• الفهرس
  • عدد النتائج:

وربيت حتّى صار جلدا شمردلا

إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه

وقد كنت أوتيه من الزّاد فى الصّبى

إذا جاء منه صفوة وأطايبه

فلمّا استوى فى عنفوان شبابه

واصبح كالرّمح الرّدينى خاطبه

تهضّمنى مالى كذا وكوى يدى

لوى يده الله الّذي هو غالبه

ثم حف بالله ليقدمنّ إلى بيت الله الحرام فيدعو الله علىّ قال : فصام أسابيع وصلّى ركعات ودعا وخرج متوجّها على عيرانه يقطع بالسّير عرض الفلاة ويطوى الأودية ويعلو الجبال حتّى قدم مكة يوم الحجّ الاكبر فنزل عن راحلته أقبل إلى بيت الله الحرام فسعى وطاف به وتعلّق باستاره وابتهل بدعائه وأنشأ يقول :

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد

فوق المهادى من أقصى غاية البعد

انّى أتيتك يا من لا يخيّب من

يدعوه مبتهلا بالواحد الصّمد

هذا منازل لا يرتاع من عققى

فخذ بحقّى يا جبّار من ولدى

حتّى تشلّ بعون منك جانبه

يا من تقدّس لم يولد ولم يلد

قال : فو الّذي سمك السماء وأنبع الماء ما أستتمّ دعاؤه حتى نزل بى ما ترى ، ثم كشف عن يمينه فاذا بجانبه قد شلّ فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو بى فى الموضع الذي دعا به علىّ فلم يجبنى حتّى اذا كان العام أنعم علىّ فخرجت على ناقة عشيراء أحدّ السير حثيثا رجاء العافية حتى اذا كنّا على الأراك وحطمته وادى السجار نفر طائر فى اللّيل فنفرت منها الناقة التي كان عليها فالقته الى قرار الوادى وأرفض بين الحجرين فقبرته هناك وأعظم من ذلك إنى لا أعرف الّا المأخوذ بدعوة أبيه.

فقال له امير المؤمنين عليه‌السلام : أتاك الغوث ألا أعلّمك دعاء علّمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذي يجيب به من دعاه ويعطى به من سأله ويفرّج به الهمّ ويكشف به الكرب ويذهب به الغمّ ويبرأ به السّقم ويجبر