• الفهرس
  • عدد النتائج:

يابن مسلمة ! من هذا ؟ فقال : موسى ابنه ، فقال : لأجبهنّه (١) بين يدي شيعته ! !

فقال عبد اللّه‏ : مه ، لن تقدر على ذلك ، فقال : واللّه‏ ، لأفعلنّ ، ثمّ التفت إلى موسى عليه‌السلام ، فقال : يا غلام ، ممّن المعصية ؟

قال : «يا شيخ ، لا تخلو من ثلاث : إمّا أن تكون من اللّه‏ وليس من العبد شيء ، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله ، وإمّا أن تكون من العبد ومن اللّه‏ ؛ واللّه‏ أقوى الشريكين ، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه ، وإمّا أن تكون من العبد وليس من اللّه‏ شيء ، فإن شاء عفا وإن شاء عاقب» .

قال : فأصابت أبا حنيفة سكتة كأنّما اُلقم في فيه حجر ، فقال له عبداللّه‏ : ألم أقل لك : لا تتعرّض لأولاد رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ذرّيّة بعضها من بعض (٢) .

أقول : وفي ذلك قال الشاعر :

لَم تَخلُ أفعالُنا اللاتي نُذمُّ بِها

إحدى ثلاثِ معانٍ حينَ نأتيها

إِمَّا تَفرُّد بارينا بصنعتِها

فَيسقط اللَّومُ عَنَّا حينَ ننشيها

أو كانَ يُشركُنا فِيها فَيَلحقُهُ

مَا سوفَ يَلحقُنا مِن لائمٍ فيها

__________________

(١) أي : لأذلّنّه ، أو اُنكّس رأسه .

انظر : النهاية ١ : ٢٣٧ ـ جبه ـ .

(٢) الأمالي للصدوق : ٤٩٥ / ٦٧٥ ، الفصول المختارة : ٧٢ ـ ٧٣ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج٢) ، أعلام الدين : ٣١٨ ، الاحتجاج ٢ : ٣٣١ / ٢٦٩ ، روضة الواعظين ١ : ٣٩ ـ ٤٠ ، الطرائف ٢ : ٢٠ ـ٢١ ، وفيها بتفاوت يسير ، وفي الاحتجاج : عبداللّه‏ بن مسلم ، وفي بقية المصادر لم يُذكر اسمه .