٩ ـ تاريخ قم : للحسن بن محمد القمي ، قال أخبرني مشايخ قم عن آبائي أنه لما أخرج المأمون الرضا عليهالسلام من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة مائتين من الهجرة خرجت فاطمة اخته تقصده في سنة إحدى ومائتين فلما وصلت إلى ساوة (١) مرضت فسألت كم بينها وبين قم؟ قالوا : عشر فراسخ ، فقالت : احملوني إليها فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيت موسى بن خرزج بن سعد الاشعري ، قال : وفي أصح الروايات أنه لما وصل خبرها إلى قم استقبلها أشراف قم وتقدمهم موسى بن الخزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله ، وكانت في داره سبعة عشر يوما ثم توفيت رضياللهعنها ، فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها ودفنها في أرض كانت له وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البواري ، إلى أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليهالسلام عليها قبة.
قال : وأخبرني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضياللهعنها وغسلت وكفنت حملوها إلى مقبرة بابلان ووضعوها على سرداب حفر لها ، فاختلف آل سعد في من ينزلها إلى السرداب ، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له : قادر فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة (٢) وعليها لثام ، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ثم نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه ، ثم خرجا ولم يكلما أحدا وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما ، وقال : المحراب الذي كانت فاطمة رضياللهعنها تصلي فيه موجود إلى الآن في دار موسى ويزوره الناس (٣).
____________________
(١) ساوة : مدينة حسنة بين الرى وهمذان ، وبقربها مدينة يقال لها : آوة ، بينهما نحو فرسخين.
(٢) الرملة : مدينة بفلسطين ، كانت قصبتها ، وكانت رباطا للمسلمين ، وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا ، وهى كورة منها.
(٣) ترجمة تاريخ قم ص ٢١٣ طبع مطبعة مجلس ايران سنة ١٣٥٣ هـ.