« فأنشدك بالله ، أنا صاحب آية ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (١) أم أنت؟ ».

أشار الإمام عليه‌السلام إلى نذر الإمام وسيّدة النساء وجاريتها فضة حينما مرض الحسنان أن يصوموا ثلاثة أيام شكرا لله إن برئا من مرضهما ، فأبلا من مرضهما فصاموا جميعا ، وحين الإفطار طرق الباب مسكين يشكو الجوع فتبرّعوا بإفطارهم ولم يتناولوا شيئا سوى الماء القراح.

وفي اليوم الثاني قبل الإفطار طرق الباب يتيم يشكو الجوع ، فناولوه إفطارهم ، وطووا ليلتهم جوعا.

وفي اليوم الثالث طرق الباب أسير يستميحهم القوت ، فناولوه إفطارهم ، وقد ذابت أجسامهم وصاروا أشباحا ، فلمّا رآهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فزع وانهارت قواه ، فنزل عليه الوحي بسورة : ( هَلْ أَتى ... ) وفيها تقييم من الله تعالى لإيثارهم ، وإشادة ببرّهم وإحسانهم ، وقد أضفى عليهم وساما خالدا خلود الدهر.

أبو بكر : بل أنت.

« فأنشدك بالله ، أنت الّذي ردّت عليه الشّمس لوقت صلاته فصلاّها ، ثمّ توارت أم أنا؟ ».

حديث ردّ الشمس على الإمام ذكرته الخاصّة والعامّة ، وقد ذكر المحقّق الأميني رحمه‌الله كوكبة من المصادر التي ذكرت ذلك.

أبو بكر : بل أنت.

« فأنشدك بالله ، أنت الفتى الّذي نودي من السّماء : لا سيف إلاّ ذو الفقار ،

__________________

(١) الإنسان : ٧.