• الفهرس
  • عدد النتائج:

كره.

وكل واحد من هذه الإحتمالات التي تقدم ذكرها يصح أن يكون مقصوداً من النداء ، كما يصح أن تكون كلها مقصودة منه ، ولم أعثر على نص يؤيد أحدها ، أو يعيِّن المقصود من النداء.

بيعة الشجرة

أمّا بيعة الشجرة : فهي البيعة التي أداها المؤمنون الذين خرجوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية ، وتسمى ـ أيضاً ـ بيعة الرضوان ، لقوله تعالى فيها : (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)(١) ، وقد سميت ببيعة الشجرة ـ كما أشارت الآية الكريمة ـ لأنَّها تمت تحت شجرة كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجلس تحت ظلها عندما بايعه المسلمون على أن لا يفروا ، وفي بعض الروايات بايعوه على الموت.

وسببها أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما بلغ الحديبية في طريقه إلى مكة ، لغرض أداء العمرة في السنة السادسة للهجرة ، نزل فيها ، وأرسل عثمان بن عفان إلى مشركي مكة ، ليبلغهم أنَّ المسلمين يقصدون العمرة ، وقد ساقوا معهم الهدي ، فذهب عثمان إلى مكة ، فأبطأ ، فشاع خبر بين المسلمين أنَّه قتل ، فدعاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى البيعة لمقاتلة المشركين إن تأكد النبأ ، فبايعوه ، ونداء العباس عليه‌السلام : يا أهل بيعة الشجرة ، يذكر الذين حضروا بيعة الرضوان ، وبايعوا ، بعهدهم على عدم الفرار ، أو على الموت ـ على اختلاف الروايات ـ (٢).

__________________

(١) الفتح ٤٨ : ١٨.

(٢) راجع التفاصيل في : البداية والنهاية ٤ / ١٨٨ ، تاريخ الأمم والملوك ٢ / ٢٧٠ ، سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣ / ٧٧٤.