أنه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف (١) وأبطل ما لا شك أنه منزل من القرآن ، وأنه مأخوذ من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو كان ذلك حسنا لسبق إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسيأتي في كتاب القرآن (٢) أن أمير المؤمنين عليه السلام جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله كما أوصأ (٣) به فجاء به إلى المهاجرين والأنصار ، فلما رأى أبو بكر وعمر اشتماله على فضائح القوم أعرضا عنه وأمرا زيد بن ثابت بجمع القرآن وإسقاط ما اشتمل منه على الفضائح ، ولما استخلف (٤) عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليه القرآن الذي جمعه ليحرقه (٥) ويبطله ، فأبى عليه السلام عن ذلك ، وقال : ( لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) (٦) من ولدي ، ولا يظهر حتى يقوم القائم من أهل البيت
__________________
(١) كما نص عليه السيد المرتضى في الشافي ٤ ـ ٢٨٣ ـ ٢٨٦ ، والشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ٤ ـ ١٠٥ ـ ١٠٨ ، وانظر ما جاء في تاريخ الخميس : ٢٢٣ ، والرياض لمحب الدين ٢ ـ ١٤١ ، والأنساب للبلاذري ٥ ـ ٦٢ وغيرها ، والبحث فيه ذو شجون.
وذكر في التاج الجامع لأصول العامة ٤ ـ ٣٤ إحراق عثمان ما وجد في كل صحيفة أو مصحف من القرآن غير ما جمعه منه. وأورد البخاري في صحيحه ١ ـ ١٤ ـ ١٩ باب جمع القرآن ، وباب نزول القرآن بلغة قريش ، وكتاب الأنبياء جملة روايات ، وكذا الترمذي في كتاب التفسير سورة التوبة حديث ٣١٠٣. وأورد ابن الأثير في جامع الأصول ٢ ـ ٥٠٣ ـ ٥٠٧ حديث ٩٧٥ ، ونص على جملة منها أبو داود في سننه في كتاب المصاحف ٣٤ ـ ٣٥ ، وفي كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ٢ ـ ٤٣ ـ ٥٢ ، وذكر في تعليقة جامع الأصول اختلاف عدد المصاحف التي أرسلها بها عثمان إلى الآفاق ، فلاحظ.
(٢) بحار الأنوار ٩٢ ـ ٤٠ ـ ٥٣.
(٣) كذا ، والصحيح : أوصى.
(٤) في ( س ) : استخلفت.
(٥) جاء في بحار الأنوار ٩٢ ـ ٤٣ : فيحرفوهم فيما بينهم.
(٦) الواقعة : ٧٩.