الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
وقد جلس « قتيبة » للاقراء فتلقى عليه عدد كثير منهم : « أبو معشر يونس بن حبيب ، وأحمد بن محمد بن حوثرة ، والعباس بن الوليد ، والعباس بن الفضل ، وبشر بن إبراهيم ، وزهير بن أحمد الزهراني ، وخلف بن هشام » وغيرهم كثير (١).
كما أخذ « قتيبة » الحديث عن مشاهير علماء عصره منهم : « شعبة ، والليث ابن سعد ، وأبو معشر السندي » وجماعة.
كما أخذ عن « قتيبة » جماعة منهم : يونس بن حبيب ، وعقيل ابن يحيى ، وإسماعيل بن يزيد القطان الأصبهاني (٢).
قال « الحافظ أبو العلاء الهمذاني » في مفردة قراءة « الكسائي » بعد إسناده رواة « قتيبة » عنه : « هذه رواية جليلة ، وإسناد صحيح ، وهي من أجلّ الروايات عن « الكسائي » وأعلاها ، وأحقّها بالتقديم ، وأولاها » ا هـ (٣).
وقد اشتهر « قتيبة » بالضبط والاتقان ، وإليه انتهت رئاسة الاقراء بأصبهان وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا المعنى يقول « ابن الجزري » : كان « قتيبة » إماما جليلا نبيلا متقنا ، أثنى عليه « يونس بن حبيب » وقال : كان من خيار الناس ، وكان مقرئ « أصبهان » في وقته ا هـ (٤).
توفى « قتيبة » بعد المائتين بقليل ، رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٦.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٢.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٦.
رقم الترجمة / ٢٢٦
« قنبل » ت ٢٩١ هـ (١)
هو : محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن سعيد بن جرجة ، أبو عمرو المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز.
وقد اختلف في سبب تلقيبه « قنبلا ».
فقيل : لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة.
وقيل : لاستعماله دواء يقال له : قنبيل معروف لدى الصيادلة ، فلما أكثر منه عرف به ، وحذفت الياء تخفيفا.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « قنبل » سنة خمس وتسعين ومائة هجرية.
وأخذ القراءة عرضا عن خيرة علماء عصره في مقدمتهم : « أحمد بن محمد بن عون النبّال » وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بمكة المكرمة ، وإليه انتهت رئاسة الاقراء بالحجاز.
كما أخذ « قنبل » القراءة أيضا عن « البزّي » و « قنبل ، والبزّي » هما الراويان المشهوران في قراءة « ابن كثير » المكي الإمام الثاني بالنسبة لأئمة القراءات.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : إرشاد الاريب ٦ / ٢٠٦ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٦٥٩ ، ومعرفة القراء ١ / ٢٣٠ ، والمشتبه ٥٣٦ وتاريخ الاسلام ( الطبقة الثلاثون ) ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٢٦ ، والعقد الثمين ٢ / ١٠٩ ووفيات ابن قنفذ ١٩٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٦٥.
ولا زالت قراءة كل من « قنبل ، والبزّي » يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
وقد اشتهر « قنبل » بالضبط ، والتقوى ، والصلاح ، فرحل الناس إليه من الأقطار لأخذ القراءة عنه ، فقرأ عليه الكثيرون منهم : « أبو ربيعة محمد بن إسحاق » وهو أجلّ أصحابه ، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح ، وإسحاق بن أحمد الخزاعي ، وأحمد بن موسى بن مجاهد ، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ، ومحمد بن موسى الزينبي ، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي » ، وغير هؤلاء كثير (١).
قال « أبو عبد الله القصّاع » : كان « قنبل » على الشرطة بمكة المكرمة ، لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير ، والصلاح ، ليكون لما يأتيه من الحدود ، والأحكام ، على الصواب ، فولوها « لقنبل » لعلمه ، وفضله عندهم (٢).
وقد طعن « قنبل » في السنّ وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين من الهجرة عن ستّ وتسعين سنة. رحم الله « قنبلا » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٦٥.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٠.
رقم الترجمة / ٢٢٧
« الليث بن خالد » ت ٢٤٠ هـ (١)
هو : الليث بن خالد ، أبو الحارث البغدادي.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « الليث بن خالد » القرآن عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « الكسائي » وهو من جلة أصحابه.
كما روى الحروف عن « حمزة بن القاسم الأحول » وعن « اليزيدي » (٢).
وقد تتلمذ على « الليث » الكثيرون منهم : « سلمة بن عاصم » صاحب الفراء ، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير ، والفضل بن شاذان ، ويعقوب بن أحمد التركماني » (٣).
توفي « الليث » سنة أربعين ومائتين من الهجرة. رحم الله « الليث » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١٣ / ١٦ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٦٤ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢١١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٥.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٤.
رقم الترجمة / ٢٢٨
« مجاهد بن جبر » ت ١٠٢ هـ (١)
شيخ القراء ، وصاحب التأويل والتفسير وإمام عصره.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من علماء القراءات. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « مجاهد بن جبر » القرآن ، والتفسير عن « ابن عباس » رضياللهعنه.
قال « الأنصاري » حدثنا « الفضل بن ميمون » قال : سمعت « مجاهدا » يقول : عرضت القرآن على « ابن عباس » ثلاثين مرة ا هـ (٢).
وروى « ابن إسحاق » عن « مجاهد » قال : عرضت « القرآن » ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية ، أسأله فيم نزلت ، وكيف نزلت (٣).
وقال « محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم » : حدثنا « الشافعي » عن « شبل ابن عبّاد » قال : قرأت على « ابن كثير » وأخبره « ابن كثير » أنه قرأ على
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٦ ، طبقات خليفة ت ٢٥٣٥ ، تاريخ البخاري ٧ / ٤١١ ، المعارف ٤٤٤ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٧١١ ، الجرح والتعديل القسم الاول من المجلد الرابع ٣١٩ ، الحلية ٣ / ٢٧٩ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٦٩ ، تاريخ ابن عساكر ١٦ / ١٢٥ ب ، تهذيب الاسماء واللغات القسم الاول من الجزء الثاني ٨٣ ، تهذيب الكمال ١٣٠٦ ، تاريخ الاسلام ٤ / ١٩٠. تذكرة الحفاظ ١ / ٨٦ ، العبر ١ / ١٢٥ ، تذهيب التهذيب ٤ / ٢٢ آ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٢٤ ، العقد الثمين ٧ / ١٣٢ ، غاية النهاية ت ٢٦٥٩ ، الاصابة ت ٨٣٦٣ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٢ ، طبقات الحفاظ ص ٣٥ خلاصة تذهيب التهذيب ٣٦٩ شذرات الذهب ١ / ١٢٥ ، سير اعلام النبلاء ٤ / ٤٤٩.
(٢) ذكره ابن سعد ، وابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥٠.
(٣) ذكره ابن عساكر ، وأبو نعيم ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥٠.
« مجاهد » وقرأ « مجاهد » على « ابن عباس » ا هـ (١).
قال « الذهبي » : وأخذ « مجاهد » الفقه عن « أبي هريرة ، وعائشة ، وسعد ابن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، ورافع بن خديج ، وجابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري ، وأسيد بن ظهير وغيرهم » ا هـ (٢).
وقرأ على « مجاهد بن جبر » الكثيرون منهم : « ابن كثير الداري ، وأبو عمرو ابن العلاء البصري ، إمام البصرة في القراءات ، واللغة ، والنحو ، ولا زالت قراءة « أبي عمرو » يقرأ بها المسلمون حتى الآن وهي من القراءات السبع المتواترة.
وروى الحديث عن « مجاهد بن جبر » عدد كثير منهم : « عكرمة ، وطاوس ، وعطاء ، وعمرو بن دينار ، والحكيم بن عيينة ، وابن أبي نجيح ، وسليمان الأعمش ، وأيوب السختياني ، وقتادة بن دعامة ، وحميد الأعرج » ، وآخرون.
وكما اشتهر « مجاهد بن جبر » بتعليم القرآن ، ذاع صيته بتفسير القرآن أيضا ، مما جعل العلماء يوصون بأخذ التفسير عنه : فعن « سفيان الثوري » قال : « خذوا التفسير من أربعة : مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والضحاك » (٣).
وقال « قتادة » : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد » ا هـ (٤).
ونظرا لاشتهار « مجاهد » بالتفسير ، أقتبس من أقواله ما يلي : قال « أبو نعيم » : حدثنا « إبراهيم بن عبد الله » عن « مجاهد » في قوله تعالى ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) قال : أخلص له إخلاصا ا هـ (٥).
__________________
(١) ذكره ابن عساكر ، وأبو نعيم ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥٠.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥٠.
(٣) ذكره ابن عساكر انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥١.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٥١.
(٥) انظر الحلية لابن نعيم ج ٣ ص ٢٨٠. والآية من سورة المزمل : ٨.
* وقال « جرير » عن « منصور » : قال « مجاهد » في قوله تعالى : ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قال : ذلك الذي يذكر الله عزوجل عند المعاصي ، فيبتعد عند ارتكابها خوفا من الله تعالى (١).
* وقال « ابن أبي نجيح » قال « مجاهد » في قوله تعالى : ( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال : عن كل شيء من لذة الحياة (٢).
* وقال « عبد الله بن المبارك » حدثنا « أبو جعفر » عن « ليث » عن « مجاهد » في قوله : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) قال : القنوت : الركوع ، والخشوع وغض البصر ، وخفض الجناح من رهبة الله تعالى ، قال : وكان العلماء إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمن عزوجل أن يشذ نظره ، أو يلتفت ، أو يعبث بشيء ما في الصلاة (٣).
* وقال « الأعمش » : سمعت « مجاهدا » يقول : القلب بمنزلة الكف ، فإذا أذنب الرجل ذنبا انقبض « اصبع » حتى تنقبض أصابعه كلها إصبعا إصبعا ، قال : ثم يطبع عليه ، فكانوا يرون أن ذلك « الران » قال الله تعالى : ( كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (٤).
* وروى « سفيان الثوري » عن « منصور » عن « مجاهد » في قوله تعالى : ( بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قال : « الذنوب تحيط بالقلوب كلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب ، وحتى يكون هكذا ثم قبض يده ، ثم قال هو الران » (٥).
__________________
(١) انظر حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٨١. والآية من سورة الرحمن : ٢٤.
(٢) انظر حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٨١. والآية من سورة التكاثر : ٨.
(٣) انظر حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٨٢. والآية من سورة البقرة ٢٣٨.
(٤) انظر حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٨٢. والآية من سورة المطففين ١٤.
(٥) انظر حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٨٢. والآية من سورة البقرة : ٨١.
* وروى « أبو نعيم » عن « مجاهد » في قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) [ لقمان : ٦ ] قال : الغناء (١).
* وروى « أبو نعيم » عن « أبي بكر محمد بن الحسين الآجري » عن « فضيل بن عياض » عن « ليث » عن « مجاهد » في قوله تعالى : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ ) [ البقرة ٢٦٩ ] قال : العلم والفقه (٢).
وكما أثر عن « مجاهد بن جبر » العلم بالكتاب والسنة ، أثر عنه الكثير من الحكم البليغة ذات المعاني الكثيرة : فعن « أبي نعيم » قال : حدثنا « أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي » عن « مجاهد » قال : سأل « موسى » عليهالسلام ربّه عزوجل : أيّ عبادك أغنى؟ قال : الذي يقنع بما يؤتى ، قال : فأيّ عبادك أحكم؟ قال : الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه ، قال : فأيّ عبادك أعلم؟ قال : أخشاهم ا هـ (٣).
وقال « الحسن بن عبد الله » : سمعت « مجاهدا » يقول : إذا خرج الرجل حضره الشيطان ، فإذا قال : بسم الله ، قيل : هديت ، فإذا قال : توكلت على الله ، قيل : كفيت ، وإذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، قيل : حفظت ، فيقال : كيف يكون بمن هدى ، وكفى ، وحفظ ا هـ (٤).
ونظرا لجهاد « مجاهد » المستمر ، ودعوته إلى الله تعالى ، فقد استحق ثناء الناس عليه : قال « سلمة بن كهيل » : ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة : عطاء ، ومجاهد ، وطاوس ا هـ.
توفي « مجاهد بن جبر » وهو ساجد سنة ثنتين ومائة من الهجرة عن ثلاث وثمانين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وتفسيره. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله عن القرآن وأهله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٨٦.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٩٣.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٩٢.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٩٥.
رقم الترجمة / ٢٢٩
« محمّد بن إسماعيل » (١)
هو : محمد بن إسماعيل أبو بكر القرشي ، مقرئ حاذق ضابط.
ذكره « الذهبي » ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد بن إسماعيل » القراءة عن خيرة العلماء منهم : « أبو شعيب السوسي » أحد الرواة المشهورين عن « أبي عمرو بن العلاء » البصري الإمام الثالث بالنسبة لأئمة القراء العشرة المشهورين (٢).
وقد تصدر « محمد بن إسماعيل » للاقراء فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « محمد بن علي بن الجلندى » وآخرون (٣).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن إسماعيل ». رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : معرفة القراء الكبار ١ / ٢٤٧ وغاية النهاية ٢ / ١٠٢.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٤٧.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٠٢.
رقم الترجمة / ٢٣٠
« محمد الأشناني » ٣٤٧ هـ (١)
هو : محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر أبو بكر ، ويقال أبو عبد الله الثقفي الأصبهاني الأشناني المعروف بالكسائي شيخ مشهور.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى محمد الأشناني القراءة وسنة النبي صلىاللهعليهوسلم على خيرة العلماء.
ومن الذين أخذ عنهم القراءة : محمد بن عبد الله بن شاكر ، وجعفر بن عبد الله ابن الصباح ، وعمر بن محمد بن برزة ، ونوح بن منصور ، واسحاق الخزاعي في قول الهذلي ، وغير هؤلاء (٢).
ومن الذين حدث عنهم : عبد العزيز بن معاوية القرشي ، وعبد الله بن محمد النعمان ، وأبو بكر بن عاصم ، وجماعة (٣).
تصدر « محمد الأشناني » لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد أقبل عليه الطلاب يأخذون عنه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : محمد بن عبد الله بن أشتة ، ومحمد
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام الورقة ٢٣٨ ، وغاية النهاية ٢ / ٦١ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٢١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٧٥.
(٢) انظر طبقات القراء ٢ / ٦١.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٢٩٣.
ابن جعفر بن محمود الأشناني ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الجوهري ، وأبو جعفر المغازلي ، والمظفر بن أحمد ، ومحمد بن أحمد السّلمي وغير هؤلاء (١).
ومن الذين رووا عنه حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم : أبو بكر بن المقرئ ، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني ، ومحمد بن علي بن مصعب شيخ أبي علي الحداد (٢).
توفي « محمد الأشناني » بأصبهان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة من الهجرة. رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ٢ / ٦١.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٢٩٤.
رقم الترجمة / ٢٣١
« محمّد الأنماطي » (١)
هو : محمد بن سعيد أبو عبد الله المصري الأنماطي. مقرئ متصدر جليل القدر ضابط.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد الأنماطي » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « عبد الصمد ابن عبد الرحمن » صاحب « ورش » وعن « يوسف بن عمرو الازرق » وهو من كبار أصحابهما ، ومن جلة المصريين (٢).
تصدّر « محمد الأنماطي » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « عبد المجيد بن مسكين ، ومحمد بن خيرون المغربي » (٣).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد الأنماطي » رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : معرفة القراء ١ / ٢٦١ ، وغاية النهاية ٢ / ١٤٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٧.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٦١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٤٦.
رقم الترجمة / ٢٣٢
« محمّد بن البراء » ت ٢٩١ هـ (١)
هو : محمد بن أحمد بن البراء بن المبارك أبو الحسن البغدادي القاضي.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « ابن البراء » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « خلف بن هشام البزّار » ، فقد ختم عليه القرآن تسع ختمات (٢).
ولا زالت قراءة « خلف البزّار » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
وقد تصدر « ابن البراء » لتعليم القرآن الكريم ، فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أحمد بن محمد بن علي الديباجي ، وعليّ بن سعيد القزّاز ، وعثمان بن أحمد الدقاق ، وابن زياد النقاش » وآخرون (٣).
كما أخذ « محمد بن البراء » حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « محمد بن البراء » « المعافي بن سليمان ، وخلف بن هشام البزّار ، ومحمد بن حسان السمتي ، وعلي
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : أخبار أصبهان ٢ / ٢٢٧ ، وتاريخ بغداد ١ / ٢٨١ ، وفهرست ابن خير ٢٨٤ ، والمنتظم ٦ / ٤٧ والمحمدون من الشعراء ٣٤ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٣٠٢ ( أوقاف ) ، ومعرفة القراء ١ / ٢٦٣ ، وغاية النهاية ٢ / ٥٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٨.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٥٦.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٦٤.
ابن المديني ، ومحمد بن الصباح ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، والفضل بن غانم ، وعبد المنعم بن إدريس » وأمثالهم (١).
كما تصدر « ابن البراء » لرواية حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم.
يقول « الخطيب البغدادي » : روى عن « ابن البراء » « الحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمد بن أحمد الدقاق ، وأبو جعفر بن برية الهاشمي ، وعبد الباقي بن قانع » وآخرون (٢).
ومن الأحاديث التي رواها « ابن البراء » الحديث التالي : قال « أبو الحسن الدار قطني » : أخبرنا « أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي » قال : حدثنا « القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي » إملاء ، قال : حدثنا محمد بن أحمد البراء ، قال : نبّأنا المعافي بن سليمان » قال : نبّأنا « موسى بن أعين » عن « ليث بن حبيب بن أبي ثابت » عن « سعيد بن جبير » عن « أبي هريرة » رضياللهعنه قال : « أمرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم بركعتي الفجر » (٣).
وكان « ابن البراء » من الثقات ، فقد وثقه « الخطيب البغدادي ».
توفي « ابن البراء » في شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين من الهجرة. بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « ابن البراء » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨١.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨١.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨١.
رقم الترجمة / ٢٣٣
« محمّد أبو الحارث الرّقي » (١)
هو : محمد بن أحمد أبو الحارث بن الرّقي ، نزيل طرسوس ، مقرئ متصدر مشهور جليل.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو الحارث » الرقي ، القرآن عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو شعيب السوسي » وهو من خيرة أصحابه ، وأوثقهم (٢).
كما تلقى عليه القرآن عدد كبير منهم : « نظيف بن عبد الله ، وأبو بكر النقاش » وآخرون (٣).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي الحارث الرقي ». رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر ترجمته في : معرفة القراء الكبار ١ / ٢٤٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٩٤.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٩٤.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٩٤.
رقم الترجمة / ٢٣٤
« محمّد بن حمدون الحذّاء » ت ٣١٠ هـ (١)
هو : محمد بن حمدون أبو الحسن الواسطي الحذّاء.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد الحذّاء » القرآن عن مشاهير العلماء.
فقد عرض القرآن على « أبي عون ، وقنبل » أحد الرواة المشهورين عن « ابن كثير » المكي ، ولا زالت قراءة « قنبل » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما سمع « محمد الحذّاء » حروف القرآن من « شعيب بن أيوب الصريفيني » (٢).
وقد تصدّر « محمد الحذّاء » للاقراء فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو أحمد الساوي ، وعلي بن سعيد ذؤابة ، وعبيد الله بن مخلد ، وروى عنه القراءة « أبو بكر بن مجاهد » وآخرون (٣).
كان « محمد بن حمدون » من الثقات ، وفي هذا يقول : « أبو طاهر بن أبي هاشم » : كان « محمد الحذّاء » من أهل الثقة والاتقان » ا هـ (٤).
توفي « محمد الحذّاء » سنة عشر وثلاثمائة على خلاف في ذلك. رحمهالله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : معرفة القراء الكبار ١ / ٢٥٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٣٥ ، ونهاية الغاية ، الورقة ، ٢٣٥.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٠.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٣٥.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٠.
رقم الترجمة / ٢٣٥
« محمّد بن رفاعة » ت ٢٤٨ هـ (١)
هو : محمد بن يزيد بن رفاعة ، أبو هشام الرفاعي ، الكوفي.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « محمد بن رفاعة » القرآن عن مشاهير علماء عصره.
يقول « ابن الجزري » في هذا المعنى : « أخذ القراءة عرضا عن « سليم » وسمع من « أبي يوسف الأعشى ، وحسين بن عليّ الجعفي ، ويحيى بن آدم ، وسمع قراءة « الأعشى » وضبط حروفا عن « أبي بكر بن عياش » وروى أيضا عن « الكسائي » وله كتاب « الجامع في القراءات » ا هـ (٢).
وقد تتلمذ على « محمد بن رفاعة » عدد كثير منهم : « موسى بن إسحاق القاضي ، وعلي بن الحسن القطيعي ، وأحمد بن سعيد المروزي ، والقاسم بن داود ، وعليّ بن أحمد بن قربة ، وعبد الله بن هاشم الزعفراني » وآخرون (٣).
وقد أخذ « محمد بن رفاعة » الحديث عن مشاهير علماء عصره منهم : « أبو
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٨ / ١٢٩ ، وتاريخ بغداد ٣ / ٣٧٥ ، وأنساب السمعاني ٦ / ١٤٧ ، واللباب ٢ / ٣٢ ، والعبر ١ / ٤٥٣ ، والكاشف ٣ / ١٠٩ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٦٨. والوافي بالوفيات ٤ / ٢١٦ ، ومعرفة القراء ٢ / ٢٨٠ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٨٠ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٥٢٦ ، ولسان الميزان ٧ / ٤٨٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٣٦٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٩ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٠.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٥.
بكر بن عياش ، وحفص بن غياث ، والمطّلب بن زياد ، وابن فضيل » وآخرون (١).
وقد روى عن « محمد بن رفاعة » الحديث عدد من العلماء منهم : « مسلم » في صحيحه ، والترمذي ، وابن ماجة في كتابيهما ، وابن خزيمة في صحيحه ، وأحمد ابن أبي خيثمة » وآخرون (٢).
وقد احتلّ « محمد بن رفاعة » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول « أحمد بن عبد الله العجليّ » : « محمد بن رفاعة » لا بأس به ، صاحب قرآن وولي قضاء المدائن » (٣).
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين ، رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٥.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨١.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٥.
رقم الترجمة / ٢٣٦
« محمد سالم محيسن » (١) أمدّ الله في عمره
ولد المؤلف الدكتور : محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن ببلدة « الروضة » مركز فاقوس شرقية في جمهورية مصر العربية في ١١ فبراير سنة ١٩٢٩ م من أسرة متدينة مستورة الحال.
* حفظ « القرآن الكريم » ثمّ جوّده منذ باكورة حياته.
* التحق بالأزهر الشريف لطلب العلم وحصل على الشهادات العلمية الآتية :
(١) الشهادة العالية في القراءات من الازهر سنة ١٩٤٨ م.
(٢) شهادة التخصص في القراءات وعلوم القرآن من الازهر سنة ١٩٥٣ م.
(٣) الشهادة العالية « الليسانس » في العلوم الإسلامية والعربية من جامعة الازهر سنة ١٩٦٧ م.
(٤) الماجستير في الآداب العربية بتقدير « ممتاز » من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة ١٩٧٣ م.
(٥) الدكتوراة في الآداب العربية بمرتبة الشرف الاولى من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة ١٩٧٦ م.
__________________
(١) هذه الترجمة كتبها المؤلف بخط يده. وقد ترجم لنفسه أسوة بغيره من العلماء.
نشاطه العلمي والعملي
* بعد حصوله على شهادة التخصص في القراءات وعلوم القرآن عيّن مدرسا بقسم تخصص القراءات بالأزهر لتدريس القراءات وعلوم القرآن.
* عيّن عضوا بلجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر سنة ١٩٥٦ م.
* انتدب للتدريس بمعهد غزّة الديني من عام ١٩٦٠ الى ١٩٦٤ م.
اختير عضوا ضمن اللجنة العلمية التي تشرف على تسجيل القرآن الكريم بالإذاعة المصرية سنة ١٩٦٥ م.
* انتدب للتدريس بالمعهد الديني « بواد مدني » بالسودان من عام ١٩٥٤ إلى ١٩٥٦ م.
انتدب للتدريس بجامعة « أم درمان » الإسلامية بالسودان من عام ١٩٧٠ الى ١٩٧٣ م.
* انتدب للتدريس بجامعة الخرطوم من عام ١٩٧٣ الى ١٩٧٦ م.
* انتدب للتدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام ١٩٧٦ م إلى الآن.
* قام بالإشراف ومناقشة الكثير من البحوث العلمية.
شارك في الكثير من المؤتمرات العلمية.
* له أحاديث دينية بإذاعة السودان تزيد على المائة حديث.
* له أحاديث دينية أسبوعية ، وندوات علمية أسبوعية بإذاعة المملكة العربية السعودية من عام ١٩٧٧ م إلى الآن.