لهم يقال له وردان : إنّي أنا أرحّلهم عنك ، فقال : إنّي لن يجيرني من الله أحد (١).
وقال زهير بن محمد التميميّ ، عن ابن المنكدر ، عن جابر قال : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم سورة «الرحمن» ، ثم قال : «ما لي أراكم سكوتا ، للجنّ كانوا أحسن ردّا منكم ، ما قرأت عليهم هذه الآية من مرّة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٢) ، إلّا قالوا : ولا بشيء من نعمك ربّنا نكذب ، فكل الحمد». زهير ضعيف (٣).
وقال عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص ، عن جدّه سعيد قال : كان أبو هريرة يتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأداوة لوضوئه. فذكر الحديث ، وفيه : «أتاني جنّ نصيبين فسألوني الزّاد ، فدعوت الله لهم أن لا يمرّوا بروثة ولا بعظم إلّا وجدوا عليها طعاما». أخرجه البخاري (٤). ويدخل هذا الباب في باب شجاعته صلىاللهعليهوسلم وقوّة قلبه.
ومنه حديث محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ عفريتا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة ليقطع عليّ صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد ، حتى تنظروا إليه كلّكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ
__________________
(١) دلائل النبوّة ٢ / ١٦ ، تاريخ الخميس ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٢) سورة الرحمن. (وهي مكرّرة فيها كثيرا).
(٣) انظر : التاريخ الصغير ٢٠٣ ، الضعفاء الصغير ٢٦١ رقم ١٣٧ ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٣ رقم ٢١٨ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٧٦ ، الضعفاء الكبير للعقيليّ ٢ / ٩٢ رقم ٥٤٩ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ١٠٧٣ ، المغني في الضعفاء ١ / ٢٤١ رقم ٢٢١٨ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٨٤ رقم ٢٩١٨.
(٤) صحيح البخاري ٤ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ كتاب مناقب الأنصار ، باب ذكر الجن وقول الله تعالى قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجنّ. وانظر دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ١٨.