بعض الروايات(١) قلت يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي ، قال : لا يرجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه ويروى « جماعة على أقذاء » يقول يكون اجتماعهم على فساد من القلوب شبهه بأقذاء العين انتهى.
وأقول : رواه في جامع الاصول(٢) بأسانيد عن البخاري ومسلم وأبي داود وفي بعض رواياته « وهل للسيف من تقية » وفي بعضها قلت « وبعد السيف » قال « تقية على أقذاء ، وهدنة على دخن » وفي شرح السنة وغيره بقية بالباء الموحدة ، و المعاني متقاربة أي هل بعد السيف شئ يتقى به من الفتنة أو يتقى ويشفق به على النفس ، وجذل الشجرة بالكسر أصلها ، والمعنى مت معتزلا عن الخلق حتى تموت ولو احتجت إلى أن تأكل اصول الاشجار ، ويحتمل أن يكون كناية عن شدة الغيظ.
٧ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن مسدد بن يعقوب ، عن إسحاق بن يسار عن الفضل بن دكين ، عن مطر بن خليفة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ثعلبة بن
____________________
(١) رواه أبوداود ولفظه : قال : قلت يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال : نعم ، قلت : فما العصمة؟ قال : السيف ، قلت : وهل بعدالسيف بقية [ تقية ] قال : نعم تكون امارة على اقذاء وهدنة على دخن ، قلت : ثم ماذا؟ قال : ثم ينشأ دعاة الضلال ، فان كان لله في الارض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فاطعه ، والا فمت وأنت عاض على جذل شجرة قلت : ثم ماذا؟ قال : ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهرو نار ، فمن وقع في ناره وجب اجره وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره ، قال : قلت : ثم ماذا؟ قال : ثم ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة.
وفى رواية : قال : هدنة على دخن وجماعة على اقذاء ، قلت : يا رسول الله الهدنة على ـ الدخن ماهى؟ قال : لا ترجع قلوب أقوام على الذى كانت عليه ، قلت : بعد هذا الخير شر؟ قال : فتنة عمياء سماء عليها دعاة على أبواب النار ، فان مت يا خذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع احدا منهم. راجع مشكاة المصابيح : ٤٦٣.
(٢) جامع الاصول ج ١٠ ص ٤١٤ ـ ٤١٧.