السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-198-X
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٥
٦ ـ إن هناك روايات كثيرة تتحدث عن لزوم الإحتراز عن المخنثين ، وعن لعن النبي «صلىاللهعليهوآله» لهم وغير ذلك .. وقد رواها السنة والشيعة عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
فمما رواه شيعة أهل البيت «عليهمالسلام» نذكر ما يلي :
ألف : لعن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» المخنثين ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم.
وعن علي «عليهالسلام» مثله (١).
ب : وعنه «صلىاللهعليهوآله» : لا يجد ريح الجنة زنوق ، وهو المخنث (٢).
ج : وعن الإمام الصادق «عليهالسلام» قال : لعن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال وهم المخنثون (٣).
ومما رواه أهل السنة نذكر :
ألف : روى البخاري ، وأحمد ، والترمذي ، والدارمي وغيرهم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لعن المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ،
__________________
(١) البحار ج ١٠١ ص ٤٦ و ٤٧ والجعفريات (ط حجرية) ص ١٢٧ ومكارم الأخلاق ص ٢٤٤ ودعائم الإسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ومستدرك الوسائل ج ١٣ ص ٢٠٢ وج ١٤ ص ٣٤٨ و ٣٤٩ و ٣٥٢ والنوادر ص ١٩١ والبحار ج ١٠١ ص ٤٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٠ ص ٣٦٧ و ٣٦٨ ومستدرك سفينة البحار ج ١ ص ٢٧٧ وج ٣ ص ٢١٧.
(٢) البحار ج ٧٦ ص ٦٧ ومعاني الأخبار ص ٣٣٠.
(٣) البحار ج ٧٦ ص ٦٨ وثواب الأعمال ص ٢٣٨.
وقال : أخرجوهم من بيوتكم (١).
ب : وقد روي في كتاب الحدود : «.. وإذا قال : يا مخنث ، فاضربوه عشرين» (٢).
__________________
(١) المحلى ج ١١ ص ٣٨٥ وسبل السلام ج ٤ ص ١٤ ونيل الأوطار ج ٦ ص ٣٤٣ وفقه السنة ج ٣ ص ٤٩٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٢٢٤ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٧٣ وج ٨ ص ١٠٣ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٥٧ والمصنف للصنعاني ج ١١ ص ٢٤٢ ومسند سعد بن أبي وقاص ص ٨٠ والمعجم الصغير ج ١ ص ١٤ والمعجم الأوسط ج ٥ ص ٣٠ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٠٨ و ٢٢٦ و ٢٤٩ و ٢٧٩ و ٣٢٠ وج ١٢ ص ٣٠٦ وج ٢٢ ص ٨٥ ورياض الصالحين ص ٦٤٣ وتاريخ بغداد ج ٥ ص ٨٧ والبخاري ، كتاب اللباس ٦٢ في موردين ، وكتاب الحدود ٣٣ والجامع الصحيح ، ج ٤ ص ١٩٤ الأدب ٣٤ وسنن الدارمي ج ٢ ص ٢٨٠ ومسند أحمد ج ١ ص ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٣٧ و ٣٥٤ و ٣٦٥ وج ٢ ص ٦٥ و ٩١ و ٢٨٧ و ٢٨٩ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٤٦٢ وكشف الخفاء ج ٢ ص ١٤٣ وفيض القدير ج ٥ ص ٣٤٦ والكامل ج ٢ ص ١٨٨ و ٤٠٩ والجامع الصغير ج ٢ ص ٢٠٧ والعهود المحمدية ص ٧٦٨ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٧٠ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٣٩٦ و ٣٩٧ وتاريخ بغداد ج ٥ ص ٨٧ والإصابة ج ١ ص ٢٧٠ وكشف الخفاء ج ٢ ص ١٤٤ ومعرفة السنن والآثار ج ٦ ص ٣٣٨.
(٢) سنن ابن ماجة ج ٢ ص ٨٥٧ والمحلى لابن حزم ج ١١ ص ٢٨٥ وعوالي اللآلي ج ١ ص ١٩٠ وميزان الحكمة ج ٣ ص ٢٥١٣ وسنن الترمذي ج ٣ ص ١٢ وتحفة الأحوذي ج ٥ ص ٢٥ والمصنف للصنعاني ج ٧ ص ٤٢٨ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٨٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٢٥٣ والمعجم الكبير للطبراني ـ
٧ ـ ولا أدري لماذا يسيؤون إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حين ينسبون إليه قوله عن المخنث : «لا أرى هذا يعلم ما ها هنا».
أو قولهم : «ولا يرى رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه يفطن لشيء من أمور النساء ، مما يفطن الرجال إليه ، ولا يرى أن له في ذلك إربا».
أو أنه «صلىاللهعليهوآله» قال : «لا أرى الخبيث يفطن لما أسمع». ثم يظهر خلاف ما توقعه أو رآه «صلىاللهعليهوآله».
سواء قلنا : إن المراد بالمخنث هو الذي لا إرب له في النساء ، كما تقدم في الرواية ، أو من لا هم له في النساء كما نسبه الصالحي الشامي إلى عرف السلف (١) ، لأن من لا يكون له في النساء إرب ليس بالضرورة أن لا يفطن لما يفطن إليه الرجال.
أو قلنا : بأنهم قيل لهم مخنثون ، «لأنه كان في كلامهم لين ، وكانوا يختضبون بالحناء كخضاب النساء ، لا أنهم يأتون الفاحشة الكبرى» (٢).
فإن لين كلامهم لا يجعلهم يجهلون خصوصيات الجمال في النساء ، أو لا يفطنون لشيء من أمور أمورهن.
وكذلك الحال لو فسر المخنث بالذي يؤتى في دبره ، فإن ذلك لا يجعله ، غير عارف بخصوصيات النساء ، ولا يحسن وصفهن ..
__________________
ـ ج ١١ ص ١٨٣ وسنن الدراقطني ج ٣ ص ٩٦ وكتاب المجروحين لابن حبان ج ١ ص ١١٠ والكامل لابن عدي ج ١ ص ٢٣٤ وج ٥ ص ٢٨٦ والموضوعات لابن الجوزي ج ٣ ص ١٣٠ وميزان الإعتدال ج ١ ص ١٩ وج ٢ ص ٦٦٣.
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٦.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٧ و (ط دار المعرفة) ص ٨٠.
فما هو المبرر لتكوّن هذا الإعتقاد الخاطئ في أمر ظاهر وبديهي لدى نبي هو عقل الكل ، وإمام الكل ، ومدبر الكل؟!
مضافا إلى ضرورة التنبيه على أن تفسيبر المخنث بأنه الذي لا هم له في النساء ، أو لا إرب له بهن ، أو : بأنه الذي يختضب بالحناء ، وفي كلامه لين ، هو مجرد اختراع وتبرع ، من أناس يريدون ترقيع الأمور ، والتستر على السقطات بأي نحو كان. ولو بالضحك على اللحى ، وتزوير الحقائق.
ومن البديهي : أن الأحاديث التي تذم المخنثين ، وتعلن بلعنهم ، ولزوم طردهم من البيوت ، من أقوى الشواهد على زيف هذه التفسيرات .. وسقوطها ، وسوء رأي أصحابها.
الصحيح في القضية :
وبعد ، فإن كان لهذه القضية أصل ، فهو : أن هذا المخنث ربما يكون قد دخل مع عبد الله بن أبي أمية إلى بيت أم سلمة ، وبقيت هي في خدرها ، دون أن يراها أو تراه ، حيث بقي مع أخيها في خارجه ، فسمعته يقول لأخيها ذلك القول ، وسمعه النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فمنعه من الدخول مطلقا .. ولم يكن هناك شيء أكثر من ذلك.
ولا صحة لما تدعيه الروايات : من أن ذلك المخنث كان يدخل على أزواج النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأنهم كانوا يعدونه من غير أولي الإربة وما إلى ذلك من ترهات وأباطيل ..
وهذه الصورة تتوافق مع ما رواه مسلم عن زينب بنت أم سلمة ، عن
أم سلمة ، فراجع (١).
دوافع الإساءة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ولعلنا نستطيع أن نتصور : أن من دوافع جعل هذه النصوص التي تسيء إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو : التخفيف من حدة النقد الذي يتعرض له الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، بسبب ما فعله بنصر بن الحجاج وغيره ، حيث يذكرون :
أن عمر كان يعس بالمدينة ، إذ مرّ بامرأة في بيت ، وهي تقول أبياتا منها :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها |
|
أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج؟ |
وكان رجلا جميلا ، فقال عمر : أما والله وأنا حي فلا ، فلما أصبح دعا نصر بن حجاج ، فأبصره ، وهو من أحسن الناس وجها ، وأصبحهم ، وأملحهم حسنا ، فأمره أن يطم شعره فخرجت جبهته ، فازدادت حسنا.
فقال عمر : إذهب فاعتم.
فاعتم ، فبدت وفرته.
فأمره بحلقها ، فازداد حسنا.
فقال له : فتنت نساء المدينة يا ابن حجاج ، لا تجاورني في بلدة أنا مقيم بها ، ثم سيّره إلى البصرة ، فكتب إليه أبياتا يشكو فيها ما هو فيه ، ويطلب منه أن يعيده إلى بلده ، فرفض عمر ذلك (٢).
__________________
(١) صحيح مسلم ج ٧ ص ١١.
(٢) راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر ـ بيروت) ج ٣ ص ٣٨٥ وراجع : تاريخ عمر بن الخطاب ص ١٠٦ و ١٠٧ والإصابة ج ٣ ص ٥٧٩ عن ـ
وهناك قصة أخرى لعمر مع رجل آخر أيضا.
وحيث إن هذا النفي لنصر بن حجاج بلا مبرر ، لأن الرجل لا ذنب له ، أرادوا أن ينسبوا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ما يشبهه ، من حيث أنه نفي لشخص بلا مبرر ظاهر ، لكي يقال : إن مثل هذا الإجراء قد يكون احترازيا يهدف إلى منع حدوث الفساد ، وليس عقوبة له ..
والإجراء الإحترازي يرجع إلى الحاكم ، وتقديره للأمور ، حتى وإن أضرّ هذا الإجراء بحال من يتخذه في حقه .. فإن ما فيه من مصلحة يجيز للحاكم أن يمارس هذا المقدار من الظلم.
ولكن هذا المنطق مرفوض في الإسلام جملة وتفصيلا.
إذ لا يطاع الله من حيث يعصى ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ..
وإذا كان النساء يقعن في الفتنة ، فالواجب هو : قمع النساء ، ومنعهن عنها ، لا معاقبة الأبرياء ، أو التعدي على حرياتهم ..
بل ظاهر كلمات عمر : أنه يعامل نصر بن حجاج معاملة المذنب. فراجع.
__________________
ابن سعد ، والخرائطي بسند صحيح ، وكتاب سليم بن قيس ص ٢٣٠ والبحار ج ٣١ ص ٢٠ و ٢٣ ومناقب أهل البيت للشيراوني ص ٣٥٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٢٧ ـ ٣٠ وج ٣ ص ٥٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٢ ص ١٠٩ وج ٤٠ ص ٢٧٥ وتاج العروس ج ١٠ ص ٣٥٠ والنص والإجتهاد ص ٣٦٥ و ٣٦٦.
الفصل الخامس :
نهايات حرب الطائف
الرجوع عن حصار الطائف :
عن أبي هريرة قال : لما مضت خمس عشرة من حصار الطائف ، إستشار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نوفل بن معاوية الديلي ، فقال : «يا نوفل ما ترى في المقام عليهم».
قال : يا رسول الله ، ثعلب في جحر ، إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك (١).
ثم إن خولة بنت حكيم السلمية ، وهي امرأة عثمان بن مظعون ، قالت : يا رسول الله ، أعطني ، إن فتح الله عليك الطائف ـ حلي بادية بنت غيلان ، أو حلي الفارعة بنت عقيل .. وكانتا من أحلى نساء ثقيف.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ عن الواقدي ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) ص ٨٢ والإصابة ج ٤ ص ٢٩١ والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٤ ص ٢٩٠ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وعون المعبود ج ٨ ص ١٨٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٢ وفتح الباري ج ٨ ص ٣٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٣ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣٢.
فروي : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال لها : «وإن كان لم يؤذن لنا في ثقيف يا خولة»؟
فخرجت خولة ، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب ، فدخل على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خولة؟ زعمت أنك قلته؟
قال : «قد قلته».
قال : «أو ما أذن فيهم»؟
قال : «لا».
قال : أفلا أؤذن الناس بالرحيل؟
قال : «بلى».
فأذن عمر بالرحيل (١).
وفي نص آخر : أنها قالت : يا رسول الله ، ما يمنعك أن تنهض إلى أهل الطائف؟!
قال : لم يؤذن لنا الآن فيهم ، وما أظن أن نفتحها الآن (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ عن ابن إسحاق ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) ص ٨٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وعون المعبود ج ٨ ص ١٨٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٢ وفتح الباري ج ٨ ص ٣٦ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٥ وج ١٤ ص ٢٢ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٢ والإستيعاب ج ٤ ص ١٨٣٢.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) ص ٨١ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢١.
وروى الشيخان عن ابن عمرو أو ابن عمر قال : لما حاصر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الطائف ، ولم ينل منهم شيئا ، قال : «إنا قافلون غدا إن شاء الله تعالى.
فثقل عليهم ، وقالوا : أنذهب ولا نفتح؟
وفي لفظ : فقالوا : لا نبرح أو نفتحها.
فقال : «اغدوا على القتال».
فغدوا ، فقاتلوا قتالا شديدا ، فأصابهم جراح ، فقال : «إنا قافلون غدا إن شاء الله تعالى».
قال : فأعجبهم ، فضحك رسول الله «صلىاللهعليهوآله». أي تعجبا من سرعة تبدل رأيهم حين رأوا : أن رأي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أبرك وأنفع (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ عن البخاري ، ومسلم ، وقال في هامشه :
أخرجه البخاري (٤٣٢٥) ، ومسلم في الجهاد باب غزوة الطائف (٨٢) ، والبيهقي في الدلائل ج ٥ ص ١٦٩.
وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ و ١١٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وشرح مسلم للنووي ج ١٢ ص ١٢٣ و ١٢٤ والمغني لابن قدامة ج ١٠ ص ٥٤٥ ومسند أحمد ج ٢ ص ١١ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١٠٢ وصحيح البخاري ج ٧ ص ٩٣ وصحيح مسلم ج ٥ ص ١٦٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٤٣ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٤ وج ٢٢ ص ١٤٩ وج ٢٥ ص ١٥١ وجزء سفيان بن عيينة ص ٥٣ ومسند الحميدي ج ٢ ص ٣٠٩ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٤٣ ـ
قال عروة كما رواه البيهقي : وأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الناس أن لا يسرحوا ظهرهم ، فلما أصبحوا ، ارتحل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وأصحابه ، ودعا حين ركب قافلا وقال : «اللهم اهدهم ، واكفنا مؤنتهم» (١).
وقالوا : فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأصحابه ، حين أرادوا أن يرتحلوا : «قولوا : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده».
فلما ارتحلوا واستقبلوا قال : «قولوا : آيبون ، إن شاء الله ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون» (٢).
__________________
ومسند أبي يعلى ج ١٠ ص ١٥٠ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ١٠١ ومعرفة علوم الحديث ص ٩٥ وأحكام القرآن لابن العربي ج ٣ ص ٤٧٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٧ ص ٢٥٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦١.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢١ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٣ وعون المعبود ج ٨ ص ١٨٥ ومسند أحمد ج ٣ ص ١٥٧ وصحيح مسلم ج ٣ ص ١٠٧.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ عن الواقدي ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١١٢ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٨٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٩ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٥ وج ١٤ ص ٢٣.
وعن مدة الحصار نقول :
قال أنس : إنهم حاصروا الطائف أربعين ليلة ، واستغربه في البداية (١).
وقال ابن إسحاق : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حاصر أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك ، ثم انصرف عنهم ، ولم يؤذن فيهم.
فقدم وفدهم في رمضان فأسلموا (٢).
قال اليعقوبي وابن إسحاق : «وحاصرهم بضعا وعشرين ليلة (٣).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ عن أحمد ، ومسلم ، وراجع : عمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٢ وج ٨ ص ٣٨٨ وسبل السلام ج ٤ ص ٥٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١٩١ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٠٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٣.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وإعلام الورى ص ١٢٤ و (ط آل البيت لإحياء التراث) ج ١ ص ٢٣٥ والبحار ج ٢١ ص ١٦٨ و ١٦٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٤ وراجع : عمدة القاري ج ١٢ ص ١٣٧ وج ١٧ ص ٣٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣١ وراجع : سبل السلام ج ٤ ص ٥٤.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٦٤ وعون المعبود ج ٦ ص ١٠ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٦٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٢٠ و ٣٩٧ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ص ٤٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠١ و ٦٥٦ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٤ وراجع : سبل السلام ج ٤ ص ٥٤.
وقيل : عشرين يوما (١).
وقيل : بضع عشرة ليلة» (٢).
قال ابن حزم : وهو الصحيح بلا شك (٣).
وقيل : حاصرهم تسعة عشر يوما (٤).
وقيل : ثمانية عشر يوما (٥).
وعن عبد الرحمن بن عوف : حاصر الطائف في عشرة ، أو سبع عشرة (٦).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥.
(٢) السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٥٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ وراجع :
الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٥٣ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٩٣ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٢ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٤٧ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليهالسلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ١ ص ٢٥٧ عن : كشف الغمة ج ١ ص ٢٢٣ وعن إعلام الورى ج ١ ص ٣٨٧ وعن كشف اليقين ص ١٧٥.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١١٠ وراجع : إعلام الورى ص ١٢٤ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٥٣ والبحار ج ٢١ ص ١٦٤ و ١٦٨ وج ٤١ ص ٩٥ وعن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٦٠٥ و ٦٠٦.
(٤) إمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٢ وج ٨ ص ٣٨٨ وج ١٤ ص ٢٠.
(٥) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٦ و (ط دار المعرفة) ص ٧٨ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٨ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٢ وج ٨ ص ٣٨٨ وج ١٤ ص ٢٠.
(٦) البحار ج ٢١ ص ١٥٢ وج ٤٠ ص ٣٠ والأمالي للطوسي ص ٥١٦ وراجع : ـ
وعنه : فحاصرهم سبع عشرة ، أو ثماني عشرة ليلة (١). أو سبعة عشر أو تسعة عشر يوما (٢).
وعنه أيضا : ثمانية عشر أو تسعة عشر يوما (٣).
__________________
عمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣١ وراجع : والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٥٦.
(١) الأربعون حديثا لمنتجب الدين بن بابويه ص ٢٦ والمستدرك للحاكم ج ٢ ص ١٢٠ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٤ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٤٩٨ ومعجم الرجال والحديث لمحمد حياة الأنصاري ج ٢ ص ١٠٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٣٤٢ و ٢٤٣ ومناقب علي بن أبي طالب للأصفهاني ص ٢٥٤ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليهالسلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٩ ص ٤٣٤ وشرح إحقاق الحق ج ٦ ص ٤٥٠ وج ٣١ ص ١١٢ وج ٣٣ ص ٧٩.
(٢) خلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ٢٩٦ والإمام علي بن أبي طالب «عليهالسلام» للرحماني ص ٢٨٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٣ ومعجم الرجال والحديث لمحمد حياة الأنصاري ج ٢ ص ٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٣٤٣ وينابيع المودة ج ١ ص ١٢٤ وج ٢ ص ٤٠٢ وشرح إحقاق الحق ج ٦ ص ٤٥٠ وج ١٧ ص ١٦ وج ٢٤ ص ٢٠٩.
(٣) مناقب آل أبي طالب «عليهالسلام» للكوفي ج ١ ص ٤٨٨ والأمالي للطوسي ص ٥٠٤ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٥٤٣ ومسند أبي يعلى ج ٢ ص ١٦٥ وكنز العمال ج ١٣ ص ١٦٣ وشرح إحقاق الحق ج ١٧ ص ١٦ و ١٧ وج ٢٢ ص ٤٨١ و ٤٨٢ والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص ١٣٩ وفضائل أمير المؤمنين «عليهالسلام» لابن عقدة الكوفي ص ١٩١.
وقيل : خمسة عشر يوما (١).
قالوا : وكأن الحكمة في أنه لم يؤذن له «صلىاللهعليهوآله» في فتح الطائف ذلك العام أن لا يستأصل أهل ذلك الحصن قتلا ، فأخر الله أمرهم ، حتى جاؤوا طائعين مسلمين» (٢).
ونقول :
إن لنا وقفات عديدة مع ما تقدم ، نذكر منها ما يلي :
لم يؤذن لنا في أهل الطائف :
قد ذكرت الروايات المتقدمة : أنه «صلىاللهعليهوآله» أمر أصحابه بالرحيل وفك الحصار ، معللا ذلك بأنه لم يؤذن لهم في أهل الطائف ..
غير أننا نقول :
أولا : تقدم وسيأتي : ما يدل على أن أهل الطائف هم الذين طلبوا من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يبتعد عن حصنهم ، حتى يأتيه وفدهم. فذهب إلى مكة ، فجاءه وفدهم بإسلامهم ..
فإن كان «صلىاللهعليهوآله» قد قال لأصحابه : «إنه لم يؤذن له فيهم» ، فهو يقصد هذا المعنى ..
وفي غير هذه الصورة ، فإن رجوع النبي «صلىاللهعليهوآله» عن
__________________
(١) عمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٥ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٤٧ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣١ وفتوح البلدان ج ١ ص ٦٥ وإمتاع الأسماع ج ٨ ص ٣٨٨ وج ١٤ ص ٢٠.
(٢) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤.
حصارهم معناه : إظهار العجز والضعف ، وربما يشجع ذلك بعض الفئات في المنطقة على الإلتفاف حولهم ، وتشجيعهم وشد أزرهم على المقاومة والصمود في وجه الإسلام والمسلمين ..
ثانيا : إنه لا مبرر لإعلان هذا العجز في الوقت الذي فتح فيه «صلىاللهعليهوآله» حصون خيبر ، وقتل علي «عليهالسلام» مرحب اليهودي ، واقتلع الباب الحجري لأهم حصونها ، واقتحم الحصن ..
فأين هو عن علي «عليهالسلام»؟ ولماذا لا يرسله إلى حصن الطائف لقلع بابه ، وفتحه ، واقتحامه وقتل أفرس فرسانه فيه؟!
فلما ذا أعلن الرحيل بمجرد حضور علي «عليهالسلام» من سراياه التي كان قد أرسله فيها ، حتى لقد قالوا : «فلما قدم علي ، فكأنما كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على وجل فارتحل ، فنادى سعيد بن عبيد : ألا إن الحي مقيم. أي ونحن مرتحلون لأننا لسنا من أهل الحي (١).
غير أننا نحتمل : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يرد أن يخبر الناس بمراسلة أهل الطائف له بالإبتعاد عن حصنهم ، لكي يأتوه مسلمين مستسلمين ، فاكتفى بقوله : إنه لم يؤذن له فيهم .. وهو كلام صحيح ، فإنهم إذا كانوا قد أبلغوه بعزمهم على الإستسلام ، فالله سبحانه لا يأذن له فيهم ، بل يجب
__________________
(١) إعلام الورى ص ١٢٤ و (ط مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج ١ ص ٢٣٥ والبحار ج ٢١ ص ١٦٩ و ١٧٦ وراجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٣٢ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٢.
إفساح المجال لهم لتنفيذ ما عقدوا العزم عليه ..
ولعل السبب في إخفاء ذلك عن الناس : أنه أراد أن يحفظ بعض ماء الوجه لأهل الطائف ، بالإضافة إلى : أنه أراد أن يبعد أهل الطمع عن روائح الغنيمة التي سيرون أنها قد فاتتهم ، ولربما يتعرض الناس لبعض التعديات الحانقة منهم ، بل قد يفكرون بإثارة حالات من الشغب تؤدي إلى تصعيب اتخاذ أولئك المحاصرين القرار بقبول الإسلام والاستسلام.
اعتراض عمر على من؟! :
وفي بعض النصوص : أن عمر بن الخطاب كلّم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في النهوض إلى أهل الطائف.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «لم يؤذن لنا في قتالهم».
فقال : «كيف نقبل في قوم لم يأذن الله فيهم»؟! (١).
ولا ندري على من يعترض عمر بن الخطاب!! هل يعترض على الله سبحانه ، لأنه لم يأذن بأهل الطائف؟! أم يعترض على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لأنه أقبل بهم إلى قوم لم يأذن الله تبارك وتعالى فيهم؟! رغم علم كل أحد : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» معصوم ، ومسدد بالوحي ، ولا يفعل إلا ما يريده الله ، وما يأمره به تبارك وتعالى ..
ألم يكن بإمكان هذا الرجل أن يفهم القضية بتقدير أن الله سبحانه أراد أن يري أهل ثقيف هذا المقدار من الإرادة ، والعزم ، والتصميم ، لكي
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) ص ٨١.
يهيأهم لقبول الإسلام طوعا ، ويوفر على المسلمين وعليهم خسائر في الأرواح والأموال ، وفي جهات مختلفة أخرى؟!
عمر بن الخطاب يكسر رجله!! :
غير أن رواية أخرى ، قد ذكرت : أنه بعد اعتراض عمر بن الخطاب على النبي «صلىاللهعليهوآله» في مناجاته عليا «عليهالسلام» بمجرد وصوله .. وسمع الجواب ، ثم اعترض عليه بما جرى في الحديبية ، قالوا :
«لما قدم علي «عليهالسلام» ، فكأنما كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على وجل فارتحل.
فنادى سعيد بن عبيد ألا إن الحي مقيم ، فقال ـ يعني عمر بن الخطاب ـ : لا أقمت ولا ظعنت ، فسقط فانكسر فخذه» (١).
ولا نريد ان نسجل أي تعليق على هذه الحادثة ، فإنها بنفسها تحكي عن نفسها ، ولا سيما بعد ملاحظة ما سيأتي من قول لنا عن اعتراضاته على مناجاة النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام».
إختبار القوى :
أما بالنسبة لقولهم : إن المسلمين رفضوا التحول عن حصن الطائف ، فأمرهم «صلىاللهعليهوآله» بأن يغدوا على القتال ، فأصابتهم جراحات ، فرضوا بالإرتحال ، فضحك «صلىاللهعليهوآله» ..
__________________
(١) إعلام الورى ص ١٢٤ و (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٢٣٥ والبحار ج ٢١ ص ١٦٩ و ١٧٦.
فهو كلام غير مقبول :
أولا : إن مجرد أن تصيبهم بعض الجراحات ، لا يبرر أن يفرحوا بالإرتحال عن الطائف ، بعد أن كانوا رافضين لذلك أشد الرفض.
ثانيا : كيف ينسب هؤلاء إلى الصحابة هذه المعصية الظاهرة ، الممتثلة بتمردهم على أوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ورفضهم الطاعة له بصورة فجة وبعيدة عن اللياقة ، والأدب؟!
مع أن هؤلاء ما فتئوا ينزهون الصحابة عن كل شين وعيب ، ويسعون لإبعادهم عن كل شبهة وريب ، ويعلنون : أنهم جميعا عدول ، ومطيعون لله وللرسول.
ثالثا : قلنا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» انصرف منتصرا عن الطائف. بوعد من أهل الطائف ، بأن يأتيه وفدهم لحسم الأمور وفق الشروط التي يضعها هو «صلىاللهعليهوآله».
رابعا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد علم أصحابه أن يقولوا حين انصرافهم : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده» ..
فلما ذا لم يعترضوا عليه بالقول : إننا لم نر نصرا ، ولم يتحقق وعد الله تعالى لنا ، ولم تحل الهزيمة بعدونا ، ولم نر هذا العز في حصارنا للطائف ، بل رجعنا خائبين ، غير منتصرين؟!
نصر عبده :
وسيأتي : أن هذا الدعاء الذي علمه النبي «صلىاللهعليهوآله» لجنده