• الفهرس
  • عدد النتائج:

بالأجسام ، وهذا هو مذهب الجهمية في الأصل ، وهم شيوخه وأساتذته ، وعنهم أخذه من اقتدى بهم من الصبيان ، يعني متأخري المعتزلة.

* * *

لكن أهل الاعتزال قديمهم

لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني

وهم الألى اعتزلوا عن الحسن الر

ضي البصري ذاك العالم الرباني

وكذاك أتباع على منهاجهم

من قبل جهم صاحب الحدثان

لكنما متأخروهم بعد ذا

لك وافقوا جهما على الكفران

فهم بذا جهمية أهل اعتزا

ل ثوبهم أضحى له علمان

ولقد تقلد كفرهم خمسون في

عشر من العلماء في البلدان

واللالكائي الامام حكاه عن

هم بل حكاه قبله الطبراني

الشرح : وأما قدماء المعتزلة كواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد ومن سار على نهجهما قبل حدوث بدعة الجهم فإنهم لم يذهبوا هذا المذهب الفاسد الذي هو من وحي الشيطان ، وهؤلاء القدامى من المعتزلة (إنما لقبوا بهذا اللقب عندهم) الذين اعتزلوا مجلس الحسن البصري رضي الله عنه ، وكان سبب اعتزالهم أن رجلا وقف على مجلس الحسن وسأله عن حكم مرتكب الكبيرة ، وهل هو مؤمن أو كافر فإن الخوارج كانوا يكفرونه ويحكمون بخلوده في النار ، والمرجئة كانوا يقولون لا يضر مع الإيمان معصية ، وقبل أن يجيب الحسن قال واصل بن عطاء : أنا لا أسميه مؤمنا ولا كافرا ، ولكنه في منزلة بين المنزلتين ، واسميه فاسقا وأقول بخلوده في النار ، ثم اعتزل حلقة الحسن ومعه عمرو بن عبيد ، وأخذ يقرر مذهبه ، فقال الحسن : اعتزل عنا واصل ، فسموا لذلك بالمعتزلة ، وقد وردت روايات أخرى في سبب هذه التسمية ولا مجال لذكرها هنا ، والحاصل أن هؤلاء القدامى وأتباعهم يوافقون أهل السنة والجماعة في أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود.

وأما المتأخرون منهم من أمثال أبي الهذيل العلاف والنظام والجاحظ وغيرهم