للنبي عيسى عليهالسلام ، حيث قال فور ولادته : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (١) .. وكل فضيلة ثبتت لنبي من الأنبياء ، فهي ثابتة لنبينا صلىاللهعليهوآله ، كما دلت عليه الروايات ..
وقد يكون المراد من البعثة ، هو بعثته كرسول وهي تتحقق بإخباره ولو في آخر حياته .. بأنه مبعوث إلى قومه ، أو إلى البشرية كلها .. ولا يحتاج ذلك إلى نزول قرآن .. وفي هذه الحال قد يكون القرآن قد نزل عليه قبل ذلك بسنوات ..
كما أن من الممكن أن ينزل القرآن على النبي صلىاللهعليهوآله مذ كان نبيا أي منذ صغره ، أو بعد ذلك بسنة أو بسنوات كما سيأتي ..
وثالثا : إن الأوضح والأقرب في موضوع النزول الدفعي والتدريجي للقرآن هو :
أن القرآن قد نزل دفعة واحدة على قلب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكنّه لم يؤمر بتبليغه ، ثم صارت السورة ، ثم الآيات تنزل تدريجا بحسب المناسبات ..
وربّما يستأنس لهذا الرأي ببعض الشواهد مثل ما ورد في رواية المفضّل ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : «أعطاه الله القرآن في شهر رمضان ، وكان لا يبلّغه إلا في وقت استحقاق الخطاب ، ولا يؤدّيه إلا في وقت أمر ونهي الخ ..» (٢).
رابعا : إن النبيّ كان نبيا منذ صغره ، أو قبل ذلك ، فقد روي عنه أنه
__________________
(١) سورة مريم الآية ٣٠.
(٢) البحار ج ٨٩ ص ٣٨.