
بسم الله الرحمن
الرحيم
مقدمة الجزء الثالث
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسّلام على المعلم الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحابته
الطيبين الطاهرين. وبعد
فهذا هو الجزء
الثالث من شرح ابن عقيل من الطبعة الجديدة ، وقد أشرنا في مقدمة الجزء الثاني إلى
بعض مزايا هذه الطبعة التي توخت اعتصار المنفعة كلها من مادة الكتاب لتقدمها سائغة
إلى إخواننا وأبنائنا من طلبة العلم ، تشجيعا لهم ، وجذبا لاهتمامهم ، وتقريبا
للكتاب إلى نفوسهم ، ليقبلوا عليه راضين غير مدفوعين ، ومستمتعين غير مترددين ،
وواثقين غير وجلين ، لينالهم من الأجر والثواب ما وعد به الذي لا ينطق عن الهوى
عليه الصلاة والسّلام حيث يقول : ((فضل العلم خير من فضل العبادة ..)).
وقد اجتمع لهذا
الجزء الثالث من المزايا ما اجتمع لسابقيه وما اجتمع للاحقه الأخير ، مما سبقت
الإشارة إليه في مقدمة الجزء الثاني.
ونشير هنا إلى
أن هذه الطبعة جعلت هدفها الأول بناء النحو في نفس المتعلم وعقله على قاعدة صلبة
من الوضوح والدقة ، ليرتفع بناء النحو متينا لبنة لبنة ، تعتمد فيه اللاحقة بقوة
على السابقة ... ولكي يكون هذا البناء القوي سديدا نافعا ؛ فعليه أن يعتمد على
القواعد القياسية والآراء الراجحة ، المستندة إلى القراآت القرآنية الصحيحة خاصة ،
والشواهد العربية الكثيرة ، معرضا ما أمكن ذلك عن الأقوال الضعيفة ،
المبنية على الضرورات ، أو الشاذ النادر من النصوص واللغات ... مما يتيح للطالب
بعد ذلك ، أن ينظر في مسائل النحو من جهة ، وفي الأساليب القرآنية ومعانيها
وأوجهها من جهة أخرى ، نظر المتمكن المتثبت .. كل ذلك قبل أن ينتقل إلى حواشي
المحققين المبسوطة ، وزحمة أقاويلهم واتجاهاتهم المختلفة.
هذا وإن خير
وسيلة للتمكن من النحو وقواعده أثناء التحصيل ، هو القيام بالتمرس العملي ،
ومزاولة التطبيق الشخصي على النصوص القرآنية خاصة ، إضافة إلى المختار من النصوص
العربية الفصيحة الصحيحة شعرها ونثرها بعد ذلك.
وهذا جانب قامت
هذه الطبعة بتوفيره ، إذ ختمت كل بحث من بحوثها بقدر واف من الأسئلة الجزئية
المدروسة ، تلتها على الأثر نصوص مختارة مناسبة ، لتكون ميدانا عمليا لتثبيت
المعلومات النظرية ، وتطبيقا نافعا لها ...
ثم تكون الثمرة
بعد ذلك بعون الله تمكنا من هذا العلم الأصيل ، وفهما أفضل للمعاني القرآنية ،
وإدراكا أرفع لأساليب البيان القرآني وإعجازه المتميز.
والله سبحانه
من وراء القصد ، إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير.
أ. د / محمد علي سلطاني
الاستثناء
حكم المستثنى ب «الا» :
ما استثنت
الا مع تمام ينتصب
|
|
وبعد نفي أو
كنفي انتخب
|
اتباع ما
اتصل ، وانصب ما انقطع
|
|
وعن تميم فيه
إبدال" وقع
|
حكم المستثنى ب
«إلا» النصب ، إن وقع بعد تمام الكلام الموجب ،
__________________
سواء كان متصلّا أم منقطعا ، نحو «قام القوم إلا زيدا وضربت القوم إلا زيدا ،
ومررت بالقوم إلا زيدا ، وقام القوم إلا حمارا ، وضربت القوم إلا حمارا ، ومررت
بالقوم إلا حمارا» ف «زيدا» في هذه المثل منصوب على الاستثناء ، وكذلك «حمارا».
ناصب المستثنى بإلّا :
والصحيح من
مذاهب النحويين أن الناصب له ما قبله بواسطة «إلا» واختار المنصف ـ في غير هذا
الكتاب أن الناصب له «إلا» وزعم أنه مذهب سيبويه ، وهذا معنى قوله «ما استثنت إلا
مع تمام ينتصب» أي أنه ينتصب الذي استثنته إلا مع تمام الكلام ، إذا كان موجبا.
فإن وقع بعد
تمام الكلام الذي ليس بموجب ـ وهو المشتمل على النفي ، أو شبهه ، والمراد بشبه
النفي : النهي والاستفهام ـ فإما أن يكون الاستثناء متصلا ، أو منقطعا ، والمراد
بالمتصل : أن يكون المستثنى بعضا مما قبله ، وبالمنقطع : ألا يكون بعضا مما قبله.
فإن كان متصلا
، جاز نصبه على الاستثناء ، وجاز إتباعه لما قبله في الإعراب ، وهو المختار ،
والمشهور أنه بدل من متبوعه ، وذلك نحو : «ما قام أحد إلا زيد ، وإلا زيدا ، ولا يقم أحد إلا زيد وإلا زيدا ، وهل قام أحد إلا زيد؟
وإلا زيدا؟».
__________________
«وما ضربت أحدا
إلا زيدا . ولا تضرب أحدا إلا زيدا ، وهل ضربت أحدا إلا زيدا؟»
فيجوز في «زيدا» أن يكون منصوبا على الاستثناء ، وأن يكون منصوبا على البدلية من «أحد»
هذا هو المختار ، وتقول : «ما مررت بأحد إلا زيد ، وإلا زيدا ، ولا تمرر بأحد إلا زيد وإلا زيدا ، وهل مررت بأحد إلا
زيد وإلا زيدا؟» وهذا معنى قوله : «وبعد نفي أو كنفي انتخب إتباع ما اتصل» أي
اختير إتباع الاستثناء المتصل إن وقع بعد نفي أو شبه نفي.
وإن كان
الاستثناء منقطعا تعيّن النصب عند جمهور العرب ؛ فتقول : «ما قام القوم إلا حمارا»
ولا يجوز الإتباع ، وأجازه بنو تميم ؛ فتقول : «ما قام القوم إلا حمار ، وما ضربت القوم إلا
حمارا ، وما مررت بالقوم إلا حمار» وهذا هو المراد بقوله «وانصب ما انقطع» أي انصب
الاستثناء المنقطع إذا وقع بعد نفي أو شبهه عند غير بني تميم ، وأما بنو تميم
فيجيزون إتباعه (فمعنى البيتين : أن الذي استثني ب «إلا» ينتصب إن كان الكلام
موجبا ووقع بعد تمامه. وقد نبّه على هذا التقييد بذكره حكم النفي بعد ذلك ، وإطلاق
كلامه يدل على أنه ينتصب ، سواء كان متصلا أو منقطعا.
وإن كان غير
موجب ـ وهو الذي فيه نفي أو شبه نفي ـ انتخب ـ أي : اختير ـ إتباع ما اتصل ، ووجب
نصب ما انقطع عند غير بني تميم ، وأما بنو تميم فيجيزون إتباع المنقطع.)
__________________
تقدم المستثنى على المستثنى منه :
وغير نصب
سابق في النفي قد
|
|
يأتي ولكن
نصبه اختر إن ورد
|
إذا تقدم
المستثنى على المستثنى منه فإما أن يكون الكلام موجبا أو غير موجب ، فإن كان موجبا
وجب نصب المستثنى نحو : «قام إلا زيدا القوم».
وإن كان غير
موجب فالمختار نصبه ؛ فتقول : «ما قام إلا زيدا القوم» ومنه قوله :
٢٦ ـ فمالي إلا آل أحمد شيعة
|
|
ومالي إلا
مذهب الحقّ مذهب
|
__________________
وقد روي رفعه ؛
فتقول : «ما قام إلا زيد القوم» قال سيبويه : «حدثني يونس أن قوما يوثق بعربيّتهم»
يقولون : «مالي إلا أخوك ناصر» وأعربوا الثاني بدلا من الأول على القلب لهذا السبب.
ومنه قوله :
٢٧ ـ فإنّهم يرجون منه شفاعة
|
|
إذا لم يكن
إلا النبيّون شافع
|
__________________
فمعنى البيت :
إنه قد ورد في المستثنى السابق غير النصب ـ وهو الرفع ـ وذلك إذا كان الكلام غير
موجب نحو : «ما قام إلا زيد القوم» ولكنّ المختار نصبه.
وعلم من تخصيصه
ورود غير النصب بالنفي أن الموجب يتعيّن فيه النصب ، نحو «قام إلا زيدا القوم».
الاستثناء المفرغ :
وإن يفرّغ
سابق «إلّا» لما
|
|
بعد يكن كما
لو «الّا» عدما
|
__________________
إذا تفرّغ سابق
إلا لما بعدها ـ أي لم يشتغل بما يطلبه ـ كان الاسم الواقع بعد «إلا» معربا بإعراب
ما يقتضيه ما قبل «إلا» قبل دخولها ، وذلك نحو «ما قام إلا زيد ، وما ضربت إلا
زيدا ، وما مررت إلا بزيد» ف «زيد» فاعل مرفوع بقام. و «زيدا» منصوب بضربت و «زيد»
متعلق بمررت ، كما لو لم تذكر «إلا» وهذا هو الاستثناء المفرّغ ، ولا يقع في كلام
موجب فلا تقول «ضربت إلا زيدا».
إلغاء «إلا» المتكررة للتوكيد :
وألغ «إلا»
ذات توكيد ك «لا
|
|
تمرر بهم إلا
الفتى إلا العلا»
|
إذا كررت «إلا»
لقصد التوكيد لم تؤثّر فيما دخلت عليه شيئا ، ولم تفد غير توكيد الأولى ، وهذا
معنى إلغائها وذلك في البدل والعطف ، نحو : «ما مررت بأحد إلا زيد إلا أخيك» ف «أخيك»
بدل من «زيد» ولم تؤثّر فيه «إلا» شيئا ، أي لم تفد استثناء مستقلا ، وكأنك قلت : «ما
مررت بأحد إلا زيد أخيك» ومثله : «لا تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا» والأصل : «لا
تمرر بهم إلا الفتى العلا» ف «العلا» بدل من «الفتى» وكررت إلا توكيدا ومثال العطف
«قام القوم إلا زيدا وإلا عمرا» والأصل : «إلا زيدا وعمرا» ثم كررت «إلا» توكيدا.
__________________
ومنه قوله :
٢٨ ـ هل الدهر إلا ليلة ونهارها
|
|
وإلا طلوع
الشمس ثم غيارها
|
والأصل «وطلوع
الشمس» وكررت «إلا» توكيدا.
وقد اجتمع
تكرارها في البدل والعطف في قوله :
٢٩ ـ ما لك من شيخك إلا عمله
|
|
إلا رسيمه
وإلا رمله
|
__________________
والأصل : «إلا
عمله رسيمه ورمله» ف «رسيمه» بدل من «عمله» و «رمله» معطوف على «رسيمه» وكررت إلا
فيهما توكيدا.
تكرار «إلا» لغير التوكيد :
وإن تكرّر لا
لتوكيد فمع
|
|
تفريغ
التأثير بالعامل دع
|
في واحد مما
بإلا استثني
|
|
وليس عن نصب
سواه مغني
|
إذا كرّرت «إلا»
لغير التوكيد ـ وهي : التي يقصد بها ما يقصد بما قبلها من الاستثناء ، ولو أسقطت
لما فهم ذلك ـ فلا يخلو : إما أن يكون الاستثناء مفرغا أو غير مفرّغ.
__________________
فإن كان مفرغا
شغلت العامل بواحد ونصبت الباقي ؛ فتقول : «ما قام إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا» ولا
يتعيّن واحد منها لشغل العامل ، بل أيّها شئت شغلت العامل به ، ونصبت الباقي ،
وهذا معنى قوله «فمع تفريغ ـ إلى آخره» أي مع الاستثناء المفرّغ اجعل تأثير العامل
في واحد مما استثنيته بإلا ، ونصب الباقي.
وإن كان
الاستثناء غير مفرّغ ـ وهذا هو المراد بقوله :
ودون تفريغ :
مع التقدّم
|
|
نصب الجميع
احكم به والتزم
|
وانصب لتأخير
، وجىء بواحد
|
|
منها كما لو
كان دون زائد
|
كلم يفوا إلا
امرؤ إلا علي
|
|
وحكمها في
القصد حكم الأول
|
فلا يخلو : إما
أن تتقدّم المستثنيات على المستثنى منه ، أو تتأخر.
فإن تقدمت
المستثنيات وجب نصب الجميع ، سواء كان الكلام موجبا أو غير موجب ، نحو «قام إلا
زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم ، وما قام إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم» وهذا
معنى قوله : «ودون تفريغ ـ البيت» وإن تأخرت فلا يخلو : إما أن يكون الكلام موجبا
، أو غير موجب :
__________________
فإن كان موجبا
وجب نصب الجميع ؛ فتقول : «قام القوم إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا».
وإن كان غير
موجب عومل واحد منها بما كان يعامل به لو لم يتكرر الاستثناء ، فيبدل مما قبله ـ وهو
المختار ـ أو ينصب ـ وهو قليل ـ كما تقدم ، وأما باقيها فيجب نصبه
، وذلك نحو : «ما قام أحد إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا» ف «زيد» بدل من «أحد» وإن
شئت أبدلت غيره من الباقين ، ومثله قول المصنف : «لم يفوا إلا امرؤ إلا علي» ف «امرؤ» بدل من الواو في «يفوا» وهذا معنى قوله «وانصب
لتأخير ـ إلى آخره» أي : وانصب المستثنيات كلّها إذا تأخرت عن المستثنى منه إن كان
الكلام موجبا ، وإن كان غير موجب فجىء بواحد منها معربا بما كان يعرب به لو لم
يتكرر المستثنى ، وانصب الباقي.
ومعنى قوله : «وحكمها
في القصد حكم الأول» أن ما يتكرر من المستثنيات حكمه في المعنى حكم المستثنى الأول
: فيثبت له ما يثبت للأول : من الدخول والخروج ؛ ففي قولك : «قام القوم إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا».
الجميع مخرجون ، وفي قولك : «ما قام القوم إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا». الجميع
داخلون ، وكذا في قولك : «ما قام أحد إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا» الجميع داخلون.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ وضّح معنى
الاستثناء التامّ الموجب ، والتام غير الموجب ، والناقص ، مع التمثيل لكل ما تذكر.
٢ ـ ما معنى
الاستثناء المفرغ؟ والمتصل؟ والمنقطع؟ اشرح ذلك مع التمثيل.
٣ ـ متى يجب
نصب المستثنى (بإلا)؟ وما الناصب له؟ مثل لما تقول.
٤ ـ ما حكم
المستثنى (بإلا) بعد كلام تام غير موجب؟. وما ذا يقصد بغير الإيجاب؟ وهل يختلف
الاستثناء المتصل عن المنقطع في هذا؟
وضح ذلك مع
التمثيل.
٥ ـ اذكر حكم
الاستثناء المفرغ مستوفيا أنواعه مع التمثيل.
٦ ـ متى يجب
نصب المستثنى (بإلا) المتقدم على المستثنى منه؟ ومتى يكون نصبه مختارا؟ وما ذا
تصنع في تخريج «مالي إلا أخوك ناصر» بالرفع؟ وضح ذلك مع أمثلة من عندك.
٧ ـ قال النحاة
: «تتكرر إلا لتوكيد أو لغيره».
اشرح ما
المقصود بالتأكيد؟ وبغير التأكيد؟ وما مواقعها في الأول؟ وفي الثاني؟ وما حكم
الأسماء الواقعة بعد إلّا هنا في الحالتين سواء عند تأخر المستثنيات عن (إلا) أو
تقدمها عليها ...
وضح ذلك مع
التمثيل ..
تمرينات
١ ـ (أ) وضح
موضع الاستشهاد بما يأتي موجها ما تقول إذا كان هناك أكثر من وجه : ـ
«وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا
امْرَأَتَكَ ـ ما
لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ ـ الْأَخِلَّاءُ
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ـ وَيَأْبَى
اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ».
(ب) عيّن في
النصوص القرآنية السابقة المستثنى والمستثنى منه ونوع الاستثناء.
(ج) أعرب ما
بعد (إلا) في كل شاهد.
٢ ـ قال الكميت
: ـ
فما لي إلا
آل أحمد شيعة
|
|
وما لي إلا
مذهب الحقّ مذهب
|
(أ) ما نوع الاستثناء في البيت؟
وأين المستثنى؟ والمستثنى منه؟
(ب) اضبط ما
بعد (إلا) بما يجوز أن يضبط به ثم رجح ما تراه.
٣ ـ قال الشاعر
:
فإنهم يرجون
منه شفاعة
|
|
إذا لم يكن
إلا النبيون شافع
|
__________________
عيّن المستثنى
والمستثنى منه في البيت السابق ـ واذكر كيف تعرب ما بعد (إلا)؟
٤ ـ مثل في جمل
من عندك لما يلي : ـ
استثناء مفرغ ،
مستثنى (بإلا) مترجح النصب ـ مستثنى (بإلا) يترجح فيه الإبدال ـ (إلّا) مكرره
للتوكيد مع إعراب ما بعدها ـ استثناء منقطع مسبوق بنفي ...
٥ ـ كيف تعرب
ما بعد (إلا) في المثالين الآتيين؟ ولماذا؟
ما وثقت في
رجال إلا علىّ إلا أخيك.
ما وثقت في
رجال إلا زيد إلا عمرو إلا خالد.
٦ ـ ضع كل كلمة
من الكلمات الآتية بعد (إلا) بحيث تكون منصوبة مرة ، ومجرورة مرة ، ومرفوعة مرة ،
ووجه ذلك.
(زهرة ـ غصن ـ حمامة
ـ عصفور).
المستثنى ب «غير» و «سوى»
واستثن
مجرورا بغير معربا
|
|
بما لمستثنى
بإلا نسبا
|
استعمل بمعنى «إلا»
في الدلالة على الاستثناء ألفاظ : منها ما هو اسم ، وهو : «غير وسوى وسوى وسواء»
ومنها ما هو فعل ، وهو «ليس ولا يكون» ومنها ما يكون فعلا وحرفا وهو «عدا ، وخلا ،
وحاشا» وقد ذكرها المصنف كلّها.
فأما «غير ،
وسوى ، وسوى ، وسواء» فحكم المستثنى بها الجر لإضافتها إليه ، وتعرب «غير» بما كان
يعرب به المستثنى مع «إلا» ؛ فتقول : «قام القوم غير زيد» بنصب «غير» ، كما تقول «قام
القوم إلا زيدا» بنصب «زيد» وتقول : «ما قام أحد غير زيد ، وغير زيد»
__________________
بالاتباع والنصب ، والمختار الإتباع ، كما تقول : «ما قام أحد إلا زيد وإلا
زيدا» وتقول : «ما قام غير زيد» فترفع «غير» وجوبا كما تقول : «ما قام إلا زيد»
برفعه وجوبا ، وتقول : «ما قام أحد غير حمار» بنصب «غير» عند غير بني تميم ،
وبالإتباع عند بني تميم ، كما تفعل في قولك : «ما قام أحد إلا حمارا ، وإلا حمار».
وأما «سوى»
فالمشهور فيها كسر السين والقصر ، ومن العرب من يفتح سينها ويمدّ ، ومنهم من يضمّ
سينها ويقصر ، ومنهم من يكسر سينها ويمدّ ، وهذه اللغة لم يذكرها المصنف ، وقلّ من
ذكرها ، وممن ذكرها الفاسيّ في شرحه للشاطبيه. ومذهب سيبويه والفراء وغيرهما أنها
لا تكون إلا ظرفا فإذا قلت : «قام القوم سوى زيد» ف «سوى» عندهم منصوبة
على الظرفية ، وهي مشعرة بالاستثناء ، ولا تخرج عندهم عن الظرفية إلا في ضرورة
الشعر.
واختار المصنف
أنها ك «غير» فتعامل بما تعامل به «غير» من الرفع والنصب والجر ، وإلى هذا أشار
بقوله :
ولسوى سوى
سواء اجعلا
|
|
على الأصحّ
ما لغير جعلا
|
__________________
فمن استعمالها
مجرورة قوله صلىاللهعليهوسلم : «دعوت ربي ألّا يسلّط على أمّتي عدوّا من سوى أنفسها»
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «ما أنتم في سواكم من الأمم إلا كالشّعرة البيضاء في
الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض» وقول الشاعر :
٣٠ ـ ولا ينطق الفحشاء من كان منهم
|
|
إذا جلسوا
منّا ولا من سوائنا
|
ومن استعمالها
مرفوعة قوله :
__________________
٣١ ـ وإذا تباع كريمة أو تشترى
|
|
فسواك بائعها
وأنت المشتري
|
وقوله :
٣٢ ـ ولم يبق سوى العدوا
|
|
ن دنّاهم كما
دانوا
|
ف «سواك» مرفوع
بالابتداء ، و «سوى العدوان» مرفوع بالفاعلية.
__________________
ومن استعمالها
منصوبة على غير الظرفية قوله :
٣٣ ـ لديك كفيل بالمنى لمؤمّل
|
|
وإن سواك من
يؤمّله يشقى
|
__________________
ف «سواك» اسم «إن»
، هذا تقرير كلام المصنف.
(ومذهب سيبويه
والجمهور أنها لا تخرج عن الظرفية إلا في ضرورة الشعر ، وما استشهد به على خلاف
ذلك يحتمل التأويل).
المستثنى بليس ولا يكون وبخلا وعدا :
واستثن ناصبا
بليس وخلا
|
|
وبعدا وبيكون
بعد «لا»
|
أي استثن ب «ليس»
وما بعدها ناصبا المستثنى ؛ فتقول : «قام القوم ليس زيدا ، وخلا
زيدا وعدا زيدا ، ولا يكون زيدا» ف «زيدا» في قولك : «ليس زيدا ، ولا يكون زيدا»
منصوب على أنّه خبر «ليس ولا يكون» واسمهما ضمير مستتر ، والمشهور أنه عائد على
البعض المفهوم من القوم ، والتقدير : «ليس بعضهم زيدا ، ولا يكون بعضهم زيدا» وهو
مستتر وجوبا وفي قولك : «خلا زيدا وعدا زيدا» منصوب
__________________
على المفعولية ، و «خلا وعدا» فعلان فاعلهما ـ في المشهور ـ ضمير عائد على
البعض المفهوم من القوم كما تقدّم ، وهو مستتر وجوبا ، والتقدير : خلا بعضهم زيدا
، وعدا بعضهم زيدا.
ونبّه بقوله : «وبيكون
بعد لا» ـ وهو قيد في «يكون» فقط ـ على أنه لا يستعمل في الاستثناء من لفظ الكون
غير «يكون» وأنها لا تستعمل فيه إلا بعد «لا» فلا تستعمل فيه بعد غيرها من أدوات
النفي نحو : لم ، وإن ، ولن ، ولمّا ، وما.
واجرر بسابقي
يكون إن ترد
|
|
وبعد «ما»
انصب وانجرار قد يرد
|
أي ؛ إذا لم
تتقدّم «ما» على «خلا وعدا» فاجرر بهما إن شئت ؛ فتقول : «قام القوم خلا زيد ،
وعدا زيد» فخلا ، وعدا : حرفا جرّ.
(ولم يحفظ
سيبويه الجرّ بهما ، وإنما حكاه الأخفش) فمن الجر ب «خلا» قوله :
__________________
٣٤ ـ خلا الله لا أرجو سواك ،
وإنّما
|
|
أعدّ عيالي
شعبة من عيالكا
|
ومن الجر ب «عدا»
قوله :
٣٥ ـ تركنا في الحضيض بنات عوج
|
|
عواكف قد
خضعن إلى النّسور
|
__________________
أبحنا حيّهم
قتلا وأسرا
|
|
عدا الشّمطاء
والطفل الصغير
|
فإن تقدمت
عليهما «ما» وجب النصب بهما ، فتقول : «قام القوم
__________________
ما خلا زيدا ، وما عدا زيدا» ف «ما» مصدرية ، و «خلا وعدا» صلتها وفاعلها ضمير مستتر يعود على البعض كما تقدم تقريره ، و
«زيدا» مفعول وهذا معنى قوله : «وبعد ما انصب» هذا هو المشهور.
وأجاز الكسائي
الجرّ بهما بعد «ما» على جعل «ما» زائدة وجعل «خلا وعدا» حرفي جر : فتقول : «قام
القوم ما خلا زيد ، وما عدا زيد» وهذا معنى قوله : «وانجرار قد يرد» ، وقد حكى
الجرميّ في الشرح الجرّ بعد «ما» عن بعض العرب.
وحيث جرّا
فهما حرفان
|
|
كما هما إن
نصبا فعلان
|
أي إن جررت ب «خلا
، وعدا» فهما حرفا جرّ ، وإن نصبت بهما فهما فعلان ، وهذا مما لا خلاف فيه.
__________________
المستثنى بحاشا :
وكخلا حاشا
ولا تصحب «ما»
|
|
وقيل : «حاش
، وحشا» فاحفظهما
|
المشهور أن «حاشا»
لا تكون إلا حرف جرّ ، فتقول : «قام القوم حاشا زيد» بجر «زيد» وذهب الأخفش
والجرمي والمازنيّ والمبرد وجماعة ـ منهم المصنف ـ إلى أنها مثل «خلا» تستعمل فعلا
فتنصب ما بعدها وحرفا فتجر ما بعدها ، فتقول : «قام القوم حاشا زيدا ، وحاشا زيد»
وحكى جماعة ـ منهم الفراء ، وأبو زيد الأنصاري ، والشيباني ، النصب بها ، ومنه «اللهمّ
اغفر لي ولمن يسمع ، حاشا الشيطان وأبا الإصبع».
وقوله :
٣٦ ـ حاشا قريشا فإن الله فضّلهم
|
|
على البريّة
بالإسلام والدين
|
__________________
وقول المصنف : «ولا
تصحب ما» معناه أن «حاشا» مثل «خلا» في أنها تنصب ما بعدها أو تجرّه ، ولكن لا
تقدم عليها «ما» كما تتقدم على «خلا» فلا تقول : «قام القوم ما حاشا زيدا» ، وهذا
الذي ذكره هو الكثير ، وقد صحبتها «ما» قليلا ، ففي مسند أبي أميه الطرسوسي عن ابن
عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أسامة أحبّ الناس إليّ ما حاشا فاطمة» .
وقوله :
٣٧ ـ رأيت الناس ما حاشا قريشا
|
|
فإنّا نحن
أفضلهم فعالا
|
__________________
ويقال في «حاشا»
: «حاش ، وحشا».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ اذكر
بالتفصيل حكم المستثنى (بغير) ـ ثم بين مواقعها الإعرابية المختلفة ممثلا لكل ما
تقول.
٢ ـ كيف تعرب
كلمة «سوى» الاستثنائية؟ وما حكم المستثنى بها؟ اذكر أمثلة وشواهد على ما تقول.
٣ ـ يقع
الاستثناء «بليس ولا يكون» ما إعراب المستثنى بهما؟ وإلام يعود الضمير المستتر
فيهما؟ وضح ذلك في مثال تذكره.
٤ ـ ما حكم
المستثنى «بخلا وعدا» عند تقدم «ما» عليهما وعدمه؟ وما إعراب جملتيهما؟ مثل لكل ما
تقول.
٥ ـ متى تستعمل
«خلا وعدا» حرفين؟ ومتى تستعملان فعلين؟ وما حكم الاسم الواقع بعدهما على كل حال؟
مثل لما تقول.
٦ ـ كيف تعرب «حاشا»
وما حكم المستثنى بها؟ عزّز كلامك بالشواهد.
تمرينات
١ ـ استعمل
كلمة (غير) الاستثنائية في تراكيب من عندك ، بحيث تستوفى مواقعها الإعرابية.
٢ ـ علام
يستشهد بما يأتي مع إعراب ما تحته خط.
(أ) أسامة أحب
الناس إليّ ما حاشا فاطمة.
(ب) دعوت ربي
ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسها.
(ج) فلم يبق
سوى العد
|
|
وان دنّاهم
كما دانوا
|
(د) أبحنا حيّهم قتلا وأسرا
|
|
عدا الشمطاء
والطفل الصغير
|
٣ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
(يطبع المؤمن
على كل خلق ليس الخيانة والكذب).
أجب عما يأتي :
(أ) ما المغزى
الخلقي لهذا الحديث؟
(ب) عيّن
المستثنى والمستثنى منه وأداة الاستثناء في الحديث.
(ج) اضبط
الكلمتين (الخيانة والكذب) في الحديث مبينا السبب
(د) أين اسم «ليس»
في الحديث؟ وإلام يعود؟ وضح ذلك.
٤ ـ اجعل كل
كلمة من الكلمات الآتية مستثناة ب (ليس ـ خلا ـ حاشا ـ غير) في جمل من عندك مع
ضبطها بالشكل.
«الكتاب ـ القلم
ـ العلم ـ الخلق» :
٥ ـ عين حكم ما
بعد (إلا) في الجمل الآتية واضبطه بالشكل ثم أعربه.
(أ) لا يعرف
الفضل إلا ذووه.
(ب) قرأت فصول
الكتاب إلا فصلين.
(ج) ما أعجبني
منك إلا خلق رفيع.
(د) ما أكلنا
الطعام إلا السمك.
(ه) ما أعجبني
الطلاب إلا المهذب.
٦ ـ اشرح البيت
الآتي ثم أعربه :
كل العداوات
قد ترجى مودّتها
|
|
إلا عداوة من
يلقاك بالحسد
|
٧ ـ قال الشاعر : ـ
ولن تصادف
مرعى ممرعا أبدا
|
|
إلا وجدت به
آثار منتجع
|
اشرح البيت
السابق .. ووضح ما فيه من استثناء في المعنى ثم أعرب ما تحته خط منه.
الحال
تعريف الحال :
الحال وصف فضلة منتصب
|
|
مفهم في حال كفردا أذهب
|
عرف الحال بأنه
: الوصف ، الفضلة ، المنتصب ، للدلالة على هيئة ، نحو «فردا أذهب» ف «فردا»
حال لوجود القيود المذكورة ، وخرج بقوله : «فضلة» الوصف الواقع عمدة ، نحو «زيد
قائم» وبقوله : «للدلالة على الهيئة» التمييز المشتقّ ، نحو «لله درّه فارسا» فإنه
تمييز لا حال على الصحيح ، إذ لم يقصد به الدلالة على الهيئة ، بل التعجّب من
فروسيّته ؛ فهو لبيان المتعجّب منه ، لا لبيان هيئته ، وكذلك «رأيت رجلا راكبا»
فإن «راكبا» لم يسق للدلالة على الهيئة ، بل لتخصيص الرجل ، وقول المصنف «مفهم في
حال» هو معنى قولنا «للدلالة على الهيئة».
__________________
الغالب في الحال أن يكون منتقلا ومشتقا :
وكونه منتقلا
مشتقّا
|
|
يغلب لكن ليس
مستحقا
|
الأكثر في
الحال أن تكون :
(أ) منتقلة.
(ب) مشتقّة.
ومعنى الانتقال
ألا تكون ملازمة للمتصف بها ، نحو «جاء زيد راكبا» ف «راكبا» وصف منتقل لجواز انفكاكه
عن زيد بأن يجيء ماشيا. وقد تجيء الحال غير منتقلة ، أي وصفا لازما نحو «دعوت الله
سميعا» و «خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها» .
وقوله :
٣٨ ـ فجاءت به سبط العظام كأنّما
|
|
عمامته بين
الرجال لواء
|
ف «سميعا» و «أطول»
و «سبط» أحوال وهي أوصاف لازمة.
__________________
مجيء الحال جامدة :
وقد تأتي الحال
جامدة ، ويكثر ذلك في مواضع ذكر المنصف بعضها بقوله :
ويكثر الجمود
في سعر. وفي
|
|
مبدى تأوّل
بلا تكلّف
|
ك «بعه مدا
بكذا ، يدا بيد
|
|
وكرّ زيد
أسدا» أي كأسد
|
يكثر مجيء
الحال جامدة :
(أ) إن دلت على
سعر ، نحو «بعه مدا بدرهم» ف «مدا» حال جامدة وهي في معنى المشتق ، إذ المعنى «بعه
مسعّرا كلّ مد بدرهم».
__________________
(ب) ويكثر
جمودها ـ أيضا ـ فيما دلّ على تفاعل ، نحو «بعته يدا بيد» أي مناجزة .
(ج) أو على
تشبيه ، نحو «كرّ زيد أسدا» أي مشبها الأسد ، ف «زيدا ، وأسدا» جامدان وصحّ
وقوعهما حالا لظهور تأولهما بمشتق ، كما تقدّم ، وإلى هذا أشار بقوله : «وفي مبدي
تأول» أي يكثر مجيء الحال جامدة حين ظهر تأوّلها بمشتق .
وعلم بهذا وما
قبله أن قول النحويين : «إن الحال يجب أن تكون منتقلة مشتقة» معناه أن ذلك هو
الغالب ، لا أنه لازم ، وهذا معنى قوله فيما تقدم : «لكن ليس مستحقا».
__________________
أحكام الحال في التنكير والتعريف :
والحال إن
عرّف لفظا فاعتقد
|
|
تنكيره معنى
ك «وحدك اجتهد»
|
(أ) مذهب جمهور النحويين أن الحال
لا تكون إلا نكرة ، وأن ما ورد منها معرّفا فهو منكّر معنى كقولهم : «جاءوا
الجمّاء الغفير» و :
٣٩ ـ أرسلها
العراك ...
__________________
و «اجتهد وحدك» و «كلمته فاه إلى فيّ» ف «الجماء» و «العراك» و «وحدك» و «فاه»
أحوال وهي معرفة لفظا ، لكنها مؤولة بنكرة ، والتقدير : جاءوا جميعا ، وأرسلها
معتركة ، واجتهد منفردا وكلمته مشافهة.
(ب) وزعم
البغداديون ويونس أنه يجوز تعريف الحال مطلقا بلا تأويل ، فأجازوا «جاء زيد الراكب».
(ج) وفصّل
الكوفيون فقالوا : إن تضمنت الحال معنى الشرط صح تعريفها ، وإلا فلا ، فمثال ما
تضمّن معنى الشرط «زيد الراكب أحسن منه الماشي» ف «الراكب والماشي» : حالان ، وصح
تعريفهما لتأولهما بالشرط إذ التقدير : زيد إذا ركب أحسن منه إذا مشى ، فإن لم
تتقدّر بالشرط لم يصحّ تعريفها ؛ فلا تقول : «جاء زيد الراكب» إذ لا يصح «جاء زيد
إن ركب».
مجيء المصدر النكرة حالا :
ومصدر منكر
حالا يقع
|
|
بكثرة كبغتة
زيد طلع
|
__________________
حقّ الحال أن
يكون وصفا. وهو : مادل على معنى وصاحبه ، ك «قائم وحسن ، ومضروب» فوقوعها مصدرا
على خلاف الأصل ، إذ لا دلالة فيه على صاحب المعنى.
(أ) وقد كثر
مجيء الحال مصدرا نكرة ، ولكنه ليس بمقيس ؛ لمجيئه على خلاف الأصل ، ومنه : «زيد طلع بغتة» ف «بغتة»
مصدر نكرة وهو منصوب على الحال ، والتقدير : «زيد طلع باغتا» ، هذا مذهب سيبويه
والجمهور.
(ب) وذهب
الأخفش والمبرد إلى أنه منصوب على المصدرية ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : «طلع
زيد يبغت بغتة» ف «يبغت» عندهما هو الحال ، لا «بغتة».
(ج) وذهب
الكوفيون إلى أنه منصوب على المصدرية كما ذهبا إليه ، ولكن الناصب له عندهم الفعل
المذكور وهو «طلع» لتأويله بفعل من لفظ المصدر ، والتقدير في قولك «زيد طلع بغته» «زيد بغت بغتة» فيؤولون «طلع» ب «بغت» وينصبون به «بغتة».
__________________
وقوع صاحب الحال نكرة بمسوغ :
ولم ينكّر
غالبا ذو الحال إن
|
|
لم يتأخّر أو
يخصّص أو يبن
|
من بعد نفي
أو مضاهيه ، ك «لا
|
|
يبغ امرؤ على
امرىء مستسهلا»
|
حقّ صاحب الحال
أن يكون معرفة ، ولا ينكّر في الغالب إلا عند وجود مسوّغ وهو أحد أمور :
(أ) منها : أن
يتقدّم الحال على النكرة ، نحو «فيها قائما رجل» وكقول الشاعر ، وأنشده سيبويه :
٤٠ ـ وبالجسم منّى بيّنا لو علمته
|
|
شحوب ، وإن
تستشهدي العين تشهد
|
__________________
وكقوله :
٤١ ـ وما لام نفسي مثلها لي لائم
|
|
ولا سدّ فقري
مثل ما ملكت يدي
|
__________________
ف «قائما» حال من «رجل» و «بينا» حال من «شحوب» و «مثلها» حال من «لائم».
(ب) ومنها : أن
تخصّص النكرة بوصف أو بإضافة ؛ فمثال ما تخصّص بوصف قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا).
وكقول الشاعر :
٤٢ ـ نجيت يا ربّ نوحا واستجبت له
|
|
في فلك ما خر
في اليمّ مشحونا
|
__________________
وعاش يدعو
بآيات مبيّنة
|
|
في قومه ألف
عام غير خمسينا
|
ومثال ما تخصّص
بالإضافة قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ).
(ج) ومنها أن
تقع النكرة بعد نفي أو شبهه ، وشبه النفي هو. الاستفهام والنهي ، وهو المراد بقوله
: «أو يبن من بعد نفي أو مضاهية» فمثال ما وقع بعد النفي قوله :
__________________
٤٣ ـ ما حمّ من موت حمى واقيا
|
|
ولا ترى من
أحد باقيا
|
ومنه قوله
تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ
قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) ف «لها كتاب» جملة في موضع الحال من «قرية» وصحّ مجيء
الحال من النكرة لتقدم النفي عليها ، ولا يصحّ كون الجملة صفة لقرية ، خلافا
للزمخشري لأن الواو لا تفصل بين الصفة والموصوف ، وأيضا وجود «إلا» مانع من ذلك ؛
إذ لا يعترض ب «إلا» بين الصفة والموصوف ، وممن صرّح بمنع ذلك : أبو الحسن الأخفش
في المسائل ، وأبو علي الفارسي في التذكرة. ومثال ما وقع بعد الاستفهام قوله :
__________________
٤٤ ـ يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى
|
|
لنفسك العذر
في إبعادها الأملا
|
ومثال ما وقع
بعد النهي قول المصنف : «لا يبغ امرؤ على امرىء مستسهلا» وقول قطريّ بن الفجاءة :
٤٥ ـ لا يركنن أحد إلى الإحجام
|
|
يوم الوغى
متخوّفا لحمام
|
__________________
واحترز بقوله «غالبا»
مما قلّ مجيء الحال فيه من النكرة بلا مسوّغ من المسوغات المذكورة ، ومنه قولهم : «مررت بماء قعدة رجل» وقولهم : «عليه مائة بيضا» وأجاز سيبويه «فيها رجل
قائما» وفي الحديث «صلّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاعدا ، وصلى وراءه رجال قياما».
تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف :
وسبق حال مّا
بحرف جرّ قد
|
|
أبوا ولا
أمنعه ؛ فقد ورد
|
__________________
(أ) مذهب جمهور
النحويين أنه لا يجوز تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف ، فلا تقول : في «مررت
بهند جالسة» مررت جالسة بهند.
(ب) وذهب
الفارسي ، وابن كيسان ، وابن برهان ، إلى جواز ذلك ، وتابعهم المصنّف ، لورود
السماع بذلك ومنه قوله :
٤٦ ـ لئن كان برد الماء هيمان صاديا
|
|
إليّ حبيبا
إنّها لحبيب
|
ف «هيمان ،
وصاديا» : حالان من الضمير المجرور بإلى ، وهو الياء. وقوله :
__________________
٤٧ ـ فإن تك أذواد أصبن ونسوة
|
|
فلن يذهبوا
فرغا بقتل حبال
|
ف «فرغا» حال
من «قتل».
وأما تقديم
الحال على صاحبها المرفوع والمنصوب فجائز ، نحو «جاء ضاحكا زيد ، وضربت مجردة هندا».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ اذكر تعريف
الحال .. ثم اشرحه شرحا يبين المراد منه ويخرج ما سواه ومثّل لكل ما تقول.
٢ ـ من أحكام
الحال كونها (وصفا منتقلا) فاشرح معنى كونها وصفا .. وما العلة في ذلك؟ وما ذا
يقصد بكونه منتقلا؟ مثل لكل ما تقول.
٣ ـ متى يكثر
مجيء الحال مصدرا؟ ولم كان ذلك على خلاف الأصل؟ مثل لذلك بأمثلة من عندك.
٤ ـ لم كان
الأصل في الحال الاشتقاق؟ ومتى يكثر مجيئها جامدة؟ عدّد هذه المواضع ومثل لها.
٥ ـ لماذا كان
الأصل في الحال التنكير؟ وما ذا يصنع النحاة في مثل : «أرسلها العراك ـ اجتهد وحدك
ـ كلمته فاه إلى فيّ»؟
٦ ـ متى يجيء
صاحب الحال نكرة؟ ولماذا؟ مثل لكل ما تقول.
٧ ـ متى يجوز
تقدم الحال على صاحبها؟ ومتى لا يجوز ذلك؟ مثّل لكل ما تقول ...
تمرينات
١ ـ قال تعالى
: («وَما أَهْلَكْنا
مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ) مَعْلُومٌ».
(أ) عين الحال
وصاحبها في الآية الكريمة.
(ب) كيف صح
مجيء الحال من النكرة؟
(ج) كيف ترد
على الزمخشري في إعراب جملة (إلا ولها كتاب معلوم) صفة (القرية)؟.
٢ ـ ما يأتي
شواهد في باب الحال ـ بيّن مواضع الاستشهاد بها ..
(فَتَمَثَّلَ لَها
بَشَراً سَوِيًّا ـ فَيَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً ـ فِيها
يُفْرَقُ كُلُ أَمْرٍ
حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا ـ فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ لَيُخْرِجَنَّ
الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ ـ وَأَرْسَلْناكَ
لِلنَّاسِ رَسُولاً).
٣ ـ مثل لما
يأتي في جمل من عندك :
(أ) حال تقدمت
على صاحبها.
(ب) حال لازمة.
(ج) حال جامدة.
__________________
(د) حال صاحبها
نكرة.
(ه) حال معرفة.
(و) حال تكون
مصدرا.
٤ ـ اكتب تأويل
الأحوال الآتية : ـ
(أ) كر زيد
أسدا.
(ب) بعته يدا
بيد.
(ج) كلمته فاه
إلى فيّ.
(د) أرسلها
العراك.
ثم وضّح لم كان
تأويل أمثال هذه الحال واجبا؟
٥ ـ تقول العرب
: «خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها».
(أ) عيّن الحال
في المثال السابق .. ثم بيّن نوعها.
(ب) أعرب ما
تحته خط من المثال.
٦ ـ أعرب البيت
الآتي واشرحه بأسلوبك : ـ
إذا المرء
أعيته المروءة ناشئا
|
|
فمطلبها كهلا
عليه شديد
|
المواضع التي يجوز فيها مجيء الحال من المضاف إليه
ولا تجز حالا
من المضاف له
|
|
إلا إذا
اقتضى المضاف عمله
|
أو كان جزء
ماله أضيفا
|
|
أو مثل جزئه
فلا تحيفا
|
لا يجوز مجيء
الحال من المضاف إليه :
(أ) إلا إذا
كان المضاف مما يصحّ عمله في الحال : كاسم الفاعل ، والمصدر ، ونحوهما مما تضمن
معنى الفعل فتقول : «هذا ضارب
__________________
هند مجردة» و «أعجبني قيام زيد مسرعا» ومنه قوله تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً).
ومنه قول
الشاعر :
٤٨ ـ تقول ابنتي : إن انطلاقك واحدا
|
|
إلى الرّوع
يوما تاركي لا أباليا
|
(ب) وكذلك يجوز مجيء الحال من
المضاف إليه إذا كان المضاف جزءا من المضاف إليه.
__________________
(ج) أو مثل
جزئه في صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه.
فمثال ما هو
جزء من المضاف إليه قوله تعالى : («وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) ف «إخوانا» حال من الضمير المضاف إليه «صدور» والصدور :
جزء من المضاف إليه.
ومثال ما هو
مثل جزء المضاف إليه في صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ
اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) ف «حنيفا» حال من «إبراهيم» والملة كالجزء من المضاف
إليه ؛ إذ يصح الاستغناء بالمضاف إليه عنها ؛ فلو قيل في غير القرآن : «أن اتبع
إبراهيم حنيفا» لصحّ. فإن لم يكن المضاف مما يصح أن يعمل في الحال ولا هو جزء من
المضاف إليه ، ولا مثل جزئه لم يجز مجيء الحال منه ؛ فلا تقول : «جاء غلام هند
ضاحكة» خلافا للفارسي ، (وقول ابن المصنف رحمهالله تعالى : «إن هذه الصورة ممنوعة بلا خلاف» ليس بجيّد ،
فإن مذهب الفارسي جوازها. كما تقدّم ، وممّن نقله عنه الشريف أبو السعادات بن
الشجري في أماليه).
تقديم الحال على عاملها :
والحال إن
ينصب بفعل صرّفا
|
|
أو صفة أشبهت
المصرّفا
|
__________________
فجائز تقديمه
ك «مسرعا
|
|
ذا راحل ،
ومخلصا زيد دعا»
|
يجوز تقديم
الحال على ناصبها إن كان فعلا متصرفا ، أو صفة تشبه الفعل المتصرف ، والمراد بها : ما تضمّن معنى
الفعل وحروفه ، وقبل التأنيث والتثنية ، والجمع : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ،
والصفة المشبهة ، فمثال تقديمها على الفعل المتصرف : «مخلصا زيد دعا» ف «دعا» فعل
متصرف ، وتقدمت عليه الحال. ومثال تقديمها على الصفة المشبهة له : «مسرعا ذا راحل».
__________________
فإن كان الناصب
لها فعلا غير متصرف لم يجز تقديمها عليه ، فتقول «ما أحسن زيدا ضاحكا» ولا تقول : «ضاحكا
ما أحسن زيدا» : لأن فعل التعجب غير متصرف في نفسه ، فلا يتصرف في معموله وكذلك إن
كان الناصب لها صفة لا تشبه الفعل المتصرف ، كأفعل التفضيل لم يجز تقديمها عليه ،
وذلك لأنه لا يثنّى ، ولا يجمع ، ولا يؤنّث فلم يتصرف في نفسه فلا يتصرف في معموله
؛ فلا تقول : «زيد ضاحكا أحسن من عمرو» بل يجب تأخير الحال ؛ فتقول : «زيد أحسن من
عمرو ضاحكا».
وعامل ضمّن
معنى الفعل لا
|
|
حروفه مؤخرا
لن يعملا
|
ك «تلك ، ليت
، وكأنّ» وندر
|
|
نحو «سعيد
مستقرا في هجر»
|
لا يجوز تقديم
الحال على عاملها المعنوي ؛ وهو : ما تضمّن معنى الفعل دون حروفه : كأسماء الإشارة
، وحروف التمنّي ، والتشبيه ، والظرف والجار والمجرور ، نحو «تلك هند مجردة ، وليت
زيدا أميرا أخوك ، وكأن زيدا راكبا أسد ، وزيد في الدار ـ أو عندك ـ قائما» فلا
يجوز تقديم
__________________
الحال على عاملها المعنوي في هذه المثل ونحوها ؛ فلا تقول : «مجردة تلك هند»
«ولا أميرا ليت زيدا أخوك» ولا «راكبا كأن زيدا أسد» وقد ندر تقديمها على عاملها ،
نحو «زيد قائما عندك» والجار والمجرور نحو «سعيد مستقرا في هجر» ومنه قوله تعالى :
(وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ) في قراءة من كسر التاء ، وأجازه الأخفش قياسا.
ونحو «زيد
مفردا أنفع من
|
|
عمرو معانا»
مستجاز لن يهن
|
تقدم أن أفعل
التفضيل لا يعمل في الحال متقدمة ، واستثنى من ذلك هذه المسألة وهي : ما إذا فضّل
شيء في حال على نفسه أو غيره في حال أخرى ، فإنه يعمل في حالين إحداهما متقدمة
عليه ، والأخرى متأخرة عنه ، وذلك نحو «زيد قائما أحسن منه قاعدا» و «زيد مفردا
أنفع من عمرو معانا» ف «قائما ، ومفردا» منصوبان بأحسن وأنفع ، وهما حالان وكذا «قاعدا
، ومعانا» وهذا مذهب الجمهور.
(وزعم السيرافي
أنهما خبران منصوبان بكان المحذوفة والتقدير «زيد إذا كان قائما أحسن منه إذا كان
قاعدا ، وزيد إذا كان مفردا أنفع من عمرو إذا كان معانا»).
__________________
ولا يجوز تقديم
هذين الحالين على أفعل التفضيل ولا تأخيرهما عنه ؛ فلا تقول : «زيد قائما قاعدا
أحسن منه» ولا تقول «زيد أحسن منه قائما قاعدا».
تعدد الحال :
والحال قد
يجيء ذا تعدّد
|
|
لمفرد فاعلم
وغير مفرد
|
يجوز تعدد
الحال وصاحبها مفرد ، أو متعدد ؛ فمثال الأول «جاء زيد راكبا ضاحكا» ف «راكبا
وضاحكا» حالان من زيد والعامل فيهما جاء ، ومثال الثاني «لقيت هندا مصعدا منحدرة»
ف «مصعدا» حال من التاء و «منحدرة» حال من هند ، والعامل فيهما «لقيت» ومنه قوله :
٤٩ ـ لقي ابني أخويه خائفا
|
|
منجديه
فأصابوا مغنما
|
__________________
ف «خائفا» حال
من «ابني» و «منجديه» حال من «أخويه» والعامل فيهما «لقي» فعند ظهور المعنى تردّ
كلّ حال إلى ما تليق به ، وعند عدم ظهوره يجعل أول الحالين لثاني الاسمين ،
وثانيهما لأول الاسمين ففي قولك «لقيت زيدا مصعدا منحدرا» يكون «مصعدا» حال من «زيد»
و «منحدرا» حال من التاء.
الحال المؤكدة :
وعامل الحال
بها قد أكدا
|
|
في نحو «لا
تعث في الأرض مفسدا»
|
تنقسم الحال
إلى مؤكدة ، وغير مؤكدة ، فالمؤكدة على قسمين ، وغير المؤكدة ما سوى القسمين.
(أ) فالقسم
الأول من المؤكدة : ما أكّدت عاملها وهي المراد بهذا البيت ، وهي : كلّ وصف دلّ
على معنى عامله وخالفه لفظا وهو الأكثر ، أو وافقه لفظا ، وهو دون الأول في الكثرة
، فمثال الأول «لا تعث في الأرض مفسدا» ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) وقوله تعالى : (وَلا تَعْثَوْا فِي
الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ومن الثاني
__________________
قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ
لِلنَّاسِ رَسُولاً) وقوله تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ
وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ).
وإن تؤكّد
جملة فمضمر
|
|
عاملها
ولفظها يؤخّر
|
(ب) هذا هو القسم الثاني من الحال
المؤكدة ، وهي : ما أكّدت مضمون الجملة ، وشرط الجملة : أن تكون اسمية وجزآها
معرفتان ، جامدان ، نحو : «زيد أخوك عطوفا ، وأنا زيد معروفا» ومنه قوله :
٥٠ ـ أنا ابن دارة معروفا بها نسبي
|
|
وهل بدارة يا
للناس من عار
|
__________________
ف «عطوفا
ومعروفا» حالان ، وهما منصوبان بفعل محذوف وجوبا والتقدير في الأول «أحقه عطوفا» وفي الثاني «أحقّ
معروفا» ولا يجوز تقديم هذه الحال على هذه الجملة ؛ فلا تقول : «عطوفا
زيد أخوك» ولا : «معروفا أنا زيد» ولا توسّطها بين المبتدأ والخبر ؛ فلا تقول «زيد
عطوفا أخوك».
وقوع الجملة حالا بشرط اشتمالها على رابط :
وموضع الحال
تجيء جمله
|
|
ك «جاء زيد
وهو ناو رحله»
|
الأصل في الحال
والخبر والصفة الإفراد ، وتقع الجملة موقع الحال ، كما تقع موقع الخبر والصفة ،
ولا بدّ فيها من رابط وهو في الحالية : إما ضمير ، نحو «جاء زيد يده على رأسه» أو
واو ـ وتسمّى واو
__________________
الحال ، وواو الابتداء ، وعلامتها صحة وقوع إذ موقعها نحو «جاء زيد وعمرو قائم» التقدير : إذ عمرو قائم ، أو
الضمير والواو معا ، نحو «جاء زيد وهو ناو رحلة».
وذات بدء
بمضارع ثبت
|
|
حوت ضميرا
ومن الواو خلت
|
وذات واو
بعدها انو مبتدا
|
|
له المضارع
اجعلن مسندا
|
__________________
الجملة الواقعة
حالا : إن صدرت بمضارع مثبت لم يجز أن تقترن بالواو بل لا تربط إلا بالضمير ، نحو «جاء
زيد يضحك ، وجاء عمرو تقاد الجنائب بين يديه» ولا يجوز دخول الواو ، فلا تقول «جاء
زيد ويضحك» فإن جاء من لسان العرب ما ظاهره ذلك أوّل على إضمار مبتدأ بعد الواو
ويكون المضارع خبرا عن ذلك المبتدأ ، وذلك نحو قولهم : «قمت وأصك عينه».
وقوله :
٥١ ـ فلما خشيت أظافيرهم
|
|
نجوت وأرهنهم
مالكا
|
ف «أصكّ ،
وأرهنهم» خبر ان لمبتدأ محذوف ؛ والتقدير : وأنا أصكّ وأنا أرهنهم.
__________________
وجملة الحال
سوى ما قدّما
|
|
بواو أو
بمضمر أو بهما
|
الجملة الحالية
: إما أن تكون اسمية ، أو فعلية ، والفعل مضارع أو ماض ، وكل واحدة من الاسمية
والفعلية إما مثبتة ، أو منفيّة ، وقد تقدم أنه إذا صدّرت الجملة بمضارع مثبت لا
تصحبها الواو ، بل لا تربط إلا بالضمير فقط وذكر في هذا البيت أن ما عدا ذلك يجوز
فيه أن يربط بالواو وحدها ، أو بالضمير وحده ، أو بهما ، فيدخل في ذلك الجملة
الاسمية مثبتة ، أو منفيّة ، والمضارع المنفيّ ، والماضي المثبت ، والمنفيّ.
فتقول : «جاء
زيد وعمرو قائم ، وجاء زيد يده على رأسه ، وجاء زيد ويده على رأسه» وكذلك المنفيّ.
وتقول : «جاء
زيد لم يضحك ، أو ولم يضحك ، أو ولم يقم عمرو ، وجاء زيد وقد قام عمرو ، وجاء زيد
قد قام أبوه ، وجاء زيد وقد قام أبوه» وكذلك المنفيّ ، نحو «جاء زيد وما قام عمرو
، وجاء زيد ما قام أبوه أو ما قام أبوه».
ويدخل تحت هذا
أيضا المضارع المنفيّ بلا ، فعلى هذا تقول : «جاء زيد ولا يضرب عمرا» بالواو.
وقد ذكر المصنف
في غير هذا الكتاب أنه لا يجوز اقترانه بالواو كالمضارع المثبت ، وأن ما ورد مما
ظاهره ذلك يؤوّل على إضمار مبتدأ ، كقراءة ابن ذكوان : (فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ) بتخفيف النون ، والتقدير وأنتما لا تتبعان. ف «لا
تتبعان» : خبر لمبتدأ محذوف.
__________________
حذف عامل الحال :
والحال قد
يحذف ما فيها عمل
|
|
وبعض ما يحذف
ذكره حظل
|
يحذف عامل
الحال جوازا ، أو وجوبا :
(أ) فمثال ما
حذف جوازا أن يقال : «كيف جئت؟» فتقول «راكبا» تقديره «جئت راكبا» وكقولك : «بلى
مسرعا» لمن قال لك : «لم تسر» والتقدير : «بلى سرت مسرعا» ومنه قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ
نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) التقدير والله أعلم ـ : بلى نجمعها قادرين.
__________________
(ب) ومثال ما
حذف وجوبا : «زيد أخوك عطوفا» ونحوه من الحال المؤكدة لمضمون الجملة ، وقد تقدم
ذلك وكالحال النائبة مناب الخبر ، نحو «ضربي زيدا قائما» التقدير : «إذا كان قائما»
وقد سبق تقرير ذلك في باب المبتدأ والخبر.
ومما حذف فيه
عامل الحال وجوبا قولهم : «اشتريته بدرهم فصاعدا . وتصدقت بدينار فسافلا» ف «فصاعدا وسافلا» حالان ،
عاملهما محذوف وجوبا ، والتقدير : «فذهب الثمن صاعدا ، وذهب المتصدق به سافلا»
وهذا معنى قوله : «وبعض ما يحذف ذكره حظل» أي بعض ما يحذف من عامل الحال منع ذكره
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ قال النحاة
: «لا تجيء الحال من المضاف إليه إلا بشروط». اشرح هذه الشروط مبينا هذه المواضع
بالتفصيل مع التمثيل لما تقول.
٢ ـ متى يصح
تقديم الحال على ناصبها؟ ومتى لا يصح ذلك؟ اشرح هذه المواضع ومثل لما تقول.
٣ ـ قال النحاة
: «لا تتقدم الحال على عاملها المعنوي».
اشرح المقصود
بالعامل المعنوي وبيّن أنواعه .. ثم اذكر العلة في عدم جواز هذا التقديم .. ومثل
لما تقول.
٤ ـ متى يعمل
أفعل التفضيل في الحال المتقدمة عليه؟ ومتى لا يعمل؟ مثل لذلك.
٥ ـ اشرح قول
ابن مالك :
والحال قد
يجيء ذا تعدد
|
|
لمفرد فاعلم
وغير مفرد
|
مبينا كيف ترد
كل حال إلى صاحبها فيما لو تعددت لمتعدد .. مع. التمثيل لما تقول.
٦ ـ اذكر أقسام
الحال المؤكدة لعاملها .. ولمضمون الجملة قبلهما .. وعلل لم وجب حذف عامل الثانية؟
مع التمثيل لما تقول.
٧ ـ متى تحكم
على الجملة بأنها صفة لما قبلها؟ ومتى تحكم عليها بأنها حال مما قبلها؟ وبماذا
تربط جملة الحال؟ مثل لذلك بأمثلة.
٨ ـ بيّن متى
يمتنع ربط جملة الحال بالواو؟ ومتى يتعين ربطها بها؟ ومتى تربط بالواو والضمير؟
مثّل لما تقول.
٩ ـ متى يحذف
عامل الحال وجوبا؟ وجوازا؟ مع التمثيل.
تمرينات
١ ـ مثل لما
يأتي في جمل من عندك.
حال شبه جملة ـ
حال جملة اسمية ـ حال مؤكده لعاملها.
حال يمتنع
ربطها بالواو ـ حال متعددة لواحد ـ حال من المضاف إليه حال متعددة لمتعدد ـ حال
متقدمة على صاحبها.
حال تقدمت على
عاملها .. حال يتعين ربطها بالواو.
٢ ـ علام
يستشهد في باب الحال بما يأتي : ـ
(خُشَّعاً
أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ ـ وَما
أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ
بَشِيراً وَنَذِيراً ـ فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ـ فَاسْتَقِيما
وَلا تَتَّبِعانِ «بتخفيف النون» ـ ذلِكَ
الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ
ـ وَما نُرْسِلُ
الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)
٣ ـ بيّن الحال
وصاحبها ونوعها والعامل فيما يأتي : ـ
وبالجسم منّى
بينا لو علمته
|
|
شحوب وإن
تستشهدي العين تشهد
|
لقى ابني
أخويه خائفا
|
|
منجديه
فأصابوا مغنما
|
__________________
أنا ابن دارة
معروفا بها نسبي
|
|
وهل بدارة يا
للناس من عار
|
فلما خشيت
أظافيرهم
|
|
نجوت وأرهنهم
مالكا
|
٤ ـ من أي أنواع التعدد هذا البيت؟
كأن قلوب
الطير رطبا ويابسا
|
|
لدى وكرها
العناب والحشف البالي
|
أعرب البيت كله
... واشرحه
٥ ـ قال تعالى
:
«فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما
ظَلَمُوا».
ما العامل في
الحال في تلك الآية؟ وما صاحب الحال؟ ولماذا لا يجوز تقدم الحال على عاملها في مثل
ذلك الموضع؟
٦ ـ قال تعالى
:
«وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ
النَّهارَ.»
وقال سبحانه : «كَمَثَلِ الْحِمارِ
يَحْمِلُ أَسْفاراً».
عيّن جملتي
الحال في الآيتين .. وبم ربطتا؟ وما صاحبهما؟
وهل يجوز في
الجملين إعراب آخر؟
٧ ـ اجعل
العبارة الآتية للواحدة وللمثنى بنوعيه وللجمع بنوعيه مع تغيير الحال وضبطها :
خرج أخي من
الامتحان مسرورا.
__________________
٨ ـ اجعل الحال
المفردة جملة والجملة مفردة فيما يأتي : ـ
عبدنا الله
طائعين ـ لا تصلّ وأنت مشغول ـ تعلّم صغيرا تسعد كبيرا ـ جئت وأنت راكع في الصلاة.
٩ ـ اشرح وأعرب
البيت الآتي : ـ وهو للمتنبي :
عش عزيرا أو
مت وأنت كريم
|
|
بين طعن
القنا وخفق البنود
|
التمييز
تعريف التمييز : نوعاه
اسم بمعنى «من»
مبين نكره
|
|
ينصب تمييزا
بما قد فسّره
|
كشبر ارضا ،
وقفيز برا
|
|
ومنوين عسلا
وتمرا
|
تقدم من
الفضلات : المفعول به ، والمفعول المطلق ، والمفعول له ، والمفعول فيه ، والمستثنى
، والحال ، وبقي التمييز ـ وهو المذكور في هذا الباب ـ ويسمّى «مفسّرا ، وتفسيرا ،
ومبيّنا ، وتبيينا ، ومميّزا ، وتمييزا» وهو : كل اسم ، نكرة ، متضمّن معنى «من» لبيان ما قبله من إجمال ، نحو «طاب زيد نفسا ، وعندي
شبر أرضا» واحترز بقوله : «متضمّن معنى من» من الحال ، فإنها متضمنة معنى «في»
وقوله :
__________________
«لبيان ما قبله» احتراز مما تضمّن معنى «من» وليس فيه بيان لما قبله : كاسم
«لا» التي لنفي الجنس ، نحو : «لا رجل قائم» فإن التقدير : «لا من رجل قائم» وقوله
: «لبيان ما قبله من إجمال» يشمل نوعي التمييز :
وهما : (أ) المبيّن إجمال ذات. (ب) والمبيّن إجمال نسبة.
(أ) فالمبيّن
إجمال الذات هو : الواقع بعد المقادير ـ وهي : الممسوحات ، نحو «له شبر أرضا»
والمكيلات ، نحو «له قفيز برا» والموزونات ، نحو «له منوان عسلا وتمرا» ـ والأعداد
، نحو «عندي عشرون درهما». وهو منصوب بما فسّره وهو : شبر ، وقفيز ،
ومنوان وعشرون.
(ب) والمبيّن
إجمال النسبة هو : المسوق لبيان ما تعلّق به العامل : من فاعل ، أو مفعول ، نحو «طاب
زيد نفسا» ومثله : (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْباً) و «غرست الأرض شجرا» ومثله (وَفَجَّرْنَا
الْأَرْضَ عُيُوناً) ف «نفسا» تمييز منقول من الفاعل ، والأصل «طابت نفس زيد»
و «شجرا» : منقول من المفعول ، والأصل : «غرست شجر الأرض» فبيّن «نفسا» الفاعل
الذي تعلّق به الفعل ، وبيّن «شجرا» المفعول الذي تعلّق به الفعل. والناصب له في
هذا النوع العامل الذي قبله.
__________________
وبعد ذي
وشبهها اجرره إذا
|
|
أضفتها ك «مدّ
حنطة غذا»
|
والنصب بعد
ما أضيف وجبا
|
|
إن كان مثل «ملء
الأرض ذهبا»
|
أشار ب «ذي»
إلى ما تقدم ذكره في البيت من المقدّرات ، وهو : ما دل على مساحة ، أو كيل ، أو
وزن ؛ فيجوز جرّ التمييز بعد هذه بالإضافة إن لم يضف إلى غيره. نحو «عندي شبر أرض
، وقفيز بر ،
__________________
ومنوا عسل وتمر» فإن أضيف الدالّ على مقدار إلى غير التمييز وجب نصب
التمييز ، نحو «ما في السماء قدر راحة سحابا» ومنه قوله تعالى : (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ
الْأَرْضِ ذَهَباً).
وأما تمييز
العدد فسيأتي حكمه في باب العدد.
حكم التمييز بعد أفعل التفضيل :
والفاعل
المعنى انصبن بأفعلا
|
|
مفضّلا ك «أنت
أعلى منزلا»
|
التمييز الواقع
بعد أفعل التفضيل :
(أ) إن كان
فاعلا في المعنى وجب نصبه.
(ب) وإن لم يكن
كذلك وجب جرّه بالإضافة.
وعلامة ما هو
فاعل في المعنى : أن يصلح جعله فاعلا بعد جعل أفعل التفضيل فعلا ، نحو «أنت أعلى
منزلا ، وأكثر مالا» ف «منزلا ومالا» يجب نصبهما ؛ إذ يصح جعلهما فاعلين بعد جعل
أفعل التفضيل فعلا ؛ فتقول :
__________________
أنت علا منزلك وكثر مالك ، ومثال ما ليس بفاعل في المعنى : «زيد أفضل رجل ، وهند أفضل امرأة» فيجب جرّه بالإضافة
إلا إذا أضيف «أفعل» إلى غيره ، فإنه ينصب حينئذ ، نحو «أنت أفضل الناس رجلا».
وقوع التمييز بعد كل ما دل على تعجب :
وبعد كلّ ما
اقتضى تعجّبا
|
|
ميّز ك «أكرم
بأبي بكر أبا»
|
يقع التمييز
بعد كل ما دل على تعجب ، نحو : «ما أحسن زيدا رجلا ، وأكرم بأبي بكر أبا ،
ولله درّك عالما ، وحسبك بزيد رجلا وكفى به عالما».
__________________
٥٢ ـ يا جارتا ما أنت جاره
جر التمييز ب «من»
واجرر بمن إن
شئت غير ذي العدد
|
|
والفاعل
المعنى ك «طب نفسا تفد»
|
يجوز جرّ
التمييز بمن إن لم يكن فاعلا في المعنى ، ولا مميّزا لعدد ، فتقول : «عندي شبر من
أرض ، وقفيز من برّ ، ومنوان من عسل وتمر وغرست الأرض من شجر» ولا تقول : «طاب زيد
من نفس» ولا «عندي عشرون من درهم».
__________________
تقديم التمييز على عامله ـ مذاهب النحاة :
وعامل
التمييز قدّم. مطلقا
|
|
والفعل ذو
التصريف نزرا سبقا
|
(أ) مذهب سيبويه ـ رحمهالله تعالى ـ : أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامله سواء كان متصرفا أو غير متصرف ؛ فلا تقول : «نفسا طاب
زيد» ولا «عندي درهما عشرون».
(ب) وأجاز
الكسائي ، والمازني ، والمبرد ، تقديمه على عامله المتصرف ؛ فتقول : «نفسا طاب زيد
وشيبا اشتعل رأسي» ومنه قوله :
٥٣ ـ أتهجر ليلى بالفراق حبيبها
|
|
وما كان نفسا
بالفراق تطيب؟
|
__________________
وقوله :
٥٤ ـ ضيّعت حزمي في إبعادي الأملا
|
|
وما ارعويت
وشيبا رأسي اشتعلا .
|
ووافقهم المصنف
في غير هذا الكتاب على ذلك ، وجعله في هذا الكتاب قليلا.
فإن كان العامل
غير متصرف : فقد منعوا التقديم : سواء كان فعلا ،
__________________
نحو «ما أحسن زيدا رجلا» ، أو غيره. نحو : «عندي عشرون درهما».
وقد يكون
العامل متصرّفا ويمتنع تقديم التمييز عليه عند الجميع ، وذلك نحو «كفى بزيد رجلا» ؛ فلا يجوز تقديم «رجلا» على «كفى» وإن كان فعلا متصرفا
؛ لأنه بمعنى فعل غير متصرف ، وهو فعل التعجب ؛ فمعنى قولك «كفى بزيد رجلا» ما
أكفاه رجلا!.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ عرف
التمييز تعريفا يبين أقسامه ويوضح المراد منه. ثم مثل له بأمثلة من عندك وأشر إلى
الفرق بينه وبين الحال.
٢ ـ ما معنى
تمييز المفرد؟ وما ناصبه؟ اذكر أنواعه بالتفصيل ممثلا لكل منها ..
٣ ـ اشرح تمييز
الجملة ... واذكر ناصبه ... ثم بيّن ما يحوّل عنه ومثل لكل ما تقول ...
٤ ـ متى يجب
نصب التمييز بعد أفعل التفضيل؟ ومتى يجب جره؟ ومن أيّ الأقسام هو؟ مثل لما تقول.
٥ ـ لم كثر
التمييز بعد ما اقتضى التعجب؟ وهل هو تمييز نسبة أو مفرد؟ مثّل لكل ما تقول.
٦ ـ متى يجرّ
التمييز (بمن)؟ ومتى يمتنع ذلك؟ مثل لما تقول.
٧ ـ متى يتقدم
التمييز على عامله؟ ومتى لا يجوز ذلك مثّل. وما رأيك في تقديم التمييز في مثل
قولهم «كفى بعليّ رجلا» ولماذا؟
تمرينات
١ ـ من أىّ
أنواع التمييز ما يأتي؟
لله دره فارسا
ـ ما أعظمه فارسا ـ هو أفضل الشجعان بطلا ـ هو أكثر مالا ـ حسبك به بطلا ـ أنت
أسمى منزلة ـ غرست الأرض شجرا ـ عندي قيراط ذهبا ـ لي فدان أرضا ـ ما في السماء قدر
راحة سحابا.
٢ ـ بيّن ما
يجرّ (بمن) من التمييز وما لا يجر فيما يأتي : ـ (وَفَجَّرْنَا
الْأَرْضَ) عُيُوناً ـ يا جارتا ما أنت جارة ـ (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ
عَيْناً) ـ خالد أكثر إخوانه علما ـ ما أغزر البحر ماء ـ أنت
أعلى منزلا ـ (وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً) ـ طاب علي خلقا ..
٣ ـ وضّح موضع
الاستشهاد بما يأتي :
(وَلَوْ جِئْنا
بِمِثْلِهِ مَدَداً) ـ (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ).
أستغفر الله
ذنبا لست محصيه
|
|
رب العباد
إليه الوجه والعمل
|
أنفسا تطيب
بنيل المنى
|
|
وداعي المنون
ينادي جهارا
|
__________________
٤ ـ بيّن فيما
يأتي التمييز ونوعه وحكمه نصبا أو جرّا.
أكثر الناس
كلاما أقلهم عملا.
أنعم به رجلا
يقرن القول بالعمل.
خير الناس عملا
من يرعى الله فيما يعمل.
فلله ما
أكرمه مؤمنا
|
|
يستوى ظاهره
وباطنه
|
٥ ـ أعرب البيت الآتي ... وبيّن
الشاهد فيه :
يا سيدا ما
أنت من سيّد
|
|
موطأ الأكناف
رحب الذّراع
|
حروف الجر
عدد حروف الجر :
هاك حروف
الجرّ ، وهي : من ، إلى
|
|
حتى ، خلا ،
حاشا ، عدا ، في ، عن على
|
مذ ، منذ ،
ربّ ، اللام ، كى ، واو ، وتا
|
|
والكاف ،
والبا ، ولعلّ ، ومتى
|
هذه الحروف
العشرون كلّها مختصّة بالأسماء ، وهي تعمل فيها الجرّ ، وتقدّم الكلام على «خلا ،
وحاشا ، وعدا» في الاستثناء ، وقلّ من ذكر «كى» و «لعلّ» و «متى» في حروف الجرّ.
كي الجارّة.
فأما «كى»
فتكون حرف جرّ في موضعين :
أحدهما : إذا
دخلت على «ما» الاستفهامية ، نحو «كيمه؟» أي
__________________
«لمه؟» ف «ما» استفهامية مجرورة بكي ، وحذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ،
وجيء بالهاء للسّكت.
الثاني : قولك
: «جئت كى أكرم زيدا» ف «أكرم» فعل مضارع منصوب ب «أن» بعد «كي» وأن والفعل
مقدّران بمصدر مجرور ب «كي» والتقدير ؛ «جئت كي إكرام زيد» أي لإكرام زيد.
«لعل» حرف جر بلغة «عقيل» :
وأما لعلّ
فالجرّ بها لغة عقيل ، ومنه قوله :
٥٥ ـ لعلّ أبي المغوار منك قريب
__________________
وقوله :
٥٦ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا
|
|
بشيء أنّ
أمّكم شريم
|
__________________
ف «أبي المغوار»
والاسم الكريم : مبتدآن و «قريب» و «فضّلكم» خبر ان ، و «لعل» حرف جر زائد دخل على المبتدأ ؛ فهو كالباء في «بحسبك درهم». وقد روى
على لغة هؤلاء في لامها الأخيرة الكسر والفتح وروي أيضا حذف اللام الأولى ؛ فتقول
: «علّ» بفتح اللام وكسرها ...
«متى» حرف جر بلغة «هذيل» :
وأما متى
فالجرّ بها لغة هذيل ، ومن كلامهم : «أخرجها متى كمّه» يريدون «من كمّه» ومنه قوله
:
٥٧ ـ شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت
|
|
متى لجج خضر
لهن نئيج
|
وسيأتي الكلام
على بقية العشرين عند كلام المصنف عليها.
__________________
«لولا» حرف جر عند سيبويه :
ولم يعدّ
المصنف في هذا الكتاب «لولا» من حروف الجر ، وذكرها في غيره ومذهب سيبويه : أنها
من حروف الجر ، لكن لا تجرّ إلا المضمر ؛ فتقول : «لولاى ، ولولاك ،
ولولاه» فالياء ، والكاف ، والهاء ـ عند سيبويه ـ مجرورات ب «لولا» .
وزعم الأخفش
أنها في موضع رفع بالابتداء ، ووضع ضمير الجر موضع ضمير الرفع فلم تعمل «لولا»
فيها شيئا ، كما لا تعمل في الظاهر ، نحو «لولا زيد لأتيتك».
وزعم المبرد أن
هذا التركيب ـ أعنى «لولاك» ونحوه ـ لم يرد من لسان العرب ، وهو محجوج بثبوت ذلك
عنهم.
كقوله :
٥٨ ـ أتطمع فينا من أراق دماءنا
|
|
ولولاك لم
يعرض لأحسابنا حسن
|
__________________
وقوله :
٥٩ ـ وكم موطن لولاي طحت كما هوى
|
|
بأجرامه من
قنّة النّيق منهوي
|
__________________
حروف الجر المختصة بجر الظاهر :
بالظاهر اخصص
: منذ ، مذ ، وحتى
|
|
والكاف ،
والواو ، وربّ ، والتا
|
واخصص بمذ
ومنذ وقتا وبربّ
|
|
منكّرا
والتاء لله وربّ
|
وما رووا من
نحو «ربّه فتى»
|
|
نزر ، كذا «كها»
ونحوه أتى
|
من حروف الجرّ
ما لا يجر إلا الظاهر ، وهي هذه السبعة المذكورة في البيت الأول ؛ فلا تقول منذه
ولا مذه ، وكذا الباقي ، ولا يجر «منذ ومذ» من الأسماء الظاهرة إلا أسماء الزمان ،
فإن كان الزمان حاضرا كانت بمعنى «في» نحو : «ما رأيته منذ يومنا» ، وإن كان
الزمان ماضيا كانت بمعنى «من» نحو : «ما رأيته مذ يوم الجمعة» أي : من يوم الجمعة.
وسيذكر المصنف
هذا في آخر الباب. وهذا معنى قوله : «واخصص بمذ ومنذ وقتا».
وأما «حتى»
فسيأتي الكلام على مجرورها عند ذكر المصنف له ، وقد شذّ جرها للضمير ، كقوله :
__________________
٦٠ ـ فلا والله لا يلفي أناس
|
|
فتى حتّاك يا
ابن أبي زياد
|
ولا يقاس على
ذلك ، خلافا لبعضهم ، ولغة هذيل إبدال حائها عينا ، وقرأ ابن مسعود «فتربصوا به
عتى حين» وأما الواو فمختصّة بالقسم ، وكذلك التاء ، ولا يجوز
ذكر فعل القسم معهما ؛ فلا تقول : «أقسم والله» ولا «أقسم تالله». ولا تجر التاء
إلا لفظ «الله» فتقول : «تالله لأفعلنّ» وقد سمع جرّها ل «ربّ» مضافا إلى «الكعبة»
قالوا «تربّ الكعبة» وهذا معنى قوله : «والتاء لله وربّ» وسمع أيضا «تالرحمن» (وذكر
الخفاف في شرح الكتاب أنهم قالوا : «تحياتك» وهذا غريب) ولا تجرّ «ربّ» إلا نكرة ، نحو «ربّ رجل عالم لقيت» وهذا
__________________
معنى قوله : «وبربّ
منكرا» أي : واخصص بربّ النكرة ، وقد شذ جرّها ضمير الغيبة كقوله :
٦١ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه
|
|
وربّه عطبا
أنقذت من عطبه
|
كما شذ جر
الكاف له ، كقوله :
__________________
٦٢ ـ خلّى الذّنابات شمالا كثبا
|
|
وأمّ أو عال
كها أو أقربا
|
وقوله :
٦٣ ـ ولا ترى بعلا ولا حلائلا
|
|
كه ولا كهنّ
إلا حاظلا
|
__________________
وهذا معنى قوله
: «وما رووا ـ البيت» أي : والذي روي من جر «ربّ المضمر» نحو «ربّه فتى» قليل ،
وكذلك جرّ الكاف المضمر ، نحو «كها».
معاني «من» :
بعّض ، وبيّن
، وابتدىء في الأمكنة
|
|
بمن ، وقد
تأتي لبدء الأزمنة
|
وزيد في نفي
وشبهه فجرّ
|
|
نكرة ، ك «ما
لباغ من مفرّ»
|
تجيء «من» :
(أ) للتبعيض.
(ب) ولبيان
الجنس.
(ج) ولابتداء
الغاية : في غير الزمان كثيرا ، وفي الزمان قليلا.
(د) وزائدة.
فمثالها
للتبعيض قولك : «أخذت من الدراهم» ومنه قوله تعالى :
__________________
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) ومثالها لبيان الجنس قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ).
ومثالها
لابتداء الغاية في المكان قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى).
ومثالها
لابتداء الغاية في الزمان قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ).
وقول الشاعر :
٦٤ ـ تخيّرن من أزمان يوم حليمة
|
|
إلى اليوم قد
جرّبن كلّ التجارب
|
__________________
ومثال الزائدة
: «ما جاءني من أحد» ولا تزاد ـ عند جمهور البصريين إلا بشرطين :
أحدهما : أن
يكون المجرور بها نكرة.
الثاني : أن
يسبقها نفي أو شبهه ، والمراد بشبه النفي : النهي ، نحو «لا تضرب من أحد»
والاستفهام نحو «هل جاءك من أحد» ، ولا تزاد في الإيجاب ، ولا يؤتى بها جارّة
لمعرفة ؛ فلا تقول : «جاءني من زيد» خلافا للأخفش ، وجعل منه قوله تعالى : (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ).
وأجاز الكوفيون
زيادتها في الإيجاب بشرط تنكير مجرورها ، ومنه عندهم : «قد كان من مطر» أي ؛ قد
كان مطر.
الحروف الدالة على انتهاء الغاية :
للانتها ؛
حتى ، ولام ، وإلى
|
|
ومن وباء
يفهمان بدلا
|
يدلّ على
انتهاء الغاية : إلى وحتى ، واللام ، والأصل من هذه الثلاثة
__________________
«إلى» فلذلك تجر الآخر وغيره ، نحو «سرت البارحة إلى آخر الليل ، أو إلى
نصفه» ولا تجر «حتى» إلا ما كان آخرا أو متصلا بالآخر ، كقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ولا تجرّ غيرهما ؛ فلا تقول : «سرت البارحة حتى نصف
الليل» واستعمال اللام للانتهاء قليل ، ومنه قوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى).
ويستعمل «من»
والباء بمعنى «بدل» فمن استعمال من بمعنى بدل قوله عزوجل : (أَرَضِيتُمْ
بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) أي بدل الآخرة ، وقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ
مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) أي بدلكم.
وقول الشاعر :
٦٥ ـ جارية لم تأكل المرقّقا
|
|
ولم تذق من
البقول الفستقا
|
__________________
أي : بدل
البقول.
ومن استعمال
الباء بمعنى بدل ما ورد في الحديث : «ما يسرّني بها حمر النّعم» أي بدلها ، وقول
الشاعر :
فليت لي بهم
قوما إذا ركبوا
|
|
شنّوا
الإغارة فرسانا وركبانا
|
معاني اللام :
واللام للملك
، وشبهه ، وفي
|
|
تعدية أيضا
وتعليل قفي
|
وزيد ،
والظرفية استبن ببا
|
|
و «في» وقد
يبيّنان السّببا
|
تقدم أن اللام
:
(أ) تكون
للانتهاء ، وذكر هنا أنها تكون :
(ب) للملك ، نحو (لِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ، و «المال لزيد».
__________________
(ج) ولشبه
الملك ، نحو «الجلّ للفرس» و «الباب للدار».
(د) وللتعدية ،
نحو «وهبت لزيد مالا» ومنه قوله تعالى : (فَهَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) .
(ه) وللتعليل ،
نحو «جئتك لإكرامك» وقوله :
٦٦ ـ وإني لتعروني لذكراك هزّة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
__________________
(و) وزائدة :
قياسا نحو «لزيد ضربت» ومنه قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) وسماعا نحو «ضربت لزيد». وأشار بقوله :
«والظرفية
استبن ـ إلى آخره» إلى معنى الباء و «في» ؛ فذكر أنهما اشتركا في إفادة الظرفية
والسببية ، فمثال الباء للظرفية قوله تعالى : (وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) أي : وفي الليل ، ومثالها للسببية قوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا
حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ كَثِيراً) ومثال «في» للظرفية قولك «زيد في المسجد» وهو الكثير
فيها ، ومثالها للسببية قوله صلىاللهعليهوسلم : «دخلت امرأة النار في هرة حبستها ، فلا هي أطعمتها ،
ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».
معاني الباء :
بالبا استعن
، وعدّ عوّض ، ألصق
|
|
ومثل مع ،
ومن ، وعن ، بها انطق
|
تقدم أن الباء
تكون :
(أ) للظرفية.
(ب) وللسببية ،
وذكر هنا أنها تكون :
(ج) للاستعانة ، نحو «كتبت بالقلم ، وقطعت بالسكين».
__________________
(د) وللتعدية ، نحو «ذهبت بزيد» ومنه قوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ).
(ه) وللتعويض ، نحو «اشتريت الفرس بألف درهم» ومنه قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ).
(و) وللإلصاق ، نحو «مررت بزيد».
(ز) وبمعنى «مع»
. نحو «بعتك الثوب بطرازه» أي : مع طرازه.
(ح) وبمعنى «من»
كقوله : «شربن بماء البحر» أي من ماء البحر.
(ط) وبمعنى «عن»
نحو (سَأَلَ سائِلٌ
بِعَذابٍ) أي : عن عذاب.
__________________
(ي) وتكون
الباء أيضا للمصاحبة ، نحو (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ) أي : مصاحبا حمد ربك.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ بيّن متى
تستعمل (كي) حرف جر؟ اذكر موضعها ممثلا لما تقول.
٢ ـ ترد «لعل»
جارة في لغة بعض القبائل فما إعرابها حينئذ؟ وما معناها؟ وكيف تعرب ما بعدها؟ مثل
لذلك.
٣ ـ ما شرط
مجرور (مذ ومنذ)؟ وما معناهما؟ مثل لما تقول.
٤ ـ اذكر أربعة
من حروف الجر الخاصة بجر الاسم الظاهر ومثل لها واذكر معناها مع التمثيل لما تقول.
٥ ـ ما شرط
مجرور كلّ من (ربّ ، والواو) وما معناهما؟ وكيف تعربهما؟ مثّل لما تقول.
٦ ـ تأتي (من)
الجارة لمعان كثيرة اذكر منها أربعة ومثل لها ..
٧ ـ اذكر شرط
زيادة (من) وأورد أمثلة على ذلك .. وإن كان هناك خلاف في بعض الشروط فاذكره ..
٨ ـ ما الحروف
التي تدل على انتهاء الغاية؟ وأيها أصل في هذا الباب؟ وما شرط المجرور بها؟ مثل
لذلك بأمثلة من عندك.
٩ ـ تأتي اللام
الجارة لمعان كثيرة منها (الملكية ـ الاختصاص ـ الاستحقاق) افرق بين هذه المعاني
ومثل لهما.
١٠ ـ اذكر
حرفين من حروف الجر يفيدان التعدية ومثل لكل منهما. ثم اذكر أصل مدخولهما.
١١ ـ اذكر
ثلاثة حروف تفيد الظرفية والسببية ومثّل لها في جمل من عندك.
١٢ ـ تأتي باء
الجر لمعان كثيرة اذكر منها خمسة ومثل لها وما ذا أفادت الباء في قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ ـ أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى)؟
__________________
تمرينات
١ ـ بيّن معنى
حروف الجر فيما يأتي : قال تعالى : ـ
«يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ
ـ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ـ هَلْ
تَرى مِنْ
فُطُورٍ ـ فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ ـ فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ ـ ذَهَبَ
اللهُ بِنُورِهِمْ
ـ وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ ـ وَما
رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ـ لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ).
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة».
٢ ـ هات أمثلة
لثلاثة حروف تفيد : (الإلصاق ـ التأكيد ـ التبعيض)
٣ ـ قال تعالى
: (وَمِنْ آياتِهِ
خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى
__________________
جَمْعِهِمْ
إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ ـ وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ
أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ـ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ
وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
أجب عما يأتي :
ـ
(أ) تشتمل
الآيات على حروف جر كثيرة .. بيّن معنى كل واحد منها.
(ب) اذكر
متعلّق كل جار ومجرور في الآيات ..
(ج) أعرب ما
تحته خط منها ..
__________________
معاني على وعن
على للاستعلا
، ومعنى «في» و «عن»
|
|
ب «عن»
تجاوزا عنى من قد فطن
|
وقد تجي موضع
«بعد» و «على»
|
|
كما «على»
موضع «عن» قد جعلا
|
تستعمل على :
(أ) للاستعلاء
كثيرا ، نحو «زيد على السطح».
(ب) وبمعنى «في»
نحو قوله تعالى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ
عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) أي في حين غفلة.
وتستعمل «عن» :
(أ) للمجاوزة
كثيرا ، نحو «رميت عن القوس».
(ب) وبمعنى «بعد»
نحو قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي : بعد طبق.
(ج) وبمعنى «على»
نحو قوله :
__________________
٦٧ ـ لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب
|
|
عني ، ولا
أنت ديّاني فتخزوني
|
أي لا أفضلت في
حسب علي.
كما استعملت «على»
بمعنى «عن» في قوله :
٦٨ ـ إذا رضيت عليّ بنو قشير
|
|
لعمر الله
أعجبني رضاها
|
أي : إذا رضيت
عني.
__________________
معاني الكاف :
شبّه بكاف
وبها التعليل قد
|
|
يعنى ،
وزائدا لتوكيد ورد
|
تأتي الكاف :
(أ) للتشبيه
كثيرا ، كقولك «زيد كالأسد».
(ب) وقد تأتي
للتعليل ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ) أي لهدايته إيّاكم.
(ج) وتأتي
زائدة للتوكيد ، وجعل منه قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) أي ليس مثله شيء. ومما زيدت فيه قول رؤبة :
__________________
٦٩ ـ لواحق الأقراب فيها كالمقق .
أي : فيها
المقق ، أي : الطول ، وما حكاه الفراء أنه قيل لبعض العرب : كيف تصنعون الأقط؟
فقال : كهين ،
أي : هينا.
استعمال الكاف وعن وعلى أسماء :
واستعمل اسما
، وكذا ، «عن» و «على»
|
|
من أجل ذا
عليهما من دخلا
|
استعمل الكاف
اسما قليلا ، كقوله :
٧٠ ـ أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط
|
|
كالطّعن يذهب
فيه الزيت والفتل
|
__________________
فالكاف : اسم
مرفوع على الفاعلية ، والعامل فيه ينهى ، والتقدير : ولن ينهى ذوي شطط مثل الطعن.
واستعملت «على»
و «عن» اسمين عند دخول «من» عليهما ، وتكون «على» بمعنى «فوق» و «عن» بمعنى «جانب»
ومنه قوله :
٧١ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها
|
|
تصلّ وعن قيض
بزيزاء مجهل
|
__________________
أي : غدت من
فوقه ، وقوله :
٧٢ ـ ولقد أراني للرماح دريئة
|
|
من عن يميني
تارة وأمامي
|
أي : من جانب
يميني.
__________________
مذ ومنذ اسمان وحرفا جر :
و «مذ» و «منذ»
اسمان حيث رفعا
|
|
أو أوليا
الفعل ك «جئت مذ دعا»
|
وإن يجرّا في
مضيّ فكمن
|
|
هما. وفي
الحضور معنى «في» استبن
|
(أ) تستعمل «مذ ومنذ» اسمين إذا
وقع بعدهما الاسم مرفوعا ، أو وقع بعدهما فعل ، فمثال الأول : «ما رأيته مذ يوم
الجمعة»
__________________
أو «مذ شهرنا» ف «مذ» مبتدأ خبره ما بعده ، وكذلك «منذ» وجوّز بعضهم أن يكونا خبرين لما بعدهما ،
ومثال الثاني «جئت مذ دعا» ف «مذ» اسم منصوب المحل على الظرفية ، والعامل فيه جئت .
(ب) وإن وقع ما
بعدهما مجرورا فهما حرفا جر : بمعنى «من» إن كان المجرور ماضيا ، نحو «ما رأيته مذ
يوم الجمعة» أي : من يوم الجمعة ، وبمعنى «في» إن كان حاضرا نحو «ما رأيته مذ
يومنا» أي : في يومنا.
زيادة «ما» بعد «من ، وعن ، والباء» :
وبعد «من وعن
وباء» زيد «ما»
|
|
فلم يعق عن
عمل قد علما
|
تزاد «ما» بعد «من
وعن» والباء ، فلا تكفّها عن العمل ، كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أُغْرِقُوا) وقوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ). وقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ لِنْتَ لَهُمْ).
__________________
زيادة «ما» بعد «رب والكاف» :
وزيد بعد «ربّ
والكاف» فكفّ
|
|
وقد يليهما
وجرّ لم يكفّ
|
تزاد «ما» بعد
الكاف وربّ ، فتكفّهما عن العمل ، كقوله :
٧٣ ـ فإنّ الحمر من شرّ المطايا
|
|
كما الحبطات
شرّ بني تميم
|
__________________
وقوله :
٧٤ ـ ربّما الجامل المؤبّل فيهم
|
|
وعناجيج
بينهنّ المهار
|
وقد تزاد
بعدهما ، فلا تكفّهما عن العمل ، وهو قليل ، كقوله :
٧٥ ـ ماويّ يا ربّتما غارة
|
|
شعواء كاللّذعة
بالميسم
|
__________________
وقوله :
٧٦ ـ وننصر مولانا ونعلم أنّه
|
|
كما الناس
مجروم عليه وجارم
|
حذف «رب» وإبقاء عملها :
وحذفت «ربّ»
فجرّت بعد «بل»
|
|
والفا ، وبعد
الواو شاع ذا العمل
|
لا يجوز حذف
حرف الجر وإبقاء عمله إلا في «رب» بعد «الواو» وفيما سنذكره ، وقد ورد حذفها بعد «الفاء»
و «بل» قليلا. ؛ فمثاله بعد الواو قوله :
__________________
وقاتم الأعماق
خاوي المخترقن
ومثاله بعد
الفاء قوله :
٧٧ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
|
|
فألهيتها عن
ذي تمائم محول
|
__________________
ومثاله بعد «بل»
قوله :
٧٨ ـ بل بلد ملء الفجاج قتمه
|
|
لا يشترى كتانه
وجهرمه
|
والشائع من ذلك
حذفها بعد الواو.
وقد شذّ الجرّ
ب «ربّ» محذوفة من غير أن يتقدّمها شيء ، كقوله :
__________________
٧٩ ـ رسم دار وقفت في طلله
|
|
كدت أقضي
الحياة من جلله
|
الجر بجار محذوف غير رب :
وقد يجرّ
بسوى ربّ لدى
|
|
حذف ، وبعضه
يرى مطّردا
|
__________________
الجرّ بغير «ربّ»
محذوفا على قسمين :
(أ) مطّرد.
(ب) وغير
مطّرد.
فغير المطّرد
كقول رؤبة لمن قال له : «كيف أصبحت»؟ : «خير والحمد لله» التقدير : على خير ، وقول
الشاعر :
٨٠ ـ إذا قيل أيّ الناس شرّ قبيلة
|
|
أشارت كليب
بالأكفّ الأصابع
|
أي : أشارت إلى
كليب.
وقوله :
__________________
٨١ ـ وكريمة من آل قيس ألفته
|
|
حتى تبذّخ
فارتقى الأعلام
|
أي : فارتقى
إلى الأعلام.
والمطرد كقولك : «بكم درهم اشتريت هذا» ف «درهم» مجرور ب «من»
محذوفة عند سيبويه والخليل ، وبالإضافة عند الزجاج ؛ فعلى مذهب سيبويه والخليل
يكون الجار قد حذف ، وأبقي عمله ، وهذا مطرد عندهما في مميّزكم الاستفهامية إذا
دخل عليها حرف الجر.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ أورد ثلاثة
معان لكل من : (على وعن) ثم اذكر مثالين لأداء كلّ منهما معنى الأخرى ... بحيث
يكون ذلك في جمل من عندك.
٢ ـ مثل لثلاثة
حروف تستعمل أسماء .. ثم بيّن وجه ذلك ... وكيف تعرب كلّ منها آنئذ؟
٣ ـ متى ترد «منذ
ومذ» اسمين؟ ومتى تردان حرفي جر؟ مثل لذلك كله بأمثلة واستشهد حيث أمكنك.
٤ ـ تزاد «ما»
بعد مجموعة من حروف الجر ... فماذا منها يكفّ عن العمل؟ وما ذا لا يكفّ؟ ، مثل
بأمثلة من عندك.
٥ ـ متى يحذف
حرف الجر ويبقى عمله؟ ومتى يكثر ذلك؟ ومتى يقل؟ ومتى يمتنع؟ وضح ومثل ..
تمرينات
١ ـ بيّن معنى
كل حرف من حروف الجر الواردة فيما يأتي : ـ (وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها).
دخلت امرأة
النار في هرة حبستها.
لاه ابن عمك
لا أفضلت في حسب
|
|
عني ولا أنت
دياني فتخزوني
|
(رُبَما
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ).
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ لِنْتَ لَهُمْ).
٢ ـ اجعل (ربّ)
في مثالين تفيد في أولهما التكثير وفي ثانيهما التقليل.
٣ ـ مثل لاسم
مجرور (بربّ) المحذوفة يكون وروده كثيرا والآخر يكون وروده ، قليلا.
٤ ـ مثل لما
يأني في جمل تامة : الباء التي تفيد السببية ـ الكاف التي تفيد التعليل (على)
المستعملة اسما ـ حرف جر مطرد الحذف الباء التي تفيد الظرفية ـ (من) التي تفيد
البدلية
__________________
٥ ـ أعرب ما
نحته خط مما يأتي :
(أَلَيْسَ اللهُ
بِكافٍ عَبْدَهُ
ـ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ
اللهِ يَرْزُقُكُمْ) ـ ربّ كريم يجود.
٦ ـ أعرب البيت
الآتي ثم اشرحه وهو لامرىء القيس : ـ
وليل كموج
البحر أرخى سدوله
|
|
عليّ بأنواع
الهموم ليبتلى
|
__________________
الإضافة
معنى الإضافة ، الإضافة : لفظية أو معنوية
نونا تلي
الإعراب أو تنوينا
|
|
مما تضيف
احذف كطور سينا
|
والثاني اجرر
وانو «من» أو «في» إذا
|
|
لم يصلح إلا
ذاك واللام خذا
|
__________________
لما سوى ذينك
واخصص أولا
|
|
أو أعطه
التعريف بالذي تلا
|
إذا أريد إضافة
اسم إلى آخر حذف ما في المضاف : من نون تلي الإعراب وهي نون التثنية ، أو نون
الجمع وكذا ما ألحق بهما ، أو تنوين ، وجرّ المضاف إليه ؛ فتقول : «هذان غلاما زيد
، وهؤلاء بنوه ، وهذا صاحبه».
واختلف في
الجار للمضاف إليه :
(أ) فقيل : هو
مجرور بحرف مقدر. وهو اللام أو «من» أو «في».
(ب) وقيل هو
مجرور بالمضاف ، وهو الصحيح من هذه الأقوال.
ثم الإضافة
تكون بمعنى اللام عند جميع النحويين. وزعم بعضهم أنها تكون أيضا بمعنى «من» أو «في»
وهو اختيار المصنف ، وإلى هذا أشار بقوله : «وانو من ـ إلى آخره» وضابط ذلك أنه
إذا لم يصلح إلا تقدير «من» أو «في» فالإضافة بمعنى ما تعيّن تقديره ، وإلا
فالإضافة بمعنى اللام.
فيتعيّن تقدير «من»
إن كان المضاف إليه جنسا للمضاف ، نحو «هذا ثوب خز وخاتم حديد» والتقدير : هذا ثوب
من خز ، وخاتم من حديد ويتعين تقدير «في» إن كان المضاف إليه ظرفا واقعا فيه
المضاف ، نحو : «أعجبني ضرب اليوم زيدا» أي : ضرب زيد في اليوم ، ومنه قوله
__________________
تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ
مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) وقوله تعالى : (بَلْ مَكْرُ
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ).
فإن لم يتعيّن
تقدير «من» أو «في» فالإضافة بمعنى اللام ، نحو : «هذا غلام زيد ، وهذه يد عمرو»
أي غلام لزيد ، ويد لعمرو.
وأشار بقوله : «واخصص
أولا ـ إلى آخره» إلى أن الإضافة على قسمين :
(أ) محضة.
(ب) وغير محضة.
فالمحضة : هي
غير إضافة الوصف المشابه للفعل المضارع إلى معموله.
وغير المحضة :
هي إضافة الوصف المذكور ، كما سنذكره بعد ، وهذه لا تفيد الاسم الأول تخصيصا ولا
تعريفا على ما سنبين والمحضة ليست كذلك ، وتفيد الاسم الأول : تخصيصا إن كان المضاف إليه نكرة ، نحو «هذا غلام امرأة»
وتعريفا إن كان المضاف إليه معرفة ، نحو «هذا غلام زيد».
وإن يشابه
المضاف «يفعل»
|
|
وصفا فعن
تنكيره لا يعزل
|
__________________
كربّ راجينا
عظيم الأمل
|
|
مروّع القلب
، قليل الحيل
|
وذي الإضافة
اسمها لفظيّة
|
|
وتلك محضة
ومعنويّة
|
هذا هو القسم
الثاني من قسمي الإضافة وهو : غير المحضة ؛ وضبطها المصنف بما إذا كان المضاف وصفا
يشبه «يفعل» أي : الفعل المضارع ـ وهو : كل اسم فاعل أو مفعول. بمعنى الحال أو
الاستقبال .
أو صفة مشبهة . فمثال اسم الفاعل : «هذا ضارب زيد ، الآن أو غدا ، وهذا راجينا».
ومثال اسم
المفعول : «هذا مضروب الأب . وهذا مروّع القلب».
ومثال الصفة
المشبهة : «هذا حسن الوجه ، وقليل الحيل. وعظيم الأمل» .
__________________
فإن كان المضاف
غير وصف ، أو وصفا غير عامل : فالإضافة محضة : كالمصدر ، نحو «عجبت من ضرب زيد»
واسم الفاعل بمعنى الماضي ، ـ نحو «هذا ضارب زيد أمس».
وأشار بقوله : «فعن
تنكيره لا يعزل» إلى أن هذا القسم من الإضافة ـ أعني غير المحضة ـ لا يفيد تخصيصا
ولا تعريفا ولذلك تدخل «ربّ» عليه ، وإن كان مضافا لمعرفة ، نحو «ربّ راجينا» وتوصف به النكرة ، نحو قوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) وإنما يفيد التخفيف ، وفائدته ترجع إلى اللفظ ، فلذلك سميّت الإضافة فيه
لفظيّة وأما القسم الأول فيفيد تخصيصا أو تعريفا ، كما تقدم ؛ فلذلك سمّيت الإضافة
فيه معنوية ، وسميت محضة أيضا لأنها خالصة من نية الانفصال ، بخلاف غير المحضة ؛
فإنها على تقدير الانفصال ، تقول : «هذا ضارب زيد الآن» على تقدير «هذا ضارب زيدا»
ومعناهما متحد ، إنما أضيف طلبا للخفّة.
__________________
اقتران المضاف بأل في الإضافة اللفظية :
ووصل أل بذا
المضاف مغتفر
|
|
إن وصلت
بالثان كالجعد الشعّر
|
أو بالذي له
أضيف الثاني
|
|
ك «زيد
الضارب رأس الجاني»
|
لا يجوز دخول الألف واللام على المضاف الذي إضافته محضة ؛ فلا
تقول : «هذا الغلام رجل» لأن الإضافة منافية للألف واللام فلا يجمع بينهما.
وأما ما كانت
إضافته غير محضة ، وهو المراد بقوله : «بذا المضاف» أي : بهذا المضاف الذي تقدم
الكلام فيه قبل هذا البيت فكان القياس أيضا يقتضي أن لا تدخل الألف واللام على
المضاف ، لما تقدّم من أنهما متعاقبان ، ولكن لما كانت الإضافة فيه على نية
الانفصال اغتفر ذلك بشرط أن تدخل الألف واللام على المضاف إليه ، ك «الجعد الشعر ،
والضارب الرجل» أو على ما أضيف إليه المضاف إليه ، ك «زيد الضارب رأس الجاني» فإن
لم تدخل الألف واللام على المضاف إليه ولا على ما أضيف إليه المضاف إليه ، امتنعت
المسألة ، فلا تقول : «هذا والضارب الرجل» ولا : «هذا الضارب زيد» ولا «هذا الضارب
رأس جان».
هذا إذا كان
المضاف غير مثنى ، ولا مجموع جمع سلامة لمذكر.
ويدخل في هذا :
المفرد كما مثّل ، وجمع التكسير ، نحو : «الضارب أو الضّرّاب الرجل ، أو غلام
الرجل» وجمع السلامة لمؤنث ، نحو «الضاربات الرجل أو غلام الرجل» فإن كان المضاف
مثنى أو مجموعا جمع سلامة
__________________
لمذكر كفى وجودها في المضاف ، ولم يشترط وجودها في المضاف إليه وهو المراد
بقوله :
وكونها في
الوصف كاف إن وقع
|
|
مثنى أو جمعا
سبيله اتبع
|
أي وجود الألف
واللام في الوصف المضاف ـ إذا كان مثنى أو جمعا اتبع سبيل المثنى ، أي على حدّ
المثنى ، وهو جمع المذكر السالم ـ يغني عن وجودها في المضاف إليه ، فتقول : «هذان
الضاربا زيد ، وهؤلاء الضاربو زيد» وتحذف النون للإضافة.
عدم إضافة الاسم إلى ما اتحد به في المعنى :
ولا يضاف اسم
لما به اتّحد
|
|
معنى ، وأوّل
موهما إذا ورد
|
المضاف يتخصّص
بالمضاف إليه ، أو يتعرّف به ، فلا بدّ من كونه
__________________
غيره ، إذ لا يتخصّص الشيء أو يتعرّف بنفسه ، ولا يضاف اسم لما به اتحد في
المعنى : كالمترادفين ، وكالموصوف وصفته. فلا يقال : «قمح بر» ولا «رجل قائم» وما
ورد موهما لذلك مؤوّل ، كقولهم : «سعيد كرز» فظاهر هذا أنّه من إضافة الشيء إلى
نفسه ؛ لأن المراد بسعيد وكرز فيه واحد ، فيؤول الأول ب «المسمى» والثاني ب «الاسم»
فكأنه قال : جاءني مسمّى كرز ، أي : مسمّى هذا الاسم ، وعلى ذلك يؤوّل ما أشبه هذا
من إضافة المترادفين ، ك «يوم الخميس» وأمّا ما ظاهره إضافة الموصوف إلى صفته
فمؤول على حذف المضاف إليه الموصوف بتلك الصفة ، كقولهم : «حبّة الحمقاء . وصلاة الأولى» والأصل : حبة البقلة الحمقاء ، وصلاة
الساعة الأولى ؛ فالحمقاء : صفة للبقلة ، لا للحبة ، والأولى صفة للساعة ، لا
للصلاة ، ثم حذف المضاف إليه ـ وهو البقلة ، والساعة ـ وأقيمت صفته مقامه. فصار «حبة
الحمقاء ، وصلاة الأولى» فلم يضف الموصوف إلى صفته ، بل إلى صفته غيره.
المضاف يكتسب من المضاف إليه التذكير أو التأنيث :
وربّما أكسب
ثان أوّلا
|
|
تأنيثا ان
كان لحذف موهلا
|
قد يكتسب
المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث ، بشرط أن يكون المضاف صالحا للحذف
وإقامة المضاف إليه مقامه ، ويفهم منه ذلك المعنى ، نحو : «قطعت بعض أصابعه» فصح
تأنيت «بعض» لإضافته إلى أصابع وهو مؤنث ؛ لصحة الاستغناء بأصابع عنه ، فتقول : «قطعت
أصابعه» ومنه قوله :
__________________
٨٢ ـ مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت
|
|
أعاليها مرّ
الرياح النواسم
|
فأنّث المرّ
لإضافته إلى الرياح ، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المرّ بالرياح ، نحو «تسفّهت
الرياح» وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه ، بالشرط
الذي تقدّم ، كقوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ف «رحمة» مؤنث ، واكتسبت التذكير بإضافتها إلى «الله»
تعالى. فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث ؛
فلا تقول : «خرجت غلام هند» إذ لا يقال «خرجت هند» ويفهم منه خروج الغلام.
__________________
أسماء تلازم الإضافة :
وبعض الاسماء
يضاف أبدا
|
|
وبعض ذا قد
يأت لفظا مفردا
|
من الأسماء ما
يلزم الإضافة ، وهو قسمان :
(أ) أحدهما :
ما يلزم الإضافة لفظا ومعنى ، فلا يستعمل مفردا ـ أي : بلا إضافة ـ وهو المراد
بشطر البيت ، وذلك نحو «عند ، ولدى ، وسوى ، وقصارى الشيء ، وحماداه : بمعنى غايته».
(ب) والثاني :
ما يلزم الإضافة معنى دون لفظ ، نحو «كل ، وبعض وأيّ» فيجوز أن يستعمل مفردا ـ أي
: بلا إضافة وهو المراد بقوله «وبعض ذا» أي : وبعض ما لزم الإضافة معنى قد يستعمل
مفردا لفظا. وسيأتي كل من القسمين.
بعض الأسماء ملازمة الإضافة للضمير :
وبعض ما يضاف
حتما امتنع
|
|
إيلاؤه اسما
ظاهرا حيث وقع
|
كوحد ، لبّي
، ودوالي ، سعدي
|
|
وشذّ إيلاء «يدي»
ل «لبّي»
|
من اللازم
للإضافة لفظا ما لا يضاف إلا إلى المضمر ، وهو المراد هنا ، نحو «وحدك» أي : منفردا ، و «لبيك»
أي إقامة على إجابتك
__________________
بعد إقامة ، و «دواليك» أي : إدالة بعد إدالة ، و «سعديك» أي : إسعادا بعد
إسعاد وشذّ إضافة «لبّي» إلى ضمير الغيبة ، ومنه قوله :
٨٣ ـ إنّك لو دعوتني ودوني
|
|
زوراء ذات
مترع بيون
|
|
لقلت لبّيه لمن
يدعوني
وشذّ إضافة «لبّي»
إلى الظاهر ، أنشد سيبويه :
__________________
٨٤ ـ دعوت لما نابني مسورا
|
|
فلبّى فلبّي
يدى مسور
|
كذا ذكر المصنف
، ويفهم من كلام سيبويه أن ذلك غير شاذ في «لبّي» و «سعدي».
ومذهب سيبويه
أن «لبّيك» وما ذكر بعده مثنى ، وأنه منصوب على المصدرية بفعل محذوف ، وأن تثنيته
المقصود بها التكثير ، فهو على هذا ملحق بالمثنى : ، كقوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ)
__________________
أي : كرات ، ف «كرتين» ليس المراد بها مرتين فقط ، لقوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً
وَهُوَ حَسِيرٌ) أي : مزدجرا وهو كليل ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا من
كرتين فقط ، فتعيّن أن يكون المراد ب «كرتين» التكثير. لا اثنين فقط وكذلك «لبّيك»
معناه إقامة بعد إقامة كما تقدم. فليس المراد الاثنين فقط ، وكذا باقي أخواته ،
على ما تقدم في تفسيرها.
ومذهب يونس أنه
ليس بمثنى ، وأن أصله (لبّى) وأنه مقصور ، قلبت ألفه ياء مع المضمر ، كما قلبت ألف
«لدى ، وعلى» مع الضمير في «لديه» و «عليه».
وردّ عليه
سيبويه بأنه لو كان الأمر كما ذكر ، لم تنقلب ألفه مع الظاهر ياء ، كما لا تنقلب
ألف «لدى» و «على» فكما تقول : «على زيد ، ولدى زيد» كذلك كان ينبغي أن يقال «لبّى
زيد» لكنهم لما أضافوه إلى الظاهر قلبوا الألف ياء ، فقالوا :
فلبّى فلبّى
يدي مسور .
فدلّ ذلك على
أنه مثنى ، وليس بمقصور كما زعم يونس.
أسماء مضافة للجمل لزوما أو جوازا :
وألزموا
إضافة إلى الجمل
|
|
«حيث» و «إذ» وإن ينوّن يحتمل
|
__________________
إفراد إذ ،
وما كإذ معنى كإذ
|
|
أضف جوازا
نحو «حين جا نبذ»
|
من اللازم
للإضافة : ما لا يضاف إلا إلى الجملة ، وهو «حيث» ، «وإذ ، وإذا» فأما «حيث» فتضاف إلى الجملة الاسمية نحو «اجلس
حيث زيد جالس» وإلى الجملة الفعلية ، نحو «اجلس حيث جلس زيد» أو «حيث يجلس زيد» وشذّ
إضافتها إلى مفرد كقوله :
٨٥ ـ أما ترى حيث سهيل طالعا
|
|
نجما يضيء
كالشهاب لامعا
|
__________________
وأما «إذ»
فتضاف أيضا إلى الجملة الاسمية ، نحو «جئتك إذ زيد قائم» وإلى الجملة الفعلية ، نحو : «جئتك
إذ قام زيد» ويجوز حذف الجملة المضاف إليها ، ويؤتى بالتنوين عوضا عنها ، كقوله
تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ
تَنْظُرُونَ) وهذا معنى قوله : «وإن ينوّن يحتمل إفراد إذ» أي : وإن
ينوّن «إذ» يحتمل إفرادها ، أي : عدم إضافتها لفظا ، لوقوع التنوين عوضا عن الجملة
المضاف إليها.
وأما «إذا» فلا
تضاف إلا إلى جملة فعلية ، نحو : «آتيك إذا قام زيد» ولا يجوز إضافتها إلى جملة
اسمية ، فلا تقول : «آتيك إذا زيد قائم» خلافا لقوم وسيذكرها المصنف.
وأشار بقوله : «وما
كإذ معنى كإذ» إلى أنّ ما كان مثل «إذ» في كونه ظرفا ماضيا غير محدود ، يجوز إضافته إلى ما تضاف إليه «إذ» من الجمل وهي :
الجمل الاسمية والفعلية ، وذلك نحو «حين ، ووقت ، وزمان ، ويوم» فتقول : «جئتك حين
جاء زيد ، ووقت جاء عمرو ، وزمان قدم بكر ، ويوم خرج خالد» وكذلك تقول : «جئتك حين
زيد قائم» وكذلك الباقي ، وإنما قال المصنف : «أضف جوازا» ليعلم أن هذا النوع ـ أعني
ما كان مثل «إذ» في المعنى ـ يضاف إلى ما يضاف إليه «إذ» ـ وهو الجملة ـ جوازا ،
لا وجوبا.
فإن كان الظرف
غير ماض ، أو محدودا ، لم يجر مجرى «إذ» بل
__________________
يعامل غير الماضي ـ وهو المستقبل ـ معاملة «إذا» فلا يضاف إلى الجملة الاسمية بل إلى الفعلية ؛ فتقول : «أجيئك
حين يجيء زيد» ولا يضاف المحدود إلى جملة وذلك نحو : «شهر وحول» بل
يضاف إلى مفرد ، نحو «شهر كذا ، وحول كذا».
ما يضاف إلى الجمل جوازا يجوز بناؤه :
وابن أو اعرب
ما كإذ قد أجريا
|
|
واختر بنا
متلوّ فعل بنيا
|
وقبل فعل
معرب أو مبتدا
|
|
أعرب ومن بنى
فلن يفنّدا
|
تقدّم أن
الأسماء المضافة إلى الجملة على قسمين : أحدهما ما يضاف إلى الجملة لزوما ،
والثاني : ما يضاف إليها جوازا.
وأشار في هذين
البيتين إلى أن ما يضاف إلى الجملة جوازا يجوز فيه الإعراب والبناء ، سواء أضيف
إلى جملة فعلية صدّرت بماض ، أو جملة فعلية صدرت بمضارع ، أو جملة اسمية ، نحو : «هذا
يوم جاء زيد ، ويوم يقوم بكر أو يوم بكر قائم» وهذا مذهب الكوفيين ، وتبعهم
__________________
الفارسي والمصنف ، لكن المختار فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بماض البناء
، وقد روي بالبناء والإعراب قوله :
٨٦ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا .
بفتح نون «حين»
على البناء ، وكسرها على الإعراب.
وما وقع قبل
فعل معرب ، أو قبل مبتدأ ، فالمختار فيه الإعراب ، ويجوز البناء ، وهذا معنى قوله
: «ومن بنى فلن يفنّدا» أي : فلن
__________________
يغلّط. وقد قرىء في السبعة : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) بالرفع على الإعراب وبالفتح على البناء ، هذا ما اختاره
المصنّف.
ومذهب البصريين
أنه لا يجوز فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بمضارع ، أو إلى جملة اسمية ،
إلا الإعراب ، ولا يجوز البناء إلا فيما أضيف إلى جملة فعلية صدرت بماض.
هذا حكم ما
يضاف إلى الجملة جوازا ، وأما ما يضاف إليها وجوبا فلازم للبناء لشبهه بالحرف في
الافتقار إلى الجملة ك «حيث ، وإذ ، وإذا».
إذا تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية :
وألزموا «إذا»
إضافة إلى
|
|
جمل الأفعال
ك «هن إذا اعتلى»
|
أشار في هذا
البيت إلى ما تقدم ذكره من أن «إذا» تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ولا تضاف إلى الجملة الاسمية ، خلافا للأخفش والكوفيين
؛ فلا تقول : «أجيئك إذا زيد قائم» وأما «أجيئك إذا زيد قام» ف «زيد» مرفوع بفعل
محذوف ، وليس مرفوعا على الابتداء ، هذا مذهب سيبويه.
__________________
وخالفه الأخفش
، فجوّز كونه مبتدأ خبره الفعل الذي بعده.
وزعم السيرافي
أنه لا خلاف بين سيبويه والأخفش في جواز وقوع المبتدأ بعد إذا ، وإنما الخلاف بينهما
في خبره ، فسيبويه يوجب أن يكون فعلا ، والأخفش يجوّز أن يكون اسما ؛ فيجوز في «أجيئك
إذا زيد قام» جعل «زيد» مبتدأ عند سيبويه والأخفش ، ويجوز «أجيئك إذا زيد قائم»
عند الأخفش فقط.
إضافة : كلا وكلتا
لمفهم اثنين
معرّف بلا
|
|
تفرّق ، أضيف
«كلتا» و «كلا»
|
من الأسماء
اللازمة للإضافة لفظا ومعنى : «كلتا ، وكلا» ، ولا يضافان إلا إلى معرفة ، مثنى
لفظا ومعنى نحو «جاءني كلا الرجلين ، وكلتا المرأتين» أو معنى دون لفظ ، نحو «جاءني
كلاهما ، وكلتاهما» ومنه قوله :
٨٧ ـ إن للخير وللشرّ مدى
|
|
وكلا ذلك وجه
وقبل
|
__________________
وهذا هو المراد
بقوله : «لمفهم اثنين معرف» واحترز بقوله : «بلا تفرق» من معرّف أفهم الاثنين
بتفرق ، فإنه لا يضاف إليه «كلا ، وكلتا» فلا تقول «كلا زيد وعمرو جاء» وقد جاء
شاذا ، كقوله :
٨٨ ـ كلا أخي وخليلي واجدى عضدا
|
|
في النائبات
وإلمام الملمّات
|
إضافة أي لازمة ، أنواع أي :
ولا تضف
لمفرد معرّف
|
|
أيّا وإن
كررتها فأضف
|
__________________
أو تنو
الاجزا واخصصن بالمعرفة
|
|
موصولة أيا
وبالعكس الصفة
|
وإن تكن شرطا
أو استفهاما
|
|
فمطلقا كمّل
بها الكلاما
|
من الأسماء
اللازمة للإضافة معنى «أيّ» ولا تضاف إلى مفرد معرفة ، إلا إذا تكررت ، ومنه قوله
:
٨٩ ـ ألا تسألون الناس أيّى وأيّكم
|
|
غداة التقينا
كان خيرا وأكرما
|
أو قصدت
الأجزاء ، كقولك : «أي زيد أحسن؟» أي : أيّ
__________________
أجزاء زيد أحسن ، ولذلك يجاب بالأجزاء فيقال : «عينه ، أو أنفه» وهذا إنما
يكون فيها إذا قصد بها الاستفهام .
وأيّ تكون : (أ)
استفهامية (ب) وشرطية (ج) وصفة. (د) وموصولة. فأما الموصولة فذكر المصنف أنها لا
تضاف إلا إلى معرفة ، فتقول : «يعجبني أيّهم قائم» وذكر غيره أنها تضاف ـ أيضا ـ إلى
نكرة ، ولكنه قليل ، نحو «يعجبني أيّ رجلين قاما».
وأما الصفة
فالمراد بها :
١ ـ ما كان صفة
لنكرة. ٢ ـ أو حالا من المعرفة.
ولا تضاف إلا
إلى نكرة ، نحو : «مررت برجل أيّ رجل ، ومررت بزيد أيّ فتى» ومنه قوله :
٩٠ ـ فأومأت إيماء خفيّا لحبتر
|
|
فلله عينا
حبتر أيّما فتى
|
__________________
وأما الشرطية
والاستفهامية. فيضافان إلى المعرفة وإلى النكرة مطلقا ، أي سواء كانا مثنيين ، أو
مجموعين أو مفردين ، إلا المفرد المعرفة ، فإنهما لا يضافان إليه . إلا الاستفهامية ، فإنها تضاف إليه كما تقدّم ذكره. واعلم
أن «أيّا» إن كانت صفة أو حالا ، فهي ملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، نحو : مررت برجل
أيّ رجل ، وبزيد أيّ فتى. وإن كانت استفهامية أو شرطية أو موصولة ، فهي ملازمة
للإضافة معنى لا لفظا ، نحو «أيّ رجل عندك؟ وأيّ عندك؟ ـ وأيّ رجل تضرب أضرب ـ وأيا تضرب أضرب ـ ويعجبني أيّهم عندك ـ وأيّ عندك » ونحو «أيّ الرجلين تضرب أضرب ـ وأيّ رجلين تضرب أضرب ـ
وأيّ الرجال تضرب أضرب ـ وأيّ رجال تضرب أضرب ـ وأيّ الرجلين عندك؟ وأيّ الرجال
عندك؟ وأيّ رجل؟ وأيّ رجلين؟ وأيّ رجال؟.»
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ ما الإضافة؟
وما الذي تقتضيه من حذف؟ ولم كان هذا الحذف؟ مثل لكل ما تقول.
٢ ـ بماذا جرّ
المضاف إليه؟ رجح ما تراه .. ثم بيّن المعاني التي تجيء لها الإضافة؟ ومن أيها : (يوم
الخميس) ـ (يا صاحِبَيِ
السِّجْنِ) ـ قلادة ذهب)؟
٣ ـ ما المقصود
بالإضافة المحضة؟ وما ذا تفيد؟ وضح ذلك مع التمثيل.
٤ ـ عرف
الإضافة اللفظية؟ ولم سمّيت كذلك؟ وما ذا تفيد هذه الإضافة؟ اذكر أمثلة لأنواعها
المختلفة وهل منها (عليّ أفضل القوم ـ يعجبني فهم خالد)؟ ولماذا؟
٥ ـ ما الدليل
على أن الإضافة اللفظية لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا؟ مثل لما تقول ..
٦ ـ متى يقترن
المضاف (بأل) في الإضافة اللفظية؟ ومتى لا يصح اقترانه بها؟ ولماذا؟ مثل لما تقول
..
٧ ـ قال النحاة
: «لا يضاف اسم لما اتحد به معنى». وضح هذه القاعدة .. واذكر علام تنطبق؟ وعلّل
لعدم صحة هذه الإضافة؟ وبماذا تؤول ما ورد مخالفا لذلك من نحو «مسجد الجامع ـ جرد
قطيفة» مثل لما تقول.
__________________
٨ ـ ماذا يكتسب
المضاف من المضاف إليه؟ اذكر ذلك بالتفصيل وبم تعلل ذلك؟ وما الشرط الذي لا بد من
تحققه في هذا الأمر؟ ولم حذفت التاء من قوله سبحانه (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ)؟ مثل لذلك بالتفصيل ...
٩ ـ (من
الأسماء ما يلزم الإضافة لفظا ومعنى ... ومنها ما يلزمها معنى فقط) اشرح ذلك ..
موضحا كل نوع وممثلا لما تقول ..
١٠ ـ ما
الأسماء التي تلزم الإضافة للظاهر؟ مثل لها بأمثلة من عندك.
١١ ـ (هناك
أسماء تضاف إلى كل ضمير .. وأخرى تضاف لضمير المخاطب) وضح ذلك ومثل له بأمثلة من
عندك.
١٢ ـ اذكر
معاني هذه المصادر (لبّيك ـ دواليك ـ سعديك ـ هذا ذيك حنانيك) وطريقة إعرابها؟
١٣ ـ ما الذي
يضاف من الظروف إلى الجمل الفعلية فقط؟ وما الذي يضاف إلى الجملتين الفعلية
والاسمية؟ وما حكم ما حمل على ذلك من أسماء الزّمان؟ مثل لكل ما تقول.
١٤ ـ وضّح من
الظّروف ما يضاف إلى الجملة جوازا ـ وما حكمه من حيث الإعراب والبناء؟ ـ ومتى
يترجح أحدهما على الآخر؟ مثل واستشهد.
١٥ ـ اذكر شرط
ما تضاف إليه «كلا وكلتا»؟ ومثل لما تقول.
١٦ ـ وضّح شرط
ما تضاف إليه (أي) .. ثم اذكر أنواعها وما يضاف إليه كل نوع مع التمثيل لما تقول
...
تمرينات
١ ـ وضح فيما
يلي نوع الإضافة وما اقتضته من حذف والمعنى الذي جاءت له : ـ
قال تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ
بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ـ (يا صاحِبَيِ
السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) ـ (صِراطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ـ «وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ».
تملك المرأة
أساور ذهب ، وأثواب حرير.
٢ ـ قال تعالى
: (كِلْتَا
لْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتْ أُكُلَهَا) .
«ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا». «أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا».
فيما سبق أسماء
تلزم الإضافة. بيّنها .. ثم وضّح ما أضيفت إليه مع بيان نوع (أي) في الآيتين .. ثم
أعرب ما تحته خط.
٣ ـ هات أمثلة
في جمل تامة لما يأتي : ـ
(أيّ) الوصفية
ـ (أيّ) الشرطية ـ إضافة للتخصيص ـ إضافة للتخفيف ـ مضاف استفاد التذكير من المضاف
إليه .. ظرف
__________________
ملازم للإضافة إلى الجمل ـ ظرف يختص بالجملة الفعلية وآخر يصلح للإضافة إلى
الجملة الاسمية والفعلية.
٤ ـ قال تعالى
: «فَلَوْ
لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ
حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ».
(أ) في الآية
ظرفان مضافان .. عينهما .. ثم اذكر ما يضافان إليه؟
(ب) أين المضاف
إليه بالنسبة لكل منهما في الآية الكريمة؟.
(ج) ما نوع
التنوين في قوله سبحانه (حينئذ)؟ قدّر المحذوف ... واذكر علة هذا الحذف.
(د) أعرب ما
تحته خط من الآية.
٥ ـ (لبيك
اللهم لبيك).
ما المضاف في
قوله (لبيك)؟ وما المضاف إليه؟ وما المحذوف من الكلمة؟ ولم حذف؟ وضح معنى الكلمة
وما يراد منها .. مثل لأخوات هذه الكلمة في جمل من عندك مبيّنا شرط ما تضاف إليه.
٦ ـ سئل رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : (أىّ الصدقة أعظم).
وقال صلوات
الله عليه : «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله»؟
وقال صلوات
الله عليه : «أيّما امرأة باتت وزوجها راض عنها ضمنت لها الجنة».
وتقول أنت : (إن
صديقي كريم أيّ كريم).
وتقول : (لأكافئنّ
من أخواتي أيهم أسرع إلى الطاعة).
(أ) بيّن نوع (أي)
فيما مضى ـ وإعرابها ـ وعيّن ما أضيفت إليه ... ثم أعرب ما تحته خط.
(ب) كيف أضيفت (أي)
في الحديث الأول إلى مفرد؟ وبم تؤول ذلك؟ ولماذا؟
__________________
٧ ـ ما معنى
الظرف في المثالين الآتيين؟ وما نوع الجملة التي أضيف إليها؟ ولماذا؟ وضح أي
الأمرين أولى بالنسبة إليه : الإعراب أم البناء؟ ولماذا؟
(أ) جئتك حين
الشمل مجتمع.
(ب) أجيئك حين
ينتهي الامتحان.
وهل يجوز؟
أجيئك حين الامتحان معقود ولماذا؟
٨ ـ اشرح البيت
الآتي ثم أعربه. وهو للبحتري يوم هجم الأعداء المتآمرون على قصر المتوكل :
ولم أنس وحش
القصر إذ ريع سربه
|
|
وإذا ذعرت
أطلاؤه وجآذره
|
إضافة «لدن» و «مع»
وألزموا
إضافة «لدن» فجر
|
|
ونصب «غدوة»
بها عنهم ندر
|
ومع ، مع
فيها قليل ، ونقل
|
|
فتح وكسر
لسكون يتّصل
|
من الأسماء
اللازمة للإضافة «لدن» و «مع»
فأما «لدن»
فلابتداء غاية زمان أو مكان ، وهي مبنية عند أكثر العرب ، لشبهها بالحرف في لزوم
استعمال واحد وهو : الظرفية ، وابتداء الغاية ، وعدم جواز الإخبار بها ، ولا تخرج
عن الظرفية إلا بجرها بمن ، وهو الكثير فيها ، ولذلك لم ترد في القرآن إلا بمن ،
كقوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ
لَدُنَّا عِلْماً) وقوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً
شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) وقيس تعربها ، ومنه قراءة أبي بكر عن عاصم «لينذر بأسا
شديدا من لدنه» لكنه أسكن الدال وأشمّها الضم. قال المصنف : ويحتمل أن يكون منه
قوله :
__________________
٩١ ـ تنتهض الرّعدة في ظهيري
|
|
من لدن الظهر
إلى العصير
|
ويجرّ ما ولي «لدنّ»
بالإضافة ، إلا «غدوة» فإنهم نصبوها بعد «لدن» كقوله :
٩٢ ـ وما زال مهري مزجر الكلب منهم
|
|
لدن غدوة حتى
دنت لغروب
|
__________________
وهي منصوبة على
التمييز ، وهو اختيار المصنف ، ولهذا قال : «ونصب غدوة بها عنهم ندر» ، وقيل : هي
خبر لكان المحذوفة ، والتقدير : لدن كانت الساعة غدوة. ويجوز في غدوة الجرّ وهو
القياس ، ونصبها نادر في القياس ، فلو عطفت على غدوة المنصوبة بعد «لدن» جاز النصب
عطفا على اللفظ ، والجرّ مراعاة للأصل فنقول : «لدن غدوة وعشية ، وعشية» ذكر ذلك
الأخفش ، (وحكى الكوفيون رفع «غدوة» بعد «لدن» وهو مرفوع بكان المحذوفة ، والتقدير
لدن كانت غدوة. و «كان» تامة).
وأما «مع» فاسم
لمكان الاصطحاب أو وقته ، نحو : «جلس زيد مع عمرو ، وجاء زيد مع بكر» والمشهور
فيها فتح العين ، وهي معربة وفتحتها فتحة إعراب.
ومن العرب من
يسكّنها ، ومنه قوله :
٩٣ ـ فريشي منكم وهواى معكم
|
|
وإن كانت زيارتكم
لماما
|
__________________
وزعم سيبويه أن
تسكينها ضرورة ، وليس كذلك ، بل هو لغة ربيعة ، وهي عندهم مبنية على السكون وزعم
بعضهم أن الساكنة العين حرف ، وادّعى النحاس الإجماع على ذلك ، وهو فاسد ؛ فإن
سيبويه زعم أنّ ساكنة العين اسم.
هذا حكمها إن
وليها متحرك ـ أعني أنها تفتح وهو المشهور ، وتسكن ، هي لغة ربيعة ـ فإن وليها
ساكن فالذي ينصبها على الظرفية يبقى فتحها. فيقول : «مع ابنك» والذي يبنيها على
السكون يكسر لالتقاء الساكنين فيقول : «مع ابنك».
إضافة «قبل ، وبعد ، وغير ونظائرها» :
واضمم ـ بناء
ـ «غيرا» ان عدمت ما
|
|
له أضيف ،
ناويا ما عدما
|
قبل كغير ،
بعد ، حسب ، أوّل
|
|
ودون والجهات
أيضا وعل
|
__________________
وأعربوا نصبا
إذا ما نكّرا
|
|
«قبلا» وما من بعده قد ذكرا
|
هذه الأسماء
المذكورة هي : غير ، وقبل ، وبعد ، وحسب ، وأول ، ودون ، والجهات الست ، وهي :
أمامك وخلفك وفوقك وتحتك ويمينك وشمالك ، وعل ؛ لها أربعة أحوال تبنى في حالة منها
، وتعرب في بقيتها فتعرب إذا أضيفت لفظا ، نحو : «أصبت درهما لا غيره ، وجئت من قبل زيد» أو حذف
ما تضاف إليه ونوي اللفظ ، كقوله :
٩٤ ـ ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف
|
__________________
وتبقى في هذه
الحالة كالمضاف لفظا ، فلا تنوّن ، إلا إذا حذف ما تضاف إليه ولم ينو لفظه ولا
معناه ، فتكون نكرة ومنه قراءة من قرأ : «لله الأمر من قبل ومن بعد» بجرّ «قبل
وبعد» وتنوينهما ؛ وكقوله :
٩٥ ـ فساغ لي الشراب وكنت قبلا
|
|
أكاد أغصّ
بالماء الحميم
|
هذه هي الأحوال
الثلاثة التي تعرب فيها.
أما الحالة
الرابعة التي تبنى فيها فهي إذا حذف ما تضاف إليه ونوي
__________________
معناه دون لفظه
، فإنها تبنى حينئذ على الضم ، نحو : (لِلَّهِ الْأَمْرُ
مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) وقوله :
٩٦ ـ أقبّ من تحت عريض من عل
وحكى أبو علي
الفارسي «ابدأ بذا من أوّل» بضم اللام وفتحها وكسرها ـ فالضمّ على البناء لنية
المضاف إليه معنى. والفتح على الإعراب لعدم نية المضاف إليه لفظا ومعنى ، وإعرابها
إعراب ما لا ينصرف للصفة ووزن الفعل ، والكسر على نية المضاف إليه لفظا ، فقول
المصنف «واضمم بناء ـ البيت» «إشارة إلى الحالة الرابعة» وقوله : «ناويا ما عدما»
مراده أنك تبنيها على الضم إذا حذفت ما تضاف إليه ونويته معنى لا لفظا.
وأشار بقوله : «وأعربوا
نصبا» إلى الحالة الثالثة وهي ما إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ،
فإنها تكون حينئذ نكرة معربة.
__________________
وقوله «نصبا»
معناه أنها تنصب إذا لم يدخل عليها جار ، فإن دخل عليها جرّت ، نحو «من قبل ومن
بعد».
ولم يتعرض
المصنف للحالتين الباقيتين ـ أعني الأولى ، والثانية ـ لأن حكمهما ظاهر معلوم من أول
الباب ، وهو ـ الإعراب وسقوط التنوين ـ كما تقدم في كل ما يفعل بكل مضاف مثلها.
حذف المضاف وقيام المضاف إليه مقامه :
وما يلي
المضاف يأتي خلفا
|
|
عنه في
الاعراب إذا ما حذفا
|
يحذف المضاف
لقيام قرينة تدل عليه. ويقام المضاف إليه مقامه ، فيعرب بإعرابه كقوله تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
بِكُفْرِهِمْ) أي : حبّ العجل ، وكقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ) أي : أمر ربك فحذف المضاف وهو «حبّ» و «أمر» وأعرب المضاف إليه وهو «العجل
وربك» بإعرابه.
حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجرورا :
وربّما جروا
الذي أبقوا كما
|
|
قد كان قبل
حذف ما تقدما
|
لكن بشرط أن
يكون ما حذف
|
|
مماثلا لما
عليه قد عطف
|
قد يحذف المضاف
ويبقى المضاف إليه مجرورا كما كان عند ذكر المضاف ، لكن بشرط أن يكون المحذوف
مماثلا لما عليه قد عطف كقول الشاعر :
__________________
٩٧ ـ أكلّ امرىء تحسبين امرأ
|
|
ونار توقّد
بالليل نارا
|
والتقدير : «وكلّ
نار» فحذف «كل» وأبقى المضاف إليه مجرورا كما كان عند ذكرها ، والشرط موجود ، وهو العطف
على مماثل المحذوف وهو «كل» في قوله «أكلّ امرىء».
وقد يحذف
المضاف ويبقى المضاف إليه على جره ، والمحذوف ليس مماثلا للملفوظ بل مقابل له ،
كقوله تعالى : «تُرِيدُونَ
عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ
__________________
يُرِيدُ
الْآخِرَةَ» في قراءة من جرّ الآخرة ، والتقدير : «والله يريد باقي
الآخرة» ومنهم من يقدره : «والله يريد عرض الآخرة» فيكون المحذوف على هذا مماثلا
للملفوظ ، والأول أولى ، وكذا قدره ابن أبي الربيع في شرحه للإيضاح.
حذف المضاف إليه وبقاء المضاف غير منون :
ويحذف الثاني
فيبقى الأول
|
|
كحاله إذا به
يتصل
|
بشرط عطف
وإضافة إلى
|
|
مثل الذي له
أضفت الأولا
|
يحذف المضاف
إليه ، ويبقى المضاف كحاله لو كان مضافا ، فيحذف تنوينه ، وأكثر ما يكون ذلك إذا
عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول ، كقولهم : «قطع الله يدو
رجل من قالها» التقدير : «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» ، فحذف ما أضيف
إليه «يد» وهو «من قالها» لدلالة ما أضيف إليه «رجل» عليه ، ومثله قوله :
٩٨ ـ سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها
__________________
التقدير : «سهلها
وحزنها» فحذف ما أضيف إليه «سهل» لدلالة ما أضيف إليه «حزن» عليه ، هذا تقرير كلام
المصنف وقد يفعل ذلك وإن لم يعطف مضاف إلى مثل المحذوف من الأول ، كقوله :
ومن قبل نادى
كلّ مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف
|
فحذف ما أضيف
إليه «قبل» وأبقاه على حاله لو كان مضافا ، ولم يعطف عليه مضاف إلى مثل المحذوف ،
والتقدير : «ومن قبل ذلك» ومثله قراءة من قرأ شذوذا (فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ) أي فلا خوف شيء عليهم.
__________________
٩٩ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهوديّ يقارب
أو يزيل
|
ففصل ب «يوما»
بين «كف» و «يهودي» وهو أجنبي من «كف» لأنه معمول ل «خطّ». ومثال النعت قوله :
١٠٠ ـ نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه
|
|
من ابن أبي
شيخ الأباطح طالب
|
__________________
الأصل : من ابن
أبي طالب شيخ الأباطح ، وقوله :
١٠١ ـ ولئن حلفت على يديك لأحلفن
|
|
بيمين أصدق
من يمينك مقسم
|
__________________
وهذا الذي ذكره
المصنف من أن الحذف من الأول ، وأن الثاني هو المضاف إلى المذكور ، هو مذهب المبرد
ومذهب سيبويه : أن الأصل : «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» فحذف ما أضيف
إليه «رجل» فصار : «قطع الله يد من قالها ورجل» ثم أقحم قوله «ورجل» بين المضاف
الذي هو «يد» والمضاف إليه الذي هو : «من قالها» فصار : «قطع الله يد ورجل من
قالها» فعلى هذا يكون الحذف من الثاني ، لا من الأول ، وعلى مذهب المبرد بالعكس ، قال
بعض شراح الكتاب : وعند الفراء يكون الاسمان مضافين إلى «من قالها» ولا حذف في
الكلام لا من الأول ، ولا من الثاني.
الفصل بين المضاف والمضاف إليه :
فصل مضاف شبه
فعل ما نصب
|
|
مفعولا أو
ظرفا أجز ولم يعب
|
فصل يمين ،
واضطرارا وجدا
|
|
بأجنبي ، أو
بنعت ، أو ندا
|
أجاز المصنف أن
يفصل في الاختيار بين المضاف ـ الذي هو شبه فعل ؛
__________________
والمراد به المصدر واسم الفاعل ـ والمضاف إليه بما نصبه المضاف : من مفعول
به أو ظرف ، أو شبهه.
فمثال ما فصل
فيه بينهما بمفعول المضاف قوله تعالى : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ
لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) في قراءة ابن عامر ، بنصب «أولاد» وجر «الشركاء».
ومثال ما فصل
فيه بين المضاف والمضاف إليه بظرف نصبه المضاف الذي هو مصدر ما حكي عن بعض من يوثق
بعربيّته «ترك يوما نفسك وهواها ، سعي لها في رداها».
ومثال ما فصل
فيه بين المضاف والمضاف إليه بمفعول المضاف الذي هو اسم فاعل قراءة بعض السلف (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ
رُسُلَهُ) بنصب «وعد» وجر «رسل».
ومثال الفصل
بشبه الظرف قوله صلىاللهعليهوسلم في حديث أبي الدرداء : «هل أنتم تاركو لي صاحبي» وهذا
معنى قوله : «فصل مضاف ـ إلى آخره».
وجاء الفصل
أيضا في الاختيار بالقسم ، حكى الكسائي : «هذا غلام والله زيد» ولهذا قال المصنف :
«ولم يعب فصل يمين» وأشار بقوله : «واضطرارا وجدا» إلى أنه قد جاء الفصل بين
المضاف والمضاف إليه في الضرورة بأجنبي من المضاف ، وبنعت المضاف ، وبالنداء ،
فمثال الأجنبي قوله :
__________________
الأصل : «بيمين
مقسم أصدق من يمينك».
ومثال النداء
قوله :
١٠٢ ـ وفاق كعب بجير منقذ لك من
|
|
تعجيل تهلكة
والخلد في سقر
|
وقوله.
__________________
١٠٣ ـ كأنّ برذون أبا عصام
|
|
زيد حمار دقّ
باللّجام
|
الأصل : «وفاق
بجير يا كعب» و «كأن برذون زيد يا أبا عصام».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ من الأسماء
الملازمة للإضافة (لدن) فما معناها؟ ولم بنيت عند أكثر العرب؟ ومتى تخرج عن
الظرفية؟ اذكر الاستعمال القرآني لها .. وما حكم الاسم الذي يقع بعدها؟ مثّل لكل
ما تقول.
٢ ـ فصّل القول
في أسماء الجهات الست (أمام وخلف وأخواتها) من حيث الإعراب والبناء .. مستوفيا
أوضاعها ممثلا لذلك ومستشهدا حيث أمكنك.
٣ ـ كيف توجّه
ما حكاه أبو علي الفارسي من قول العرب (أبدأ بذا من أول) «بضم اللام وكسرها وفتحها»
.. وضّح ذلك مع الإعراب ...
٤ ـ متى ينقاس
حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجرورا؟ ومتى يكون شاذا؟ وجّه الحذف في قول الشاعر :
ـ
أكلّ امريء
تحسبين أمرأ
|
|
ونار توقد
بالليل نارا
|
٥ ـ ما شرط حذف المضاف إليه وبقاء
المضاف على حاله؟ وما رأيك في قراءة من قرأ : «فلا خوف عليهم»؟ وكيف تطبّق الشرط
على مثل قولهم : «خذ ربع ونصف ما حصل»؟ وما طريقة الحذف؟
٦ ـ (يقع الفصل
بين المضاف والمضاف إليه اختيارا واضطرارا). فصّل القول في ذلك مع التمثيل ..
تمرينات
١ ـ قال تعالى
: «غُلِبَتِ
الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ».
(أ) من أي
أنواع الإضافة (أَدْنَى الْأَرْضِ ـ غَلَبِهِمْ) وعلى معنى أي حرف هي؟
(ب) أعرب ما
تحته خط من الآية.
(ج) قرىء من (قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) بالضم والكسر بدون تنوين ـ ومع التنوين وجّه كل قراءة
منها.
٢ ـ جاء عن
العرب (لدن غدوة) بالجر وبالنصب وبالرفع .. وجه ذلك توجيها إعرابيا ...
٣ ـ مثل لما
يأتي في جمل تامة :
اسم يضاف إلى
جميع الضمائر ـ اسم يختص بالإضافة إلى الظاهر.
اسم خاص
بالإضافة إلى النكرة ـ مضاف حذف وبقى المضاف إليه.
مضاف إليه حذف
وبقي المضاف ـ فصل بين الوصف المضاف ومعموله.
فصل واقع بين
المصدر وفاعله ـ فصل بين المتضايفين جاء اضطرارا.
إضافة تحتمل
معنى (اللام وفي).
٤ ـ فيما يأتي
شواهد لبعض ما جاء في باب الإضافة بين مواضعها ثم أعرب ما تحته خط :
__________________
(إِمَّا يَبْلُغَنَّ
عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما ـ أَيُّهُمْ
أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ)(عِتِيًّا) ـ (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ
وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(بِالْآخِرَةِ) ـ (يَوْمَ هُمْ عَلَى
النَّارِ يُفْتَنُونَ) ـ (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) ـ (وَأُولاتُ
الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ)(يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) ـ (وَكُلًّا ضَرَبْنا)(لَهُ الْأَمْثالَ.)
٥ ـ لم حذفت
النّون من كلمة (تاركو) في قوله صلىاللهعليهوسلم (هل أنتم تاركو لي صاحبي) وما نوع هذه الإضافة؟ وبماذا وقع الفصل؟ وما
ترتيب الحديث الشريف على الطبيعة؟
٦ ـ اشرح البيت
الآتي ثم أعربه :
ولست أبالي
حين أقتل مسلما
|
|
على أي جنب
كان في الله مصرعي
|
__________________
المضاف إلى ياء المتكلم
آخر ما أضيف
لليا اكسر إذا
|
|
لم يك معتلا
: كرام ، وقذى
|
__________________
أو يك كابنين
وزيدين ، فذي
|
|
جميعها اليا
بعد فتحها احتذي
|
وتدغم اليا
فيه والواو ، وإن
|
|
ما قبل واو
ضمّ فاكسره يهن
|
وألفا سلّم ،
وفي المقصور عن
|
|
هذيل
انقلابها ياء حسن
|
الأسماء التي يكسر آخرها عند إضافتها لياء المتكلم :
يكسر آخر
المضاف إلى ياء المتكلم ، إن لم يكن مقصورا ، ولا منقوصا ، ولا مثنى ، ولا مجموعا
جمع سلامة لمذكر كالمفرد ، وجمع التكسير الصحيحين والمعتل الجاري مجرى الصحيح ،
نحو : «غلامي ، وغلماني ، وفتياتي ، ودلوي ، وظبيي».
__________________
إضافة المنقوص والمثنى وجمع المذكر السالم :
وإن كان معتلا ،
فإما أن يكون مقصورا أو منقوصا ، فإن كان منقوصا أدغمت ياؤه في ياء المتكلم ،
وفتحت ياء المتكلم ، فتقول : «قاضيّ» رفعا ونصبا وجرا. وكذلك تفعل بالمثنى وجمع المذكر
السالم في حالة الجر والنصب فتقول : «رأيت غلاميّ وزيديّ» «ومررت بغلاميّ وزيديّ» والأصل بغلامين لي. وزيدين لي ، فحذفت النون واللام
للإضافة ثم أدغمت الياء في الياء ، وفتحت ياء المتكلم.
وأما جمع
المذكر السالم ـ في حالة الرفع ـ فتقول فيه أيضا. «جاء زيديّ كما تقول في حالة النصب والجر ، والأصل : زيدوي ،
اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء ، ثم قلبت الضمة
كسرة لتصحّ الياء ، فصار اللفظ : زيديّ.
وأما المثنى ـ في
حالة الرفع ـ فتسلم ألفه وتفتح ياء المتكلم بعده ؛ فتقول : «زيداي ، وغلاماي» عند
جميع العرب.
__________________
إضافة المقصور :
وأما المقصور :
فالمشهور في لغة العرب جعله كالمثنى المرفوع ؛ فتقول : «عصاي ، وفتاي» وهذيل تقلب
ألفه ياء وتدغمها في ياء المتكلم ، وتفتح ياء المتكلم ، فتقول : عصىّ ، ومنه قوله
:
١٠٤ ـ سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم
|
|
فتخرّموا ،
ولكل جنب مصرع
|
فالحاصل : أن
ياء المتكلم تفتح مع المنقوص ، ك «راميّ» والمقصور ؛
__________________
ك «عصاى» والمثنّى ك «غلاماى» رفعا و «غلاميّ» نصبا وجرا. وجمع المذكر
السالم ك «زيديّ» رفعا ونصبا وجرا.
وهذا معنى قوله
: «فذي جميعها اليا بعد فتحها احتذي».
وأشار بقوله : «وتدغم»
إلى أن الواو في جمع المذكر السالم والياء في المنقوص وجمع المذكر السالم والمثنى
تدغم في ياء المتكلم.
وأشار بقوله : «وإن
ما قبل واو ضمّ» إلى أن ما قبل واو الجمع : إن انضمّ عند وجود الواو يجب كسره عند
قلبها ياء لتسلم الياء ، فإن لم ينضمّ ـ بل انفتح ـ بقي على فتحه نحو «مصطفون»
فتقول : «مصطفيّ» وأشار بقوله : «وألفا سلّم» إلى أن ما كان آخره ألفا كالمثنى
والمقصور ، لا تقلب ألفه ياء بل تسلم ، نحو : «غلاماى» و «عصاي».
وأشار بقوله : «وفي
المقصور» إلى أن هذيلا تقلب ألف المقصور خاصة ، فتقول : «عصيّ».
وأما ما عدا
هذه الأربعة فيجوز في الياء معه : الفتح ، والتسكين ، فتقول : «غلامي
، وغلامي».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ متى يكسر
آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم؟ اذكر أسماء مختلفة وضعها في جمل تامة.
٢ ـ وضّح طريقة
إضافة الاسم المنقوص إلى ياء المتكلم في حالاته المختلفة رفعا ونصبا وجرا؟ مع
التمثيل والضبط.
٣ ـ وضح
بالتفصيل كيف يضاف المثنى إلى ياء المتكلم في حالات الرفع والنصب والجر؟ مثل لما
تقول.
٤ ـ ما المواضع
التي تفتح فيها ياء المتكلم؟ مثل لما تقول.
٥ ـ متى يجوز
في ياء المتكلم الفتح والتسكين؟ .. مثل لذلك.
٦ ـ كيف يضاف
جمع المذكر السالم إلى ياء المتكلم؟ وضّح ومثل.
تمرينات
١ ـ وضح كيف
تضيف الكلمات الآتية إلى ياء المتكلم مع وضع كل واحد منها في جملة .. مع الإشارة
إلى القواعد التي تستند إليها .. وهي : ـ
(عصا ـ فتى ـ مسلمون
ـ مسلمان ـ ماضي ـ مصطفى)
٢ ـ مثل لما
يأتي في جمل تامة : ـ
مضاف إلى ياء
المتكلم يكسر آخره ـ وآخر يسكّن آخره ـ وثالث ياء المتكلم فيه مشددة ـ ورابع يجوز
في ياء المتكلم فيه الفتح والتسكين.
٣ ـ هؤلاء زيدىّ رأيت زيديّ
|
|
أعجبت بزيدىّ
|
هذان زيداى
رأيت زيدىّ
|
|
أعجبت بزيدى
|
ما المراحل
التي مرت بها الكلمات المضافة إلى ياء المتكلم التي وضع تحتها خط فيما مر. وضح ذلك
بالتفصيل.
٤ ـ أعرب البيت
الآتي واذكر الشاهد فيه :
وهو لأبي ذؤيب
الهذلي : ـ
سبقوا هويّ
وأعنقوا لهواهم
|
|
فتخرّموا
ولكل جنب مصرع
|
إعمال المصدر
المصدر يعمل عمل الفعل :
بفعله المصدر
ألحق في العمل
|
|
مضافا أو
مجرّدا أو مع أل
|
إن كان فعل
مع «أن» أو «ما» يحلّ
|
|
محلّه ،
ولاسم مصدر عمل
|
يعمل المصدر
عمل الفعل في موضعين :
(أ) أحدهما :
أن يكون نائبا مناب الفعل ، نحو «ضربا زيدا» ف «زيدا»
__________________
منصوب ب «ضربا» لنيابته مناب «اضرب» وفيه ضمير مستتر مرفوع به كما في «اضرب»
وقد تقدّم ذلك في باب المصدر.
(ب) والموضع
الثاني : أن يكون المصدر مقدرا ب «أن» والفعل أو ب «ما» والفعل ، وهو المراد بهذا
الفصل ؛ فيقدّر ب «أن» إذا أريد المضيّ أو الاستقبال نحو : «عجبت من ضربك زيدا أمس
، أو غدا» والتقدير من أن ضربت زيدا أمس أو من أن تضرب زيدا غدا.
ويقدر ب «ما» إذا أريد به الحال ، نحو «عجبت من ضربك زيدا الآن»
التقدير : مما تضرب زيدا الآن.
أحوال المصدر المقدر :
وهذا المصدر
المقدّر يعمل في ثلاثة أحوال :
(أ) مضافا نحو «عجبت
من ضربك زيدا الآن».
(ب) ومجردا عن
الإضافة وأل ـ وهو المنون ـ نحو «عجبت من ضرب زيدا».
(ج) ومحلّى
بالألف واللام ، نحو «عجبت من الضرب زيدا».
وإعمال المضاف
أكثر من إعمال المنوّن : وإعمال المنوّن أكثر من إعمال المحلّى بأل ، ولهذا بدأ
المصنف بذكر المضاف ، ثم المجرد ، ثم المحلّى.
ومن إعمال
المنوّن قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) ف «يَتِيماً» منصوب ب
«إِطْعامٌ» وقول الشاعر :
__________________
١٠٥ ـ بضرب بالسيوف رؤوس قوم
|
|
أزلنا هامهنّ
عن المقيل
|
ف «رؤوس» منصوب
ب «ضرب».
ومن إعماله وهو
محلّى ب «أل» قوله :
١٠٦ ـ ضعيف النكاية أعداءه
|
|
يخال الفرار
يراخى الأجل
|
__________________
وقوله :
١٠٧ ـ فإنك والتأبين عروة بعد ما
|
|
دعاك وأيدينا
إليه شوارع
|
__________________
وقوله :
١٠٨ ـ لقد علمت أولى المغيرة أنني
|
|
كررت فلم
أنكل عن الضرب مسمعا
|
ف «أعداءه»
منصوب ب «النكاية» و «عروة» منصوب ب «التأبين» و «مسمعا» منصوب ب «الضرب».
اسم المصدر وعمله :
وأشار بقوله : «ولاسم
مصدر عمل» إلى أن اسم المصدر قد يعمل عمل الفعل.
والمراد باسم
المصدر : ما ساوى المصدر في الدلالة وخالفه بخلوّه ـ لفظا
__________________
وتقديرا ـ من بعض ما في فعله ، دون تعويض ؛ كعطاء ؛ فإنه مساو لإعطاء معنى ، ومخالف
له بخلوه من الهمزة الموجودة في فعله ، وهو خال منها لفظا وتقديرا ، ولم يعوّض
عنها شيء.
واحترز بذلك
مما خلا من بعض ما في فعله لفظا ولم يخل منه تقديرا.
فإنه لا يكون
اسم مصدر ، بل يكون مصدرا نحو «قتال» فإنه مصدر «قاتل» وقد خلا من الألف التي قبل
التاء في الفعل ، لكن خلا منها لفظا ولم يخل منها تقديرا ، ولذلك نطق بها في بعض
المواضع ، نحو «قاتل قيتالا ، وضارب ضيرابا» لكن انقلبت الألف ياء لكسر ما قبلها.
واحترز بقوله :
«دون تعويض» مما خلا من بعض ما في فعله لفظا وتقديرا. ولكن عوّض عنه شيء ، فإنه لا
يكون اسم مصدر بل هو مصدر ، وذلك نحو «عدة» فإنه مصدر «وعد» وقد خلا من الواو التي
في فعله لفظا وتقديرا. ولكن عوّض عنها التاء. (وزعم ابن المصنف أن «عطاء» مصدر ،
وأن همزته حذفت تخفيفا ، وهو خلاف ما صرّح به غيره من النحويين).
ومن إعمال اسم
المصدر قوله :
١٠٩ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي
|
|
وبعد عطائك
المائة الرّتاعا
|
__________________
ف «المائة»
منصوب ب «عطائك» ومنه حديث الموطّأ «من قبلة الرجل امرأته الوضوء» ف «امرأته»
منصوب ب «قبلة» ، وقوله.
١١٠ ـ إذا صحّ عون الخالق المرء لم
يجد
|
|
عسيرا من
الآمال إلا ميسّرا
|
__________________
وقوله :
١١١ ـ بعشرتك الكرام تعدّ منهم
|
|
فلا ترين
لغيرهم ألوفا
|
وإعمال اسم
المصدر قليل ، ومن ادّعى الإجماع على جواز إعماله فقد وهم ، (فإن الخلاف في ذلك
مشهور ، وقال الصيمريّ : إعماله شاذ وأنشد «أكفرا ـ البيت» وقال ضياء الدين بن
العلج في البسيط : ولا يبعد أنّ ما قام مقام المصدر يعمل عمله ، ونقل عن بعضهم أنه
قد أجاز ذلك قياسا).
وبعد جرّه
الذي أضيف له
|
|
كمّل بنصب أو
برفع عمله
|
__________________
يضاف المصدر
إلى الفاعل فيجره ، ثم ينصب المفعول ، نحو «عجبت من شرب زيد العسل» وإلى المفعول
ثمّ يرفع الفاعل : نحو «عجبت من شرب العسل زيد» ، ومنه قوله :
١١٢ ـ تنفي يداها الحصى في كل هاجرة
|
|
نفي الدار
هيم تنقاد الصياريف
|
وليس هذا
الثاني مخصوصا بالضرورة ، خلافا لبعضهم ، (وجعل منه قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) فأعرب «مَنْ» فاعلا ب
«حِجُّ» وردّ بأنه
يصير المعنى «ولله على جميع
__________________
الناس أن يحج البيت المستطيع» ، وليس كذلك ، ف «من» بدل من «الناس»
والتقدير ولله على الناس مستطيعهم حجّ البيت ؛ وقيل : «من» مبتدأ ، والخبر محذوف
والتقدير : «من استطاع منهم فعليه ذلك».
ويضاف المصدر
أيضا إلى الظرف ثم يرفع الفاعل ، وينصب المفعول نحو : «عجبت من ضرب اليوم زيد عمرا».
كيف يعرب تابع معمول المجرور لفظا :
وجرّ ما يتبع
ما جرّ ومن
|
|
راعى في
الاتباع المحلّ فحسن
|
إذا أضيف
المصدر إلى الفاعل ففاعله يكون مجرورا لفظا ، مرفوعا محلا ، فيجوز في تابعه ـ من
الصفة ، والعطف ، وغيرهما ـ مراعاة اللفظ فيجرّ ، ومراعاة المحلّ فيرفع ؛ فتقول : «عجبت
من شرب زيد الظريف ، والظريف» .
ومن إتباعه على
المحل قوله :
١١٣ ـ حتى تهجّر في الرواح وهاجها
|
|
طلب المعقّب
حقّه المظلوم
|
__________________
فرفع «المظلوم»
لكونه نعتا ل «المعقب» على المحل.
وإذا أضيف إلى
المفعول ، فهو مجرور لفظا منصوب محلا ، فيجوز ـ أيضا ـ في تابعه مراعاة اللفظ أو
المحلّ ومن مراعاة المحل قوله :
١١٤ ـ قد كنت داينت بها حسّانا
|
|
مخافة
الإفلاس واللّيّانا
|
ف «اللّيانا»
معطوف على محل «الإفلاس».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ متى يعمل
المصدر عمل الفعل؟ ومتى يقدّر المصدر (بأن) والفعل؟ ومتى يقدّر (بما) والفعل؟ اشرح
ذلك ومثل لما تقول.
٢ ـ اذكر
بالتفصيل أحوال المصدر العامل؟ وبيّن متى يكون ذلك أكثر؟ ومتى يكون أقيس؟ ومتى
يكون قليلا؟ ولماذا. مثل واستشهد حيث أمكنك.
٣ ـ ما الفرق
بين المصدر واسم المصدر؟ وضّح فيم يخالفه؟ وفيم يوافقه؟ وما معنى كون اسم المصدر
أقل من حروف فعله لفظا وتقديرا من غير تعويض؟ اشرح ذلك بالتفصيل ومثل لجميع ما
تقول.
٤ ـ هل يعمل
اسم المصدر؟ وما ذا يعمل؟ اكتب الشواهد التي تؤيد بها رأيك.
٥ ـ ما أساليب
إعمال المصدر؟ وهل تستوى كثرة وقلّة؟ ولم كان إضافته إلى فاعله ثم نصب المفعول
أقواها؟ مثل لكل ما تقول.
٦ ـ كيف تتبع
فاعل المصدر المجرور بإضافته إلى المصدر؟ وما أنواع التابع الذي يمكن في هذا
المجال؟ مثل لذلك بأمثلة مختلفة.
تمرينات
١ ـ بيّن
المصادر وأسماءها فيما يأتي مع توضيح المعمول وتابعه وموضعه الإعرابي : «إني لأعجب
من طلب العامل المهمل مكافأة ، ومن عدم تقبل العقاب جزاء الإهمال».
من عوامل حب
الناس إياك : «عدم منتك على طالب معروفك ، وإكرامك محتاجا ، وعفو عن مذنب ، وعطاؤك
المتجدد سخاء وبرا ، وإعانتك الفقير على نوائب الدهر».
٢ ـ قال تعالى
: (وَلِلَّهِ عَلَى
لنَّاسِ حِجُّ لْبَيْتِ مَنِ سْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) هل يستقيم إعراب (من) في الآية الكريمة مفعولا للمصدر (حج)؟
ولماذا؟ كيف
تعربها إذن؟.
٣ ـ قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : (من قبلة الرّجل امرأته الوضوء).
بم يستدل بهذا
الحديث؟ وما نوع الإضافة فيه؟ وما موقع كلمة (امرأته)؟ بالنصب ـ وكلمة (الوضوء)
بالرفع؟
٤ ـ هات أمثلة
لما يأتي في جمل تامة :
(أ) مصدر مضاف
إلى المفعول وقد رفع الفاعل.
(ب) اسم مصدر
عامل عمل الفعل.
(ج) مصدر مقرون
(بأل) عامل عمل الفعل.
(د) مصدر عامل
وهو منوّن.
(ه) تابع لفاعل
المصدر المضاف إليه مع ضبطه بما يمكن من الحركات الإعرابية.
__________________
٥ ـ علام
يستشهد بما يأتي : ـ
(أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) .. ـ (وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ)(بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ
الْأَرْضُ.)
ضعيف النكاية
أعداءه
|
|
يخال الفرار
يراخي الأجل
|
قد كنت داينت
بها حسانا
|
|
مخافة
الإفلاس والليانا
|
أكفرا بعد رد
الموت عني
|
|
وبعد عطائك
المائة الرتاعا
|
٦ ـ أعرب البيت الآتي واشرحه :
إذا صح عون
الخالق المرء لم يجد
|
|
عسيرا من الآمال
إلا ميسّرا
|
__________________
إعمال اسم الفاعل
شروط عمل اسم الفاعل المجرد من أل :
كفعله اسم
فاعل في العمل
|
|
إن كان عن
مضيّه بمعزل
|
لا يخلوا اسم
الفاعل من أن يكون معرّفا بأل ، أو مجردا.
فإن كان مجردا
عمل عمل فعله ، من الرفع والنصب ، إن كان مستقبلا أو حالا ، نحو : «هذا ضارب زيدا
الآن أو غدا» وإنما عمل لجريانه على الفعل الذي هو بمعناه ، وهو المضارع ، ومعنى
جريانه عليه : أنه موافق له في الحركات والسكنات ؛ لموافقة «ضارب» ل : «يضرب» فهو
مشبه للفعل الذي هو بمعناه لفظا ومعنى.
وإن كان بمعنى
الماضي لم يعمل ؛ لعدم جريانه على الفعل الذي هو بمعناه ؛ فهو مشبه له معنى لا
لفظا ؛ فلا تقول : «هذا ضارب زيدا أمس» بل يجب إضافته ، فتقول : «هذا ضارب زيد أمس».
__________________
وأجاز الكسائيّ
إعماله ، وجعل منه قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ
ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ف «ذراعيه» منصوب ب «باسط» وهو ماض ، وخرجه غيره على
أنه حكاية حال ماضية .
وولى
استفهاما ، أو حرف ندا
|
|
أو نفيا ، أو
جاصفة ، أو مسندا
|
أشار بهذا
البيت إلى أن اسم الفاعل لا يعمل إلا إذا اعتمد على شيء قبله ، كأن يقع بعد
الاستفهام ، نحو : «أضارب زيد عمرا» أو حرف النداء ، نحو «يا طالعا جبلا» أو النفي نحو : «ما ضارب زيد عمرا» أو يقع نعتا ، نحو «مررت
برجل ضارب زيدا» ، أو حالا : نحو «جاء زيد راكبا فرسا» ويشمل هذين قوله : «أو جاصفة». وقوله «أو مسندا» معناه
أنه يعمل إذا وقع خبرا ، وهذا يشمل خبر المبتدأ. نحو «زيد ضارب عمرا» وخبر ناسخه
أو مفعوله ، نحو «كان زيد ضاربا
__________________
عمرا» و «إن زيدا ضارب عمرا» و «ظننت زيدا ضاربا عمرا» و «أعلمت زيدا عمرا
ضاربا بكرا» .
وقد يكون نعت
محذوف عرف
|
|
فيستحقّ
العمل الذي وصف
|
قد يعتمد اسم
الفاعل على موصوف مقدر فيعمل عمل فعله ، كما لو اعتمد على مذكور ومنه قوله :
١١٥ ـ وكم مالىء عينيه من شيء غيره
|
|
إذا راح نحو
الجمرة البيض كالدّمى
|
__________________
ف «عينيه»
منصوب ب «مالىء» و «مالىء» صفة لموصوف محذوف وتقديره : وكم شخص مالىء ، ومثله قوله
:
١١٦ ـ كناطح صخرة يوما ليوهنها
|
|
فلم يضرها
وأوهى قرنه الوعل
|
التقدير : كوعل
ناطح صخرة.
__________________
عمل اسم الفاعل المقترن بأل :
وإن يكن صلة
أل ففي المضي
|
|
وغيره إعماله
قد ارتضي
|
إذا وقع اسم
الفاعل صلة للألف واللام عمل ماضيا ، ومستقبلا ، وحالا ؛ لوقوعه حينئذ موقع الفعل
؛ إذ حقّ الصلة أن تكون جملة ؛ فتقول : «هذا الضارب زيدا ـ الآن ، أو غدا ، أو أمس»
هذا هو المشهور من قول النحويين.
(وزعم جماعة من
النحويين ـ منهم الرّمّاني ـ أنه إذا وقع صلة لأل لا يعمل إلا ماضيا ، ولا يعمل
مستقبلا ولا حالا.
وزعم بعضهم أنه
لا يعمل مطلقا ، وأن المنصوب بعده منصوب بإضمار فعل. والعجب أن هذين المذهبين
ذكرهما المصنف في التسهيل ، وزعم ابنه بدر الدين في شرحه أن اسم الفاعل إذا وقع
صلة للألف واللام عمل ماضيا ومستقبلا وحالا ، باتفاق ، وقال بعد هذا أيضا : ارتضى
جميع النحويين إعماله ، يعني إذا كان صلة لأل).
__________________
صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل :
فعّال أو
مفعال أو فعول ـ
|
|
في كثرة ـ عن
فاعل بديل
|
فيستحقّ ماله
من عمل
|
|
وفي فعيل قلّ
ذا وفعل
|
يصاغ للكثرة :
فعّال ، ومفعال ، وفعول ، وفعيل ، وفعل فيعمل عمل الفعل على حدّ اسم الفاعل وإعمال
الثلاثة الأول أكثر من إعمال «فعيل وفعل» وإعمال «فعيل» أكثر من إعمال «فعل» فمن
إعمال فعّال ما سمعه سيبويه من قول بعضهم : «أما العسل فأنا شرّاب» .
وقول الشاعر :
١١٧ ـ أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها
|
|
وليس بولّاج
الخوالف أعقلا
|
__________________
ف «العسل»
منصوب ب «شرّاب» و «جلالها» منصوب ب «لبّاس».
ومن إعمال «مفعال»
قول بعض العرب : «إنه لمنحار بوائكها» ف «بوائكها» منصوب ب «منحار» ومن إعمال «فعول»
قول الشاعر :
١١٨ ـ عشيّة سعدى لو تراءت لراهب
|
|
بدومة تجر
دونه وحجيج
|
قلى دينه
واهتاج للشوق إنها
|
|
على الشوق
إخوان العزاء هيوج
|
__________________
ف «إخوان»
منصوب ب «هيوج».
ومن إعمال «فعيل»
قول بعض العرب : «إن الله سميع دعاء من
__________________
دعاه» ف «دعاء» منصوب ب «سميع» ومن إعمال «فعل» ما أنشده سيبويه :
١١٩ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن
|
|
ما ليس منجيه
من الأقدار
|
وقوله :
١٢٠ ـ أتاني أنّهم مزقون عرضي
|
|
جحاش
الكرملين لها فديد
|
__________________
ف «أمورا»
منصوب «حذر» و «عرضي» منصوب ب «مزق».
للمثنى والمجموع من أسماء الفاعلين عمل المفرد :
وما سوى
المفرد مثله جعل
|
|
في الحكم
والشروط حيثما عمل
|
ما سوى المفرد
المثنى والمجموع ـ نحو : الضاربين ، والضاربتين ، والضاربين ، والضّرّاب ،
والضّوارب ، والضاربات ـ فحكمها حكم المفرد في العمل وسائر ما تقدم ذكره من الشروط
؛ فتقول : «هذان الضاربان زيدا وهؤلاء القاتلون بكرا» وكذلك الباقي ، ومنه قوله :
١٢١ ـ أو الفا مكة من ورق الحمى .
__________________
أصله : الحمام.
وقوله :
١٢٢ ـ ثم زادوا أنّهم في قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فخر
|
__________________
إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ونصبه له :
وانصب بذي
الإعمال تلوا واخفض
|
|
وهو لنصب ما
سواه مقتضي
|
يجوز في اسم
الفاعل إضافته إلى ما يليه من مفعول ، ونصبه له ، فتقول : «هذا ضارب زيد ، وضارب
زيدا» فإن كان له مفعولان وأضفته إلى أحدهما وجب نصب الآخر فتقول : «هذا معطي زيد
درهما ، ومعطي درهم زيدا».
واجرر أو
انصب تابع الذي انخفض
|
|
ك «مبتغي جاه
ومالا من نهض»
|
يجوز في تابع
معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة : الجرّ والنصب ، نحو : «هذا ضارب زيد وعمرو ،
وعمرا» فالجرّ مراعاة للفظ ، والنصب على إضمار فعل ـ وهو الصحيح ـ والتقدير : «ويضرب
عمرا» أو مراعاة لمحلّ المخفوض وهو المشهور ، وقد روي بالوجهين قوله :
١٢٣ ـ الواهب المائة الهجان وعبدها
|
|
عوذا تزجّي
بينها أطفالها
|
__________________
بنصب «عبد»
وجرّه ، وقال الآخر :
١٢٤ ـ هل أنت باعث دينار لحاجتنا
|
|
أو عبد ربّ
أخا عون بن مخراق
|
__________________
بنصب «عبد»
عطفا على محل «دينار» أو على إضمار فعل ، التقدير : «أو تبعث عبد رب».
عمل اسم المفعول مثل عمل الفعل المبني للمجهول :
وكلّ ما قرّر
لاسم فاعل
|
|
يعطى اسم
مفعول بلا تفاضل
|
فهو كفعل صيغ
للمفعول في
|
|
معناه
كالمعطى كفافا يكتفى
|
جميع ما تقدم
في اسم الفاعل ـ من أنه إن كان مجردا عمل إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال ، بشرط
الاعتماد ، وإن كان بالألف واللام عمل مطلقا ـ يثبت لاسم المفعول ، فتقول : «أمضروب
الزيدان ـ الآن
__________________
أو غدا» أو «جاء المضروب أبوهما ـ الآن ، أو غدا ، أو أمس».
وحكمه في
المعنى والعمل حكم الفعل المبني للمفعول ؛ فيرفع المفعول كما يرفعه فعله ، فكما
تقول : «ضرب الزيدان» تقول : «أمضروب الزيدان» وإن كان له مفعولان رفع أحدهما ونصب
الآخر نحو «المعطى كفافا يكتفى» فالمفعول الأول ضمير مستتر عائد على الألف واللام
، وهو مرفوع لقيامه مقام الفاعل ، و «كفافا» المفعول الثاني.
وقد يضاف ذا
إلى اسم مرتفع
|
|
معنى ك «محمود
المقاصد الورع»
|
يجوز في اسم
المفعول أن يضاف إلى ما كان مرفوعا به ، فتقول في قولك : «زيد مضروب عبده» «زيد مضروب العبد» فتضيف اسم المفعول إلى ما كان مرفوعا به ، ومثله «الورع
محمود المقاصد» والأصل «الورع محمود مقاصده» ولا يجوز ذلك في اسم الفاعل ؛ فلا
تقول : «مررت برجل ضارب الأب زيدا» تريد : «ضارب أبوه زيدا».
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ متى يعمل
اسم الفاعل عمل فعله؟ ومتى لا يعمل هذا العمل؟ وما وجه عمله مطلقا إذا كان (بأل)؟
ولماذا لا يعمل إن كان بمعنى الماضي؟ وكيف عمل في الآية الشريفة
«وَكَلْبُهُمْ
باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ»؟ اشرح ذلك مع التعليل والتمثيل ...
٢ ـ فصّل القول
في الأمور التي يعتمد عليها اسم الفاعل لكي يعمل عمل فعله؟ واذكر ما يكون منها
مقدرا؟ وما وجه عمله في قولك : «يا راكبا فرسا»؟ اشرح مع التمثيل ..
٣ ـ ما أوزان
صيغ المبالغة في اسم الفاعل؟ وما عملها؟ وما شرط هذا العمل وضح ذلك مع التمثيل لكل
واحد منها بمثال من عندك.
٤ ـ قال النحاة
: «يعمل اسم الفاعل عمل الفعل في جميع حالاته مفردا ومثنى ومجموعا وكذلك صيغ
المبالغة».
اشرح ذلك ومثل
له بأمثلة متنوعة واستشهد حيث أمكنك.
٥ ـ بيّن إلى
أي شيء يضاف اسم الفاعل؟ وما الحكم فيما لو كان له مفعولان أو ثلاثة؟ إلى أيها
يضاف؟ وما ذا يجب في الباقي؟ مثل لجميع ما تذكر ..
٦ ـ بيّن حكم
تابع معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة؟ ومثّل لذلك.
٧ ـ ماذا يعمل
اسم المفعول؟ وما شرط هذا العمل؟ وما الفرق بينه وبين اسم الفاعل في هذا العمل؟
وإلى أي شيء أضيف في قولهم (الورع محمود المقاصد)؟ وما أصل هذا التركيب؟ وهل يجوز
ذلك في اسم الفاعل؟ ولماذا؟ مثل لكل ما تذكر.
تمرينات
١ ـ بين مواضع
الاستشهاد بما يأتي في هذا الباب :
قال تعالى
: «وَما
ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ـ هَلْ
هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ ـ خُشَّعاً
أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ ـ إِنَّ
اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ـ وَالذَّاكِرِينَ
اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ .»
٢ ـ بيّن فيما
يأتي اسمي الفاعل والمفعول وأمثلة المبالغة ومعمول كلّ وتابعه وحكم ذلك.
قال صلىاللهعليهوسلم : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
ـ أو القائم الليل الصائم النهار».
وقال الجاحظ : «المشورة
لقاح العقول ـ ورائد الصواب» ـ فلعلكم أيها المسلمون ـ من المقدرين هذا القول قدره
ـ العاملين بما تضمنه من توجيه ، فكثير من الناس مصروف عن التدبّر في مثله ، متعصب
لرأيه ، لا يعبأ بالمشورة ، معط آراءه أكثر ما تستحق ـ كاسيها ثوب الزيف ، قوال
غير فعال ، ومن الناس من هو كسل عن العمل ، شغوف باللهو ـ فمثل هذا لا يكون محمود
العواقب ولا مأمون العثار.
__________________
٣ ـ مثل لما
يأتي في جمل من إنشائك :
صيغة مبالغة
مجموعة عاملة عمل الفعل ـ اسم مفعول معتمد على استفهام في العمل ـ اسم مفعول معتمد
على مخبر عنه ـ اسم فاعل معتمد على موصوف مقدر ـ تابع لمعمول اسم المفعول المجرور
بالإضافة وآخر لمعمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة.
٤ ـ علام اعتمد
اسم المفعول في الأساليب الآتية ليعمل فيما بعده؟
المحمود الله
جل جلاله ـ والمصلّى عليه محمد وآله.
هذا العتب
محمود عواقبه ـ أمطلوب أن أسافر؟
ما مرغوب أن
أقيم على ضيم.
٥ ـ قال الشاعر
: ـ
ألم أقسم
عليك لتخبرنّي
|
|
أمحمول على
النعش الهمام؟
|
أعرب البيت
السابق ... ووضح معناه
الصفة المشبهة باسم الفاعل
علامة الصفة المشبهة جر فاعلها بها :
صفة استحسن
جرّ فاعل
|
|
معنى بها
المشبهة اسم الفاعل
|
قد سبق أن
المراد بالصفة ما دل على معنى وذات ، وهذا يشمل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ،
وأفعل التفضيل والصفة المشبّهة وذكر المصنف أن علامة الصفة المشبهة استحسان جرّ فاعلها بها ، نحو «حسن الوجه» و «منطلق
اللسان» و «طاهر القلب» : والأصل : «حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه» فوجه :
مرفوع بحسن على الفاعلية ولسانه : مرفوع بمنطلق ، وقلبه : مرفوع بطاهر ، وهذا لا
يجوز في غيرها من الصفات ، فلا تقول : «زيد ضارب الأب عمرا» تريد : «ضارب أبوه
عمرا» ، ولا «زيد قائم الأب غدا» تريد : «زيد قائم أبوه غدا».
وقد تقدّم أن
اسم المفعول يجوز إضافته إلى مرفوعه ؛ فتقول : «زيد
__________________
مضروب الأب» وهو حينئذ جار مجرى الصفة المشبّهة.
تصاغ الصفة المشبهة من فعل لازم :
وصوغها من
لازم لحاضر
|
|
كطاهر القلب
جميل الظاهر
|
يعنى أن الصفة المشبهة
لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» «تريد قاتل أبوه بكرا» بل
لا تصاغ إلا من فعل لازم ، نحو «طاهر القلب وجميل الظاهر» ولا تكون إلا للحال ، وهو المراد بقوله «لحاضر» فلا تقول : «زيد حسن الوجه
غدا أو أمس» ونبّه بقوله : «كطاهر القلب جميل الظاهر» على أن الصفة المشبهة إذا
كانت من فعل ثلاثي تكون على نوعين ، أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب»
وهذا قليل فيها ، والثاني ما لم يوازنه وهو الكثير نحو «جميل الظاهر ، وحسن الوجه
، وكريم الأب» وإن كانت من غير ثلاثي وجب موازنتها المضارع ، نحو «منطلق
اللسان».
عمل الصفة المشبهة :
وعمل اسم
فاعل المعدّى
|
|
لها على
الحدّ الذي قد حدّا
|
أي : يثبت لهذه
الصفة عمل اسم الفاعل المتعدي وهو : الرفع ،
__________________
والنصب ، نحو «زيد حسن الوجه» ففي «حسن» ضمير مرفوع هو الفاعل ، و «الوجه»
منصوب على التشبيه بالمفعول به ؛ لأن حسنا شبيه بضارب فعمل عمله وأشار بقوله : «على
الحدّ الذي قد حدّا» إلى أن الصفة المشبهة تعمل على الحد الذي سبق في اسم الفاعل ،
وهو أنه لا بد من اعتمادها كما أنه لا بد من اعتماده .
وسبق ما تعمل
فيه مجتنب
|
|
وكونه ذا
سببية وجب
|
لما كانت الصفة
المشبهة فرعا في العمل عن اسم الفاعل قصرت عنه .
فلم يجز تقديم
معمولها عليها ، كما جاز في اسم الفاعل ، فلا تقول : «زيد الوجه حسن» كما تقول : «زيد
عمرا ضارب» ولم تعمل إلا في سببيّ نحو : «زيد حسن وجهه» ولا تعمل في أجنبي ، فلا
تقول : «زيد حسن عمرا» واسم الفاعل يعمل في السببيّ ، والأجنبي ، نحو : «زيد ضارب
غلامه ، وضارب عمرا».
__________________
أحوال معمولها ووجوه إعرابه :
فارفع بها ،
وانصب ، وجرّ ـ مع أل
|
|
ودون أل ـ مصحوب
أل ، وما اتصل
|
بها : مضافا
أو مجردا ، ولا
|
|
تجرر بها مع
أل ـ سما من أل خلا
|
ومن إضافة
لتاليها ، وما
|
|
لم يخل فهو
بالجواز وسما
|
الصفة المشبهة
: إما أن تكون بالألف واللام ، نحو «الحسن» أو مجردة عنهما ، نحو «حسن» وعلى كل من
التقديرين لا يخلو المعمول من أحوال ستة :
(أ) الأول : أن
يكون المعمول بأل ، نحو «الحسن الوجه ، حسن الوجه».
(ب) الثاني :
أن يكون مضافا لما فيه أل ، نحو «الحسن وجه الأب ، وحسن وجه الأب».
(ج) الثالث :
أن يكون مضافا إلى ضمير الموصوف ، نحو «مررت بالرجل الحسن وجهه ، وبرجل حسن وجهه».
(د) الرابع :
أن يكون مضافا إلى مضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «مررت بالرجل الحسن وجه غلامه ،
وبرجل حسن وجه غلامه».
(ه) الخامس :
أن يكون مجردا من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب ، وحسن وجه أب».
__________________
(و) السادس :
أن يكون المعمول مجردا من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجها ، وحسن وجها».
فهذه اثنتا
عشرة مسألة ، والمعمول في كل واحدة من هذه المسائل المذكورة : إما أن يرفع ، أو ينصب ، أو يجر فيتحصل حينئذ ست وثلاثون صورة.
وإلى هذا أشار
بقوله : «فارفع بها» أي : بالصفة المشبّهة ، «وانصب وجر مع أل» أي إذا كانت الصفة
بأل نحو «الحسن» و «دون أل» أي : إذا كانت الصفة بغير أل ، نحو «حسن» «مصحوب أل» ؛
أي : المعمول المصاحب لأل ، نحو «الوجه» «وما اتصل بها : مضافا ، أو مجردا» أي : والمعمول
المتصل بها ـ أي : بالصفة ـ إذا كان المعمول مضافا ، أو مجردا من الألف واللام والإضافة.
ويدخل تحت قوله : «مضافا» المعمول المضاف إلى ما فيه أل ، نحو : «وجه الأب»
والمضاف إلى ضمير الموصوف نحو «وجهه» والمضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف نحو : «وجه
غلامه» والمضاف إلى المجرد من أل دون الإضافة ، نحو «وجه أب».
وأشار بقوله :.
«ولا تجرر بها مع أل ـ إلى آخره» إلى أن هذه المسائل ليست كلّها على الجواز ، بل
يمتنع منها ـ إذا كانت الصفة بأل ـ أربع مسائل :
(أ) الأولى :
جر المعمول المضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجهه».
(ب) الثانية :
جر المعمول المضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجه غلامه».
__________________
(ج) الثالثة :
جرّ المعمول المضاف إلى مجرد من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب».
(د) الرابعة :
جرّ المعمول المجرد من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجه».
فمعنى كلامه «ولا
تجرر بها» أي : بالصفة المشبهة ، إذا كانت الصفة مع أل اسما خلا من أل أو خلا من
الإضافة لما فيه أل وذلك كالمسائل الأربع ، وما لم يخل من ذلك يجوز جرّه كما يجوز
رفعه ونصبه ، كالحسن الوجه ، والحسن وجه الأب ، وكما يجوز جر المعمول ونصبه ورفعه
إذا كانت الصفة لغير أل على كل حال.
أسئلة ومناقشات
١ ـ ما الفرق
بين اسم الفاعل والصفة المشبهة في المعنى؟ ولماذا سميت كذلك وبأي شيء تشبّه؟ اكتب
تعريفا مختصرا لها مع التمثيل لما تقول.
٢ ـ قال النحاة
: «تضاف الصفة المشبهة إلى مرفوعها استحسانا وكذا اسم المفعول دون اسم الفاعل». علّل
لذلك مع ذكر الأمثلة الدالة.
٣ ـ ممّ تصاغ
الصفة المشبهة؟ وما معنى صوغها من لازم لحاضر؟ مثل لذلك بأمثلة من عندك.
٤ ـ يختلف اسم
الفاعل عن الصفة المشبهة في الزمن ـ وفيما يصاغان منه ـ وفيما يضافان إليه ـ اشرح
ذلك مع التمثيل لكل ما تقول.
٥ ـ ماذا تعمل
الصفة المشبهة؟ وكيف ينصب الاسم بعدها مع لزومها؟ وما شرط عملها؟ مثّل لما تقول.
٦ ـ اشرح معنى
قولهم (لا تعمل الصفة المشبهة إلا في سببيّ متأخر) ومثّل لما تقول.
تمرينات
١ ـ مثل للصفة
المشبهة مقترنة (بأل) عاملة فيما بعدها الرفع والنصب والجر.
٢ ـ مثل للصفة
المشبهة مجردة من (أل) عاملة فيما بعدها الرفع والنصب والجر.
٣ ـ بيّن نوع
كل مشتق مما يأتي ثم ضعه في عباره مفيدة بحيث يكون عاملا : ـ
طيّب ، مستعان
به ، جميل ، يقظان ، مستقيم ، سمح الخلق ، صعب ، مهيب ، خفيف الحمل.
٤ ـ يستشهد بما
يأتي في هذا الباب ، بيّن موضع الاستشهاد ثم أعرب ما تحته خط :
قال تعالى
: «لَقَدْ
جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ، حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ».
وقال الشاعر :
حسن الوجه طلقه أنت في السّلم وفي الحرب كالح مكفهرّ
٥ ـ اشرح البيت
الآتي ثم أعربه : ـ
تعيّرنا أنا
قليل عديدنا
|
|
فقلت لها :
إن الكرام قليل
|
__________________
التعجب
صيغتا التعجب ـ إعرابهما :
بأفعل انطق
بعد «ما» تعجّبا
|
|
أو جيء ب «أفعل»
قبل مجرور ببا
|
وتلو أفعل
انصبنّه : ك «ما
|
|
أوفى خليلينا
، وأصدق بهما»
|
للتعجب صيغتان
: إحداهما «ما أفعله» والثانية «أفعل به» وإليهما أشار المصنف بالبيت الأول أي :
انطق بأفعل بعد «ما» للتعجّب ، نحو «ما أحسن زيدا» ، «وما أوفى خليلينا» أو جيء
بأفعل قبل مجرور ببا ، نحو «أحسن بالزيدين ، وأصدق بهما».
__________________
فما : مبتدأ ،
وهي نكرة تامة عند سيبويه ، و «أحسن» فعل ماض ، فاعله ضمير مستتر عائد على «ما» و
«زيدا» مفعول أحسن ، والجملة خبر عن «ما» والتقدير : «شيء أحسن زيدا» أي جعله حسنا
، وكذلك «ما أوفى خليلينا» وأما «أفعل» ففعل. أمر ومعناه التعجب لا الأمر وفاعله المجرور بالباء ، والباء
زائدة ، واستدل على فعلية «أفعل» بلزوم نون الوقاية له إذا اتصلت به ياء المتكلم ،
نحو «ما أفقرني إلى عفو الله» وعلى فعلية «أفعل» بدخول نون التوكيد عليه في قوله :
١ ـ ومستبدل من بعد غضبى صريمة
|
|
فأحر به من
طول فقر وأحريا
|
__________________
أراد «وأحرين»
بنون التوكيد الخفيفة ، فأبدلها ألفا في الوقف.
وأشار بقوله : «وتلو
أفعل» إلى أن تالي «أفعل» ينصب لكونه مفعولا نحو «ما أوفى خليلينا» ثم مثل بقوله : «وأصدق بهما»
للصيغة الثانية.
(أ) وما قدمناه
من أن «ما» نكرة تامة هو الصحيح ، والجملة التي بعدها خبر عنها ، والتقدير «شيء أحسن
زيدا» أي جعله حسنا.
(ب) وذهب
الأخفش إلى أنها موصولة ، والجملة التي بعدها صلتها ، والخبر محذوف ، والتقدير : «الذي
أحسن زيدا شيء عظيم».
(ج) وذهب بعضهم
إلى أنّها استفهامية ، والجملة التي بعدها خبر عنها ، والتقدير : «أيّ شيء أحسن
زيدا»؟.
(د) وذهب بعضهم
إلى أنّها نكرة موصوفة والجملة التي بعدها صفة لها ، والخبر محذوف والتقدير : «شيء
أحسن زيدا عظيم».
__________________
حذف المتعجب منه :
وحذف ما منه
تعجّبت استبح
|
|
إن كان عند
الحذف معناه يضح
|
يجوز حذف
المتعجّب منه ، وهو المنصوب بعد أفعل ، والمجرور بالباء بعد أفعل إذا دلّ عليه
دليل فمثال الأول قوله :
٢ ـ أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا
|
|
بكاء على
عمرو وما كان أصبرا
|
__________________
التقدير : «وما
كان أصبرها» فحذف الضمير وهو مفعول أفعل للدلالة عليه بما تقدم ، ومثال الثاني
قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ) التقدير ـ والله أعلم ـ «وأبصر بهم» فحذف بهم لدلالة ما
قبله عليه.
وقول الشاعر :
٣ ـ فذلك إن يلق المنية يلقها
|
|
حميدا وإن
يستغن يوما فأجدر
|
__________________
أي فأجدر به ،
فحذف المتعجب منه بعد أفعل ، وإن لم يكن معطوفا على أفعل مثله وهو شاذ.
جمود صيغتي التعجب :
وفي كلا
الفعلين قدما لزما
|
|
منع تصرف
بحكم حتما
|
لا يتصرف فعلا
التعجب ، بل يلزم كل منهما طريقة واحدة ، فلا يستعمل من أفعل غير الماضي ، ولا من
أفعل غير الأمر قال المصنف ، وهذا مما لا خلاف فيه.
شروط ما يصاغ منه فعلا التعجب :
وصغهما من ذي
ثلاث صرّفا
|
|
قابل فضل ،
تمّ ، غير ذي انتفا
|
__________________
وغير ذي وصف
يضاهي أشهلا
|
|
وغير سالك
سبيل فعلا
|
يشترط في الفعل
الذي يصاغ منه فعلا التعجب شروط سبعة :
١ ـ احدها : أن
يكون ثلاثيا ، فلا يبنيان مما زاد عليه ، نحو : دحرج وانطلق واستخرج.
٢ ـ الثاني :
أن يكون متصرفا ، فلا يبنيان من فعل غير متصرف ، كنعم ، وبئس ، وعسى ، وليس.
٣ ـ الثالث :
أن يكون معناه قابلا للمفاضلة ، فلا يبنيان من «مات» و «فني» ونحوهما ، إذ لا مزية
فيهما لشيء على شيء.
٤ ـ الرابع :
أن يكون تاما ، واحترز بذلك من الأفعال الناقصة ، نحو «كان» وأخواتها ، فلا تقول :
«ما أكون زيدا قائما» وأجازه الكوفيون.
٥ ـ الخامس :
أن لا يكون منفيا ، واحترز بذلك من المنفي لزوما ، نحو «ما عاج فلان بالدواء» أي :
ما انتفع به ، أو جوازا نحو «ما ضربت زيدا».
٦ ـ السادس :
أن لا يكون الوصف منه على أفعل ، واحترز بذلك من الأفعال الدالة على الألوان : كسود
فهو أسود ، وحمر فهو أحمر والعيوب كحول فهو أحول ، وعور فهو أعور ؛
__________________
فلا تقول : «ما أسوده» ولا «ما أحمره» ولا «ما أحوله» ولا «ما أعوره» ولا «أعور
به» ولا «أحول به».
٧ ـ السابع :
أن لا يكون مبنيا للمفعول نحو «ضرب زيد» فلا تقول «ما أضرب زيد» تريد التعجب من
ضرب أوقع به ، لئلا يلتبس بالتعجّب من ضرب أوقعه.
ما يتوصل به إلى التعجب من فاقد شرط :
وأشدد او
أشدّ ، أو شبههما
|
|
يخلف ما بعض
الشروط عدما
|
ومصدر العادم
ـ بعد ـ ينتصب
|
|
وبعد أفعل
جرّه بالبا يجب
|
يعني أنه
يتوصّل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بأشدد ونحوه ، وبأشدّ ونحوه ،
وينصب مصدر ذلك الفعل العادم الشروط بعد «أفعل» مفعولا ، ويجر بعد «أفعل» بالباء ،
فتقول : «ما أشدّ
__________________
دحرجته ، واستخراجه و «أشدد بدحرجته ، واستخراجه» و «ما أقبح عوره ، وأقبح
بعوره» و «ما أشد حمرته ، وأشدد بحمرته».
وبالنّدور
احكم لغير ما ذكر
|
|
ولا تقس على
الذي منه أثر
|
يعني أنه إذا
ورد بناء فعل التعجب من شيء من الأفعال التي سبق أنه لا يبنى منها حكم بندوره ،
ولا يقاس على ما سمع منه ، كقولهم : «ما أخصره» من «اختصر» فبنوا أفعل من فعل زائد
على ثلاثة أحرف وهو مبني للمفعول وكقولهم : «ما أحمقه» فبنوا أفعل من فعل الوصف
منه على أفعل ، نحو حمق فهو أحمق. وقولهم «ما أعساه» و «أعس به» فبنوا أفعل وأفعل
به من «عسى» وهو فعل غير متصرف.
تأخير معمول فعل التعجب ووجوب وصله بعامله :
وفعل هذا
الباب لن يقدّما
|
|
معموله ،
ووصله به الزما
|
وفصله بظرف
او بحرف جرّ
|
|
مستعمل
والخلف في ذاك استقرّ
|
لا يجوز تقديم
معمول فعل التعجب عليه ، فلا تقول «زيدا ما أحسن» ولا «ما زيدا أحسن» ولا «بزيد
أحسن» ويجب وصله» بعامله ،
__________________
فلا «يفصل بينهما بأجنبي» ، فلا تقول في «ما أحسن معطيك الدرهم» «ما أحسن الدرهم
معطيك» ولا فرق في ذلك بين المجرور وغيره ، فلا تقول «ما أحسن بزيد مارا» تريد «ما أحسن مارا
بزيد» ولا «ما أحسن عندك جالسا» تريد «ما أحسن جالسا عندك».
فإن كان الظرف
أو المجرور معمولا لفعل التعجب ، ففي جواز الفصل بكل منهما بين فعل التعجب ومعموله
خلاف ، والمشهور جوازه (خلافا للأخفش والمبرد ومن وافقهما ، ونسب الصيمريّ المنع
إلى سيبويه) ، ومما ورد فيه الفصل في النثر قول عمرو بن معد يكرب : «لله درّ بني سليم ، ما أحسن في الهيجاء لقاءها ،
وأكرم في اللزبات عطاءها ، وأثبت في المكرمات بقاءها» وقول علي كرّم الله وجهه ، وقد مرّ بعمّار فمسح التراب
عن وجهه «أعزز علي أبا اليقظان أن أراك صريعا
__________________
مجدّلا» ومما ورد منه من النظم قول بعض الصحابة رضياللهعنهم :
٤ ـ وقال نبيّ المسلمين : تقدّموا
|
|
وأحبب إلينا
أن تكون المقدّما
|
وقوله :
__________________
٥ ـ خليليّ ما أحرى بذي اللّبّ أن يرى
|
|
صبورا ، ولكن
لا سبيل إلى الصّبر
|
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ ما صيغتا
التعجب عند النحاة؟ تعجّب بهما من شدّة الحرّ ، وكثرة السيارات ، وسرعة السائقين
في جمل تامة من عندك.
٢ ـ كيف تعرب
صيغة (ما أفعله)؟ وما معنى (ما»؟ وما الدليل على فعلية «أفعل» بعدها؟ وما نوع جملة
التعجب هذه؟ مثل لما تقول.
٣ ـ ما إعراب
الصيغة الثانية للتعجب؟ «أفعل به» وما نوع هذا الفعل؟ وكيف تستدل على فعليته؟ وكيف
تعرب الباء الداخلة على الاسم بعده؟ وما إعراب ذلك الاسم؟ مثل ووضّح.
٤ ـ ما المقصود
بالمتعجب منه؟ مثل له في صيغ من عندك ـ ثم وضح متى يجوز حذفه؟ ومتى يمتنع؟ ولماذا؟
مثل لما تقول.
٥ ـ قال النحاة
: «فعلا التعجب جامدان لا يتصرفان». اشرح ذلك ووضح ما يترتب عليه من عدم تقدم
معموليهما عليهما. وعدم صحة الفصل بين فعلي التعجب وبين معموليهما .. ووضح متى يصح
ذلك الفصل ثم مثل لما تذكر ..
٧ ـ ما شرط صوغ
فعلى التعجب؟ وكيف تتعجب مما لم يستوف الشروط مثل لما تقول.
٨ ـ هناك (أفعال)
لا يتعجب منها مطلقا .. وأخرى يتعجب منها بفعل مساعد وضح ذلك مع التمثيل ..
تمرينات
١ ـ لماذا صح
قولك : ما أكرم بعليّ أن يصدق وأكرم به أن يقول الحق؟ ولم يصح قولك : ما أحسن في
المسجد معتكفا وأحسن عندك بجالس؟ علّل لذلك.
٢ ـ تعجّب مما
يأتي في صيغ تامة بالصيغتين :
دحرجت الكرة ـ انتصر
الحق على الباطل ـ استغفرت الله ـ ما قصرت في واجب ـ تنتحل الأعذار ـ اختصرت
المقال ـ عورت العين ـ اخضرّ الزرع ـ كنت موفقا.
٣ ـ قال تعالى
: «أَسْمِعْ
بِهِمْ وَأَبْصِرْ».
ويقول الشاعر :
فذلك إن يلق
النية يلقها
|
|
حميدا وإن
يستغن يوما فأجدر
|
(أ) وضح لم صح حذف المتعجب منه في
الآية الكريمة وشذّ في البيت؟
(ب) أعرب ما
تحته خط مما مر.
٤ ـ كثيرا ما
نسمع هذه الأساليب في التعجب ما رأيك فيها؟ وهل هي جارية على القواعد؟
ما أولع الشباب
بلعب الكرة ـ ما أخصر هذا المقال.
ما أهوج الأحمق
في تصرفاته ـ ما أسود ظلام الليلة.
ما أشبه الليلة
بالبارحة ما أتقاه لله.
__________________
٦ ـ اشرح ثم
أعرب البيت الآتي :
إذا ورّث
الجهال أبناءهم غنى
|
|
وما لا فما
أشقى بني العلماء
|
٧ ـ قال الشاعر :
أخلق بذي
الصبر أن يحظى بحاجته
|
|
ومد من القرع
للأبواب أن يلجا
|
(أ) أعرب الشطر الأول من البيت.
(ب) حول صيغة
التعجب فيه إلى صيغة (ما أفعله).
(ج) اشرح البيت
ناصحا إخوانك بالصبر في معالجة البحث والدراسة.
نعم وبئس وما جرى مجراهما
نعم وبئس فعلان جامدان :
فعلان غير
متصرّفين
|
|
نعم ، وبئس ،
رافعان اسمين
|
مقارني ـ أل
أو مضافين لما
|
|
قارنها ، ك «نعم
عقبى الكرما»
|
__________________
ويرفعان
مضمرا يفسّره
|
|
مميّز ، ك «نعم
قوما معشره
|
مذهب جمهور
النحويين أن «نعم ، وبئس» فعلان ؛ بدليل دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما ، نحو «نعمت
المرأة هند» و «بئست المرأة دعد».
ذهب جماعة من
الكوفيين ـ ومنهم الفراء ـ إلى أنهما اسمان ، واستدلّوا بدخول حرف الجر عليهما في قول بعضهم : «نعم
السير على بئس العير» وقول الآخر : «والله ما هي بنعم الولد ، نصرها بكاء ،
وبرّها سرقة» وخرّج على جعل «نعم وبئس» معمولين لقول محذوف واقع صفة
لموصوف محذوف ، وهو المجرور بالحرف ، لا «نعم وبئس» والتقدير : «نعم السير على عير
مقول فيه بئس العير ، وما هي بولد مقول فيه نعم الولد» فحذفت الصفة والموصوف ،
وأقيم المعمول مقامهما مع بقاء «نعم وبئس» على فعليتهما.
__________________
وهذان الفعلان
لا يتصرفان ، فلا يستعمل منهما غير الماضي .
أحوال فاعل نعم وبئس :
ولا بد لهما من
مرفوع هو الفاعل ، وهو على ثلاثة أقسام :
(أ) الأول : أن
يكون محلّى بالألف واللام ، نحو «نعم الرجل زيد» ومنه قوله تعالى : (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) واختلف في هذه اللام : فقال قوم : هي للجنس حقيقة ،
فمدحت الجنس كله من أجل زيد ، ثم خصصت زيدا بالذكر ، فتكون قد مدحته مرتين ، وقيل
: هي للجنس مجازا ، وكأنك قد جعلت زيدا الجنس كلّه مبالغة ، وقيل ، هي للعهد.
(ب) الثاني :
أن يكون مضافا إلى ما فيه «أل» كقوله : «نعم عقبي الكرما» ومنه قوله : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ).
__________________
(ج) الثالث :
أن يكون مضمرا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز ، نحو «نعم قوما
معشره» ففي «نعم» ضمير مستتر يفسره «قوما» و «معشره مبتدأ وزعم بعضهم أن «معشره»
مرفوع بنعم ، وهو الفاعل ، ولا ضمير فيها ، وقال بعض هؤلاء : إن «قوما» حال ،
وبعضهم : إنّه تمييز. ومثل «نعم قوما معشره» قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
وقول الشاعر :
٦ ـ لنعم موئلا المولى إذا حذرت
|
|
بأساء ذي
البغي واستيلاء ذي الإحن
|
__________________
وقول الآخر :
٧ ـ تقول عرسي وهي لي في عومره
|
|
بئس امرأ ،
وإنّني بئس المره
|
__________________
اختلاف النحاة في اجتماع التمييز والفاعل الظاهر :
وجمع تمييز
وفاعل ظهر
|
|
فيه خلاف
عنهم قد اشتهر
|
اختلف النحويون
في جواز الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في «نعم» وأخواتها ؛
(أ) فقال قوم :
لا يجوز ذلك ، وهو المنقول عن سيبويه ، فلا تقول :
«نعم الرجل
رجلا زيد».
(ب) وذهب قوم
إلى الجواز ، واستدلوا بقوله :
٨ ـ والتغلبيّون بئس الفحل فحلهم
|
|
فحلا وأمّهم
زلّاء منطيق
|
__________________
وقوله :
٩ ـ تزوّد مثل زاد أبيك فينا
|
|
فنعم الزاد
زاد أبيك زادا
|
__________________
(ج) وفصّل
بعضهم ، فقال : إن أفاد التمييز فائدة زائدة على الفاعل جاز الجمع بينهما ، نحو «نعم
الرجل فارسا زيد» وإلا فلا ، نحو «نعم الرجل رجلا زيد».
فإن كان الفاعل
مضمرا جاز الجمع بينه وبين التمييز اتفاقا ، نحو «نعم رجلا زيد».
إعراب «ما» الواقعة بعد «نعم» :
وما مميّز
وقيل فاعل
|
|
في نحو «نعم
ما يقول الفاضل»
|
تقع «ما» بعد «نعم
وبئس» فتقول : «نعم ما» أو «نعمّا» و «بئس ما» ومنه قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا
هِيَ) وقوله
__________________
تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا
بِهِ أَنْفُسَهُمْ) واختلف في «ما» فقال قوم : هي نكرة منصوبة على التمييز
، وفاعل نعم ضمير مستتر. وقيل : هي الفاعل ، وهي اسم معرفة ، وهذا مذهب ابن خروف
ونسبه إلى سيبويه.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم :
ويذكر
المخصوص بعد مبتدا
|
|
أو خبر اسم
ليس يبدو أبدا
|
يذكر بعد «نعم
وبئس» وفاعلهما اسم مرفوع ، هو المخصوص بالمدح أو الذمّ ، وعلامته : أن يصلح لجعله
مبتدأ. وجعل الفعل والفاعل خبرا عنه ، نحو «نعم الرجل زيد ، وبئس الرجل عمرو ،
ونعم غلام القوم زيد ، وبئس غلام القوم عمرو ، ونعم رجلا زيد ، وبئس رجلا عمرو»
وفي إعرابه وجهان مشهوران :
(أ) أحدهما :
أنه مبتدأ والجملة قبله خبر عنه.
(ب) الثاني :
أنه خبر مبتدأ محذوف وجوبا والتقدير «هو زيد ، وهو عمرو» أي الممدوح زيد ،
والمذموم عمرو ، ومنع بعضهم الوجه الثاني ، وأوجب الأول.
(ج) وقيل : هو
مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : زيد الممدوح.
وإن يقدّم
مشعر به كفى
|
|
ك «العلم نعم
المقتنى والمقتفى»
|
إذا تقدم ما
يدل على المخصوص بالمدح أو الذم أغنى عن ذكره آخرا ، كقوله تعالى في أيوب : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) أي : نعم العبد أيوب ، فحذف المخصوص بالمدح ـ وهو أيوب
ـ لدلالة ما قبله عليه.
__________________
«ساء» مثل «بئس». صيغة «فعل» للمدح أو الذم :
واجعل كبئس «ساء»
، واجعل «فعلا»
|
|
من ذي ثلاثة
كنعم مسجلا
|
تستعمل «ساء»
في الذم استعمال «بئس» فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس ، وهو المحلّى
بالألف واللام ، نحو : «ساء الرجل زيد» والمضاف إلى ما فيه الألف واللام ، نحو «ساء
غلام القوم زيد» والمضمر المفسّر بنكرة بعده ، نحو : «ساء رجلا زيد» ومنه قوله
تعالى : (ساءَ مَثَلاً
الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا) ـ ويذكر بعدها المخصوص بالذم ، كما يذكر بعد «بئس»
وإعرابه كما تقدّم.
وأشار بقوله : «واجعل
فعلا إلى أن كل فعل ثلاثي يجوز أن يبنى منه على «فعل» لقصد المدح والذم ، يعامل
معاملة «نعم ،
__________________
وبئس» في جميع ما تقدم لهما من الأحكام ، فتقول : «شرف الرجل زيد ، ولؤم
الرجل بكر وشرف غلام الرجل زيد ، وشرف رجلا زيد».
ومقتضى هذا
الإطلاق أنه يجوز في علم أن يقال «علم الرجل زيد» بضم عين الكلمة ، وقد مثّل هو
وابنه به ، وصرّح غيره أنه لا يجوز تحويل «علم وجهل وسمع» إلى «فعل» بضم العين ،
لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها ، ولم تحولها إلى
الضم ، فلا يجوز لنا تحويلها. بل نبقيها على حالها ، كما أبقوها ؛ فتقول :
«علم الرجل زيد
، وجهل الرجل عمر ، وسمع الرجل بكر».
«حبذا» و «لا حبذا» للمدح والذم :
ومثل نعم «حبّذا»
الفاعل «ذا»
|
|
وإن ترد ذمّا
فقل : «لا حبّذا»
|
يقال في المدح
: «حبذا زيد» ، وفي الذمّ : «لا حبذا زيد» كقوله :
__________________
١٠ ـ ألا حبّذا أهل الملا غير أنّه
|
|
إذا ذكرت ميّ
فلا حبّذا هيا
|
واختلف في إعرابها
:
(أ) فذهب أبو
علي الفارسي ـ في البغداديات ـ وابن برهان ، وابن خروف ـ وزعم أنه مذهب سيبويه ،
وأن من نقل غيره فقد أخطأ عليه ـ واختاره المصنف ، إلى أن «حبّ» فعل ماض ، و «ذا»
__________________
فاعله ، وأما المخصوص فجوّز أن يكون مبتدأ والجملة قبله خبره ، وجوز أن
يكون خبرا لمبتدأ محذوف ، وتقديره : هو زيد ، أي : الممدوح أو المذموم زيد ،
واختاره المصنف.
(ب) وذهب
المبرد ـ في المقتضب ـ وابن السراج ـ في الأصول ـ وابن هشام اللخميّ ـ واختاره ابن
عصفور ـ إلى أن «حبذا» اسم ، وهو مبتدأ ، والمخصوص خبره ، أو خبر مقدّم ، والمخصوص
مبتدأ مؤخر ، فركّبت «حبّ» مع «ذا» وجعلتا اسما واحدا.
(ج) وذهب قوم ـ
منهم ابن درستويه ـ إلى أن «حبذا» فعل ماض ، و «زيد» فاعله ؛ فركّبت «حبّ» مع «ذا»
وجعلتا فعلا ، وهذا أضعف المذاهب.
وأول ذا
المخصوص أيّا كان لا
|
|
تعدل ب «ذا»
فهو يضاهي المثلا
|
أي : أوقع
المخصوص بالمدح والذمّ بعد «ذا» على أيّ حال كان ـ من الإفراد والتذكير ، والتأنيث
، والتثنية ، والجمع ـ ولا تغيّر «ذا»
__________________
لتغير المخصوص ، بل يلزم الإفراد والتذكير ، وذلك لأنها أشبهت المثل ،
والمثل لا يغيّر ، فكما تقول : «الصيف ضيّعت اللبن» للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع بهذا اللفظ فلا
تغيّره ، تقول : «حبذا زيد ، وحبذا هند ، والزيدان والهندان ، والزيدون والهندات»
فلا تخرج «ذا» عن الإفراد والتذكير ، ولو خرجت لقيل : «حبذي هند ، وحبذان الزيدان
، وحبّتان الهندان ، وحبّ أولئك الزيدون ، أو الهندات».
وما سوى «ذا»
ارفع بحبّ أو فجر
|
|
بالبا ودون «ذا»
انضمام الحاكثر
|
__________________
يعنى أنه إذا
وقع بعد «حبّ» غير «ذا» من الأسماء جاز فيها وجهان : الرفع بحبّ ، نحو «حبّ زيد»
والجرّ بباء زائدة نحو «حبّ بزيد» وأصل «حبّ» حبب ، ثم أدغمت الباء في الباء فصار
حبّ.
ثم إن وقع بعد «حبّ»
ذا وجب فتح الحاء ، فتقول : «حبّ ذا» وإن وقع بعدها غير «ذا» جاز ضمّ الحاء وفتحها
فتقول : «حبّ زيد» و «حبّ زيد» وروى بالوجهين قوله :
١١ ـ فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
|
|
وحبّ بها
مقتولة حين تقتل
|
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ بم استدل
جمهور النحاة على أنّ (نعم وبئس) فعلان؟ وضح ذلك مع التمثيل.
٢ ـ ما الشروط
اللازمة في فاعل (نعم وبئس)؟ اذكر أنواع ذلك الفاعل مع التمثيل لكل واحد بمثال.
٣ ـ يقع فاعل (نعم
وبئس) ضميرا مستترا فما شرط ذلك الضمير؟ وما مفسره؟ وهل يجوز أن يتقدم المفسر على
الفاعل؟ ولماذا؟ مثل.
٤ ـ ما المقصود
بالمخصوص بالمدح أو الذم؟ وأين يذكر؟ وكيف تعربه؟ وما ذا ترى في الجمع بين التمييز
والفاعل الظاهر؟ وضح ومثل
٥ ـ كيف تعرب (ما)
الواقعة بعد (نعم وبئس) وضح ما قيل في ذلك مع التمثيل والاستشهاد.
٦ ـ هناك صيغ
للمدح والذم غير (نعم وبئس وحبذا) فما هي؟ وما شرط صوغها؟ مثل لها بأمثلة متنوعة
موضحا أحكامها.
٧ ـ يستعمل
النحاة (حبذا) للمدح (ولا حبذا) للذم.
ما إعراب هاتين
الصيغتين؟ وإذا وقع بعدهما اسم غير (ذا) فهل يتغير وضعهما؟ وضح كيف يكون المخصوص
بهما؟ مع ذكر أمثلة متنوعة.
تمرينات
١ ـ قال تعالى
: («ساءَ مَثَلاً
الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا).
(أ) ما معنى «ساء»
في الآية؟ وأين فاعلها؟ وما شرطه؟
(ب) كيف تعرب
كلمة (القوم) وبماذا تسميّها؟.
(ج) ما إعراب (مثلا»
وما حكمة وجودها؟
(د) ما الفعل
الذي يستعمله النحاة مقابلا ل (ساء) ، مثل له في جملة تامة.
(ه) ابسط القول
فيما يلزم الفعل «ساء» من أمور ... ثم اذكر وزنها الصرفي.
٢ ـ قال جرير :
يا حبذا جبل
الريان من جبل
|
|
وحبذا ساكن
الريان من كانا
|
وحبذا نفحات
من يمانية
|
|
تأتيك من قبل
الريان أحيانا
|
(أ) بم تسمّى أسلوب (حبذا) في
البيتين؟ وما معناهما على هذا؟
(ب) فصّل القول
في إعراب «حبذا» من خلال البيت موضحا الآراء مستدلا على الأرجح منها.
(ج) بم يسمّي
النحاة كلمتي (جبل الريّان) و (نفحات) في البيتين وما إعرابهما؟
__________________
(د) هل هناك
اتفاق على إعراب كلمة (ذا) من (حبذا)؟ وما أصح الآراء؟
٣ ـ مثل لما
يأتي في جمل تامة من عندك :
(أ) فاعل (نعم)
مضاف إلى ما فيه (أل) وآخر ضمير مستتر مفسر بالتمييز.
(ب) فاعل (نعم)
ضمير جماعة الإناث ومفسر بتمييز بعده.
(ج) تمييز
لإحدى الصيغتين مجتمع مع الفاعل الظاهر.
(د) مخصوص
بالمدح حذف من التركيب مع ذكر السبب.
٤ ـ قال تعالى
: (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا
يَعِظُكُمْ بِهِ).
ما أصل (نعمّا)
في الآية؟ وكيف تعرب (ما) وضح الآراء.
٥ ـ قال تعالى
: (بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ
مُرْتَفَقاً).
(أ) في الآية
أسلوبا ذم عينهما.
(ب) اذكر
الفاعل لكلا الصيغتين.
(ج) ما أصل
الفعل (ساء)؟ وما شرط فاعله؟
(د) قدّر
المخصوص بالذم في كلتا الآيتين؟ وكيف صح حذفه؟
(ه) لماذا تكرر
الذم في الآية؟ وهل هو وارد على شيء واحد؟
٦ ـ بين موضع
الاستشهاد فيما يأتي من هذا الباب ثم أعرب ما تحته خط :
قال تعالى : «فَلَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ » ـ «كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ» ـ ـ «نِعْمَ الْعَبْدُ
إِنَّهُ أَوَّابٌ ».
__________________
وقال الشاعر :
ألا حبذا
عاذري في الهوى
|
|
ولا حبذا
العاذل الجاهل
|
تخيّره فلم
يعدل سواه
|
|
فنعم المرء
من رجل تهامي
|
لعمري وما
عمرى عليّ بهيّن
|
|
لبئس الفتى
المدعو بالليل حاتم
|
٦ ـ اشرح البيت الآتي ثم أعربه
تفصيلا وهو لزهير بن أبي سلمى :
نعم امرأ هرم
لم تعر نائبة
|
|
إلا وكان
لمرتاع بها وزرا
|
أفعل التفضيل
ما يصاغ منه أفعل التفضيل :
صغ من مصوغ
منه للتعجّب
|
|
«أفعل» للتفضيل وأب اللذ أبي
|
يصاغ من
الأفعال التي يجوز التعجب منها ـ للدلالة على التفضيل ـ وصف على وزن «أفعل» فتقول : «زيد أفضل من عمرو ، وأكرم من خالد» كما تقول :
«ما أفضل زيدا وما أكرم خالدا». وما امتنع بناء فعل التعجب منه امتنع بناء أفعل
التفضيل منه ، فلا يبنى من فعل زائد
__________________
على ثلاثة أحرف ، كدحرج واستخرج ، ولا من فعل غير متصرف ، كنعم وبئس ، ولا
من فعل لا يقبل المفاضلة ، كمات وفني ، ولا من فعل ناقص ككان وأخواتها ، ولا من
فعل منفي نحو ، «ما عاج وما ضرب» ولا من فعل يأتي الوصف منه على أفعل ، نحو «حمر
وعور» ولا من فعل مبني للمفعول نحو «ضرب وجنّ» وشذ منه قولهم : «هو أخصر من كذا»
فبنوا أفعل التفضيل من «اختصر» وهو زائد على ثلاثة أحرف ، ومبني للمفعول ، وقالوا
: «أسود من حلك الغراب» و «أبيض من اللبن» فبنوا أفعل التفضيل ـ شذوذا ـ من فعل
الوصف منه على أفعل.
وما به إلى
تعجب وصل
|
|
لمانع به إلى
التفضيل صل
|
تقدم ـ في باب
التعجب ـ أنه يتوصّل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط ب «أشدّ» ونحوها
، وأشار هنا إلى أنه يتوصل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما
يتوصل به في التعجب ؛ فكما تقول «ما أشدّ استخراجه» تقول «هو أشدّ استخراجا من زيد»
وكما تقول «ما أشدّ حمرته» تقول : «هو أشدّ حمرة من زيد» لكن المصدر ينتصب في باب
التعجب بعد «أشدّ» مفعولا ، وههنا ينتصب تمييزا.
أحوال أفعل التفضيل : (مجرد ، مضاف ، مقترن بأل):
وأفعل
التفضيل صله أبدا
|
|
تقديرا ، أو
لفظا بمن إن جرّدا
|
__________________
لا يخلو أفعل
التفضيل من أحد ثلاثة أحوال :
(أ) الأول : أن
يكون مجردا.
(ب) الثاني :
أن يكون مضافا.
(ج) الثالث :
أن يكون بالألف واللام.
فإن كان مجردا
فلا بد أن يتصل به «من» لفظا وتقديرا ، جارّة للمفضّل عليه ، نحو «زيد أفضل من
عمرو ، ومررت برجل أفضل من عمرو» وقد تحذف «من» ومجرورها للدلالة عليهما ، كقوله
تعالى : (أَنَا أَكْثَرُ
مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) أي : وأعز منك.
ـ وفهم من
كلامه أن أفعل التفضيل إذا كان ب «أل» أو مضافا لا تصحبه «من» فلا تقول : «زيد الأفضل من عمرو» ولا «زيد أفضل الناس
من عمرو».
وأكثر ما يكون
ذلك إذا كان أفعل التفضيل خبرا ، كالآية الكريمة ونحوها وهو كثير في القرآن ، وقد
تحذف منه وهو غير خبر كقوله :
__________________
١٢ ـ دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا
|
|
فظلّ فؤادي
في هواك مضلّلا
|
ف «أجمل» أفعل
تفضيل ، وهو منصوب على الحال من التاء في «دنوت» وحذفت منه «من» والتقدير : دنوت
أجمل من البدر وقد خلناك كالبدر.
ويلزم أفعل
التفضيل المجرّد الإفراد والتذكير ، وكذلك المضاف إلى نكرة ، وإلى هذا أشار بقوله
:
__________________
لزوم أفعل التفضيل الإفراد والتذكير إذا أضيف لنكرة أو جرد عن أل والإضافة
:
وإن لمنكور
يضف أو جرّدا
|
|
ألزم تذكيرا
وأن يوحّدا
|
فتقول : «زيد
أفضل من عمرو ، وأفضل رجل ، وهند أفضل من عمرو ، وأفضل امرأة ، والزيدان أفضل من
عمرو ، وأفضل رجلين ، والهندان أفضل من عمرو ، وأفضل امرأتين ، والزيدون أفضل من
عمرو. وأفضل رجال ، والهندات أفضل من عمرو وأفضل نساء» فيكون «أفعل» في هاتين
الحالتين مذكرا ومفردا ، ولا يؤنث ولا يثنى ، ولا يجمع.
المقترن بأل يطابق ما قبله :
وتلو أل طبق
وما لمعرفه
|
|
أضيف ذو
وجهين عن ذي معرفة
|
هذا إذا نويت
معنى «من» وإن
|
|
لم تنو فهو
طبق ما به قرن
|
__________________
إذا كان أفعل
التفضيل ب «أل» لزمت مطابقته لما قبله في الإفراد ، والتذكير وغيرهما ؛ فتقول :
زيد الأفضل ، والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون ، وهند الفضلى ، والهندان
الفضليان ، والهندات الفضل. والفضليات» ولا يجوز عدم مطابقته لما قبله ، فلا تقول
: «الزيدون الأفضل» ولا «الزيدان الأفضل» ولا «هند الأفضل» ولا «الهندان الأفضل»
ولا «الهندات الأفضل» ولا يجوز أن تقترن به «من» فلا تقول : «زيد الأفضل من عمرو»
فأما قوله :
١٣ ـ ولست بالأكثر منهم حصى
|
|
وإنما العزّة
للكاثر
|
فيتخرّج على
زيادة الألف واللام ، والأصل : «ولست بأكثر منهم» أو جعل «منهم» متعلقا بمحذوف
مجرد عن الألف واللام ، لا بما
__________________
دخلت عليه الألف ، والتقدير «ولست بالأكثر أكثر منهم».
وأشار بقوله : «وما
لمعرفة أضيف ـ الخ» إلى أن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة. وقصد به التفضيل ،
جاز فيه وجهان أحدهما : استعماله كالمجرد فلا يطابق ما قبله ، فتقول : «الزيدان
أفضل القوم ، والزيدون أفضل القوم وهند أفضل النساء ، والهندان أفضل النساء ،
والهندات أفضل النساء».
والثاني :
استعماله كالمقرون بالألف واللام ، فيجب مطابقته لما قبله.
فتقول : «الزيدان
أفضلا القوم ، والزيدون أفضلو القوم وأفاضل القوم ، وهند فضلى النساء ، والهندان
فضليا النساء والهندات فضل النساء ، أو فضليات النساء» ولا يتعين الاستعمال الأول
، خلافا لابن السراج ، وقد ورد الاستعمالان في القرآن ؛ فمن استعماله غير مطابق
قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) ومن استعماله مطابقا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ
أَكابِرَ مُجْرِمِيها) وقد اجتمع الاستعمالان في قوله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بأحبّكم إلى ، وأقربكم مني
__________________
منازل يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ،
ويؤلفون» والذين أجازوا الوجهين قالوا : الأفصح المطابقة ، ولهذا
عيب على صاحب الفصيح في قوله : «فاخترنا أفصحهنّ» قالوا : فكان ينبغي أن يأتي
بالفصحى فيقول : «فصحاهنّ» ، فإن لم يقصد التفضيل تعيّنت المطابقة ، كقولهم : «الناقص
والأشجّ أعدلا بني مروان» أي : عادلا بني مروان.
وإلى ما ذكرناه
من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله : «هذا إذا نويت معنى من ـ البيت» أي
: جواز الوجهين ـ أعني المطابقة وعدمها ـ مشروط بما إذا نوي بالإضافة معنى «من» أي
إذا نوي التفضيل ، وأما إذا لم ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به.
قيل : ومن
استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي
يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) وقوله تعالى : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِكُمْ) أي : وهو هيّن عليه ، وربّكم عالم بكم.
وقول الشاعر :
__________________
١٤ ـ وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم
أكن
|
|
بأعجلهم ، إذ
أجشع القوم أعجل
|
أي : لم أكن
بعجلهم ، وقوله :
١٥ ـ إن الذي سمك السماء بني لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعزّ وأطول
|
أي : دعائمه
عزيزة طويلة ، وهل ينقاس ذلك أم لا؟ فقال المبرد :
__________________
ينقاس ، وقال غيره : لا ينقاس وهو الصحيح ، وذكر صاحب الواضح أن النحويين
لا يرون ذلك ، وأن أبا عبيدة قال في قوله
تعالى : «وَهُوَ
أَهْوَنُ عَلَيْهِ» : إنه بمعنى هيّن ، وفي بيت الفرزدق ـ وهو الثاني ـ إن
المعنى «عزيزة طويلة» وإن النحويين ردّوا على أبي عبيدة ذلك ، وقالوا : لا حجة في
ذلك له .
متى يتقدم المفضل عليه المجرور ب «من» على «أفعل»؟ :
وإن تكن بتلو
«من» مستفهما
|
|
فلهما كن
أبدا مقدّما
|
كمثل «ممّن
أنت خير؟» ولدى
|
|
إخبار
التقديم نزرا وردا
|
__________________
تقدم أن أفعل
التفضيل إذا كان مجردا جيء بعده ب «من» جارة للمفضّل عليه ، نحو «زيد أفضل من عمرو»
و «من» ومجرورها معه بمنزلة المضاف إليه من المضاف ؛ فلا يجوز تقديمها عليه ، كما
لا يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف ، إلا إذا كان المجرور بها اسم استفهام ، أو
مضافا إلى اسم استفهام ؛ فإنه يجب حينئذ ـ تقديم «من» ومجرورها نحو «ممّن أنت خير؟
ومن أيهم أنت أفضل؟ ومن غلام أيهم أنت أفضل» وقد ورد التقديم شذوذا في غير
الاستفهام ، وإليه أشار بقوله «ولدى إخبار التقديم نزرا وردا» ومن ذلك قوله :
١٦ ـ فقالت لنا : أهلا وسهلا ، وزوّدت
|
|
جنى النحل ،
بل ما زوّدت منه أطيب
|
__________________
والتقدير : بل
ما زودت أطيب منه ، وقول ذي الرّمة يصف نسوة بالسّمن والكسل :
١٧ ـ ولا عيب فيها غير أن سريعها
|
|
قطوف. وأن لا
شيء منهنّ أكسل
|
التقدير : وأن
لا شيء أكسل منهن.
وقوله :
__________________
١٨ ـ إذا سايرت أسماء يوما ظعينة
|
|
فأسماء من
تلك الظعينة أملح
|
التقدير :
فأسماء أملح من تلك الظعينة.
لا يرفع أفعل التفضيل الظاهر إلا في مسألة الكحل :
ورفعه الظاهر
نزر ، ومتى
|
|
عاقب فعلا فكثيرا ثبتا
|
ك «لن ترى في
الناس من رفيق
|
|
أولى به
الفضل من الصديق»
|
__________________
لا يخلو أفعل
التفضيل من أن يصلح لوقوع فعل بمعناه موقعه ، أولا.
فإن لم يصلح
لوقوع فعل بمعناه موقعه لم يرفع ظاهرا ، وإنما يرفع ضميرا مسترا ، نحو «زيد أفضل
من عمرو» ففي «أفضل» ضمير مستتر عائد على «زيد» فلا تقول : «مررت برجل أفضل منه
أبوه» فترفع «أبوه» ب «أفضل» إلا في لغة ضعيفة حكاها سيبويه فإن صلح لوقوع فعل بمعناه موقعه صحّ أن يرفع ظاهرا
قياسا مطردا ، وذلك في كل موضع وقع فيه أفعل بعد نفي أو شبهه ، وكان مرفوعه أجنبيا
، مفضّلا على نفسه باعتبارين ، نحو «ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد»
ف «الكحل» مرفوع ب «أحسن» لصحة وقوع فعل بمعناه موقعه ، نحو : «ما رأيت رجلا يحسن
في عينه الكحل كزيد» ومثله قوله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي
الحجّة».
وقول الشاعر :
وأنشده سيبويه :
١٩ ـ مررت على وادي السباع ولا أرى
|
|
كوادي
السّباع ـ حين يظلم ـ واديا
|
__________________
٢٠ ـ أقلّ به ركب أتوه تئيّة
|
|
وأخوف ـ إلا
ما وقى الله ـ ساريا
|
__________________
فرفع «ركب» ب «أقلّ».
وقول المصنف «ورفعه الظاهر نزر» إشارة إلى الحالة الأولى وقوله : «ومتى عاقب فعلا»
إشارة إلى الحالة الثانية.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ ما المقصود
باسم التفضيل؟ وما شروط صوغه إجمالا وضح ذلك مع التمثيل.
٢ ـ ما الأفعال
التي لا يصاغ منها اسم التفضيل مطلقا؟ وما الأفعال التي يصاغ منها بشرط؟ وما هذا
الشرط؟ ثم ما الأفعال التي يصاغ منها بلا قيد؟ مثّل لذلك كله.
٣ ـ اذكر حالات
اسم التفضيل إجمالا ممثلا لكل حالة منها بمثال.
٤ ـ ما الحكم
إذا كان اسم التفضيل مجردا من (أل والإضافة)؟ أو كان (بأل)؟ مثّل لما تقول ..
٥ ـ ماذا يلزم
في أفعل التفضيل إذا كان مضافا إلى ما بعده فصّل ومثل.
٦ ـ يؤتى (بمن)
التفضيلية مع أفعل في بعض استعمالاته .. فمتى يحدث ذلك؟ وما حكم تقديم (من) ومجرورها
على (أفعل)؟. اشرح ذلك مع التمثيل.
٧ ـ ماذا يرفع
اسم التفضيل عموما؟ ومتى يرفع الظاهر؟ اذكر متى ينقاس ذلك؟ موضحا هذه القاعدة
بالتفضيل.
تمرينات
١ ـ قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي
الحجة».
أجب عما يأتي :
ـ
(أ) اضبط
الكلمات (أيام ـ أحب ـ الصوم ـ الحجة) مبينا سبب الضبط.
(ب) ما موقع
كلمة (أيام) الإعرابي؟ وكذلك كلمة (أحب) وما معنى (ما) في الحديث الشريف ..
(ج) اذكر الفعل
الذي صيغ منه (أحب) في الحديث .. وما وزن (أحب)؟
(د) اذكر
باختصار قاعدة رفع (أفعل) للظاهر؟ وطبّقها على الحديث ...
(ه) أعرب
الحديث كله.
٢ ـ صغ أفعل
التفضيل من الأفعال الآتية وضعه في جمل تامة ..
اعتذر ـ استنصر
ـ ناصر ـ اصفرّ قرص الشمس ـ صلعت رأسه ـ أضحى.
٣ ـ صغ أفعل
التفضيل من مصدر الفعل (ولى) ثم استعمله في جميع حالاته (بأل ـ مضافا لنكرة ثم
لمعرفة ـ مجردا) مع الالتزام بالقواعد المقررة ..
٤ ـ قال تعالى
: (وَكَذلِكَ جَعَلْنا
فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ
مُجْرِمِيها).
(أ) أعرب الآية
الكريمة.
(ب) كيف جمع
اسم التفضيل (أكابر)؟ وما القاعدة؟
(ج) أيّ حالة
من حالات اسم التفضيل هذه؟
٥ ـ خاطب بهذه
العبارة الواحدة والمثنى والجمع بنوعيهما مراعيا القواعد : ـ «أنت الأحق بأن تراعي
إخوانك ـ لأنك أكبرهم سنا وأوفر منهم عقلا».
٦ ـ بيّن مواضع
الاستشهاد بما يأتي في هذا الباب ثم أعرب ما تحته خط.
قال تعالى :
«أَنَا
أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ
نَفَراً» ـ «وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى» ـ «وَلَلْآخِرَةُ
أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ
تَفْضِيلاً» ـ «رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ » ـ «النَّبِيُّ أَوْلى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ » ـ «وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ».
ويقال في المثل
: ألصّ من شظاظ. (وشظاظ اسم لص معروف من ضبّة).
ويقول رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني منازل يوم
القيامة؟ أحاسنكم أخلاقا. الموطؤون أكنافا. الذين يألفون ويؤلفون».
__________________
ويقول صاحب
الفصيح : «فاخترنا أفصحهنّ».
٧ ـ اشرح البيت
الآتي ثم أعربه ...
إن الذي سمك
السماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعز وأطول
|
التوابع
يتبع في الإعراب
الاسماء الأول
|
|
نعت ، وتوكيد
، وعطف ، وبدل
|
التابع هو :
الاسم المشارك لما قبله في إعرابه مطلقا.
فيدخل في قولك
: «الاسم المشارك لما قبله في إعرابه» سائر التوابع ، وخبر المبتدأ ، نحو «زيد
قائم» ، وحال المنصوب ، نحو «ضربت زيدا مجردا».
ويخرج بقولك «مطلقا»
الخبر وحال المنصوب ، فإنهما لا يشاركان ما قبلهما في إعرابه مطلقا ، بل في بعض
أحواله ، بخلاف التابع ، فإنه يشارك ما قبله في سائر أحواله من الإعراب ، نحو «مررت
بزيد الكريم ، ورأيت زيدا الكريم ، وجاء زيد الكريم».
والتابع على
خمسة أنواع : النعت ، والتوكيد ، وعطف البيان ، وعطف النسق ، والبدل.
__________________
النعت
فالنعت تابع
متمّ ما سبق
|
|
بوسمه ، أو
وسم ما به اعتلق
|
عرف النعت بأنه
: «التابع» ، المكمل متبوعه :
(أ) ببيان صفة
من صفاته ، نحو «مررت برجل كريم».
(ب) أو من صفات
ما تعلق به ـ وهو سببيّه ـ نحو «مرت برجل كريم أبوه». فقوله «التابع» يشمل
التوابع كلها ، وقوله «المكمل ـ إلى آخره» مخرج لما عدا النعت من التوابع.
أغراض النعت
والنعت يكون :
(أ) للتخصيص ،
نحو «مررت بزيد الخياط» .
__________________
(ب) وللمدح ،
نحو «مررت بزيد الكريم» ، ومنه قوله تعالى : «بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».*
(ج) وللذم ،
نحو «مررت بزيد الفاسق» ، ومنه قوله تعالى : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
(د) وللترحم ،
نحو «مررت بزيد المسكين».
(ه) وللتأكيد ،
نحو «أمس الدابر لا يعود» وقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ).
موافقة النعت لما قبله :
وليعط في
التعريف والتنكير ما
|
|
لما تلا ك «امرر
بقوم كرما»
|
النعت يجب فيه
أن يتبع ما قبله في :
(أ) إعرابه.
(ب) وتعريفه أو
تنكيره ، نحو «مررت بقوم كرماء ، ومررت بزيد الكريم».
__________________
فلا تنعت
المعرفة بالنكرة ، فلا تقول : «مررت بزيد كريم» ، ولا تنعت النكرة بالمعرفة ، فلا
تقول : «مررت برجل الكريم».
* * *
وهو ـ لدى
التوحيد ، والتذكير ، أو
|
|
سواهما ـ كالفعل
فاقف ما قفوا
|
تقدم أن النعت
لا بد من مطابقته للمنعوت في الإعراب ، والتعريف أو التنكير.
وأما مطابقته
للمنعوت في :
(ج) التوحيد
وغيره ـ وهي : التثنية ، والجمع.
(د) والتذكير
وغيره ـ وهو التأنيث فحكمه فيها حكم الفعل.
١ ـ فإن رفع ضميرا
مستترا طابق المنعوت مطلقا ، نحو «زيد رجل حسن ، والزيدان رجلان حسنان ، والزيدون
رجال حسنون ، وهند امرأة حسنة ، والهندان امرأتان حسنتان ، والهندات نساء حسنات».
فيطابق في
التذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع ، كما يطابق الفعل لو جئت مكان
النعت بفعل ، فقلت : رجل حسن ، ورجلان حسنا ، ورجال حسنوا ، وامرأة حسنت ،
وامرأتان حسنتا ، ونساء حسنّ».
__________________
٢ ـ وإن رفع ـ أي
النعت ـ ظاهرا ، كان بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على حسب ذلك
الظاهر.
وأما في
التثنية ، والجمع فيكون مفردا : فيجري مجرى الفعل إذا رفع ظاهرا ، فتقول : «مررت
برجل حسنة أمّه» ، كما تقول : «حسنت أمّه» ، «وبامرأتين حسن أبواهما ؛ وبرجال حسن
آباؤهم» ، كما تقول : «حسن أبواهما ، حسن آباؤهم».
فالحاصل أن
النعت إذا رفع ضميرا طابق المنعوت في أربعة من عشرة :
(أ) واحد من
ألقاب الإعراب ـ وهي : الرفع ، والنصب ، والجر.
(ب) وواحد من
التعريف ، والتنكير ،
(ج) وواحد من
التذكير ، والتأنيث ،
(د) واحد من
الإفراد ، والتثنية ، والجمع.
وإذا رفع ظاهرا
طابقه في اثنين من خمسة :
(أ) واحد من
ألقاب الإعراب ،
(ب) وواحد من
التعريف ، والتنكير.
وأما الخمسة
الباقية ـ وهي التذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع ـ فحكمه فيها
حكم الفعل إذا رفع ظاهرا : فإن أسند إلى مؤنث أنّث ، وإن كان المنعوت مذكرا ، وإن
أسند إلى مذكّر ذكّر ، وإن كان المنعوت مؤنّثا ، وإن أسند إلى مفرد ، أو مثنى ، أو
مجموع أفرد ، وإن كان المنعوت بخلاف ذلك.
__________________
الأشياء التي ينعت بها :
وانعت بمشتق
: كصعب وذرب
|
|
وشبهه كذا ،
وذي ، والمنتسب
|
لا ينعت إلا
بمشتق لفظا ، أو تأويلا :
١ ـ والمراد
بالمشتق هنا : ما أخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه :
كاسم الفاعل ،
واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل ، وأفعل التفضيل.
٢ ـ والمؤول
بالمشتق ، كاسم الإشارة . نحو «مررت بزيد هذا» أي المشار إليه ، وكذا «ذو» بمعنى
صاحب ، والموصولة ، نحو «مررت برجل ذي مال» أي : صاحب مال ، و «بزيد ذو
قام» أي : القائم ، والمنتسب ، نحو «مررت برجل قرشيّ» أي : منتسب إلى قريش.
__________________
ونعتوا بجملة
منكّرا
|
|
فأعطيت ما
أعطيته خبرا
|
٣ ـ تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا
وحالا ، وهي مؤولة بالنكرة ، ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة ، نحو «مررت برجل قام
أبوه» أو «أبوه قائم». ولا تنعت بها المعرفة فلا تقول «مررت بزيد قام أبوه» أو «أبوه
قائم». وزعم بعضهم أنه يجوز نعت المعرف بالألف واللام الجنسية بالجملة ، وجعل منه
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ). وقول الشاعر :
٢٠ ـ ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني
|
|
فمضيت ثمّت
قلت لا يعنيني
|
ف «نسلخ» صفة «الليل»
و «يسبني» صفة «اللئيم» ، ولا يتعين ذلك ، لجواز كون «نسلخ ويسبني» حالين.
__________________
شروط جملة النعت :
وأشار بقوله : «فأعطيت
ما أعطيته خبرا».
إلى أنه لا بد
للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف ، وقد يحذف للدلالة عليه كقوله :
٢١ ـ وما أدري أغيّرهم تناء
|
|
وطول الدهر
أم مال أصابوا؟
|
التقدير : أم
مال أصابوه ، فحذف الهاء ، وكقوله عزوجل : (وَاتَّقُوا يَوْماً
لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً). أي لا تجزى فيه ، فحذف «فيه».
وفي كيفية حذفه
قولان : أحدهما : أنه حذف بجملته دفعة واحدة.
والثاني : أنه
حذف على التدريج ، فحذف «في» أولا ، فاتصل الضمير بالفعل ، فصار تجزيه ، ثم حذف
هذا الضمير المتصل ، فصار تجزي .
__________________
وامنع هنا
إيقاع ذات الطلب
|
|
وإن أتت
فالقول أضمر تصب
|
لا تقع الجملة
الطلبية صفة ، فلا تقول : «مررت برجل اضربه» ، وتقع خبرا خلافا لابن الأنباري ،
فتقول : «زيد اضربه».
ولمّا كان قوله
: «فأعطيت ما أعطيته خبرا» يوهم أن كل جملة وقعت خبرا يجوز أن تقع صفة قال : «وامنع
هنا إيقاع ذات الطلب» أي : امنع وقوع الجملة الطلبية في باب النعت ، وإن كان لا
يمتنع في باب الخبر.
ثم قال : فإن
جاء ما ظاهره أنه نعت فيه بالجملة الطلبية ، فيخرج على إضمار القول ، ويكون المضمر
صفة ، والجملة الطلبية معمول القول المضمر ، وذلك كقوله :
٢٢ ـ حتى إذا جنّ الظلام واختلط
|
|
جاءوا بمذق
هل رأيت الذئب قط
|
__________________
فظاهر هذا أن
قوله : «هل رأيت الذئب قط» صفة ل «مذق» وهي جملة طلبية ، ولكن ليس هو على ظاهره ،
بل «هل رأيت الذئب قط» معمول لقول مضمر ، هو صفة ل «مذق» والتقدير : بمذق مقول فيه
هل رأيت الذئب قط.
فإن قلت : هل
يلزم هذا التقدير في الجملة الطلبية إذا وقعت في باب الخبر ، فيكون تقدير قولك : «زيد
اضربه» زيد مقول فيه اضربه؟
فالجواب أن فيه
خلافا : فمذهب ابن السراج والفارسي التزام ذلك ، ومذهب الأكثرين عدم التزامه.
٤ ـ المصدر.
ونعتوا بمصدر
كثيرا
|
|
فالتزموا
الإفراد والتذكيرا
|
يكثر استعمال
المصدر نعتا نحو «مررت برجل عدل ، وبرجلين عدل ، وبرجال عدل ،
وبامرأة عدل ، وبامرأتين عدل». ويلتزم حينئذ الإفراد والتذكير ، فنقول : «مررت
برجل عدل ، وبنساء عدل».
والنعت به على
خلاف الأصل ، لأنه يدل على المعنى ، لا على صاحبه.
وهو مؤول :
(أ) إما على
وضع «عدل» موضع «عادل».
(ب) أو على حذف
مضاف ، والأصل : مررت برجل ذي عدل ، ثم حذف «ذي» وأقيم «عدل» مقامه.
(ج) وإما على
المبالغة بجعل العين نفس المعنى : مجازا أو ادعاء .
__________________
تعدد النعوت :
ونعت غير
واحد إذا اختلف
|
|
فعاطفا فرّقه
، لا إذا ائتلف
|
إذا نعت غير
الواحد : فإما أن يختلف النعت ، أو يتفق.
(أ) فإن اختلف
وجب التفريق بالعطف ، فنقول : «مررت بالزيدين الكريم والبخيل ، وبرجال فقيه
، وكاتب ، وشاعر».
(ب) وإن اتفق
جيء به مثنى أو مجموعا ، نحو «مررت برجلين كريمين ، وبرجال كرماء».
ونعت معمولي
وحيدي معنى
|
|
وعمل ، اتبع
بغير استثنا
|
(أ) إذا نعت معمولان لعاملين متحدي
المعنى والعمل ، أتبع النعت المنعوت : رفعا ، ونصبا ، وجرا ، نحو «ذهب زيد وانطلق
عمرو العاقلان ، وحدثت زيدا وكلمت عمرا الكريمين ، ومررت بزيد وجزت على عمرو
الصالحين».
(ب) فإن اختلف
معنى العاملين ، أو عملهما ـ وجب القطع وامتنع الإتباع ، فتقول : «جاء زيد وذهب
عمرو العاقلين» بالنصب على إضمار فعل ، أي : أعني العاقلين ، وبالرفع على إضمار
مبتدأ ، أي : هما العاقلان ، وتقول : «انطلق زيد وكلمت عمرا الظريفين» أى : أعني
__________________
الظريفين ، أو «الظريفان» أي : هما الظريفان ، و «مررت بزيد وجاوزت خالدا
الكاتبين ، أو الكاتبان».
وإن نعوت
كثرت وقد تلت
|
|
مفتقر
الذكرهنّ أتبعت
|
إذا تكررت
النعوت ، وكان المنعوت لا يتّضح إلا بها جميعا ، وجب إتباعها كلها ، فتقول : «مررت
بزيد الفقيه الشاعر الكاتب».
واقطع أو
اتبع إن يكن معيّنا
|
|
بدونها ، أو
بعضها اقطع معلنا
|
إذا كان
المنعوت متّضحا بدونها كلها جاز فيها جميعا : الإتباع ، والقطع .
وإن كان معيّنا
ببعضها دون بعض وجب فيما لا يتعين إلا به الإتباع ، وجاز فيما يتعين بدونه :
الإتباع ، والقطع .
__________________
قطع النعت :
وارفع أو
انصب إن قطعت مضمرا
|
|
مبتدأ ، أو
ناصبا ، لن يظهرا
|
أي : إذا قطع
النعت عن المنعوت رفع على إضمار مبتدأ ، أو نصب على إضمار فعل ، نحو «مررت بزيد
الكريم ، أو الكريم» أي : هو الكريم ، أو أعني الكريم.
وقول المصنف «لن
يظهرا» معناه أنه يجب إضمار الرافع أو الناصب ، ولا يجوز إظهاره ، وهذا صحيح إذا
كان النعت :
(أ) لمدح ، نحو
«مررت بزيد الكريم» .
(ب) أو ذم ،
نحو «مررت بعمرو الخبيث».
(ج) أو ترحم ،
نحو «مررت بزيد المسكين».
فأما إذا كان
لتخصيص فلا يجب الإضمار ، نحو «مررت بزيد الخياط أو الخياط» وإن شئت أظهرت فتقول «هو الخياط ، أو أعني الخياط»
والمراد بالرافع ، والناصب لفظة «هو» أو «أعني».
حذف المنعوت أو النعت :
وما من
المنعوت والنّعت عقل
|
|
يجوز حذفه
وفي النعت يقل
|
__________________
أي : يجوز حذف
المنعوت وإقامة النعت مقامه إذا دل. عليه دليل ، نحو قوله تعالى : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) أي : دروعا سابغات.
وكذلك يحذف
النعت إذا دلّ عليه دليل ، لكنه قليل ، ومنه قوله تعالى : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي : البيّن ، وقوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) أي : الناجين.
__________________
أسئلة ومناقشات
١ ـ اذكر تعريف
التابع ووضح لماذا لم يكن خبر المبتدأ أو الحال من التوابع؟ ثم عدد التوابع ومثل
لكل منها بمثال ..
٢ ـ اشرح تعريف
النعت .. ووضح من خلال الشرح الفرق بين النعت الحقيقي والسببي ومثل لكل منها بمثال
..
٣ ـ يجيء النعت
لأغراض مختلفة. اذكر أهم هذه الأغراض ومثل لها بأمثلة متنوعة ..
٤ ـ فيم يتبع
النعت الحقيقي منعوته؟ وضح ذلك مع ذكر الأمثلة.
٥ ـ إذا كان
النعت سببيا ففيم يتبع ما قبله؟ وفيم يتبع ما بعده؟ اشرح ذلك مع التمثيل ..
٦ ـ قال النحاة
: «مطابقة النعت للمنعوت في التوحيد وغيره .. والتذكير وغيره حكمه فيها حكم الفعل».
اشرح هذا القول شرحا مفصلا موضحا إياه بالأمثلة المختلفة.
٧ ـ ما الأشياء
التي ينعت بها؟ مثل لكل واحد بمثال من عندك.
٨ ـ وضح شروط
النعت بالجملة؟ اشرح ذلك مع التمثيل لما تقول.
٩ ـ كف تؤول ما
ورد عن العرب مما ظاهره النعت بالجملة الطلبية؟ وضح ذلك في شاهد تذكره وهل يجري
ذلك التأويل في خبر المبتدأ إذا كان طلبيا؟ ولماذا؟
١٠ ـ لماذا كان
النعت بالمصدر على خلاف الأصل؟ وما حكمه إن وقع نعتا؟ وكيف تؤوله ليصبح صالحا
للنعت به؟ مثل لكل ما تقول.
١١ ـ تحدث عن
تكرار النعوت لمنعوت واحد .. ومثّل لذلك بالأمثلة المختلفة.
١٢ ـ ما
المقصود بالنعت المقطوع؟ وكيف تعربه؟ اشرح متى يكون عامله محذوفا وجوبا؟ ومتى يكون
محذوفا جوازا ووضح إجابتك بالأمثلة.
١٣ ـ وضح متى
يجوز حذف كلّ من المنعوت والنعت مع ذكر الأمثلة.
تمرينات
١ ـ بيّن فيما
يأتي المحذوف وموقعه الإعرابي : ـ
قال تعالى : ـ
(أ) (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
(ب) (وَلدَّارُ
لْـَاخِرَةُ خَيْرٌ) .
(ج) (الُوا لْـَـٰنَ
جِئْتَ بِلْحَقِّ) .
(د) (تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) .
(ه) (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى
شَيْءٍ).
(و) (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ
كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً).
(ز) «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ».
٢ ـ كون الجمل
الآتية : ـ
(أ) نعت مؤنث
منعوته مذكر. (ب) نعت مذكر منعوته مؤنث.
(ج) نعت مفرد
منعوته جمع. (د) نعت بالجملة الاسمية.
(ه) نعت بجملة
رابطها مقدر. (و) نعت باسم الإشارة
__________________
٣ ـ إقرأ
النصيحة الآتية .. ثم بيّن ما فيها من نعت حقيقي وسببي ومنعوتهما وأعرب ما تحته خط
: «لا تصادق إلا أخا نبيلا ، تصطفيه على مهل ، وإياك والصديق الهازل الذي لا يتحمس
للجد ، ولا يقيم وزنا للوقت .. إنه إنسان فاسد طبعه ـ مختلّ مزاجه .. لا يزن
الأمور بميزانها الصحيح ، ولا يحاسب نفسه الأمارة بالسوء. وإنما يمضي مع شهواته
وينطلق على هواه».
٤ ـ كوّن جملا
تشتمل على نعت منصوب بالألف ـ وثان مرفوع بالواو وثالث مرفوع بالألف .. ورابع
مجرور بالفتحة .. وخامس منصوب بالكسرة.
٥ ـ مثّل لنعت
سببي منعوته جمع تكسير ـ وآخر مرفوعه جمع تكسير وثالث نعت حقيقي مفرد ومنعوته جمع.
٦ ـ مثل لمنعوت
حذف نعته ـ ولنعت حذف منعوته ـ ولنعت مقطوع للمدح وآخر للتخصيص ـ ولنعت متعدد
لمفرد ـ وآخر متعدد لمتعدد.
٧ ـ أعرب البيت
الآتي .. وبين ما فيه من نعوت مفردة أو جملة.
قال أبو فراس :
تعالي تري
روحا لديّ ضعيفة
|
|
تردّد في جسم
يعذّب بالي
|
٨ ـ أعرب قول المتنبي :
لها ثمر تشير
إليك منه
|
|
بأشربة وقفن
بلا أواني
|
التوكيد
التوكيد المعنوي :
بالنفس أو
بالعين الاسم أكّدا
|
|
مع ضمير طابق
المؤكّدا
|
واجمعهما
بأفعل إن تبعا
|
|
ما ليس واحدا
تكن متّبعا
|
التوكيد قسمان
، أحدهما : التوكيد اللفظي ، وسيأتي ، والثاني : التوكيد المعنوي ، وهو على ضربين
:
أحدهما : ما
يرفع توهّم مضاف إلى المؤكّد ، وهو المراد بهذين البيتين ، وله لفظان : النفس ،
والعين ، وذلك نحو «جاء زيد نفسه» ف «نفسه»
__________________
توكيد ل «زيد» . وهو يرفع توهّم أن يكون التقدير «جاء خبر زيد ، أو
رسوله» ، وكذلك «جاء زيد عينه».
ولا بدّ من
إضافة النفس أو العين إلى ضمير يطابق المؤكّد ، نحو «جاء زيد نفسه ، أو عينه ،
وهند نفسها ، أو عينها».
ثم إن كان
المؤكد بهما مثنى أو مجموعا جمعتهما على مثال أفعل ؛ فتقول : «جاء الزيدان أنفسهما
، أو أعينهما ، والهندان أنفسهما ، أو أعينهما ، والزيدون أنفسهم ، أو أعينهم ، والهندات أنفسهنّ ، أو
أعينهنّ».
وكلّا اذكر
في الشمول ، وكلا
|
|
كلتا ، جميعا
ـ بالضمير موصلا
|
هذا هو الضّرب
الثاني من التوكيد المعنوي ، وهو : ما يرفع توهّم عدم إرادة الشمول ، والمستعمل
لذلك : «كلّ ، وكلا ، وكلتا ، وجميع».
فيؤكّد «بكل ،
وجميع» ما كان ذا أجزاء يصحّ وقوع بعضها موقعه ، نحو «جاء الركب كلّه ، أو جميعه ،
والقبيلة كلّها ، أو جميعها ، والرجال كلّهم ، أو جميعهم ، والهندات كلّهنّ ، أو
جميعهنّ» ولا تقول : «جاء زيد كله».
__________________
ويؤكّد بكلا
المثنى المذكّر ، نحو «جاء الزيدان كلاهما» ، وبكلتا المثنى المؤنث ، نحو «جاءت
الهندان كلتاهما» .
ولا بدّ من
إضافتها كلها إلى ضمير يطابق المؤكّد كما مثل.
واستعملوا
أيضا ككلّ فاعله
|
|
من عمّ في
التّوكيد مثل النافلة
|
أي : استعمل
العرب ـ للدلالة على الشّمول ككل ـ «عامّة» مضافا إلى ضمير المؤكّد ، نحو «جاء
القوم عامّتهم» ، وقلّ من عدّها من النحويين في ألفاظ التوكيد ، وقد عدّها سيبويه
، وإنما قال : «مثل النافلة» لأنّ عدّها من ألفاظ التوكيد يشبه النافلة ، أي :
الزيادة ، لأنّ أكثر النحويين لم يذكرها .
__________________
تقوية التوكيد :
وبعد كل
أكّدوا بأجمعا
|
|
جمعاء ،
أجمعين ، ثمّ جمعا
|
أي : يجاء بعد «كل»
بأجمع وما بعدها لتقوية قصد الشّمول ؛ فيؤتى ب «أجمع» بعد «كلّه» نحو «جاء الركب
كلّه أجمع» ، وب «جمعاء» بعد «كلها» نحو «جاءت القبيلة كلّها جمعاء»
، وب «أجمعين» بعد «كلّهم» نحو «جاء الرجال كلّهم أجمعون» ، وب «جمع» بعد «كلّهنّ»
نحو «جاءت الهندات كلّهنّ جمع» .
ودون كل قد
يجيء أجمع
|
|
جمعاء ،
أجمعون ، ثم جمع
|
أي : قد ورد
استعمال العرب «أجمع» في التوكيد غير مسبوقة ـ ب «كله» نحو «جاء الجيش أجمع» ،
واستعمال «جمعاء» غير مسبوقة ب «كلّها» نحو «جاءت القبيلة جمعاء» ، واستعمال «أجمعين»
غير مسبوقة ب «كلّهم» نحو «جاء القوم أجمعون» ، واستعمال «جمع» غير مسبوقة ب «كلّهنّ»
نحو «جاء النساء جمع».
__________________
وزعم المصنف أن
ذلك قليل ومنه قوله :
٢٣ ـ يا ليتني كنت صبيّا مرضعا
|
|
تحملني
الذلفاء حولا أكتعا
|
__________________
إذا بكيت
قبّلتني أربعا
|
|
إذا ظللت
الدهر أبكي أجمعا
|
توكيد النكرة :
وإن يفد
توكيد منكور قبل
|
|
وعن نحاة
البصرة المنع شمل
|
مذهب البصريين
أنه لا يجوز توكيد النكرة ؛ سواء كانت محدودة كيوم ، وليلة ، وشهر ، وحول ، أو غير
محدودة ، كوقت ، وزمن ، وحين.
ومذهب الكوفيين
ـ واختاره المصنف ـ جواز توكيد النكرة المحدودة لحصول الفائدة بذلك ، نحو «صمت شهرا كلّه» ومنه قوله :
٢٣ ـ تحملني
الذلفاء حولا أكتعا .
وقوله :
٢٤ ـ قد صرّت
البكرة يوما أجمعا .
__________________
الاستغناء بكلا وكلتا عن تثنية أجمع وجمعاء :
واغن بكلتا
في مثنى وكلا
|
|
عن وزن فعلاء
ووزن أفعلا
|
قد تقدّم أن
المثنى يؤكّد بالنفس ، أو العين ، وبكلا ، وكلتا ، ومذهب البصريين أنه لا يؤكد
بغير ذلك ؛ فلا تقول : «جاء الجيشان أجمعان» ولا «جاءت القبيلتان جمعاوان» استغناء
بكلا وكلتا عنهما ، وأجاز ذلك الكوفيون .
توكيد الضمير :
وإن تؤكّد
الضّمير المتّصل
|
|
بالنفس
والعين فبعد المنفصل
|
عنيت ذا
الرّفع ، وأكّدوا بما
|
|
سواهما ،
والقيد لن يلتزما
|
لا يجوز توكيد
الضمير المرفوع المتصل بالنفس أو العين ، إلا بعد تأكيده بضمير منفصل ، فتقول
: «قوموا أنتم أنفسكم ، أو أعينكم» ، ولا تقل : «قوموا أنفسكم».
__________________
فإذا أكدته
بغير النفس والعين لم يلزم ذلك ، تقول : «قوموا كلّكم» ، أو «قوموا أنتم كلّكم».
وكذا إذا كان
المؤكّد غير ضمير رفع ؛ بأن كان ضمير نصب ، أو جر ، فتقول : «مررت بك نفسك ، أو
عينك ، ومررت بكم كلّكم ، ورأيتك نفسك ، أو عينك ، ورأيتكم كلّكم».
التوكيد اللفظي
التوكيد
اللفظي :
وما من
التوكيد لفظيّ يجي
|
|
مكرّرا كقولك
: «ادرجي ادرجي»
|
هذا هو القسم
الثاني من قسمي التوكيد : وهو : التوكيد اللفظيّ ، وهو تكرار اللفظ الأوّل بعينه
اعتناء به نحو «ادرجي ادرجي» وقوله :
٢٥ ـ فأين إلى أين النجاة ببغلتي
|
|
أتاك أتاك
اللاحقون احبس احبس
|
__________________
وقوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا
دَكًّا).
ولا تعد لفظ
ضمير متصل
|
|
إلا مع اللفظ
الذي به وصل
|
أي إذا أريد
تكرير لفظ الضمير المتصل للتوكيد ، لم يجز ذلك إلا بشرط اتصال المؤكد بما اتصل
بالمؤكد ، نحو «مررت بك بك ، ورغبت فيه فيه» ، ولا تقول : «مررت بكك» ..
كذا الحروف
غير ما تحصلا
|
|
به جواب ،
كنعم ، وكبلى
|
أي : كذلك إذا
أريد توكيد الحرف الذي ليس للجواب ، يجب أن يعاد مع الحرف المؤكد ما يتصل بالمؤكد
، نحو «إن زيدا إن زيدا قائم» ، وفي الدار في الدار زيد ، ولا يجوز «إن إن زيدا قائم»
، ولا «في في الدار زيد».
فإن كان الحرف
جوابا ـ كنعم ، بلى ، وجير ، وأجل ، ولا ـ جاز إعادته وحده فيقال : لك «أقام زيد»؟
فتقول : «نعم
نعم» ، أو «لا لا» ، و «ألم يقم زيد»؟ فتقول : (بلى بلى).
ومضمر الرفع
الذي قد انفصل
|
|
أكديه كل
ضمير اتصل
|
أي : يجوز أن
يؤكد بضمير الرفع المنفصل كل ضمير متصل مرفوعا كان ، نحو «قمت أنت» ، أو منصوبا
نحو «أكرمتني أنا» ، أو مجرورا نحو «مررت به هو» والله أعلم.
__________________
ـ أسئلة ومناقشات ـ
١ ـ ما المقصود
بالتوكيد المعنوي؟ وما الغرض منه؟ مثل لذلك بأمثلة مختلفة.
٢ ـ عدّد ألفاظ
لتأكيد المعنوي .. واذكر شرط التأكيد «بالنفس والعين» وما ذا يفيدان في التأكيد؟
.. مثل لما تقول.
٣ ـ ما شرط
التأكيد (بكل وجميع وكلا)؟ وما ذا يؤكد بها؟ وما الذي يفيده هذا الضرب من التأكيد؟
مثل لما نقول ..
٤ ـ وضع النحاة
ألفاظا للمزيد من التقوية .. فما تلك الألفاظ؟ وكيف تؤكد بها؟ مثل لذلك بأساليب
مختلفة ..
٥ ـ وضّح
الخلاف في تأكيد النكرة ثم بيّن شرط تأكيدها. ورجح ما تختاره ومثل لذلك بأمثلة من
عندك.
٦ ـ إلى أي شيء
تضاف (النفس والعين) عند التأكيد بهما؟ وما حكمهما إن وقعا تأكيدا للمثنى؟ مثل
لذلك بأمثلة من عندك.
٧ ـ إذا أريد
تأكيد الضمير المتصل فمتى يجب تأكيده بالمنفصل؟ وما حكم التأكيد بالمنفصل في قولك
: «اسكن أنت نفسك الدار»؟
٨ ـ ما التأكيد
اللفظي؟ وما الغرض منه؟ وضح طريقة تأكيد الضمير المتصل تأكيدا لفظيا وكذلك الحروف
غير الجوابية .. والجوابية .. مثل لكل ما تقول.
ـ تمرينات ـ
١ ـ قال تعالى
: (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)
، (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ،
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ).
آ ـ عيّن
المؤكّد والمؤكّد في الآيات السابقة.
ب ـ ماذا أفاد
التأكيد في كل منها؟
ج ـ أعرب ألفاظ
التأكيد في الآيات الثلاث ...
٢ ـ أكّد
المثنى والجمع «بالنفس والعين» في الجملتين الآتيتين مع الضبط بالشكل ..
آ ـ أقبل
الطالبان ... ب ـ أكرمت الطلاب ...
٣ ـ قال تعالى
: (كِلْتَا
الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً.)
وتقول : «الجنتان
كلتاهما آتت أكلها».
آ ـ افرق بين (كلتا)
في الآية الشريفة وبينها في المثال الذي بعدها.
ب ـ كيف تعرب
هذه اللفظة فيهما؟
ج ـ أعرب ما
تحته خط فيهما ..
د ـ أين خبر
المبتدأ فيهما؟ ولماذا جاء ضميره مفردا في الآية الكريمة؟
__________________
فهرس الموضوعات
١ ـ الاستثناء.................................................................... ٥
٢ ـ الحال..................................................................... ٣٦
٣ ـ التمييز.................................................................... ٧٤
٤ ـ حروف الجر............................................................... ٨٦
٥ ـ الإضافة ................................................................. ١٢٨
٦ ـ عمل المصدر............................................................. ١٨١
٧ ـ عمل اسم الفاعل......................................................... ١٩٥
٨ ـ عمل اسم المفعول......................................................... ٢٠٨
٩ ـ عمل الصفة المشبهة....................................................... ٢١٣
١٠ ـ التعجب............................................................... ٢٢١
١١ ـ نعم وبئس وما جرى
مجراهما ............................................... ٢٣٦
١٢ ـ اسم التفضيل........................................................... ٢٥٥
١٣ ـ النعت................................................................. ٢٧٥
١٤ ـ التوكيد................................................................ ٢٩٣
|