• الفهرس
  • عدد النتائج:

تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١] فإن كان ذلك الإثبات يسمى عندهم تشبيها ـ وحاشاه ـ فهو على كل حال خير من تشبيههم ، فإنه تشبيه له بالأشياء الكاملة ذوات الشأن والرفعة ، وأما نفيهم للصفات فيقتضي تشبيهه بالناقصات من الجمادات وغيرها ، بل بالعدوم الذي لا حقيقة له ، والذي لا يصح فرضه إلا في الأذهان فمن المشبه إذا على الحقيقة منكم ، ومن مثبتي الصفات للرحمن؟

* * *

فصل

في نكتة بديعة تبين ميراث الملقبين

والملقبين من المشركين والموحدين

هذا وثم لطيفة عجب سأبديها

لكم يا معشر الأخوان

فاسمع فذاك معطل ومشبه

واعقل فذاك حقيقة الإنسان

لا بد أن يرث الرسول وضده

في الناس طائفتان مختلفان

فالوارثون له على منهاجه

والوارثون لضده فئتان

إحداهما حرب له ولحزبه

ما عندهم في ذاك من كتمان

فرموه من ألقابهم بعظائم

هم أهلها لا خيرة الرحمن

فأتى الألى ورثوهم فرموا بها

وراثه بالبغي والعدوان

هذا يحقق إرث كل منهما

فاسمع وعه يا من له أذنان

والآخرون أولو النفاق فاضمروا

شيئا وقالوا غيره بلسان

وكذا المعطل مضمر تعطيله

قد أظهر التنزيه للرحمن

هذي مواريث العباد تقسمت

بين الطوائف قسمة المنان

الشرح : بعد أن بين المؤلف ما وقع فيه هؤلاء المعطلة من التشبيه الذي رموا به أهل الإثبات كذبا وبهتانا أراد أن يقفنا على لطيفة من اللطائف الخفية التي