٧٩ ـ رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله (١)

الجر بجار محذوف غير رب :

وقد يجرّ بسوى ربّ لدى

حذف ، وبعضه يرى مطّردا

__________________

(١) قائله : جميل بن معمر العذري. الرّسم : ما بقي من آثار الديار لاصقا بالأرض كالرماد. الطلّل : ما بقي منها شاخصا مرتفعا كالوتد والأثافيّ. من جلله : وقيل من عظمه في عيني. وذلك لأن الجلل يأتي بمعنى «من أجل» وبمعنى «عظيم».

المعنى : «وقفت على الآثار الدارسة من ديار الأحبة وذكرت يوم كانت الدار عامرة بأهلها فكدت أفارق الحياة من فداحة الخطب بفقد الأحبة».

الإعراب : رسم : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره لاشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد المحذوف وهو رب. ورسم مضاف. دار مضاف إليه مجرور. وقفت : فعل وفاعل. في طلله : جار ومجرور متعلق بوقفت وطلل مضاف والهاء مضاف إليه والجملة في محل جر نعت لرسم على اللفظ. كدت : كاد فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة مبني على السكون. والتاء اسمها. أقضي : مضارع مرفوع بضمة مقدرة وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. الحياة مفعول به لأقضي منصوب وجملة «أقضي الحياة» في محل نصب خبر كاد وجملة «كدت أقضي الحياة» في محل رفع خبر المبتدأ «رسم» من جلله : جار ومجرور متعلق بأقضي. وجلل مضاف والهاء مضاف إليه.

الشاهد : في قوله : «رسم دار» حيث جر «رسم» برب محذوفة من غير أن يتقدمها شيء وهذا شاذ.