الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
رقم الترجمة / ٢١٦
« أبو الفتح الموصلي » ت ٢٥٠ هـ (١)
هو : عامر بن عمر بن صالح أبو الفتح الموصلي ، مقرئ حاذق ، قاضي « الموصل » وصاحب « اليزيدي ، والعباس بن الفضل الأنصاري »
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « أبو الفتح الموصلي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي هذا المعنى يقول « ابن الجزري » أخذ « أبو الفتح الموصلي » القراءة عن « اليزيدي » وله عنه نسخة ، وعن « العباس بن الفضل الأنصاري »
قال « أحمد بن سمعويه » : قرأ « أبو الفتح الموصلي » على « اليزيدي » ختمتين باختيار « أبي عمرو بن العلاء »
وقد أخذ القراءة عن « أبي الفتح الموصلي » عدد كثير منهم : « أحمد بن سمعويه ، وأبو الحسن محمد بن السرّاج ، وأبو العباس أحمد بن مسعود السراج ، وعيسى بن رصاص ، وموسى بن حاتم بن جمهور ، ومحمد بن الحسين الموصلي » وآخرون
توفي « أبو الفتح الموصلي » سنة خمسين ومائتين من الهجرة. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته في : تاريخ الاسلام ، الورقة ١٦١ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٢٠ ، وغاية النهاية ١ / ٣٥٠.
رقم الترجمة / ٢١٧
« أبو الفرج الشنبوذي » ت ٣٨٨ هـ (١)
هو : محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي البغدادي غلام ابن شنبوذ.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « أبو الفرج الشنبوذي » سنة ثلاثمائة من الهجرة ، شغف « أبو الفرج الشنبوذي » في الترحال إلى طلب العلم ، فجاب الأقطار ، وسمع من العلماء ، وأخذ حروف القرآن. حول هذا المعنى يقول « الإمام ابن الجزري » : « رحل أبو الفرج الشنبوذي » ولقي الشيوخ وأكثر وتبحّر في التفسير ا هـ (٢).
أخذ « أبو الفرج الشنبوذي » حروف القرآن عن عدد كبير من خيرة العلماء ، وذكر المؤرخون من شيوخه الكثير وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : « أخذ القراءة عرضا عن : أبي بكر بن مجاهد ، وأبي بكر النقاش ، وأبي بكر بن أحمد بن حماد ، وأبي الحسن بن الأخرم ، وإبراهيم بن محمد الماوردي ، ومحمد بن جعفر الحربي ، وأحمد بن محمد بن اسماعيل الأدمي ، ومحمد بن هارون التمار ، وأبي
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، والمنتظم ٧ / ٢٠٤ ، وارشاد الأريب ٢ / ٣٠٤ ، واللباب ٢ / ٣٠ ، وتاريخ الاسلام الورقة ١٩٨ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢٠ ، والعبر ٣ / ٤٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٦١ ـ ٤٦٢. والوافي بالوفيات ٢ / ٣٩ ، وغاية النهاية ٢ / ٥٠ ونهاية الغاية الورقة ٢٠٦ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٩٩ ، وطبقات المفسرين للسيوطي ٣٧ ، وللداودي ٢ / ٥٤ ـ ٥٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٢٩.
(٢) انظر طبقات القراء ٢ / ٥٠.
الحسن بن شنبوذ ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له ، ومحمد بن موسى الزينبي وموسى ابن عبد الله الخاقاني » وغيرهم كثير (١).
منح الله سبحانه وتعالى « أبا الفرج الشنبوذي » ذاكرة قوية حافظة ، فحفظ الكثير ، وتعلم الكثير ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « سمعت « أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفيّ » يذكر « أبا الفرج الشنبوذي » فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات ، وحفظه للتفسير ، وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات » ا هـ (٢).
من هذا يتبين بما لا يدع مجالا للشك بأن « أبا الفرج الشنبوذي » كان واسع العلم كثير المعرفة ، وقد شهد بذلك العلماء ، قال « عبد العزيز بن علي المالكي » :
دخل « أبو الفرج » غلام « ابن شنبوذ » على « عضد الدولة » زائرا فقال له : يا أبا الفرج ، إن الله يقول : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) (٣) ونرى العسل يأكله المحرور فيتأذى به ، والله الصادق في قوله؟ قال : أصلح الله الملك ، إن الله لم يقل فيه الشفاء للناس بالألف واللام الذين يدخلان لاستيفاء الجنس ، وإنما ذكره منكرا فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض (٤).
وأقول : لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بعد تجارب متعددة قام بها العلماء المختصون بأن عسل النحل قاتل للجراثيم قاهر لها ، ولم ينتبه الكثيرون إلى ذلك إلا خلال القرن الحالي حيث بدأت الأخبار ترد من أنحاء العالم وهي تفيد بأن عسل النحل فيه كثير من أعاجيب الطب الوقائي ، والعلاجي.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ٢ / ٥٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١ / ٢٧١.
(٣) سورة النحل الآية ٦٩.
(٤) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٣.
يقول أحد الأطباء : إن عسل النحل يعتبر سلاح الطبيب في كثير من الأمراض ، فهو ضد التسمم الناشئ من أمراض الجسم ، مثل التسمم البولي الناتج من أمراض الكبد ، والمعد ، والأمعاء ، وهو مفيد في الالتهاب الرئوي ، والسحائي وفي حالات الذبحة الصدرية وفي الارتشاحات الناشئة من التهاب الكلي الحاد.
كما أن عسل النحل مفيد للجروح والحروق وهو مطهر ومضاد للفساد والعفونة فسبحان القائل : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ).
تصدر أبو الفرج الشنبوذي لتعليم القرآن وحروفه واشتهر بالصدق وجودة الحفظ والثقة وأقبل عليه حفاظ القرآن ، يقول الامام « ابن الجزري » : قرأ عليه « أبو علي الأهوازي ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي ، والهيثم بن أحمد الصباغ ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، ومحمد بن الحسين الكارزيني ، وعبد الله بن محمد بن مكي السواق ، وعلي بن القاسم الخياط ، وأبو علي الرهاوي ، وعبد الملك ابن عبدويه ، ومنصور بن أحمد العراقي ، وعثمان بن علي الدلال ، وعلي بن محمد الجوزداني » ، وغير هؤلاء كثير (١).
لقد كان لأبي الفرج الشنبوذي الأثر الواضح والمؤثر في كثير من الجوانب العلمية وهي متعددة من ذلك أنه ترك بعض المصنفات العلمية المتصلة بالقراءات القرآنية ، مثال ذلك كتاب في القراءات وكتاب فيما خالف فيه ابن كثير المكي أبا عمرو البصري وغير ذلك (٢).
__________________
(١) انظر طبقات القراء ٢ / ٥٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١ / ٢٧١ ، وطبقات المفسرين ٢ / ٦١.
احتل « أبو الفرج الشنبوذي » مكانة سامية ومرموقة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول الحافظ « الذهبي » : « وأكثر « أبو الفرج » الترحال في طلب القراءات وتبحّر فيها واشتهر اسمه وطال عمره » ا هـ (١).
وقال الامام « أبو عمرو الداني » : « أبو الفرج الشنبوذي » عالم مشهور نبيل حافظ ماهر حاذق كان يتجول في البلدان ا هـ (٢).
وقال « عبد الرحمن بن عبد الله » : كنت أجلس إلى الشنبوذي أسمع منه التفسير وكان من أعلم الناس به ، سمعت « فارس بن أحمد » يقول : قدم علينا « الشنبوذي » « حمص » فقال لنا : كيف يقف الكسائي علي قوله تعالى : ( تَراءَا الْجَمْعانِ ) (٣) فقلنا الفائدة من الشيخ أعزه الله. قال : يقف ( تراءى ) وأمالها ا هـ (٤).
وقال « الإمام ابن الجزري » : أبو الفرج الشنبوذي أستاذ من أئمة القراءات ، رحل ولقي الشيوخ وأكثر وتبحّر في التفسير واشتهر اسمه وطال عمره مع علم بعلل القراءات ا هـ (٥).
توفي « أبو الفرج » سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٣.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٣.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٤.
(٤) سورة الشعراء آية ٦١.
(٥) انظر طبقات القراء ٢ / ٥٠ / ٥١.
رقم الترجمة / ٢١٨
« الفضل بن مخلد » (١)
هو : الفضل بن مخلد بن عبد الله بن زريق أبو العباس البغدادي ، يعرف بفضلان الدقاق الأعرج.
أخذ « الفضل بن مخلد » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو حمدون الطيب » وهو من أجل أصحابه ، و « محمد بن غالب » وأبو أيوب الخياط ، وعبيد بن عبد الله الضرير وغيرهم كثير (٢).
تصدّر « ابن مخلد » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو الحسن ابن المنادي ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، ومدين بن شعيب ، ومحمد بن إسحاق البخاري » كما روى القراءة عنه « أبو بكر بن مجاهد » وغير هؤلاء كثير (٣).
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
وكما أخذ « ابن مخلد » القراءة عن خيرة العلماء ، أخذ أيضا حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو حمدون المقرئ ، وداود ابن صغير البخاري » وغيرهما (٤).
وتصدر « ابن مخلد » أيضا لرواية حديث الهادي البشير عليه الصلاة والسلام
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧١ ، وغاية النهاية ٢ / ١١.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٦١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١.
(٤) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٢٧١.
فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو الحسين بن المنادي ، وجعفر الخلدي » وغيرهما (١).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « ابن مخلد » رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٢٧١.
رقم الترجمة / ٢١٩
« أبو الفضل النيسابوري » ت ٣٣٩ هـ (١)
هو : جعفر بن حمدان بن سليمان أبو الفضل بن أبي داود النيسابوري المؤدّب نزيل دمشق ، ضابط مشهور.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « أبو الفضل النيسابوري » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : هارون الأخفش ، وكان من حذاق أصحابه.
تصدر « أبو الفضل النيسابوري » لتعليم القرآن ، فتتلمذ عليه عدد كثير منهم : عبد الله بن عطية ، وأبو بكر محمد بن أحمد الجبني ، ومحمد بن الحسين الديبچلي ، ومحمد بن عبيد بن الخليل ، وروى عنه الحديث « أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني » ا هـ (٢).
توفي « أبو الفضل النيسابوري » سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي صلىاللهعليهوسلم ، رحمهالله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام الورقة ١٩٩ ، وغاية النهاية ١ / ١٩١.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٩١.
رقم الترجمة / ٢٢٠
« ابن فليح » توفي في حدود ٢٥٠ هـ (١)
هو : عبد الوهاب بن فليح بن رياح أبو إسحاق المكي ، إمام أهل مكة في القراءة في زمانه.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة من حفاظ القرآن.
وقد تلقى « ابن فليح » القراءة عن مشاهير علماء عصره : فقد أخذ القراءة عرضا وسماعا عن « داود بن شبل ، ومحمد بن سبعون ، ومحمد بن بزيع ، وعبد الملك بن شعوة ، وشعيب بن أبي مرّة ، ومحمد بن عبد الله الخالدي ، وعدد كثير من شيوخ أهل مكة يبلغون ثمانين نفسا » (٢).
وقد جلس « ابن فليح » للاقراء ، فقرأ عليه عدد كثيرون ، منهم : « إسحاق ابن أحمد الخزاعي ، والحسين بن محمد الحدّاد. ومحمد بن عمران الدينوري ، وعبد الوهاب بن محمد بن هاشم (٣).
كما روى عنه الحديث ، « محمد بن أحمد الشطوي ، ومحمد بن هارون الازدي ، ويحيى بن محمد بن صاعد » وآخرون (٤).
وكان « ابن فليح » من العلماء العاملين الذي يتمتعون بالسيرة الحسنة يقول عنه ابن أبي حاتم : أبي روى عن « ابن فليح » وقال : هو صدوق (٥).
توفي « ابن فليح » في حدود الخمسين ومائتين. رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٧٣ ، والعقد الثمين ٥ / ٥٣٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٨٠.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٨٠.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٨١.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٠.
(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٠.
رقم الترجمة / ٢٢١
« القاسم بن أحمد الخياط » ت ٢٩١ هـ (١)
هو : القاسم بن أحمد بن يوسف بن يزيد أبو محمد التميمي الخياط الكوفي ، إمام في قراءة عاصم ، حاذق ثقة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « القاسم أبو محمد الخياط » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « محمد بن حبيب الشموني ».
وقد تصدر « القاسم » للاقراء فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « ابنه عبد الله ، وسعيد بن عبد الله الإسكافي ، وعلي بن الحسن ، ومحمد بن الخليل بن أبي أمية ، ومحمد بن عبد الله الكسائي ، وجعفر بن عنبسة النحوي ، والفضل بن مرثد ، ومحمد ابن شنبوذ ، ومحمد بن الحسن النقاش » وآخرون (٢).
قال « محمد بن عبد الله الكسائي » : كنت أقرأ برواية « عاصم » رواية « عبد الجبار بن محمد العطار » فلما سمعت إجماع الناس على تفضيل « القاسم الخياط » ورأيت ذوي الأسنان وأهل المعرفة يقرءون عليه لازمته حتى قرأت عليه ، وأتقنت قراءته ا هـ (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته في : تاريخ بغداد ١٢ / ٤٣٨ وغاية النهاية ٢ / ١٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٦.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧.
وقال « الحسن بن داود النقّار » قرأت على « القاسم » أربعين ختمة ، وسمعت إجماع الناس على تفضيله ا هـ (١).
قال « الخطيب البغدادي » : توفي « القاسم الخياط » غداة الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين. رحم الله « القاسم الخياط » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧.
رقم الترجمة / ٢٢٢
« أبو القاسم النخاس » ت ٣٦٨ هـ (١)
هو : عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم البغدادي المعروف بالنخاس بالمعجمة مقرئ ثقة مشهور ماهر.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد أبو « القاسم النخاس » سنة تسعين ومائتين.
أخذ « أبو القاسم النخاس » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : « محمد ابن هارون التمار » صاحب « رويس » (٢).
تصدر « أبو القاسم النخاس » لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسّلام. واشتهر بالثقة والأمانة والضبط وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن. وتتلمذ عليه الكثيرون. ومن الذين أخذوا عنه القرآن : محمد بن الحسن الكارزيني ، وأبو الحسن الحمامي ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحداد ، وأبو الحسن العلاف ، وأبو الفضل الخزاعي ، وعلي بن محمد الخباز وآخرون (٣).
وأخذ « أبو القاسم النخاس » حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن عدد من
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٨ ، وتاريخ الاسلام وفيات ٣٦٨ ورقة ٨٦ ـ ٨٧ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ، وغاية النهاية ١ / ٤١٤.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٢٤.
(٣) انظر طبقات القراء ١ / ٤١٤.
العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « سمع « أبو القاسم النخاس » : أحمد بن عبد الجبار الصوفي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وموسى بن سهل الجونيّ ، وأحمد بن عمر بن زنجويه ، والحسن بن محمد بن عنبر ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ومحمد بن اسماعيل البصلاني (١) ، وأبا سعيد العدوي ، وأبا بكر بن العلاف الشاعر ، ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربعي (٢).
وقد روى حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عنه عدد كثير.
وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ وحدثنا عنه الحسن بن الحمامي ، وأبو بكر البرقاني ، وأحمد بن محمد الكاتب ، وعمر بن إبراهيم الفقيه (٣).
اشتهر « أبو القاسم النخاس » بالثقة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه. وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : « كان « أبو القاسم عبد الله بن النخاس » من أهل القرآن والفضل والخير والستر والعقل الحسن والمذهب الجميل والثقة ثم قال : ما رأيت من الشيوخ مثله » (٤).
وقال عنه الإمام « ابن الجزري » : « أبو القاسم النخاس » مقرئ مشهور ثقة ماهر متصدر » ا هـ (٥). توفي « أبو القاسم النخاس » يوم السبت لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاثمائة من الهجرة ، رحمهالله رحمة واسعة. وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) نسبته الى قرية تسمى بصل من قرى الشام. انظر معجم البلدان ١ / ٤٤٢.
(٢) انظر تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٨.
(٣) انظر تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٨.
(٤) انظر تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٨.
(٥) انظر طبقات القراء ١ / ٤١٤.
رقم الترجمة / ٢٢٣
« القاسم المطرّز » ت ٣٠٥ هـ (١)
هو : القاسم بن زكريا بن عيسى أبو بكر البغدادي المطرز.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ المطرف القراءة وحروف القرآن عن خيرة العلماء منهم : « أبو عمر الدوري ، وأبو حمدون ، والقاسم بن يزيد الوزّان » ، وآخرون.
وقد اشتهر « المطرز » بالاقراء ، والضبط ، فتلقى عليه الكثيرون القرآن الكريم ، منهم ، « أبو بكر بن مجاهد ، وعبد الواحد بن أبي هاشم ، وأحمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، وعليّ بن الحسين الغضائري شيخ الأهوازي » وغيرهم كثير (٢).
وقد بلغ « المطرز » مكانة سامية مما استوجب ثناء العلماء عليه. وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : كان « المطرز » ثقة ، حجة ، إماما ، مصنفا ، أثنى عليه « الدار قطني » وغيره ا هـ (٣).
وقد سمع « المطرز » حديث الرسول صلىاللهعليهوسلم من خيرة العلماء
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١٢ / ٤٤١ ، والمنتظم ٦ / ١٤٦ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٤ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧١٧ ، والعبر ٢ / ١٣٠ ، ومعرفة القراء ١ / ٢٤٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٧ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣١٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٦ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٣٠٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٣١٢ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٤٦.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٩. وطبقات القراء ج ٢ ص ١٧٠.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٤٠.
منهم : « عمران بن موسى القزاز ، وسويد بن سعيد ، ومحمد بن عبد الأعلى ، وبشر بن خالد ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي ، وإسحاق بن موسى ، وهارون بن حاتم الكوفي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وأبو كريب محمد بن العلاء » وآخرون (١).
وكما اشتهر « المطرز » بتعليم القرآن ، اشتهر أيضا برواية حديث النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد أخذ عنه الحديث عدد كثير منهم : « أبو الحسين بن المنادي ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، ومحمد بن خلف بن جيان الخلاّل ، ومحمد ابن المظفر ، وأبو حفص بن الزيّات » وغير هؤلاء كثير (٢).
توفي « المطرز » يوم السبت ودفن يوم الأحد لسبع عشرة خلون من « صفر » سنة خمس وثلاثمائة ودفن في مقابر « باب الكوفة ». رحم الله « المطرز » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٤٤١.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٤٤١.
رقم الترجمة / ٢٢٤
« قالون » ت ٢٢٠ هـ (١)
الإمام ، الحجة ، صاحب الكرامة الكبرى ، معلم القرآن ومجوّده ، الثبت الثقة.
هو عيسى بن مينا بن وردان ، مولى بني زهرة الملقب بقالون ، وقالون بلغة الرومية جيّد ، وكان « قالون » ربيب الإمام نافع قارئ المدينة والإمام الأول بالنسبة للقراء ، وقد اهتم « نافع » بقالون اهتماما عظيما ، وهو سماه « قالون » لجودة قراءته.
وقد تلقى « قالون » القراءة على شيخه « نافع ».
يقول « ابن الجزري » : قرأت على أحمد بن محمد الشيرازي عن علي بن أحمد ، أن « قالون » قال : كان نافع إذا قرأت عليه يعقد لي ثلاثين ـ أي يجعلني أقرأ في اليوم ثلاثين آية ، ثم يقول لي قالون يعني جيّدا جيّدا بالروميّة (٢).
قال « عبد الله بن عليّ » : إنما كان يكلمه بذلك لأن « قالون » أصله من « الروم » كان جد جدّه « عبد الله » من سبي الروم من أيام « عمر بن الخطاب » رضياللهعنه. فقدم به من أسره وباعه فاشتراه بعض الأنصار ، فهو مولى « محمد بن محمد بن فيروز » (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٣ / ٢٩٠ ، وإرشاد الاريب ٦ / ١٠٣ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٧ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٥٥ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨٠ ، ووفيات ابن قنفذ ١٦٦ ، وغاية النهاية ١ / ٦١٥ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٥ ، وشذرات الذهب.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٥.
(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٥.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
وقد ولد « قالون » سنة عشرين ومائة من الهجرة.
وقرأ على « نافع » سنة خمسين.
يقول « قالون » : قرأت على « نافع » قراءته غير مرّة ، وكتبتها في كتابي (١).
وقال « النقاش » : قيل لقالون : كم قرأت على « نافع » قال ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة (٢).
يقول « ابن الجزري » : أخذ « قالون » القراءة عرضا عن « نافع » وعرض أيضا على « عيسى بن وردان ».
ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة قالون اشتهرت في الأمصار ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين. ونظرا لشهرة قراءة « قالون » بين المسلمين فقد طبعت المصاحف بروايته تيسيرا على القراء.
ولا زال المصحف المطبوع برواية « قالون » يوزع على أبناء المسلمين وبخاصة في « ليبيا » حتى الآن.
ومن أصول قراءة « قالون » أنه يقرأ بصلة ميم الجمع إذا وقعت قبل متحرك ، كما يقرأ الهمزتين من كلمة نحو قوله تعالى : ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ ) (٣) بتسهيل
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٥.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٥.
(٣) سورة البقرة آية ٦.
الهمزة الثانية بينها وبين حركتها مع إدخال ألف بين الهمزتين ، وأصول قراءة « قالون » مدونة في المصنفات المعنية بذلك ، بل هناك مصنفات خاصة برواية « قالون ».
ولقد كان « قالون » مدرسة وحده في تعليم القرآن الكريم فقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم : ولداه : إبراهيم وأحمد ، وإبراهيم بن الحسين الكسائي ، وإبراهيم ابن محمد المدني ، وأحمد بن صالح المصري ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإسماعيل ابن إسحاق القاضي ، والحسن بن علي الشحّام ، والحسين بن عبد الله المعلم ، وآخرون.
ومن عجيب ما يحكى أن « قالون » كان أصمّ بحيث لا يسمع شيئا قط من الحديث العام ، ولكنه مع ذلك كان إذا استمع لقارئ القرآن فإنه بفضل من الله تعالى يدرك الخطأ الذي يقع فيه القارئ فيسارع إلى تصحيح الخطإ له ، والدليل على ذلك الخبر التالي : يقول « ابن الجزري » : قرأت على « أحمد بن محمد بن الحسين » عن « علي بن أحمد بن عبد الواحد » عن « أبي اليمن » قال : حدثني أبو محمد البغدادي قال : كان « قالون » أصمّ لا يسمع البوق ، وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه ا هـ (١).
وقال « ابن أبي حاتم » : كان « قالون » أصمّ يقرئ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة » ا هـ (٢).
ويقول « علي بن الحسن » : كان « قالون » شديد الصمم ، فلو رفعت صوتك لا إلى غاية لا يسمع ، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيردّ عليه اللحن والخطأ (٣).
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٥٦.
ومما لا شك فيه أن نعم الله على عباده المؤمنين ، وبخاصة المشتغلين بتعليم القرآن لا يحصيها عدّ.
ومما جاء فضل أهل القرآن الحديثان التاليان : فعن « أبي ذرّ » رضياللهعنه قال : قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله ، قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الارض ، وذخر لك في السماء ا هـ (١).
وعن « جابر » رضياللهعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : « القرآن شافع مشفع ، وما حل (٢) مصدّق ، من جعله إمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار » (٣).
ومع أن « قالون » من المشتغلين بالقرآن الكريم ، إلا أنه مع ذلك كان له اهتمام أيضا بالحديث النبوي الشريف ، فقد أخذ الحديث عن « إسماعيل القاضي ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، وأبي زرعة الرازي » ، وغير هؤلاء كثير.
توفي « قالون » سنة عشرين ومائتين وله نيّف وثمانون سنة. رحمهالله « قالون » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) رواه ابن حبان في صحيحه انظر الترغيب ج ٢ ص ٥٨٢.
(٢) ماحل أي ساع ، يقال محل به الى السلطان : سعى به.
(٣) رواه ابن حبان في صحيحه ، انظر الترغيب ج ٢ ص ٥٨٣.
رقم الترجمة / ٢٢٥
« قتيبة بن مهران » ت بعد سنة ٢٠٠ هـ (١)
هو : قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن الأصبهاني.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
وقد تلقى « قتيبة » القرآن على مشاهير علماء عصره ، وفي هذا المعنى يقول « ابن الجزري » : أخذ « قتيبة » القراءة عرضا وسماعا عن « الكسائي ، وسليمان بن مسلم بن جماز ، وإسماعيل بن جعفر » ا هـ (٢).
وقال « قتيبة » عن نفسه : قرأت القرآن من أوله إلى آخره على الكسائي ، وقرأ « الكسائي » القرآن من أوله إلى آخره عليّ ا هـ.
وقال أيضا : « صحبت « الكسائي » إحدى وخمسين سنة وشاركته في عامة أصحابه » ا هـ.
وفي رواية : قال : « قرأت على أبي الحسن الكسائي نيّفا وعشرين ختمة ، وصاحبته نيّفا وعشرين سنة ».
وقال أيضا : « قرأت على الكسائي اختياره ، وقرأ الكسائي عليّ قراءة أهل المدينة » ا هـ (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٧ / ١٤٠ ، وطبقات الزبيدي ٩٥ ، وأخبار اصبهان ٢ / ١٦٤ ، وإنباء الرواة ٣ / ٣٧ ، وإشارة التعيين ، الورقة ٤١ ، والبلغة ١٩١ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢١٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٦ ، وبنية الوعاة ٢ / ٢٦٤.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٦.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٦.