١ ـ روى في جامع الاصول عنها أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في مرضه : مروا أبابكر يصلى بالناس ، قالت عائشة : قلت إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال مروا أبابكر فليصل بالناس فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولى له : إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء ، فمر عمر فليصل بالناس ، ففعلت حفصة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنكن لانتن صواحب
____________________
٥ ص ٣٤١ مسند ابن حنبل ج ٢ ص ٢٠.
وعلى اى فقد أجمع أصحاب السير والاخبار على أن أبابكر وعمر وجميع المهاجرين الاولين ووجوه الانصار كانوا في جيش أسامة مأمورين بانفاذ الجيش والخروج إلى معسكرهم وفيما ذكرناه بلاغ وكفاية ، وسيأتى بسط ذلك في أبواب المطاعن عن ساير المصادر مستوعبا ، واذا كان الامر كذلك فلا يريب منصف في أن رسول الله ص لم يكن ليأمر أبابكر بالصلاة ولا عمرو لا غيره من هؤلاء المهاجرين والانصار ، بعد ما أمرهم بالخروج عن المدينة ولا كان ابوبكر وعمر وغيرهما من أهل الصحيفة المعهودة أن يجبهوا رسول الله بالمخالفة العلنية فيحضروا عنده أو يشخصوا اليه بأبصارهم ويرفعوا اليه رؤسهم ، اللهم الا متسللين لواذا يتجسسون الاخبار من وراء الحجاب فكيف بما روى أن ابابكر كان يصلى بهم أيام شكوى رسول الله ثلاثة ايام أو أكثر.
فالظاهر من الحال بضميمة سائر ما روى في الباب أنه قد كان دخل ابوبكر إلى المدينة وقد ثقل رسول الله ، فأمر الناس أن يصلى بهم أحدهم ، فأخبرت عائشة من كان على الباب خلف الحجاب ـ وهو بلال على ما ستقف عليه ـ أنه ص يأمر أبابكر بالصلاة بهم ، فتقدم ابوبكر من دون ريث وصلى بهم ركعة فنذر بذلك رسول الله فخرج على ما به يتهادى بين على والفضل بن عباس ورجلاه تخطان على الارض من شدة الوجع حتى عزله عن ذلك غضبا عليه من مخالفة أمره حيث لم ينفذ جيش أسامة ودخل المدينة بغير اذنه وسيتلو عليك تمام الكلام في كل فرد فرد من الاحاديث اتى سردها المؤلف العلامة في المتن انشاء الله تعالى.