حالة الوضوء (١) ، وقال هو عن نفسه بأنّه لم يمدّ يده اليُمنى إلى ذَكَره منذ بايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، وغيرها من حالاته التي تنمّ عن نفسية مهيّأة للتزيّد والمبالغة في التنظف.

٣ ـ استفادة عثمان من كون الوضوء نظافة وطهارة ، فلذلك يكون عنده تثليث الغسلات وغسل الممسوحات أكثر نظافة وطهارة ، ولا غضاضة في ذلك من وجهة نظره وإن خالفت السنّة النبوية.

٤ ـ وجود أحاديث نبويّة أمكنه الاستفادة منها في طرح وضوئه الغَسلي ، كاستفادته من إحسان الوضوء ، لأنّه كان قد قال بعد وضوئه الغسلي : « والله لأحدثنكم حديثاً ، والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ... إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ، ثمّ يصلي إلاّ غُفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها » (٣). واستُفيد من بعده من

______________________________

وفسروها بأنه كان يغتسل كل يوم ، قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ٣ : ١١٥ « ومراده لم يكن يمر عليه يوم إلا اغتسل فيه ، وكانت ملازمته للاغتسال محافظة على تكثير الطهر » فلو كان معنى صدر الحديث الاغتسال فان ذيل الحديث يؤكد تطهره. واغتساله خمس مرات لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب الله عليه فيصلى هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات بينها ، إذ انهم وتوحيدا لصدر الرواية مع ذيلها كان عليهم أن يقولوا باغتساله خمس مرات في اليوم لكنهم حملوا ذيل الخبر على الوضوء وصدره على الغسل.

(١) سنن الدارقطني ١ : ٩٦ ، كنز العمال ٩ : ٤٤٣ / ٢٦٨٨٨.

(٢) قال : ما مستُ ذَكَري بيميني مذ بايعتُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله !! سنن ابن ماجة ١ : ١١٣ ، المحلى ٢ : ٧٩ ، تاريخ دمشق ٣٩ : ٢٢٥.

(٣) صحيح مسلم ١ : ٢٠٦ / ح ٦.