• الفهرس
  • عدد النتائج:

الشرح : يقول لهذا الجهمي الخبيث أن لسانك القذر الذي لا ينطق إلا بكل إفك وزور ليس أهلا لأن يلوك أسماء هؤلاء الأبرار الذين أخلصوا النصيحة لله ولكتابه ولرسوله فإذا أردت ذكرهم فاغسل لسانك أولا مما ولغ فيه من دم التعطيل والإنكار والتكذيب للسنن والآثار والكفران والجحود والبهتان. ثم ينكر عليه أشد الإنكار أن يسبهم وهو ليس معهم في إطار ، ولا يقدر على الجري معهم في مضمار. ويدعو عليه أن يجعله الله فداءهم لأنهم حزبه وجنده الأطهار ـ الذين لم يعولوا في دينهم إلا على ما قاله الله ورسوله المختار ، فهم أولى وأقرب إلى الإيمان من ذلك المعطل المختار ـ والفرق هائل جدا بين من يترك النصوص الصريحة متعلقا بزبالات الأذهان والأفكار ، وبين من يتمسك بالنصوص ويعض عليها ضاربا بكل ما عداها مما يهذي به المخرفون عرض الجدار وكيف يستوي من هو بليد غافل قد بال الشيطان في أذنه فأثقل رأسه وأطال نومه حتى أصبح ، وقد استحوذ عليه يقوده من خطامه ، ويلعب به لعب الصبيان بالكرة. كيف يلحق هذا المختلف المفتون بركب الله على الطائر الميمون وهم قد حلقوا في سماء الرفعة قاصدين مطلع الإيمان من أرض طيبة ليستمتعوا برياضها الأنف وأزهارها الناضرة ، وقاصدين كذلك مهابط القرآن من أرض مكة ، فهم قوم لا هم لهم إلا أن يتلمسوا الهدى من مصادره ، فإذا أبدى لهم النص ناجذيه ، وثبتت لديهم صحته طاروا إليه زرافات ووحدانا غير متعثرين ولا متخلفين ، وإذا بدا لهم علم الهدى استبقوا نحوه كتسابق المتراهنين. وإذا سمعوا عن ضال ذي بدعة يهذي بها وينشرها في الناس صاحوا به صيحات الغضب والاستنكار ورموا من كل جانب بشهب الآيات والآثار حتى يكشفوا عن بدعته ويجللوه الخزي والعار.

ورثوا رسول الله لكن غيرهم

قد راح بالنقصان والحرمان

واذا استهان سواهم بالنص لم

يرفع به رأسا من الخسران

عضوا عليه بالنواجذ رغبة

فيه وليس لديهم بمهان

ليسوا كمن نبذ الكتاب حقيقة

وتلاوة قصدا بترك فلان

عزلوه في المعنى وولوا غيره

كأبي الربيع خليفة السلطان