قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن والطبّ الحديث

القرآن والطبّ الحديث

القرآن والطبّ الحديث

المؤلف :الدكتور صادق عبدالرضا علي

الموضوع :الطّب

الناشر :دار المؤرّخ العربي

الصفحات :324

تحمیل

القرآن والطبّ الحديث

60/324
*

الموضوع الثاني

«فرعون»

شاءت الظروف والصدف أن يحكم بعض مناطق العالم في حقبة من الزمن بعض الملوك والامراء الذين وجدوا أنفسهم على رأس السلطة ، فأخذوا يتصرفون بما يحلو لهم متمتعين بكل السلطات والصلاحيات المطلقة التي تتيح لهم التصرف بالدولة وكأنها ملك آبائهم ، وبالناس كالعبيد المطيعين.

وقد مارس هؤلاء الحكام مختلف الأعمال ، وارتكبوا المآسي التي تفوق حدّ الإحصاء ، بسبب تلك الصلاحيات والقدرة التي كانوا يتمتعون بها. فمارسوا الهيمنة على الناس بأبشع صورة ، وقبضوا على السلطة بيد حديدية قاسية لا ترحم ولا تسمح لأحد حتى بابداء الرأي في الامور البسيطة ، لأنّ كل الأشياء والموجودات في نظرهم هي من بركات وجودهم ، وهذا ما حدا بهم بصورة تدريجية أن يتخيلوا ويتصوروا أنفسهم اناسا غير عاديين ، وأنّ بقية بني البشر هي مخلوقات دون مستواهم من جميع الوجوه.

وقد أدى بهم هذا الوضع الشاذ والمصطنع في نهاية المطاف إلى أن يصابوا بجنون العظمة والخيلاء ، فعاشوا وتصرفوا وفق هذا التصور الخاطئ ، الذي جرفهم في النهاية إلى حالات نفسية معقدة اختلفت من واحد لآخر ، وتراوحت بين الدكتاتورية والأنانية وحب التسلط والعظمة ، وحتى بعض حالات الجنون العنيفة.

ومن هؤلاء الحكام (فرعون) الذي حكم (مصر) بقوة الحديد والنار ، وسخر الناس لمآربه الخاصة ، حتى أعلن عن نفسه بكل وقاحة بأنه إله واجبة طاعته ، وأخذ يتصرف بمصر وأهلها بصفته الربّ المقدّس الذي أوجد ومنح لهم النعمة.

هكذا أخذ (فرعون) يفعل ما يشاء وفق عقليته السوداء التي سيطرت عليه ، فنصّب على رؤوس الناس الطغاة والمارقين وقتل الكثيرين بأسباب واهية ، واستولى