قال الإمام الباقر عليهالسلام أيضاً : «دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا ، لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا سيرة هؤلاء ، وهو قول اللّه عزّوجلّ : (وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ) (١).
٤ ـ (وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شَييءٍ فَسَأَكتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ) (٢)
قال الإمام الباقر عليهالسلام في حديث له : « (وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شَييءٍ) عِلم الإمام ، ووسع علمه الَّذي هو من علمه (كُلَّ شَييءٍ) هم شيعتنا (فسأكتبها للذين يتقون) يعني ولاية غير الإمام وطاعته» ثمّ قال : « (يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) يعني النبيّ صلىاللهعليهوآله والوصيّ ، والقائم (يأمرهم بالمعروف) إذا قام (وينهاهم عن المنكر) والمنكر من أنكر فضل الإمام وجَحَدَه ، (ويحلّ لهم الطيّبات) أخذ العلم من أهله ، (ويحرّم عليهم الخبائث) والخبائث قول من خالف ، (ويضع عنهم إصرهم) وهي الذنوب الّتي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام ، (والأغلال الّتي كانت عليهم) والأغلال ماكانوا يقولون ممّا لم يكونوا أُمروا به من ترك فضل الإمام ، فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم ، والإصر : الذنب وهي الآصار ، ثمّ نسبهم فقال : (الَّذين آمنوا به) يعني بالإمام (وعزّروه ونصروه وَاتَّبَعُو النُّور الَّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) يعني الَّذي إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان ، والعبادة طاعة النّاس لهم ، ثمّ قال : (أُنِيبُوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلَمُوا لَهُ) ثمّ جزّأهم فقال : (لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ) والإمام يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة
__________________
١ ـ الغيبة للطوسي : ص٤٧٢ ، ح ٤٩٣.
٢ ـ ١٥٦ ـ ١٥٧ / الأعراف / ٧.