• الفهرس
  • عدد النتائج:

جهاد في الله تعالى

«وأشهد أنَّك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده ، حتى دعاك الله إلى جواره ، وقبضك إليه باختياره ، وألزم أعداءك الحجة بقتلهم إياك لتكون لك الحجة عليهم ، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه» :

بدأ جهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام منذ صباه ، واستمر جهاده طيلة عمره الشريف ، يكافح بكل الوسائل من أجل رفع راية الإسلام ، إلى أن استشهد بعد أن ضربه ابن ملجم ، وهو في محراب مسجد الكوفة ، حيث شعر بأنَّ أمنيته لنيل الشهادة قد تحققت فقال كلمته الخالدة : «فزت ورب الكعبة» ، إلى أن فارق الحياة التي قضاها في جهاد متواصل (١).

ومن تأمل مواقف الإمام علي عليه‌السلام الجهادية ، يتجلى له الفداء ، والتفاني في سبيل الله تعالى ، والإهتمام بنصرة الدين الحنيف ، مبتعداً عمّا يراود غيره من مصالح دنيوية ، فلا ينشغل بالسلب ، وجمع الغنائم ، بل ولا يؤثر في صلابته وإقدامه ما يصيبه من ألم الجراح ، فنراه يمضي ببصيرة وإيمان ، فيقحم نفسه في لهوات الحروب ليحرز إحدى الحسنيين : النصر ، أو الشهادة.

يشد على الكتبية بمفرده ، وكأنَّه يشد على رجل واحد ، لا يأبه بكثرة رجالها ، ويبارز من يتحاشى الأبطال مبارزته غير هياب ، لم يجبن في موطن قط ، ولذا تحاماه الأبطال ، فكانوا يكرهون لقاءه ، ويرون أنَّ الفرار منه ليس عاراً ؛ لأنَّ في

__________________

(١) راجع موضوع جهاد متواصل ص ١٠٧ من هذا الكتاب.