وكان شاعرا محسنا ، وكان سناطا لا شعر في وجهه (١).
٣٥ ـ نهج : من كتاب له إلى أميرين من امراء جيشه : وقد أمرت عليكما وعلى من في حيز كما مالك بن الحارث الاشتر ، فاسمعاله وأطيعا واجعلاه درعا ومجنا ، فإنه ممن لا يخاف وهنه ولا سقطته ولا بطؤه عما الاسراع إليه أحزم ، ولا إسراعه إلى ما البطؤ عنه أمثل (٢).
قال ابن أبي الحديد في شرح هذا الكلام : هو مالك بن الحارث بن عبديغوث ابن سلمة بن ربيعة بن حذيمة (٣) بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن غلة (٤) بن خالد بن مالك بن داود ، وكان حارسا (٥) شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين عليهالسلام ونصره ، وقال فيه بعد موته : يرحم (٦) الله مالكا فلقد كان لي كما كنت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولما قنت علي عليهالسلام على خمسة ولعنهم وهم : معاوية وعمرو بن العاص وأبوالاعور السلمي وحبيب بن مسلمة و بسر بن أرطاة قنت معاوية على خمسة : وهم علي والحسن والحسين وعبدالله بن العباس والاشتر ، ولعنهم.
وقد روي أنه قال لما ولى علي عليهالسلام بني العباس على الحجاز واليمن و العراق : « فلما ذا قتلنا الشيخ بالامس؟ » وإن عليا عليهالسلام لما بلغته هذه الكلمة أحضره ولا طفه واعتذر إليه ، وقال له : فهل وليت حسنا أو حسينا أو أحدا من ولد جعفر أخي أو عقيلا أو أحدا من ولده؟ وإنما وليت ولد عمي العباس لاني سمعت العباس يطلب من رسول الله صلىاللهعليهوآله الاماراة مرارا ، فقال له رسول الله (ص) : « يا عم إن الامارة إن طلبتها وكلت إليها وإن طلبتك اعنت عليها » ورأيت بنيه في أيام
____________________
(١) شرح النهج ٣ : ٤٤٥ و ٤٤٦.
(٢) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) ٢ : ١٤ و ١٥.
(٣) في المصدر : ربيعة بن الحارث بن خزيمة.
(٤) في المصدر: علة.
(٥) في المصدر : ادد وكان فارسا.
(٦) في المصدر : رحم الله.