إذا كان أفعل التفضيل ب «أل» لزمت مطابقته لما قبله في الإفراد ، والتذكير وغيرهما ؛ فتقول : زيد الأفضل ، والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون ، وهند الفضلى ، والهندان الفضليان ، والهندات الفضل. والفضليات» ولا يجوز عدم مطابقته لما قبله ، فلا تقول : «الزيدون الأفضل» ولا «الزيدان الأفضل» ولا «هند الأفضل» ولا «الهندان الأفضل» ولا «الهندات الأفضل» ولا يجوز أن تقترن به «من» فلا تقول : «زيد الأفضل من عمرو» فأما قوله :

١٣ ـ ولست بالأكثر منهم حصى

وإنما العزّة للكاثر (١)

فيتخرّج على زيادة الألف واللام ، والأصل : «ولست بأكثر منهم» أو جعل «منهم» متعلقا بمحذوف مجرد عن الألف واللام ، لا بما

__________________

(١) قائله : الأعشى من قصيدة يفضل فيها عامر بن الطفيل على ابن عمه علقمة بن علاثة حصى : عدد. العزة : القوة والغلبة الكاثر : الكثير ، أو الغالب في الكثرة من كثره : غلبه في الكثرة.

المعنى : لست يا علقمة أكثر من قوم عامر عددا ، والقوة والغلبة إنما تكون في الغالب الكثير على القليل.

الإعراب : لست : ليس فعل ماض ناقص مبني على السكون والتاء اسمه. بالأكثر : الباء حرف جر زائد الأكثر خبر منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. منهم : جار ومجرور متعلق بالأكثر ، حصى : تمييز لأكثر منصوب بفتحة مقدرة على الألف. وإنما : الواو استئنافية إنما : كافة ومكفوفة لا عمل لها تفيد الحصر. العزة : مبتدأ مرفوع بالضمة للكاثر : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر العزة.

الشاهد : في قوله : «ولست بالأكثر منهم» حيث اقترنت من بأفعل التفضيل المحلي بأل «الأكثر» وهذا غير جائز ، فيخرج على أحد وجهين :

الأول : زيادة أل ـ والأصل «ولست بأكثر منهم».

الثاني : تعليق الجار والمجرور «منهم» بأفعل تفضيل محذوف مجرد عن أل وتقديره «ولست بالأكثر أكثر منهم».