محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-16-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٩٦
القطان ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن أحمد بن بكر ، عن محمد بن مصعب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : طاعة السلطان واجبة ، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عزّ وجلّ ، ودخل في نهيه ، ان الله عزّ وجلّ يقول : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) (١).
[ ٢١٤٠٨ ] ٣ ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن الحسن المدني ، عن عبدالله بن الفضل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ قال : لولا أنّي سمعت في خبر عن جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ان طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما أجبت.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢).
٢٨ ـ باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق
الاخوان المؤمنين
[ ٢١٤٠٩ ] ١ ـ الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام في ( تفسيره ) في قوله تعالى : ( وعملوا الصالحات ) (١) قال : قضوا الفرائض كلها بعد
__________________
(١) البقرة ٢ : ١٩٥.
٣ ـ عيون اخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٧٦ | ٥.
(١) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب ٢٤ ، وخصوصا في الباب ٥٧ من ابواب ما يمسك عنه الصائم.
(٢) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ٤٥ من ابواب ما يكتسب به ، وفي الحديث ٢ من الباب ١١ من ابواب آداب القاضي.
الباب ٢٨
فيه ١٣ حديثا
١ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٠ | ١٦١.
(١) البقرة ٢ : ٢٥.
التوحيد واعتقاد النبوة والامامة ، قال : وأعظمها فرضان : قضاء حقوق الاخوان في الله ، واستعمال التقية من أعداء الله عزّ وجلّ.
[ ٢١٤١٠ ] ٢ ـ قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له ـ إلى أن قال : ـ وكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فانه يفوت ثواب حقوقهم فكان كالعطشان يحضره الماء البارد فلم يشرب حتى طغا (١) ، وبمنزلة ذي الحواس الصحيحة لم يستعمل شيئا منها لدفع مكروه ، ولا لانتفاع محبوب ، فاذا هو سليب كل نعمة ، مبتلى بكل آفة.
[ ٢١٤١١ ] ٣ ـ قال : وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : التقية من أفضل أعمال المؤمن ، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين ، وقضاء حقوق الاخوان أشرف أعمال المتقين ، يستجلب مودة الملائكة المقربين ، وشوق الحور العين.
[ ٢١٤١٢ ] ٤ ـ قال : وقال الحسن بن علي عليهالسلام : إن التقية يصلح الله بها أمة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، فإن تركها أهلك أُمّة تاركها شريك من أهلكهم ، وإن معرفة حقوق الاخوان يحبب إلى الرحمن ، ويعظم الزلفى لدى الملك الديان ، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان.
[ ٢١٤١٣ ] ٥ ـ قال : وقال الحسين بن علي عليهالسلام : لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا ولولا معرفة حقوق الاخوان ما عرف من السيئات شيء إلا عوقب على جميعها.
__________________
٢ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٠ | ١٦٢.
(١) طغا الرجل : مات ( القاموس ـ طغو ـ ٤ : ٣٥٧ ).
٣ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٠ | ١٦٣.
٤ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢١ | ١٦٤.
٥ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢١ | ١٦٥.
[ ٢١٤١٤ ] ٦ ـ قال : وقال علي بن الحسين عليهالسلام : يغفر الله للمؤمن كل ذنب ، ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين : ترك التقية ، وتضييع حقوق الاخوان.
[ ٢١٤١٥ ] ٧ ـ قال : وقال محمد بن علي عليهالسلام : أشرف أخلاق الائمة (١) والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية ، وأخذ النفس بحقوق الاخوان.
[ ٢١٤١٦ ] ٨ ـ قال : وقال جعفر بن محمد عليهالسلام : استعمال التقية بصيانة الاخوان ، فإن كان هو يحمي الخائف فهو من أشرف خصال الكرم ، والمعرفة بحقوق الاخوان من أفضل الصدقات والزكاة والحج والمجاهدات.
[ ٢١٤١٧ ] ٩ ـ قال : وقال موسى بن جعفر عليهالسلام لرجل : لو جعل اليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى؟ قال : كنت أتمنى أن أرزق التقية في ديني ، وقضاء حقوق إخواني (١) ، فقال : أحسنت اعطوه ألفي درهم.
[ ٢١٤١٨ ] ١٠ ـ قال : وقال رجل للرضا عليهالسلام : سل لي ربك التقية الحسنة ، والمعرفة بحقوق الاخوان ، والعمل بما أعرف من ذلك ، فقال : الرضا عليهالسلام : قد أعطاك الله ذلك لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم.
__________________
٦ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢١ | ١٦٦.
٧ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢١ | ١٦٧.
(١) في نسخة : الامة ( هامش المخطوط ).
٨ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٢ | ١٦٨.
٩ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٢ | ١٦٩.
(١) في المصدر زيادة : قال : فما بالك لم تسأل الولاية لنا اهل البيت؟ قال : ذاك اعطيته وهذا لم اعطه فانا اشكر الله على ما اعطيت ، واسأل ربي عزّ وجلّ ما منعت.
١٠ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٣ | ١٧٠.
[ ٢١٤١٩ ] ١١ ـ قال : وقيل لمحمد بن علي عليهالسلام : إن فلانا اخذ بتهمة فضربوه مائة سوط ، فقال محمد بن علي عليهالسلام : انه ضيع حق أخ مؤمن ، وترك التقية ، فوجه اليه فتاب.
[ ٢١٤٢٠ ] ١٢ ـ قال : وقيل لعلي بن محمد عليهالسلام : من اكمل الناس؟ قال : أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه ـ إلى ان قال : ـ في قوله تعالى : ( والهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) (١) قال : الرحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد ، وسع لهم في التقية ، يجاهرون باظهار موالاة اولياء الله ، ومعاداة اعدائه إذا قدروا ، ويسرون بها إذا عجزوا.
[ ٢١٤٢١ ] ١٣ ـ ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ولو شاء لحرم عليكم التقية ، وامركم بالصبر على ما ينالكم من أعدائكم عند اظهاركم الحق ، ألا فأعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا ومعاداة أعدائكم استعمال التقية على انفسكم وأموالكم (١) ومعارفكم وقضاء حقوق اخوانكم ، وان الله يغفر كل ذنب بعد ذلك ولا يستقصي ، وأما هذان فقل من ينجو منهما إلا بعد مس عذاب شديد ، إلا أن يكون لهم مظالم على النواصب والكفار فيكون عقاب هذين على اولئك الكفار والنواصب قصاصا بمالكم عليه من الحقوق ، وما لهم إليكم من الظلم ، فاتقوا الله ولا تتعرضوا لمقت الله بترك التقية ، والتقصير ، في حقوق إخوانكم المؤمنين.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).
__________________
١١ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٤ | ١٧١.
١٢ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٣٢٤ | ١٧٢ و ٥٧٤ | ٣٣٦.
(١) البقرة ٢ : ١٦٣.
١٣ ـ تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ٥٧٤ | ٣٣٧.
(١) في المصدر : واخوانكم.
(٢) تقدم في الباب ٢٤ ، وفي الحديث ٩ من الباب ٢٥ من هذه الابواب ، وفي الباب ١٢٢ من ابواب احكام العشرة.
(٣) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ٢٩ من هذه الابواب.
٢٩ ـ باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر كسبّ الانبياء
والائمة عليهمالسلام والبراءة منهم وعدم وجوب التقية
في ذلك وان تيقن القتل
[ ٢١٤٢٢ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين.
ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام مثله (١).
[ ٢١٤٢٣ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن الناس يروون أن عليا عليهالسلام قال على منبر الكوفة : ايها الناس انكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبروؤا مني ، فقال : ما أكثر ما يكذب (١) الناس على علي عليهالسلام ، ثم قال : إنما قال : انكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين محمد صلىاللهعليهوآله ، ولم يقل : ولا تبرؤوا مني ، فقال له السائل :
____________
الباب ٢٩
فيه ٢١ حديثا
١ ـ الكافي ١ : ٣٧٣ | ٢٨.
(١) امالي الصدوق : ٤٩٢ | ١٢.
٢ ـ الكافي ٢ : ١٧٣ | ١٠.
(١) يأتي وجه التكذيب ( منه. قده ).
أرايت ان اختار القتل دون البراءة ، فقال : والله ما ذلك عليه ، وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه : ( إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (٢) فقال له النبي صلىاللهعليهوآله عندها : يا عمار إن عادوا فعد ، فقد انزل الله عذرك ، وامرك ان تعود إن عادوا.
ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم مثله (٣).
[ ٢١٤٢٤ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن محمد بن مروان قال : قال لي أبو عبدالله عليهالسلام : ما منع ميثم رحمهالله من التقية؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (١).
[ ٢١٤٢٥ ] ٤ ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن زكريا المؤمن ، عن عبدالله بن أسد ، عن عبدالله بن عطا قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : رجلان من أهل الكوفة اخذا فقيل لهما : ابرءا من أمير المؤمنين عليهالسلام فبرىء واحد منهما ، وأبى الآخر فخلي سبيل الذي برىء وقتل الآخر ، فقال : أما الذي برىء فرجل فقيه في دينه ، وأما الذى لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة.
[ ٢١٤٢٦ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن خالد بن نافع ، عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله عليهالسلام أن رجلا أتى النبي
__________________
(٢) النحل ١٦ : ١٠٦.
(٣) قرب الإسناد : ٨.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٧٤ | ١٥.
(١) النحل ١٦ : ١٠٦.
٤ ـ الكافي ٢ : ١٧٥ | ٢١.
٥ ـ الكافي ٢ : ١٢٦ | ٢ ، واورده في الحديث ٤ من الباب ٩٢ من ابواب احكام الاولاد.
صلىاللهعليهوآله فقال : أوصني فقال : لا تشرك بالله شيئا وإن أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان ، ووالديك فأطعهما ... الحديث.
[ ٢١٤٢٧ ] ٦ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن التقية ترس المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، فقلت له : جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (١) قال : وهل التقية الا هذا.
[ ٢١٤٢٨ ] ٧ ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عبدالله بن مهران ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن علي بن محمد ، عن يوسف بن عمران الميثمي قال : سمعت ميثم النهرواني يقول : دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وقال : كيف أنت يا ميثم اذا دعاك دعي بني أمية ـ عبيد الله بن زياد ـ إلى البراءة منّي؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك؟ قال : إذا والله يقتلك ويصلبك ، قلت : أصبر ، فداك في الله قليل فقال : يا ميثم اذا تكون معي في درجتي ... الحديث.
ورواه الراوندي في ( الخرائج والجرائح ) عن عمران ، عن أبيه ميثم ، مثله (١).
[ ٢١٤٢٩ ] ٨ ـ الحسن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن
__________________
٦ ـ قرب الإسناد : ١٧.
(١) النحل ١٦ : ١٠٦.
٧ ـ رجال الكشي ١ : ٢٩٥ | ١٣٩.
(١) الخرائج والجرائح : ٦١.
٨ ـ امالي الطوسي ١ : ٢١٣.
محمد بن محمد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن يحيى بن زكريا يابن شيبان ، عن بكر بن مسلم (١) ، عن محمد بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ستدعون إلى سبّي فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فاني على الفطرة.
[ ٢١٤٣٠ ] ٩ ـ وعن أبيه ، عن هلال بن محمد الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي الخزاعي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام انه قال : انكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم فسبوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تفعلوا فإني على الفطرة.
[ ٢١٤٣١ ] ١٠ ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن امير المؤمنين عليهالسلام انه قال : اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن (١) ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنه سيأمركم بسبي ، والبراءة مني ، فأما السب فسبوني فانه لي زكاة ، ولكم نجاة ، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني ، فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الايمان والهجرة.
[ ٢١٤٣٢ ] ١١ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج )
__________________
(١) في المصدر : بكير بن سلم.
٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٧٤.
١٠ ـ نهج البلاغة ١ : ١٠١ | ٥٦.
(١) مندحق البطن : واسعها. ( لسان العرب ـ دحق ـ ١٠ : ٩٥ ).
١١ ـ الاحتجاج : ٢٣٨.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام في احتجاجه على بعض اليونان قال : وآمرك أن تصون دينك ، وعلمنا الذي أودعناك ، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد (١) ، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا ، وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ) (٢) وقد اذنت لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه وفي ترك الصلوات (٣) المكتوبات ان خشيت على حشاشة (٤) نفسك الآفات والعاهات ، فإن تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا ، وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح ، فينا ولا ينقصنا ، ولئن تبرأ منا ساعة بلسانك وانت موال لنا بجنانك ، لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها ، ومالها الذي به قيامها ، وجاهها الذي به تمسكها ، وتصون من عرف بذلك أولياءنا واخواننا ، فإن ذلك أفضل من ان تتعرض للهلاك ، وتنقطع به عن عمل في الدين ، وصلاح اخوانك المؤمنين ، وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها ، فانك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال ، ومذل لهم في أيدي اعداء دين الله ، وقد أمرك الله باعزازهم ، فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا ، الكافر بنا.
ورواه العسكري في ( تفسيره ) عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام مثله (٥).
__________________
(١) في المصدر زيادة : ويقابلك من اهلها بالشتم واللعن ، والتناول من العرض والبدن.
(٢) آل عمران ٣ : ٢٨.
(٣) المراد ترك ما زاد على الايماء ، لما تقدم في صلاة الخوف وغيره ( منه. قده ).
(٤) الحشاشة : بقية الروح ( الصحاح ـ حشش ـ ٣ : ١٠٠٢ ).
(٥) تفسير الامام العسكري عليهالسلام : ١٧٥ | ٨٤.
[ ٢١٤٣٣ ] ١٢ ـ محمد بن مسعود العياشي في ( تفسيره ) عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث ـ انه قيل له : مد الرقاب أحب اليك ام البراءة من علي عليهالسلام؟ فقال : الرخصة أحب إليّ ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ في عمار : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (١).
[ ٢١٤٣٤ ] ١٣ ـ وعن عبدالله بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته فقلت له : ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى البراءة من علي عليهالسلام ، فكيف نصنع؟ قال : فابرأ منه ، قلت : أيهما أحب اليك؟ قال : ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن ياسر ، أخذ بمكة فقالوا له : ابرأ من رسول الله صلىاللهعليهوآله فبرأ منه فأنزل الله عزّ وجلّ عذره : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (١).
[ ٢١٤٣٥ ] ١٤ ـ وعن عبدالله بن يحيى (١) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه ذكر أصحاب الكهف فقال : لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم ، فقيل له : وما كلفهم قومهم؟ فقال : كلفوهم الشرك بالله العظيم ، فأظهروا لهم الشرك ، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج.
[ ٢١٤٣٦ ] ١٥ ـ وعن درست ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ما
__________________
١٢ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٧٢ | ٧٤.
(١) النحل ١٦ : ١٠٦.
١٣ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٧٢ | ٧٦.
(١) النحل ١٦ : ١٠٦.
١٤ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٢٣ | ٨.
(١) في المصدر : عبيدالله بن يحيى.
١٥ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٢٣ | ٩ ، واورده عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٢٦ من هذه الابواب.
بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف ، إنهم كانوا يشدون الزنانير ، ويشهدون الاعياد فآتاهم الله أجرهم مرتين.
[ ٢١٤٣٧ ] ١٦ ـ وعن الكاهلي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر ، وكانوا على إجهار الكفر اعظم أجرا منهم على إسرار الايمان.
[ ٢١٤٣٨ ] ١٧ ـ فخار بن معد الموسوي في كتاب ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبى طالب ) بإسناده إلى ابن بابويه ، عن أبيه ، عن الحسين بن أحمد المالكي ، عن أحمد بن هلال ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث ـ ان جبرئيل عليهالسلام نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ، ويقول لك : ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين ، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله بالجنة.
[ ٢١٤٣٩ ] ١٨ ـ وعن عبد الحميد بن التقي الحسيني ، عن الشريف أبي علي الموضح ، عن محمد بن الحسن العلوي ، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي (١) ، عن عبدالله بن أبي الصقر ، عن الشعبي يرفعه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمنا مسلماً ، يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش ، ثم ذكر
__________________
١٦ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٢٣ | ١٠.
١٧ ـ الحجة على الذاهب : ١٧.
١٨ ـ الحجة على الذاهب : ٢٤.
(١) السند في المصدر هكذا : عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، عن احمد بن محمد العطار ، عن ابو عمر حفص بن عمر بن الحرث النمري ، عن عمر بن ابي زائدة .... إلى آخره.
لعلي عليهالسلام أبياتا في رثاء أبيه والدعاء له.
[ ٢١٤٤٠ ] ١٩ ـ وبإسناده عن ابن بابويه ، عن محمد بن القاسم المفسر ، عن يوسف بن محمد بن زياد ، عن العسكري عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : إن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه.
[ ٢١٤٤١ ] ٢٠ ـ علي بن الحسين المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا من تفسير النعماني بإسناده الآتي (١) عن علي عليهالسلام قال : وأما الرخصة التي ( صاحبها فيها بالخيار ) (٢) ، فإن الله نهى المؤمن أن يتخذ الكافر وليا ، ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر ـ إلى أن قال : ـ قال الله تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه ) (٣) فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين ، رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه.
[ ٢١٤٤٢ ] ٢١ ـ محمد بن محمد المفيد في ( الارشاد ) قال : استفاض عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني ، فمن عرض عليه البراءة مني فليمدد عنقه ، فإن برىء مني فلا دنيا له ولا آخرة.
__________________
١٩ ـ الحجة على الذاهب : ١١٤.
٢٠ ـ المحكم والمتشابه : ٣٦.
(١) يأتي في الفائدة الثانية | من الخاتمة برقم ( ٥٢ ).
(٢) في المصدر : يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها.
(٣) آل عمران ٣ : ٢٨.
٢١ ـ إرشاد المفيد : ١٦٩.
أقول : وتقدم ما يدل على بعض المقصود (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢) ، وما تقدم في حديث مسعدة من تكذيب رواية النهي عن البراءة راويه عاميّ ، ويحتمل الحمل على إنكار النهي التحريمي خاصة ، وعلى التقية في الرواية ، ولا يخفى على اللبيب ما فيه من الحكمة (٣).
٣٠ ـ باب وجوب التقية في الفتوى مع الضرورة
[ ٢١٤٤٣ ] ١ ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن إسماعيل بن عمار ، عن ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إنّي أقعد في المسجد ، فيجيء الناس فيسألوني ، فإن لم اجبهم لم يقبلوا منّي ، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم ، فقال لي : انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك.
[ ٢١٤٤٤ ] ٢ ـ وعن حمدويه وإبراهيم ابني نصير ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن معاذ (١) ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : بلغني أنك تقعد في الجامع
__________________
(١) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ٢٥ من هذه الابواب ، وفي الباب ٥٦ من ابواب جهاد النفس.
وتقدم ما يدل على التقية مطلقا في الابواب ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٢٨ من هذه الابواب.
(٢) يأتي في الباب ٣١ من هذه الابواب.
(٣) تقدم في الحديث ٢ من هذا الباب.
الباب ٣٠
فيه حديثان
١ ـ رجال الكشي ٢ : ٦٢٢ | ٦٠٢.
٢ ـ رجال الكشي ٢ : ٥٢٤ | ٤٧٠.
(١) في نسخة : حسن بن معاذ ( هامش المخطوط ).
فتفتي الناس؟ قلت : نعم ، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ، إني أقعد في المسجد فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء ، فاذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون ، ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم فأخبره بما جاء عنكم ، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو ، فأقول : جاء عن فلان كذا ، وجاء عن فلان كذا ، فادخل قولكم فيما بين ذلك ، قال : فقال لي : اصنع كذا ، فإني كذا أصنع.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).
٣١ ـ باب عدم جواز التقية في الدم
[ ٢١٤٤٥ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن شعيب الحداد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : انما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فاذا بلغ الدم فليس تقية.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطيني ، عن صفوان بن يحيى ، نحوه (١).
[ ٢١٤٤٦ ] ٢ ـ محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب ـ يعني ابن يزيد ـ عن الحسن بن علي بن فضال ، عن
__________________
(٢) تقدم في الباب ٢٥ من هذه الابواب.
(٣) يأتي في الباب ٣١ من هذه الابواب ، وفي الاحاديث ٢ ، ٣ ، ٧ ، ١٧ ، ٤٦ من الباب ٩ من ابواب صفات القاضي ، وفي الباب ١١ من ابواب آداب القاضي.
الباب ٣١
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٢ : ١٧٤ | ١٦.
(١) المحاسن : ٢٥٩ | ٣١٠.
٢ ـ التهذيب ٦ : ١٧٢ | ٣٣٥.
شعيب العقرقوفي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : لم (١) تبق الارض إلا وفيها منا عالم ، يعرف الحق من الباطل ، قال : إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فاذا بلغت التقية الدم فلا تقية ، وأيم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم : لا نفعل إنما نتقي ، ولكانت التقية أحب إليكم من آبائكم وأمهاتكم ، ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ، ولاقام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله.
٣٢ ـ باب وجوب كتم الدين عن غيرأهله مع التقية
[ ٢١٤٤٧ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن عمار ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ، ومن أذاعه أذله الله.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (١).
[ ٢١٤٤٨ ] ٢ ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي : النزق (١) ، وقلة الكتمان.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن
__________________
(١) في المصدر : لن.
الباب ٣٢
فيه ٦ احاديث
١ ـ الكافي ٢ : ١٧٦ | ٣.
(١) المحاسن : ٢٥٧ | ٢٩٥.
٢ ـ الكافي ٢ : ١٧٥ | ١.
(١) النزق : الخفة والطيش ( الصحاح ـ نزق ـ ٤ : ١٥٥٨ ).
محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب مثله (٢).
[ ٢١٤٤٩ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن أبي اسامة زيد الشحام قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن حسين بن المختار ، عن أبي أسامة مثله الا أنه قال : كثرة الصبر (١).
[ ٢١٤٥٠ ] ٤ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليهالسلام ـ في حديث ـ انه اوصى جماعة فقال : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ، ولا تذيعوا أمرنا.
[ ٢١٤٥١ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الاعلى قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إنه ليس احتمال امرنا التصديق له والقبول فقط ، من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فاقرئهم السلام ، وقل لهم : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا ، حدثوهم بما يعرفون ، واستروا عنهم ما ينكرون ... الحديث.
[ ٢١٤٥٢ ] ٦ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن
__________________
(٢) الخصال : ٤٤ | ٤٠.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٧٦ | ٢.
(١) المحاسن : ٢٥٥ | ٢٨٥.
٤ ـ الكافي ٢ : ١٧٦ | ٤ ، واورد قطعة منه في الحديث ١٨ من الباب ٩ من ابواب صفات القاضي.
٥ ـ الكافي ٢ : ١٧٦ | ٥ ، واورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الابواب.
٦ ـ الكافي ٢ : ١٧٧ | ٨ ، واورده عن البصائر في الحديث ٢٤ من الباب ٢٤ من هذه الابواب.
أبيه ، عن عبدالله بن يحيى ، عن حريز ، عن معلى بن خنيس قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : يا معلّى ، اكتم امرنا ولا تذعه ، فانه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا ، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة ، يا معلّى ، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة ، وجعله ظلمة تقوده إلى النار ، يا معلّى ، إن التقية من ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له ، يا معلّى ، إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية ، يا معلى إن المذيع لامرنا كالجاحد له.
ورواه في ( المحاسن ) عن أبيه ، ومثله إلا أنه ترك ذكر العبادة في السر والعلانية (١).
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).
٣٣ ـ باب تحريم تسمية المهدي عليهالسلام ، وسائر
الائمة عليهمالسلام وذكرهم وقت التقية ، وجواز ذلك
مع عدم الخوف
[ ٢١٤٥٣ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن القاسم ـ شريك المفضل ـ وكان رجل صدق قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : خلق في
__________________
(١) المحاسن : ٢٥٥ | ٢٨٦.
(٢) تقدم في الحديثين ١ ، ٩ من الباب ٢٤ ، وفي الاحاديث ١ ، ١١ ، ١٤ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ، ١٩ من الباب ٢٩ من هذه الابواب.
(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٣ ، وفي الباب ٣٤ من هذه الابواب.
الباب ٣٣
فيه ٢٣ حديثا
١ ـ الكافي ٨ : ٣٧٤ | ٥٦٢.
المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم ، اولئك ليسوا منا ، ولا نحن منهم ، أنطلق فاداري وأستر فيهتكون ستري ، هتك الله ستورهم يقولون : امام ، والله ما أنا بإمام إلا من أطاعني ، فأما من عصاني فلست له بامام ، لم يتعلقون باسمى ألا يكفون اسمي من أفواههم! فو الله لا يجمعني الله واياهم في دار.
[ ٢١٤٥٤ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عنبسة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إياكم وذكر علي وفاطمة عليهماالسلام ، فإن الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر علي وفاطمة عليهماالسلام.
[ ٢١٤٥٥ ] ٣ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ـ في حديث الخضر عليهالسلام ـ انه قال : واشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جوراً ، إنه القائم بأمر الحسن بن علي عليهالسلام.
ورواه الصدوق في كتاب ( إكمال الدين ) وفي ( عيون الاخبار ) عن أبيه ، ومحمد بن الحسن ، عن سعد والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس كلهم عن أحمد بن محمد البرقي مثله (١).
[ ٢١٤٥٦ ] ٤ ـ وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.
__________________
٢ ـ الكافي ٨ : ١٥٩ | ١٥٦.
٣ ـ الكافي ١ : ٤٤١ | ١.
(١) إكمال الدين : ٣١٥ ، عيون اخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٦٧.
٤ ـ الكافي ١ : ٢٦٨ | ٤.
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن الريان ـ وفي نسخة : علي بن زياد (١) عن أبي عبدالله عليهالسلام نحوه (٢).
[ ٢١٤٥٧ ] ٥ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الريان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام وسئل عن القائم عليهالسلام؟ فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه.
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد ، عن جعفر بن محمد بن مالك مثله (١).
[ ٢١٤٥٨ ] ٦ ـ وعن علي بن محمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن العسكري عليهالسلام يقول : الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت : ولم جعلني الله فداك؟ قال : لانكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : كيف نذكره؟ قال : قولوا الحجة من آل محمد.
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن أحمد العلوي ، مثله (١).
__________________
(١) في الاكمال : علي بن رئاب.
(٢) إكمال الدين : ٦٤٨ | ١.
٥ ـ الكافي ١ : ٢٦٨ | ٣.
(١) إكمال الدين : ٦٤٨ | ٢.
٦ ـ الكافي ١ : ٢٦٨ | ١.
(١) إكمال الدين : ٦٤٨ | ٤.
[ ٢١٤٥٩ ] ٧ ـ وعن علي بن محمد ، عن أبي عبدالله الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد عليهالسلام أن أسال عن الاسم والمكان ، فخرج الجواب : إن دللتم على الاسم أذاعوه ، وإن عرفوا المكان دلوا عليه.
أقول : هذا دال على اختصاص النهي بالخوف ، وترتب المفسدة.
[ ٢١٤٦٠ ] ٨ ـ وعن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعا ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عثمان العمري ـ في حديث ـ أنه قال له : أنت رأيت الخلف؟ قال : اي والله ـ إلى أن قال : ـ قلت : فالاسم ، قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن احلل ولا أحرم ، ولكن عنه عليهالسلام فإن الامر عند السلطان ، ان أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا ـ الى أن قال : ـ وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك.
أقول : هذا أوضح دلالة في ان وجه النهي التقية والخوف.
[ ٢١٤٦١ ] ٩ ـ محمد بن علي بن الحسين في كتاب ( اكمال الدين ) وفي كتاب ( التوحيد ) عن علي بن أحمد الدقاق وعلي بن عبدالله الوراق ، عن محمد بن هارون (١) ، عن عبد العظيم الحسني ، عن سيدنا علي بن محمد عليهالسلام أنه عرض عليه اعتقاده واقراره بالائمة عليهمالسلام ـ إلى أن قال : ـ ثم أنت يا مولاي ، فقال له عليهالسلام : ومن بعدي ابني
__________________
٧ ـ الكافي ١ : ٢٦٨ | ٢.
٨ ـ الكافي ١ : ٢٦٥ | ١ ، واورد صدره في الحديث ٤ من الباب ١١ من ابواب صفات القاضي.
٩ ـ إكمال الدين : ٣٧٩ | ١ ، والتوحيد : ٨١ | ٣٧.
(١) في الاكمال زيادة : عن ابي تراب عبدالله بن موسى الروياني وفي التوحيد : ابو تراب عبيدالله بن موسى الروياني.