محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
٨٣١. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لاِبنِهِ ـ : إذا نَزَلَ بِكَ أمرٌ عَظيمٌ في دينٍ أو دُنيا ، فَتَوَضَّأ وَارفَع يَدَيكَ وقُل : يا اَللّه يا اَللّه ـ سَبعَ مَرّاتٍ ـ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَكَ. ١
٨٣٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اِشتَكَيتُ فَمَرَّ بي أبي عليهالسلام فَقالَ : قُل يا بُنَيَّ عَشرَ مَرّاتٍ : يا اَللّه ؛ فَإِنَّهُ لَم يَقُلها عَبدٌ إلاّ قالَ : لَبَّيكَ ، ومَن قالَ : يا رَبّي يا اَللّه ، يا رَبّي يا اَللّه حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ ، اُجيبَ فَقيلَ لَهُ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ. ٢
٨٣٣. عنه عليهالسلام : مَن قالَ عَشرَ مَرّاتٍ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، قيلَ لَهُ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟ ٣
٨٣٤. الكافي عن محمد بن حمران : مَرِضَ إسماعيلُ بنُ أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام ، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : قُل : يا رَبِّ يا رَبِّ عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِنَّ مَن قالَ ذلِكَ نودِيَ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟ ٤
٨٣٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ العَبدَ إذا سَجَدَ فَقالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ـ حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ـ قالَ لَهُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ ما حاجَتُكَ؟ ٥
٨٣٦. عنه عليهالسلام : إنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَقِفُ عِندَ ذِكرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ثُمَّ يَقولُ : أي رَبِّ أي رَبِّ أي رَبِّ ـ ثَلاثا ـ فَإِذا قالَها نودِيَ مِن فَوقِ رَأسِهِ : سَل ، ما حاجَتُكَ. ٦
٨٣٧. عنه عليهالسلام : مَن قالَ : يا رَبِّ يا اَللّه ، يا رَبِّ يا اَللّه ـ حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ـ قيلَ لَهُ : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟ ٧
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٤٦ ح ٢٣٦١ ، بحار الأنوار : ج ٨٠ ص ٣٢٨ ح ١٥ نقلاً عن كتاب الاختيار لابن الباقي وفيه «لأبي ذرّ» بدل «لابنه» وج ٩٥ ص ١٥٩ ح ١٠.
٢. الدعوات : ص ٤٤ ح ١٠٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٥.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٥٢٠ ح ١ عن أيّوب بن الحرّ أخي اُديم ، المحاسن : ج ١ ص ١٠٥ ح ٨٥ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨٤ ح ٢٢٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٤ ح ١٨ نقلاً عن كتاب الصلاة لمحمّد بن عليّ بن محبوب.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٥٢٠ ح ٢.
٥. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٣٣ ح ٩٧٦ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٣٨ ح ٢٠٨٥ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢٠٥ ح ١٩.
٦. المحاسن : ج ١ ص ١٠٥ ح ٨٤ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٣ ح ٤.
٧. الكافي : ج ٢ ص ٥٢٠ ح ٣ ، المحاسن : ج ١ ص ١٠٥ ح ٨٥ وفيه «يا ربّ يا ربّ» بدل «يا ربّ يا اللّه يا ربّ
٨٣٨. عنه عليهالسلام : مَن قالَ : يا مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ أحَدٌ غَيرُهُ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ استُجيبَ لَهُ ، وهُوَ الدُّعاءُ الَّذي لا يُرَدُّ. ١
٨٣٩. المجتنى عن اللّيث بن سعد عن الإمام الصادق عليهالسلام ـ في دُعاءِ سَريعِ الإِجابَةِ ـ : يا اَللّه يا اَللّه يا اَللّه ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا رَحمنُ يا رَحمنُ يا رَحمنُ ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا رَحيمُ يا رَحيمُ ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ـ حَتَّى انقَطَعَ نَفَسُهُ ـ ثُمَّ سَأَلَ حاجَتَهُ فَحَضَرَت فِي الحالِ. ٢
٨٤٠. الدعاء المأثور وآدابه عن عبد اللّه بن الصامت عن ا مَن حَزَبَهُ أمرٌ ٣ فَقالَ خَمسَ مَرّاتٍ : رَبَّنا رَبَّنا ، ودَعا في كَشفِهِ ، إلاّ أنجاهُ اللّه مِمّا يَخافُ ، وأعطاهُ ما أرادَ. وَاحتَجَّ بِقَولِهِ سُبحانَهُ : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَـمًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَـوَتِ وَالْأَرْضِ) الآياتِ إلى قَولِهِ : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَـمِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) ٤. ٥
٨٤١. الإمام الرضا عليهالسلام : إذا نَزَلَت بِكُم شِدَّةٌ فَاستَعينوا بِنا عَلَى اللّه ، وهُوَ قَولُ اللّه عز وجل : (وَلِلَّهِ الأْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، قالَ أبو عَبدِ اللّه عليهالسلام : نَحنُ وَاللّه الأَسماءُ الحُسنَى الَّذي لا يُقبَلُ مِن أحَدٍ إلاّ بِمَعرِفَتِنا ، قالَ : (فَادْعُوهُ بِهَا). ٦
راجع : ص ١٦٣ ح ٤٥٥.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا اللّه» وكلاهما عن أبي بصير ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨٤ ح ٢٢٢٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٤ ح ٥.
١. الدعوات : ص ٤٥ ح ١١٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٢ ح ١٧.
٢. المجتنى : ص ٦٤.
٣. أي نزل به مهمٌّ أو أصابه غمٌّ (النهاية : ج ١ ص ٣٧٧ «حزب»).
٤. آل عمران : ١٩١ ـ ١٩٥.
٥. الدعاء المأثور وآدابه : ص ٧٤ ، مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٢١٩ ح ٥٧٣٦ نقلاً عن تفسير أبي الفتوح الرازي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله نحوه.
٦. تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ٤٢ ح ١١٩ ، الاختصاص : ص ٢٥٢ وليس فيه «قال أبو عبد اللّه ...» ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٥ ح ٧ ، وراجع الكافي : ج ١ ص ١٤٣ ح ٤.
البابُ السّادِسُ :
استجابة الدّعاء بالاسم الأعظم
٦ / ١
ما رُوِيَ في تَفسيرِ الاِسمِ الأَعظَمِ
أ ـ مَوقِعُ الاِسمِ الأَعظَمِ مِنَ البَسمَلَةِ
٨٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ) أقرَبُ إلَى الاِسمِ الأَعظَمِ ١ مِن سَوادِ العَينِ إلى بَياضِها. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. استعملت كلمة «اسم» في معناها الجامع القابل للصدق على جميع أسمائه تعالى ، فهو من باب ذكر المفهوم والإشارة به إلى المصداق. وبما أنّ الاسم الأعظم أشرف المصاديق فلا محالة أن يكون أولى وأحقّ بانطباق المفهوم عليه. وبهذا يتّضح معنى كون «باسم اللّه» أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها؛ فإنّ القرب بينهما قرب ذاتي ؛ إذ المفهوم متّحد مع مصداقه خارجا ، وقرب سواد العين إلى بياضها قرب مكانيّ ، والاتّحاد بينهما وضعيّ (البيان في تفسير القرآن : ص ٥١٤).
٢. عدّة الداعي : ص ٤٩ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٥ ح ١١ عن محمّد بن سنان عن الإمام الرضا عليهالسلام ، تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٢١ ح ١٣ عن إسماعيل بن مهران عن الإمام الرضا عليهالسلام ، دلائل الإمامة : ص ٤٢٠ ح ٣٨٣ عن أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي عن الإمام الرضا عليهماالسلام وفيها «اسم اللّه الأعظم» بدل «الاسم الأعظم» ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٣٧١ ح ٦ ، وراجع تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٨٩ ح ١١٥٩ والمستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٣٨ ح ٢٠٢٧ وتاريخ بغداد : ج ٧ ص ٣١٣ الرقم ٣٨٢٦ وكنز العمّال : ج ٢ ص ٢٩٦ ح ٤٠٤٧.
٨٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله ـ وقد سُئِلَ عَن بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحي : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّه ، وما بَينَهُ وبَينَ اسمِ اللّه الأَكبَرِ إلاّ كَما بَينَ سَوادِ العَينِ وبَياضِها مِنَ القُربِ. ١
٨٤٤. مُهج الدعوات عن معاوية بن عمّار عـن الإمام الصادق (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ) اسمُ اللّه الأَكبَرُ. أو قالَ : الأَعظَمُ. ٢
ب ـ آيٌ مِنَ القُرآنِ
٨٤٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ في هاتَينِ الآيَتَينِ : (اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) ٣ ، و (إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ) ٤. ٥
٨٤٦. عنه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ في هاتَينِ الآيَتَينِ : (وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ) ٦ ، وفاتِحَةِ سورَةِ آلِ عِمرانَ : (الم * اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) ٧. ٨
٨٤٧. عنه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ : (قُلِ اللَّهُمَّ مَــلِكَ الْمُلْكِ) إلى (بِغَيْرِ حِسَابٍ) ٩. ١٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٣٨ ح ٢٠٢٧ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٢٩٦ ح ٤٠٤٧ ؛ مُهج الدعوات : ص ٣٨١ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٥ ح ١.
٢. مُهَج الدعوات : ص ٣٧٩.
٣. البقرة : ٢٥٥. وهي آية الكرسي.
٤. البقرة : ١٦٣.
٥. مُهج الدعوات : ص ٣٨٣ عن أسماء بنت زيد ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٧.
٦. البقرة : ١٦٣.
٧. آل عمران : ١ و ٢.
٨. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٠ ح ١٤٩٦ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥١٧ ح ٣٤٧٨ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٧ ح ٣٨٥٥ وليس فيه ذيله ، سنن الدارمي : ج ٢ ص ٩٠٧ ح ٣٢٦٦ ، المعجم الكبير : ج ٢٤ ص ١٧٤ ح ٤٤٠ و ٤٤١ والثلاثة الأخيرة نحوه وكلّها عن أسماء بنت يزيد ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥١ ح ١٩٤١.
٩. آل عمران : ٢٦ و ٢٧.
١٠. مُهج الدعوات : ص ٣٨٠ عن أسماء بنت زيد ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٤؛ المعجم الكبير : ج ١٢ ص ١٣٣ ح ١٢٧٩٢ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥١ ح ١٩٤٣.
٨٤٨. مهج الدعوات عن أبي اُمامة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله اِسمُ اللّه الأَعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، في سُوَرٍ ثَلاثٍ : فِي البَقَرَةِ وآلِ عِمرانَ ، وطه. قالَ أبو اُمامَةَ : فِي البَقَرَةِ آيَةُ الكُرسِيِّ ، وفي آلِ عِمرانَ : (الم * اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) ١ وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ) ٢. ٣
٨٤٩. المستدرك عن سعد بن مالك عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله هَل أدُلُّكُم عَلَى اسمِ اللّه الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى؟ الدَّعوَةُ الَّتي دَعا بِها يونُسُ ، حَيثُ ناداهُ فِي الظُّلُماتِ الثَّلاثِ : (لا إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّــلِمِينَ). فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ، هَل كانَت لِيونُسَ خاصَّةً أم لِلمُؤمِنينَ عامَّةً؟ فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : ألا تَسمَعُ قَولَ اللّه عز وجل : (وَنَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ) ٤؟ ٥
٨٥٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ في سِتِّ آياتٍ مِن آخِرِ سورَةِ الحَشرِ. ٦
٨٥١. كنز العمّال عن البراء بن عازب : قُلتُ لِعَلِيٍّ عليهالسلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أسأَ لُكَ بِاللّه ورَسولِهِ إلاّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. آل عمران : ١ و ٢.
٢. طه : ١١١.
٣. مُهَج الدعوات : ص ٣٨٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٤؛ سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٧ ح ٣٨٥٦ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٨٤ ح ١٨٦١ وليس فيه «الذي إذا دعي به أجاب» ، المعجم الكبير : ج ٨ ص ٢٣٧ ح ٧٩٢٥ ، المعجم الأوسط : ج ٨ ص ١٩٢ ح ٨٣٧١ كلّها عن أبي اُمامة ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥١ ح ١٩٤٢.
٤. الأنبياء : ٨٧ و ٨٨.
٥. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٨٥ ح ١٨٦٥ ، تفسير الطبري : ج ١٠ الجزء ١٧ ص ٨٢ نحوه وكلاهما عن سعد بن مالك ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥٢ ح ١٩٤٤.
٦. مجمع البيان : ج ٩ ص ٤٠١ ، مُهج الدعوات : ص ٣٨٠ وليس فيه «سورة» وكلاهما عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٤ ؛ الفردوس : ج ١ ص ٤١٦ ح ١٦٨٦ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥٢ ح ١٩٤٥.
خَصَصتَني بِأَعظَمِ ما خَصَّكَ بِهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله ، وَاختَصَّهُ بِهِ جِبريلُ ، وأرسَلَهُ بِهِ الرّحَمنُ ، فَضَحِكَ ثُمَّ قالَ يا بَراءُ : إذا أرَدتَ أن تَدعُوَ اللّه عز وجل بِاسمِهِ الأَعظَمِ فَاقرَأ مِن أوَّلِ سورَةِ الحَديدِ إلى آخِرِ سِتِّ آياتٍ مِنها ، إلى (... عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ١ ، وآخِرِ سورَةِ الحَشرِ ، يَعني أربَعَ آياتٍ ، ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ فَقُل : «يا مَن هُوَ هكَذا ، أسأَ لُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا مِمّا تُريدُ» ، فَوَاللّه الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ لَتُقبِلَنَّ ٢ بِحاجَتِكَ إن شاءَ اللّه. ٣
٨٥٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ مُقَطَّعٌ في اُمِّ الكِتابِ. ٤
٨٥٣. عنه عليهالسلام : «الـم» هُوَ حَرفٌ مِن حُروفِ اسمِ اللّه الأَعظَمِ المُقَطَّعِ فِي القُرآنِ ، الَّذي يُؤَلِّفُهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله وَالإِمامُ ، فَإِذا دَعا بِهِ اُجيبَ. ٥
ج ـ نُصوصٌ مِنَ الأَدعِيَةِ
٨٥٤. سنن الترمذي عن بريدة : سَمِعَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله رَجُلاً يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنّي أشهَدُ أنَّكَ أنتَ اللّه لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الحديد : ٦.
٢. في الدرّ المنثور : «لَتَنقَلِبَنَّ».
٣. كنز العمّال : ج ٢ ص ٢٤٨ ح ٣٩٤١ نقلاً عن ابن النجّار وص ٢٥٠ ح ٣٩٤٥ نقلاً عن أبي علي عبد الرحمن ابن محمّد النيسابوري في فوائده نحوه ، الدرّ المنثور : ج ٨ ص ٤٩ نقلاً عن ابن النجّار في تاريخ بغداد؛ بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٣٠٩.
٤. ثواب الأعمال : ص ١٣٠ ح ١ ، تفسير العيّاشي : ج ١ ص ١٩ ح ١ ، مُهج الدعوات : ص ٣٧٩ كلّها عن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٣٤ ح ١٦.
٥. معاني الأخبار : ص ٢٣ ح ٢ ، تفسير القمّي : ج ١ ص ٣٠ كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ٢ ص ١٦ ح ٣٨.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَقَد سَأَلَ اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى. ١
٨٥٥. مسند ابن حنبل عن أنس : كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله جالِسا فِي الحَلقَةِ ورَجُلٌ قائِمٌ يُصَلّي ، فَلَمّا رَكَعَ وسَجَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قالَ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ المَنّانُ ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، إنّي أسأَ لُكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أتَدرونَ بِما دَعَا اللّه؟ قالَ : فَقالوا : اللّه ورَسولُهُ أعلَمُ. قالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَقَد دَعَا اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى. ٢
٨٥٦. الأدب المفرد عن أنس : كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَدَعا رَجُلٌ فَقالَ : يا بَديعَ السَّماواتِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، إنّي أسأَ لُكَ. فَقالَ : أتَدرونَ بِما دَعا؟ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، دَعَا اللّه بِاسمِهِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ. ٣
٨٥٧. الإمام الحسين عن الإمام عليّ عليهماالسلام : رَأَيتُ الخِضرَ عليهالسلام فِي المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَيلَةٍ ، فَقُلتُ لَهُ : عَلِّمني شَيئا اُنصَر بِهِ عَلَى الأَعداءِ ، فَقالَ : قُل : «يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلاّ هُوَ» ، فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ لي : يا عَلِيُّ عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ. فَكانَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥١٥ ح ٣٤٧٥ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٩ ح ١٤٩٣ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٧ ح ٣٨٥٧ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٨٣ ح ١٨٥٨ ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥٣ ح ١٩٤٩؛ مُهج الدعوات : ص ٣٨٠ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٢٤.
٢. مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٤٨٨ ح ١٣٥٧١ وص ٣١٦ ح ١٢٦١١ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٩ ح ١٤٩٥ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ٥٢ ، صحيح ابن حبّان : ج ٣ ص ١٧٥ ح ٨٩٣ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٨ ح ٣٨٥٨ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٨٣ ح ١٨٥٦ وح ١٨٥٧ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٢٥٠ ح ٣٩٤٤؛ الدعوات : ص ٥٧ ح ١٤٤ عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليهالسلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٣ ح ١٧.
٣. الأدب المفرد : ص ٢١١ ح ٧٠٥.
عَلى لِساني يَومَ بَدرٍ.
وإنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام قَرَأَ : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، فَلَمّا فَرَغَ قالَ : يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلاّ هُوَ ، اغفِر لي ، وَانصُرني عَلَى القَومِ الكافِرينَ.
وكانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَقولُ ذلِكَ يَومَ صِفّينَ وهُوَ يُطارِدُ ، فَقالَ لَهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما هذِهِ الكِناياتُ؟
قالَ : اِسمُ اللّه الأَعظَمُ وعِمادُ التَّوحيدِ : اللّه ١ لا إلهَ إلاّ هُوَ. ثُمَّ قَرَأَ : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ) وآخِرَ الحَشرِ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ قَبلَ الزَّوالِ. ٢
٨٥٨. الإمام زين العابدين عليهالسلام : كُنتُ أدعُو اللّه سُبحانَهُ سَنَةً عَقيبَ كُلِّ صَلاةٍ أن يُعَلِّمَنِي الاِسمَ الأَعظَمَ ، فَإِنّي ذاتَ يَومٍ قَد صَلَّيتُ الفَجرَ ، إذ غَلَبَتني عَينايَ وأنَا قاعِدٌ ، وإذا أنَا بِرَجُلٍ قائِمٍ بَينَ يَدَيَّ يَقولُ لي : سَأَلتَ اللّه تَعالى أن يُعَلِّمَكَ الاِسمَ الأَعظَمَ؟
قُلتُ : نَعَم.
قالَ : قُل : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، اللّه ، الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ».
قالَ : فَوَ اللّه ما دَعَوتُ بِها لِشَيءٍ إلاّ رَأَيتُ نُجحَهُ. ٣
٨٥٩. الإمام الرضا عليهالسلام : مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ : «بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أقرَبَ إلَى اسمِ اللّه الأَعظَمِ مِن سَوادِ العَينِ إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «عماد التَّوحيد للّه» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٢ ح ٣.
٢. التوحيد : ص ٨٩ ح ٢ عن وهب بن وهب القرشي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٣ ص ٢٢٢.
٣. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٥٩ ح ٢٣٩٢ ، مهج الدعوات : ص ٣٨٢ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٦١ ص ١٧٠ ح ٢٧.
بَياضِها ، وإنَّهُ دَخَلَ فيهَا اسمُ اللّه الأَعظَمُ. ١
د ـ كُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه
٨٦٠. مصباح الشريعة : ـ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السل : سُئِلَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله عَنِ اسمِ اللّه الأَعظَمِ قالَ : كُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ، فَلَيسَ فِي الحَقيقَةِ للّه اسمٌ دونَ اسمٍ بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ. ٢
٦ / ٢
مَن كانَ عِندَهُ الاِسمُ الأَعظَمُ
الكتاب
(قالَ الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَـبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قالَ هذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ). ٣
الحديث
٨٦١. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اسمَ اللّه الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، وإنَّما كانَ عِندَ آصَفَ مِنها حَرفٌ واحِدٌ ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَخُسِفَ بِالأَرضِ ما بَينَهُ وبَينَ سَريرِ بِلقيسَ ، حَتّى تَناوَلَ السَّريرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ عادَتِ الأَرضُ كَما كانَت أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَينٍ ، ونَحنُ عِندَنا مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ اثنانِ وسَبعونَ حَرفا ، وحَرفٌ واحِدٌ عِندَ اللّه تَعالَى ، استَأثَرَ بِه في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مُهَج الدعوات : ص ٣٧٩ عن سليمان بن جعفر الحميري ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ١٦٢ ح ٤١.
٢. مصباح الشريعة : ص ١٢٩.
٣. النمل : ٤٠.
عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ. ١
٨٦٢. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ سُلَيمانُ عِندَهُ اسمُ اللّه الأَكبَرُ ، الَّذي إذا سَأَلَهُ أعطى ، وإذا دَعا بِهِ أجابَ ، ولَو كانَ اليَومَ لاَحتاجَ إلَينا. ٢
٨٦٣. عنه عليهالسلام : سَلمانُ عُلِّمَ الاِسمَ الأَعظَمَ. ٣
٨٦٤. بصائر الدرجات عن عبد اللّه بن بكير عن أبي عبد الل كُنتُ عِندَهُ فَذَكَروا سُليمانَ وما اُعطِيَ مِنَ العِلمِ وما اُوتِيَ مِنَ المُلكِ ، فَقالَ لي : وما اُعطِيَ سُليمانُ بنُ داوُودَ؟ إنَّما كانَ عِندَهُ حَرفٌ واحِدٌ مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ ، وصاحِبُكُم الَّذي قالَ اللّه : (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ) ٤ وكانَ واللّه عِندَ عَلِيٍّ عليهالسلام عِلمُ الكِتابِ ، فَقُلتُ : صَدَقتَ وَاللّه جُعِلتُ فِداكَ! ٥
٨٦٥. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عليهالسلام اُعطِيَ حَرفَينِ وكانَ يَعمَلُ بِهِما ، واُعطِيَ موسى أربَعَةَ أحرُفٍ ، واُعطِيَ إبراهيمُ ثَمانِيَةَ أحرُفٍ ، واُعطِيَ نوحٌ خَمسَةَ عَشَرَ حَرفا ، واُعطِيَ آدَمُ خَمسَةً وعِشرينَ حَرفا ، وإنَّ اللّه تَعالى جَمَعَ ذلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ، وإنَّ اسمَ اللّه الأَعظَمَ ثَلاثَةٌ وسَبعونَ حَرفا ، أعطى مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله اثنَينِ وسَبعينَ حَرفا ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ١ ص ٢٣٠ ح ١ عن جابر وح ٣ عن عليّ بن محمّد النوفلي عن الإمام العسكري عليهالسلام ، خصائص الأئمّة عليهمالسلام : ص ٤٧ عن الإمام عليّ عليهالسلام وكلاهما نحوه ، بصائر الدرجات : ص ٢٠٨ ح ١ وص ٢٠٩ ح ٦ وكلاهما عن جابر ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ٤٠٦ عن عليّ بن محمّد النوفلي عن الإمام الهادي عليهالسلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ١١٣ ح ٥.
٢. بصائر الدرجات : ص ٢١١ ح ٢ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ٢٤٩ وفيه «سأل به» بدل «سأله» وكلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢٧ ح ٧.
٣. رجال الكشّي : ج ١ ص ٥٦ الرقم ٢٩ ، الاختصاص : ص ١١ كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٣٤٦ ح ٥٩.
٤. الرعد : ٤٣.
٥. بصائر الدرجات : ص ٢١٢ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٧٠ ح ٣٦.
وحُجِبَ عَنهُ حَرفٌ واحِدٌ. ١
٨٦٦. عنه عليهالسلام : إنَّ اللّه ـ سُبحانَهُ وتَعالى ـ جَعَلَ اسمَهُ الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، فَأَعطى آدَمَ مِنها خَمسَةً وعِشرينَ حَرفا ، وأعطى نوحا مِنها خَمسَةَ عَشَرَ حَرفا ، وأعطى إبراهيمَ مِنها ثَمانِيَةَ أحرُفٍ ، وأعطى موسى مِنها أربَعَةَ أحرُفٍ ، وأعطى عيسى مِنها حَرفَينِ ، وكانَ يُحيي بِهِمَا المَوتى ، ويُبرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ ، وأعطى مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله اثنَينِ وسَبعينَ حَرفا ، وَاحتَجَبَ بِحَرفٍ ؛ لِئَلاّ يَعلَمَ أحَدٌ ما في نَفسِهِ ، ويَعلَمَ ما في أنفُسِ العِبادِ. ٢
٨٦٧. الإمام الرضا عليهالسلام : اُعطِيَ بَلعَمُ بنُ باعورَا الاِسمَ الأَعظَمَ ، فَكانَ يَدعو بِهِ فَيُستَجابُ لَهُ. ٣
راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : القسم الرابع / الفصل الثاني : أبواب علومهم / اسم اللّه الأعظم. موسوعة العقائد الإسلامية : معرفة اللّه / القسم الثالث / الفصل الثاني : أصناف أسماء اللّه / الأسماء التكوينيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ١ ص ٢٣٠ ح ٢ ، بصائر الدرجات : ص ٢٠٨ ح ٢ بزيادة «وأهل بيته» بعد «لمحمّد» وص ٢٠٩ ح ٤ عن عبد الصمد بن بشير ، تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٣٥٢ ح ٢٣١ عن عبد اللّه بن بشير وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢٥ ح ٢.
٢. مختصر بصائر الدرجات : ص ١٢٥ ، بصائر الدرجات : ص ٢٠٨ ح ٣ ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ٢١١ ح ٥.
٣. تفسير القمّي : ج ١ ص ٢٤٨ عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٣٧٧ ح ١.
دراسة حول الاسم الأعظم واجابة الدعاء به
تكرّر موضوع الاسم الأعظم للّه عز وجل في الأحاديث ، وبخاصّة في الأدعية كثيرا ، وذُكر أنّ كلّ إنسان يدعو اللّه به يُستجاب دعاؤه ، وأنّ أهل البيت عليهمالسلام يعرفون جميع حروفه إلاّ حرفا واحدا منه ، فما ذلك الاسم؟
إنّ روايات الباب مختلفة كما لوحظ ، ولا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال بشكلٍ قاطع من وجهة نظر الروايات ، لكن يتسنّى لنا أن نقول : هَبْ أنّ هذه الروايات صحيحة ؛ فإنّ الاسم الأعظم الذي كان عند الأنبياء وأهل البيت عليهمالسلامبالخصائص المذكورة له يجب أن يكون شيئا غير الألفاظ الواردة في الروايات المذكورة لا محالة.
لقد أدّى فقدان الدليل القاطع على المراد من الاسم الأعظم إلى تضارب الآراء فيه ، حتّى نقل السيوطي عشرين قولاً منها :
ذهب جماعة منهم : أبو جعفر الطبري ، وأبو الحسن الأشعري ، وأبو حاتم بن حيّان ، والباقلاني إلى أنّ الأسماء الإلهيّة كلّها عظيمة ، ولا وجود لاسم أعظم من الأسماء الاُخرى.
وذهب بعضهم : إلى وجود الاسم الأعظم ، لكن لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى وحده.
ورأى بعض آخر : أنّ الاسم الأعظم خافٍ بين الأسماء الحسنى.
وقال آخرون : الاسم الأعظم ، هو كلّ اسم يدعو به العبد ربّه بكلّ وجوده. ١
ومنهم : من ذكر أنّ الاسم الأعظم اسم جامع للأسماء كلّها. ٢
ومنهم : من يعتقد أنّ الأنبياء مظاهر اُمّهات أسماء الحقّ ، وهي داخلة في الاسم الأعظم الجامع ، ومظهر الحقيقة المحمّديّة. ٣ أجل ، إنّ الخلاف في تبيان ما غمضت حقيقته على الباحثين طبيعيّ ، بيد أنّي وجدتُ بين الآراء المختلفة التي لاحظتها أنّ كلام العلاّمة الطباطبائي في تبيينه هو أفضلها.
تحقيق لطيف في توضيح الاسم الأَعظم
قال العلاّمة الطباطبائي رحمهالله ـ في بيان معنى الاسم الأعظم ـ : «شاع بين الناس أنّه اسم لفظي من أسماء اللّه سبحانه إذا دعي به استجيب ، ولا يشذّ من أثره شيء غير أنّهم لما لم يجدوا هذه الخاصّة في شيء من الأسماء الحسنى المعروفة ولا في لفظ الجلالة ، اعتقدوا أنّه مؤلّف من حروف مجهولة تأليفا مجهولاً لنا لو عثرنا عليه أخضعنا لإرادتنا كلّ شيء.
وفي مزعمة أصحاب العزائم والدعوات أنّ له لفظا يدلّ عليه بطبعه لا بالوضع اللغوي غير أنّ حروفه وتأليفها تختلف باختلاف الحوائج والمطالب ، ولهم في الحصول عليه طرق خاصة يستخرجون بها حروفا أوّلاً ، ثمّ يؤلّفونها ويدعون بها على ما يعرفه ٤ من راجع فنَّهم. وفي بعض الروايات الواردة إشعار ما بذلك ، كما ورد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. لمزيد من الاطّلاع على الأقوال الاُخرى راجع : الحاوي للسيوطي : ج ٢ ص ١٣٥ الرقم ١٣٩.
٢. كتاب التعريفات : ص ١٠ و ١١.
٣. شرح فصوص الحكم للقيصريّ : ص ١٠٨.
٤. في المصدر : «نعرفه» ، والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه.
أنّ «بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ أقرَبُ إلَى اسمِ اللّه الأَعظَمِ مِن بَياضِ العَينِ إلى سَوادِها» ، وما ورد أنّه في آية الكرسي وأوّل سورة آل عمران ، وما ورد أنّ حروفه متفرّقة في سورة الحمد يعرفها الإمام وإذا شاء ألّفها ودعا بها فاستجيب له ، وما ورد أنّ آصف ابن برخيا وزير سليمان دعا بما عنده من حروف اسم اللّه الأعظم فأحضر عرش ملكة سبأ عند سليمان في أقلّ من طرفة عين ، وما ورد أنّ الاسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا قسم اللّه بين أنبيائه اثنين وسبعين منها ، واستأثر واحدا منها عنده في علم الغيب ، إلى غير ذلك من الروايات المشعرة بأنّ له تأليفا لفظيا.
والبحث الحقيقي عن العلّة والمعلول وخواصّها يدفع ذلك كلّه ؛ فإنّ التأثير الحقيقي يدور مدار وجود الأشياء في قوّته وضعفه والمسانخة بين المؤثّر والمتأثّر ، والاسم اللفظي إذا اعتبرنا من جهة خصوص لفظه كان مجموعة أصوات مسموعة هي من الكيفيات العرضية ، وإذا اعتبر من جهة معناه المتصوّر كان صورة ذهنية لا أثر لها من حيث نفسها في شيء البتة ، ومن المستحيل أن يكون صوت أوجدناه من طريق الحنجرة أو صورة خيالية نصوّرها في ذهننا بحيث يقهر بوجوده وجود كلّ شيء ، ويتصرّف فيما نريده ، على ما نريده فيقلب السماء أرضا والأرض سماءً ويحوّل الدنيا إلى الآخرة وبالعكس وهكذا ، وهو في نفسه معلول لإرادتنا.
والأسماء الإلهية واسمه الأعظم خاصّة وإن كانت مؤثرة في الكون ووسائط وأسبابا لنزول الفيض من الذات المتعالية في هذا العالم المشهود ، لكنّها إنّما تؤثّر بحقائقها لا بالألفاظ الدالة في لغة كذا عليها ، ولا بمعانيها المفهومة من ألفاظها المتصوّرة في الأذهان ، ومعنى ذلك أنّ اللّه سبحانه هو الفاعل الموجد لكلّ شيء بما له من الصفة الكريمة المناسبة له التي يحويها الاسم المناسب ، لا تأثير اللفظ أو صورة مفهومة في الذهن أو حقيقة أُخرى غير الذات المتعالية ، إلاّ أنّ اللّه سبحانه
وعد إجابة دعوة من دعاه ، كما في قوله : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) ١ ، وهذا يتوقّف على دعاء وطلب حقيقي ، وأن يكون الدعاء والطلب منه تعالى لا من غيره ـ كما تقدّم في تفسير الآية. فمن انقطع عن كلّ سبب واتّصل بربِّه لحاجة من حوائجه فقد اتّصل بحقيقة الاسم المناسب لحاجته فيؤثّر الاسم بحقيقته ويستجاب له ، وذلك حقيقة الدعاء بالاسم ، فعلى حسب حال الإسم الذي انقطع إليه الداعي يكون حال التأثير خصوصا وعموما ، ولو كان هذا الاسم هو الاسم الأعظم انقاد لحقيقته كلّ شيء واستجيب للداعي به دعاؤه على الإطلاق.
وعلى هذا يجب أن يحمل ما ورد من الروايات والأدعية في هذا الباب دون الاسم اللفظي أو مفهومه. ومعنى تعليمه تعالى نبيّا من أنبيائه أو عبدا من عباده اسماً من أسمائه أو شيئا من الاسم الأعظم هو أن يفتح له طريق الانقطاع إليه تعالى باسمه ذلك في دعائه ومسألته. فإن كان هناك اسم لفظي وله معنى مفهوم ، فإنّما ذلك لأجل أن الألفاظ ومعانيها وسائل وأسباب تحفظ بها الحقائق نوعا من الحفظ ، فافهم ذلك» ٢.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البقرة : ١٨٦.
٢. الميزان في تفسير القرآن : ج ٨ ص ٣٥٤ ـ ٣٥٦.
البابُ السّابِعُ :
من تستجاب دعوته
٧ / ١
الأَنبِياءُ
الكتاب
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَ لاً فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَ لِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ). ١
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَـهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). ٢
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ). ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. يونس : ٨٨ و ٨٩.
٢. يوسف : ٣٣ و ٣٤. وصبا إلى الشَّيء يصبو : إذا مالَ ، ومنه الحديث : «وشابٌّ ليست له صبوة» أي مَيْلٌ إلى الهوى (النهاية : ج ٣ ص ١٠ ـ ١١ «صبا»).
٣. الأنبياء : ٧٦.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَءَاتَيْنَـهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَـبِدِينَ). ١
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَـادَى فِى الظُّـلُمَـتِ أَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَ ـ نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّــلِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ). ٢
(رَبِّ نَجِّنِى وَأَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ). ٣
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَ رِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَـشِعِينَ). ٤
(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لاِّوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّى أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَلَمِينَ). ٥
(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ). ٦
الحديث
٨٦٨. المستدرك عن أنس بن مالك : إنَّ أبا طالِبٍ مَرِضَ فَثَقُلَ ، فَعادَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ : يَابنَ أخي اُدعُ رَبَّكَ الَّذي بَعَثَكَ أن يُعافِيَني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأنبياء : ٨٣ و ٨٤.
٢. الأنبياء : ٨٧ و ٨٨.
٣. الشعراء : ١٦٩ و ١٧٠.
٤. الأنبياء : ٨٩ و ٩٠ وراجع آل عمران : ٣٨.
٥. المائدة : ١١٤ و ١١٥.
٦. الصافّات : ٧٥.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اشفِ عَمّي. فَقامَ ١ كَأَنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ ، فَقالَ أبو طالِبٍ : إنَّ رَبَّكَ بَعَثَكَ لِيُطيعَكَ؟! قالَ : وأنتَ ـ يا عَمِّ ـ إن أطَعتَ اللّه لَيُطيعَنَّكَ. ٢
٨٦٩. صحيح البخاري عن إسحاق بن عبد اللّه عن أنس بن مالك أصابَتِ النّاسَ سَنَةٌ عَلى عَهدِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَبَينَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ في يَومِ جُمُعَةٍ ، قامَ أعرابِيٌّ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَلَكَ المالُ ، وجاعَ العِيالُ ، فَادعُ اللّه لَنا. فَرَفَعَ يَدَيهِ ـ وما نَرى فِي السَّماءِ قَزَعَةً ٣ ـ فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما وَضَعَها حَتّى ثارَ السَّحابُ أمثالَ الجِبالِ ، ثُمَّ لَم يَنزِل عَن مِنبَرِهِ حَتّى رَأَيتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ عَلى لِحيَتِهِ صلىاللهعليهوآله ، فَمُطِرنا يَومَنا ذلِكَ ، ومِنَ الغَدِ ، وبَعدَ الغَدِ ، وَالَّذي يَليهِ ، حَتَّى الجُمُعَةِ الاُخرى.
وقامَ ذلِكَ الأَعرابِيُّ ـ أو قالَ غَيرُهُ ـ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، تَهَدَّمَ البِناءُ وغَرِقَ المالُ ، فَادعُ اللّه لَنا ، فَرَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا ، فَما يُشيرُ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةٍ مِنَ السَّحابِ إلاَّ انفَرَجَت ، وصارَتِ المَدينَةُ مِثلَ الجَوبَةِ ٤ وسالَ الوادي قَناةُ شَهرا ، ولَم يَجِئ أحَدٌ مِن ناحِيَةٍ إلاّ حَدَّثَ بِالجَودِ. ٥
٨٧٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهالسلام قالَ : دَخَلتُ السّوقَ فَابتَعتُ لَحما بِدِرهَمٍ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «فقال» ، وما أثبتناه من باقي المصادر.
٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٧ ح ١٩٩١ ، المعجم الأوسط : ج ٤ ص ٢٠٠ ح ٣٩٧٣ ، تاريخ بغداد : ج ٨ ص ٣٧٧ الرقم ٤٤٧٩ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ٦ ص ١٨٤ كلّها نحوه؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٣ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٩ ح ٦٧ وفيهما إلى «نشط من عقال» ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٩ ح ١٦.
٣. أي قطعة من الغيم (النهاية : ج ٤ ص ٥٩ «قزع»).
٤. الجَوْبة : هي الحفرة المستديرة الواسعة ؛ أي حتّى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة (النهاية : ج ١ ص ٣١٠ «جوب»).
٥. صحيح البخاري : ج ١ ص ٣١٥ ح ٨٩١ وص ٣٤٩ ح ٩٨٦ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ١٦٦ ، صحيح مسلم : ج ٢ ص ٦١٤ ح ٩ نحوه ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٤٨ ح ٣٧٠؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٨ ح ٩٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٤ ح ٣٨.
وذُرَةً بِدِرهَمٍ ، فَأَتيتُ بِهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، حَتّى إذا فَرَغَت مِنَ الخَبزِ وَالطَّبخِ قالَت : لَو دَعَوتَ أبي.
فَأَتَيتُهُ وهُوَ مُضطَجِعٌ ، وهُوَ يَقولُ : «أعوذُ بِاللّه مِنَ الجوعِ» ضَجيعا. فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ عِندَنا طَعاما. فَقامَ وَاتَّكَأَ عَلَيَّ ، ومَضَينا نَحوَ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَلَمّا دَخَلنا : قالَ : هَلُمَّ طَعامَكِ يا فاطِمَةُ ، فَقَدَّمَت إلَيهِ البُرمَةَ ١ وَالقُرصَ ، فَغَطَّى القُرصَ وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَنا في طَعامِنا.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لِعائِشَةَ فَغَرَفَت ، ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لاُمِّ سَلَمَةَ فَغَرَفَت ، فَما زالَت تَغرِفُ حَتّى وَجَّهَت إلى نِسائِهِ التِّسعِ قُرصَةً قُرصَةً ومَرَقا. ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لِأَبيكِ وبَعلِكِ.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي وكُلي وَأهدي لِجاراتِكِ. فَفَعَلَت ، وبَقِيَ عِندَهُم أيّاما يَأكُلونَ. ٢
٨٧١. المستدرك عن سهل بن حنيف عن عثمان بن حنيف : سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله وجاءَهُ رَجُلٌ ضَريرٌ فَشَكا إلَيهِ ذَهابَ بَصَرِهِ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، لَيسَ لي قائِدٌ وقد شَقَّ عَلَيَّ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اِيتِ الميضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، يا مُحَمَّدُ ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلى رَبِّكَ فَيُجلِيَ لي عَن بَصَري ، اللّهُمَّ شَفِّعهُ فِيَّ وشَفِّعني في نَفسي.
قالَ عُثمانُ : فَوَاللّه ما تَفَرَّقنا ولاطالَ بِنَا الحَديثُ ، حَتّى دَخَلَ الرَّجُلُ وكَأَنَّهُ لَم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البُرْمة : القِدْرُ مُطلقا ، وجمعها برام ، وهي في الأصل المُتَّخذةُ من الحجر المعروف بالحجاز واليمن (النهاية : ج ١ ص ١٢١ «برم»).
٢. قرب الإسناد : ص ٣٢٥ ح ١٢٢٨ عن معمر عن الإمام الرضا عليهالسلام ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٠٨ ح ١٧٩ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٠ ح ٢٠.