كانت بيعة الإمام عامة اشتركت فيها جميع قطاعات الشعب بما فيها القوات المسلّحة التي أطاحت بحكومة عثمان بن عفان ، وقد باركتها الصحابة وباركها جميع المسلمين سوى الاسر القرشية التي ناهضت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانها أصيبت بذهول ووجوم ، وتميّزت من الغيظ ، فقد خافت على مصالحها وما كانت تتمتع به من السيطرة على جهاز الدولة وتسخير اقتصادها لمصالحهم ، وهي على يقين لا يخامره شك أنّ الإمام عليه‌السلام يتحرى بكل دقة مصالح الامّة ، ويقيم فيها برامج السياسة الإسلامية الهادفة إلى نشر الرخاء والأمن بين المسلمين ، وابعاد العناصر المشبوهة ، ومعاملتها معاملة عادية تتّسم بعدم التقدير وعدم الاستجابة لرغباتها ومصالحها.

إنّ الاسر القرشية تعرف الإمام عليه‌السلام أنه لا يداهن أحدا في دينه ولا يصانع أي إنسان قريب أو بعيد ، وأنه يبغي في جميع تصرفاته وجه الله تعالى والدار الآخرة ، فلذا أجمعت على مناجزته ووضع الحواجز والسدود أمام سياسته ، وقبل أن نذكر بعض احتجاجاته معهم نعرض إلى ما يلي :