موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

نهأزيوسف نشان ديدم نه أزيعقوب آثاري

عزيزايوسفاركمشدچهشديعقوبرا باري (١)

ترجمة السلطان يعقوب :

هو أبو المظفر السلطان يعقوب بهادر خان ومن الغريب أن صاحب كلشن خلفا لم يذكر له حادثا ولا بين علاقته بالعراق بوضوح ... وسائر المؤرخين لم يستقصوا أحواله وكل واحد أماط عن صفحة فعرفنا من الكل ما يصور مجمل أيامه ألا أننا عثرنا على تاريخ (عالم آراي أميني) فأطنب في ذكر أخباره إلا أنه أكثر من المبالغات وإظهار القدرة في البيان فشوش الغرض ... وإن كان جلا صفحة غامضة ، وصار خير صلة تاريخية ، وكان لولاها لا يؤمل أن نقف على حوادث هذه الأيام ... وإن تعلقت بأصل الحكومة ، وتفيد تاريخ إيران أكثر مما تفيد تاريخ العراق ...

هذا مع العلم بأن معرفة الوقائع الكاملة عن هذه الحكومة غير متيسرة ... وقد تكلمنا على وقائعه في العراق خاصة بقدر ما سمحت لنا المراجع وهي قليلة جدا وكل ما نقوله إن هذا السلطان لا يقل عن والده حسن الطويل من حب العلماء ، وتقرير العدل ، ورواج الشعر والأدب ، مضى زمانه براحة وطمأنينة تقريبا ويعزى الفضل في ذلك إلى وزيره وقاضيه فإنهما كانا عضده في كافة أموره وسائر أحواله .. ولم يكدر صفو الراحة إلا بعض الوقائع وقد مضت بسلام ونجاح ...

وفي أحسن التواريخ أنه بنى قصرا سماه (هشت بهشت) في تبريز ، وقال : توفي في سنة ٨٩٦ ه‍ مسموما وذلك أن أمه سلجوق شاه بيكم أرادت أن تسم مسيح ميرزا بن حسن الطويل ، وبالغلط تناول السم ...

__________________

(١) حبيب السير ص ٣٣٢ جزء ٤ جلد ٣ وجامع الدول.

٢٨١

وكانت وفاته في ١١ صفر من السنة المذكورة وعمره ٢٨ سنة وسلطته ١٢ سنة وشهران. ثم إن صوفي خليل موصلي من أمرائهم جعل ابنه بايسنقر ملكا ...

وفي الضوء اللامع :

«أبو المظفر صاحب الشرق وسلطان العراقين ، وعم حسين ميرزا ابن محمد اغرلو المقيم في القاهرة ، قتل أخاه أبا الفتح خليلا. واستقر في السلطنة ... ا ه (١).

وفي حبيب السير :

«بعد قتلة سلطان خليل اتفق الأمراء والأعيان على سلطنة يعقوب ، فعلا سعده ، وعلت عظمته ... تابعه كل من يوسف ، ومسيح ، وبايعوه على الطاعة ... فجلس على تخت الملك ، ومضى من ميدان الحرب إلى تبريز فاتخذها عاصمته ... ومن ثم أراد استمالة الخلائق فمضى بهم على ما كان عليه والده من قواعد ، ومال إلى الرأفة بالرعايا واللطف بهم ، وسعى السعي الحثيث لتمكين الشريعة الغراء في نفوس القوم فأنعم على القضاة والسادة والعلماء بإنعامات وفيرة كما هو المقرر ... وقد نصب القاضي مسيح الدين عيسى الساوي بن الخواجة شكر الله الوزير لمنصب الصدارة العليا والحكومة في الأمور الشرعية وكان هذا أستاذه ففوض إليه تمشية أمور الملك والمال مما يتعلق بواردات الدولة وبذلك وصل إلى قمة الجاه والإجلال ونال أوج الكمال والاعتبار ... وأما الوزارة والنيابة في أمور السلطة فقد أودعها إلى الشيخ نجم الدين مسعود وهذا هو ابن أخت القاضي عيسى وفوض الشؤون المذكورة إليه ، وجعل كافة الأمراء والوزراء ، وأركان الدولة طوع أمره ، ... لحد أنه أعلن أن

__________________

(١) الضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٨٣.

٢٨٢

٢٨٣

لا يطاع لأحد أمر ما لم يوقع منه ... وصير قيادة الجيوش مودعة إلى سليمان بيك وكانت في عهدة خليل موصلي الصوفي ...

وبذلك لمعت أنوار رأفته وانتشرت مراحمه على مقربيه وعلى سائر الناس ...» ا ه (١).

ثم أطنب في أوصاف الوزير والقاضي ، وأورد أن اقدام السلطان على الشيخ حيدر الصفوي مما دعا إلى تغير نياته وبالنتيجة إلى دمار ملكه وزوال سلطنته ... وهكذا فعل صاحب منتخب التواريخ ولب التواريخ والقضية لا تخلو من ممايلة ... لأن هؤلاء من مؤرخي الدولة الصفوية وفي كنه الأخبار بين أنه يقدر الرجال ويعدل في الحكومة ، وصاحب كرم ، ووقار واحتشام يقرب الشعراء ويتعهدهم ... وله طبع في النظم التركي والفارسي إلى أن قال ، إن الشعراء يقرون بلطف طبعه ويميلون إلى تتبع ما قاله من الأشعار وله هذا المطلع اللطيف :

سوختمجندانكهبرتننيست ديكرجاي داغ

بعدازين خواهم نهادن داغ وبالاي داغ (٢)

يقصد احترقت فلم يبق من بدني ما لم يمسه الحرق ومع هذا أحاول أن أحرق ما احترق ، وهكذا.

وله من الأولاد بايسنقر ، وسلطان مراد وهذان من زوجته كوهر سلطان خانم بنت فرخ يسار الشيرواني ، وحسن بيك وأمه بيكي جان خانم بنت سليمان بيك بيجن وتولى السلطنة بعده لده بايسنقر (٣) ...

ومن الشعراء في زمنه :

__________________

(١) ص ٣٣١ الجزء الرابع من المجلد الثالث.

(٢) كنه الأخبار ركن ثالث جزء ثالث ص ٣١ وجامع الدول.

(٣) منتخب التواريخ.

٢٨٤

١ ـ أمير همايون : من سادات أسفرايين خراسان ، شاعر لطيف القول ، رقيق النظم. في أوائل شبابه جاء العراق وبسبب رقة طبعه صار من ندماء السلطان يعقوب ومن أهل مجلسه فنال مكانة رفيعة. وكان يدعوه السلطان (خسرو كوجك) أي خسرو الصغير وكان ممن استأسره العشق وذكر له صاحب تذكرة (١) الشعراء جملة من شعره.

٢ ـ المولى شهيدي : دعاه السلطان يعقوب (ملك الشعراء) والمعروف عنه أنه فخور بنفسه ، معجب بها ، ولا يعدل عن رأي ارتآه ، ولم يتدخل في شؤون الشعراء غيره ... شعره جميل ، مرغوب فيه. وفي أواخر أيامه رحل من خراسان إلى العراق ومن هناك توجه إلى الهند فسكن إحدى مدن كجرات. توفي عام ٩٣٥ ه‍ وبلغ من العمر نحو مائة سنة وذكر له صاحب التذكرة جملة أبيات من مختاراته.

٣ ـ درويش دهكي : وهذا ممن نال مكانة لدى السلطان يعقوب وحصل على جاه ولازم مجلس السلطان. ويقال إن جامي استحسن بعض مقطوعاته ...

٤ ـ مير مقبول : أصله من الترك ، أقام في بلدة قم فاشتهر بالقمي. وفي أوائل أمره كان سباهيا لدى السلطان يعقوب وترقى هناك. وفي أيام شيخوخته ترك وانصرف إلى العزلة ... ولم يعرف تاريخ وفاته.

٥ ـ حبيبي : من تركمان آذربيجان. دخل في خدمة السلطان يعقوب ... وسماه الشاه إسماعيل ملك الشعراء وصار يؤم مجلسه ... ولقبه كرز الدين بيك ...

٦ ـ سوسي : من تجار آق قوينلو ... وله أشعار (٢) ...

٧ ـ القاضي مسيح الدين عيسى.

__________________

(١) هذه نسخة محفوظة عندي قصة الأول وغالبا في أيام السلطان يعقوب.

(٢) تذكرة الشعراء.

٢٨٥

٨ ـ الشيخ نجم الدين مسعود الوزير.

٩ ـ المولى بنائي : كان والده معمارا فتلقب بذلك وكان مشهورا في الخط والموسيقى وله بيان ملتهب شررا وهو في الأصل مقيم في هراة ولأمر ما فر من أمير علي شير نوائي وجاء إلى السلطان يعقوب فكتب له (بهرام وبهروز) ، ثم عاد إلى هراة وبعدها مضى إلى محمد الشيباني أمير ما وراء النهر وهذا لقبه (بملك الشعراء) توفي سنة ٩١٨ شهيدا في وقعة أمير نجم. وكان البيت المذكور في وفاة السلطان وأخيه له ...

وهناك شعراء كثيرون وإنما ذكرت هؤلاء لبيان درجة تعلق السلطان بالشعر وحبه له وانهماكه في احترام أهله ... وفي أيامه علماء عديدون منهم الدواني.

اضطراب الأحوال :

إثر وفاة السلطان يعقوب حدث اضطراب كبير وقامت الفتنة على قدم وساق فتشعبت الحزبية بين رجال التركمان وأكابر أمرائهم وقد قتل في الفتنة القاضي مسيح الدين عيسى الساوي قتله خليل الصوفي لأنه كان قد انتزع الإمارة منه وبعده هلك الوزير نجم الدين مسعود فكان أكبر ضياع ... ومن ثم التهبت نيران الثورة واندلعت إلى الأنحاء والأمراء لا يقفون عند حد وأحزابهم لا تنقطع وتنافسهم مستمر ...

وفيات

١ ـ القاضي مسيح الدين عيسى الساوي : (ترجمته)

هو ابن الخواجة شكر الله الوزير ، كان أستاذ السلطان يعقوب نصبه للصدارة العليا والحكومة الشرعية. وهذا القاضي كان صاحب كمالات

٢٨٦

وافرة وفضائل جمة ، والمعروف من حاله أنه متمسك بالدين ، متحل بآدابه ، وأعماله الجميلة قد نقشت على ألواح القلوب ... يأمر السلطان ، والأمراء ، والعسكر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا تأخذه في الحق لومة لائم فلا يبالي بأحد ... ولا يتأخر عن النصح ولزوم العمل بمقتضاه وقد سمع عن القاضي ضياء الدين نور الله كان قد ورد سفراء من مصر والروم لمواجهة السلطان يعقوب وهذا لبس الكسوة الذهبية وظهر بمظهر الأبهة والإجلال وجمع مجلسه وأبدى العظمة والحشمة الزائدة واعتلى العرش وكان هؤلاء السفراء واقفين أمامه كل في محله. وحينئذ دخل القاضي ورأى السلطان في ذلك اللباس فقدم إليه وقال :

«إن الكسوة الذهبية محرمة شرعا على الرجال» وحينئذ أمر السلطان مرافقة (ملازمة) سراج الدين فأخذ هذه الكسوة التي كانت عليه فأبدلها فراعى السلطان جانب القاضي وأطاع أمره فلم يتأثر لما نهاه عنه ولا لما عمله من الاحتساب ، ولا زال القاضي يأمر برفع الأمور المخالفة للشرع ويسعى للجهات الخيرية ويحض على الأعمال المبرورة وأن السلطان يرى وجوب مراعاة ما يأمر به أو ما ينهى عنه ... وقد استشهد هذا القاضي إثر وفاة السلطان بسبب الفتنة الحاصلة كذا في حبيب السير وكان قد قتله خليل الصوفي. وله الشعر الكثير الذي ينطق بمقامه الأدبي وعلو كعبه ... وقد أورد جملة صالحة منه صاحب اتشكده وقال عنه إنه كان أعلم العلماء في عهده ، نال المكانة الرفيعة لدى حسن بيك وابنه يعقوب بيك كما إنه سبق لوالده خدمات في الديوان وهو شكر الله المستوفي ، علم السلطان يعقوب وله ديوان في الغزل والعشق في ألف بيت (١) ...

__________________

(١) آتشكده ص ٢٢٦ ـ ٢٢٧ طبع في الهند سنة ١٢٩٩ ه‍ ومؤلفه الحاج لطف علي بيك المعروف ب آذر من أصفهان ولد في سنة ١١٢٣ هو كتابه تذكرة شعراء فارسي من نوع دمية القصر ، وتذكرة دولتشاه. طوف في بلاد كثيرة منها العراق والشام ، والحجاز.

٢٨٧

ونرى إدريس بن حسام الدين البدليسي قد مدحه في مقدمة (مجمعة نظم) مدحا زائدا وجمع فيها المقدار الوافر من شعره ورتبه مجموعا من شعره وشعر الوزير الشيخ نجم الدين مسعود ونعت القاضي نفسه بعيسى في كافة القصائد التي قالها وأوردها البدليسي مما تمكن على جمعه والعثور عليه ... وقال في المقدمة إنه لا يستطيع إبداء ما يستحقه الممدوحان (القاضي والوزير) في كافة أوصافهما فهذه ما لا يكاد يحصيها استقصاء ولو بذل جهوده ليلا ونهارا إلا أن الروابط المعنوية ، والأخوة في الله وخصوصية السوابق في المؤانسات الروحانية ... مما دعا أن يلهج بذكر جميلهما ، ويبدي بعض فضائلهما مما أكسبه من روابط الاختلاط ، والألفة ودوام المرافقة فقد كانا ركنين للإسلام ركينين ، قوّما أساس الملك في مراعاة الدين وتقوية الشرع المبين فكانا متلازمين معا وساهرين لإقامة نواميس الشرع ، وإمضاء الأحكام السلطانية فلم يغفلا لحظة ...

هذا لرفع الجهل عقل مشخص

وذاك لفيض الفضل روح مجرد

وذاك لقانون الممالك حافظ

وهذا لكانون المظالم مخمد

وهذا ما جاء في نعت القاضي في مجمعة النظم قال :

«إن القاضي صفي الدين عيسى في حسن شمائله كأنه نازل من الملأ الأعلى في صورة جسم هيولاني تمثل في هيكل جسماني وكان له كمالات وأساليب في فنون العلوم ، وفهوم العقل الكلي ، ونراه قد أكمل النفوس الناقصة في إنسانه الكامل الهيئة ، بليغ المقال ، صادق اللهجة .. فكأنه علم في تربية أرباب الحق واليقين أو هو روحاني مهذب .. وحدث عن بيانه ونظمه نثرا وشعرا ولا حرج سواء في العلوم العربية وآدابها ؛ أو لطائف وقائعه ومحاضراته بفصاحة ليس وراءها وهكذا قل

٢٨٨

عن تبحره في القوانين الأدبية ...

كلم كأن الشهد من ألفاظها

جار وإن الطيب منها سائر

فكأن أنفاس المسيح نسيمها

إذ من شذاها كل ميت ناشر

عن كل لطف فيه معنى كاشف

في كل مغنى منه حسن باهر

بحر ولكن الطفاوة عنبر

مزن ولكن الغيوث جواهر

عقد تسمى نظم در دونه

نظم الثريا عنده متناثر

ولم يتأخر أيام قضائه من مراعاة الشرع في كافة الأنحاء الإيرانية فكان موفقا في أعماله بمزيد التوفيق ، أعلى منار الشرع أيام السلطان المؤيد إلى عنان السماء ، وأعلن للعالم اسم ذلك السلطان فصارت تتجدد ذكراه بالخير والوصف الجميل ونال الشرع في أيامه نصابه ذلك ما أدى أن يقتدي به سائر الملوك والأمراء في الرجوع إلى أحكامه وصاروا يأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه.

أسدى إليه أولو الألباب فاخرة

قلائد المدح من عجم ومن عرب

فيمموه وفازوا من مكارمه

بكل ما قد تمنوه من الأدب

فاعتز به الشرع وارتفع الملك بما نفذه من العدل فصار الاثنان يفتخران .. وكان له مجمع مؤلف من أصحاب الدين والدولة ومحفل من أرباب الخلافة وهكذا مجالس الأعيان والأفاضل ... مما زاد في رونق المملكة وعلو شأنها ...» ا ه إلى آخر ما جاء.

٢٨٩

ملحوظة :

في الضوء اللامع ج ٥ ص ٨٦ ذكرت ترجمة عبد الملك بن علي الساوجي خال القاضي عيسى وأنه نال مكانة كبيرة في أيام ابن أخته المذكور وبعد موت القاضي امتحن بالتعذيب حتى مات في أوائل سنة ٨٩٦ ه‍.

بايسنقر

سلطنته :

هذا هو ابن يعقوب بيك تسلطن بسعي أتابكة الأمير صوفي خليل موصلي فإنه لما يئس من صحة يعقوب بيك قبض على علي بيك ابن السلطان خليل يوم الاثنين غرة صفر من هذه السنة وحبسه ولما توفي يعقوب بيك قتله ، ثم قبض على كل من توهم منه الخلاف مثل القاضي عيسى صدر فقتله ، وصفا له الأمر أياما. وكانت البايندرية تحسده على استبداده بالأمر مع كونه من الموصليين (١) وبدأت الفتنة.

النزاع على السلطنة :

من مراجعة النصوص التاريخية العديدة نرى النزاع على السلطنة كان شديدا وهو في الحقيقة نزاع بين الأمراء أو تنازع على السلطة وبدأ من تاريخ القبض على علي بيك ابن السلطان خليل ، وبعد وفاة السلطان يعقوب ركن كل أمير إلى أحد أفراد بيت السلطنة والأسرة المالكة ونهض بالمطالبة ، فوقع بين هؤلاء الأمراء عدة حروب فصاروا جماعات كل جماعة منهم اختارت واحدا من أهل بيت الملك ومالت إليه (٢) وقتل الكثير من هؤلاء الأمراء فبعد أن كانوا قوة كبيرة يرهبون أعداءهم

__________________

(١) جامع الدول.

(٢) القرماني وكلشن خلفا وحبيب السير.

٢٩٠

٢٩١

ومجاوريهم عادوا بينهم تلتهمهم نيران الفتنة وتأكلهم فصاروا حطب جهنم الغوائل .. وذلك أنه لما توفي السلطان يعقوب اتفق الأمير صوفي خليل وأمراء موصللو وپرناك على إصعاد الأمير بايسنقر (١) بن يعقوب وكان صغيرا ، ومال قسم من القوم إلى تولية علي بيك بن خليل بن حسن الطويل وكان أمير الديوان السلطاني فنهض في وجههم خليل الصوفي فقتله ومن معه في الليلة التي توفي فيها يعقوب بيك وصار يناضل عن بايسنقر (٢). وجماعة من القوم رأوا الكفاءة :

١ ـ في مسيح بيك أخي يعقوب بن حسن الطويل وأعني بهم أمراء البايندرية فاختاروه للسلطنة فاشتد الخلاف بين الفريقين فلم يروا بدا من الالتجاء إلى سل السيف والاحتكام إلى قضائه فكانت النتيجة ان قضي على الأمير مسيح وظهرت علامات الاستقلال لبايسنقر فأعلن سلطنته بأبهة وإجلال (٣) وقتل في المعركة أكثر البايندرية .. وحينئذ سار الأمير بايسنقر إلى تبريز فجلس على سرير الحكم وهو لم يبلغ العشر سنوات من العمر فاستولى خليل الصوفي على إدارة الملك والمالية فعلا سعده. وصار صاحب الأمر والنهي وعزم أن يحقق ما كان أضمره لسائر الأمراء ممن كان في خدمة السلطان الراحل فبادر في القتل ، وصار يلتمس الوسائل للوقيعة بهؤلاء الواحد بعد الآخر .. ومن هؤلاء القاضي عيسى (٤) فقد أودى بحياته. أما الشيخ نجم الدين مسعود فقد تمكن من إنقاذ حياته خلال هذه الأحوال (٥).

__________________

(١) ورد في القرماني باي سنقر وكذلك جاء عن جهانشاه ومنهم من يكتب هذه الألفاظ ككلمة واحدة ولكل وجهة.

(٢) لب التواريخ.

(٣) كلشن خلفا وحبيب السير.

(٤) مضت ترجمته.

(٥) حبيب السير.

٢٩٢

٢ ـ أما محمود بيك بن أوغورلو محمد ابن الأمير حسن الطويل فقد انهزم يوم قتلة عمه مسيح بيك من المعركة وذهب إلى شاه علي پرناك وكان آنئذ حاكم العراق فالتحق به وادعى الاستقلال هناك فبايعه شاه علي ومن تحت إمرته فاستولى على أكثر بلاد العراقين وجمع ما لديه وسار إلى دركزين. فلما وصل خبره إلى تبريز قام في وجهه بايسنقر بتدبير من خليل الصوفي فتوجه إليه بجموعه فالتقى الفريقان في رباط أتابك من حدود دركزين فكانت الغلبة للسلطان بايسنقر بعد قتال شديد وحاول محمود بيك الهرب فتمكن السيد نعمة الله الهمداني من القبض عليه في طاحونة هناك وسير مهانا إلى الأمير بايسنقر فقضى عليه .. وفي هذه الحرب قتل شاه علي پرناك أيضا (١).

٣ ـ وفي هذا الحين ظن خليل الصوفي أن قد خلا له الجو فزاد تجبره وعتوه وتجاوز حد المعقول وعبث بالأمراء وأقصى الأيدي التي كانت تدبر الملك وترى شؤونه ... ذلك ما دعا سليمان بيك بيجن التركماني والي ديار بكر آنئذ أن ينهض للقراع ويجرب طالعه لما رآه من التقتيل بأمراء آذربيجان واتفق مع سائر أمراء ديار بكر فجمع جيشا سار به نحو تبريز فعلم الصوفي بذلك وسار لمقاومة الثائر فاجتمع الفريقان في حدود وان.

ومن الغريب أن القوم حينما تقاربوا من بعضهم وكانوا على أبواب الحرب مال دفعة واحدة كل من كان يضمر الخلاف للصوفي من أمراء آذربيجان (أمراء البايندرية) وألقوا القبض على بايسنقر ميرزا وجاؤوا به طوعا أو كرها إلى سليمان بيك بيجن فاحتفظ به واشتبك جيش سليمان بيك في القتال مع خليل الصوفي فانكسر جيش الصوفي وقتل هو أيضا مع جمع من الموصلية. وفي جامع الدول غدروا به عند اشتباك القتال

__________________

(١) حبيب السير ومنتخب التواريخ وجامع الدول.

٢٩٣

ومضى سليمان بيك مع بايسنقر إلى دار السلطنة ، ولم يتعرض للسلطان بايسنقر بل ناصره وصار هو ولي الأمر ، وأتابك السلطان. وقبض على المهام المتعلقة بالإدارة وسائر أمور المملكة ... وذلك في أواخر سنة ٨٩٦ ه‍ (١).

عالم آراي أميني :

في أيام السلطان بايسنقر قدم إليه هذا التاريخ ، وكان قد كتب في أيام والده. مر وصفه في هذا الكتاب. وقد ذكر الأستاذ محمد بن عبد الوهاب القزويني في المجلد الثالث من تاريخ (جهانكشاي جويني) وجود نسخة منه في المتحفة البريطانية.

حوادث سنة ٨٩٧ ه‍ ـ ١٤٩١ م

فرار بايسنقر ـ سلطنة رستم بيك :

كان رستم بيك بن مقصود بيك بن الأمير حسن بيك لما قتل مسيح ميرزا في المعركة السابقة ألقى خليل الصوفي القبض عليه وسجنه في قلعة آلنجق وصار خليل الصوفي أمير الأمراء ... ولكن بعد قتلة خليل هذا تعاهد قرق سيدي علي (٢) حاكم قلعة آلنجق وجماعة من التركمان على أن يسلطنوا رستم بيك فأطلقوه من السجن لتخليص آذربيجان والعراق فخرجوا من القلعة ونهض معهم أبيه (٣) سلطان فجهزوا الجيوش

__________________

(١) حبيب السير ومنتخب التواريخ وجامع الدول.

(٢) ورد في الكتب الفارسية غرق سيدي علي وفي التركية قرق سيدي علي وهو الصحيح ...

(٣) في كلشن خلفا آيينة سلطان والمعروف الشائع أبيه سلطان وهو أخو نور علي بيك البايندري وفي جامع الدول اشتهر بالله قلي سلطان وأصل اسمه إبراهيم بيك بن دانا خليل.

٢٩٤

العظيمة نحو بايسنقر فاستقبلهم الأمير سليمان بيك مع بايسنقر للمقاتلة ومن ثم وقبل التحام الجيوش صار يفر جيش بايسنقر أفواجا ويلحق بأعدائهم لحد أنهم بقوا وحيدين.

ولما كان الوضع بهذه الحالة اضطر بايسنقر أن يذهب إلى صهره شاه شيروان باتفاق من حسن علي بيك والشيخ نجم الدين مسعود فساروا إليه في أواخر رجب سنة ٨٩٧ ه‍ وسار سليمان بيك إلى ناحية ديار بكر. أما رستم بيك فإنه مضى في التاريخ المذكور إلى تبريز وهناك استقر حكمه وأذعنت له بالطاعة كافة الأنحاء وجاءته الوفود من العراقين وفارس وكرمان ولرستان وقدموا له الهدايا وأجروا مراسم الإذعان كما أنه أنعم بإنعامات وافرة على البايندرية بصورة لم يسبقه أحد إليها فإنه لم يدع واحدا منهم محروما ...

أما بايسنقر فإنه رحب به شاه شيروان وهو جده لأمه (فرخ يسار) فأكرم مثواه وأن نجم الدين مسعود قد سمه بعض الأمراء هناك عند تقديم الطعام له فجنى عليه وانتقل هو إلى رحمة ربه ، وإن سليمان بيك وصل ديار بكر وهناك صار يعقد الأماني والآمال إلى أن قتل. وسبب قتله أن سليمان بيك كان قد قتل في إبان سطوته أخا دانا خليل فلما رجع في حال نكبته إلى ديار بكر سنحت الفرصة إلى نور علي بيك بن دانا خليل أن ينتقم لعمه فانتهز حالة وجوده في الحمام المسمى حسين كيف وقت السحر فضربه وأرداه قتيلا. ونور علي بيك هذا بايندري أخو أبيه سلطان فلما بلغ خبر ذلك إلى رستم بيك فرح وأرسل خاله قاسم بيك واليا إلى هناك فوصل إلى المدينة وقام بأمر العدل فيها (١).

__________________

(١) حبيب السير ص ٣٣٣ جزء ٤ جلد ٣. ومنتخب التواريخ صحيفة ١٨٩.

٢٩٥

وفيات

١ ـ حسين بيك بن أوغرلو محمد بن حسن الطويل :

كان قد قتل والده على يد بايندر قاتل الدودار الكبير أحد أمراء أبيه لخروجه عليه ففر حينئذ هذا وأخوه أحمد. أما أحمد فذهب إلى ملك الروم فأقام في ظل سلطانه ، والمترجم فرّ لمملكة مصر فأقام بها في ظل سلطانها ، واستقدم له ابنة عمه وكان لتزويجه بها ما كان ... ثم رجا من السلطان ما وعده به من القيام معه في مملكة العراق فأدركته المنية في المدينة المنورة في ١٥ ذي الحجة سنة ٨٩٧ ه‍ ودفن بالبقيع. وكان له ذكاء وفطنة وميل إلى الأدب والتاريخ مع حسن عشرة (١) ...

٢ ـ الوزير نجم الدين مسعود : (ترجمته)

«وهذا رحمه الله كان متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ولطف الطبع وجودة الذهن ، يراعي العدل في إدارة المملكة وأمورها المالية. ويزرع في قلوب الأهلين بذور العاطفة الطيبة والإحسان ، وكان يختار لأمور الدولة وأمرائها من له كفاءة على القيام بالمهمات المودعة ومن هو بصير بها ... ويسعى جهده لإرضاء الأكابر والأداني وينصف الجميع ... وقد مضت الأمور على هذا الديدن مما أدى إلى عمارة المملكة بأطرافها ...» ا ه. كذا في حبيب السير. وقال إن هذا الوضع قد تبدل بتغير نيات السلطان نحو الصفوية ... فكان ذلك داعية انقراض هذه الحكومة ... والرجل من مؤرخيهم وتحامله ظاهر في إرضائهم.

وجاء في اتشكده ما نصه «اسمه الشيخ نجم الدين وأصله من بلدة ساوه وهو ابن عم القاضي مسيح الدين عيسى ، نال منصبا لدى السلطان

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٦٦.

٢٩٦

حسن بيك وكذا عند ابنه السلطان يعقوب حتى حصل على الوزارة .. وذكر له بعض الغزل من شعره (١).

وقد نعت نفسه في شعره بالشيخ وذكر ذلك في كل قصيدة فيه في الديوان الذي جمعه له وللقاضي مسيح الدين عيسى الأديب الفاضل إدريس البدليسي وله فيه مختارات من النظم جمعها له البدليسي لا تقل عن مقاطيع أكابر الشعراء ... وهي باللغة الفارسية. وأساسا إن سوقها آنئذ رائجة والاعتبار بها كبير والشعراء قاطبة في أيام الميرزا يعقوب من العجم ... والعلاقة والارتباط بإيران زائد جدا ...

ومما قاله فيه أنه لا يحصي صفاته وجميل خصاله لفظ ، ولا تنبىء عنها عبارة فهي لا تعد ولا تحد ... فعن شفقته وحبه لرجال الله حدث ولا حرج فهو مقبول عندهم كحظوته لدى الشاه وجيشه ، وعدله مع أرباب الحكومة والرعايا لا منازع فيه ... هو الوزير محرم الأسرار ، والنديم الروحي ليعقوب خان ، ومرجع الخلق في حسن الإدارة ... فلا يضارعه في كافة أوضاعه ندّ ... وأصله ينتمي إلى نسب عريق ونجار شريف فهو يتصل بقطب العارفين الشيخ شرف الملة والدين محمد الدركزيني قدس الله روحه يمت إليه بقربى العصوبة ... وكان ملاذا للفقراء ، ومرجعا للفضلاء ولم يقصر في تأييد قوانين الدين ، وتمهيد قواعد الشرع المبين فهو نعم المعين للقاضي صفي الدين عيسى بل لم يأل جهدا في حسن إدارة البلاد ، وسلوك الهداية والإرشاد ... (إلى أن قال) وبعد ارتحال السلطان عمت الفتن ، والتهبت نيران الإحن فاستشهد القاضي ثم زادت نيران المصائب اشتعالا حتى أودت بالوزير :

طواه الردى طيّ الرداء فأصبحت

معانيه ما فيهن منه سوى الذكر

__________________

(١) آتشكده ص ٢٢٧.

٢٩٧

يوسع صدري بالزفير ادكاره

على أن ذاك الوسع أضيق للصدر

هذا وقد أطنب في المدح والإطراء وقال جمعت هذه القصائد من بعض الأوراق المتناثرة ، والصحف الشاردة والألسنة والصدور ... مما كان يتغنى به القوم ... حتى تكونت لي هذه المجموعة ...

ودعاها (مجمعة النظم) إلا أنه فصل بين أشعار القاضي وبين أشعار الشيخ فجعلهما في ديوان واحد فقدم أشعار القاضي عيسى ثم ذكر نظم الشيخ نجم الدين ...

إدريس البدليسي ـ مجمعة نظم :

هذه المجموعة كان قد جمعها إدريس بن حسام الدين البدليسي وكان من أمراء الكرد ، ومن المؤرخين ، والأدباء ... فر من الشاه إسماعيل الصفوي والتجأ إلى الدولة العثمانية فنال حسن التفات وصار مظهر قبول من السلطان بايزيد خان الثاني فكتب باسم السلطان تاريخه المعروف ب (هشت بهشت) كتبه باللغة الفارسية وسماه أيضا الصفات الثمانية في أخبار قياصرة العثمانية ومنه نسخة في مكتبة نور عثمان في الأستانة تحت رقم ٣٠٨٢ وترجمه إلى التركية عبد الباقي سعدي بن أبي بكر الواني بأمر من السلطان محمود الأول عام ١١٥١ ه‍ ومنه نسخة في المكتبة الحميدية تحت عدد ٩٥٨.

وقد رأيت الكتاب في المكتبة العامة في استانبول وفيه أنه أمر بالترجمة عام ١١٤٦ ه‍ أوله : بنام خداوند جان آفرين الخ والكتاب في مجلد ضخم وقف به مترجمه ومؤلفه عند مناقب السلطان بايزيد فلم يتجاوزها.

وعلى الأصل ذيل لابن المؤلف البدليسي وهو أبو الفضل محمد

٢٩٨

أفندي (١) كتبه بالفارسية أيضا منه نسخة في مكتبة أسعد أفندي عدد ٢٤٤٧.

وفي تحفة الخطاطين أنه كان كاملا في الثلث والنسخ والتعليق وأنه كان كاتب الديوان لدى بعض أمراء العجم وشاعرا (الظاهر أنه يقصد السلطان يعقوب) وفي فتنة الأردبيلي (الشاه إسماعيل) التجأ إلى الحكومة العثمانية فأكرمه السلطان بايزيد الولي ومن آثاره تاريخ جامع قوجة مصطفى باشا في أعلى بابه وهو بخطه (التحفة ص ١١١) وخط وخطاطان ص ٥٩.

وفي تاريخ أنجمني ترجمة ابنه فضل الله وترجمته أيضا ...

وفي أيام السلطان سليم خان سير إلى كردستان فسعى لإدخال ديار بكر والموصل وكردستان في حوزة العثمانيين فكانت جهوده في هذا السبيل بليغة ... وفي عودته إلى العثمانيين حصل على كل الإعزاز والتكريم. وفي عام ٩٢١ ه‍ توفي في الأستانة وتربته في جوار أبي أيوب الأنصاري وله دار سبيل هناك ، وإن زوجته زينب خاتون دفنت في مسجد لها بالقرب منه ...

وله ترجمة في قاموس الأعلام (٢).

وقال في الكواكب السائرة (٣) : «إدريس بن حسام الدين العالم

__________________

(١) كان من أهل الكمال أيضا وهو دفتري في الحكومة وبنى جامعا في طوبخانة يقال له دفتردار جامعي ودفن فيه توفي سنة ٩٧١ وتاريخه فضل أولدي وله عدا الذيل على هشت بهشت نظيره على ديوان حافظ ر : تحفة خطاطين ص ١١١ وزاد في كتاب خط وخطاطان هو صاحب تاريخ الأكراد ، ومختصر هشت بهشت وكل في بلاد الصفوية قد تربى وتوفي في الأستانة وكان دفتريا فيها ر : ص ٥٩.

(٢) قاموس الأعلام ج ٢ ص ٨١١.

(٣) الكواكب السائرة في رجال المائة العاشرة. منه نسخة مخطوطة رأيتها في الظاهرية بدمشق.

٢٩٩

الفاضل المولى البدليسي العجمي ثم الرومي الحنفي كان موقعا لديوان أمراء العجم (البايندرية) ولما حدثت فتنة ابن أردويل (شاه إسماعيل الأردبيلي) ارتحل إلى الروم فأكرمه السلطان أبو يزيد (بايزيد) غاية الإكرام وعين له مشاهرة في مسانهة وعاش في كنف جماعته عيشة راضية وأمره أن ينشي تواريخ آل عثمان بالفارسية فصنفها وكان عديم النظير ، فاقد القرين بحيث أنسى الأقدمين ولم يبلغ إنشاءه أحد من المتأخرين وله قصائد بالعربية والفارسية تفوت الحصر ، وله رسائل عجيبة في مطالب متفرقة وبالجملة كان من نوادر الدهر ومفردات العصر توفي في أوائل سلطنة السلطانة سليمان خان رحمه الله ا ه (١).

وأما مجمعة النظم فإنها مما جمعه من نظم القاضي والوزير وفاء بحق الصحبة للموما إليهما وأولها :

چون أي حسن تو در آينه روح بديد

أذكر لبت جان سخن را تجديد

عيسى نفسان بياد لعلت جان بخشي

وصاف جمان تو شده شيخ ومريد

عندي نسخة مخطوطة من (مجمعة النظم) المذكورة وفيها بعض النقص على ما يظهر ... وفي الحقيقة هذا الديوان تاريخ حي ، ناطق بمقدرة القاضي والوزير ... ومقدمته تعين مكانتهما وليس فيها طمع أو أي أمل نحو الممدوحين فهي صفحة صادقة من لسان عارف بهما وصديق حميم لهما (٢) ... والظاهر من وصف تحفة الخطاطين ، وكتاب خط وخطاطان أن النسخة من مجمعة النظم بخطه وهي تعليق ونسخ معا وخطها جميل جدا وزمنها يقدر بزمنه.

__________________

(١) ورقة ٢٦ ـ ١.

(٢) نفس الديوان وقاموس الأعلام وحبيب السير ...

٣٠٠