• الفهرس
  • عدد النتائج:

(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ..)

واختيار الزنجبيل هنا ، حيث قال : (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً* عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ..)

وسؤال آخر وهو : أنه لماذا قال هناك : «يشربون». أما هنا فقال : «يسقون»؟! ..

وسؤال ثالث : وهو أنه قال هناك : «يشربون من كأس» .. أما هنا فقال : «يسقون فيها كأسا» .. فلما ذا يا ترى؟!

وللإجابة على هذه الأسئلة نقول :

بالنسبة للسؤال الأول : نشير إلى ما قدمناه في شرح تلك الآية المباركة من أن سياقها يعطي أن الحديث فيها عن أن جهد الأبرار في الحياة الدنيا ، يفجر لهم عيون الخير والفلاح في الآخرة ، ويثمر لهم المزيد من البركات ، والألطاف والعنايات الإلهية.

وذلك يفرض وجود اختلاف بيّن في خصوصيات الكأس التي يشرب منها الأبرار في الدنيا ، وتلك التي يشربونها في الآخرة ، فإن هناك حاجات ونقائص وسلبيات لا بد من تلافيها في الحياة الدنيا ، وحالات غير مرغوب فيها يطلب السيطرة عليها ، أو التخلص منها ، بوسيلة تناسب حالها .. كالكافور الذي يطرد الرائحة الكريهة ، ويدفع ببرودته الحر الذي يسعى الإنسان للتخلص منه ، ثم هو يعطي أيضا بصفائه ونقائه صورة مشرقة ، تشيع البهجة في النفس ، وغير ذلك ..

أما في الجنة ، فلا يوجد شيء من ذلك كله ليحتاج إلى معالجة ، فليس فيها عطش ، ولا حر ، ولا برد ، ولا تعب ، ولا حاجة ، ولا .. الخ .. بل