............................
____________________
هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الاخبار .. فلما كان يوم الاربعاء ، بدئ برسول الله فحم وصدع ، فلما أصبح يوم الخميس عقد لاسامة لواء بيده ثم قال : أغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله ، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الاسلمى وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحمد من وجوه المهاجرين الاولين و الانصار الا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وابوعبيدة بن الجراح وسعد بن ابى وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الاولين فغضب رسول الله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ايها الناس!
فما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميرى أسامة ، ولئن طعنتم في امارتى أسامة لقد طعنتم في امارتى أباه من قبله وأيم الله ان كان للامارة لخليقا وان ابنه من بعده لخليق للامارة ..
ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الاول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله ويمضون إلى العسكر بالجرف ، وثقل رسول الله فجعل يقول : أنفذوا جيش أسامة ( وزاد في رواية أخرجها ج ٢ ق ٢ ص ٤١ : ثلاث مرات ) فلما كان يوم الاحد اشتد برسول الله وجعه يرفع إلى السماء ثم يضعها على أسامة ( بل يصبها على أسامة كما في رواية اخرى سيجئ نصها ) قال : فعرفت أنه يدعولى ( وأقول : بل قد كان يأمره بالرحيل وتنقيذ الجيش اللهم الا أن يزعم أحد أن النبى ص كان يشير إلى الله ليفتهم عنه ويجيب دعاءه ، نعوذ بالله من الكفر ) ورجع أسامة إلى معسكره ثم دخل يوم الاثنين وأصبح رسول الله مفيقا فقال له : اغد على بركة الله ، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل ، فبينا هو يريد الركوب ، اذا رسول أمه أم أيمن ( وفى رواية أخرى ج ٤ ق ١ ص ٤٧ فاطمة بنت قيس امرءته ) قد جاءه يقول : ان رسول الله يموت ... وروى ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى على ما في شرح النهج ج ٢ ص ٢٠