• الفهرس
  • عدد النتائج:

الوجهين لا تثبتون على مبدأ ، ولا يستقر لكم منهج ، فنحن نقول عنكم مجسمة لاثباتكم بعض الصفات ، وخصومنا يرمونكم بالتعطيل والجحود لنفيكم بعضها بلا فارق بين ما أثبتموه وما نفيتموه ، فأنتم كقوس قزح تتعدد ألوانه ، مرة تجحدون وأخرى تثبتون ، لم تطردوا قاعدتكم في الجحد ولا قاعدتكم في الإثبات بل تفرقون بين المتماثلين وتسوون بين المختلفين ، ومرة تؤولون وأخرى تحرمون التأويل وتسطون عليه بالإنكار.

والحق أن هذه الفرقة التي تسمى بالأشعرية ، لا سيما المتأخرين منها ، أشد الفرق حيرة واضطرابا وتذبذبا ، بسبب أنهم أرادوا الجمع بين العقل والنص ، فلا للنص نصروا ، ولا لخصومهم من الفلاسفة والمعتزلة كسروا ، لأنهم لما جاروا هؤلاء الخصوم في كثير مما ذهبوا إليه من النفي والتعطيل أعانوهم على أنفسهم ، وأعطوهم سلاحا يقابلونهم به كلما أرادوا التعرض لهم ، ومن يقرأ كتاب (تهافت التهافت) لابن رشد في الرد على كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي ، يظهر له جليا كيف أعان هؤلاء الأشاعرة خصومهم على ضربهم في الصميم.

فصل

في المطالبة بالفرق بين ما يتأول وما لا يتأول

فنقول فرق بين ما أولته

ومنعته تفريق ذي برهان

فيقول ما يفضي إلى التجسيم

أولناه من خبر ومن قرآن

كالاستواء مع التكلم هكذا

لفظ النزول كذاك لفظ يدان

إذ هذه أوصاف جسم محدث

لا ينبغي للواحد المنان

فنقول أنت وصفته أيضا بما

يفضي إلى التجسيم والحدثان

فوصفته بالسمع والأبصار مع

نفس الحياة وعلم ذي الأكوان

ووصفته بمشيئة مع قدرة

وكلامه النفسي وهو معان

أو واحد والجسم حامل هذه الأ

وصاف حقا فاءت بالفرقان