الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
رقم الترجمة / ٢٠٦
« أبو عمرو بن العلاء البصري » ت ١٥٤ هـ (١)
عالم من أشهر علماء القراءات ، واللغة ، والنحو ، شيخ القراء ، ومقرئ أهل البصرة ، وزعيم المدرسة البصرية النحوية ، من أعلم الناس بالقرآن والعربية ، الحجة الثقة. هو زبان بن العلاء بن العريان المازني التميمي البصري. قال « أبو عمرو الداني » : ولد « أبو عمرو بن العلاء » بمكة المكرمة سنة ثمان وستين ونشأ بالبصرة ، ومات بالكوفة ، وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة ا هـ (٢).
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
قال « الذهبي » : أخذ « أبو عمرو بن العلاء » القراءة عن : أهل الحجاز ، وأهل البصرة ، فعرض بمكة على : « مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : التاريخ الكبير ٩ / ٥٥ ، والمعارف ٥٣١ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٢٥ ، ومراتب النحويين ١٣ ومشاهير علماء الأمصار ١٥٣ ، وأخبار النحويين البصريين ٢٢ ، وطبقات النحويين ٣٥ ، ٤٠ و ١٥٩ ، والمقتبس ٢٥ ، والفهرست لابن النديم ٢٨ ، ونزهة الألباء ٣٠ ، والأنساب ٥٥٥ والكامل لابن الأثير ٥ / ٣٨ ، واللباب ٣ / ٢١٧ ، وإنباه الرواة ٤ / ١٢٥ ، وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٦٢ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٦٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٦ ، وتهذيب الكمال الورقة ١٦٢٩ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٧٨ ، وتذهيب التهذيب ٤ / ٢٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ٦ / ٤٠٧ ، معرفة القراء الكبار ١ / ١٠٠ ، والعبر ١ / ٢٢٣ ، وتلخيص ابن مكتوم ٢٨٩ وفوات الوفيات ١ / ٣٣١ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٢٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١١٣ ، ووفيات ابن قنفذ ١٣١ ، والبلغة في أئمة اللغة ٨١ ، وغاية النهاية ١ / ٢٨٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٥٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٢ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٣١ ، والمزهر ٢ / ٣٩٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٣١ ، وروضات الجنات ٣ / ٣٨٨ ، والذريعة ١ / ٣١٨.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠١.
يسار ، وعكرمة بن خالد ، وابن كثير » ، وعرض بالمدينة على « أبي جعفر يزيد بن القعقاع ، ويزيد بن رومان ، وشيبة بن نصاح » ا هـ (١).
وروى « اليزيدي » عن « أبي عمرو » قال : سمع « سعيد بن جبير » قراءتي فقال : الزم قراءتك هذه ا هـ (٢).
وأقول : مما تقدم تبين أن « أبا عمرو بن العلاء » قرأ على خلق كثير : بمكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والكوفة ، والبصرة ، ويعتبر « أبو عمرو » أكثر القراء شيوخا ، أذكر منهم :
أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت ١٢٨ هـ.
ويزيد بن رومان ت ١٢٠ هـ.
وشيبة بن نصاح ت ١٣٠ هـ.
ونافع بن أبي نعيم ت ١٦٩ هـ.
وعبد الله بن كثير ت ١٢٠ هـ.
ومجاهد بن جبر ت ١٠٤ هـ.
وأبا العالية رفيع بن مهران.
وقرأ « أبو العالية » شيخ أبي عمرو على :
عمر بن الخطاب ت ٢٣ هـ.
وأبيّ بن كعب ت ٣٠ هـ.
وزيد بن ثابت ت ٤٥ هـ.
وعبد الله بن عباس ت ٦٨ هـ.
وقرأ كل من « زيد بن ثابت ، وأبيّ بن كعب » على رسول الله صلى الله
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠١.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠١.
عليه وسلم. من هذا يتبين أن قراءة « أبي عمرو بن العلاء » صحيحة ، ومتواترة ، ومتصلة السند بالنبي عليه الصلاة والسلام. ولا زال المسلمون حتى الآن يتلقون قراءة « أبي عمرو بن العلاء » بالرضا والقبول ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال « الذهبي » : قرأ على « أبي عمرو بن العلاء » خلق كثير منهم : « يحيى بن المبارك اليزيدي ، وعبد الوارث التنوري ، وشجاع البلخي ، وعبد الله ابن المبارك ».
ثم قال : وأخذ عنه القراءة ، والحديث ، والأدب : « أبو عبيدة معمر بن المثنى ، والأصمعي ، ويعلى بن عبيد ، والعباس بن الفضل ، ومعاذ بن مسلم النحوي ، وهارون بن موسى ، وعبيد بن عقيل » وآخرون (١).
وقال « الذهبي » : حدث « أبو عمرو بن العلاء » عن : « أنس بن مالك ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي صالح السمّان » (٢).
وقال « ابن مجاهد » : حدثني « جعفر بن محمد » عن « سفيان بن عيينة » قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال : اقرأ بقراءة « أبي عمرو بن العلاء » (٣).
وقال « وهب بن جرير » : قال لي « شعبة » : تمسك بقراءة « أبي عمرو » فإنها ستصير للناس إسنادا ا هـ (٤).
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠١.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠١.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠٢.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠٢.
وقد احتل « أبو عمرو بن العلاء » المكانة السامية بين جميع العلماء منذ عصره حتى الآن ، ولذلك استوجب الثناء عليه : فعن « أبي عبيدة معمر بن المثنى » قال : كان « أبو عمرو » أعلم الناس بالقرآن ، والعربية ، وأيام العرب ، والشعر ، وأيام الناس ا هـ (١).
وقال « وكيع » : قدم « أبو عمرو بن العلاء » الكوفة ، فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على هشام بن عروة ا هـ (٢).
وقال « ابن معين » : « أبو عمرو » ثقة. وقال « أبو عبيدة » كانت دفاتر « أبي عمرو » ملء بيت إلى السقف ، ثم تنسك فأحرقها ، وكان من أشراف العرب ووجوههم ا هـ (٣).
وقال « الأصمعي » : قال لي « أبو عمرو » : لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت ، لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر « الأعمش » على حملها ا هـ (٤).
وقال « الأصمعي » : سمعت « أبا عمرو » يقول : ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني ، ثم قال « الأصمعي » : أنا لم أر بعد « أبي عمرو » أعلم منه ا هـ (٥).
وروى « الأخفش » قال : مرّ « الحسن » بأبي عمرو ، وحلقته متوافرة ، والناس عكوف ، فقال : من هذا؟ فقالوا : أبو عمرو ، فقال : لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون « أربابا » كل عزّ لم يؤكد بالعلم فإلى ذلّ يؤول ا هـ (٦).
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠٣.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠٢.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٠٤.
(٤) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٢٩٠.
(٥) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٢٩٠.
(٦) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٢٩١.
وقال « الأصمعي » : قال لي « أبو عمرو » : كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ، ومن العاقل إذا أحرجته ، ومن الأحمق إذا مازحته ومن الفاجر إذا عاشرته ، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك ا هـ (١).
توفي « أبو عمرو » بالكوفة سنة أربع وخمسين من الهجرة ، بعد حياة كلها عمل في تعليم القرآن ، ولغة العرب. رحم الله « أبا عمرو بن العلاء » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٤٠٩.
رقم الترجمة / ٢٠٧
« عمرو بن الصّباح » ت ٢٢١ هـ (١)
هو : عمرو بن الصباح بن صبيح ، أبو حفص البغدادي ، الضرير الضابط الحاذق.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « عمرو بن الصباح » القرآن على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « حفص ابن سليمان » أحد رواة الإمام عاصم المشهورين. فقد أخذ عنه القرآن عرضا وسماعا. وقد روى أيضا عن « أبي يوسف الأعشى ، عن أبي بكر » (٢).
وقد قرأ على « عمرو بن الصباح » عدد كثير منهم : « إبراهيم بن عبد الله السمسار ، والحسن بن المبارك ، وزرعان بن أحمد ، وعبد الصمد بن محمد العينوني ، وعلي بن سعيد البزّار ، وعلي بن محصن ، وأحمد بن موسى الصفّار ، وأحمد بن جبير ، ومحمد بن يزيد بن هارون » وآخرون (٣).
توفي « عمرو بن الصباح » سنة إحدى وعشرين ومائتين من الهجرة. رحم الله « عمرو بن الصباح » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١٢ / ٢٠٥ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠١ ( أبا صوفيا ٣٠٠٧ ) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٣ ، وغاية النهاية ١ / ٦٠١.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٣.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٠١.
رقم الترجمة / ٢٠٨
« أبو عمر الدّوري » ت ٢٤٦ هـ (١)
هو : حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان ، أبو عمر الدوري ، البغدادي الضرير ، نزيل سامراء.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ونسبته إلى « الدور » موضع ببغداد ، محلة بالجانب الشرقي. قال « الأهوازي » : رحل « الدوري » في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف السبعة ، وسمع من ذلك شيئا كثيرا (٢).
وقال « ابن الجزري » : « أبو عمر الدوري » إمام القراءة ، وشيخ الناس في زمانه ، ثقة ، ثبت كبير ، ضابط ، أول من جمع القراءات (٣).
وقد أخذ « أبو عمر الدوري » القراءات عن مشاهير علماء عصره : فقد قرأ على « إسماعيل بن جعفر عن نافع ، وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن بن جمّاز عن « أبي جعفر » وعن « سليم » عن « حمزة » ومحمد بن سعدان عن حمزة ، وعلى الكسائي وغيرهم كثير (٤).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٣ / ١٨٣ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٢٠٣ ، إرشاد الأريب ٤ / ١١٨ والعبر ١ / ٤٤٦ والكاشف ١ / ٢٤٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٦٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩١ ، ونكت الهميان ١٤٦ ، ووفيات ابن قنفذ ١٧٩ ، وغاية النهاية ١ / ٢٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٣ ، وطبقات المفسرين للداودي ١ / ١٦٢ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٨٧ وشذرات الذهب ٢ / ١١١ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٥.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٥.
(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٥.
وكما أخذ « أبو عمر الدوري » القراءات على مشاهير العلماء ، فقد أخذ أيضا حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء : وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : وروى « أبو عمر الدوري » عن « إسماعيل المؤدب ، وإبراهيم بن سليمان ، وإسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير ، ويزيد ابن هارون ، كما روى عن « أحمد بن حنبل » وهو من أقرانه » ا هـ (١).
وقد كان « أبو عمر الدوري » مدرسة وحده ، ولنستمع إلى « الذهبي » وهو يقول : لقد طال عمر « أبي عمر الدوري » وقصد من الآفاق ، وازدحم عليه الحذاق لعلو سنده وسعة علمه ا هـ (٢).
كما تتلمذ على « أبي عمر الدوري » عدد كثير. فقد روى القراءة عنه « أحمد بن حرب » شيخ المطوعي ، وأحمد بن فرح بالحاء المهملة ، وأبو جعفر المفسّر المشهور ، وأحمد بن محمد بن حمّاد ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وغيرهم كثير (٣).
ويقول الذهبي : « وحدّث عن أبي عمر الدوري ، ابن ماجة في سننه ، وأبو زرعة الرازي ، وحاجب أركين ، ومحمد بن حامد ، وخلق كثير » (٤).
ويقول « أبو داود » : رأيت « أحمد بن حنبل » يكتب عن « أبي عمر الدوري » ا هـ (٥).
توفي « أبو عمر الدوري » سنة ستّ وأربعين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة كلها عمل من أجل تعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أبا عمر الدوري » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء. وقراءة « أبي عمر الدوري » لا زالت متواترة يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩١.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٥.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٢.
(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٢.
رقم الترجمة / ٢٠٩
« عيسى بن وردان » ت في حدود ١٦٠ هـ (١)
هو : عيسى بن وردان ، أبو الحارث المدني الحذاء.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى : « عيسى بن وردان » القرآن عن خيرة علماء عصره وفي مقدمتهم : « أبو جعفر يزيد بن القعقاع » وهو من خيرة أصحابه المشهورين ، وأحد رواته المعروفين ولا زالت قراءة « ابن وردان » يتلقاها المسلمون حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما عرض « ابن وردان » القرآن على « شيبة بن نصاح ، ونافع بن أبي نعيم » وهو من قدماء أصحابه (٢).
قال « ابن مجاهد » : حدثنا « عبد الله بن محمد الحربي » حدثنا « أبو إبراهيم » حدثنا « زيد بن بشر » الحضرمي ، حدثنا « ابن وهب » أخبرني « ابن زيد بن أسلم » قال : كان « أبي » يقول « لعيسى بن وردان » : اقرأ على إخوتك (٣).
وكان « ابن وردان » من الثقات ، وصاحب سمعة طيبة ، وفي هذا المعنى
__________________
(١) انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ١١١ وغاية النهاية ١ / ٦١٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
يقول « ابن الجزري » : « ابن وردان » إمام مقرئ حاذق ، وراو محقق ضابط (١).
توفي « ابن وردان » كما قال « ابن الجزري » في حدود الستين ومائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
رقم الترجمة / ٢١٠
« عيسى بن عمر الثقفي » ت ١٥٦ هـ (١)
شيخ قراء الكوفة بعد حمزة بن حبيب الزيات ، الثبت الثقة. هو : عيسى بن عمر الهمذاني ، الكوفي مولى بني أسد. وهو غير « عيسى بن عمر الثقفي البصري النحوي ».
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
قرأ « عيسى بن عمر » على مشاهير علماء عصره ، منهم : « عاصم بن أبي النجود » إمام قراء الكوفة ، وهو الإمام الخامس بالنسبة للأئمة العشرة ، الذين لا زالت قراءاتهم يقرأ بها حتى الآن.
كما قرأ على « طلحة بن مصرف ، والأعمش ». وقرأ عليه عدد كثير ، منهم : « الكسائي » شيخ قراء الكوفة ، وهو الإمام السابع ، وعبيد بن موسى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد (٢).
وروى الأحاديث عن « عطاء بن أبي رباح ، وحمّاد ، وعمرو بن مرة » ، وغير هؤلاء كثير (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : التاريخ الكبير ٦ / ٣٩٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٨٢ ، وتاريخ الاسلام ٦ / ٢٦٤ تهذيب الكمال الورقة ١٠٨٣ ، وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٣٠ ، وسير اعلام النبلاء ٧ / ١٩٩ ومعرفة القراء الكبار ١ / ١١٩ ، والكاشف ٢ / ٣٦٩ ، وغاية النهاية ١ / ٦١٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٢٢ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٣٠٣.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
كما روى عنه « ابن المبارك ، وأبو نعيم ، وخلاد بن يحيى ، ووكيع » (١).
وروى « عبد الرحمن بن أبي حماد » عن « سفيان الثوري » حيث قال : أدركت الكوفة وما بها أحد أقرأ من « عيسى الهمداني » (٢).
وقال ابن معين : « عيسى بن عمر الكوفي ، ثقة وصاحب حروف » (٣).
وقال « أحمد بن عبد الله العجلي » : « عيسى الهمداني » ثقة ورجل صالح ورأس في القرآن (٤).
توفي « عيسى بن عمر » سنة ست وخمسين ومائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ورواياته ، وتجويده. رحم الله « عيسى بن عمر » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٩.
رقم الترجمة / ٢١١
« ابن غالب الأنماطي » ت ٢٥٤ هـ (١)
هو : محمد بن غالب ، أبو جعفر ، الأنماطي ، البغدادي ، المقرئ.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « ابن غالب » القراءة عن خيرة العلماء. فقد أخذ القراءة عرضا عن « شجاع » عن « أبي عمرو بن العلاء » وهو أضبط أصحابه يقول « ابن الجزري » : قرأ « ابن غالب » على « شجاع » عشر ختمات : ثلاثا بالادغام ، وسبعا بالاظهار.
وروى « ابن غالب » القراءة أيضا عن « الأصمعي » عن « أبي عمرو » (٢).
وقد تتلمذ على « ابن غالب » عدد كثير ، وفي هذا المعنى يقول « الخطيب البغدادي » : « كان بمدينة السلام ممن يقرئ بقراءة « أبي عمرو » جماعة ، منهم : « أبو جعفر محمد بن غالب » ، صاحب « شجاع بن أبي نصر » وقرأ عليه بها جماعة منهم « الحسن بن حباب بن مخلد الدقاق » و « نصر بن القاسم الفارضي ، ومحمد بن هارون الأنصاري » وخلق كثير » (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٣ / ١٤٣ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٧٧ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء ١ / ٢١٨ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٢٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٢٦.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٤٣.
وكان « ابن غالب » من الزهاد الصالحين ، وفي هذا المعنى يقول « ابن المبارك » : كان « ابن غالب رجلا صالحا ا هـ (١).
ويقول « الخطيب البغدادي » : بلغني عن « أبي بكر بن محمد بن الحسن ابن زياد النقاش » قال : كان « محمد بن غالب » رجلا صالحا ورعا ينادي فيكسب في اليوم القيراط أو الأكثر ، قال : فبلغني أن بعض أصحابه جاءه في يوم « وحل وطين » فقال له : « متى أشكرها بين الرجلين اللتين تعبتا إليّ في مثل هذا اليوم لتكسباني الثواب؟ ثم قام بنفسه فاستقى له الماء وغسل رجليه » (٢).
توفي « ابن غالب » يوم الأربعاء بعد العصر سنة أربع وخمسين ومائتين ببغداد. رحم الله « ابن غالب » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٤٣.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٤٣.
رقم الترجمة / ٢١٢
« ابن غالب الصّيرفيّ »
هو : محمد بن غالب ، أبو جعفر الصيرفي ، الكوفي ، مقرئ متصدر للاقراء.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « الصيرفي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو يوسف الأعشى » عن « أبي بكر بن عياش » (١).
وقد تلقى على « الصيرفي » القراءة « علي بن الحسن التميمي » (٢).
قال « الداني » : وكان شيخنا « أبو الفتح » يضنّ برواية « محمد بن غالب الصيرفي » ولا يمكن أحدا منها لغرابتها ، وصحة طريقها ، وسألته أن يقرئنيها فأخذها عليه وقرأت عليه بها القرآن كله ، وما أعلم أحدا ممن قرأ عليه من أصحابه قرأ بها عليه ، ولا مكنه منها ا هـ (٣).
توفي « الصيرفي » إلى رحمة الله ، ولم يذكر أحد تاريخ وفاته. رحم الله « الصيرفي » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٨.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٨.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٢٧.
رقم الترجمة / ٢١٣
« غزوان بن القاسم » ت ٣٨٦ هـ (١)
هو : غزوان بن القاسم بن علي بن غزوان ، أبو عمرو المازني ، نزيل ، مصر ، مقرئ حاذق محرر.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « غزوان » سنة اثنتين وتسعين ومائتين من الهجرة.
أخذ « غزوان » القراءة وحروف القرآن عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « ابن مجاهد ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، ومحمد بن سلمة العثماني ، وأحمد بن محمد ابن محمد بن بسام » (٢).
تصدر « غزوان » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، ومن الذين أخذوا عنه : اسماعيل بن عمرو الحداد ، وأبو بكر محمد ابن الحسن الطحان (٣).
احتل « غزوان » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الإمام أبو عمرو الداني » ت ٤٤٤ هـ : كان غزوان ماهرا ضابطا شديد الأخذ واسع الرواية حافظا للحروف ا هـ (٤).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام الورقة ١٨٥ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ٢ / ٣ وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٩.
(٢) انظر طبقات القراء ٢ / ٣.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٢.
(٤) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٢.
توفي « غزوان » بمصر بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وذلك سنة ست وثمانين وثلاثمائة من الهجرة وعهد أن يصلي عليه الشيخ أبو أحمد السامرائي ، رحم الله « غزوان » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة / ٢١٤
« غلام السّبّاك » ت ٣٤٥ هـ (١)
هو : أحمد بن عثمان بن الفضل بن بكر الربعي البغدادي المعروف بغلام السّباك.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « غلام السباك » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن الحباب ، والحسن بن الحسين الصواف » (٢).
رحل « غلام السباك » من بغداد إلى « دمشق » ثم تصدر لتعليم القرآن الكريم ، فأقبل عليه طلاب العلم وتتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : « تمام الرازي ، وعلي بن داود الداراني ، وعبد القاهر الجوهري ، وعبد الرحمن بن أبي نصر » وغير هؤلاء (٣).
ذكر المؤرخون أن « غلام السباك » كان مستجاب الدعوة ، ودليل ذلك أنه أصيب بمرض تسبب عنه ثقل سمعه ، فشق عليه ذلك ، فسأل الله تعالى أن يرد عليه سمعه فاستجاب الله تعالى له دعاءه ورد عليه سمعه (٤).
توفي « غلام السباك » سنة خمس وأربعين وثلاثمائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « غلام السباك » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٩ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢٢٥ ، وغاية النهاية ١ / ٨١ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣١٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٦٩.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣١١.
(٣) انظر طبقات القراء ١ / ٨١.
(٤) انظر تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٩.
رقم الترجمة / ٢١٥
« أبو الفتح بن بدهن » ت ٣٥٩ هـ (١)
هو : أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن عيسى أبو الفتح الخوارزمي الأصل ثم البغدادي نزيل مصر ، يعرف « بابن بدهن » قارئ مشهور عارف ، اجتمع له حسن الأداء وحسن الصوت.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
« أخذ « أبو الفتح بن بدهن » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : أحمد ابن سهل الأشناني ، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير ، ومحمد بن موسى الزينبي ، وأبو الحسن بن الأخرم ، وابن مجاهد ، وهو أحذق أصحابه ، كما روى حروف القراءات عن « العباس بن أحمد » صاحب البزي أحد الرواة المشهورين عن « ابن كثير » المكي » (٢).
تصدر « أبو الفتح بن بدهن » لتعليم القرآن ، واشتهر بالصدق وصحة القراءة ، وأقبل عليه طلاب العلم ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : عبيد الله بن عمر القيسي ، ومحمد بن الحسن بن النعمان ، وعبد المنعم بن غلبون الأنطاكي ، والخضر ابن أحمد » وغير هؤلاء (٣).
احتل « أبو الفتح بن بدهن » مكانة سامية ومرموقة ، مما استوجب الثناء
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٤ / ٢٥٧ ، وتاريخ الاسلام وفيات ٣٥٩ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ، وغاية النهاية ١ / ٦٨ ـ ٦٩ ، ونهاية الغاية ، الورقة ١٧. وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٩.
(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٦٨.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٦٩.
عليه ، وفي ذلك يقول « الحافظ الذهبي » « كان « أبو الفتح بن بدهن » من أطيب الناس صوتا بالقرآن ، وأفصحهم أداء ، وحذق ، ومهر ، وطال عمره واشتهر ، وحدث عن « إبراهيم بن عبد الله المخزومي » ا هـ (١).
توفي « أبو الفتح بن بدهن » ببيت المقدس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ١ / ٦٩.