : أما رَأَيتَهُ ـ يَعني فِي النَّومِ ـ فَتَذَكَّرتَ؟ فَقُلتُ : لا. فَقالَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. كنيته أبوالضريس ، من أصحاب الباقر عليهالسلام والصادق عليهالسلام ، كان مستقيما عارفا ، رويت في مدحه وحسنه أخبار كثيرة ، والصادق عليهالسلام دعا له وترحّم عليه (رجال البرقي : ص ١٠ ، رجال الطوسي : ص ١٣٩ الرقم ١٤٦٦ و ١٤٨٠ وص ٢٣٨ الرقم ٣٢٥٣ ، رجال الكشّي : ج ١ ص ٣٨٢ الرقم ٢٧٠ وص ٤٠٩ الأرقام ٣٠٠ ـ ٣٠٢).
٢. في تهذيب الأحكام : «عبد اللّه بن أعين» بدل «عبد الملك بن أعين» ولكنّه لم يثبت وجود شخص بهذا الاسم عند علماء الرجال ، والظاهر أنّ ما أورده الكشّي هو الصحيح (اُنظر : معجم رجال الحديث : ج ١٠ ص ١١١٣ الرقم ٦٧٠٩ وقاموس الرجال : ج ٦ ص ٢٥٣ الرقم ٤٢٠٨).
٣. رجال الكشّي : ج ١ ص ٤١٠ الرقم ٣٠٠ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢٠٢ ح ٤٧٢ ، الاستبصار : ج ١ ص ٤٨٣ ح ٧ كلاهما عن جعفر بن عيسى نحوه.
٤. ثَقَلُ الرجل : حشمه ؛ أي قرابته وعياله ومن يغضب له ويذبّ عنه إذا أصابه أمرٌ ونزلت به ملمّة ، وثقل المسافر : متاعه وأهل حزانته.
يعني عليهالسلام : إنّ أبا ضريس كان يعتقد أنّا خيرتك من خلقك ، فاجعله من حشم محمّد صلىاللهعليهوآله وأهل خزانته صلواتك عليه وآله ، وصيّره يوم القيامة في زمرتهم ومن جملتهم (المصدر).
سُبحانَ اللّه! مِثلُ أبِي الضُّرَيسِ لَم يَأتِ بَعدُ! ١.
٩ / ٦
المَرأَةُ المُبتَلاةُ بِبَرَصٍ في عَضُدِها
١٣٣٥. الأمالي عن سدير الصيرفي : جاءَتِ امرَأَةٌ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام فَقالَت لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي وأبي وأهلَ بَيتي نَتَوَلاّكُم. فَقالَ لَها : صَدَقتِ ، فَما الَّذي تُريدينَ؟
قالَت لَهُ المَرأَةُ : جُعِلتُ فِداكَ يَابنَ رَسولِ اللّه! أصابَني وَضَحٌ ٢ في عَضُدي ، فَادعُ اللّه أن يَذهَبَ بِهِ عَنّي.
قالَ أبو عَبدِ اللّه : اللّهُمَّ إنَّكَ تُبرِئُ الأَكمَهَ ٣ وَالأَبرَصَ ، وتُحيِي العِظامَ وهِيَ رَميمٌ ، ألبِسها مِن عَفوِكَ وعافِيَتِكَ ما تَرى أثَرَ إجابَةِ دُعائي.
فَقالَتِ المَرأَةُ : وَاللّه لَقَد قُمتُ وما بي مِنهُ قَليلٌ ولا كَثيرٌ! ٤
٩ / ٧
الشَّيخُ المُبتَلى بِبَلاءٍ شَديدٍ
١٣٣٦. الدعوات : كانَ الصّادِقُ عليهالسلام تَحتَ الميزابِ ومَعَهُ جَماعَةٌ ، إذ جاءَهُ شَيخٌ فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنّي لاَُحِبُّكُم أهلَ البَيتِ وأبرَأُ مِن عَدُوِّكُم ، وإنّي بُليتُ بِبَلاءٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. رجال الكشّي : ج ١ ص ٤١١ الرقم ٣٠١.
٢. الوضَح : البرص؛ داء معروف؛ وهو بياض يقع في الجسد (لسان العرب : ج ٢ ص ٦٣٤ «وضح» وج ٧ ص ٥ «برص»).
٣. الكَمَهُ : العمى ، وقد كَمِهَ يَكْمَهُ فهو أكْمَهُ. وقيل : هو الذي يولد أعمى (النهاية : ج ٤ ص ٢٠١ «كمه»).
٤. الأمالي للطوسي : ص ٤٠٦ ح ٩١٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢٣٢ ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٦٤ ح ٤.
شَديدٍ ، وقَد أتَيتُ البَيتَ مُتَعَوِّذا بِهِ مِمّا أجِدُ وتَعَلَّقتُ بِأَستارِهِ ، ثُمَّ أقبَلتُ إلَيكَ وأنَا أرجو أن يَكونَ سَبَبَ عافِيَتي مِمّا أجِدُ. ثُمَّ بَكى وأكَبَّ عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام يُقَبِّلُ رَأسَهُ ورِجلَيهِ ، وجَعَلَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَتَنَحّى عَنهُ ، فَرَحِمَهُ وبَكى.
ثُمَّ قالَ : هذا أخوكُم قَد أتاكُم مُتَعَوِّذا بِكُم فَارفَعوا أيدِيَكُم. فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام يَدَيهِ ورَفَعنا أيدِيَنا ، ثُمَّ قالَ عليهالسلام :
اللّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَ هذِهِ النَّفسَ مِن طينَةٍ أخلَصتَها ، وجَعَلتَ مِنها أولِياءَكَ وأولِياءَ أوليائِكَ ، وإن شِئتَ أن تُنَحِّيَ عَنهَا الآفاتِ فَعَلتَ ، اللّهُمَّ وقَد تَعَوَّذَ بِبَيتِكَ الحَرامِ الَّذي يَأمَنُ بِهِ كُلُّ شَيءٍ ، اللّهُمَّ وقَد تَعَوَّذَ بِنا ، وأنَا أسأَ لُكَ يا مَنِ احتَجَبَ بِنورِهِ عَن خَلقِهِ ، أسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، يا غايَةَ كُلِّ مَحزونٍ ومَلهوفٍ ومَكروبٍ ومُضطَرٍّ مُبتَلىً ، أن تُؤمِنَهُ بِأَمانِنا مِمّا يَجِدُ ، وأن تَمحُوَ مِن طينَتِهِ ما قُدِّرَ عَلَيها مِنَ البَلاءِ ، وأن تُفَرِّجَ كُربَتَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الدُّعاءِ انطَلَقَ الرَّجُلُ ، فَلَمّا بَلَغَ بابَ المَسجِدِ رَجَعَ وبَكى ، ثُمَّ قالَ : اَللّه أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ! وَاللّه ما بَلَغتُ بابَ المَسجِدِ وبي مِمّا أجِدُ قَليلٌ ولا كَثيرٌ. ثُمَّ وَلّى. ١.
راجع : ص ٤٠٥ ح ١١٤٧ ـ ١١٤٩.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الدعوات : ص ٢٠٤ ح ٥٥٧ ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٤٠ ح ٢٤ وج ٤٧ ص ١٢٢ ح ١٧٠.
البابُ العاشِرُ
من دعا له الإمام الكاظم
١٠ / ١
عَلِيُّ بنُ يَقطينٍ ١
١٣٣٧. رجال الكشّي عن إسماعيل بن موسى : رَأَيتُ العَبدَ الصّالِحَ عليهالسلام عَلَى الصَّفا ، يَقولُ : إلهي ، في أعلى عِلِّيّينَ اغفِر لِعَلِيِّ بنِ يَقطينٍ. ٢
١٣٣٨. رجال الكشّي عن عبدالرحمن بن الحجّاج : قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ عليهالسلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ يَقطينٍ أرسَلَني إلَيكَ بِرِسالَةٍ أسأَ لُكَ الدُّعاءَ لَهُ. فَقالَ : في أمرِ الآخِرَةِ؟ قُلتُ : نَعَم.
قالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدرِهِ ، ثُمَّ قالَ : ضَمِنتُ لِعَلِيِّ بنِ يَقطينٍ ألاّ تَمَسَّهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. عليّ بن يقطين بن موسى البغداديّ ، ولد في سنة ١٢٤ ه بالكوفة ، كان من أصحاب الكاظم عليهالسلام ومن ثقاته ، عظيم المنزلة عنده ، جليل القدر ، عظيم المكان في الطائفة. روي في مدحه وحسنه أخبار. كان وزيرا للعبّاسيّين باستيذان من الإمام عليهالسلام ، وكان معاضدا لإخوانه المؤمنين في مناصبه. كان مشمولاً لدعاء الصادق عليهالسلام ليقطين وولده ، توفّي سنة ١٨٢ ه في أيّام الكاظم عليهالسلام ببغداد (رجال البرقي : ص ٤٨ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٢٩ الأرقام ٨٠٥ ـ ٨٢٤ ، رجال الطوسي : ص ٣٤٠ الرقم ٥٠٥٦ ، الفهرست : ص ٩٠ الرقم ٣٧٨ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ١٠٧ الرقم ٧١٣ ، الإرشاد : ج ٢ ص ٢٤٧ ، الكافي : ج ٢ ص ١٣ ح ٢).
٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٣٦ الرقم ٨٢٣.
النّارُ أبَدا. ١
١٠ / ٢
حَمّادُ بنُ عيسى ٢
١٣٣٩. الأمالي للمفيد عن حمّاد بن عيسى : قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهماالسلام : جُعِلتُ فِداكَ ، ادعُ اللّه أن يَرزُقَني وَلَدا ، ولا يَحرِمَنِي الحَجَّ ما دُمتُ حَيّا. قالَ : فَدَعا لي ، فَرَزَقَنِي اللّه ابني هذا ، ورُبَّما حَضَرَت أيّامُ الحَجِّ ولا أعرِفُ لِلنَّفَقَةِ فيهِ وَجها ، فَيَأتِي اللّه بِها مِن حَيثُ لا أحتَسِبُ. ٣
١٣٤٠. قرب الإسناد عن محمّد بن عيسى : حَدَّثَني حَمّادُ بنُ عيسى ، قالَ : دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهالسلام بِالبَصرَةِ ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! ادعُ اللّه تَعالى أن يَرزُقَني دارا ، وزَوجَةً ، ووَلَدا ، وخادِما ، وَالحَجَّ في كُلِّ سَنَةٍ.
قالَ : فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُق حَمّادَ بنَ عيسى دارا ، وزَوجَةً ، ووَلَدا ، وخادِما ، وَالحَجَّ خَمسينَ سَنَةً.
قالَ حَمّادٌ : فَلَمَّا اشتَرَطَ خَمسينَ سَنَةً عَلِمتُ أنّي لا أحُجُّ أكثَرَ مِن خَمسينَ سَنَةً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٢٩ الرقم ٨٠٧ و ٨٠٨.
٢. كنيته أبو محمّد الجهنيّ ، من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام ، كان ثقة في حديثه صدوقا. ذكره الكشّي في أصحاب الإجماع من طبقة أصحاب أبي عبد اللّه عليهالسلام ، وروى في مدحه وحسنه أخبارا كثيرة منها : دعاء الكاظم عليهالسلام له. دعا له أبو عبد اللّه عليهالسلام بأن يحجّ خمسين حجّة فحجّها وغرق بعد ذلك ، وتوفّي سنة ٢٠٩ ه وقيل ٢٠٨ ه (رجال البرقي : ص ٢١ و ٤٨ و ٥٣ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٦٧٣ الرقم ٧٠٥ وص ٦٠٤ الرقم ٥٧١ و ٥٧٢ ، رجال الطوسي : ص ١٨٧ الرقم ٢٢٩٤ وص ٣٣٤ الرقم ٤٩٧٠ ، الفهرست : ص ٦١ الرقم ٢٣١ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٣٧ الرقم ٣٦٨).
٣. الأمالي للمفيد : ص ١٢ ح ١١ وراجع الصراط المستقيم : ج ٢ ص ١٨٧ ح ٨ ورجال العلاّمة الحلّي : ص ٥٦.
قالَ حَمّادٌ : وقَد حَجَجتُ ثَمانِيَةً وأربَعينَ سَنَةً ، وهذِهِ داري قَد رُزِقتُها ، وهذِهِ زَوجَتي وَراءَ السِّترِ تَسمَعُ كَلامي ، وهذَا ابني ، وهذِهِ خادِمي وقَد رُزِقتُ كُلَّ ذلِكَ.
فَحَجَّ بَعدَ هذَا الكَلامِ حَجَّتَينِ تَمامَ الخَمسينَ. ١
١٠ / ٣
بَعضُ الخُلَفاءِ
١٣٤١. المناقب لابن شهرآشوب : حُكِيَ أنَّهُ مَغِصَ بَعضُ الخُلَفاءِ فَعَجَزَ بَختيشوعُ النَّصرانِيُّ عَن دَوائِهِ ، وأخَذَ جَليدا فَأَذابَهُ بِدَواءٍ ، ثُمَّ أخَذَ ماءً وعَقَدَهُ بِدَواءٍ ، وقالَ : هذَا الطِّبُّ إلاّ أن يَكونَ مُستَجابَ دُعاءٍ ذا مَنزِلَةٍ عِندَ اللّه يَدعو لَكَ.
فَقالَ الخَليفَةُ : عَلَيَّ بِموسَى بنِ جَعفَرٍ. فَاُتِيَ بِهِ فَسَمِعَ فِي الطَّريقِ أنينَهُ ، فَدَعَا اللّه سُبحانَهُ وزالَ مَغَصُ الخَليفَةِ.
فَقالَ لَهُ : بِحَقِّ جَدِّكَ المُصطَفى أن تَقولَ بِمَ دَعَوتَ لي؟
فَقالَ عليهالسلام قُلتُ : اللّهُمَّ كَما أرَيتَهُ ذُلَّ مَعصِيَتِهِ فَأَرِهِ عِزَّ طاعَتي ، فَشَفاهُ اللّه مِن ساعَتِهِ. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. قرب الإسناد : ص ٣١٠ ح ١٢١٠ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٦٠٤ الرقم ٥٧٢ ، دلائل الإمامة : ص ٣٢٨ ح ٢٨٤ وليس فيه «قال حمّاد : فلمّا اشترط ... خمسين سنة» ، الاختصاص : ص ٢٠٥ ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٤٧ ح ٣٦ وراجع والخرائج والجرائح : ج ١ ص ٣٠٤ ح ٨.
٢. المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٣٠٥ ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ١٤٠ ح ١٧.
البابُ الحادي عَشَرَ
من دعا له الإمام الرّضا
١١ / ١
أحمَدُ بنُ عَبدِ اللّه الكَرخِيُّ ١
١٣٤٢. عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن محمّد بن إسحاق عن كانَ لا يَعيشُ لي وَلَدٌ وتُوُفِّيَ لي بِضعَةَ عَشَرَ مِنَ الوَلَدِ ، فَحَجَجتُ ودَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليهالسلام ، فَخَرَجَ إلَيَّ وهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزارٍ مُوَرَّدٍ ، فَسَلَّمتُ عَلَيهِ وقَبَّلتُ يَدَهُ ، وسَأَلتُهُ عَن مَسائِلَ ، ثُمَّ شَكَوتُ إلَيهِ بَعدَ ذلِكَ ما ألقى مِن قِلَّةِ بَقاءِ الوَلَدِ ، فَأَطرَقَ طَويلاً ، ودَعا مَلِيّا ، ثُمَّ قالَ لي :
إنّي لَأَرجو أن تَنصَرِفَ ولَكَ حَملٌ ، وأن يولَدَ لَكَ وَلَدٌ بَعدَ وَلَدٍ ، وتَمَتَّعَ بِهِم أيّامَ حَياتِكَ ؛ فَإِنَّ اللّه تَعالى إذا أرادَ أن يَستَجيبَ الدُّعاءَ فَعَلَ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. أحمد بن عبد اللّه بن مهران بن خانبة الكرخيّ ، من أصحاب الرضا عليهالسلام. كان كاتبا لإسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، ثمّ تاب وصنّف كتبا وكان ثقة. عرض كتابه التأديب على الإمام العسكري عليهالسلام (رجال النجاشي : ج ١ ص ٢٣٥ الرقم ٢٢٤ ، قاموس الرجال : ج ١ ص ٤٩٨ الرقم ٤١٥ وص ٥٠١ الرقم ٤٢١).
٢. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٢٢ ح ٤٢ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٤٣ ح ٣٤.
١١ / ٢
الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ ١
١٣٤٣. الإمام الرضا عليهالسلام ـ فيما كَتَبَهُ إلَيهِ ـ : إنَّ اللّه قَد أيَّدَكَ بِحِكمَةٍ ، وأنطَقَها عَلى لِسانِكَ ، قَد أحسَنتَ وأصَبتَ ، أصابَ اللّه بِكَ الرَّشادَ ، ويَسَّرَكَ لِلخَيرِ ، ووَفَّقَكَ لِطاعَتِهِ. ٢.
١١ / ٣
داوُودُ بنُ كَثيرٍ الرِّقِّيُّ ٣
١٣٤٤. قرب الإسناد عن الحسين بن يسار : قَرَأتُ كِتابَهُ أيِ الإمامِ الرِّضا عليهالسلام. إلى داوُودَ بنِ كَثيرٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. اشتهر بابن محبوب ، كنيته أبو علي. ذكره الكشّي في أصحاب الإجماع في طبقة أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، كان ثقة ، جليل القدر ، ويعد من الأركان الأربعة في عصره ، وله كتب كثيرة ، توفّي سنة ٢٢٤ ه وكان من أبناء خمسة وتسعين سنة. (رجال البرقي : ص ٤٨ و ٥٣ ، رجال الطوسي : ص ٣٣٤ الرقم ٤٩٧٨ وص ٣٥٤ الرقم ٥٢٥١ ، الفهرست : ص ٤٦ الرقم ١٥١؛ رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠ ، قاموس الرجال : ج ٣ ص ٣٥٠).
٢. بحار الأنوار : ج ٨٨ ص ٣١١ نقلاً عن الذكرى للشهيد الأوّل وعن غياث سلطان الورى للسيّد ابن طاووس.
٣. داوود بن كثير ، أبو خالد الرّقيّ ، من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام. ذكره الشيخ المفيد في خاصّة أصحاب موسى بن جعفر عليهالسلام وعدّه من أهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، وروى الصدوق عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : أنزلوا داوود الرّقيّ منّي بمنزلة مقداد من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله. ووثّقه الشيخ الطوسيّ في رجاله.
روى الكشّي فيه روايات وقال في ذيلها : يذكر الغلاة أنّه من أركانهم ، وقد يروى عنه المناكير من الغلوّ وينسب إليهم ، ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن عليه ، ولا عثرت من الرواية على شيء غير ما أثبته في هذا الباب.
إلاّ أنّ أحمد بن عبدالواحد والنجاشيّ والغضائريّ ضعّفوه ، والأصحّ سلامته ، والجواب عنهم ما ذكره الشيخ الكشّيّ. مات بعد المئتين بقليل بعد وفاة الرضا عليهالسلام (رجال البرقي : ص ٣٢ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ص ٢٠٢ الرقم ٢٥٦٧ وص ٣٣٦ الرقم ٥٠٠٣؛ اختيار معرفة الرجال : ج ٢ ص ٧٠٤ الرقم ٧٥٠ وص ٧٠٨ الأرقام ٧٦٥ ـ ٧٦٦ ؛ رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٦١ الرقم ٤٠٨ ، رجال ابن الغضائري : ص ٥٨ الرقم ٤٦ ، كتاب من لايحضره الفقيه : ج ٤ ص ٤٩٥ ، الإرشاد : ج ٢ ص ٢٤٧ ، قاموس الرجال : ج ٤ ص ٢٦٢).
الرِّقِّيِّ ـ وهُوَ مَحبوسٌ وكَتَبَ إلَيهِ يَسأَلُهُ الدُّعاءَ ـ فَكَتَبَ :
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، عافانَا اللّه وإيّاكَ بِأَحسَنِ عافِيَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ ، كَتَبتُ إلَيكَ وما بِنا مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّه ، لَهُ الحَمدُ لا شَريكَ لَهُ. ١
١١ / ٤
دِعبِلٌ ٢
١٣٤٥. كمال الدين عن عبد السلام بن صالح الهروي : دَخَلَ دِعبِلُ بنُ عَلِيٍّ الخُزاعِيُّ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا عليهالسلام بِمَروَ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنّي قَد قُلتُ فيكُم قَصيدَةً وآلَيتُ عَلى نَفسي أن لا اُنشِدَها أحَدا قَبلَكَ.
فَقالَ عليهالسلام : هاتِها. فَأَنشَدَها :
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ |
|
ومَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ ... |
فَلَمّا بَلَغَ إلى قَولِهِ :
لَقَد خِفتُ فِي الدُّنيا وأيّامَ سَعيِها |
|
وإنّي لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. قرب الإسناد : ص ٣٩٤ ح ١٣٨٤ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٢٦٩ ح ١٢.
٢. دعبل بن عليّ بن رزين الخزاعيّ ، أبو عليّ الشاعر ، من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، ولد في سنة ١٤٨ ه في زمن خلافة المنصور. كان مشهورا في أصحابنا ، صنّف كتاب طبقات الشعراء. روي أنّ دعبل بن عليّ أنشد قصيدة في حقّ مولانا الرضا عليهالسلام ، وأعطى أبوالحسن الرضا عليهالسلام إليه جبّة من ثيابه. رواها الكشّيّ وأيضا رواها الصدوق مع اختلاف وزيادات كثيرة في العيون والإكمال ، ودعا له الرضا عليهالسلام : آمنك اللّه يوم الفزع الأكبر. وألحق الإمام بيتين وأتمّ قصيدته :
وقبرٌ بطوس يا لها من مصيبة |
|
توقّد في الأحشاء بالحرقات |
إلى الحشر حتّى يبعث اللّه قائما |
|
يفرّج عنّا الهمّ والكربات |
مات في سنة ٢٤٥ ه أيّام المتوكّل العبّاسي (رجال الطوسي : ص ٣٥٧ الرقم ٥٢٩١ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٩٣ الرقم ٩٦٩ ، رجال النّجاشي : ج ١ ص ٣٧١ الرقم ٤٢٦ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٦٣ ح ٢٤ و ٢٥ ، إكمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٥).
قالَ لَهُ الرِّضا عليهالسلام : آمَنَكَ اللّه يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ. ١
١١ / ٥
موسَى بنُ عُمَرَ بنِ بَزيعٍ ٢
١٣٤٦. عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن موسى بن عمر بن بزيع : كانَ عِندي جارِيَتانِ حامِلَتانِ فَكَتَبتُ إلَى الرِّضا عليهالسلام اُعلِمُهُ ذلِكَ ، وأسأَ لُهُ أن يَدعُوَ اللّه تَعالى أن يَجعَلَ ما في بُطونِهِما ذَكَرَينِ ، وأن يَهَبَ لي ذلِكَ. قالَ : فَوَقَّعَ عليهالسلام : أفعَلُ إن شاءَ اللّه تَعالى. ثُمَّ ابتَدَأَني عليهالسلام بِكِتابٍ مُفرَدٍ نُسخَتُهُ :
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، عافانَا اللّه وإياكَ بِأَحسَنِ عافِيَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ ، الاُمورُ بِيَدِ اللّه عز وجل ، يُمضي فيها مَقاديرَهُ عَلى ما يُحِبُّ ، يولَدُ لَكَ غُلامٌ وجارِيَةٌ إن شاءَ اللّه تَعالى ، فَسَمِّ الغُلامَ مُحَمَّدا وَالجارِيَةَ فاطِمَةَ عَلى بَرَكَةِ اللّه تَعالى.
قالَ : فَوُلِدَ لي غُلامٌ وجارِيَةٌ عَلى ما قالَهُ عليهالسلام. ٣
١١ / ٦
يَزيدُ بنُ إسحاقَ ٤
١٣٤٧. رجال الكشّي عن يزيد بن إسحاق : خاصَمَني مَرَّةً أخي مُحَمَّدٌ وكانَ مُستَوِيا ـ قالَ : ـ فَقُلتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. كمال الدين : ص ٣٧٣ ح ٦ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٦٣ ح ٣٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٣٣٨ نحوه ، إعلام الورى : ج ٢ ص ٦٦ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٢٣٩ ح ٩.
٢. كان من أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام ، إلاّ أنّه روى عن الرضا عليهالسلام روايات متعدّدة ؛ منها في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ويظهر منها حسنه وكماله وحظّه عند الإمام عليهالسلام وثّقه الطوسيّ والنجاشيّ. له كتاب (رجال البرقي : ص ٥٧ و ٥٨ ، رجال الطوسي : ص ٣٧٨ الرقم ٥٥٩٨ وص ٣٩١ الرقم ٥٧٦٩ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٣٤٢ الرقم ١٠٩٠ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢١٨).
٣. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢١٨ ح ٣٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٣٨ ح ٢٣.
٤. هو يزيد بن إسحاق بن أبي السحف الغنويّ ، يلقّب شعر. من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، ووقف
لَهُ لَمّا طالَ الكَلامُ بَيني وبَينَهُ : إن كانَ صاحِبُكَ بِالمَنزِلَةِ الَّتي تَقولُ ، فَاسأَلهُ أن يَدعُوَ اللّه لي حَتّى أرجِعَ إلى قَولِكُم.
قالَ : قالَ لي مُحَمَّدٌ : فَدَخَلتُ عَلَى الرِّضا عليهالسلام فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! إنَّ لي أخا وهُوَ أسَنُّ مِنّي ، وهُوَ يَقولُ بِحَياةِ أبيكَ ، وأنَا كَثيرا ما اُناظِرُهُ ، فَقالَ لي يَوما مِنَ الأَيّامِ : سَل صاحِبَكَ إن كانَ بِالمَنزِلَةِ الَّتي ذَكَرتَ أن يَدعُوَ اللّه لي حَتّى أصيرَ إلى قَولِكُم ؛ فَإِنّي اُحِبُّ أن تَدعُوَ اللّه لَهُ.
قالَ : فَالتَفَتَ أبُو الحَسَنِ عليهالسلام نَحوَ القِبلَةِ ، فَذَكَرَ ما شاءَ اللّه أن يُذكَرَ ، ثُمَّ قالَ :
اللّهُمَّ خُذ بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ ومَجامِعِ قَلبِهِ ، حَتّى تَرُدَّهُ إلَى الحَقِّ ، قالَ : وكانَ يَقولُ هذا وهُوَ رافِعٌ يَدَهُ اليُمنى.
قالَ : فَلَمّا قَدِمَ أخبَرَني بِما كانَ ، فَوَاللّه ما لَبِثتُ إلاّ يَسيرا حَتّى قُلتُ بِالحَقِّ. ١
١١ / ٧
إخوانُهُ
١٣٤٨. الإمام الرضا عليهالسلام ـ لَمّا نازَعَهُ إخوَتُهُ في إرثِ أبيهِ ووَصِيَّت : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ ، أما إنّي يا إخوَتي فَحَريصٌ عَلى مَسَرَّتِكُم ، اللّه يَعلَمُ. اللّهُمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنّي اُحِبُّ صَلاحَهُم وأنّي بارٌّ بِهِم ، واصِلٌ لَهُم ، رَفيقٌ عَلَيهِم ، اُعنى بِاُمورِهِم لَيلاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليه ثمّ استدعى أخوه محمّد عن مولانا الرضا عليهالسلام أن يدعو لهدايته فدعا ، فهدي إلى الحقّ وصار مستقيما ، وكان من أرفع الناس لهذا الأمر. فيه مدح عظيم ، وحكم العلاّمة الحلّي بصحّة حديثه ووثّقه الشهيد الثاني (رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٦٤ الرقم ١١٢٦ ، الفهرست : ص ١٨٢ الرقم ٧٩٢ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٤٣١ الرقم ١٢٢٦ ، الوجيزة في الرجال : ص ١٩٩ الرقم ٢١١٦).
١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٦٤ الرقم ١١٢٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٣٧٠ نحوه وليس فيه صدره ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٢٧٣ ح ٣٤.
ونَهارا فَاجزِني بِهِ خَيرا ، وإن كُنتُ عَلى غَيرِ ذلِكَ فَأَنتَ عَلاّمُ الغُيوبِ فَاجزِني بِهِ ما أنَا أهلُهُ ، إن كانَ شَرّا فَشَرّا وإن كانَ خَيرا فَخَيرا. اللّهُمَّ أصلِحهُم وأصلِح لَهُم ، وَاخسَأ عَنّا وعَنهُمُ الشَّيطانَ ، وأعِنهُم عَلى طاعَتِكَ ووَفِّقهُم لِرُشدِكَ ، أمّا أنَا يا أخي ١ فَحَريصٌ عَلى مَسَرَّتِكُم ، جاهِدٌ عَلى صَلاحِكُم ، وَاللّه عَلى ما نَقولُ وَكيلٌ. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. المراد به العبّاس بن موسى ، أخو الإمام الرضا عليهالسلام.
٢. الكافي : ج ١ ص ٣١٩ ح ١٥ عن يزيد بن سليط ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٢٢٧ ح ١٧.
البابُ الثّاني عَشَرَ
من دعا له الإمام الجواد
١٢ / ١
عَلِيُّ بنُ مَهزِيارَ ١
١٣٤٩. الغيبة عن الحسن بن شمّون : قَرَأتُ هذِهِ الرِّسالَةَ عَلى عَلِيِّ بنِ مَهزِيارَ عَن أبي جَعفَرٍ الثّاني بِخَطِّهِ : بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا عَلِيُّ ، أحسَنَ اللّه جَزاكَ وأسكَنَكَ جَنَّتَهُ ، ومَنَعَكَ مِنَ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وحَشَرَكَ اللّه مَعَنا. يا عَلِيُّ قَد بَلَوتُكَ وخَبَرتُكَ فِي النَّصيحَةِ وَالطّاعَةِ وَالخِدمَةِ وَالتَّوقيرِ وَالقِيامِ بِما يَجِبُ عَلَيكَ ، فَلَو قُلتُ إنّي لَم أرَ مِثلَكَ لَرَجَوتُ أن أكونَ صادِقا ، فَجَزاكَ اللّه جَنّاتِ الفِردَوسِ نُزُلاً ، فَما خَفِيَ عَلَيَّ مَقامُكَ ولا خِدمَتُكَ فِي الحَرِّ وَالبَردِ ، فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَأَسأَلُ اللّه إذا جَمَعَ الخَلائِقَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. عليّ بن مهزيار الأهوازي ، أبوالحسن ، من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ، كان من السفراء الممدوحين ، وكان محمودا وثقة في روايته ، لايطعن عليه ، صحيحا اعتقاده ، جليل القدر ، واسع الرواية ، ثقة صحيح ، روى الكشّيّ في مدحه وجلالته وعبادته أخبارا كثيرة ، وله التوقيعات والكتب المشهورة. دعا له الجواد عليهالسلام (رجال البرقي : ص ٥٤ و ٥٥ و ٥٨ ، رجال الطوسي : ص ٣٦٠ الرقم ٥٣٣٦ وص ٣٧٦ الرقم ٥٥٦٨ وص ٣٨٨ الرقم ٥٧٠٦ ، الفهرست : ص ٨٨ الرقم ٣٦٩ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٧٤ الرقم ٦٦٢ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٢٥ الرقم ١٠٣٨ ـ ١٠٤٠ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٤٩).
لِلقِيامَةِ أن يَحبُوَكَ ١ بِرَحمَةٍ تُغتَبَطُ بِها ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ. ٢
١٣٥٠. رجال الكشّي عن عليّ بن مهزيار ـ في ذِكرِ كُتُبِ الإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام إ : كَتَبتُ إلَيهِ أسأَ لُهُ التَّوَسُّعَ عَلَيَّ ، وَالتَّحليلَ لِما في يَدي.
فَكَتَبَ : وَسَّعَ اللّه عَلَيكَ ، ولِمَن سَأَلتَ بِهِ التَّوسِعَةَ في أهلِكَ ، ولِأَهلِ بَيتِكَ ، ولَكَ ـ يا عَلِيُّ ـ عِندي مِن أكبَرِ التَّوسِعَةِ ، وأنَا أسأَلُ اللّه أن يَصحَبَكَ بِالعافِيَةِ ، ويُقدِمَكَ عَلَى العافِيَةِ ، ويَستُرَكَ بِالعافِيَةِ ؛ إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ.
وسَأَلتُهُ الدُّعاءَ فَكَتَبَ إلَيَّ : وأمّا ما سَأَلتَ مِنَ الدُّعاءِ فَإِنَّكَ بَعدُ لَستَ تَدري كَيفَ جَعَلَكَ اللّه عِندي ، ورُبَّما سَمَّيتُكَ بِاسمِكَ ونَسَبِكَ ، مَعَ كَثرَةِ عِنايَتي بِكَ ومَحَبَّتي لَكَ ومَعرِفَتي بِما أنتَ إلَيهِ ، فَأَدامَ اللّه لَكَ أفضَلَ ما رَزَقَكَ مِن ذلِكَ ، ورَضِيَ عَنكَ بِرِضائي ، وبَلَّغَكَ أفضَلَ نِيَّتِكَ ، وأنزَلَكَ الفِردَوسَ الأَعلى بِرَحمَتِهِ ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ ، حَفِظَكَ اللّه وتَوَلاّكَ ودَفَعَ الشَّرَّ عَنكَ بِرَحمَتِهِ ، وكَتَبتُ بِخَطّي. ٣
١٣٥١. رجال الكشّي عن عليّ بن مهزيار ـ في كِتابٍ لِلإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام إلَيهِ : قَد وَصَلَ إلَيَّ كِتابُكَ ، وقَد فَهِمتُ ما ذَكَرتَ فيهِ ومَلَأتَني سُرورا فَسَرَّكَ اللّه ، وأنَا أرجو مِنَ الكافِي الدّافِعِ أن يَكفِيَ كَيدَ كُلِّ كائِدٍ إن شاءَ اللّه تَعالى.
وفي كِتابٍ آخَرَ : وقَد فَهِمتُ ما ذَكَرتَ مِن أمرِ القُمِّيّينَ ، خَلَّصَهُمُ اللّه وفَرَّجَ عَنهُم ، وسَرَرتَني بِما ذَكَرتَ مِن ذلِكَ ولَم تَزَل تَفعَلُ ، سَرَّكَ اللّه بِالجَنَّةِ ورَضِيَ عَنكَ بِرِضائي عَنكَ ، وأنَا أرجو مِنَ اللّه حُسنَ العَونِ وَالرَّأفَةِ ، وأقولُ : حَسبُنَا اللّه ونِعمَ الوَكيلُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. حباه بكذا : أعطاه ، والحِباء : العطيّة (النهاية : ج ١ ص ٣٣٦ «حبا»).
٢. الغية للطوسي : ص ٣٤٩ ح ٣٠٦ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ١٠٥ ح ٢٢.
٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٢٦ الرقم ١٠٤٠.
في كِتابٍ لِلإِمامِ الجَوادِ عليهالسلام إلَيهِ وفي كِتابٍ آخَرَ بِالمَدينَةِ : فَاشخَص إلى مَنزِلِكَ ، صَيَّرَكَ اللّه إلى خَيرِ مَنزِلٍ في دُنياكَ وآخِرَتِكَ.
وفي كِتابٍ آخَرَ : وأسأَلُ اللّه أن يَحفَظَكَ مِن بَينِ يَدَيكَ ومِن خَلفِكَ وفي كُلِّ حالاتِكَ ، فَأَبشِر ؛ فَإِنّي أرجو أن يَدفَعَ اللّه عَنكَ. ١
١٢ / ٢
مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ ٢
١٣٥٢. الغيبة للطوسي عن عليّ بن الحسين بن داوود : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ الثّانِيَ عليهالسلام يَذكُرُ مُحَمَّدَ بنَ سِنانٍ بِخَيرٍ ويَقولُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٢٦ الرقم ١٠٤٠.
٢. هو محمّد بن الحسن بن سنان ، أبو جعفر الزاهري. توفّي أبوه الحسن وهو طفل وكفّله جدّه سنان فنسب إليه. من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهمالسلام. روى الكشّيّ أخبارا في مدحه. منها مارواه عن أبي الحسن موسى عليهالسلام مخاطبا له بقوله : أنت أنسهما ومستراحهما يعني الرضا والجواد عليهماالسلام. حرام على النار أن تمسّك أبدا.
ومنها : ما رواه بإسناده عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام أنّه يذكر صفوان ومحمّد بن سنان بخير ، وقال : رضي اللّه عنهما برضاي عنهما وما خالفاني ... وجزى اللّه صفوان ومحمّد بن سنان وزكريّا بن آدم عنّي خيرا فقد وفوا لي.
ومنها : ما رواه بإسناده عن الرضا عليهالسلام في ابتلائه بوجع العين وأرجعه عليهالسلام إلى ابنه جعفر عليهالسلام ودعا له فذهب كلّ وجع في عينه.
هذا ، ولم نقف على من ضعّفه قولاً واحدا سوى ابن الغضائري في ما وصل إلينا ، ولعلّه أيضا في كتابه الآخر الذي لم يصل إلينا ، وأمّا الكشّيّ ففي عنوانه الثاني والرابع اقتصر على أخبار مدحه ، وأمّا النجاشيّ فقال في آخر كلامه : يدلّ خبر صفوان على زوال اضطرابه (رجال البرقي : ص ٣٨ و ٥٤ و ٥٥ و ٥٧ ، رجال الطوسي : ص ٣٤٤ الرقم ٥١٣٨ وص ٣٦٤ الرقم ٥٣٩٤ وص ٣٧٧ الرقم ٥٥٨٧ ، الفهرست : ص ١٤٣ الرقم ٦٠٩ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٢٠٠ الرقم ٨٨٤ ، رجال ابن الغضائري : ص ٩٢ الرقم ١٣٠ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٩٥ الأرقام ٩٧٦ ـ ٩٨٢ وص ٥٨٢ الرقم ١٠٩١ وص ٥٨٣ الرقمان ١٠٩٢ و ١٠٩٣ ، قاموس الرجال : ج ٩ ص ٣١٤).
رَضِيَ اللّه عَنهُ بِرِضائي عَنهُ ؛ فَما خالَفَني وما خالَفَ أبي قَطُّ. ١
١٣٥٣. رجال الكشّي عن محمّد بن مرزبان عن محمّد بن سنان : شَكَوتُ إلَى الرِّضا عليهالسلام وَجَعَ العَينِ ، فَأَخَذَ قِرطاسا فَكَتَبَ إلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام ، وهُوَ أقَلُّ مِن يَدي ٢ ، فَدَفَعَ الكِتابَ إلَى الخادِمِ وأمَرَني أن أذهَبَ مَعَهُ وقالَ : اُكتُم.
فَأَتَيناهُ وخادِمٌ قَد حَمَلَهُ ـ قالَ : ـ فَفَتَحَ الخادِمُ الكِتابَ بَينَ يَدَي أبي جَعفَرٍ عليهالسلام ، فَجَعَلَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام يَنظُرُ فِي الكِتابِ ويَرفَعُ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، ويَقولُ : ناجٍ. فَفَعَلَ ذلِكَ مِرارا فَذَهَبَ كُلُّ وَجَعٍ في عَيني ، وأبصَرتُ بَصَرا لا يُبصِرُهُ أحَدٌ.
قالَ : فَقُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام : جَعَلَكَ اللّه شَيخا عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، كَما جَعَلَ عيسَى بنَ مَريَمَ شَيخا عَلى بَني إسرائيلَ.
قالَ : ثُمَّ قُلتُ لَهُ : يا شَبيهَ صاحِبِ فُطرُسَ ٣.قالَ : وَانصَرَفتُ ، وقَد أمَرَنِي الرِّضا عليهالسلام أن أكتُمَ ، فَما زِلتُ صَحيحَ البَصَرِ ، حَتّى أذَعتُ ما كانَ مِن أبي جَعفَرٍ عليهالسلام في أمرِ عَيني ، فَعاوَدَنِي الوَجَعُ. ٤
١٢ / ٣
مُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ الرّازِيُّ ٥ وأخوه
١٣٥٤. الخرائج والجرائح عن محمّد بن عمير بن واقد الرازي دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ ابنِ الرِّضا عليهماالسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الغيبة للطوسي : ص ٣٤٨ ح ٣٠٤ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٢٧٥ ح ٢٣.
٢. في المصدر : «من نيّتي» وما أثبتناه من بحار الأنوار.
٣. يعني به الإمام الحسين عليهالسلام ، وقصّته مع الملَك فطرس مشهورة.
٤. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤٩ الرقم ١٠٩٢ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٦٦ ح ٤٣.
٥. هو محمّد بن عمير بن واقد الرازيّ ، من أصحاب الجواد عليهالسلام ، وكان مورد عنايته ولطفه (مستدركات علم الرجال : ج ٧ ص ٢٧٠ الرقم ١٤٢٠٨).
ومَعي أخي بِهِ بُهرٌ ١ شَديدٌ ، فَشَكا إلَيهِ ذلِكَ البُهرَ فَقالَ عليهالسلام : عافاكَ اللّه مِمّا تَشكو. فَخَرَجنا مِن عِندِهِ وقَد عوفِيَ ، فَما عادَ إلَيهِ ذلِكَ البُهرُ إلى أن ماتَ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ : وكانَ يُصيبُني وَجَعٌ في خاصِرَتي في كُلِّ اُسبوعٍ ، فَيَشتَدُّ ذلِكَ بي أيّاما ، فَسَأَلتُهُ أن يَدعُوَ لي بِزَوالِهِ عَنّي.
فَقالَ : وأنتَ ، فَعافاكَ اللّه. فَما عادَ إلى هذِهِ الغايَةِ. ٢.
١٢ / ٤
يونُسُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ ٣
١٣٥٥. رجال الكشّي عن أبي هاشم الجعفري : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الرِّضا عليهماالسلامعَن يونُسَ ، فَقالَ : مَن يونُسُ؟ فَقُلتُ : مَولى عَلِيِّ بنِ يَقطينٍ.
فَقالَ : لَعَلَّكَ تُريدُ يونُسَ بنَ عَبدِ الرَّحمنِ؟ فَقُلتُ : لا وَاللّه لا أدري ابنُ مَن هُوَ؟ قالَ : بَل هُوَ ابنُ عَبدِ الرَّحمنِ.
ثُمَّ قالَ : رَحِمَ اللّه يونُسَ ، رَحِمَ اللّه يونُسَ ، نِعمَ العَبدُ كانَ للّه عز وجل. ٤
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. «وقَعَ عليه البُهرُ» هو بالضمِّ : انقطاع النفس ، وقيل : هو الربو (تاج العروس : ج ٦ ص ١١٨ «بهر»).
٢. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٣٧٧ ح ٥ ، كشف الغمّة : ج ٣ ص ١٥٧ ، الثاقب في المناقب : ص ٥٢٥ ح ٤٦٣ عن محمّد بن عمر بن واقد الرازي وفيه «بهق» بدل «بُهْر» في كلا الموضعين ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٤٧ ح ٢٣.
٣. يونس بن عبدالرحمن ، أبو محمّد ، من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، كان وجها في أصحابنا ، متقدّما ، عظيم المنزلة ، وكان الرضا عليهالسلام يشير إليه في العلم والفتيا ، ومدائح يونس كثيرة ، وثّقه الطوسي ، وذكره الكشّي في أصحاب الإجماع ومن أفقههم ، وروى في مدحه أخبارا كثيرة. (رجال البرقي : ص ٤٩ و ٥٤ ، رجال الطوسي : ص ٣٤٦ الرقم ٥١٦٧ وص ٣٦٨ الرقم ٥٤٧٨ ، الفهرست : ص ١٨١ الرقم ٧٨٩ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٧٩ الأرقام ٩١٠ ـ ٩١٥ وص ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠ ، قاموس الرجال : ج ١١ ص ١٨٣).
٤. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٨٢ الرقم ٩٢٥ وراجع ص ٧٨٠ الرقم ٩١٣ و ٩١٤ وص ٧٨١ الرقم ٩٢٢ و ٩٢٣ وص ٧٨٣ الرقم ٩٣٢.
١٢ / ٥
جَمعٌ مِن أصحابِهِ ١
١٣٥٦. الغيبة للطوسي عن أبي طالب القمّي : دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ الثّاني عليهالسلام في آخِرِ عُمُرِهِ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ :
جَزَى اللّه صَفوانَ بنَ يَحيى ، ومُحَمَّدَ بنَ سِنانٍ ، وزَكَرِيَّا بنَ آدَمَ ، وسَعدَ بنَ سَعدٍ ، عَنّي خَيرا ؛ فَقَد وَفَوا لي. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. أ ـ صفوان بن يحيى كان من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهمالسلام ، وكان من أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم ، ثقة ثقة عين ، وكانت له عند الرضا عليهالسلام منزلة شريفة ، عدّه الكشّيّ في أصحاب الإجماع وأفقه من في طبقته ، كما روى في مدحه روايات فيما ترضّى أبو جعفر الثاني عليهالسلام له ودعائه له. مات سنة ٢١٠ ه (رجال البرقي : ص ٥٥ ، رجال الطوسي : ص ٣٣٨ الرقم ٥٠٣٨ وص ٣٥٩ الرقم ٥٣١١ وص ٣٧٦ الرقم ٥٥٥٩ ، الفهرست : ص ٨٢ الرقم ٣٤٦ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٩٢ الأرقام ٩٦١ ـ ٩٦٦ ، قاموس الرجال : ج ٩ ص ٣١٤).
ب ـ محمّد بن سنان
مرّت ترجمته سابقا.
ج ـ زكريّا بن آدم
كان من أصحاب الصادق والرضا والجواد عليهمالسلام ، كان له وجه عند الرضا عليهالسلام ، ثقة ، جليل ، عظيم القدر ، روى الكشّيّ في مدحه وجلالته روايات ، منها : الإرجاع إليه لتعليم معالم الدين (رجال الطوسي : ص ٢١٠ الرقم ٢٧٣١ وص ٣٥٨ الرقم ٥٢٩٧ وص ٣٧٥ الرقم ٥٥٥٥ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٥٧ الأرقام ١١١١ ـ ١١١٥ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٩٣ الرقم ٤٥٦ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٤٨).
٢. الغيبة للطوسي : ص ٣٤٨ ح ٣٠٣ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٢٧٤ ح ٢٣.