لفظه : فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أبابكر في تلك السنة على الموسم ليقيم للناس الحج ، بعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، فلما سار دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام فقال : اخرج بهذه القصة واقرء عليهم من صدر براءة ، وأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا ، فخرج علي عليهالسلام على ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآله العضباء حتى أدرك أبابكر بذي الحليفة ، فأخذها منه ، فرجع أبوبكر إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي أنزل في شأني شئ؟ فقال لا ولكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، ثم ذكر الثعلبي صورة نداء علي عليهالسلام وإبلاغه لما أمره الله به ورسوله (١).
أقول : روى ابن بطريق ما رواه السيد وغيره من صحاحهم وتفاسيرهم في العمدة بأسانيده لا نطيل الكلام بإيرادها (٢).
روى السيوطي في الدر المنثور قال : أخرج عبدالله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وأبوالشيح وابن مردويه عن علي عليهالسلام قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلىاللهعليهوآله ـ وساق الحديث نحو مامر من رواية سماك ثم قال ـ : وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبوالشيخ وابن مردويه عن أنس قال : بعث النبي صلىاللهعليهوآله ببراءة مع أبي بكر ، ثم دعا فقال : لا ينبغي لاحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياه.
وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبابكر ببراءة إلى أهل مكة ، ثم بعث عليا عليهالسلام على أثره فأخذها منه ، فقال أبوبكر : وجد في نفسه (٣) فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا أبابكر إنه لا يودي عني إلا أنا أورجل مني.
وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال : كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مكة ببراءة ، فكان ينادي (٤) أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن
____________________
(١) الطرائف : ١٢.
(٢) راجع العمدة : ٨٠ ـ ٨٣.
(٣) كذا في نسخ الكتاب ، ومعنى ( وجد ) : غضب. وفى المصدر : فكأن ابابكر وجد في نفسه. أى وجد في نفسه شيئا.
(٤) في المصدر : إلى أهل مكة ، فكنا ننادي.