وروي أن أبا سفيان رأى النبي مطروحا على الارض فقال (١) بذلك ظفرا ، وحث الناس على النبي صلىاللهعليهوآله فاستقبلهم علي وهزمهم ، ثم حمل النبي صلىاللهعليهوآله إلى احد ونادى : معاشر المسلمين ارجعوا ارجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فكانوا يثوبون ويثنون على علي ويدعون له ، وكان قد انكسر سيف علي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : خذ هذا السيف ، فأخذ ذا الفقار وهزم القوم. وروي عن أبي رافع بطرق كثيرة أنه لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء (٢) قالوا : لا الكواعب أردفتم ولا محمدا قتلتم ، ارجعوا ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فبعث في آثارهم عليا في نفر من الخزرج ، فجعل لا يرتحلون المشركون من منزل إلا نزله علي فأنزل الله تعالى : « الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح » (٣) وفي خبر أبي رافع أن النبي صلىاللهعليهوآله تفل على جراحه ودعا له ، وبعثه خلف المشركين ، فنزل فيه الآية. (٤).
١١ ـ قب : فصل في مقامه في غزاة خيبر : أبوكريب ومحمد بن يحيى الازدي في أماليهما ، ومحمد بن إسحاق والعمادي في مغازيهما ، والنطنزي والبلاذري في تاريخيهما ، والثعلبي والواحدي في تفسيريهما ، وأحمد بن حنبل وأبويعلى الموصلي في مسنديهما ، وأحمد والسمعاني وأبوالسعادات في فضائلهم ، وأبونعيم في حليته ، والاشنهي في اعتقاده ، وأبوبكر البيهقي في دلائل النبوة ، والترمذي في جامعه ، وابن ماجة في سننه ، وابن بطة في إبانته من سبع عشرة طريقا عن عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وسهل بن سعد وسلمة بن الاكواع وبريدة الاسلمي وعمران بن الحصين وعبدالرحمن بن أبي ليلي عن أبيه وأبي سعيد الخدري وجابر
____________________
(١) في المصدر : فتفأل.
(٢) الروحاء ـ بالمد ـ هو الموضع الذى نزل به تبع حين رجع من قتال أهل المدينة يريد مكة ، فاقام بها وأراح ، فسماها الروحاء
(٣) سورة آل عمران : ١٧٢.
(٤) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٩٢ ـ ٥٩٤.